Advanced Search

المحرر موضوع: التقويم المصرى القديم  (زيارة 645 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

ديسمبر 17, 2004, 01:53:10 صباحاً
زيارة 645 مرات

محمد مجدى

  • عضو مبتدى

  • *

  • 25
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
التقويم المصرى القديم
« في: ديسمبر 17, 2004, 01:53:10 صباحاً »
التقويم المصرى القديم
Egyptian Calendar ( Coptic
مقدمة تاريخية عن التقويم المصرى القديم

المصرييون هم سكان وادى النيل منذ أقدم العصور وقد أطلق عليها المؤرخون إسم ( قبط ) إذ أنها لفظ يرجع إلى أصل مصرى قديم كان يطلق على معبد للإله بتاح أكبر معبودات المصريين فى مدينة منف ثم أطلقه المصرييون على المدينة نفسها ثم على القطر كله . وقد قرأه الأوروبيون Egyptus (Egypt ) وقرأه العرب قبط.
أما ( مصر ) فيقال أنها كلمة عبرانية الأصل أطلقها على البلاد المصرية القبائل الأسيوبية . والمصريون الأن هم أحفاد أولئك الفراعنة العظام الذين لقنوا العالم قديما مبادىء العلوم والفنون والآداب ووضعوا أسس المدنية الأولى . ولقد إذدهرت المدنية الأولى فى ربوع الوادى لعدة أسباب منها : النيل والمناخ والتربة والسطح والموقع . وكانت الحياة بدائية ثم تطورت فى ثلاث عصور وهى العصر الحجرى القديم والعصر الحجرى المتوسط والعصر الحجرى الحديث حتى بلغت على أيدى الفراعنة درجة كبرى من الحضارة والرقى . ومن المعروف طبعا أن عمل القدماء كان بدائيا . فمثلا كانت حرفتهم الصيد والقنص ثم الرعى فالزراعة ثم الصناعة عندما أكتشفوا المعادن فى صحراء سيناء .ويمكن القول أن وادى النيل قد عمر بعد حادثة الطوفان وبناء برج بابل . فقد كان أبناء حام بن نوح ممن أستوطنوا مصر وعلى مرور الزمن تكونت منهم خمس طبقات وهى الملوك والكهنة والعساكر وأرباب الفنون والمزارعين . وقد كان لقدماء المصريين ( الفراعنة ) صولات وجولات فى أهم الميادين وأخطرها . فبينما كانوا فى مهد عظمتهم كانت أغلب مدن العالم تتخبط فى غياهب الجهالة والضلال وقد إزدهرت العلوم والمعارف عندهم ففى سنة 4214 قبل الميلاد إستعملوا السنة الشمسية وقسموها إلى 365 يوما وبدأوا توقيتهم فى الوقت الذى تظهر فيه نجم الشعرى اليمانية فى الأفق مع الشمس وكان ذلك قرب وقت فيضان النيل . وقد برع المصريون بما يأتى : الزراعة فمن إبتكاراتهم المحراث والشادوف والقنوات والترع وقد نظموا الرى فبنوا خزان الفيوم . وفى الصناعة برعوا فى النسيج والمعادن والزجاج والسفن والتماذثيل وورق البردى وحلى الزيوت ودباغة الجلود وفى مجال التجارة الخارجية بواسطة السفن والداخلية فى القرى والمدن وفى مجال الطب فالمصريون هم أول من أتقن طريقة التحنيط وإستعملوا العقاقير الطبية وعالجوا أمراض العيون والعظام والأسنان وفى الرياضيات لم يبلغ غيرهم مابلغوه فى فنى البناء والعمارة يدل على ذلك أنه يوجد فى متحف لندن قرطاس من سنة 1600 قبل الميلاد يظهر نبوغهم فى الهندسةوحساب . وفى علم الفلك فقد عثر فى مقابرهم على مصورات عجيبة لشكل السماء ونجومها . وفى علم الكيمياء وهو الذى ساعدهم فى صناعة الطب والجراحة وخلط المعادن وتركيب الأصباغ وفن التلوين وفى الفلسفة لم تنتشر بينهم الروح الفلسفية ولكنهم إعتقدوا بالحياة الأخرى وخلود النفس . وفى الفنون نبغوا فى التصوير والنحت والتماثيل والرسم وفى الآداب كانت عندهم الحكمة والأغانى والمواعظ وفى الكتابة فهم أول من عرف الكتابة التصويرية ( الهيروغليفية والهيراطيقية ) لكتابة اللغة المصرية التى تطورت إلى الكنانة الديموطيقية السابقة على الخط القبطى المعروف . وكان لديهم جنود مدربون وجنود مرتزقة وأسطول حربى وحصون وفى العلوم القانونية يرجع التشريع فى مصر إلى سنة 4241 قبل الميلاد وكان يوجد لديهم نظام قضائى ومحاكم إبتدائية وأخرى إستئنافية وكان القانون مقسما إلى أربعة أبواب : أموال وإلتزامات وعقود وأحوال شخصية كما هو الحال فى الوقت الحاضر ولم تكن السلطة القضائية والسلطة التنفيذية منفصلتين . وفى الدين كان المصريون القدماء أكثر الشعوب القديمة تعلقا بالدين وآلاه وقامت ديانتهم على أسس ثلاثة : الكهنة - الذبائح - الآلهة . فالكهنه يقدمون الذبائح ويخدمون الآلهة ومعاشهم يستخرج من أراضيهم لأن المزارع كانت مقسمة كالأتى جزء للعائلة المالكة وآخر للعساكر وأرباب الحكومة وثالث للكهنة أما فلاحو مصر فكانوا فعلة يشتغلون فى الأرض . وكانت ذبائحهم وآلهتهم من الحيوانات والطيور وأعتقدوا بحياة جديدة فحنطوا موتاهم . وأعتقدوا أيضا بوجود اله أزلى أبدى فقد رسموا على تمثال ايزيس هذه الكتابة ( أنا الذى كنت ولن أبرح كائنا ) . أما معابدهم وتماثيلهم فهى ما برحت شاهدة بعظمتهم . وكانت الحكومة قديما فى جميع أطوارها ملكية غير دستورية وكان الملك فيها ممجد وتخضع له الحكومة المحلية المكونة من حكام الأقاليم وكان السكان على عدة طبقات (1) الأشراف ورجال الحكومة (2) الطبقة الوسطى من الصناع والكتبة (3) الطبقة الدنيا وكان للمرأة جميع الحقوق حتى تولية الملك . ولاتختلف عادات المصريين اليوم كثيرا عن عادات أجدادهم منذ 40 قرنا فقد دلت أعمال الحفر على أن المدنية المصرية القديمة تشبة كثيرا المدنية الحديثة .

