العملاق الأحمر
صحيح أن الطاقة النووية تعطي القدرة للشمس وبما أنها معين هائل فإنها تؤخر حدوث النهاية , ولكن على كل حال , فإن الشمس ستصل إلى نقطة ختام , حتى لو بعد بلايين السنين . وهكذا كان الاعتقاد حتى الأربعينات من هذا القرن . إن الشمس سوف تبرد في النهاية , وستشحب وتظلم , وبالتالي تتجمد خلال شتاء لا ينتهي . فيما بعد , أثبتت الدراسات أن هذه الصورة ليست صحيحة تماماً ذلك أن كل نجم يعيش في توازن بين الحقل الجاذبي والتفاعلات النووية إن الحقل الجاذبي يميل بالشمس إلى التقلص بينما حرارة التفاعلات النووية تميل بالشمس إلى التمدد وهكذا يحدث التوازن وبالتالي يظل النجم دون تغير(ولو في مظهرة ) فإذا كانت كتلة النجم أكبر زادت ثقافة الحقل الجاذبي وبالتالي زاد الاتجاه نحو التقلص ولكي تضل حالة التوازن من حيث الحجم عليه أن يحرص تفاعلات نووية بمعدلات أكبر وبالتالي تحدث فيه درجة حرارة أعلى وهي ضرورية لتحقيق التوازنولذلك كلما كبرت كتلة النجم كلما توجب أن يكون ساخن وكلما زادت سرعة استهلاك الوقود النووي فيه أي استهلاك الهيدروجين وطبعاً لأن الكتلة أكبر فإن مخزون الهيدروجين أكبر ،وطبعاً أكبر ، فإن النجم الأكبر يستهلك بمعدلات أكبر أي أنه يستهلك مخزونه من الهيدروجين بدرجة أسرع ، وكلما كبرت الكتلة ازدادت سرعة استهلاك الوقود وبالتالي زادت سرعة نفاذ ذلك الوقود . لنفترض أننا ندرس مجموعة من النجوم أي تحتوي على عدد من النجوم مابين مئات وألوف النجوم المتباعدة بين بعضها . عن طريق التلسكوب يمكننا رؤية مئة منها فقط . وبعض هذة المجموعات قربة بحيث يمكن مشاهدة بعض نجومها بالعين المجردة كل النجوم التي تشكل مجموعة واحدة بدأت حياتها في نقطة مشتركة منطلقة من غيمة غبار وغاز ,ولكن أكبر هذة النجوم تقدم أكثر من غيرة , وهكذا نحصل على كامل ألوان الطيف حسب تفاوت النجوم في تقدمها خلال طريق كل منها وحسب تفاوت الكتل .ويمكننا معرفة هوية الدرب . الذي يسلكه كل نجم عن طريق قياس الحرارة والتوهج مقابل الكتلة . وكذلك يستفيد الفلكيون من معارفهم بخصوص التفاعلات النووية , وبالتالي يتمكنون من فهم مجريات الأحداث فيقلب النجم صحيح أن النجم سيبرد في النهابة ولكنه قبل ذلك يمر في مرحلة طويلة يسخن خلالهاوحيث أن الهيدروجين ينقلب إلى هيليوم في قلب النجم , فإن القلب يصبح غنياً بالهيليوم أكثر فأكثر, ولذلك يصبح أكثر كثافة وبالتالي يتزايد حقل الجاذبية في قلب النجم , وهكذا يتقلص النجم , وبسبب التقلص يسخن كامل النجم تدريجياً , ثم يتوسع النجم قليلاً لأن القلب قد تقلص , في النهاية نجد القلب ساخناً جدا ً وبدرجة تسمح بانطلاق التفاعلات النووية . إن نوى الهيليوم في الخل تبدأ الإلتحام لتشكل نوى جديدة وأكثر تقيداً , لعناصر أخرى مثل الكربون والاكسجين والمغنيسيوم والسيلكون حتى الآن فإن القلب ساخن جداً وتخلخل التوازن في النجم بصالح التمدد والنجم بدء بالتضخم في تسارع ومع التمدد تزداد الطاقة الكلية التي يشعها النجم لكن تلك الطاقة تنتشر على سطح هائل بسرعة أي أن حرارة أي جزء من السطح تنخض وهكذا يبرد السطح إلى الدرجة التي يلمع معها بلون أحمر ساخن بدل اللون الأبيض الذي يميز النجم الفتي إذن النتيجة التي نصل إليها هي مرحلة العملاق الأحمر .كل النجوم عاجلاً أم آجلاً ستصل إلى مرحلة العملاق الأحمر و كلما زادت كتلة النجم فإن حدوث العملاق سيكون في وقت أبكر ونفس الشيء كلما كانت الكتلة أقل تأخر حدوث ذلك طبعاً هناك بعض النجوم الضخمة ذات الكتلة الهائلة لذلك تضل مليون سنة في مرحلة الأنشطار الهيدروجيني قبل أن تصبح عملاقاً أحمر وهناك نجوم صغيرة تضل /200/ بليون سنة قبل أن تصبح عملاقاً أحمر .وطبعاً يعتمد حجم العملاق الأحمر على الكتلة ولكن فالنجم الذي يملك كتلة كبيرة قد يتمدد يصبح قطره أكبر من قطر الشمس بمئات المرات. .
