Advanced Search

المحرر موضوع: سلسة علماء الارض العرب  (زيارة 5323 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

ديسمبر 15, 2004, 05:09:08 صباحاً
زيارة 5323 مرات

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« في: ديسمبر 15, 2004, 05:09:08 صباحاً »
أبو حامد الغرناطي (473-565هـ / 1080 -1170م)
أبو حامد محمد بن عبد الرحيم المازني القيسي الغرناطي الأندلسي الإقليشي القيرواني عالم الأرض والجغرافيا والرحالة عاش في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي .
ولد أبو حامد الغرناطي بغرناطة عام 473 هـ / 1080 م ، وعاش في مدينة إقليش وتلقي العلم على شيوخها ، ثم رحل إلي المشرق وكان ذلك عام 508 هـ / 1115 م ، فرحل إلي الإسكندرية ثم القاهرة وهناك درس على شيوخ جامعة الأزهر ثم عاد إلى وطنه وكانت تلك رحلته الأولى التي تلتها رحلات أخرى كثيرة سجلها بعناية في كتبه. وجمع بعض المال ، وفي عام 511هـ / 1117 م قام برحلة ثانية إلى جزيرة سردينين وصقلية ثم إلى الإسكندرية مرة أخرى والقاهرة ثم استأنف رحلته شرقا .
وتذكر الموسوعات أنه قد استقر في بغداد أربع سنوات وكان ذلك في عام 516هـ / 1122 م وحضر هناك دروس المحدث الكبير أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش وكذلك أبي صادق مرشد بن يحيي المديني ، وأبي عبد الله محمد بن أحمد الرازي . وكان الغرناطي في بغداد تحت رعاية الوزير الأديب الفقيه يحيي بن هبيرة الذي أكرمه وأمده بالمال، فألف الغرناطي لمكتبة هذا الوزير كتاب : المغرب عن بعض عجائب المغرب ، ثم انتقل راحلا عبر البلاد التي في شرقي بغداد فزار أبهر في إيران عام 524هـ / 1130 م ، ثم انتقل وعبر بحر قزوين شمالي إيران ووصل سخسين على نهر الفولجا الأوسط عام 525هـ / 1131 م . وفي عام 530هـ / 961 م ذهب إلى بلاد الفولجا الأدنى . وبعد خمسة عشر عاما ذهب إلى باشغرد في بلاد المجر في عام 545هـ / 1150 م ثم تركها عام 553هـ /964 م عائدا إلى سخسين ، وذهب إلى خوارزم ثم قصد مكة المكرمة قاصدا أداء فريضة الحج 555هـ /966 م ثم عاد إلى بغداد مرة أخرى و ذكرت الموسوعات أنه كان في الموصل عام 557هـ /1162 م وتوجه منها إلى حلب ثم دمشق حيث توفي هناك عام 565هـ / 1170 م وقد تجاوز السبعين من عمره .
ومؤلفات أبي حامد الغرناطي تنتمي إلى المصنفات الكوزموغرافية وتعني الجغرافيا بأوسع معانيها أي الكتابة عن الكون من وجهة نظر جغرافية ، فقد كان أبو حامد الغرناطي يهتم بذكر المعلومات والملاحظات التي رآها أثناء رحلاته عن الأقطار التي يتحدث عنها، بل إنه يصف البلدان وصفا دقيقا ذاكرا حدودها وسكانها وكافة المعلومات عنها، وكذلك العجائب والأساطير الخاصة بتلك الأقطار .

ومما يروى في كتبه مقابلاته مع الناس الذين رأوا فنار الإسكندرية في صورته التامة وما يحكى عنها من أساطير .  


وقد حفلت كتابات أبي حامد الغرناطي بمعلومات دقيقة عن جهات شرقي ووسط قارة أوربا ولاسيما بلاد المجر ولعل من أهم الجغرافيين المسلمين الذين تحدثوا عن شعوب حوض الفولجا الأدنى ومنطقة بحر الخزر قارة آسيا كان أبا حامد الغرناطي. وقد اهتم العلماء الروس خاصة برحلة أبي حامد الغرناطي إلى بلاد الفولجا الأوسط والأدنى، وكذلك حديثه عن شعوب القوقاذ ومازال كتابه : تحفة الألباب ونخبة الإعجاب الذي ألفه بالموصل عام 557هـ / 1162 م يظفر باهتمام المستشرقين، وبخاصة مستشرقو روسيا لما فيه من معلومات دقيقة وعجائب عن تلك المناطق .
ومن مؤلفاته الأخرى: كتاب نخبة الأذهان في عجائب البلدان ، وكتاب عجائب المخلوقات وكتاب تحفة الكبار فى أسفار البحار .

ديسمبر 15, 2004, 05:18:52 صباحاً
رد #1

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #1 في: ديسمبر 15, 2004, 05:18:52 صباحاً »
ابن الأكفاني (000-749هـ /000 -1348م)
محمد بن إبراهيم المصري بن ساعد الأنصاري شمس الدين أبو عبد الله السنجاري، طبيب، وعالم جواهر، اشتهر في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي ولد في بلدة سنجار بالعراق وإليها نسب. كان أبوه يمتهن حرفة صناعة الأكفان فعرف بابن الأكفاني. طلب العلم فتفوق في عدة فنون وأتقن الرياضيات والحكمة، فكان إماما في الفلك والهندسة والحساب. كما كان من أفضل علماء عصره وأعلمهم بدراسة العقاقير الطبية وأنجحهم في مداواة الناس، ومستحضرا للتواريخ والأخبار، وحافظا للأشعار، وله في فنون الآداب تصانيف كثيرة.
انتقل ابن الأكفاني إلى مصر لدراسة الطب في فترة ازدهرت فيها الحياة الاقتصادية في عهد السلطان الناصر محمد الذي صار يتجمع لمناصرته أمراء المماليك المصريين، بعد فترة فتن ودسائس عانت فيها البلاد الفوضى والفساد، مع انخفاض فيضان النيل الذي تلفت بسببه الزراعة، وقلت المحاصيل، ونفق الكثير من الماشية والدواب، وارتفعت الأسعار. فلما تولى السلطان الناصر محمد الحكم واستقر له واحدا وثلاثين عاما قضاها في إصلاح أحوال البلاد، والنهوض بها أنشأ القناطر، وشق الترع الجديدة لزيادة الرقعة الزراعية، وأشرف على بناء الجسور لحماية البلاد من الفيضانات، وأوقف الأوقاف للمساجد و البيمارستانات .
وقد غذى هذه النهضة الحضارية العلماء والشيوخ الذين استطاعوا الهرب من العراق ومن المشرق الإسلامي فرارا من بطش المغول وعسفهم، كما لجأ إلى مصر والشام كذلك أفاضل العلماء الذين هاجروا من المغرب الإسلامي فرارا من بطش الفرنجة في الأندلس، ومن عدم الاستقرار في بلاد المغرب العربي وشمال أفريقية. وقد نزل هؤلاء جميعا على مصر والشام، حيث أكرموا ورتبت لهم الأرزاق التي تكفل لهم عيشة كريمة نظير قيامهم بالتدريس وبوظائف القضاء.
هاجر ابن الأكفاني من العراق مع جموع العلماء النازحين إلى مصر والشام، فاستقر به الحال في القاهرة ، حيث أكرموا. ولما كان له ما يؤهله كطبيب ويملك من الصفات الكثيرة بين نظرائه فقد أسند إليه رئاسة البيمارستان المنصوري . ومنذ توليه المنصب عرف عنه أنه شديد النظر لا يدخل شيء في البيمارستان إلا بعد عرضه عليه، فإن أجازه اشتراه الناظر، وإن ل م يجزه لم يشتره البتة. وهذا اطلاع كبير وخبرة تامة لأن البيمارستان يحتاج لكل شيء يدخل في الطب بالإضافة إلى معرفة الأصناف من الجرار والقماش والآلات وأنواع العقاقير. وقد كان الأطباء يحضرون إليه فيذكرون ما وقع لهم من الخلل في أثناء عملهم فيرشدهم إلى الصواب ويدلهم على إصلاح ذلك الفساد.
ولقد اشتهر ابن الأكفاني بطرقه المتميزة في علاج المرضى، فكان يستجهل أطباء عصره ويستبعد معالجتهم، ويستبعد كريه صفاتهم. فيقول: "أنا أعالج بما لم يستكره لهذه الأدوية التي يصفها الأطباء. وأعطي القدر اليسير مما يستطاب فيقوم مقام الكثير مما يعطونه مما لا يستطاب، ويكون ما أعطيته من نوع الغذاء وهو يقوم مقام الدواء".

