زواج الصحف: تزوج عجوزا بـ(5) مليون ريال
الاحد 15 أغسطس/آب 2004م، 29 جمادى الثانية 1425 هـ
طريقة مثلى للزواج
أمر مرفوض وغريب
مقاييس مادية
طباعة
حفظ
ارسال بالبريد الإلكتروني
المرأة في إعلانات الزواج سلعة معروضة للبيع
الرياض - العربية.نت
يحمل الاندفاع نحو إعلانات الزواج المنشورة في الصحف العربية داخل طياته أخطارا جمة كونها تفتقد المصداقية والجدية، حسب ما يرى الكثير من خبراء علم النفس والاجتماع الذين يعتبرون أن مثل هذه الإعلانات تحول الشخص إلى مجرد سلعة معروضة للبيع وتجعل الزواج عرضاً وطلباً بدلا من كونه رباطا مقدسا تقوم على أساسه أسر جديدة.
وقد تباينت آراء الشباب حول هذا الأسلوب في الزواج بين رافض بشدة ومؤيد بتحفظ ومتحمس تماما لما تحمله الفكرة من غرابة وخروج عن القواعد التقليدية، وأوضح عدد من الشباب والبنات أن إقدامهم على هذه الإعلانات كان من باب التجريب.
وفي التحقيق الذي نشرته "الوطن" السعودية قال محمد مجمل (47 عاماً) بكالوريوس إعلام، يمني الجنسية ولديه خمسة أبناء إنه أقدم على خطبة عجوز نشرت إعلانا في إحدى الصحف تطلب فيه زوجا لامرأة تبلغ من العمر 75 عاماً تملك ثروة كبيرة ولديها استعداد لمنحه مبلغ (5) ملايين ريال بشروط. ويرى أن المبلغ المعروض مغر جداً لأي شخص ولكن الأهم من ذلك أن هناك أسئلة كثيرة محيرة فعلاً قد لا تجد الإجابة إلا عند هذه المرأة شخصياً الأمر الذي دفعه للتقدم لخطبتها بإرسال بعض المعلومات (السيرة الذاتية) وكذلك صورة شخصية حديثة له وتعهد بجدية طلبه". وكنت رقم 65 في قائمة خاطبي هذه العجوز الذين ربما تجاوزوا مائة شخص حتى الآن".
طريقة مثلى للزواج
وتبدي دلال عبد الرحمن (20 سنة) حماسا غير عادي بقولها إن هذه الطريقة تعتبر أفضل طريقة للزواج اليوم، فلكل عصر لغته والزواج بمثل هذه الطريقة هو لغة هذا العصر، لأن الزواج أصبح مرتبطاً بخروج الفتاة للحياة والعمل ومع رحلة العمر تتعرض للكثير من المتاعب فتلك الطريقة في الزواج تحفظها وتعطيها الفرصة لبناء حياتها الزوجية كما تريد .ولا ترى خطأً في سعي الرجل أو الفتاة للزواج بهذا الأسلوب.
وتضيف دلال"أنا شخصياً أقدمت على وضع مواصفاتي في إحدى المجلات الخليجية وسرعان ما انهالت علي الرسائل عبر البريد الإلكتروني والعادي ووقفت أمام آلاف الشباب الذين يرغبون الزواج بي، ولكنني لم أجد ما أطلبه حتى الآن فالغالبية تسألني عن مستوى أبي المادي غير مكترثين بي وآخرون يعرضون علي زواج "المسيار"ولكنني لن أيأس سأعاود الكرة مائة ألف مرة حتى أجد من أبحث عنه ولن انتظر عريس العائلة لكي يأتي فكلهم لدي سواء".
أمر مرفوض وغريب
أما هند بركات "(22 عاما – جامعية) فلا تشجع هذه الطريقة في الزواج، ولا تتصور أبدا أن تبني فتاة حياتها على إعلان في جريدة "لأن مثل هذه الحياة ستصبح مملة خالية من الحب، فمن المحتمل أن الطرف الآخر سيوافق بدوافع مادية أو معنوية، لكنه أمر غير طبيعي ويتسم بالغرابة ومرفوض من جانبي تماماً".
ويرى مازن شرف (37 عاما- رجل أعمال) أنه من النادر جداً أن ينجح زواج بهذه الطريقة فالكلام المكتوب بالجريدة غالباً ما يختلف عن الواقع، وربما إذا أعطي الطرفان مساحة كافية من الوقت لدراسة طباع بعضهما لاختلف الوضع، لكنه يعتقد أنه سيكون زواجاً مفتقداً لكل مقومات النجاح، أو زواج ضرورة فقط لتحقيق حلم كان يراود شخصا فدخل في صفقة قد تؤدي إلى حصوله على بغيته.
ويؤكد حسام محمد البالغ من العمر 44 سنة ويعمل موظفا في القطاع خاص أن الشخص الذي يلجأ إلى الزواج بمثل هذه الطريقة شخص له ظروف خاصة، وربما يكون الزواج على هذا النحو هو الأفضل من وجهة نظر صاحب الطلب، ويعتبر حسام أن أغلب الشباب اليوم يندفع نحو العروس الثرية أو الفتاة التي لديها دخل ثابت، بل إن كثيرين يفضلون زواج المسيار كسبيل للتنصل من المسؤولية والهروب من الواجبات والاندفاع نحو متع الحياة دون تفكير.
مقاييس مادية
وتعلق استشارية الطب النفسي د. منى الصواف على زواج الجرائد بقولها "يعتمد هذا الزواج على مقاييس مادية أكثر من ناحية الشكل والمظهر والدخل والوظيفة أيضا، ولكنه لا يشمل الجوانب النفسية العميقة التي لا يمكن إغفال دورها في تكوين رابطة أسرية مستديمة، وهذا الإقبال على الشكليات يشجع ضعاف النفوس لاستغلال هذا الموضوع بكل إمكانياته، ففي بعض الأحيان نجد بعض الشباب المنحرفين أخلاقيا يلجؤون إلى الخطبة الشرعية بالذهاب إلى منزل العروس لخطبتها من والدها والتعرف على الأسرة فالظاهر أنه قد التزم بالطريق الصحيح، ولكنه مبطن النية فالهدف من وراء ذلك ليس الزواج وإقامة الأسرة".
وتنصح د. الصواف الأسر بالانتباه وتوخي الحرص واليقظة لأن الروابط الاجتماعية اليوم صارت أضعف ومن هنا يجنح الشباب لهذا الأسلوب في البحث عن الزوج أو الزوجة، وتفضل الدكتورة الصواف جمعيات مساعدة الشباب على الزواج كوسيلة أكثر أمنا وجدية من زواج الصحف والخاطبة وما شابه ذلك، لأن تلك الجمعيات تشرف عليها كوادر متخصصة مؤهلة وعلى قدر كبير من المسؤولية وعلى دراية كبيرة بأنماط السلوك لدى الأسر وبإمكانهم التوفيق بين الطرفين في ظل أوضاع أسرتيهما وهو ما لا توفره إعلانات صحيفة أو مجلة أو معلومات يمكن أن تفقهها الخاطبة.
وفي الختام شككت د. الصواف في مصداقية ما نشر عن عجوز سعودية عرضت مبلغاً قدره (5 ملايين ريال) لمن يتقدم ويقبل الزواج منها وتعتبره نوعا من الإثارة المصطنعة. وتضيف "لا أستبعد أبدا أن وراء هذه القصة امرأة أو رجل يتسلى بأهواء ورغبات البشر".