Advanced Search

المحرر موضوع: سلسة علماء الارض العرب  (زيارة 5232 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

ديسمبر 20, 2004, 02:54:14 صباحاً
رد #15

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #15 في: ديسمبر 20, 2004, 02:54:14 صباحاً »
البكري (000-487هـ /000 -1094م)
عبد الله بن عبد العزيز بن محمد بن أيوب بن عمرو وكنيته أبو عبيدة والمعروف بالبكري نسبة إلى قبيلته العربية "بكر" ، ويعرف أيضا بالمرسي نسبة إلى بلدته الأندلسية "مُرْسِية". جغرافي فقيه لغوي نسابة، عاش في القرن الخامس الهجري / الثاني عشر الميلادي.
البكري أقدم جغرافي أندلسي وصلت إلينا مؤلفاته، ولد بمدينة مرْسِية بالأندلس ولم تحدد له الموسوعات أو كتب تأريخ العلوم تاريخ ميلاده، وكانت قبيلته بكر ذات شأن عظيم في غربي الأندلس بين القبائل العربية، فقد كان جده محمد بن أيوب واليا على شلطيش (مدينة في الجنوب الغربي من الأندلس) ونجح في الاستقلال بالمدينة عن الخلافة الأموية في فترة الاضطراب التي يسميها المؤرخون عهد ملوك الطوائف، ولكن ابنه عبد العزيز عجز بعد وفاته أن يثبت لهجمات المعتضد فاضطر إلى تسليم المدينة . وحمل أمواله وفر سرا هو وولده عبد الله البكري وذهبا إلى قرطبة ، وكانت قرطبة مستقلة في ذلك الوقت يحكمها طبقة من الأعيان بزعامة أسرة بني جهور.
أتم البكري دراسته في قرطبة على يد أشهر علماء قرطبة ومن بينهم أبو مروان بن حيان، ولما توفي أبوه عام456هـ /1064 م التحق بخدمة محمد بن معن أمير المرية الذي رحب به في مجلسه وجعله من صفوة خلصائه. وتابع البكري دروسه بقرطبة. وفي عام 478هـ /1085 م سافر البكري إلى إشبيلية في صحبة المتعمد بصفته سفير أمير المرية إلى مراكش ليطلب العون من يوسف بن تاشفين على نصارى قشتالة. وظل يتنقل بين مدن الأندلس والمغرب عائدا إلى قرطبة بين حين وآخر فقد كان يهوى السفر والترحال إلى أن توفي عام 487هـ /1094 م، ودفن بمقبرة أم سلمة بقرطبة، وقد نال البكري تقدير المعاصرين له عالما وأديبا فقد كان شاعرا تحفظ أشعاره، وكذلك كانت مؤلفاته في فقه اللغة والأدب تحظى بمكانة عالية وخلدت ذكراه بين الناس ومنها: كتاب في أعلام نبوة نبينا محمد . شفاء عليل العربية . الأمثال السائرات ، وهو شرح لكتاب الأمثال لابن سلام. كتاب اللآلي على كتاب الأمالي .
أما مؤلفاته الجغرافية التي ذاعت في العالم العربي فمن أهمها كتاب: المسالك والممالك ، ومن أغراضه أن يكون دليلا للمسافرين، وهو كتاب من أمهات المصنفات العربية في الجغرافيا، وقد كان الكتاب يتكون من عدة مجلدات عن مسلمي العالم الإسلامي في القرن الخامس ال هجري / الحادي عشر الميلادي، وقد نقل عنه كثير من المصنفين المتأخرين، ومع الأسف لم يصلنا من هذا الكتاب إلا أخبار شمالي افريقيا وصفحات من تاريخ الأندلس.
وكتاب المسالك والممالك ينتمي لما يمكن أن يسمى بالجغرافيا البلدانية كما يدعوها مؤرخو العلوم، وكما يتضح في هذا الكتاب فقد كان البكري مهتما بالوصف الدقيق للأقاليم التي ذكرها وهي أقاليم: الجزيرة، الشام، فلسطين، مصر، تونس، المغرب، الأندلس. وتحدث عن ممالك الهند والصين والسند والسودان، وذكر بدقة جغرافية المدن، ووصف خواص تلك المدن من حدود ومعادن وصناعات ومنتجات، والمدن المجاورة لها والأبعاد بينها، وقد اهتم اهتماما خاصا بأسماء الأقطار والمدن وما يربط بينها من طرق مواصلات وأخبار أهلها، وصفات الأرض وتضاريسها، والأقاليم السبعة والبحار و الأنهار ، والعجائب التي ترويها الشعوب. وقد تجاوز البكري في كتابه هذا الأفكار الأسطورية عن تكوين الأرض وتقسيمها ما بين معمور وغير معمور، مما جعل كتابه متميزا بين الكتب العربية للجغرافيا الوصفية للبلدان.
ومن كتب البكري الهامة الأخرى كتاب: معجم ما استعجم ، وهو كتاب يدل على اهتمام البكري بأسماء البلدان، فهو بمثابة معجم للبلدان المشكوك في أسمائها، وقد استفاد فيه من خبرته بالفن والأدب، فقد كان يرجع فيه دائما إلى نصوص الشعر القديم وما ورد في المصنفات التاريخية القديمة. وله كتاب في النبات بعنوان: أعيان النبات والأشجار الأندلسية ، وهو كتاب مبني على ملاحظات البكري ومراقبته للنبات في الأندلس. وقد استفاد منه ابن البيطار .

ديسمبر 20, 2004, 02:54:53 صباحاً
رد #16

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #16 في: ديسمبر 20, 2004, 02:54:53 صباحاً »
البيروني (362-440هـ / 973 -1048م)

