بوادر مشجعة لوقف تصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري !!!
خلصت دراسة علمية جديدة إلى أن التقنيات الضرورية لوقف تصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري متوافرة فعلا، وأنه من الواجب البدء فورا بتطبيق هذه التقنيات لوقف تصاعد الظاهرة.
وتركز الدراسة التي نشرتها مجلة ساينس العلمية في عدد 13 أغسطس/آب اهتمامها على دور ثاني أكسيد الكربون المنبعث من احتراق الوقود الحفري كالفحم والنفط والغاز الطبيعي، فهو المسؤول الرئيسي عن ظاهرة الاحتباس الحراري الكوني. وهذا ما يتطلب تركيز الجهود على خفض عوادم احتراق الوقود كطريقة رئيسية لتناول مشكلة تغيرات المناخ التي سببها الإنسان.
ولتحقيق ذلك حدد الباحثان ستيفن باكالا وروب سوكولو 15 تقنية تقوم باحتجاز الكربون أو تتيح طاقة بديلة لا ينبعث منها أكسيد الكربون أو تحسن كفاءة إنتاج الطاقة من مصادرها الكربونية لتقليل انبعاث الكربون. ويقدر الباحثان الفائدة الناجمة عن الاستخدام الواسع لأي من هذه التقنيات بانخفاض العوادم الكربونية المنبعثة بمليار طن سنويا -على الأقل- بحلول عام 2054.
وتتضمن الخيارات المتاحة اللجوء إلى مصادر الطاقة المتجددة كالرياح والطاقة الشمسية، والانتقال من استعمال وقود الفحم إلى الطاقة النووية أو الغاز الطبيعي، واحتجاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن محطات توليد الطاقة الكهربية، وزيادة كفاءة استعمال وقود السيارات والكهرباء، وتوسيع مساحات الغابات عالميا، واستعمال وقود الكتلة الحيوية مثل الإيثانول.
وتقدر كميات ثاني أكسيد الكربون المنبعثة سنويا عن احتراق الوقود الحفري بسبعة مليارات طن من الكربون سنويا. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم في الـ50 عاما القادمة نظرا لزيادة السكان والطلب على الطاقة. بيد أن تطبيق تشكيلة من هذه التقنيات المتاحة كفيل بخفض ما ينبعث من ثاني أكسيد الكربون والحفاظ على مستوياته الحالية.
وتفتح هذه النتائج الباب واسعا للبدء بخطوات عملية لوقف ظاهرة الاحتباس الحراري دون عناء. ويرى باكالا وسوكولو أن التقنيات الحالية تحتاج فقط إلى توسيع مدى تطبيقاتها وزيادة الموجود منها. فمثلا إذا أردنا أن نخفض انبعاث ثاني أكسيد الكربون بمقدار مليار طن باستخدام طاقة الرياح فإننا نحتاج إلى مضاعفة عدد طواحين الهواء الموجودة اليوم 50 ضعفا.
ويؤكد الباحثان ضرورة الانتشار الواسع لهذه التقنيات في العالم النامي. فمن المهم للصين والهند مثلا أن تحققا تقدما في توليد طاقة الكربون النظيفة واحتجاز الكربون. وفي هذا السياق تعد البرازيل من الدول الرائدة في استعمال الوقود الحيوي (الإيثانول) الذي يتم إنتاجه من قصب السكر.
أما جنوب أفريقيا فهي رائدة في إنتاج الوقود التوليفي من الفحم وتمتلك أضخم مركز إنتاج عالمي. ولذلك فإننا نحتاج لـ200 مركز إنتاج وقود توليفي مماثل حول العالم لخفض انبعاث ثاني أكسيد الكربون بمليار طن سنويا.