حكى القاضي ضياء الدين يوسف بن الخطيب فقال: احتجت إلى استفراغ فعرضت ما بي على الأطباء واستوصفتهم فقالوا: هذا يحتاج إلى خمسة أيام تتقدم قبل استعماله دواء. وشرعوا في وصف دواء يشتمل على عقاقير كثيرة كريهة، فلم أجد لي قابلية على ما قالوه، فقلت لابن الأكفاني فقال: يحصل القصد، ثم أتاني ببرنية (إناء) فيها شراب حماض وقال: كلما أردت قيام مجلس ألعق من هذا الشراب لعقة، قال: ولعقت منه تسع لعقات فقمت تسعة مجالس، وزال ما كنت أشكوه، ثم كنت في كل حين ألعق من ذلك الشراب وكلما لعقت لعقة قمت مجلسا لا يخالف عدد اللعقات. ولم يخرم معي هذا.  


عرف ابن الأكفاني بما له من ذهن فكان متوقد الذكاء له سرعة ما لها روية، وذاكرة قوية، فكان يقرأ عليه قطعة من كتاب إقليدس في الهندسة، فيحلها بلا كلفة، كأنما هو ممثل بين عينيه، ويسرد باقي الكلام سردا، ثم يضع الشكل في حروفه على الرمل في التخت، وكان يحل علوم نصير الدين الطوسي بأجل عبارة. أما في الطب فكان إمام عصره، وغالب طبه بخواص ومفردات يأتي بها وما يعرفها أحد، وأما الأدب فهو فريد فيه، يفهم نكته ويذوق غوامضه، حتى عرف بمتعة حديثه، وفكاهة محاضراته. وكان يحفظ من الشعر شيئا كثيرا إلى الغاية، من شعر العرب والمولدين والمحدثين والمتأخرين، ويعرف العروض والبديع جيدا. كما كان كثير الاطلاع على أحوال الناس وتراجمهم ووقائعهم ممن تقدمه وممن عاصره. وكان يأتي بأحدث الأخبار دائما وأحوال البلاد بما لم يطلع عليه الديوان.
ولقد اتصف ابن ا لأكفاني بجوار علمه بتجمله في بيته وملبسه ومركبه. فكان يرتدي البزة الفاخرة والخيل المسومة. وما زال ابن الأكفاني يعيش في رغد من العيش حتى كانت وفاته في الطاعون الذي حل بالعالم الإسلامي عام 749هـ / 1248 م.
ترك ابن الأكفاني عددا من المؤلفات في معارف شتى من أهمها: كتاب إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد وهو موسوعة علمية مختصرة ، وكتاب الدر النظيم في أحوال العلوم والتعليم ، وكتاب نخب الذخائر في معرفة الجواهر ، وكتاب اللباب في الحساب . ومن مؤلفاته في الطب: كتاب غنية اللبيب عند غيبة الطبيب ، وكتاب كشف الرين في أمراض العين ، وكتاب روضة الألباء في أخبار الأطباء ، وكتاب نهاية القصد في صناعة الفصد .

ديسمبر 15, 2004, 05:19:48 صباحاً
رد #2

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #2 في: ديسمبر 15, 2004, 05:19:48 صباحاً »
ابن الوردي (691 - 749هـ / 1291 - 1348م)
عمر بن المظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس ابن الوردي الكندي . كنيته زين الدين ولقبه أبو حفص طبيب وعالم أرض وجغرافي وباحث في علم النبات و مؤرخ . شاعر عاش في أواخر القرن السابع الهجري وأوائل القرن الثامن الهجري / أواخر القرن الثالث عشر الميلادي وأوائل القرن الرابع عشر الميلادي .
ولد ابن الوردي بمعرة النعمان وهي مدينة على الطريق بين حماة جنوبا و حلب شمالا عام 691هـ / 1291 م، وقد سافر إلى حماة وتلقى العلم هناك على أيدي هبة الله بن البارزي وتعلم علم الطب والنبات هناك ودرس كتاب الدينوري ، وكان شاعرا جيد الفطرة يعشق ارتجال الشعر، وسافر إلى حلب وتولى القضاء فيها ولم تذكر كتب تاريخ العلوم أو الموسوعات الكثير عن حياة ابن الوردي وتوفي هناك عام 749هـ / 1348 م .
وقد تنوعت اهتمامات ابن الوردي ما بين التاريخ والطب وعلم النبات والجغرافيا فكان له كتاب في التاريخ بعنوان : تتمة المختصر أو تاريخ ابن الوردي وهو ذيل على تاريخ أبى الفداء ، وله رسالة في الطب ، ولعل أشهر ما تميز به ابن الوردي أنه كان عالما من علماء الزراعة فكتب كتابا بعنوان : منافع النبات والثمار والبقول والفواكه وقد صنف في هذا الكتاب تلك الأنواع تصنيفا دقيقا ذاكرا فيه أقسام النباتات والثمار والبقول والفواكه بأسمائها وصفاتها وفوائدها المختلفة ومواقيت زراعتها ومحصولها وكيفية الحفاظ عليها وجنيها، فكان من أهم الكتب العربية في علم الزراعة ومن كتبه الهامة الأخرى ولعل أهمها كتاب : خريدة العجائب وفريدة الغرائب ،وقد صنف هذا الكتاب في حلب وبحث فيه عن أنواع النباتات وخاصة نباتات المغرب الأقصى ومنها قصب السكر وبحث كذلك المعادن والحيوان والبلدان فكان كتابا جامعا بين الجغرافيا الطبيعية وعلم الزراعة ، ومن كتبه الأخرى التي تناول فيها قارة إفريقيا وبلاد العرب والشام كتابه فرائض وفوائد وزود هذا الكتاب بخريطة لسائر هذه الأراضي ، ويعتبر المستشرقون ابن الوردي من أهم علماء الزراعة العرب إذ أنه اهتم برصد النباتات وأصنافها رصدا جغرافيا وزراعيا دقيقا .

ديسمبر 15, 2004, 05:20:23 صباحاً
رد #3

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #3 في: ديسمبر 15, 2004, 05:20:23 صباحاً »
ابن بطوطة (703-779هـ / 1304 -1377م)

 صورة من رحلة ابن طوطة  

محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم أبو عبد الله اللواتي الطنجي، ويعرف بابن بطوطة الجغرافي الرحالة الفقيه. عاش في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي.
ولد ابن بطوطة بمدينة طنجة عام 703 هـ /1304 م وبها حفظ القرآن الكريم ودرس علوم اللغة وعلم الفرائض (المواريث)، وصار مرشحا لأن يكون قاضيا ولصغر سنه آنذاك آثر ابن بطوطة أن يبدأ حياته بالذهاب إلى مكة المكرمة للحج ولم يكن له من العمر سوى اثنين وعشرين عاما. فغادر طنجة عام 725هـ /1324 م وكانت تلك رحلته الأولى عاد بعدها إلى مدينة فاس عام 750هـ /1349 م، وكان قد بلغ من العمر سبعا وأربعين سنة. ثم شده الحنين للأسفار ورؤية أقطار العالم الإسلامي فقام برحلته الثانية من مدينة فاس إلى بلاد الأندلس وعاد منها إلى المغرب عام 753هـ /1352 م. ولم يلبث أن غادر المغرب إلى بلاد السودان الغربي في رحلة ثالثة وبعد زيارته للساحل الإفريقي الغربي ووسط قارة أفريقيا عاد إلى المغرب عام 775هـ /1354 م. ولم يغادر ابن بطوطة المغرب مرة أخرى.