مصر فى مفتتح العصر القبطىالمسيحى( عهد الأغريق والرومان )

لما وصل الأسكندر إلى مصر ( الفرما ) فى سنة 332 ق.م رحب به المصريون لما سمعوه عن حكمه من ثم سار الأسكندر إلى واحة آمون الكبرى ( واحة سيوه ) ودخل معبد آمون حيث لقبه الكهنة بآين آمون وأبدى إحتراما كبيرا لديانة المصريين ولكنه مع ذلك لم يهمل العادات والتقاليد الأغريقية فأدخل منها فى مصر الموسيقى والألعاب النظامية ولما رأى أن قرية راقوتيس ( راقوده ) وهى قرية صغيرة بجوار موقع مدينة الأسكندرية الحالى ذات موقع بحرى موافق يكون لبناء جيد أنشأ عندها حاضرة جديدة له . ولما توفى الأسكندر ترك وراءه إبنا صغيرا وأخا غير شقيق تناول هذان الحكم على دولته العظيمة التى لم تلبث أن قسمت بين قواده فنال مصر قائده بطليموس الذى لقب بملك مصر وأنصرف لتنظيم بلاده وترقية شئونها ويقال أنه أسس دار الكتب ومدرستها المشهورتين . وتولى بعده أبناءه وأحفاده وكانت مصر فى زمنهم على جانب عظيم من القوة والثروة وكان المصريون فى أول الأمر فى معزل عن البطالسة ولما كثر رواد الأغريق إلى مصر وإنتشروا فى أنحاء البلاد زاد الأختلاط بين العنصرين وتعلم معظم المصريين اللغة الأغريقية التى أصبحت اللغة الرسمية للبلاد . وكان ملوك البطالسة يعنون بترقية العلوم وأحياء الأداب وقد أنشأوا لهذا دار كتب عظيمة عندهم ودار تحف وكانت تلقى بها العلوم الراقية على نظام شبيه بنظام الجامعات فى عصرنا . وأما دار الكتب المشهورة فى التاريخ فإنها كانت قسمين القسم الأكبر منها يحتوى على سبعماية ألف كتاب وهى تلك الدار التى أحرقت .
وعند وفاة بطليموس (13) فى سنة 51 ق.م أوصى بأن يخلفه فى الملك إبنته كليوباترا وإبنه بطليموس (14) وبهلاك كليوباترا إنتهت أسرة البطالسة فى مصر وصارت البلاد من بعدهم جزءا من الأمبراطورية الرومانية . وإستولى أغسطس على مصر سنة 30 ق.م ودخلت مصر بإستيلاء الرومان عليها فى عهد لم يكن لها فيه شأن يذكر فى التاريخ بل كانت بمثابة حقل لإنتاج الحبوب وتصريرها إلى روميه . أما نظام الحكومة فلم يغير الرومان منه شيئا كبيرا وأبقوا معظم أنواع الأنظمة الداخلية وفى سنة 641م فتح المسلمين مصر بقيادة عمرو بن العاص .ويلاحظ أن المصريين كانو يكرهون المستعمرين الرومان فلما فتح العرب المسلمين مصر ظل سكان مصر خاضعين للحكم العربى الإسلامى على إختلاف دوله أى فى عهد الخلفاء الراشدين ثم فى عهد الدولة الأموية ( دمشق ) والعباسية ( بغداد ) ثم الطولونية فالأخشيدية فالفاطمية فالأيوبية فعصر المماليك ثم الدولة العثمانية التى ظل حكمها قائما بمصر حتى تمكن محمد على باشا من الأستقلال بمصر وتكوين الدولة المصرية الحديثة .
حينما بدأ المصريون القدماء يقسمون الزمن كان من البديهى أن يعتمدوا فى تقسيمه على القمر ، لأنه يبدوا فى أول ظهوره صغيرا ، ثم ينموا ليلة فليلة حتى يصير بدرا ، ثم يتضائل ليلة فليلة حتى يبلغ المحاق . فهو علامة بارزة كان من الضرورى أن يلتفت الإنسان إليها وأن يجعلها قبل غيرها قاعدته فى تقسيم الزمن . ومن هنا وجد الشهر القمرى ووجدت الشهور القمرية . وقد وجد التقويم القمرى فى مصر ، كما وجد فى البلاد الأخرى ، ثم أخذ المصريون يدركون مافيه من عيوب ، وأغلب الظن أن البلاد الأخرى أدركت هذة العيوب أيضا . ولكن المصريون وحدهم هم الذين إستطاعوا أن يخرجوا منها إلى تقويم آخر يصلحها ، ليس الحساب فيه قائما على الدورة القمرية ، بل على الدورة الشمسية . وهذا التقويم هو الذى وجده يوليوس قيصر حينما جاء مصر فحمله منها إلى روما ، وهو بعينه الذى يستعمله العالم الأن بإسم التقويم الجريجورى بعد تعديل طفيف فيه .
أما كيف إهتدى المصريون إلى هذا التقويم الشمسى ، فذلك أنهم لاحظوا أن الشهور القمرية التى تقع فى إحدى فى إحدى السنين فى زمن الفيضان ، أو زمن بذر الحبوب فى الأرض ، أو زمن حصاد الزرع ، تقع بعد سنين قليلة فى أزمنة أخرى . فقام البرهان المادى لديهم على أن هذة الشهور لايمكن التعويل عليها فى ضبط مواسم الزراعة . وهم قوم كانت الزراعة همهم الأول ، وكان ضبط أزمنتها ومواعيدها ضرورة لهم قصوى . ففكروا فى إيجاد تقويم يضبط لهم هذة الأزمنة والمواعيد . وكانوا قد لاحظوا أن كوكب الشعرى اليمانية يسطع فى الأفق قبيل شروق الشمس فى يوم معين من السنة ثم يمضى حول كامل حتى تعود الشعرى اليمانية إلى الظهور قبيل شروق الشمس . فحسبوا هذا الحول فوجدوه 365 يوما ، فجعلوا سنتهم ، وقسموه إلى 12 شهرا ، كل شهر منها 30 يوما . ثم أضافوا إليها خمسة أيام هى التى سميت بعد ذلك أيام النسىء .( وقد صاغ المصريون حول هذة الأيام الخمسة أسطورة مؤداها أن المعبود جب أى الأرض بنى بالمعبودة نويت أو نوت أى السماء على غير رغبة الاله الأعظم رع . ثم حملت نوت فصنع لهما رع طلسما يمنعهما من التناسل فى أى شهر من شهور السنة . ولكن المعبود توت كان يحب نوت فلعب بالزهر مع القمر فكسب منه الجزء المتمم لكل ستين يوما من أيام اسنة فتكونت من ذلك خمسة أيام زائدة على شهور السنة . وفيها إستطاعت نوت أن تضع معبودا فى كل يوم . وهذة المعبودات الخمسة هى أوزوريس وسيت وإيزيس ونفتيس وحارويريس . وحاريوريس هذا هو حوريس الكبير ، وقد سمى بذلك تمييزا له عن حوريس بن إيزيس وكان ييعبد فى مدينة ليتوبوليس على إنه إله الحرب ).
وقسموا السنة إلى ثلاثة فصول :