 رسالة في صنعة الأسطرلاب  

أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، فيلسوف ومؤرخ ورحالة وجغرافي ولغوي وشاعر، وعالم في الرياضيات والطبيعيات والصيدلة. اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في قرية من ضواحي مدينة كاث عاصمة دولة خوارزم. ولكن لا يعرف نسبته على وجه التحديد، كما أشار هو نفسه بقوله "أنا في الحقيقة لا أعرف نسبتي... ولا أعرف من كان جدي".
رحل البيروني عن مسقط رأسه وهو في العشرين من عمره، حيث ظهرت عبقريته في علوم كثيرة، وتفتحت على مختلف فروع العلم. وعندما سمت مكانته العلمية، وارتفعت منزلته الأدبية، بدأت تتنافس عليه العروش والقصور. فتبناه أولا بناة الحكمة والعلم من بني سامان ببخارى ، حيث ذاع صيته، وقدرت مكانته العلمية والأدبية عندهم، وتوثقت صلته بهم. وهناك تعرف على الشيخ الرئيس ابن سينا الذي زامله قرابة عشرين عاما. فانتظما معا في المذاكرة والمناظرة، وتبادل الآراء والرسائل، وعلت مكانتهما عند الأمير نوح بن منصور الساماني، الذي ازدانت مكتبته بنفائس وذخائر مؤلفاتهما.
وفي عام 388هـ / 998 م. تألق نجم الأمير الأديب الحكيم قأبوس بن وشمكير أمير جرجان الملقب بشمس المعالي، حيث أخذ ينافس آل سامان على جذب هذين النجمين اللذين كانا يضيئان قصور آل سامان ببخارى. فأخذ الأمير شمس المعالي يطلب من أبي الريحان الانتقال إليه ، لكنه رفض وفاءًا لآل سامان الذين كان ملكهم يومئذ يضطرب تحت الفتن والدسائس الداخلية والحروب الخارجية مع ملوك كاشغر في الشرق، وملوك غزنة في الغرب.
وعندما سقط ملك السامانيين خرج أبو الريحان مستصحبا معه ابن سينا إلى جرجان تلبية لرغبة أميرها شمس المعالي الذي أحسن ضيافتهما، وطابت نفسهما بالإقامة في قصره ، حيث كان يهتم بجهابذة العلم وعباقرة الحكمة وعمالقة الأدب. وفي هذا القصر كتب البيروني كتابه الآثار الباقية من القرون الخالية وأهداه إلى شمس المعالي.
وفي جرجان قابل البيروني أيضا أستاذه في الطب أبا سهل عيسى. وظلا معا حتى قامت الثورة العسكرية التي أطاحت بعرش شمس المعالي وأتت على حياته فخرج البيروني راجعا إلى وطنه خوارزم. وهناك استقر في مدينة جرجانية أصبحت فيما بعد ع اصمة خوارزم. وهناك اشتغل البيروني في مجمع العلوم الذي أسسه أمير خوارزم مأمون بن مأمون. وفي هذا المجمع قابل البيروني العالم مسكويه ، وانضم إليه لاحقا زميل رحلته ابن سينا.
وفي خوارزم أقام البيروني سبع سنوات في خدمة الأمير مأمون، حيث أصبحت له عند الأمير مكانة كبيرة، وقدرًا عظيما، إذ عرف الأمير مكانته من العلم، فاتخذه مستشارا له، وأسكنه معه في قصره، وكان يبدي له مظاهر الاحترام والتقدير.
وفي عام 407هـ / 1016 م. قام بعض جنود الأمير مأمون بثورة ضده وقتلوه، مما أدى إلى دخول صهره محمود بن سبكتكين الغزنوي خوارزم للانتقام من القتلة، وضم البيروني إلى حاشيته، وانتقل معه إلى بلده غزنة.
لازم البيروني السلطان محمود الغزنوي في كل رحلاته وغزواته. ومن خلال هذه الرحلات دخل البيروني الهند مع السلطان محمود في غزواته لهذه البلاد والتي بلغت سبع عشرة غزوة في المنطقة الشمالية الغربية من الهند، واستمرت حتى سنة 414 هـ / 1024 م. ولقد صاحب البيروني السلطان الغزنوي ثلاث عشرة مرة، مما أتاح له أن يحيط بعلوم الهند وتعلم من لغاتها السنسكريتية، إلى جانب إجادته العربية، والفارسية، واليونانية، والسريانية، فاستطاع أن يتوصل إلى المراجع الرئيسية. وهو ما كان ما يريده البيروني.
ولكن الأمور لم تساعد البيروني كثيرا، إذ لم يكن السلطان محمود الغزنوي من المهتمين بالعلم كثيرا، لذا كان عديم الاهتمام بأحاديث البيروني ومحاضراته. ولحسن حظه أن هذا الأمر لم يدم كثيرا، إذ ما لبث أن اعتلى عرش البلاد أكبر أولاد السلطان وهو مسعود الغزنوي وكان ذا رغبة مشتعلة، وبصيرة نافذة لتقبل العلوم ودراسة أسرارها. فأعطى البيروني المكانة اللائقة وقدم له ما يحتاجه من معونة أثناء بقائه في الهند. وعندما رجع البيروني من الهند ليستقر في قصر الأمير مسعود، أهدى له كتابه الشهير القانون المسعودي في الهيئة والنجوم.
ولما حمل البيروني هذه الهدية إلى السلطان مسعود، أراد السلطان أن يكافئه على هذه الهدية الثمينة، فأرسل له ثلاثة جمال محملة من نقود الفضة ، فردها أبو الريحان البيروني قائلا: إنه إنما يخدم العلم للعلم لا للمال. كما ألف البيروني كتابا آخر وهو الدستور وأهداه إلى شقي ق الأمير مودود بن محمود الغزنوي. ولقد بقي البيروني في غزنة، ولم يغادرها منقطعا إلى الدرس والبحث والعلم والتأليف حيث كتب معظم مؤلفاته الشهيرة.
ولقد كان البيروني مجتهدا في البحث لدرجة أن أحد أصدقائه كان يزوره وهو مريض جدا ، فسأله البيروني عن موضوع سبق أن ناقشه فيه. فقال له صديقه: أفي هذه الحالة؟ فرد البيروني: يا هذا أودع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خيرا من أن أتركها وأنا جاهل بها. فدار النقاش بينهما حتى اقتنع البيروني ثم خرج صديقه، وفي الطريق سمع عن وفاة البيروني. فكانت وفاته عام 440هـ / 1048 م عن عمر يناهز الثمانين.
وتعود شهرة البيروني الحقيقية إلى مؤلفاته الغزيرة التي تظهر علمه الوافر ونبوغه الفكري بالإضافة إلى انتمائه الديني الواضح في كل كتابته التي يزينها دائما بآيات القرآن الكريم. ويظهر انتماؤه إلى الإسلام ولغة القرآن بقوله في مقدمة كتابه الصيدنة في الطب : "ديننا والدولة عربيان توءمان، يرفرف على أحدهما القوة الإلهية وعلى الآخر اليد السماوية؛ وكم احتشد طوائف من التوابع، وخاصة منهم الحيل والديلم في إلباس الدولة جلابيب العجمة فلم تنفق لهم في المراد سوق. ومادام الأذان يقرع آذانهم كل يوم خمسا؛ وتقام الصلوات بالقرآن العربي المبين خلف الأئمة صفا صفا؛ ويخطب به لهم في الجوامع بالإصلاح كانوا لليدين والفم، وحبل الإسلام غير منفصم ، وحصنه غير منثلم ".
كتب البيروني في شتى المعارف فألف في حقل الرياضيات والفلك والطب والصيدلة، والآداب والجغرافيا والتاريخ. ولكن أكثر اهتمامه قد تركز على الفلك والرياضيات والطبيعيات. ففي علم الفلك برهن البيروني على حقائق علمية هامة منها مساحة الأرض ونسبتها للقمر ، وعن أن الشمس هي مركز الكون الأرضي، وعن بعد الشمس عن القمر، وعن مساحة الأرض ونسبتها للقمر، وبعدها عن جرم الشمس وأبعاد المجموعة الشمسية عن الأرض، وبعد الكوكب عن الآخر في المجموعة وهو أول من قال إن الشمس هي مركز الكون الأرضي مخالفا كل ما كان سائدا في وقته من آراء تتفق كلها على أن الأرض هي مركز الكون. كما أثبت أن أوج الشمس غير ثابت. وقد استطاع ب ناء على أربعة أرصاد في المواسم الأربعة أن يحسب مقدار هذه الحركة بواسطة الحساب التفاضلي، وقد كان المقدار النهائي الذي أثبته الفلكيون المسلمون لهذه الحركة هو (12.09) ثانية في السنة، وهو تحديد يختلف قليلا عن المقدار المثبت في العصر الحاضر وهو (11.46) ثانية في السنة. كما رصد الكسوف والخسوف وشرح بطريقة واضحة، الشفق والغسق. وحسب محيط الأرض بدقة فائقة ، وحدد القبلة التي يتجه إليها المسلمون عند أداء صلاتهم ، مستعملا نظرياته الرياضية. ومن المسائل المعروفة باسم البيروني مسائل عديدة ، منها التي لا تحل بالمسطرة والفرجار ، مثل: محاولة قسمة الزاوية إلى ثلاثة أقسام متساوية ، وحساب قطر الأرض، وأن سرعة الضوء تفوق سرعة الصوت .
وقد أولى البيروني عناية كبيرة لعلم الجبر فدرس مؤلفات محمد بن موسى الخوارزمي وفهمها فهما تاما ، وأضاف إليها الكثير من التعليقات ، كما درس المعادلة الجبرية ذات الدرجة الثالثة وطورها بحلوله الهندسية والتحليلية. وحل المعادلة المشهورة في القرون الوسطى (س3 = 1 3س)، وحصل على نتيجة مرضية لجذورها مقربة للغاية إلى ستة منازل عشرية. واشتهر ببرهان القانون المعروف بجيب الزاوية مستخدما المثلث المستوى.
وفي حقل الكيمياء اتفق البيروني مع الكندي في رفض ادعاء القائلين بإمكانية تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب ، وأنكر سعيهم وراء الإكسير. وقد انصبت اهتماماته على دراسة عدة صناعات كانت قائمة في زمنه، كطلاء الأواني الفخارية، وتحضير الفولاذ المعد لصنع السيوف ، واستخلاص الزئبق من الزنجفر. وعرف بعض الطرائق الكيمياوية الهامة كالتصعيد، والتسامي، والتقطير، والتشميع، والترشيح إضافة إلى تحضير عدد من المركبات الكيمياوية.
ويعرف أبو الريحان البيروني أيضا بالصيدلاني المحترف بجمع الأدوية واختيار الأجود من أنواعها مفردة ومركبة على أفضل التراكيب التي خلدها له مبرزو أهل الطب ، وهذه أولى مراتب صناعة الطب ، إذا كان الترقي فيها من أسفل إلى أعلى.
ترك البيروني ما يقارب ثلاثمائة مؤلف من بين كتاب ورسالة بشتى اللغات. منها حوالي (183) مؤلفا باللغات العربية من أشهرها بخلاف ما ذكر كتاب ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة ، وكتاب الجماهر في معرفة الجواهر ، وكتاب التفهيم لأوائل صناعة التنجيم ، وكتاب تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن ، ورسالة استيعاب الوجوه الممكنة في صنعة الأسطرلاب . وكتاب رؤية الأهلة ، ومقالة في تحديد مكان البلد باستخدام خطوط الطول والعرض ، وكتاب المسائل الهندسية ، ورسالة في معرفة سمت القبلة ، ورسالة في الميكانيكا والأيدروستاتيكا .