 خريطة لرحلة ابن بطوطة  

وفي المغرب راح ابن بطوطة يروي للناس في مسجد فاس أطرافا من أخبار رحلاته الثلاث حتى فتن الناس به وعندئذ دعاه السلطان أبو عنان المريني إليه وقربه منه وطلب منه أن يملي قصة رحلاته بتمامها على وزيره الشاعر محمد بن جُزَيّ الكلبي فأملاها عليه وصاغها ابن جُزَيّ بأسلوبه في كتاب بعنوان: تحفة النظار في عجائب الأمصار وهو الكتاب الذي اشتهر بعنوان: رحلة ابن بطوطة .
وقد كشف ابن بطوطة في رحلته الكثير من المعلومات عن شخصيته وعن مودته لرجال الدين عامة وللفقراء في أنحاء الدنيا.
وكانت رحلة ابن بطوطة من أوسع الرحلات العربية التي تناولت العالم الإسلامي شرقا وغربا ومرورا بقارة إفريقيا و قارة آسيا التي كشف فيهما عن الكثير من المعلومات الجغرافية والتاريخية عن مناطق في هاتين القارتين كانت تسود عنها الخرافات والأساطير فكشف عن العادات الخاصة والتقاليد لأصحاب تلك المناطق وقد تحرى فيها عن صدق ودقة المعلومات فلم يسجل إلا ما رآه بالفعل، وكان يبحث وينقب عما يختلف فيه من أخبار، وقد أكد الدارسون لهذه الرحلة دقة ما رواه ابن بطوطة من معلومات بالمراجعة لكل ما ذكره عن بلاد وأقطار الدنيا في زمانه بقارتي آسيا وأفريقيا، ولم ينس ابن بطوطة تسجيل المعالم الأثرية الهامة بتلك البلاد وما حكي عنها من حكايات.

ديسمبر 15, 2004, 05:22:45 صباحاً
رد #4

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #4 في: ديسمبر 15, 2004, 05:22:45 صباحاً »
ابن جبير (540-614هـ / 1145 -1217م)
محمد بن أحمد بن جبير وكنيته أبو الحسن ولقبه الكناني الشاطبي البلنسي ويعرف بابن جبير الجغرافي الرحالة الأديب ناثر وشاعر. عاش في القرنين السادس والسابع الهجريين / الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين.
ولد ابن جبير بمدينة بلنسية بالأندلس عام 540هـ /1145 م، وينحدر من أسرة عربية عريقة سكنت الأندلس عام 123هـ /740 م قادمة من المشرق مع القائد المشهور بَلْج بن بشر بن عياض، وكان اسم جبير من الأسماء المحببة إلى أسرته فقد حمله الكثيرون قبله من رجال أسرته ولذلك شهر به. وكان والده يعمل موظفا بمدينة شاطبة فأتم ابن جبير دراسته بعد أن أتم حفظه للقرآن الكريم بمدينة بلنسية على يد أبي الحسن بن أبي العيش، وفي شاطبة درس ابن جبير علوم الدين على يد أبيه وشغف بها لكن ميوله برزت أيضا في علم الحساب، وفي العلوم اللغوية والأدبية وخاصة في الشعر فقد كان فيه موهوبا. ويسرت له هذه الميول النجاح في الأوساط الرسمية لدولة الموحدين بالأندلس فشغل منصب كتاب وكاتم السر لحاكم غرناطة أبي سعيد عثمان بن عبد المؤمن، ولم يلبث ابن جبير أن كسب في الأندلس شهرة عريضة ككاتب وشاعر تروى له وتغنى قصائد متفرقة.
وحين بلغ ابن جبير الأربعين من عمره عزم على القيام بالحج وكانت تلك رحلته الأولى، فاستأذن حاكم غرناطة وغادر مدينة غرناطة مع صديقه أحمد بن حسان. وقد حرص ابن جبير في رحلته للأراضي الحجازية على تقييد يوميات رحلته منذ اليوم الأول لركوبه متن البحر من مدينة سبتة على ظهر سفينة رومية كانت في طريقها إلى مدينة الإسكندرية كما حرص على تسجيل خط سير الرحلة وأحداثها البرية والبحرية ومشاهداته الجغرافية وما يصل إليه من معلومات تاريخية عن المدن والجزر والطرق البرية والبحرية والمواني التي ينزل بها أو يركب منها ويذكر لذلك تواريخ محددة لأيام رحلته مما أفاض على رحلته صفات علمية دقيقة، واستغرقت تلك الرحلة عامين.
وكانت رحلته الثانية إلى الأراضي الحجازية أيضا عام 585هـ /1189 م حين بلغه نبأ فتح صلاح الدين لبيت المقدس، وقد استمرت رحلته الثانية مدة عامين ثم قام ابن جبير برحلة ثالثة وأخيرة إلى المشرق بدأها عام 601هـ /1204 م، وكان حزينا لوفاة زوجته وقد نظم فيها ديوانا من الشعر وكان قد بلغ آنذاك الثالثة والسبعين من عمره،وقد أمضى ابن جبير أكثر من عشرة أعوام في هذه الرحلة تنقل فيها بين مكة الم كرمة و القدس و القاهرة والإسكندرية مشتغلا في هذه المدائن بالتدريس والأدب ومراجعة ما كتبه من أخبار رحلته الأولى مدققا فيها وباحثا ومراجعا وظل يراجعها ويضيف إليها إلى أن توفي بمدينة الإسكندرية عام 514هـ /1217 م. فكانت رحلته بعنوان: تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار ، وقد اشتهرت رحلته باسم: رحلة ابن جبير وهي حصاد رحلاته الثلاثة، ومن أدق ما كتب عن المنطقة الشرقية في ذلك الزمان.

ديسمبر 15, 2004, 08:54:56 مساءاً
رد #5

الأحيائي الصغير

  • عضو خبير

  • *****

  • 6258
    مشاركة

  • مشرف علوم الأرض

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #5 في: ديسمبر 15, 2004, 08:54:56 مساءاً »
الله يعطيك العافية أخي العزيز "" مروان ""

و جزاك الله كل خير أخي الحبيب

 '<img'>
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأول فليس قبلك شيء و الآخر فليس بعدك شيء و الظاهر فليس فوقك شيء و الباطن فليس دونك شيء أسألك اللهم بأسمائك الحسنى و صفاتك العليا و باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت أن تنتقم لنبينا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم من كل من أرد به و بدينه و بالمسلمين السوء إنك يا مولنا على كل شيء قدير

ديسمبر 16, 2004, 07:17:09 مساءاً
رد #6

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #6 في: ديسمبر 16, 2004, 07:17:09 مساءاً »
السلام عليكم

شكرا لك اخي العزيز

ابن حوقل (000-367هـ / 000 -978م)

