ليس هم التربويون الذين يعجزون عن التفكير بل واقع التعليم في عالمنا هو المنقاعس عن مواكبة العصر والعلم . عزيزي ليس ما طرحته مشكلة في حد ذاتها . التفكير مفهوم قد جانبك في الصواب ولم تتناوله في طرحك بما يتوافق مع المفهوم العلمي للتفكير . ضروري جداً مبدأ التفكير كأساس للتعلم وليس التربية بمفهومها الواسع . وليس هناك ما يسمى بالأساليب التدريبية المتحورة حول الدور التلقيني . فالتدريب شيء والتلقين شيء آخر . ولايعني بمكان أن استخدام التدريب والتلقين ضد التفكير بل أن كثير من مهارات التفكير تكتسب وتنمى بالتلقين أو التدريب . عزيزي كثير ما يتجه البعض من أشباه المثقفين وأنصاف العقول إلى أن التلقين ضد التقكير والحضارة والعلم وغير ذلك , وللإختصار أوجه لهم سؤال .: كيف تتلمذ ابن سيناء وابن رشد؟ هل درسوا بشبكات الإنترنت أم بالقنوات الفضائية التعليمة أم بالمختبرات السمعية أم بالتعليم المبرمج أم بتفريد التعليم ؟ وغيرذلك كل العلماء العرب أو الغرب . وأنا أعترف بأهمية بعض طرق التدريس الحديثة , والعصرية إلا أن ذلك لا يعيب الطرق المنتشرة وأهمها التلقين , وإن كان لها عيوب فلها كثير من المميزات , وعلى فكرة الانتقاد لا يوجه لتربويين المدرسة من معلمين وإداريين , القضية أكبر من ذلك بكثير فطرق التدريس وأساليب واستراتيجيات التعلم تعتمد وترتكز على سياسة التعليم في البلد أو الدولة وكذلك على الامكانات المتوفرة وطبيعة المنهج وبناء المقررات . وكل ذلك يحتم على منفدي التعليم ( المعلمين والكادر الإداري) طريقة التنفيذ والتدريس وترجمة اهداف التربية .عزيزي أود أن اوضح أن إي عمل يقوم به الانساي يرافقه تفكير والتدريب ليس بمعزل عن التفكير . ولا بد أنك تقصد مهارات من التفكير محددة . التفكير مهارات متعددة منها العليا أو الراقية ومنها الأقل من ذلك . وهنا لا بد أن تعرف اكثر عن التفكير حتى توجه الطرح بشكل اكثر علمية , مع احترامي لكل وجهة نظر مهما كانت إلا أنه يجب علي أن أنتقد في طرحك ما أراه يجانب الصواب . وبكل اقتناع بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية . التعميم لا يجوز مطلقاً في الحديث عن أي ظاهرة بدون دراسة أو أدلة واقعية تثبت هذا التعميم . وانت تقول ان التربويين لا يقومون بالتفكير . وهم يطالبون به , إضافة إلى هذا فالمربي لا يعلم التفكير بل ينمونه ويوجهونه والتفكير لا يتم إكتسابه بل هو موجود في كل الخلق ولكن يصقل وينمى وغير ذلك من القياس والتقويم.من خلال ما حاولت توضيحه فليس هناك تناقض . التناقض موجود بين أهداف التعليم العليا وأهداف التربية في الوزارة وواقع الامكانات التي توفرها وواقع المناهج بمفهومها الواسع وليس الضيق , التناقض يا عزيزي هو بين الواقع المأمول وليس بين طلبات المربي وسلوكه أو ثقافته . التناقض بين التعميمات التي تصل للمربين في مدارسهم وبين ما يعيشونه ويعانونه في عالمهم المدرسي . التناقض الأخير أراه بين آمال طلابنا في المدارس وبين دوافعهم للتعلم . التناقض أراه بين ما يراه المهتمين بتنظير التعليم وبين ما يراه المهتمين بتنفيذ التعليم ,والله من وراء القصد ....أرجو أن أكون قد ساعدتك في ما أضفت والله أعلم .
أخوك ....أبـــــــــــلاس