ديسمبر 20, 2004, 02:56:08 صباحاً
رد #17

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #17 في: ديسمبر 20, 2004, 02:56:08 صباحاً »
التيفاشي (580-651هـ / 1184 -1253م)
شهاب الدين أبو العباس أحمد بن يوسف التيفاشي، عالم معادن اشتهر في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي. ولد في تيفاش إحدى قرى مدينة قفصة التونسية (تابعة الآن لمدينة قسطنطينة بالجزائر).
نشأ التيفاشي في أسرة ذات جاه وحسب، وشغل منصب القضاء، كما شغله أبوه من قبل. وكان التيفاشي أديبا وشاعرا، ملما بكثير من علوم عصره، بارعا في علم المعادن، محبا للسفر؛ للحصول على المعلومات الدقيقة من مصادرها.
زار التيفاشي عددا من المدن الإسلامية فقصد القاهرة أولا قادما من موطنه، ثم توجه إلى دمشق ، ثم بغداد . وفي جميع توقفاته كان يلتقي بالمتخصصين في تشكيل الجواهر وتجارتها أمثال القاضي الحسيب معين الدين بن ميسر كبير المعدنين، والشريف الجوهري، وأبي سهل عيسى بن يحيى الجوزجاني أستاذ ابن سينا . وفي لقاءاته هذه كان التيفاشي يدون كل ما يقوله هؤلاء المتخصصون من أوصاف للأحجار وأماكن تواجدها، ثم ينتقل بعدها للجلوس مع التجار ليتعرف على أثمان هذه المعادن وقيمتها.
ولم يكتف التيفاشي بمعادن بلاد العرب فقط، بل زار أرمينية وفارس باحثا عن مواضع الأحجار مما لا يوجد في بلاد العرب. وفي خلال جولاته هذه كان التيفاشي يقف على امتحان الجواهر بنفسه مما عرفه من المتخصصين.
ولقد تميز التيفاشي بمنهجه العلمي المميز الذي انعكس على مؤلفاته. فكان حريصا على توضيح الأسس التي قام عليها منهجه التجريبي في دراسة المعادن والأحجار بعيدا عن الخرافات والأساطير التي تداخلت مع معارف الإغريق والرومان، والتي ارتبطت كثيرا بالجن والشياطين.
عاد التيفاشي إلى القاهرة بعد الانتهاء من رحلاته، حيث استقر فيها وبدأ في تدوين كتابه الشهير أزهار الأفكار في جواهر الأحجار وقد انتهى من تأليفه عام 640هـ / 1242 م، أي قبل أحد عشر عاما من وفاته. ولقد توفي التيفاشي في القاهرة عن عمر يناهز السبعين عاما.