 خريطة وسط آسيا وما وراء النهر لابن حوقل  

أبو القاسم محمد بن حوقل النصيبيني الحوقلي البغدادي. عالم جغرافي ورحالة اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في بلدة نصيبين الواقعة في منطقة الجزيرة (فيما بين النهرين دجلة والفرات في الجزء الواقع في الأراضي التركية حاليا إلى الشرق من ماردين). فدرس العلوم الأساسية ولكن ولعه بكثرة السفر قد طغى عليه فعمل بالتجارة.
بدأ ابن حوقل جولاته في العالم الإسلامي عام 331هـ / 943 م فجابه من مشارقه إلى مغاربه، ومن شماله إلى جنوبه. كان ابن حوقل يسعى وراء أسفاره إلى تحقيق غرض مزدوج. فقد كان من جهة يريد توسيع مداركه ومعرفته في البلاد، ومن جهة أخرى كان يعمل على تدبير أموره المالية من خلال التجارة. وعند وصوله إلى بغداد عام 340هـ / 952 م التقى ابن حوقل الإصطخري الذي رافقه في السفر. وكان ابن حوقل ملما بما كتبه الجغرافيون السابقون له ودرسه دراسة جيدة، وكان يرتحل ومعه نسخ من أعمالهم. وقد عرض ابن حوقل ملاحظاته عن كتاب الإصطخري عليه فأعجب به، وكلّفه بتنقيحه.
وافق ابن حوقل على المهمة التي كلّفه بها صديقه، وبدأ رحلته التي استغرقت (28) عاما طاف خلالها بلاد البربر في شمال إفريقيا والأندلس الإسلامية وجزيرة صقلية والعراق وفارس. وجاءت معلوماته عن هذه المناطق في غاية الدقة عما أورده الإصطخري. فلقد أورد ابن حوقل وصفا كاملا للمدن الكبرى والحياة بها والخراج فيها وأنهارها وبحارها والمسافات بين هذه المدن وطرق القوافل التجارية الكبرى وآثارها. كما ضمن الحدود السياسية لكل إقليم وخريطته التي وضع عليها التضاريس والجبال والصحاري والسهول، وكان يقيس المسافة بالشهور.
وكان ابن حوقل يقيم عدد السكان بكل إقليم عن طريق حصر عدد المصلين بالكنائس والمساجد بكل مدينة كان يحل بها. وانفرد عن غيره من الجغرافيين بأنه كان يرسم خرائطه دون تقليده لغيره أو اتباع أسلوبهم واستغل في رسم هذه الخرائط خبراته ومشاهداته في رحلاته.
ولقد نقح ابن حوقل المعلومات التي ذكرها الإصطخري في كتابه. وعلى الرغم من محافظته على الشكل والتبويب الأصلي للكتاب، فقد طرأت عليه تحسينات مهمة. وكان تعديل ابن حوقل يتناول خصوصا الفصول التي ك رّسها الإصطخري لمصر والمغرب والأندلس وصقلية والعراق وبلاد ما وراء النهرين.
سجل ابن حوقل جميع ملاحظاته في كتاب صورة الأرض ، ويعرف بعنوان المسالك والممالك وقد أهدى منه نسخة إلى سيف الدولة الحمداني عند مروره بحلب . ولقد استفاد من أعمال ابن حوقل عدد كبير من الجغرافيين كالشريف الإدريسي ، وابن خرداذبة، واليعقوبي، وقدامة، والمسعودي ، والدمشقي، وأبو الفدا، وابن ماجد .

ديسمبر 16, 2004, 07:17:35 مساءاً
رد #7

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #7 في: ديسمبر 16, 2004, 07:17:35 مساءاً »
ابن رُسْتَة (القرن 3 هـ / 10 م)
أحمد بن عمر وكنيته "أبو علي" والمعروف بابن رستة ، فلكي وعالم أرض عاش في القرن الثالث الهجري / العاشر الهجري، لم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم تاريخ ميلاد دقيق أو تاريخ وفاة له، والحق أن المعلومات عن حياة العالم ابن رستة تكاد أن تكون مجهولة، ولكنه من المعروف عنه أنه عاش في أصفهان ، وأنه حج إلى مكة المكرمة عام 290هـ / 902 م .
وقد اطلع ابن رستة على كتب التراث العربي في الفلك وعلوم الأرض، وتأثر في مؤلفاته الجغرافية والفلكية بابن خرداذبه، وأبي معشر الفلكي، و يعد من أهم أساتذة العالم القزويني ، ويعتبر ابن رستة من أوائل علماء الفلك الذين اهتموا بأبعاد القمر والنجوم السيارة عن الأرض. ومن بين الكواكب التي اهتم بدراستها ابن رستة كوكب زحل ، وكوكب الزهرة مقدرا أبعاد كوكب الزهرة عن مركز الأرض في الحضيض والبعد الأوسط و الأوج واقترب كثيرا من التقدير الحديث في استخراج البعد في الأوج أكثر من البعد في الحضيض، وكان ذلك في كتابه: كتاب في القول في الأجرام والأبعاد .
وقد اهتم ابن رستة بالجغرافيا الطبيعية، وكان ذلك في موسوعته الجغرافية الفلكية: الأعلاق النفيسة التي تحدث فيها عن البلدان التي رحل إليها فاهتم اهتماما خاصا بدراسة المناخ وسماته والمعالم الجغرافية الهامة مثل الأنهار ، وظاهرة المد والجزر ، واهتم كذلك بدراسة الجغرافيا الفلكية التي تعتمد على دراسة الأبعاد، ودرس كذلك صورة الأرض وكرويتها وهيئتها ومركزها وحجمها، ووصف أقاليمها فقد كان ينتمي إلى المدرسة الإقليمية في علم الجغرافيا العربية، فكان بذلك من أوائل العلماء العرب الذين أثروا في أوربا بإنجازاتهم في الربط بين الجغرافيا وحسابات الفلك.
ويعد مصنفه الأعلاق النفيسة من المصنفات الأولى في علم الجغرافيا التي اهتم بها المستشرقون الغربيون، إذ أن ابن رستة كان دقيقا في ملاحظاته دائم الاختبار لها معتمدا على المشاهدة والحساب الدقيق، ويرجح أنه قد ألف هذا المصنف عام 310 هـ /923 م ، وكان ابن رستة حذرا في كتابته وبخاصة في آرائه الفلكية وذلك لخوفه الشديد وحرصه على ألا يعتمد على التنجيم في دراسته العلمية فقد كان يرفضه.

ديسمبر 16, 2004, 07:18:07 مساءاً
رد #8

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #8 في: ديسمبر 16, 2004, 07:18:07 مساءاً »
ابن سعيد المغربي (610-685هـ / 1214 -1286م)
نور الدين أبو الحسن علي بن موسى بن عبد الملك بن سعيد، عالم جغرافي ورحالة اشتهر في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي. ولد في قلعة يحصب من أعمال غرناطة . وكانت هذه القلعة التي ظلت ردحا من الزمن مقرا لإمارة بني سعيد تحمل أيضا اسم قلعة بني سعيد.
كان عبد الملك جد علي معروفا بولعه بالآداب وفنون الشعر، وكان إلى جانب ذلك فارسا مغوارا ذاع اسمه وارتفعت شهرته في أكثر من موقعة من المواقع الفاصلة التي اشتبكت فيها جيوش الموحدين والمرابطين. وقد ظل عبد الملك مواليا للمرابطين حتى ثارت عليهم الأندلس في سنة 569هـ / 1174 م، حين التجأ إلى قلعته فتحصن بها وقتا من الزمان، ثم انضم إلى عبد المؤمن صاحب دولة الموحدين حينما استتب له الأمر. وبقي عبد الملك عاملا على القلعة حتى توفي. وأما ابنه موسى فقد ظل على طاعة الموحدين حتى ثار عليهم المتوكل بن هود ورفع لواء العباسيين فانضم إليه موسى فولاه أعمال الجزيرة الخضراء. ولما قتل ابن هود في سنة 635هـ / 1238 م وتشتتت جيوشه، لم يؤثر هذا الحادث على موسى الذي كان قد دعم مركزه السياسي وأصبحت إمارته تتمتع بشيء من الاستقلال الذاتي.
كان موسى رجلا تقيا عالما لا يكاد يفرغ من تصريف شئون إمارته حتى ينطلق إلى مكتبة قصره التي كانت تزخر بالكتب القيمة فيعكف على الدرس والكتابة. وقد ذكر ابنه علي شغف أبيه بالعلم ومواظبته على الدرس.