هى فصل الفيضان وفصل البذر وفصل الحصاد ، كل واحد منها أربعة أشهر . وقسموا الشهر إلى ثلاثة أثلاث ، كل ثلث منها عشرة أيام . وقسموا اليوم إلى 24 ساعة نصفها لليل ونصفها للنهار . أماالأشهرفهى بعينها فهى الأشهر القبطية المعروفة الأن وهى توت وبابة وهاتور وكيهك وطوبة وأمشير وبرمهات وبرمودة وبشنس وبؤنة وأبيب ومسرى . وحينما وضعوا هذا التقويم إتفق أن وصل فيضان النيل إلى إيفلنتين فى اليوم الذى ظهرت فيه الشعرى اليمانية قبيل شروق الشمس ، فجعلوا هذا اليوم أول سنتهم ، أى أول شهر توت ، لأنه اليوم الذى إجتمعت لهم فيه ظاهرتان : ظهور الشعرى اليمانية قبيل شروق الشمس ، ووصول الفيضان إلى إيلفنتين . وكان حسابهم هذا صحيح ، لايدخله غير خطأ طفيف مقداره 6 ساعات وبضع دقائق فى السنة ، فى حين كانت الشهور القمرية تختلف عن الدورة الشمسية بما لايقل عن أحد عشر يوما فى السنة . ولذلك كان إهتدائهم إلى هذا التقويم القائم على دورة الشعرى اليمانية بالنسبة للشمس عملا بارزا جليلا . وظهر فى السنين الأولى من وضع هذا التقويم أن الفصول ومواعيد الزراعة تقع فى شهور هى بعينها فى كل سنة . ولكن ذلك الفارق القليل بين التقويم ودورة الشعرى اليمانية أخذ يحدث أثره على مر السنين . ثم توالت السنون فصار الفرق يزداد ، وصارت الفصول ومواعيد الزراعة تقع فى شهور غير التى قدرت لها . ولم يخف هذا الفرق على المصريين ، بل أدركوه وعرفوا أنه ربع يوم فى السنة . ولكنهم تركوا التقويم على ماهو عليه ، وإكتفوا بأن يسجلوا الفرق كلما حانت فرصة لتسجيلة . وبما أن السنة تنقص ربع يوم فمن البديهى أن يتوالى هذا النقص بمقدار أيام السنة مضروبة فى أربعة ، أى 365 × 4 = 1460 تضاف إليها السنة التى نقصت فى هذة المدة فيكون المجموع 1461 ، ومعنى هذا أنه كلما مضت 1461 سنة إعتدل الحساب من جديد ، وعادت الشعرى اليمانية تظهر قبيل شروق الشمس فى أول توت . ولكنها لا تظهر فيه إلا لمدة أربع سنوات ثم تنقص السنة يوما .
ويستطيع الفلكيون الآن أن يعرفوا دورات الشعرى اليمانية ودورات الشمس فى الماضى كما يعرفونهما فى الحاضر والمستقبل . فهم يعرفون جميع السنين التى ظهرت فيها الشعرى اليمانية فى أفق مصر قبيل شروق الشمس ، ويعرفون أيضا أنها لاتظهر كذلك إلا فى منطقة تقع فى الدرجة ال 30من خطوط الطول ، وهذة المنطقة هى منطقة الوجه البحرى حيث كانت مدينتا منفيس وهليوبوليس . وبما أن منفيس لم تكن قد أنشأت حينما وضع التقويم المصرى ،فلابد أن يكون أساس الحساب ظهور الشعرى اليمانية فى أفق هليوبوليس ، ويغلب الظن أن علماء هذة المدينة ، أى كهنتها ، هم الذين وضعوا التقويم . وهذا يتفق مع المعروف عن هذة المدينة ، إذ الأدلة قائمة على أنها كانت فى عصر ما قبل الأسر ذات نفوذ علمى ودينى واسع . وقد إستمر نفوذها هذا فى عصور الأسر ، وإستمرت عبادة معبودها رع إلى أن إنتهت المدنية المصرية .
ومما إشتهرت به مدينة هليوبوليس ( وتسمى فى اللغة المصرية أون ) على وجه خاص ، أن كهنتها كانوا فى كل وقت يعنون برصد الشمس والنجوم . وكانوا يدونون نتائج مشاهداتهم سنة بعد أخرى .ولهذا أطلق على رئيس كهنتها المبصر العظيم أو رئيس الذين يبصرون الشمس والوحيد الذى يراها وجها لوجه . وقد ترك المصريون عدة خرائط محفورة على الحجر لأجزاء من السماء . منها خريطة فى معبد الرمسيوم فى الأقصر . وخريطة فى معبد دندرة . وخريطة فى مقبرة سيتى الأول .
وننتقل بعد ذلك إلى ما تركه لنا المصريون عن الفرق بين التقويم ودورة الشعرى اليمانية . فقد كان المصريون يجعلون للشعرى اليمانية مقاما دينيا وكانوا يقيمون لها إحتفالا حين ظهورها كل سنة ، ففى عهد تحوتمس الثالث ( أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة ) نقشوا على أحد الصخور فى إيلفنتين أن الشعرى اليمانية ظهرت قبيل شروق الشمس فى يوم 28 من شهر أبيب بدل من اليوم الأول من شهر توت . وهذة البيانات تكفى علماء الفلك فى وقتنا هذا لكى يعرفوا أن ذلك الفارق وقع فى المدة من سنة 1474 إلى سنة 1471 قبل الميلاد . ومن الضرورى أن نذكر هنا أربع سنوات لأن الفرق فى السنة الواحدة ربع يوم كما تقدم . فلابد أن تكون الشعرى اليمانية قد ظهرت فى يوم 28 أبيب أربع سنوات متواليات . وليس من المعروف أى يوم من هذة الأيام الأربعة هو الذى أريد بما نقش على صخرة إيلفنتين عهد تحوتمس الثالث . وجاء فى ورقة من أوراق البردى الطبية تسمى " ورقة إيبرس " أنه فى السنة التاسعة من حكم الملك أمينوفيس الأول ( ثانى ملوك الأسرة الثامنة عشرة ) ظهرت الشعرى قبيل شروق الشمس فى يوم 9 أبيب . فعلماء الفلك يعرفون أن هذا الحادث لابد أن يكون قد وقع فى المدة من سنة 1550 إلى سنة 1547 ق. م .ومن هنا يمكن أن يقال إن الأسرة الثامنة عشرة جلست على العرش فى نحو سنة 1580 ق . م.
فى ورقة من البردى تعرف باسم ورقة اللاهون أنه فى عهد الملك سنوسريت الثالث ( أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة ) ، وفى السنة السابعة من حكمه ظهرت الشعرى اليمانية فى 16 برمودة بدلا من أول توت . فعلماء الفلك يعرفون أن هذا الحادث وقع فى المدة من سنة 1882 إلى سنة 1879 ق . م ومن هذا يؤخذ أن إبتداء جلوس الأسرة الثانية عشرة على العرش يقع حوالى سنة 2000 ق.م . وقد يرى بعض العلماء فى المصرولوجي أن هذا الحساب ينقص دورة كاملة من الدورات التى يعتدل بها التقويم . وعلى هذا فالأسرة الثانية عشرة عندهم تبتدىء فى سنة 3579 ق . م والأسرة الأولى تبتدىء فى سنة 5546 ق . م وهذا هو ما يسمى عند العلماء بالتاريخ الطويل . أما التاريخ القصير الذى يأخذ به أغلب العلماء فى الوقت الحاضر فإنه يجعل إبتداء الأسرة الثانية عشرة فى سنة 2000 ق . م . وإبتداء الأسرة الأولى نحو سنة 3200 أو 3400 ق . م وهنا سؤال لابد منه وهو هل ترشدنا هذة البيانات إلى الوقت الذى وضع المصريون فيه تقويمهم هذا ؟ . فعلى هذا يجيب علماء الفلك فيقولون إن التقويم إبتدأ فى يوم ظهرت فيه الشعرى فى أول توت ، والحساب الفلكى يدل على أن هذا وقع قبل سنة 2000( التى تقدم أن الأسرة الثانية جلست فيها على العرش ) فى المدة من سنة 2781 إلى سنة 2778 ،ثم قبل ذلك ب 1461 سنة أى فى المدة من 4241 إلى 4238 .فالتقويم لابد أن يكون قد وضع فى إحدى هاتين المدتين أو قبلهما . فأما المدة الأولى فيجب طرحها جانبا ، لأن نقوش أهرام سقارة تذكر ، فيما تذكره الأيام الخمسة التى تضاف إلى الشهور الإثنى عشر لتكملة السنة ، فمعنى ذلك أن التقويم كان مستعملا فى وقت بناء الأهرامات . ومعناه أيضا أن الفرق بين إبتداء الأسرة الثانية عشرة وهذة المدة ، وهو نحو 781 سنة لايمكن أن يكون كافيا للأسر التى حكمت مصر من وقت بناء أهرام سقارة إلى وقت إرتقاء الأسرة الثانية عشرة إلى عرش الحكم .
