احتفل علماء الفلك هذا الاسبوع بالذكرى الخامسة والسبعين لاكتشاف كوكب بلوتو وان كان تصنيفه بوصفه الكوكب التاسع في النظام الشمسي موضع جدل باستمرار من قبل علماء فلك يعتبرونه قمرا قديما تابعا لكوكب نبتون او كوكبا مزدوجا وربما مذنبا او حتى نيزكا.
والنقاش حول وضع بلوتو نقاش لا طائل منه، والحقيقة ان اكتشاف بلوتو كان منذ البداية محاطا بالاخطاء.
ففي 1905 رصد عالم الفلك الاميركي بيرسيفال لويل عدم انتظام في حركة نبتون واستنتج من ذلك وجود جسم سماوي كبير الحجم يتسبب بعدم الانتظام. وفي 13 مارس 1930، شاهد الاميركي كلايد وليام تومبو الكوكب الذي اطلق عليه في ما بعد اسم بلوتو.
ان علماء الفلك في تلك الفترة اعتبروا ان بلوتو يؤثر على حركة نبتون ولذلك سنسميه كوكبا. وخصوصا انهم في البداية قدروا ان كتلته كبيرة.
ولكن مع مرور الوقت اكتشف العلماء ان عدم الانتظام في حركة نبتون كان ناجما عن اخطاء في الحسابات، وخلال القرن الحادي والعشرين، تراجعت كتلة بلوتو شيئا فشيئا حتى استقرت حاليا عند اقل باربعمئة مرة من كتلة الارض.
هكذا وخلال عدة عقود اعتبر بلوتو كوكبا حقيقيا وبقي تاريخيا يصنف على هذا الاساس على الجداول ليضيف ان لذلك اهمية معدومة تقريبا حيث لا يوجد تعريف واضح بين الكوكب والنيزك.
وبلوتو هو الكوكب الوحيد الذي لم يرسل العلماء اليه مركبة استكشاف. وهو كوكب مائل الى الصفرة يبلغ قطره 2500 كيلومتر اي 0،17 مرة قطر الارض ويحيطه غلاف جوي.
وعدا عن صغر حجمه يختلف الكوكب عن الكواكب الثمانية الاخرى لوجوده القريب جدا من قمر شارون الضخم الذي يبلغ قطره 1270 كيلومترا، كما يختلف بمداره البيضاوي الممتد لمسافة كبيرة وبكونه لا يدور حول الشمس في المحور الخسوفي نفسه مثل الكواكب الاخرى.
ولذلك ذهبت احدى النظريات الى اعتباره قمرا من اقمار نبتون تم نبذه ثم التخلي عنه. ولا يمكن اعتبار بلوتو مذنبا لان المذنب يصدر غبارا في حين ان غلاف بلوتون الجوي متماسك.
ويعتبره بعض الفلكيين كوكبا مزدوجا مع شارون، مما يعتبر استثنائيا في النظام الشمسي.
وهناك اخرون يريدون ان يتعاملوا مع بلوتو بوصفه نيزكا، اي جسم في مدار نبتون ضمن حزام كويبر. وتم حتى الان رصد وجود اكثر من 200 من هذه الاجسام خلف نبتون. وفي حال اعتمد هذا التصنيف سيكون بلوتو الاكبر بينها يتبعه سدنا الذي يبلغ قطره 1200 كيلومتر والمصنف نيزكا.
ولا توجد ظاهرة فيزيائية تقول بالانتقال من وضع الكوكب الى النيزك. يمكن ان نقول ان كل جسم يزيد قطره على الفي كيلومتر يصنف كوكبا وكل ما هو اصغر من ذلك يعتبر نيزكا، ولكن هذا كله مصطنع.
وفي يناير المقبل، سيتم اخيرا ارسال مركبة استكشاف الى بلوتو وشارون. وستصل الى مقربة منهما في 2015 املا في ان ترسل صورا ومعلومات اكثر دقة عن صفاتهما وبالتالي منشئهما.
وحتى ذلك الوقت، سيتم التعامل مع بلوتو بوصفه كوكبا طبقا لتسمية الاتحاد الفلكي الدولي الذي اكد في 1999 انه لم يقدم اي مقترح لتغيير وضع بلوتو بوصفه الكوكب التاسع في النظام الشمسي.