ديسمبر 20, 2004, 02:56:41 صباحاً
رد #18

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #18 في: ديسمبر 20, 2004, 02:56:41 صباحاً »
الدمنهوري (1101-1192هـ / 1689 -1778 م)
أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن خيام المعروف بالدمنهوري وبشيخ الأزهر. عالم بهندسة الري واستنباط المياه وحفر الآبار وطبيعة التربة، وعالم الزراعة والطبيب. عاش في القرن الثاني عشر الهجري / الثامن عشر الميلادي.
ولد الدمنهوري بمدينة دمنهور بمصر عام 1101 هـ /1689 م، وفي رواية أخرى ضعيفة عام 1090 هـ، أما عام وفاته فقد اتفقت الموسوعات عليه وهو عام 1192هـ /1778 م. ودرس الدمنهوري الفقه والحديث واللغة بالجامع الأزهر، وكان عالما مسموع الكلمة بين حكام عصره، وصاحب مكانة بين أوساط شعبه. وتعلم الدمنهوري على يد كبار علماء الأزهر ومنهم: الميداني ومحمد الغمري والزيادي والشهاب. وتولى الدمنهوري مشيخة الأزهر بعد وفاة الشيخ محمد الحفني. وقد برع الدمنهوري في علوم الطب والفلك والكيمياء ودرس أصول الكتب فيها.
يعد مؤرخو العلوم الدمنهوري من أوائل علماء الهيدرولوجيا، ومن أهم مؤلفاته : رسالة عين الحياة في علم استنباط المياه وهي رسالة تبحث في علم استخراج المياه الجوفية، وأماكن تواجدها وطرق استخراجها حسب طبيعة الأرض وتشكل طبقاتها، كما أنها تتضمن شروحا لمفهوم الدورة الهيدرولوجية للمياه، وتضمنت الرسالة لوحة لمعرفة القبلة،واشتملت على جداول لمهاب الرياح والكرة الأرضية، وقد استفاد الدمنهوري في هذه الرسالة من خبرته الفلكية لتحديد الأمارات الدالة على المياه الجوفية، وكذلك استفاد من خبرته الرياضية.
وللدمنهوري كتاب في علم التشريح بعنوان: القول الصريح في علم التشريح ، وفي الطب رسالة خاصة بعنوان: الكلام اليسير في علاج المقعدة والبواسير ، ومن كتبه في علم الحساب: إحياء الفؤاد بمعرفة خواص الأعداد ، وله مؤلفات أخرى في علم اللغة والفقه منها: إرشاد الماهر إلى علم الجواهر في علم الحروف والأسماء وهو كتاب يبحث في خواص الحروف العربية مفردة ومركبة. وكتاب منتهى الإدارات في تحقيق الاستعارات . و الفيض العظيم في معنى القرآن الكريم .

ديسمبر 20, 2004, 09:11:33 مساءاً
رد #19

الأحيائي الصغير

  • عضو خبير

  • *****

  • 6258
    مشاركة

  • مشرف علوم الأرض

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #19 في: ديسمبر 20, 2004, 09:11:33 مساءاً »
الله يعطيك العافية أخي العزيز "" مروان ""

و جزاك الله كل خير أخي الحبيب

 '<img'>
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأول فليس قبلك شيء و الآخر فليس بعدك شيء و الظاهر فليس فوقك شيء و الباطن فليس دونك شيء أسألك اللهم بأسمائك الحسنى و صفاتك العليا و باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت أن تنتقم لنبينا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم من كل من أرد به و بدينه و بالمسلمين السوء إنك يا مولنا على كل شيء قدير

ديسمبر 25, 2004, 12:08:44 صباحاً
رد #20

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #20 في: ديسمبر 25, 2004, 12:08:44 صباحاً »
السلام عليكم

مجهود كبير جدا جدا  .. ,

اشكرك اخي مروان  .. . ,

شكرا

ديسمبر 25, 2004, 04:54:20 صباحاً
رد #21

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #21 في: ديسمبر 25, 2004, 04:54:20 صباحاً »
السلام عليكم

الاخوين الاحيائي  ووليد جزاكم الله خيرا


السجزي (000-415هـ /000 -1024)
أحمد بن محمد بن عبد الجليل السِّجْزي ، رياضي وفلكي عاش في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي.
والسجزي من علماء الرياضة والفلك المشهورين في تاريخ الحضارة الإسلامية. ولم تذكر الموسوعات وكتب تاريخ العلوم عام ميلاده، ولكنها اختلفت في عام وفاته ما بين عامي 415هـ /1204 م، و 416 هـ /1025 م، وقد أجمع معظم مؤرخي العلوم بعد تحقيق المعلومات المتاحة عن حياته على أنه توفي عام 415هـ /1024 م. ولقب السجزي نسبة لبلده سجستان شرقي إيران. وقد عاصره البيروني وتحدث البيروني عنه مبجلا إياه في كتبه.
يعد الباحثون السجزي أول مَن تحدث عن حركة الأرض وذلك عندما أبدع الأسطرلاب الزورقي المبني على أن الأرض متحركة تدور حول محور لها، وكذلك الفلك السبعة السيارة وما تبقى من الفلك ثابت. وقد وصف في إحدى مؤلفاته آلة تعرف بها الأبعاد، وشرح تركيبها وطرق عملها، والكتاب بعنوان مقدمة لصنعة آلة تعرف بها الأبعاد . وللسجزي ما يزيد عن أربعين كتابا ورسالة، ناقش فيها العديد من المسائل العلمية.
درس السجزي بعناية قطوع المخروط وتقاطعها مع الدائرة. وقد اهتم اهتماما خاصا بالهندسة، وبخاصة في شكلها التعليمي، فكانت بعض كتبه تأخذ هيئة إجابات عن أسئلة مطروحة، ومن أهمها: رسالة في جواب مسائل هندسية ، و أجوبة على مسائل هندسية .
ودرس كذلك صفات بعض الأشكال الهندسية في كتبه، ومنها: خواص الأعمدة في المثلث ، رسالة في خواص الدائرة ، رسالة في كيفية تصور الخطين اللذين يقربان ولا يلتقيان ، رسالة في خواص الأعمدة الواقعة في النقطة المعطاة إلى المثلث المتساوي الأضلاع . وكان يحرص على مناقشة الأمور الهندسية والرياضية مع العلماء الآخرين، وقد ناقش كثيرا من آراء إقليدس في كتبه ومن أهمها: رسالة في الشك في الشكل الثالث والعشرين ويقصد به الشكل الثالث والعشرين من المقالة الحادية عشرة من كتاب الأصول لإقليدس. و ثبت براهين بعض الأشكال في كتاب الأصول ، وناقش كذلك أرخميدس في كتابه المأخوذات وذلك في رسالته التي تضمنت جوابا عن المسألة التي سئل فيها عن بعض الأشكال المأخوذة من كتاب المأخواذات.
ومن أهم كتبه الرياضية : رسالة في تحصيل إيقاع النسبة المؤلفة الاثنى ع شر في الشكل القطاع المسطح بدرجة واحدة وكيفية الأصل الذي تتولد منه هذه الدرجة وقد ألفه عام 389هـ /998 م.