وإذن لابد من الرجوع إلى المدة الثانية ، وهى كما قلنا من سنة 4241 إلى سنة 4238 . وإذن تكون هذة المدة أقرب زمن يمكن أن يقال إن التقويم كان موجودا فيه . أما وضع التقويم فلا يعرف زمنه . ومن المرجح أن يكون قبل هذة المدة . فإذا نحن أخذنا بالتاريخ القصير الذى يقول أن الملك ( منا ) حكم فى نحو سنة 3200 ق . م فالتقويم المصرى كان موجودا قبل هذا الملك بأكثر من ألف سنة . ومن البديهى أن المدنية المصرية لم تستطع وضع هذا التقويم إلا بعد أن كانت قد وصلت إلى درجة من الحضارة مكنتها من رصد دورة الشمس ودورة الشعرى اليمانية وجعلهما أساس للسنة ولا نختم هذة الكلمة قبل أن نذكر أن بريستيد كان من النعجبين بقدرة المصريين على وضع هذا التقويم فى ذلك الزمن القديم فقال فى صفحة 35 من الترجمة الفرنسية لكتابه عن تاريخ مصر " إن هذا التقويم العظيم الذى كان يستعمل فى عصر بعيد ، هو بعينه الذى يستعمل فى أيامنا هذه . فقد حمله يوليوس قيصر من مصر إلى روما فإستعمل فيها على أنه أفضل تقويم . ثم ورثناه نحن عنها . وبذلك يكون قد أستعمل بغير إنقطاع أكثر من ستة آلاف سنة . وقد كان المصريون من أهل الوجه البحرى ، الذين عاشوا فى نحو القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد ، هم أصحاب الفضل علينا فيه . ومن المهم أن نلاحظ أنه خرج من أيدى واضعيه الأولين ، بشهوره الإثنى عشر ، والتى كان كل شهر منها ثلاثين يوما ، أفضل مما صار إليه بعد أن عدله الرومانيون " . وقد كان الذى فعله يوليوس قيصر أنه لما جاء إلى الإسكندرية وجد فيها التقويم المصرى ، وكانت روما لا تزال تستعمل التقويم القمرى ، فلما عاد إليها حمله معه ، فأخذة الرومانيون وأضافوا إليه يوما كل أربع سنوات فتكون كل سنة من السنوات الثلاث الأولى 365 يوما ثم تكون السنة الرابعة 366 يوما وسموا الثلاث السنوات الأولى بسيطة والسنة الرابعة كبيسة . وفى سنة 1582 قررمجمع الكرادلة برياسة البابا جريجوار الثالث عشر إدخال تعديل طفيف على التقويم الرومانى فسمى تقويمه التقويم الجريجورى ، وهو الذى يستعمله العالم الأن ، وهو التقويم المصرى معدلا تعديلا طفيفا .
ونضيف هنا إلى ذلك أن عالما إسمه ويل ( R.Weill ) إستطاع أن يجمع أخيرا من أوراق البردى وجدران المعابد نصوصا تثبت أن الكهنة ورجال الحكومة المصريين كانوا يصلحون التقويم بما يزيل منه ذلك الفرق القليل ويجعله ثابتا غير متغير . وهذة النصوص التى جمعها ويل فى كتابه تشتمل على أيام محددة لحفلات موسمية زراعية طبقا للتقويم ، وأمام كل واحد منها اليوم المقابل له طبقا لدورة الشعرى اليمانية . وقد دل البحث على أن الحساب فى هذة الأيام الأخيرة صحيح ، ومنه يستنتج أنهم كانوا يعدلون التقويم بما يزيل النقص منه . وقد كتب فى ذلك مورى فى كتابه ( Histoire de le Orient ) فى ص 110 و 111 فذكر أن الإعتقاد كان سائدا " بأن المصريين سكتوا على هذا الإختلاف المكدر بين السنة فى تقويمهم والسنة الفلكية " ثم أشار مورى إلى النصوص التى جمعها ويل وقال : " فبين أيدينا ، منذ العهد الذى كانت فيه طيبة قاعدة للملك ، جداول بأعياد دينية مكتوبة على البردى أو منقوشة على المعابد ، وقد عينت فيها الأيام طبقا للتقويم الناقص وعين أمام كل واحد من هذة الأيام اليوم المقابل له تعيينا صحيحا بحسب دورة الشعرى اليمانية . فالكهنة ورجال الحكومة كانوا إذن يستعملون تقويما ثابتا قائما على هذة الدورة التى مدتها 365 يوما وربع يوم . وفى هذا التقويم الثابت كانت حفلات المواسم الزراعية تقع فى أيام ثابتة بالنسبة لفصول السنة الطبيعية ولنظام العالم . فكيف يمكن حساب هذا التقويم إلا بإضافة يوم سادس إلى الأيام الإضافية الخمسة كل أربع سنوات " . ومما يستحق الذكر هنا - وقد ذكره مورى - أن العالم ميير ( Ed. Meyer وهو عالم ألمانى من كبار المصرولوجيين وهو القائل بالتاريخ القصير ، وقد أخذه عنه فريق كبير من العلماء ) عرض للتقويم المصرى فى كتاب له عن "تاريخ مصر" فذهب إلى أن من المستبعد أن يكون المصريون قد أغفلوا الفرق الذى بينه وبين دورة الشعرى اليمانية . ولكنه لم يستطع أن يقدم برهانا على قوله هذا . وجاراه فى ذلك العالم سيت ( K.Sethe وهو عالم ألمانى أيضا من كبار المصرولوجيين ) وتوسع فيه ولكنه لم يقدم هو أيضا برهانا حاسما . فما كان يفترضه ميير إفتراضا ويؤيده فيه سيت صار الأن أمرا صحيحا تثبته النصوص .
وفى سنة 238 ق. م أصدر بطليموس الثالث المسمى ( ايفرجيت ) أمرا يعرف عند العلماء " بالأمر الكانوبى " بتعديل التقويم . ويقضى هذا الأمربإضافة يوم كل أربع سنوات إلى الأيام الخمسة الإضافية ، لكى تجرى فصول السنة على قاعدة لا تتحول ولا تختلف بالنسبة لنظام العالم ، فيمتنع بذلك أن تجىء فى فصل الصيف مواعيد حفلات يجب أن تقام فى الشتاء بسبب تقدم كوكب الشعرى اليمانية فى دورته كل أربع سنوات ، ويمتنع أيضا أن تجىء فى الشتاء مواعيد حفلات يجب أن تقام فى الصيف . وهذا ما حدث من قبل ولابد أن يحدث إذ بقيت السنة مكونة من 360 يوما وخمسة أيام إضافية . فهذا الأمر الذى أصدره بطليموس الثالث هو تعديل للتقويم ، ولكنه ليس جديدا ، بل هو تنفيذ لعرف قديم كان جاريا منذ العهد الطيبى ، وكان الكهنة ورجال الحكومة يدونونه فى سجلاتهم أو ينقشونه على جدران المعابد . ومن هذا كله يتضح أن يوليوس قيصر لما جاء إلى مصر وحمل التقويم منها إلى روما ، لم تفعل فيه روما غير ما كانت مصر نفسها قد فعلته من قبلها بأكثر من ألف سنة .
التقويم القبطى مبدأة ونظامة