ذكر ابن سعيد في ذكر شغف والده بالعلم فقال: "ومما شاهدت من عجائبه أنه عاش 67 عاما ولم أره يوما يتخلى عن مطالعة كتاب أو كتابة ما يخلد له، حتى إن أيام الأعياد لا يخليها من ذلك. ولقد دخلت عليه في يوم عيد وهو في جهد عظيم من الكتب، فقلت له: يا سيدي أفي هذا اليوم لا تستريح؟ فنظر إلي كالمغضب وقال: أظنك لا تفلح أبدا. أترى الراحة في غير هذا. والله لا أحسب راحة تبلغ مبلغها. ولوددت أن الله يضاعف عمري حتى أتم كتاب المغرب على غرضي."  


وقد روى علي حادثة تظهر مدى تعلق موسى بالعلم وتدلنا بوضوح على أن شخصية العالم فيه قد تغلبت على ما يحيط بالولاة والأمراء عادة من مظاهر الأبهة والسلطان.

يقول علي في ذكر شغف أبيه بالكتب "بلغه ذات يوم أن شخصا يملك كتابا يحتوي على أخبار وشعر وشعراء دولة بني عبد المؤمن فأرسل إليه برغبته في استعارة الكتاب. ولكن الرجل أجاب بأن عليه يمينا أن لا يخرج الكتاب من بيته، إنه إن أراد -أي موسى- مطالعته فما عليه إلا أن يقصد إلا بيته. قال علي: فلما سمع والدي بذلك ضحك وقال: سر معي فقلت له ومن يكون هذا حتى نمشي إليه على هذه الصورة؟ فقال لي: إني لا أمشي إليه ولكن أمشي إلى الفضلاء الذين تضمنت الكراريس أشعارهم وأخبارهم. أتراهم لو كانوا أحياء مجتمعين في موضع أنفت أن أمشي إليهم؟ قلت لا. قال فإن الأثر يغني عن العين فمشينا إلى منزل الرجل."  


وأما علي الذي شهد النور لأول مرة في هذا المحيط الذي يمتزج فيه نفوذ السلطان بجلال العلم، فقد كان والده حريصا على أن يتيح له تربية وثقافة ممتازة تتفق مع التقاليد السائدة في عائلته. وكانت إشبيلية عاصمة الأندلس الأدبية والسياسية في ذلك الوقت أفضل مكان لتحقيق هذه الغاية. وهكذا أرسل علي بن سعيد إلى إشبيلية حيث قضى ردحا من شبابه يتلقى العلم على رجال من أعلام اللغة والأدب مثل ابن علي الشلوبين والأعلم البطليوسي وابن عصفور وغيرهم.
ولما عاد ابن سعيد إلى مسقط رأسه ضم جهوده إلى جهود والده واشترك الاثنان في إتمام كتاب المغرب في حلي المغرب الذي كان جده عبد الملك قد شرع في تأليفه. وكان موسى يثق في مقدرة ابنه وكفاءته وهو في هذه السن ثقة كبيرة. وذلك لأنه إلى جانب إشراكه في هذا العمل الأدبي الذي كان موسى يعتز به كثيرا، فقد عينه خليفة له بل وسلم إليه مقاليد الأمور في الإمارة بالفعل وقتا من الزمن.
وفي عام 638هـ / 1241 م قرر موسى السفر برفقة ابنه إلى المشرق لأداء فريضة الحج. وفي ربيع الأول من السنة التالية وصلا إلى الإسكندرية حيث استقر موسى فيها بينما واصل علي رحلته، مزودا بنصائح والده، في اتجاه القاهرة . وهناك اتخذ لنفسه مقرا في مصر القديمة.
وفي القاهرة استقبل علي في الأوساط الأدبية والعلمية بالحفاوة والترحيب. ثم أنه لم يلبث أن أحاط نفسه بنخبة من الأصدقاء من خير من كانت مصر تعتز بهم في ذلك الوقت من الشعراء. وكان علي يتردد على منزل قاضي القضاة أبي المكارم محمد ابن عين الدولة واختلط بالفقيه قطب الدين أبي بكر محمد بن أحمد القسطلان، كما اصطفى لرفقته من الشعراء ناصر الدين الحسن بن شاور، وناصر بن ناهض الحصري الل خمي، وابن مطروح والبهاء زهير، وجمال الدين أبو الحسين الجزار. وكانت تربطه بالأخير صلات من الصداقة الوطيدة التي طالما كانت مبعث الدفء والأنس في نفس ابن سعيد.
قضى ابن سعيد الفترة الأولى من إقامته في الفسطاط بين زيارة المكتبات والمعالم الأثرية والتردد على مجالس العلماء والأدباء. وبعد إقامة بضع سنوات في مصر توفي موسى بن سعيد. وبفقده خسر ابن سعيد آخر صلة حية بينه وبين وطنه وعالمه الخاص.
عندها قرر ابن سعيد الارتحال فسافر إلى بغداد وبلغها قبل أن تكتسحها جيوش التتر. وهناك أقام سنوات يتردد على مكتبات المدينة التي كانت تزيد عن الثلاثين مكتبة ثم رحل عنها قاصدا إلى حلب في رفقة أحد أبناء المدينة وهو المؤرخ المعروف ابن النديم.
ولما وصل ابن سعيد إلى حلب قصد إلى قصر الناصر حاملا معه قصيدة نظمها في مدحه جريا على عادة الشعراء. وحينما قدم إليه القصيدة طلب إليه الملك أن يقرأها بصوته الجميل. وكانت هذه هي المناسبة التي خلع فيها هذا الملك الجليل على ابن سعيد لقب "البلبل"! وفي قصر الناصر حيث عاش ابن سعيد عدة سنوات اختلط بكبار شعراء المملكة وعلمائها الذين كانوا يحتلون مراكز الصدارة في مجلس الملك. ومن حلب قصد ابن سعيد إلى دمشق لزيارة عاصمة الأمويين وبعد ذلك اتجه إلى البصرة وبلغ في تطوافه إلى حدود الفرس.
وفي عام 652هـ / 1254 م ذهب ابن سعيد إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ثم قفل راجعا إلى المغرب والتحق في تونس ببلاط أبي عبد الله المستنصر، حيث أقام بضع عشرة سنة. وقد كان بلاط المستنصر غاصًّا بالكتاب والشعراء والعلماء الذين كانوا قد هاجروا من الأندلس واستوطنوا تونس. وفي أخريات أيامه بتونس ضاق علي بن سعيد بالدسائس والمناورات التي كانت تحاك حوله في كل مناسبة، وبلغ به الأمر أن منعه المستنصر حتى من الخروج من مملكته حين أعرب عن رغبته في ذلك. وأخيرا تم الصلح بينهما وانطلق ابن سعيد هاربا فاتجه مرة أخرى إلى المشرق عام 666هـ / 1268 م. وفي هذه الرحلات زار ابن سعيد أرمينيا وأقام فيها ردحا من الزمن في ضيافة هولاكو إمبراطور التتر الذي كان صدى فتوحاته لا يزال يدوي في الشرق والغرب. وقد ظل ابن سعيد في ترحاله هذا حتى وافته المنية عن عم ر يناهز 75 عاما.
ترك ابن سعيد حوالي أربعمائة مصنف في التاريخ والجغرافيا والأدب. ولكن لسوء الحظ لم يصلنا منها إلا عدد قليل من العناوين وقطع من بعض الأسفار وعدد صغير من الكتب لا يزال بعيدا عن متناول الجمهور. ولكن رجالا من طبقة ابن خلدون والمقري وأبو الفدا، قد اقتبسوا من مؤلفاته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة صفحات كانت هي التي لفتت إليه أنظار العلماء في الأزمنة الحديثة.
ومن أهم مؤلفات ابن سعيد التي وصلتنا في التاريخ كتاب اختصار القدح المعلى في التاريخ المحلى ، وكتاب المغرب في حلي المغرب ، وفي الجغرافيا له كتاب بسط الأرض في الطول والعرض ، وكتاب الجغرافيا . وفي الأدب له كتاب الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة ، وكتاب المرقصات والمطربات .

