السلام عليكم
اود اولا ان اعتذر عن غيابي عن وضع مشاركات جديدة بسبب وضعي العملي خلال هذة الفترة من السنه . .. والان عدت بأذن الله . . ,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في لحظات العياء النفسي غالبا ما تغدو ذكريات الطفوله مصادر قوة و كأنها عدسه غامضه تجمع في بؤرتها مشاعرنا نحو الحيـــاة ... . ,,
وكما كتب الروائي الاسكوتلندي السير جيمس باري " اعطانا الله الذاكرة لكي نرى من خلالها الورود في الشتاء "
ليس لاي أب ان يعرف ايا من الذكريات المزروعه في طفوله ولدة ستزدهر وتغدو وردة .. ,
احد الاصدقاء الذين تحدثت اليهم كان ابن رجل اعمال تقتضي اشغاله ان يتغيب كثيرا عن بيته فقال لي :
" اتعرف ماذا اتذكر اكثر من اي شيء اخر ؟ اتذكر يوم النزهه المدرسيه السنويه حين جاء والدي مرتديا قميصا قصير الكمين وهو الذي اعتدنا رؤيته في منتهى المهابه و الجدية و جلس معي على العشب و شاركني طعامي ثم لعبنا معا بالكرة .. و اكتشفت في ما بعد انه أرجأ رحله عمل الى اوروبا من اجل مرافقتي في تلك النزهه "
صديقي هذا رجل ينظر الى الحياة الدنيا بأعتبارها مكانا جديا مليئا بالحركه لكنه يرتاح اليها و الى مكانه فيها و ربما كانت هذة الذكرى من طفولته مفتاحا لسلامه وضعه في الحياة .. ,
من الواضح ان تأثير الاباء في تكييف ذكريات اولادهم مسؤوليه رهيبه في هذا المجال لا يمكن اعتبار اي امر تافها وما يبدو للبالغ كلمه عفوية او عملا عرضيا غالبا ما يكون بالنسبه الى الطفل نـــواة ذكرى يبني عليها شخصيته .. ,
ونحن البالغين نستمد من هذة الذكريات مصادر قوتنا و ضعفنا وقد ادركت الروائية الامريكيه ويلا كارثر هذة الحقيقة بوضوح حين كتبت " في حوزتنا تلك الذكريات الاولى و ليس للمرء ان يبدلها اذ لا يملك سواها "
اذا كانت لذكريات الطفوله هذة الاهمية فكيف يمكن الاباء ان يوفروا لاولادهم مجموعه مفيدة منها :
* على الاباء ان يعوا اهميه عملية بناء الذكرى ففي انشغالنا بأعمالنا نحن البالغين نظن ان التجارب " المهمه " التي سيكتسبها اولادنا ما زالت في غيب المستقبل و ننسى ان الطفوله بالنسبه الى الاطفال هي الواقع عينه و ليست التحضير لذلك الواقع وقد كتب عالم النفس سيجموند فرويد " ان ما نسميه طباعـــا يقوم على آثــار الذكريات التي نحملها من حداثتنا "
* ليحاول الاباء ان يتدبروا مقدارا اضافيا من الجهد و الوقت و الحماسه لتنفيذ الخطه البسيطة " التافهه " التي لها تلك الاهمية الكبرى بالنسبه الى الطفل ان مجرد خبز تلك الحلوى الخاصه او المساعدة في بناء ذلك النموذج لسيارة وان يكن المرء مجهدا او مرهقا ربما تصبح ذكرى مهمة بالنسبة الى الطفل .
* ليحاذر الاباء ان يخيبوا آمال اولادهم واكاد اجزم و ايقن ان كل واحد منا يحتفظ بذكرى نزهه الغيت او وعد اخلف به من دون سبب او تفسير قال لي احدهم " كان والدي يقول دائما {سنرى}
و ادركت بعد وقت قصير ان هذة الكلمه تعني {لا} من دون سبب محدد "
* في وسع الاباء ان يحافظوا على التقاليد و العادات العائلية فالملاحظات البسيطة التي تبدو عادية للكبار قد تحمل مغزى هائل بالنسبه الى طفل فعادة التنزة في المزارع ووو هي غالبا ذات مغزى بعيد لولد يافع وقد تلازمه ذكراها وقتا طويلا بعدما نكون حسبناة لم يعد يأبه لها .
* ليعد الاباء الى ايام طفولتهم و يستشفوا فيها ذكرياتهم فبعد نبش خفايا الماضي التي تركت انطباعا عميقا في نفوسهم يمكن الاباء ان يسترشدوا بها لايجاد السبل الى تكييف الذكريات المستقبلية لاولادهم .
* يتسنى للاباء بأعمالهم و اقوالهم ان ينقلوا احاسيسهم و تجاربهم الى اولادهم فيمنحونهم ذكرى شجاعــه بدلا من خوف و قوة بدلا من وهم و توقا الى المجازفه بدلا من التخاذل امام الغرباء و في الاماكن الغير مألوفه كذلك ذكريات محبه وعواطف حميمه بدلا من تصلب وبرود ففي مثل هذة الذكريات تنمــــو جذور المواقف و المشاعر التي تطبع شخــصية المرء و نظرته الى الحياة .
'>
شكرا