ديسمبر 25, 2004, 04:55:01 صباحاً
رد #22

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #22 في: ديسمبر 25, 2004, 04:55:01 صباحاً »
السرخسي (000 - 286هـ / 000 - 899م)
أحمد بن محمد بن مروان السرخسي، المعروف بابن الفرائقي وابن الطيب عالم الأرض الرياضي الطبيب الفلكي. عاش في القرن الثالث الهجري - التاسع الميلادي.
ولد السرخسي بمدينة سرخس بخراسان، ونشأ بها وتلقى تعليمه الأول، حيث حفظ للقرآن الكريم وتعلم مبادئ الرياضيات، ثم شد رحاله إلى مدينة بغداد ، وسعى لتلقي العلم على يد الكندي العالم الموسوعي الفيلسوف، وصار واحدا من أنبغ تلاميذه، وعد من أهم العلماء الموسوعيين فقد كان شاعرا ومحدثا وطبيبا وفلكيا ورياضيا. وفي الفن كان مؤلفا موسيقيا ذواقة يعرف الموسيقى نظريا وعمليا، وكان من علماء المنطق. وحين ذاع صيته اختير ليكون معلما للمعتضد في شبابه الأول، فقد كان السرخسي متفننا أيضا في علوم القدماء والعرب وآدابهم، كما كان حسن المعرفة جيد القريحة بليغ اللسان، ويعده المؤرخون أوحد زمانه في علمي النحو والشعر.
كان السرخسي حسن العشرة، مليح النادرة، ظريفا، محبا للفكاهة، وحين دخل المعتضد سن الرجولة كان السرخسي من أهم ندمائه وأصدقائه المقربين، وحين ولي المعتضد الخلافة عام 279هـ - 901م ولاه منصب الحسبة في بغداد، فقد كان يثق به ويفضي إليه بأسراره ويستشيره في أمور الحكم. وعلى الرغم من ذلك كانت تغلب على السرخسي طيبة القلب فكان لا يعرف المجاملة مما أدى إلى غضب حاشية المعتضد عليه فدبروا له حيلة جعلت المعتضد يغضب عليه ويأمر بسجنه ومصادرة أمواله. وقد توفي السرخسي عام 286هـ - 899م قتلا بيد أحد أعوان المعتضد دون إذن منه بذلك.

يحكى أن المعتضد خرج على رأس جيش ليسترد مدينة آمد بديار بكر، فاستغل المساجين الذين كانوا بالمطامير في بغداد الفرصة فهربوا ورفض السرخسي أن يهرب معهم، ومع ذلك عندما قبض على المساجين وأمر صاحب الشرطة أن يقتلوا قتل معهم السرخسي  


وقد فقدت معظم كتب السرخسي في كافة العلوم، ولم يبق إلا القليل منها، وقد اهتم السرخسي بعلوم الأرض خاصة، فكانت معظم كتبه مؤلفة فيها. ومن أهم الظواهر الطبيعية التي اهتم بها السرخسي المناخ وأثره على السكان والحياة. وكذلك تكلم عن الجبال .
ومن أهم مؤلفات السرخسي في علم الأرض: أحداث الجو . منفعة الجبال . الضباب . المسالك والممالك . برد أيام العجوز .
وفي الرياضيات: الأرثماطيقي في ا لأعداد والجبر والمقابلة.
وفي الفلك: المدخل إلى صناعة النجوم . اختلاف الأزياج .
وفي الطب: المدخل إلى صناعة الطب . البول . الرد على جالينوس في الطعم المر . مقالة في البهق والنمش والكلف . رسالة في الخضابات المسودة للشعر .
وله في علم الموسيقى: الموسيقى الكبير . الموسيقى الصغير . المدخل إلى علم الموسيقى .

ديسمبر 25, 2004, 04:55:40 صباحاً
رد #23

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #23 في: ديسمبر 25, 2004, 04:55:40 صباحاً »
العُمَري (700-749هـ / 1300 -1348م)
أحمد بن يحيى بن فضل الله بن يحيى بن دعجان بن خليفة ولقبه شهاب الدين وكنيته أبو العباس والمعروف بالعمري. الجغرافي والمؤرخ والباحث في علوم الأرض والعلوم الطبيعية من معدن ونبات وحيوان. عاش في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي.
وينتسب العمري لأسرة سورية تنحدر من سلالة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ومن ذلك نسبهم العمري. ولد العمري بدمشق عام 700هـ /1300 م. وأتم دراسته بها قبل أن يستقر بالقاهرة عام 731هـ /1332 م مع والده الذي كان كاتبا عند السلطان المملوكي الملك الناصر، وتنقل العمري بين الإسكندرية والحجاز ودمشق. وقد ربطته تقاليد أسرته بعمل الدواوين،وقد تتلمذ العمري على أساتذة بارزين في مختلف العلوم ومنهم: برهان الدين بن الفركاح، وعلى أحد علماء البلاغة البارزين وهو شهاب الدين الحلبي، وغيرهم من العلماء. وقد تولى منصب القضاء بالقاهرة، ثم عين رئيسا بعد أبيه لديوان الإنشاء في عهد السلطان الناصر. وفي عام 737هـ /1337 م كان عضوا في بعثة الحج المصرية. وقد فقد مكانته لحدة طباعه عام 738هـ /1338 م. وقد أمضى بقية حياته في دمشق حتى أدركته الوفاة عام 748هـ /1347 م بسبب الربو.
وقد كان العمري متمتعا بثقافة واسعة المدى وبذوق أدبي مرهف، وبلغت مؤلفاته الأدبية أحد عشر مصنفا تشتمل على رسائل ودواوين، وله كتاب بعنوان: فواصل السحر في فضائل آل عمر . وكتاب: دمعة الباكي ، و قلائد العقيان . وأهم مؤلفات العمري كتاب: مسالك الأبصار في ممالك الأمصار وهو موسوعة مكونة من أربعة عشر مجلدا ، وهو من الكتب العمدة في الكتب الجغرافية استفاد منه الكثير من العلماء. وفيه موضوعات شتى منها وصف الأرض وسكانها وحيواناتها وأقطارها ومساكنها وما فيها من أنهار وجبال وبحار وبحيرات ومبان، فضلا عن استطرادات تاريخية وأدبية يندر وجود مثلها عند سواه بالإضافة إلى تراجم الكثير من رجالات الإسلام.
وينقسم مصنف العمري الضخم إلى قسمين، وينقسم أولهما بدوره إلى شطرين، ويعالج الجغرافيا العامة والإمبراطوريات الكبرى،وقد ترجمت منه الفصول الخاصة بقارة إفريقيا إلى الفرنسية باستثناء مصر. أما القسم الثاني فينقسم إلى قسمين ويعالج تاريخ الأمم قبل وبعد الإسلام. وكتاب العمري يدل على ثقافته الواسعة ونظراته الصائبة فقد افترض وجود قارة أمريكا قبل اكتشافها بقر ن ونصف.