التقويم المصرى القديم هو أول تقويم وضع فى العالم وعلى أساسة بنى التقويم اليوليانى ثم التقويم الجرجوارى الذى تتبعة معظم الدول فى العالم الأن . فقدماء المصريين هم أول من أدركوا ضرورة إستخدام سنة مدنية تحتوى على عدد صحيح من الأيام وتكون أقرب ما يكون إلى السنة الشمسية . وقد حسبوها 365 يوما وقسموها إلى 12 شهرا بكل منها 30 يوما . يضاف إليها بعد الشهر الأخير خمسة أيام سموها الأيام المضافة أو اللواحق . كذلك قسموا السنة إلى ثلاثة فصول بكل منها أربعة أشهر :-
1- الفصل الأول : -
سمى فصل الفيضان ويبدأ من اليوم الأول من كل عام وإسمه إخت Akhet( بمعنى الأفق )

2-الفصل الثانى : -
يسمى (برت Pret ) ومعناه فصل الخروج إشارة إلى خروج النباتات من الأرض بعد الفيضان.
3-الفصل الثالث : -
يسمى شمو Shmiw ومعناه ندرة الماء أو الجفاف .

ولم يكن للشهور أسماء فى أول الأمر0 إذ كانت تنسب للفصول التى تقع فيها فيقال مثلا 00 الشهر الثانىمن فصل الفيضان 0 أو الشهر الثالث من شهر الجفاف وهكذا 00وبعد الفتح الفارسى أطلقوا على الشهور أسماء مأخوذة من أسماء الآلهه أو الأعياد التى إعتادوا إقامتها فيها 0 والمصريين هم أول من قسم اليوم إلى 24 ساعة منها 12 ساعة للنهار ومثلها لليل 0 وفى الغالب لم تستعمل هذة الساعة إلا لأغراض دينية فى المعابد كالصلاة وغيرها 0 ولم تكن لديهم من الوسائل ما يتمكنون به من قياس الساعات بدقة ولذلك كانت ساعات النهار عندهم أطول فى الصيف منها فى الشتاء 0