ديسمبر 16, 2004, 09:44:39 مساءاً
رد #9

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #9 في: ديسمبر 16, 2004, 09:44:39 مساءاً »
السلام عليكم

شكرا لك اخي العزيز مروان

'<img'>

ديسمبر 17, 2004, 01:04:11 صباحاً
رد #10

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #10 في: ديسمبر 17, 2004, 01:04:11 صباحاً »
السلام عليكم

الاخ أبو يوسف وطبعا الاخ الاحيائي الكبير شكرا لمروركم



ابن فضلان ( ق 4هـ / 10 م )

 خريطة تصور رحلة ابن فضلان  

أحمد بن فضلان بن العباسي بن راشد بن حماد. الجغرافي الرحالة الفقيه وقد كتب في النبات وبخاصة في البلاد التي زارها. وقد عاش في القرنين الثالث والرابع الهجريين / التاسع والعاشر الميلاديين. ولم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم له تاريخ ميلاد ولا وفاة ولا سيرة حياة.
وكان ابن فضلان على ثقافة دينية واسعة وأدب رفيع وأسلوب جميل، وعلى ورع وخلق وحب لنشر الإسلام وصدق في الحديث والأخبار، وعلى سنه المتقدمة وما فيه من سذاجة وبراءة فقد اختاره الخليفة العباسي الثامن عشر المقتدر بالله سفيرا له لدى ملك الصقالبة من سكان الشمال في أوربا على أطراف نهر الفولجا ولهذه السفارة التي قام بها ابن فضلان قصة.

فقد أرسل بلغار نهر الفولجا (نهر أشل عند العرب) وفدا إلى الخليفة المقتدر بالله يرأسه عبد الله بن باشتو الخزي من قبل ملك الصقالبة ، وطلب رسول هذا الملك من الخليفة المقتدر أن يرسل لملك الخزر بعثة من قبله تفقهه وشعبه في الدين، وتعرفه شرائع الإسلام وتنشئ له في عاصمته مسجدا به منبر تقيم عليه الدعوة للخليفة العباسي، وتبني له حصنا يتحصن به من ملوك الخزر المناوئين له والذين يفرضون عليه وعلى شعبه المسلم الجزية واتخذ المقتدر العدة لهذه الرحلة إلى عاصمة ملك الصقالبة، واختار رجال بعثته في هذه الرحلة سوسن الرُّسي رئيسا لها، وتُكين التركي الذي يجيد لغة الأتراك في البلاد التي ستمر بها البعثة في طريقها إلى نهر الفولجا، وبارس الصقلبي الذي يجيد لغة الصقالبة، ومعهم ابن فضلان كفقيه على خلق ذي خبرة.  


وغادر ابن فضلان بغداد عام 309 هـ /921 م ودليله هو رسول ملك الصقالبة، وصحب ابن فضلان بعثة الخليفة المقتدر من بغداد متجها شرقا ثم شمالا مارا بإقليم الجبال فهمذان فالري (قرب مدينة طهران) ونيسأبور ومرو، واتجه مع البعثة إلى نهر جيحون (آموداريا الآن) إلى أن بلغ مدينة بخارى، والتقى ابن فضلان في هذه الرحلة بالعالم الجغرافي الشهير الجيهاني وزير السامانيين، ثم تابع ابن فضلان رحلته مع البعثة في الطريق إلى خوارزم عند بحر آرال وعبر هضبة أوست أورت ثم نهر إيما (يابق عند العرب) حتى وصل إلى حوض نهر الفولجا ومدينة جانبان عاصمة ملك الصقالبة 310 هـ /922 م بعد رحلة استمرت في الذهاب أحد عشر شهرا لاقى فيها ابن فضلان ورجال البعثة مصاعب جمة وأهوالا مذهلة.
وإثر ع ودة ابن فضلان إلى بغداد بعد أن حقق مع رجال البعثة الغاية من سفرهم عكف ابن فضلان على تأليف كتاب: رسالة ابن فضلان في وصف الرحلة إلى بلاد الترك والخزر والروس والصقالبة وقد سجل ابن فضلان أحداث الرحلة ومشاهدها من بلاد وأماكن وأنهار في وصف جميل بارع يضعه في الصف الأول من الرحالة الجغرافيين الأدباء، فجمع بذلك بين فن الرحلات والجغرافيا الطبيعية. ولم يكتب ابن فضلان شيئا عن تاريخ عودته مع البعثة أو خط سير رحلة العودة، ربما لأنه عاد من نفس خط ذهاب البعثة، وربما كانت لرسالته خاتمة ضاعت مع سيرة حياة ابن فضلان نفسها. وفي هذه الرسالة قدم ابن فضلان صورة حية لعصره وللظروف السياسية في العالم الإسلامي، وللعلاقات بين بلاد الإسلام والبلاد المجاورة لها أواسط آسيا، أو الأصقاع البعيدة التي كانت تمثل أطراف العالم المتمدن في ذلك العصر مثل حوض نهر الفولجا. وتحفل رسالة ابن فضلان بمادة إثنوجرافية جميلة جزيلة الفائدة، ومتنوعة بصورة فريدة، فقد اهتم في رسالته بعدد القبائل التركية البدوية المنتشرة في فيافي آسيا الوسطى، وبعدد الشعوب التي كانت تلعب آنذاك دورا أساسيا في تاريخ أوربا الشرقية مثل شعوب البلغار والروس والخزر ،فكان ابن فضلان من أوائل الجغرافيين العرب الذين وصفوا الأماكن المجهولة جغرافيا وسكانيا في قارة آسيا .
و تحدث ابن فضلان عن النباتات التي شاهدها في البلاد التي زارها أو مر بها، وعن الدواب والمتاع والسلاح في أسلوب قصصي سلس ولغة حية مصورة وروح دعابة غير متعمدة تتمثل فيما رواه من نوادر الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم وقد قدم ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان ملخصا لرحلة ابن فضلان في حديثه عن مدينة مشهد وهي المدينة التي عثر بها على مخطوط رسالة ابن فضلان.

