السلام عليكم
بعض الناس يحسون الساعه دهرا . ,
و غيرهم يرونها تمر مرور الثانية . ,
حين يتحدث الناس عن الوقت ينقسمون الى نصفين .. احدهما يقول دائما "ماعندي وقت"
و الاخر يظهر حيرته في طريقة قتل الوقت . ,
لكن الوقت هو هو عند الجميع وكل منا يحصل على ستين دقيقة في الساعة وعلى اربعة و عشرون ساعه في اليوم ..,, ,
انما التفاوت في التــــــــــــــــــــــــــوزيع . . ,
يتناول الاعمال التي نقوم بها فبعضها يرينا اليوم قصير و البعض الاخر يجعله غير متناة في الطول .. ,
لنتصور تلميذا يتسلم جدول وظائفة الاسبوعية دفعه واحدة " ليوم السبت يجب ان تنجز مئة عملية حساب و تقرأ عشرين صفحة و تكتب قطعتي املاء وموضوعي انشاء وتعرف كل شي عن جغرافية البحر الابيض المتوسط و عن الحرب العالمية الاولى و تحفظ ما لا يقل عن عشرين اية قراءنية و تشترك في الالعاب الرياضية و تجد وقت للرسم "
الارجح ان التلميذ سيصاب بصدمة حين يعاين هذا الجبل من الوظائف منتصبا امامه . . ,
فيفضل البقاء في فراشة مدعيا انه مريــض . ,
ولكن حين تقسم الاعمال موضوعات و دروسا تهون معالجتها و يصبح في وسع التلميذ انجازها كما يتاح له بعض وقت الفراغ .. ,
كذلك فان وضع برنامج عمل يساعد البالغين في شق طريقهم وسط واجبات و ارتباطات عدة ويبين لهم بالتفصيل كيف يصرفون 168 ساعه في الاسبوع يريهم مثلا انهم ناموا
3020 دقيقة وخصصوا بالوظيفة 2875 دقيقة وصرفوا 1885 دقيقة في اعمال مختلفة مثل التسوق و زيارة الطبيب وو ووو و بقيت لهم 2300 دقيقة فـــراغ .. ,
بفضل هذا التحليل يتاح لنا ان نلاحظ بجلاء تلك الظواهر التي نحبها وتلك التي لا نحــب .. ,
وربما شعرنا بالصدمة امام النتائج التي ترينا مثلا طول الوقت الذي ننفقة امام التلفزيون
و قصر الوقت الذي نبقية لاقرب الناس الــيــنا . . ,
كثيراا ما تكون العوامل الخارجية سببا لمشكلات الوقت ففي اعمالنا نجد انفسنا عادة مضطرين الى تحديد مواعيد و تعيين لقاءات ضرورية ,, ,
لكن مشكلات الوقت تنجم عن مخاوفنا و رغباتنا و ليست نتيجة الحظ التعس .. !!
انها من صنعنا على الاقل جزيئا . ,
نحن نقع دائما في الاشراك التي ننصبها حين نبالغ في اثقال بالمواعيد و الساعات المحجوزة ثم بعد ذلك نغضب لان حادثا غير منتظر اوقعنا في ورطــة .. ,
ولكي نجتنب هذة الاشراك دعونا نتفحصها بــــدقة :
# الشرك الاول : النشاط الاجباري : من افظع الخطايا تضييع الوقت او تبذيرة وهذا الموقف يعبر ايضا عن فلسفة الحياة العصرية التي تسيطر عليها الصناعه وتزعم انه كلما زاد عملنا زاد اعتبارنا اعضاء نافعين في المجتمع وان احق الناس
بالاحترام هم " المشغولون الذين ليس لديهم وقت "
لنفرض ان امامك ست ساعات عمل في هذا اليوم و ان في وسعك اتمام عملك في اربع .,
هل تتمة بسرعه و تستمتع بالوقت الباقي ؟
الارجح لا .. ,
فرئيسك او ضميرك يحسب هذا التصرف كــســلا . . ,
ولكن اذا انفقت الساعات الست في اتمام الوظيفة فستشعر بأنك مجتهد ونــاجح . ,
" الشغل يتمدد ليملأ الوقت المعد لاتمامه " هذا ما جاء في رأس"قوانين باركنسن"
التي صاغها الصحافي البريطاني " نورثكوت باركنسن " . .. ومع اننا غالبا مرهقون بالعمل فما زال معظمنا يتوهم ان الالتزامات الكــبرى وحدها تشعرة بانه ذو اهمية
ونفع في المــجتمع . . ,
# الشرك الثاني : الخوف من الفراغ : في غرفة انتظار لدى الطبيب او في صالون الحلاقة لماذا يسرع الناس الى التقاط مجــلة ؟
لماذا يغضبون اذا اضطروا الى الانتظار وان اتسع لديهم الوقت ؟
كثيرون يكرهون الجمود .. فاذا ارادو الاسترخاء لجأوا الى التلفزيون او الكتــاب
او او اوا و ا و وهناك من يبررون اشباع حاجتهم الى التنزة انهم يأخذون اولادهم للنزهة.. ,
كل هذا يعني ان كثيريين منا يحسبون الفــراغ امرا مستقبحا .. ,
نحن نخاف الفراغ لانه يجعلنا ننكفىء على نفوسنا و نغرق في التفكير وكل نوع من النشاط يزودنا العذر اللازم لرفض التفكير في معالجة اي مشكلة ولاجتناب التحدث عن رغباتنا او مناقشة اختلاف الرأي بيننا . ,
وهكذا يصبح اللجوء الى العمل ذريعه للهرب من المشاكل . . ,
# الشرك الثالث : العجز عن قول لا : كثيرون يأخذون على عواتقهم مسؤوليات تجاوز طاقاتهم لا لرغبة ذاتية في المساعدة بل لانهم يخافون اغضاب الاخرين او لان شعورهم بعدم الاطمئنان يجعلهم متكلين على رضا الناس .. ,
فهم مستعدون لتلبية كل طلب مهما كان مزعجا و لشدة رغبتهم في كسب المدح والتقدير
فانهم يغفلون الاشارة الى ما كلفهم العمل المطلوب وقت مشقة ... ,
بهذا الاعتقاد لا نقصد تحذير الناس من ممارسة العون و الخدمة و حسن الجوار . . ,
لكن مشكلة العاجزين عن قول " لا " هي انهم يرتبطون بألتزامات ووعود يعجزون عن تنفيذها فيشعرون بالغبن و الارهاق وينقمون على انفسهم وعلى الاخرين .. , ,, , ,
# الشرك الرابع :
يتبع
شكرا