مبدأ السنة الأولى فى التقويم المصرى
إمتاز اليوم الأول الذى إتخذوه مبدأ للسنة الأولى فى تقويمهم بثلاث ظواهر :-
1- حلول الأعتدال الخريفى .
2- بلوغ الفيضان أعلى إرتفاع .
3- شروق النجم سيروس Sirus الشعرى اليمانية فى الصباح قبل الشمس بفترة قصيرة وهذا هو أظهر وألمع نجم فى السماء ، ففى أثناء دوران الأرض حول الشمس تأتى لحظة كل سنة يكون فيها هذا النجم سيروس فى خط مستقيم مع الأرض والشمس ثم يشرق قبل الشمس بمدة قصيرة . وكان المصريون يسمون هذا النجم بإسم ( سبدت Spedt) ومنها إشتق الأسم اليونانى (سوثيس Sothis) ، ونجم الشعرى اليمانية Sirius هو نجم فى كوكبة الكلب الأكبر وتعد الشعرى اليمانية بلمعانها البصرى الظاهرى من القدر - 1.44 ألمع نجم فى السماء نظرا أيضا لأنه يبعد عنا بحوالى 27 بارسك أو 8.8 سنة ضؤية . وله قوة إشعاعية مثل الشمس 20 مرة . لهذا يبدو النجم لامعا جدا . وقد دأب المصريون القدماء على إستخدام الشروق الأحتراقى للشعرى اليمانية فى تحديد الزمن . وقد نشأ من إستعمال التقويم المصرى القديم أن السنة المدنية تنقص عن السنة الشمسية بربع يوم تقريبا . إذ بدأت السنة الأولى قبل الثانية بيوم بعد مضى أربع سنوات وإزداد الفرق بمرور الزمن حتى إختل التوافق بين السنة المدنية والفصول . وأصبح فصل الفيضان واقعا فى فصل الجفاف الحقيقى . ولكن هذة الأخطاء صححت نفسها فبعد مضى 1460 سنة شمسية إذ فى هذة الفترة أصبح الفرق 1460 ÷ 4 = 365 أى سنة كاملة . وبهذا أعاد التوافق بين السنة المدنية والشمسية . وقد فطن المصريون إلى هذة الفترة المحتوية على 1460 سنة شمسية وسموها فترة سبدت أى فترة الشعرى اليمانية . وقد ذكر هيرودوس Herodotus فى تاريخة أنه لما زار مصر وإتصل بكهنتها أخبروه أن السنة المدنية المصرية تنقص ربع يوم عن السنة الشمسية . وأن كل 1461 سنة مدنية تساوى 1460 سنة شمسية . ومما يؤسف له أن المصريون لم يتخذوا السنة التى وضعوا فيها تقويمهم مبدأ يؤرخون به حوادثهم إذ كانوا يجعلون السنة التى يتوج فيها الملك مبدأ لتاريخ الحوادث التى تقع فى حكمه أى أنهم كانوا يستعملون سنين ملكية 0 وإلى الأن لم يعثر علماء الأثار على كتابات أو نقوش يمكن الأسترشاد بها فى تعيين السنة التى وضع فيها التقويم المصرى . ولكن علماء التاريخ حسبوها بطريق تقريبى ففى سنة 238 ميلادية وضع سنسورينوس اللاتينى Censorinus وهو فيلسوف ورياضى شهير كتابا أثبت فيه أنه فى سنة 139 ميلادية إتفق أول يوم فى السنة المصرية القديمة المدنية وشروق النجم سيروس مع الشمس . فإذا رجعنا بهذا التاريخ 1460 سنة وبعد بعض مضاعفات لهذا العدد وجدنا أن التوافق بين السنين المدنية و الشمسية قد حدث قبل الميلاد فى كل من سنة 1321 ، 2781 ، 4241 ، 5701 ويكون التقويم المصرى قد وضع فى هذة السنين .
وأخيرا فإن التقويم المصرى القديم يرتكز على السنة الشمسية المتحركة التى تحتوى على 12 شهرا كل منها 30 يوما + 5 أيام وفى خلال 1460 سنة يوليانية ( دورة سوثيس أو نجم الكلب = الشعرى اليمانية )
تكون بداية السنة قد مرت بجميع الفصول بحيث أنه بعد هذا العدد من السنين تكون بداية السنة المصرية مع الشروق الأحتراقى للشعرى اليمانية . ومنذ عام 238 ق . م أصبح يضاف يوم لكل أربع سنوات بحيث تثبت بداية العام مع الفصول وقد عمل سيسر بهذة القاعدة أيضا فى تقويمه .
مبدأ التقويم القبطى
وضع التقويم القبطى على أساس التقويم المصرى القديم وأعتبرت فيه السنة 365 وربع يوما كما فى التقويم اليوليانى . وهى تنقسم إلى 12 شهرا بكل منها 30 يوما ثم يضاف بعدها 5 أو 6 أيام تسمى أيام النسيء أو الشهر القصير . ويضاف 5 أيام للسنة البسيطة و 6 أيام للسنة الكبيسة . وفى كل 4 سنين هناك سنة واحدة كبيسة ليكون متوسط طول السنة 365 وربع يوم . وأول سنة كبيسة هى الثالثة لأنه بعد مضى 3 سنين تكون السنة المدنية على إعتبار أنها 365 يوما قد نقصت عن السنة الشمسية بقدر 4/3 يوما فيقرب إلى يوم كامل ثم تتكرر السنون الكبيسة بعد كل 4 سنين . أى السنين التى ترتيبها 7،11،15 وهكذا . وظاهر أن السنين التى تقبل القسمة على 4 بعد طرح 3 منها تعتبر سنين كبيسة 0فمثلا السنون 1315 ، 1575 ، 1603 كلها تعتبر كبيسة أم السنون 1354 ، 1433، 1618 فكلها تعتبر بسيطة
وأول يوم فى السنة القبطية الأولى يوافق يوم الجمعة 29 أغسطس سنة 284 ميلادية . ويرجع تاريخ هذا اليوم إلى أن الأمبراطور دقلديانوس Diocletion إضطهد المسيحيه وقتل من أقباط مصر خلقا كثيرا فسموا حكمه عصر الشهداء وجعلوا مبدأ حكمه أول تاريخهم .
والسنة القبطية = السنة اليوليانية = 365 يوم 5 ساعات 48 دقيقة 49 ثانية
وشهور هذا التاريخ وسنينة شمسية إصطلاحية تاريخية . والسنة الشمسية هى التى تقطع فيها الشمس فى حركتها الظاهرية محيط دائرة البروج بحركتها الخاصة وهى 365 وربع يوم تقريبا . لأن الكسر الذى بعد 365 يوما هو 5 ساعات و 48 دقيقة و 49 ثانية وأعتبروها بربع لأنها قريبة من ربع اليوم الذى هو 6 ساعات .
فإذا أردنا أن نستخرج مدة السنة ننظر إلى وقت حلول الشمس فى رأس الحمل فى سنة مخصوصة ثم ننظر إلى حلولها أيضا فى أخر السنة . فالمدة التى بينها هى السنة القبطية . ونسبة حركة الشمس حسب وسطها = 59 دقيقة 8 ثوانى فيكون مقدار السنة الشمسية الحقيقية وتسمى الوسطى أيضا لعدم إختلافها بالوسط ، والطول الحقيقى للشمس . ويكون الشهر الشمسى الوسطى هو 30 يوما و 9 ساعات و 4 دقائق و 24 ثانية وهو غير الحقيقى لأن الشهر الشمسى الحقيقى عبارة عن المدة التى تعطيها الشمس فى برج واحد بحركة الطول الحقيقى وقد ينقص . ويجتمع من هذة الكسور فى كل 4 سنوات 23 س 5ق 21 نى ولذا إصطلحوا على جبره مرة وإلغائه مرة أخرى . فيحصل فيه كبائس وبسائط . ومن عادتهم متى زاد الكسر عن النصف جبروه . ثم بعد كل 3 سنوات تكون الرابعة كبيسة وما عداها فبسيطة وعدد سنينها البسيطة 365 يوما بإلغاء الكسروالكبيسة 366 يوما بجبره . فهذة هى السنة الشمسية الأصطلاحية الطبيعية فكل 4 سنوات فيها يوم زائد من جل ذلك الكسر المذكور . لكن قد علمت أن المجتمع منه فى 4 سنوات ينقص عن اليوم 5 ق 38 نى يجتمع من 132 سنة شمسية يوما واحدا ناقصا فينبغى أن ينقص من تلك السنة يوما واحدا لكنهم لم يذهبوا لذلك . فلذلك نجد أن إنتقال الشمس يتقدم فى السنة القبطية فإذا كان إنتقالها فى رأس الحمل فى يوم معين كثالث عشر من برمهات فى حدود سنة 1540 قبطية فبعد تلك المدة يكون إنتقالها فى ثانى عشره . وإذا كان إنتقالها فى حدود سنة 1672 ق يكون إنتقالها فى 11 برمهات وفى سنة 1804 ق يكون إنتقالها فى 10 برمهات وهكذا . وأسماء الشهور القبطية هى أسماء الشهور المصرية التى وضعت فى عهد الفرس ( عهد الأسره الخامسة والعشرون 525 ق م ) وهى مشتقة من أسماء الآلهه أو الأعياد التى كانت تقام فى أثناءها وهى مبينه باللغة العربيه والأغريقية :-
1- توت Thouth 7- برمهات Phamenoth
2- بابه Phaophi 8- برمودة Pharmouthi
3- هاتور Athyr 9- بشنس Pakhan
4- كيهك Khaiak 10- بوؤنة Payni
5- طوبة Tybi 11- أبيب Epiph
6- أمشير Mekhir 12- مسرى Mesore

