رغم احترامي لكافة الأديان ( المسيحية واليهودية ) والأديان الوضعية ( البوذية – والهندوسية – وغيرها ) الا أني أجدني أمام نقطة واحدة تجعل من الدين الاسلامي دينا عظيما يليق بمستوى تطور العقل البشري ، ما هي هذه النقطة ؟
كنت أقرأ في كتاب يتعلق بنمو المفاهيم الدينية لدى الطفل من وجهة علم نفس النمو ، ويطرح هذا الكتاب أن نمو مفهوم الله لدى الطفل يتطور تدريجيا من المحسوس الى المجرد ، فمن خلال بعض التجارب في علم النفس على الأطفال حول تصورهم للفظة ( الله سبحانه وتعالى ) كان الأطفال في سن مبكرة يتصورنه على هيئة أب لجميع الأطفال ضخم الجثمان وأنه يعيش في بيت فوق السحاب أو من الغيوم أو في سحابة .
ثم في مرحلة لاحقة يتصور الطفل أن ( الله ) يتمثل في شكل أنسان في الحياة الواقعية ( لا حظ مفهوم المسيحية حول الله ) .
ومع تقدم مدارك الطفل أي ما بعد الثانية عشرة من العمر يبدأ الطفل في تجريد مفهوم ( الله ) ويتصوره على نحو خفي يتعالى على الكائنات .
الملاحظ من خلال ما تقدم أن الأنسان كلما اشتدت مداركه ونمى عقله كان يسير من المحسوس الى المجرد ، ففي البداية يكون مفهوم الألوهية لديه مجسدا خاضعا للحواس ثم شيئا فشيئا يعو على الحواس ويتجرد من المادة وحواسها ليصل الى المرحلة التي يعبر عنها القرآن الكريم ( لا تدركه الأبصار وهو اللطيف الخبير ) ( ليس كمثله شيئ ) .
من هنا تأتي عظمة الا سلام مقارنة بباقي الديانات ، ففي الا سلام نجد أعظم تصور لمفهوم ( الألوهية ) من خلال تجرده من الحس وهذا مايسير متناغما مع تطور عقل الأنسان من المحسوس الى المجرد ، بينما لست أفهم كيف يمكن لأله أن يأتي في صورة ( يقرة ) أو ( صنم ) أو ( أنسان ) أو ( نار ) فهي كلها تعود بالانسان الى مرحلة الطفولة البدائية حيث لا يمكن للعقل أن يتصور ما هو خارج حواسه الخمس ، أليس ذلك عودة للوراء ؟
حقا أن الد ين الا سلامي عظيم .