القادة المؤهلين أساس نجاح الشركات
خلال 9 سنوات قام السيد/ لاري بوسدي بدفع شركة (سيجنال المتحدة) من مكانتها الضيقة والمحدودة كمؤسسة كانت تحقق عائد على الاستثمار يعادل نسبة 10.5 % فقط إلى شركة كبيرة تحقق عائد أكبر بتسع أضعاف العائد السابق يتمتع به حملة أسهم الشركة. ولكن الشئ المحير ما لذي فعله السيد/ لاري بوسدي ؟
لقد اكتشف السيد/ لاري بوسدي، وطوّر العديد من القادة على مستوى الشركة وجعل ذلك من أولى الأولويات لأهدافه ولإدارته للشركة حيث كان يقضي 40% من وقته لتحقيق هذا الهدف.
ويقول لاري أنه من المستحيل قضاء وقت طويل على عملية تطوير أسلوب الإدارة على كافة المستويات ولكن يجب التركيز على الإدارة العليا التي تعتبر المؤثر الأول في سير العمل عموما. إلا أن المديرين التنفيذين يستنكفون تلك المهام ويفضلون تفويضها لمن دونهم .
تنفيذ الفكرة عمليّا:
يؤكد السيد/ لاري على حقيقة أنه لو أن الشركة لا ترقى إلى المستوى المطلوب والمأمول إداريا فمن المؤكد أن الإدارة فيها تحتاج إلى مؤازرة ودفعة كبيرة . ولذا ينصح لاري بالتوصيات التالية:
•اجعل التطوير الإداري من الأولويات الضرورية:
في العامين الأولين من عمله في شركة سيجنال المتحدة كرّس لاري مجهوده ونسبة 30-40% من وقته في انتقاء وتعيين القادة المؤهلين وكذلك في عمليات التطوير الإداري بالرغم من اعتراض المساهمين في اجتماعات الجمعية العمومية حيث كانوا يريدونه أن يركز أكثر على الإنتاج وعلاقات العملاء والموارد وعلى المديرين التنفيذيين الحاليين فقط.
•ركز على القادة الفاعلين في شركتك وأهمل القادة غير المؤهلين:
في زيارات السيد/ لاري للشركة وفروعها المتعددة كان يركّز على القادة ومعرفة إمكانياتهم وقدراتهم بحيث يتم الاستغناء عن القادة أو المديرين الذي لا يبشرون بخير ويتم تعيين غيرهم ممن يرى أنهم قد يكونوا أفضل من الحاليين مما كان ينتج عنه تعيين المئات من الموظفين في الفروع.
•استهدف تطوير الإدارة التنفيذية في الشركة:
عليك أن تعثر على الموظفين القادرين على إدارة شركتك بمهارة الآن والذين يمكن أن يبزغ منهم القادة الموهوبين مستقبلا . واستهدف أن تملأ الوظائف الشاغرة بالشركة للإداريين من الداخل أي عن طريق ترقية الموظفين.
•كن على دراية بعمليات التقييم الداخلي والخارجي للموظفين:
قام السيد لاري بوسدي بتقييم الموظفين بالشركة وتقييم المتقدمين للوظائف الخالية بها ووضع 360 درجة موزعة على بنود التقييم الداخلي أي من داخل الشركة والتقييم الخارجي أي من قبل تقارير العملاء والموردين وخلافه من الجهات الخارجية.
•ابحث عن أربع صفات في المتقدمين للوظائف المختلفة:
(1)القدرة على التنفيذ: ابحث ونقّب عن أمثلة الإنجازات حيث لا تكفي الأفكار العظيمة أو القدرة التحليلية ولكن التنفيذ هو المعيار.
(2)السلك الوظيفي: عليك بتعيين الموظفين للوظيفة المستقبلية كما تقوم بتعيينهم للوظيفة الشاغرة الحالية. فالقادة العظماء يكون لديهم بعد النظر الذي يجعلهم يعلمون بالوظائف التي قد تحتاجها الشركة مستقبلا ويقومون بتأمينها من الآن .
(3)العمل كفريق: تحدث مع الموظفين وزملائهم على نفس الدرجة الوظيفية كما تفعل في حديثك مع المديرين حول موظفيهم وذلك بهدف أن تتأكد أن العمل يتم من خلال الفريق وروح الفريق، ولا تقتصر الحديث مع الرؤساء والمشرفين فقط حتى تكون الصورة أكثر وضوحا.
(4)ضاعف الخبرات: ابحث عن الموظفين الذي يتمتعون بخبرات عريضة في مجالات مختلفة من الصناعات والذين عملوا لعدة شركات ولديهم خبرة منوعة. فالقادة العظماء ينطلقون من الخبرات المتنوعة ولن يتطور أدائهم إذا كانوا يعملون في مجال واحد وشركة واحدة للأبد.
•تعلم من أخطائك:
لا شك أنك قد تخطيء في بعض التعيينات الجديدة وهذا أمر طبيعي ووارد جدا. ولكن عند حدوثه يجب على الفور أن تأخذ مسارا تصحيحيا لخطأك. لذا حاول أن تتناقش مع الآخرين لتحديد المشكلة والبحث عن تدارك تفاقمها أو حلها. ولو أن تلك المناقشات لم تجدي مع الموظف الجديد ووجدت أنه لا أمل من أن يكون على الوجه الذي ترتجيه فتخلص من هذا الموظف الجديد أو بمعنى أدق العنصر الجديد الذي قد يهدم أكثر مما يبني وبسرعة. ومن جهة أخرى حاول أن تستفيد من التجربة الفاشلة في التعيينات الجديدة عن طريق تحليل ما تم من خطأ بشكل مفتوح ومن خلال مناقشة صريحة من المديرين وذلك بهدف التوصل لطريقة تجنبكم تكرار الخطأ نفسه مرة ثانية.
لاري بوسدي