والسنة الكبيسة فى التقويم القبطى تبدأ من السنة الثالثة وتأتى مرة كل 4 سنوات ولمعرفة السنة البسيطة إطرح 3 من السنة ثم إقسمها على (4) فإن قبلت القسمه فالسنة كبيسة وإلا فبسيطة . وهناك قاعدة إخرى وهى أن الكبائس فى كل 28 سنة قبطية 7 سنوات وأرقامها ( 3 ،7 ، 11، 15 ، 19، 23، 27 ) فإذا قسمت السنة على 28 وكان الباقى أحد هذة الأرقام فالسنة كبيسة وإلا فهى بسيطة . وأوائل السنة تعرف بأن تقسم المجموع على 7 والباقى تسير به على الأيام إبتداء من يوم الجمعة فالمنتهى إليه العدد هو أول السنة المطلوبة أما أوائل الشهور فأعرف أول شهر توت وهو مطلع السنة وإعلم أن شهر برمودة يدخل بذلك اليوم وطوبه ومسرى يدخلان باليوم التالى وبابه وبشنس بثالثه وأمشير برابعه وهاتور وبؤنه بخامسه وبرمهات بسادسه .

مثال ذلك : سنة 1672 نقسمها على 28 - فالباقى ( 20 ) وعدد الكبائس فى الباقى ( 5 ) وهى : 3 ، 7 ، 11 ، 15 ، 19 فنجمع 20 + 5 = 25 نقسم 25 ÷ 7 = فالباقى 4 نعد منه إبتداء من يوم الجمعة فينتهى العدد على يوم الأثنين فهو أول سنة 1672 وأول شهر توت فيها . وتكون أوائل شهور تلك السنة كالأتى:

1- توت - الأثنين 7- برمهات - السبت
2- بابه - الأربعاء 8- برموده - الأثنين
3 - هاتور- الجمعة 9- بشنس - الأربعاء
4 - كيهك - الأحد 10- بؤنه - الجمعة
5 - طوبه - الثلاثاء 11- أبيب - الأحد
6 - أمشير - الخميس 12- مسرى - الثلاثاء


طبيقات حسابية على التقويم القبطى

1- ما إسم اليوم الذى تبدأ به سنة 1669 قبطية ؟
من أول توت سنة 1 إلى أول توت سنة 1669 يوجد 1668 سنة
أول سنة كبيسة فى المدة سنة 3
أول سنة كبيسة بعد المدة سنة 1671
عدد السنين الكبيسة = ( 1671 - 3 ) ÷ 4 = 417
عدد الأيام فى هذة الفترة = 1668 × 365 + 417
وهو يعادل = 1668 + 417 = 2085 يوما
وبقسمة هذا العدد على 7 يكون الباقى 6 أيام . وبما أن أول توت سنة 1669 يأتى بعد الجمعة بستة أيام أى الخميس حل آخر :-
لمعرفة مبدأ سنة 1669 قبطية نقسمها على 28 الباقى ( 17) وعدد الكبائس فى الباقى ( 4) وهم 3 ، 7 ، 11 ، 15 فنجمع 4 + 17 = 21 نسقطه 7 ، 7 فالباقى هو مستهل السنة فى مثالنا الباقى = 7 أى اليوم السابع إبتداء من الجمعة أى يوم الخميس وهو مستهل سنة 1669 قبطية وأول توت .

مثال 2- عين إسم اليوم الذى تبدأ به سنة 1713 قبطية ؟
من 1 توت سنة 1 قبطية إلى 1توت سنة 1713 قبطية يوجد 1712 سنة
أول سنة كبيسة قبل المدة سنة 3
أول سنة قبطية بعد المدة سنة 1715
عدد السنين الكبيسة = 1715 - 3 ÷ 4 = 428 سنة
عدد الأيام فى هذة الفترة = 1712× 365 + 428
يعادل = 1712 + 428 = 2140
وبالقسمة على 7 = 5 نعد من بعد الجمعة = الأربعاء ( نعد من أول السبت )

مثال أخر :- عين التاريخ اليوليانى وكذلك الجرجوارى الذى يوافق أول توت سنة 1713 قبطية؟
من أول توت سنة 1 قبطية إلى أول توت سنة 1713 يوجد 1712 سنة
عدد السنين الكبيسة فى هذة المدة = 1715 - 3 ÷ 4 = 428 سنة
بما أن أول توت سنة 1 قبطية يوافق 29 أغسطس سنة 284 يوليانية
نتقدم من هذا التاريخ بقدر 428 سنة فنصل إلى 29 أغسطس سنة 1996 يوليانية
أول سنة كبيسة قبل هذة الفترة سنة 288
أول سنة كبيسة بعد هذة الفترة سنة 2000
عدد السنين الكبيسة = 2000 - 288 ÷ 4 = 428 سنة
أول توت سنة 1713 يوافق 29 أغسطس سنة 1996 يوليانى
نضيف 13 يوما = أول توت سنة 1713 يوافق 11 سبتمبر سنة 1996 جرجوارية .

