العلاج الجيني يحقق نجاحات
حتى وقت قريب كان العلاج بالجينات الوراثية تكتنفه مصاعب جمة. وبعد عقود من الخداع والآمال المتبددة, أوشك كثيرون ممن راودتهم ذات مرة فكرة علاج الاضطرابات الجينية بإضافة مورّثات جديدة للمرضى أن يتخلوا عنها.
غير أن بعض العلماء يقولون إن العلاج الجيني ربما يكون على موعد مع انبعاث جديد بعد ثلاث عمليات أجريت مؤخرا وحقق فيها هذا النمط من المعالجة نجاحات وإن كانت صغيرة.
وكانت إحدى تلك العمليات أجريت على أطفال يعانون من مرض دماغي فتّاك, وثانية على أطفال آخرين مصابين بمرض في العيون يؤدي إلى العمى, وثالثة على فئة أخرى من الأطفال تعاني من مرض يدمر جهاز المناعة لديهم.
على أن البعض من أمثال د. مارك كاي –الباحث في مجال العلاج الجيني بجامعة ستانفورد- بدا حذراً من المبالغة في إطلاق الوعود في هذا الخصوص.
وكان هذا النوع من العلاج قد تلقى ضربة عندما تعرضت أول قصة نجاح بالعلاج الجيني قبل ست سنوات إلى مشكلة.
فبعد شفاء 18 من بين عشرين طفلا تلقوا العلاج من مرض جيني نادر, أصيب ثلاثة منهم بسرطان الدم (لوكيميا) الذي تسبب بموت أحدهم. ومنذ ذلك الحين بات العلماء والشركات العاملة في مجال العلاج الجيني حذرين.
ثم كانت الأخبار السارة التي أوردتها دورية جورنال ساينس العلمية يوم الجمعة. فقد أعلن فريق دولي من الباحثين عن تكلل جهودهم بالنجاح في علاج اثنين من الأطفال من مرض يسمى حثل المادة الكظرية البيضاء حيث يحدث انتكاس للمادة الشحمية العازلة للخلايا العصبية.
ويعتقد العلماء أنهم باستخدامهم طريقة مختلفة لإضافة المورّثات أو الجينات إلى الحمض النووي للطفلين تمكنوا من تفادي إصابتهما بالسرطان.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الطفلين يتمتعان الآن بصحة جيدة بعد عامين من إجراء العملية.