المرجان البحري المداري يتكيف مع تغيرات المناخ
صورة جوية للحاجز المرجاني
على السواحل الأسترالية (الفرنسية-أرشيف)
مازن النجار
أفادت دراسة جديدة أن الحياة البحرية في الحيود المرجانية المدارية أصبحت أقل عرضة للعطب بسبب تغيرات المناخ العالمية مما كان يعتقد سابقا.
تقدم الدراسة -التي نشرت في العدد الأخير من مجلة نيتشر العلمية- دليلا أوليا على أن الحياة البحرية في الحيود المرجانية قادرة على التكيف مع ظاهرة "التبييض" التي تحدث عندما يتسبب ارتفاع حرارة البحار في موت الطحالب المجهرية التي تعيش داخل الصخور المرجانية. ولا يمكن أن توجد حياة في الحيود المرجانية بدون وجود هذه الطحالب.
وتقدم الحيود المرجانية موطنا وبيئة لحوالي 25% من أنواع الكائنات البحرية في العالم، وتدر سنويا نحو 30 مليار دولار كعوائد للصيد البحري والسياحة طبقا للإدارة القومية الأميركية للمحيطات والجو (NOAA).
كما تقوم الحيود المرجانية بحماية الشواطئ من أضرار حركة الأمواج التي تهدد الممتلكات والأرواح، خصوصا في مناطق المداريات.
وتسارعت عملية تبييض الحيود المرجانية في السنوات الأخيرة ويعتقد بأنها قتلت سدس مرجان العالم، خصوصا في آخر حلقاتها الرئيسية التي وقعت عام 1998.
وقام الباحثون بقيادة أندرو بيكر من جمعية المحافظة على الحياة البرية بمقارنة التكوين الجيني للطحالب في الحيود البحرية لجمهورية بنما بأميركا الوسطى –والتي عانت من ظاهرة التبييض عام 1998– بتلك الطحالب التي لم تتأثر بذلك. ووجدوا أنه بعد حدوث ظاهرة تبييض قاسية، ازدادت نسبة أصناف الطحالب البحرية المقاومة للحرارة في الحيود المرجانية.
وبدراسة الحيود المرجانية في الشرق الأوسط، وجد الباحثون أن الطحالب المقاومة للحرارة هي السائدة بين طحالب حيود الخليج العربي، والتي تعرضت لظاهرة تبييض قاسية عندما وصلت درجات الحرارة في بعض أماكنها إلى 38 درجة مئوية. على العكس من ذلك، في حيود البحر الأحمر المرجانية حيث لا تتجاوز درجات الحرارة مستوى 29 درجة، كانت الطحالب المقاومة للحرارة نادرة.
وعندما قارن الباحثون بين الحيود الكينية التي تعرضت للتبييض عام 1998 كذلك وبين حيود موريشيوس التي نجت من التبييض في ذلك العام، توصلوا إلى نفس النتيجة السابقة.
يذكر أن للحيود المرجانية أهمية اقتصادية وبيئية بالنسبة للدول المدارية. وبحسب تقارير NOAA توفر هذه الحيود 25% من الثروة السمكية في الدول النامية ذات الحيود المرجانية، كما تؤمن الغذاء لمليار إنسان في قارة آسيا وحدها.
ورغم أن الباحثين لا يعلمون تماما سبب التحول في أنواع الطحالب، فإن نتائج الدراسة تشير إلى أن هذا التحول قد يتيح للحيود المرجانية مقاومة ظاهرة التبييض في المستقبل.