نفس المثال بطريق أخر : عين إسم اليوم المستهل للسنة 1713 قبطية ؟
نقسم سنة 1713 ÷ 28 = الباقى 5 وبها 1 سنة كبيسة ( 3 )
5 + 1 = 6 نعد من أول يوم الجمعة 6 أيام يكون يوم الأربعاء هو الموافق 1 توت سنة 1713 ق 0
مثال أخر :- عين التاريخ الجرجوارى الذى يوافق 19 توت سنة 1713 قبطية ؟
من أول توت سنة 1 قبطية إإلىأول توت سنة 1713 يوجد 1712 سنة
نتقدم من 29 أغسطس سنة 284 بقدر 1712 سنة فنصل إلى 29 أغسطس 1996 يوليانية
عدد السنين الكبيسة فى الفترة القبطية = 1715 - 3 ÷ 4 = 428 سنة
عدد السنين الكبيسة فى الفترة اليوليانية = 2000- 288 ÷ 4 = 428 سنة
أول توت سنة 1713 يوافق 29 أغسطس 1996 يوليانى = 11 سبتمبر جرجوارى
المدة من أول توت إلى 19 توت تساوى 18 يوما
نتقدم بهذة الأيام من 29 أغسطس فنصل إلى 16 سبتمبر
19 توت سنة 1713 يوافق 16 سبتمبر 1996 يوليانى ويوافق29 سبتمبر 1996 جرجوارى
مثال أخر :- ما هو التاريخ القبطى الذى يوافق 15 ديسمبر سنة 1997 جرجوارى ؟
15 ديسمبر 1997 جرجوارى يوافق 12 ديسمبر 1997 يوليانى
من 29 أغسطس سنة 284 إلى 29 أغسطس سنة 1997 يوجد 1713 سنة
نتقدم من أول توت سنة 1 بقدر 1713 سنة فنصل إلى أول توت سنة 1714
عدد السنين الكبيسة فى الفترة اليوليانية = 2000 - 288 ÷ 4 = 428 سنة
عدد السنين فى الفترة القبطية = 1715 - 3 ÷ 4 = 428 سنة
أول توت سنة 1714 يوافق 29 أغسطس 1997 يوليانى = 11 سبتمبر جرجوارى
والمدة من 29 أغسطس إلى 2 ديسمبر ( يوليانى ) = 95 يوما
نتقدم من أول توت بقدر هذا العدد من الأيام فنصل إلى 6 كيهك ( توت 29 ، بابه 30 ، هاتور 30 ، كيهك 6 )
2 ديسمبر سنة 1997 يوليانى أو 15 ديسمبر سنة 1997 جرجوارى يوافق 6 كيهك 1714 قبطية
مثال أخر :- ما هو التاريخ القبطى الموافق 22 يونية سنة 1997 جرجوارية ؟
22 يونية سنة 1997 جرجوارى يوافق 9 يونية سنة 1997 يوليانى
من 29 أغسطس سنة 284 إلى 29 أغسطس 1996 يوجد 1712 سنة
نتقدم من أول توت سنة 1 بقدر هذا العدد فنصل إلى أول توت سنة 1713 سنة
عدد السنين الكبيسة فى الفترة اليوليانية =2000 - 288 ÷ 4 = 428 سنة
عدد السنين الكبيسة فى الفترة القبطية = 1715 - 3 ÷ 4 = 428 سنة
أول توت سنة 1713 يوافق 29 أغسطس 1996 يوليانية = 11 سبتمبر 1996 جرجوارية
والمدة من 29 أغسطس 1996إلى 19 يونية 1997 = 283
نتقدم بقدر هذة المدة فنصل إلى = 15 بؤنة
19 يونية 1997 يوليانى يوافق 22يونية 1997 جرجوارية يوافق 15 بؤنة 1713 قبطية
مثال :- ما هو أول يوم فى السنة القبطية 1714 قبطية ؟
نقسم 1714 ÷ 28 = الباقى 6 وبها 1 سنة كبيسة وهم 3
6 +1 =7 نعد من يوم الجمعة فيكون عندنا يوم الخميس هو أول يوم فى السنة 1714 قبطية .





محمد مجدى عبد الرسول - جمهورية مصر العربية
الجمعية الفلكية الأمريكية- الجمعية الفلكية الفرنسية - الإتحاد الفلكى الرومانى - جمعية الفلك بالقطيف - جمعية الفلك بالإمارات - لجنة الإزياج والبرمجة - ICOP - ALPO

ديسمبر 17, 2004, 09:53:48 صباحاً
رد #1

الأحيائي الصغير

  • عضو خبير

  • *****

  • 6258
    مشاركة

  • مشرف علوم الأرض

    • مشاهدة الملف الشخصي
التقويم المصرى القديم
« رد #1 في: ديسمبر 17, 2004, 09:53:48 صباحاً »
الله يعطيك العافية أخي العزيز "" محمد مجدي ""

و جزاك الله كل خير أخي الحبيب


 '<img'>
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأول فليس قبلك شيء و الآخر فليس بعدك شيء و الظاهر فليس فوقك شيء و الباطن فليس دونك شيء أسألك اللهم بأسمائك الحسنى و صفاتك العليا و باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت أن تنتقم لنبينا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم من كل من أرد به و بدينه و بالمسلمين السوء إنك يا مولنا على كل شيء قدير

ديسمبر 17, 2004, 07:36:10 مساءاً
رد #2

محمد مجدى

  • عضو مبتدى

  • *

  • 25
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
التقويم المصرى القديم
« رد #2 في: ديسمبر 17, 2004, 07:36:10 مساءاً »
السلام عليكم ورحمة الله

أشكركم أخوانى على هذة الكلمات الطيبة
والتى اعجز عن التعبير عن مدى حبى واحترامى لكم جميعا

وفقنا الله تعالى جميعا لما فيه الخير لامتنا العربية وإحياء علومنا وتراثنا


محمد مجدى