ديسمبر 17, 2004, 01:05:03 صباحاً
رد #11

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #11 في: ديسمبر 17, 2004, 01:05:03 صباحاً »
ماجد (000- حوالي 986هـ / 000 -1578م)
شهاب الدين أحمد بن ماجد بن محمد بن عمرو السعدي النجدي الملقب بـ"أسد البحر"، عالم بحار اشتهر في القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي. ولد في جلفار (بلد بعمان حاليا) على الخليج العربي فعرف البحر منذ نعومة أظافره.
نشأ في أسرة ربابنة فقد كان أبوه ربانا يلقب بربان البرين (أي البر والبحر)، وكان جده هو الآخر ملاحا مشهورا. ولقد هيئت هذه الظروف لابن ماجد تولي قيادة المركب تحت رعاية أبيه وهو بعد حدث صغير لم يتجاوز سن العاشرة. وكان أبوه دائما يحثه على مراقبة عامل الدفة. ولما جاوز السابعة عشر من عمره تولى مسئولية المركب والقياس مسئولية تامة.
تحصل ابن ماجد على قسط نافع من علوم الحساب الهندي والعربي والزنجي، وحساب أهل جاوة والصين منذ أن كان حدثا يافعا، مما مكنه من مقارنة قياسات الآخرين. وكان نشاطه مرموقا على ساحل الزنج وفي جزر الهند، حتى أصبح اسم ابن ماجد فيه على لسان ربابنة المحيط الهندي والخليج العربي.
وتعود شهرة ابن ماجد الحقيقية أنه هو المرشد الذي قاد أسطول فاسكو دي جاما البرتغالي إلى الهند، بعد أن انقطع الطريق بالأميرال البرتغالي عند جزر ماليندي. وكانت سواحل المحيط الهندي وجزره معروفة جيدا لربابنة العرب بصفة عامة ولابن ماجد بصفة خاصة. وعندما التقى الأميرال البرتغالي فاسكو دي جاما مع ابن ماجد في ماليندي، حدثت بينهم مناقشات عن طريق مترجم برتغالي يجيد العربية، وقد اندهش دي جاما من سعة علم ابن ماجد بأمور البحر. وازدادت دهشة دي جاما عندما أطلع ابن ماجد على أسطرلاب خشبي كبير قطره نحو 60 سنتيمترا كان يأخذ به أرصاده وعلى بوصلة ملاحية، فلم يبد ابن ماجد أي دهشة لما رأى، بل على العكس اندهش دي جاما عندما أطلعه ابن ماجد على أسطرلاب عربي من المعدن وعلى آلالات مربعة وأخرى مثلثة من الخشب كان يأخذ بها أرصاده وكذلك على خرائط ملاحية عربية موضح عليها خطوط الطول والعرض، تختلف عن تلك الخرائط البرتغالية التي تتبع خرائط بطليموس القديمة. ولقد أدرك دي جاما ساعتها أنه أمام كنز ثمين لا يمكن التفريط فيه فاصطحب ابن ماجد معه في رحلته التي أقلعت بعد يومين تماما من مقابلتهما.
ولما وصلت البعثة إلى كلكتا أرسل دي جاما أحد أعوانه مع ابن ماجد لمقابلة رجال الجمارك ليخبرهم بمجيئه وقضى ابن ماجد مع هذا الرجل ليلته عند صديق له من مفتشي الجمارك يدعى أبا سعيد كان على صلة وثيقة به في مكان خارج كلكتا يدعى "كايوكات". ولقد أقام ابن ماجد في كلكتا بضعة أسابيع عاد بعدها إلى بلده مارا بمكة المكرمة قاصدا الحج عام 875هـ / 1498 م. وكان آنذاك شيخا قد تجاوز الستين.
ترك ابن ماجد عددا من المؤلفات كتب أغلبها بعد أن جاوز الأربعين من عمره. وأغالب هذه المؤلفات هي أرجوزات وضعها ابن ماجد على فترات مختلفة يصف فيها رحلاته، إلا أن أشهر مؤلفاته وأكثرها قيمة في علم البحار وهو كتاب الفوائد في أصول علم البحر والقواعد .

ديسمبر 17, 2004, 01:05:47 صباحاً
رد #12

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #12 في: ديسمبر 17, 2004, 01:05:47 صباحاً »
ابن ماسويه (000-244هـ / 000 -858م )

 صفحة من كتاب محنة الأطباء  

يحيى بن ماسويه أبو زكريا الجوزي الحراني البغدادي عالم موسوعي بالطب والنبات والصيدلة، وناقل مترجم، وعالم أرض. عاش في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي.
ولد ابن ماسويه في مدينة جندسأبور، ولم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاد له. انتقل ابن ماسويه مع أبيه الخبير بالصيدلة إلى مدينة بغداد ودرس هناك الطب والصيدلة على يد أبيه والعلماء الآخرين في بيمارستان بغداد، وأتقن اللغات السريانية واليونانية والفارسية كأنه واحد من أبنائها إلى جانب العربية، وصار من أطباء قصر الخلافة وبيمارستان بغداد. وقد خدم من الخلفاء العباسيين - كطبيب ومترجم - الرشيد والمأمون والمعتصم والمتوكل، وقلده الرشيد منصب رئيس لمترجمي الكتب القديمة في بيت الحكمة ببغداد، ثم جعله المأمون رئيسا لبيت الحكمة عام 215هـ /830 م، وفي مدينة بغداد أسس ابن ماسويه أول كلية للطب في العالم الإسلامي، وقد عاش ابن ماسويه عمره كله متنقلا بين مدينتي بغداد وسامراء.
وكان ابن ماسويه مهتما بعلم التشريح ومارسه على الحيوانات، ومن أهمها القرود التي كان يربيها في حديقة قصره ببغداد باعتبارها من الحيوانات القريبة التكوين من الإنسان. ومن كتبه في هذا العلم كتاب: تركيب خلق الإنسان وأجزائه وعدد أعضائه ، وكان يقام في قصره مجلس علم يحضره شيوخ الطب وعلماؤه يتشاورون ويتجادلون في المسائل الطبية مما أشاع جوا علميا في بغداد. ويعد ابن ماسويه أول مَن تعرف على مرض السَّبل القرني وهو من أمراض العيون، وقد أدرك طبيعته الالتهابية، ووصف صورته السريرية، وهو أقدم وصف لطبيعة هذا المرض. كما يعد ابن ماسويه أول مَن وضع كتابا عن مرض الجذام بعنوان : في الجذام .
ولابن ماسويه كتب عديدة في الطب من أهمها: معرفة الكحالين وهو أقدم كتاب طبي عربي كتب بأسلوب السؤال والجواب، وقد اختصر فيه كل أمراض العيون إلى زمانه لكي يساعد الطلاب في كلية الطب التي أنشأها عند تقدمهم للامتحان لنيل لقب طبيب عيون. وكتاب: دغل العين وهو بدوره أقدم كتاب تعليمي في العربية في طب العيون. وفي الطب النفسي ألف كتابا عن الماليخوليا وأسبابها ، وفي الطب النظري وفروعه ألف كتاب: مختصر في معرفة أجناس الطب . وله كتاب: في تركيب الأدوية المسهلة و يتناول الأدوية المسهلة وأنواعها وإصلاحها، وخواص كل دواء منها ومنفعته. وكتاب: ذكر خواص مختارة على ترتيب العلل وكتاب: جواهر الطبيب المفردة بصفاتها ومعادنها . وكتاب: ماء الشعير ، وكتاب: خواص الأغذية والبقول والفواكه واللحوم والألبان . وله في علوم الأرض، وبخاصة علم الجواهر كتاب: الجواهر وصفاتها وصفات الغواصين عليها والتجار بها ، وقد عدد في هذا الكتاب الجواهر وأنواعها، وبخاصة الماس و الياقوت .

ديسمبر 20, 2004, 02:52:54 صباحاً
رد #13

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #13 في: ديسمبر 20, 2004, 02:52:54 صباحاً »
الشريف الإدريسي (493-560هـ / 1099 -1165م)

