شيخ قطري من أصل مغربي يدعو من الإمارات إلى «رنين إسلامي» للهواتف الجوالة
الداعية سعيد الزياني: نسمع بعض الهواتف ترن بألحان لبيتهوفن وموزارت وفيروز أثناء الصلاة أو الطواف حول الكعبة وهذا مشوّش للعبادة تماما
لندن: كمال قبيسي
في الشارقة تلفزيون محلي ـ فضائي أيضا يبث برنامجا اسمه «قضايانا» يعده داعية مغربي حاصل على الجنسية القطرية، هو الشيخ سعيد الزياني، أو الرجل الذي يقضي منذ أسبوعين إجازة في مدينة الرباط، يعود بعدها بأسبوعين إلى الإمارة حيث يقيم بينها وبين الدوحة كداعية متنقل يخطب في مساجد المدينتين بشكل خاص، أو متى تلقى دعوة إلى مسجد في الخارج.
وقبل مغادرته إلى المغرب أعد الشيخ سعيد حلقة عادية من «قضايانا» الذي بدأ بتقديمه منذ أربعة أشهر فقط بالتعاون مع زميليه، وهما الإعلامي الإماراتي إسلام الشاوي والشيخ الفلسطيني عبد الرحمن محمود، حيث سأله شاب من الحاضرين عن الهواتف الجوالة، فعرض الشيخ سعيد دعوته إلى ما يمكن تسميته برنين إسلامي للهاتف الجوال لا يخالف الشريعة أو يشوش على طقوسها، كقوله إنه قد حان الوقت على مستخدمي هذا النوع من الهواتف أن يتوقفوا عن اعتماد رنين لا يناسب مناخ العبادة في الصلاة أو الطواف حول الكعبة، لذلك اتصلت به «الشرق الأوسط» أمس، فرد من الرباط عبر هاتفه الجوال حين كان يقود سيارة وإلى جانبه أحد أولاده الخمسة وقال إنه دعا إلى تغيير رنين الهواتف الجوالة فعلا «خصوصا خلال الصلاة أو الطواف، والأفضل إقفال الهاتف تماما» بحسب تعبيره.
ويبلغ الشيخ سعيد 52 سنة من العمر، وهو كان قبل عقدين من الزمان صحافيا في دار الإذاعة والتلفزيون بالرباط، ثم تحول إلى داعية إسلامي ينشط بشكل خاص بين الإمارات وقطر، التي منحته جنسيتها مع آخرين من الدعاة لسبب لم يرغب بذكره. وهو يقول إن بعض الأشخاص «يعتمد رنينا لهاتفه الجوال لا يناسب تأدية الصلاة بالمرة (..) فأنا بنفسي سمعت رنين هاتف أحدهم وهو يصلي ولم يكن الرنين سوى لحن لبيتهوفن، وآخر سمعته لحنا لموزارت، وكان ذلك أثناء الصلاة تماما، وهذا يشوش على الإمام وعلى المصلين ويزعج، بل يبعد الإنسان عن التركيز» كما قال.
ودعا الشيخ سعيد «إلى اعتماد رنة عادية للهاتف الجوال، شبيهة برنين الهواتف الثابتة في المنازل، فهي على الأقل لا تشوش على أحد ولا تعطل الذهن.
ولكن الأفضل هو إقفال الهاتف قبل الصلاة أو قبل الدخول إلى الحرم المكي للطواف» بحسب تعبيره.
* رنين الهاتف يفسد الصلاة ؟
ـ لا يبطلها ولا يفسدها، إنما يشوّش على الإمام والمصلين كما ذكرت. تصور نفسك تصلي في المسجد وفجأة يرن هاتف أحدهم بلحن لفيروز مثلا، فهذا قد يبعدك عن التركيز على الأقل ويزعج خاطرك.
* والطواف حول الكعبة ؟
ـ رنين الهاتف لا يبطل طوافك حول الكعبة، ولكنه مزعج ولا يناسب قدسية المكان، خصوصا إذا كان الرنين ملحونا، وليس عاديا.
* هل سمعت بنفسك رنينا مبالغا فيه أثناء الصلاة أو الطواف؟
ـ سمعت في المسجد. أما في الحرم المكي فان صديقا أخبرني بأنه سمع شخصا كان يطوف حول الكعبة وهو يتحدث إلى شخص آخر بالهاتف النقال.. تصور أنه كان يسأله ويقول: «شلونك وشلون العيال ؟.. أنا الحين في الشوط الثالث من الطواف» وهكذا كانا يتسامران في الحديث، وهذا مناف لقدسية المكان والطواف طبعا.. الرنين المزعج والحديث بالهاتف الجوال خلال الطواف لا يفسده، إنما ينقص من الأجر بالتأكيد.
* أنت ضد الرنين إذا كان لحنا لموسيقار غربي، أو لحنا لأي كان ؟
ـ أي رنين تلحيني هو مشوش، ولو كان لحنا لموسيقار عربي أو غيره.
* كيف هو رنين هاتفك الجوال أنت بالذات ؟
ـ رنين هاتفي هو مقدمة برنامجي «قضايانا» في التلفزيون.
* هل هو مزعج ؟
ـ أبدا، بل هو خفيف، وأنا على أي حال أقفل الجوال تماما قبل الدخول إلى المسجد، وأدعو الجميع إلى إقفاله.
وكانت «الشرق الأوسط» قد تحدثت قبلها إلى زميل الشيخ سعيد في البرنامج، وهو الإماراتي إسلام الشاوي، فشرح عبر هاتفه الجوال من الشارقة أن «قضايانا» هو برنامج موجه للشباب المسلم بشكل خاص وللمراهقين منه بالذات، وذكر أن إحدى الحلقات تطرقت مرة إلى كيف يجب على الإنسان أن يمرح ويفرح «أي كيف يتوجب عليه أن يعبر عن فرحه متى حدث معه ما يسره ويفرحه، فعليه وهذه الحالة أن لا يفقد صوابه ولا اتزانه ولا يرقص ولا يتغنج ولا يتدلل طبعا، لأن هذا كله مخالف للشريعة ومشوش على مناخها».
--------------------------------------------------------------------------------