ديسمبر 25, 2004, 04:56:17 صباحاً
رد #24

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #24 في: ديسمبر 25, 2004, 04:56:17 صباحاً »
القزويني (600-682 هـ / 1203 -1283م)

 عجائب المخلوقات للقزويني (1)  

زكريا بن محمد بن محمود الكوفي القزويني، عالم موسوعي اشتهر في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي ولد في بلدة قزوين الواقعة في شمال إيران من أسرة ينتهي نسبها إلى الإمام مالك بن أنس الأنصاري النجادي صاحب المذهب المالكي.
هاجر القزويني إلى العراق لكي يتتلمذ على يد كبار العلماء هناك أيام الخليفة المستعصم آخر بني العباس، فبرز في العلوم الشرعية، وتولى منصب القضاء في مدينتي واسط والحلة في العراق، فكان حجة في علم القضاء، وبقي بهذا المنصب حتى دخل المغول بغداد .
ترك القزويني العراق إلى دمشق حيث استوطن فيها، وقد عرف بين علمائها بالعشاب لأنه كان يعرف تماما خصائص النباتات الطبية. كما ظهرت عبقريته كعالم متميز في علم الجغرافيا الفلكية. ولقد تميز القزويني في جميع مؤلفاته بمعلوماته الغزيرة التي اعتاد أن يستقيها من المشاهدة والمعاينة، فكان يتحرى في أكثر ما يذكر الصدق والأمانة العلمية. وكان منهجه في البحث ممزوجا بالطابع الديني، فكثيرا ما يستشهد في كلامه بآيات قرآنية وأحاديث نبوية. فكان بعيدا كل البعد عن الخرافات والأوهام التي كان لها دور عظيم في عصره، إذ عاش القزويني في فترة صعبة كانت الأمة العربية والإسلامية تعاني فيها من الخرافات والشعوذة، وتعاني من حالة تفكك وتمزق يرثى لها. كما حرص القزويني كذلك أن يحلل الأفكار العلمية لكبار العلماء المحببة إلى الأنفس والمتجاوبة مع رغبات علماء عصره. وقد بلغ الأوج في تبسيطه للعلوم من أجل عامة الناس.

من أقواله المأثورة: إن الإنسان إذا لم يصب في أول مرة فليدرس الأسباب ثم يعيد تجربته، فإن هذا هو السبيل إلى النجاح. إذا وجدت مغناطيسا لا يجذب فلا تفقده خاصية الجذب بل ابحث عن العائق في عدم جذبه للحديد.  



 عجائب المخلوقات للقزويني (2)  

ترك القزويني عددا من المؤلفات الموسوعية من أهمها كتاب عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ، كتاب آثار البلاد وأخبار العباد . وقد نال القزويني شهرة عظيمة بهذين الكتابين، حيث صارا مرجعين يعتمد عليهما علماء العلوم ليس فقط في العالم العربي والإسلامي ولكن في جميع أرجاء المعمورة. وقد انفرد هذان الكتابان بما يحتويانه من معلومات جمة ومفيدة للباحث وللدارس على السواء. ومن مؤلفاته الأخرى الهامة كتاب الأقاليم ، وكتاب البلدان

يناير 06, 2005, 06:17:58 صباحاً
رد #25

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #25 في: يناير 06, 2005, 06:17:58 صباحاً »
المراكشي (000-660هـ / 000 -1261م)
الحسن بن علي بن عمر المراكشي عالم الفلك والرياضي والجغرافي والمؤقت. عاش في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي.
لم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاد المراكشي. ومن المعروف أنه من علماء المغرب وولد بمراكش ، ويتضح من مؤلفاته أنه قد اطلع على الكتب المصادر اليونانية والعربية في علوم الفلك والرياضة والجغرافيا. ومن أهم من اعتمد عليهم من العلماء الخوارزمي و البوزجاني و البيروني و جابر بن أفلح وقد اشتهر المراكشي بصنع الساعات الشمسية.
وللمراكشي العديد من الإنجازات العلمية من أهمها: أنه أول من استخدم الخطوط الدالة على الساعات المتساوية على الخريطة، أي خطوط الطول. ويقول عنه سيديو في كتابه: خلاصة تاريخ العرب معلقا على إنجازه هذا الذي سجله في كتاب له بعنوان: جامع المبادئ والغايات في علم الميقات : "000 بها أول استعمال للخطوط الدالة على الساعات المتساوية. فإن اليونان لم يستعملوها قط، وقد فصل صناعة الدالة على الساعات الزمانية الدالة المسماة أيضا بالساعات القديمة والمتفاضلة، واستعمل خواص القطوع المخروطية في وصف أقواس البروج الفلكية، وحسب خطوط المعادلة، ومحاور تلك المنحنيات لمعرفة عرض محل الشمس وانحرافها، وارتفاع الربع الميقاتي 00". وفي هذا الكتاب تناول المراكشي موضوعات في الحساب وصنع الآلات، وفي حساب المثلثات ، وحلول مسائل بطريق الجبر والمقابلة، والساعات الشمسية، وحلولا بطريق الرسم والتخطيط لبعض المسائل الفلكية.
ومن إنجازات المراكشي الأخرى في هذا الكتاب أنه كتب تفاصيل كثيرة عن 240 نجما رصدها عام 622هـ /1263 م، ووضع جدولا يضمها جميعا، وفيها أيضا جداول للجيب لكل نصف درجة. ومن إنجازات المراكشي العلمية أنه رسم خريطة جديدة للمغرب العربي وصحح أخطاء القدماء فيها، وبخاصة خريطة بطليموس. ووضع تقديرا صحيحا لطول البحر المتوسط بـ 42 درجة، وهو تقدير صحيح لم يسبقه أحد إليه، فكان التقدير السابق لبطليموس 62 درجة، وعند بعض الجغرافيين العرب كان 54 درجة. وقد اعترفت كافة كتب تاريخ العلوم الغربية بمنجزات المراكشي وأشادت به كعالم من أهم العلماء الذين صححوا معلومات علمية مغلوطة، وبخاصة عن طول البحر المتوسط وخريطة المغرب، ثم ذكرت أثر اكتشافاته هذه على أوربا بوصفها خطو ة هامة ودقيقة في تاريخ العلم. ومن مؤلفاته الأخرى: تلخيص العمل في رؤية الهلال .