 الإقليم الثاني الهند من كتاب أنس المهج  

أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إدريس الحمودي الحسني القرطبي والمعروف بالشريف الإدريسي، أحد علماء الجغرافية والنبات الذين اشتهروا في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي. ولد بثغر سبتة المغربية، وهي مدينة جميلة شمال المغرب الأقصى على مضيق جبل طارق (ومازالت تحت الاستعمار الأسباني إلى اليوم). ونسبة الشريف الإدريسي تعود إلى جده إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب. أما القرطبي فلأنه قضى معظم حياته الدراسية في قرطبة ، ويسمى أحيانا بالصقلي لأنه أمضى فترة من الزمن في صقلية.
انتقل الشريف الإدريسي إلى قرطبة بالأندلس وكانت آنذاك تابعة للمغرب الأقصى تحت حكم المرابطين. فتلقى فيها العلوم واهتم منها خاصة بالجغرافية التي أبدع فيها. ثم بدأ سياحته وهو ابن ستة عشر عاما، فتجول في بلاد شمال أفريقية وعرف مدنها وقراها، وزار بعض المدن الشاطئ الفرنسي، وبعض مدن الشاطئ الإنجليزي الواقع على المحيط الأطلنطي. ثم رحل إلى الشرق فزار مصر والشام وتجول في سائر بلاد آسيا الصغرى وهدف من وراء ذلك زيادة التحصيل والتوسع في الدراسة وكان ذلك خلال عام 510 هـ / 1116 م.
وقد امتاز الإدريسي أثناء دراسته بذكائه الخارق وتواضعه النادر، وثقافته العالية في شتى المعارف من رياضية وهندسية وجغرافية وفلكية وطبيعية وسياسية، بالإضافة إلى معرفته بالطب ومنافع الأعشاب وأماكنها وأشكالها.
وعندما ذاع صيت الإدريسي، دعاه الملك روجر الثاني حاكم صقلية النورماني الذي استولى عليها من يد المسلمين. وكانت الثقافة الإسلامية ما زالت مزدهرة في الجزيرة حيث كانت صقلية بوضعها الجغرافي المتوسط في بحر الروم مركزا للتبادل التجاري وملتقى للفكر العالمي. وتعتبر صقلية كشقيقتها الكبرى الأندلس همزة الوصل بين العالم الإسلامي والعالم النصراني في أوروبا. والجدير بالذكر أن الشريف الإدريسي كان صاحب مواهب جذابة إلى درجة أن الكثير من علماء النصارى المتعصبين اتهموا روجر الثاني ملك صقلية باعتناقه الدين الإسلامي، وذلك بسبب تقديره النادر النظير للشريف الإدريسي وإعجابه بالثقافة الإسلامية رغم انتمائه للنصرانية.
وقد لاحظ ملك صقلية روجر الثاني نبوغ الشريف الإدريسي فطلب منه أن يؤلف له كتاب شاملا يحتوي على المعلومات الضرورية في الجغرافية، فصنف الإدريسي كتابا بعنوان نزهة المشتاق في اختراق الآفاق وضع فيه كل المعلومات الجديدة التي اعتمد في جمعها على خبرته الشخصية، وعلى تقارير الرحالين الذين أوفدهم الملك روجر لهذا الغرض إلى مختلف الديار والبلدان. فجاء الكتاب متميزا في بابه كما ميزه أيضا أن الإدريسي قد رسم سبعين خريطة عن العالم تميزت بدقتها المتناهية عند مقارنتها مع أي مجموعة أخرى من الخرائط المعاصرة. ومن بين سماتها الرائعة اعتبار الإدريسي كروية الأرض في زمن ساد فيه الاعتقاد بأنها مسطحة.
اعتمد الإدريسي على المؤلفات الجغرافية المتيسرة في زمانه. فانتقد بعضها بناء على مقارنات عقدها بين المعلومات الواردة في كتب أسلافه من العلماء المسلمين، وعلق على هذه المؤلفات وشرح الكثير من النقاط الغامضة فيها. كما أضاف وصفا لرحلاته حدد فيها منابع نهر النيل والحيوانات المتواجدة في هذه المناطق ووصف المناطق المحيطة به، وميز حدود البحيرات الاستوائية التي فشل فيها علماء أوروبا. واعتنى في وصفه للبلدان بذكر الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والعادات والتقاليد والملابس والأزياء. علاوة على ذلك فقد قدم الإدريسي وصفا موجزا للأرض وتصورها على شكل كرة طول محيطها اثنان وعشرون ألفا وتسعمائة ميل وهو ما يعادل 42185 كيلو متر وهذا الرقم ليس بعيدا عن محيطها الحقيقي وهو 40068 كيلو متر. وصنع كرة فضية نقش فوقها خريطته الشهيرة للعالم المعروف آنذاك.
قام الشريف الإدريسي بأبحاث أخرى كثيرة في مختلف فروع المعرفة مثل الجيولوجيا والفيزياء. ولكن أبرز ما اهتم به سوى الجغرافية هو علم النبات، وخاصة الأعشاب الطبية. فقد درس الإدريسي تطوراتها، وقدم دراسة مقارنة بين النبات في بلاد الأندلس والمغرب ومصر والشام، وبلاد الروم، وقادته اهتماماته المكثفة في صفات الأعشاب إلى اكتشاف بعض الأدوية التي لعبت دورا عظيما في علم الصيدلة. وقد تميز منهجه العلمي في علم النبات أنه كان يذكر الأسماء المطابقة للنباتات في لغات مختلفة، كما أنه فرق بين الاصطلاحات الإغريقية واليونانية بسبب إقامته الطويلة في صقلية، حيث كانت الإغريقية لا تزال هي لغة الكلام الدراج عند بعض السكان. وقد كان الإدريسي يركز على خواص الأدوية من حيث منافعها وآثارها الضارة. كما نبه على كثير من العقاقير لم يذكرها ديسقوريدس، لأن أكثر هذه الأدوية لم تكن في بلاده. وبلغ ما أحصي من هذه المفردات حوالي (125) نباتا.
ترك الإدريسي عددا من المؤلفات منها كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق (الكتاب الروجري) وهو أشهر أعماله، وكتاب أنس المهج وحدائق الفرج في علم جميع الأرض ، وكتاب الجامع لصفات أشتات النبات ، وكتاب الأدوية المفردة ، وكتاب الصيدلة ، وكتاب المسالك والممالك ، وكتاب سعادة الرجال وغبطة النفوس . هذا بالإضافة إلى مصور لأشكال الكرة الأرضية مع الشروح الوافية، وخرائط للعالم مع التعليقات عليها.

ديسمبر 20, 2004, 02:53:42 صباحاً
رد #14

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #14 في: ديسمبر 20, 2004, 02:53:42 صباحاً »
الإصطخري (000-340هـ /000 -951م)

 أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الإصطخري عالم الأرض والجغرافيا الرحالة عاش في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي .



ولد الإصطخرى بمدينة إصطخر وهي مدينة برسيبوليس القديمة في فارس، ولكن الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم لم تحدد عام ميلاده وكذلك لم تذكر شيئا عن سيرة حياته إلا أنه من المعروف أنه كان رحالة زار الكثير من أقطار العالم الإسلامي . فقد زار أكثر أقطار آسيا حتى بلغ المحيط الهندي، ودخل الهند وتوفي بها عام 340هـ / 951 م، وقد تأثر الإصطخري بعالم الجغرافيا السابق عليه ابن خرداذبة صاحب كتاب المسالك والممالك وهو نفس العنوان الذي استخدمه الإصطخري في مؤلفه الجغرافي الهام ، وكذلك في كتابه الآخر : كتاب الأقاليم كما أنه اعتمد على كتاب البلخي : تقويم البلدان فماثل الإصطخري كتاب البلخي في مخططه ولكن بتوسع ومراجعة وتصحيح كثير مما جاء به ، وقد اعتمد في كتابه على الخرائط ومن أبرز تلك الخرائط خريطة بحر قزوين التي شهد المستشرقون بدقتها .

  

وقد قام الإصطخري برحلاته هذه طلبا للعلم والمعرفة في الأقاليم الإسلامية فوصفها بإطناب ، ووصف الإصطخري العالم الإسلامي من خلال تقسيمه إلي أقاليم (عشرين إقليما) وقد تحدث عن الإقليم ليس بوصفه نطاقا يضم عددا من درجات خطوط العرض ، ولكن بوصفه منطقة جغرافية واسعة ، وقد تحدث في البداية عن الربع المعمور من الأرض وأبعاده ثم البحار ، ثم بدأ بوصف جزيرة العرب والخليج العربي مع المحيط الهندي والسند والهند وأنهار سجستان ، والمغرب مع الأندلس وصقلية ، ومصر وبلاد الشام وبحر الروم والجزيرة وإيران الجنوبية والوسطي والشمالية مع أرمينيا ، وآذربيجان وبحر الخزر ومدن برطس في تخوم البحر المذكور وأعمالها وكورها وجبالها وأنهارها وعمائرها ، ويختم بحثه بوصف بلاد ما وراء النهر أي التركستان . ويذكر الإصطخري عن كل قطر كل المعلومات التي تتعلق بالحدود والمدن والمسافات وطرق المواصلات وغيرها من المعلومات الاقتصادية وكذلك السكانية . فكان الإصطخري من أوائل علماء الجغرافيا الذين جمعوا بين الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا السكانية في كتبهم .