يناير 06, 2005, 06:18:49 صباحاً
رد #26

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #26 في: يناير 06, 2005, 06:18:49 صباحاً »
المسعودي (000-345هـ / 000 -956م)
أبو الحسين علي بن الحسين بن علي الشافعي المسعودي. مؤرخ وجغرافي ورحالة، اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في بغداد لأسرة عربية أصيلة، حيث يمتد نسبه إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
درس المسعودي في بغداد وبها نشأ وترعرع، واهتمت أسرته بتعليمه وتثقيفه، وتنشئته نشأة عربية إسلامية. وكانت بغداد حينئذ مركزا ثقافيا هاما، وقد ضمت بجوار مكتباتها وما حوته عددا كبيرا من العلماء والفقهاء والأدباء. ولذا أتيحت للمسعودي فرصة أن يتلقى قسطا وافرا من العلم والثقافة.
ولكن المسعودي مال منذ حداثته إلى الترحال، كما أراد أن ينمي ثقافته ويزيد من معلوماته بالمشاهدة والمعاينة بعد أن انتهى من القراءة والاطلاع. ولقد دفعه إلى ترحاله أيضا أن بغداد في عصرها العباسي الثاني قد بدأت تمر بفترة سياسية قلقة، فرأى المسعودي أن يرحل بعيدا عن هذه الاضطرابات، وأن يكون أكثر حرية في تدوين تاريخ هؤلاء الخلفاء.
بدأ المسعودي رحلته عام 309هـ / 921 م، فغادر بغداد إلى الأطراف الشرقية من الدولة العباسية، فطاف ببلاد فارس وكرمان، واستقر فترة في اصطخر. وكانت هذه البلاد مرتبطة ارتباطا وثيقا بالدولة العباسية. وبعد عام واحد رحل المسعودي إلى الهند وملتان والمنصورة، ثم عطف إلى كنباية فصيمور فسرنديب (سيلان). ومنها ركب البحر مصاحبا بعض التجار إلى بلاد الصين، وجاب المحيط الهندي، وزار جزائره وموانيه، وقد توقف في كل من مدغشقر وزنجبار، ثم عاد في نهاية رحلته إلى عمان.
أما الرحلة الثانية للمسعودي فكانت عام 314هـ / 926 م. إلى ما وراء أذربيجان وجرجان، ثم رحل بعدها إلى بلاد الشام وفلسطين. وفي عام 332هـ / 944 م. رحل المسعودي إلى أنطاكية، وزار ثغور الشام، ثم عاد إلى البصرة . ولكنه عاود الرحيل إلى بلاد الشام واستقر فترة في دمشق .
كان المسعودي في جميع رحلاته يدون ملاحظاته بتأن تام، فلم يكن رحالة يطوف البلاد للتنزه، بل كان يستقصي الحقائق التاريخية والجغرافية، معتمدا على الروايات والملاحظة. وهذا ما دعاه إلى تقسيم جولاته على مرحلتين. فكان في كل مرة يستوفي فيها معلوماته يقوم بتبيضها، فيحذف منها غير الموثق ، ف تميزت مدوانته بالدقة والعمق، وتفوق بذلك على كثير من الرحالة الذين كانوا يدونون كل ما يسمعونه من روايات وأساطير وخرافات دون تحقيق.
وفي نهاية رحلاته صرف المسعودي سنواته العشر الأخيرة متنقلا بين سورية ومصر، إلى أن شعر بحاجته إلى الاستقرار فاستقر بمدينة الفسطاط بمصر وتوفي فيها عام 345هـ / 956 م.
ترك المسعودي عددا كبيرا من المؤلفات، حوت أخبار رحلاته ومشاهداته وتجاربه، ولكن معظمها كان مصيره الضياع، فلم يبق منها إلا أجزاء قليلة. ومن هذه المؤلفات كتاب المقالات في أصول الديانات ، وكتاب حدائق الأذهان في أخبار آل محمد عليه الصلاة والسلام ، وكتاب مزاهر الأخبار وظرائف الآثار ، وكتاب أخبار الزمان ومن أباده الحدثان من الأمم الماضية والأجيال الخالية والممالك الدائرة ، وكتاب القضايا والتجارب . أما مؤلفاته التي بقيت ونال بها شهرة واسعة كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر ويضم تاريخ المعمورة بدءا بهيئة الأرض وما عليها من معالم، ومرورا بأخبار الملوك وسير الأنبياء. وكتاب التنبيه والإشراف وهو جامع لألوان متعددة من الثقافات والعلوم.

يناير 06, 2005, 06:19:46 صباحاً
رد #27

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #27 في: يناير 06, 2005, 06:19:46 صباحاً »
المقدسي (335- حوالي 381هـ / 946 -991م)
شمس الدين أبو عبيد الله محمد بن أحمد ابن أبي بكر البناء المقدسي. جغرافي ورحالة، اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد بمدينة بيت المقدس ومنه جاءت نسبته المقدسي. ويرجع أصله إلى أسرة عربية وكان جده أبو بكر بناء مشهورا، وهو الذي بنى ميناء عكا وحائطها واسمه مكتوب عليه، ومنه جاءه لقبه.
هاجر المقدسي إلى دمشق ، وبها نشأ وترعرع حيث تلقى فيها علومه الأولى. وما ان تعد العشرين بقليل حتى انتقل إلى العراق طلبا للفقه. وفيها اشتهر قارئا عارفا بالقراءات، وكان يفضل قراءة ابن عامر وهي قراءة أهل الشام، ويقرأ بها. وكان يختلف إلى العلماء ويدرس على الفقهاء وكتبة الحديث والقراء. كما تعلم الشعر ونظمه.
كان الهدف الذي وضعه المقدسي نصب عينيه أن يعمل شيئا مفيدا كما ذكر هو " يحيي به ذكره وينفع الخلق ويرضي الرب ". ووجد أن هذا الهدف يمكن تحقيقه بتصنيف كتاب في وصف الأقاليم الإسلامية في ذلك العصر، دون الاستناد إلى كتب المتقدمين ممن سبقه في هذا المجال، بل عن تجربة ومعاينة حية.
طاف المقدسي في أنحاء الممالك الإسلامية من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب، ومن القسطنطينية إلى جنوب الجزيرة العربية. ولم يترك إقليما إلا دخله عدا الأندلس. وكان المقدسي في أثناء رحلاته يمكث في البلدة فترة قصيرة، وقد تطول أحيانا ، يسجل فيها مشاهداته وملاحظاته، ثم يجتمع بالناس على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم ومشاربهم، وحسب أعمالهم واتجاهاتهم وأفكارهم، فيسأل ويجمع ويدون كل هذه المعلومات. ولقد عانى كثيرا في رحلاته هذه من التعب والمشقة ، حتى أنه يذكر " لم يبق شيء مما يلحق المسافرين إلا وقد أخذت منه نصيبا غير الكدية وارتكاب الكبيرة ".
وفي نهاية رحلته، وبعد عناء طويل، استطاع المقدسي أن يضع كتابا بالهدف الذي أراده. فكان كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم الذي أنهاه عام 375هـ / 985 م. وقد بلغ الأربعين من عمره. ولقد أودع المقدسي في كتابه من الخرائط المزينة، والحجج الموثقة، والحكايات المحققة، ما جعل المقدسي يحتل مكانا مرموقا بين مشاهير الجغرافيين المسلمين.

يناير 06, 2005, 06:20:33 صباحاً
رد #28

marwan

  • عضو خبير

  • *****

  • 2630
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #28 في: يناير 06, 2005, 06:20:33 صباحاً »
الهَمْداني (280-345هـ / 893 -956م)
أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني، الملقب بلسان اليمن، كيميائي وفلكي وجغرافي ومؤرخ وفيلسوف وأديب وشاعر اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في صنعاء من أسرة يمنية يمتد نسبها إلى قبيلة هَمْدَانَ إحدى القبائل القحطانية.
ترك الهمداني صنعاء قاصدا مكة المكرمة في شبابه طالبا الجوار هناك فأطال الإقامة فيها. وهناك تلقى العلم عن بعض علمائها كالخضر بن داود، وأبي علي الهجري. فنبغ في الحديث والفقه والتاريخ، ثم ما لبث أن رجع إلى اليمن فنزل صعدة، وفيها درس على يد أشهر مشايخ اليمن هو الأوساني الحميري محمد بن عبد الله. كما عكف الهمداني على دراسة علم الحديث، والشعر، وعلم الأنساب، ومعرفة مواقع البلدان، ثم قرأ كتب القدماء في الفلسفة، ونال بها شهرة جعلته ثاني العلماء العرب الذين اشتهروا بالفلسفة بعد الكندي .
عاش الهمداني فترة صراع بين تيارات سياسية مختلفة، فكان الأئمة الزيديون يسيطرون على اليمن، وقد انضم لمؤازرتهم بعض القبائل اليمنية. وعلى الطرف الآخر كان الأمراء اليعفريون وقاعدتهم صنعاء وقد انضم لنصرتهم معظم قبائل اليمن التي كانت تسيطر عليهم العصبية القبلية. وبين هؤلاء وهؤلاء كان هناك أمراء آخرون من رؤساء القبائل يميلون مع هذه الفئة تارة، ومع الفئة الثانية تارة أخرى. وكان من نتائج هذا الانقسام أن أشعلت العصبية القبلية الحرب بين القبائل القحطانية والقبائل العدنانية، ووجد الهمداني نفسه في وسط هذا الصراع باعتباره قحطاني النسب.
شارك الهمداني في الحروب التي قامت بها بعض القبائل لإزالة مُلك الناصر الزيدي. فأوذي الهمداني بسبب ذلك من قبل الإمام الناصر لدين الله ملك منطقة صعدة التي كان يسكنها الهمداني، فخرج إلى صنعاء فكتب الناصر إلى واليها أسعد بن يعفر فسجنه بها. ولقد سجن الهمداني سنة 319هـ / 931 م ، ثم أخرج وأعيد إلى السجن مرة أخرى، ثم هرب منه، فكانت مدة سجنه 649 يوما.
وبعد هروبه من السجن ظل الهمداني يتنقل بين البلاد فترة طويلة حتى ضعف نفوذ الحكام الذين كانوا يسيطرون على اليمن في عهده، وانتهى به الترحال إلى الاستقرار في بلدة ريدة التي تقع وسط بلاد قبيلته همدان، حيث يقيم أهله، فبقي فيها إلى أن توفي عا م 345هـ / 956 م عن عمر يناهز الخامسة والستين عاما.
ترك الهمداني تراثا علميا ضخما يقرب من ثلاثة وعشرين كتابا في مختلف فروع المعرفة. فوضع في الجغرافيا كتاب صفة جزيرة العرب ويعتبر من أهم المصنفات العربية في دراسة جغرافيا شبة الجزيرة العربية لما يضمه من وصف لليمن وتهامة والحجاز، وقد استفيد منه في الثمانينات من القرن العشرين في اكتشاف مناجم الفضة والخارصين في جبال اليمن. وصنف في التاريخ والآثار والأنساب كتاب الإكليل الذي ضم فيه أيضا آداب الحِمْيَريِّين. وفي الكيمياء صنف كتاب الجوهرتين العقيقيتن المائعتين الصفراء والبيضاء وهو في تعدين الذهب والفضة.

يناير 06, 2005, 09:21:04 صباحاً
رد #29

الأحيائي الصغير

  • عضو خبير

  • *****

  • 6258
    مشاركة

  • مشرف علوم الأرض

    • مشاهدة الملف الشخصي
سلسة علماء الارض العرب
« رد #29 في: يناير 06, 2005, 09:21:04 صباحاً »
الله يعطيك ألف ألف عافية أخي العزيز "" مروان ""

و جزاك الله كل خير أخي الحبيب


 '<img'>
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأول فليس قبلك شيء و الآخر فليس بعدك شيء و الظاهر فليس فوقك شيء و الباطن فليس دونك شيء أسألك اللهم بأسمائك الحسنى و صفاتك العليا و باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت أن تنتقم لنبينا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم من كل من أرد به و بدينه و بالمسلمين السوء إنك يا مولنا على كل شيء قدير