Advanced Search

المحرر موضوع: البقاء للأضحـــك  ...  (زيارة 4188 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

مارس 14, 2005, 02:51:27 مساءاً
زيارة 4188 مرات

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
البقاء للأضحـــك  ...
« في: مارس 14, 2005, 02:51:27 مساءاً »
السلام عليكم

قبل أيام كنتُ في مجلس لأحد الأقرباء وسألته إن كان ينوي الحج هذا العام، وقبل أن يجيب تدخل ابنه الصغير وقال: "يحج مين يا عم؛ آخر مرة راح فيها الحج لقيوه في مخيم التايهين".. وانفجر المجلس بالضحك وتملك الجميع قناعة فورية بأن هذا الطفل يملك ذكاء أكبر من سنه!!
وهذا التعليق الطريف يضم كل عناصر النكتة (أو الطرفة) النموذجية، فهي من قبيل السهل الممتنع حين نسمعها لأول مرة تجذبنا ببساطتها واختصارها البليغ. وقد تبدو سهلة في الظاهر ولكن أقل ما يقال عن "النكتة النموذجية" أنها تركيبة لغوية معقدة واستنباط شخصي بارع.. فالمرء يمكن أن يؤلف كتاباً (أو يكتب مقالاً) ولكن يصعب عليه تأليف نكته متوسطة المستوى. فالنكتة البارعة تتطلب مهارة في إبراز التناقضات، واللعب بالمفردات، واختلاق المواقف في أقل قدر من الكلمات.
ومن أساسيات النكتة الجيدة أن تكون مفاجئة ومختصرة وتتضمن تركيبة ذكية. وحين يبتكر شخص ما نكتة فورية (أثناء الحديث مثلاً) فهذا يعني انه امتلك في لحظة وجيزة أربع صفات عقلية هي: الذكاء، والادراك اللغوي، وسرعة البديهة، وفهم ردود الآخرين!!
@ أما الطرف الآخر (المتلقي) فيجب أن يتحلى بقدر معقول من الذكاء والادراك اللغوي لفهم آلية النكتة، فالذكاء والمعرفة ضروريان لفهم المفارقة (وإلا غدا كالحمار الذي ضحك ثاني يوم) في حين ان الادراك اللغوي مهم لفهم مغزى التلاعب بالألفاظ (فالجديد على لغة ما لا يفهم نكتة من قبيل: صعيدي جلس على قهوة.. أحرقته)!
والنكتة الجيدة قد تضم عدة مواقف ودلالات - كأن تكون مضحكة ولكنها ساخرة ومهينة في نفس الوقت-، وصاحب الذكاء الضعيف قد لا يميز إلا عنصراً واحداً ولا يشغل باله بالدلالات الباقية، فقد لا يلاحظ مثلاً أن السخرية والتشفي هما العنصر الأبرز في تعليق أحدهم: (إنه ليس نحيفاً وحسب، بل بإمكانه النظر من ثقب الباب بعينيه الاثنتين).. وفي المقابل يتطلب تعليق كهذا خيالاً واسعاً وذكاء في التركيب - وحين تأتي من طفل نضيف إليها عنصراً ثالثاً هو انفتاح الشخصية والنضج الاجتماعي..
وانتشار نسبة النكتة في بلد ما تشير إلى طبيعة الشعب والمزاج السائد فيه، فأول ما لفت انتباهي (في أول زيارة لي لمصر) مهارة رجل الشارع في ابتكار النكتة والمزايدة عليها مما يدل على ارتفاع مستوى "الذكاء الاجتماعي العام" والانفتاح بين الأفراد..
@ أما من الناحية الطبية فقد اتضح أن تضرر الفص الأمامي الأيمن من المخ يمنع المريض من فهم مغزى النكات المعقدة. وهذا أمر له دلالته الطبية لأن النكتة - كما قلنا - خليط من تراكيب لغوية ونفسية وعقلية بارعة، وحين يتضرر الجزء المختص من المخ يختل تركيب النكتة (لغوياً أو ذهنياً) فتصبح غير مفهومه بالنسبة للمصاب!!
وأذكر أن فريقاً من جامعة تورنتو الكندية قد توصل لهذه النتيجة (حسب الرياض 99/4/2) بعد دراسة ردود الفعل على نوعيات مختلفة من النكات (شفهية ومكتوبة ومباشرة ومعقدة). وكان أكثر من نصف المختبرين من المصابين نفسياً أو المتضررين في أدمغتهم. وقد اتضح ليس فقط علاقة النكتة بالذكاء، بل وأيضاً بشخصية الفرد ومعدل وعيه ومستوى ثقافته!!
.. من الأقوال المشهورة لرائد الفلسفة الفرنسية ديكارت "أنا أفكر إذاً أنا موجود".. وبتحوير بسيط يمكن القول:
أنا انكت، إذاً أنا ذكي وأتفاعل مع الآخرين!

شكرا

مارس 14, 2005, 02:55:54 مساءاً
رد #1

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
البقاء للأضحـــك  ...
« رد #1 في: مارس 14, 2005, 02:55:54 مساءاً »
السلام عليكم

معظم الدراسات التي تناولت الفكاهة بالتحليل ظلت تفتقر إلى الفكاهة, بل إن بعضها كان مغرقًا في ثقل الظل, لكن هذا المقال يحاول أن يتناول الضحك, تحليليًا, ولكن بمرح!

          كان هيروقليطس وديموقريطس, وهما من فلاسفة اليونان القديمة, يسيران معًا ويشاهدان سخافات الناس, فيضحك أحدهما ويبكي الآخر, فالاثنان يخرجان عواطفهما المكبوتة وانفعالاتهما في صورة تبدو وكأن أحدهما عكس الآخر. لكن الضحك كالبكاء وأحيانا ينقلب الضحك إلى بكاء والبكاء إلى ضحك, وما يفعله الفيلسوفان على اختلافهما في رد الفعل ضروري, لكنني أعتقد أن الضحك في بعض الأحيان وإزاء بعض المواقف أفضل من البكاء, وخاصة للرجال, وعندما كنت أعمل بالطب النفسي حاولت أن أصنع ارتباطا شرطيا عند بعض المرضى الحزانى مع الضحك عند حدوث المشاكل, فكنت أنصح المريض بأن يضحك من مشاكله وسوف يجد ما يضحك عليه طويلاً فالمشاكل هي لب الحياة وعمودها الفقري وقد خُلق الإنسان في كبد. كما أنني كنت أطلب من المريض المكتئب أن يجمع النكات والفكاهات والطرائف التي يسمعها أو يقرأها في كشكول كبير, ثم بعد ذلك يحاول أن يصنع صنيعها وينسج على منوالها.

أول علاج للاكتئاب في العالم

          سؤال هاجس: لماذا يضحك الإنسان إذا دغدغه أحد بأصابعه في بطنه بينما لا يضحك إذا قام هو بعملية الدغدغة بنفسه ولنفسه? سؤال حيّر البشرية من قديم. قام العلماء بتكوين ثلاث مجموعات, المجموعة الأولى قام فيها كل شخص بدغدغة زميله فضحك الجميع, وفي المجموعة الثانية قام كل شخص فيها بدغدغة نفسه فلم يضحك أحد, وفي المجموعة الثالثة تولى جهاز آلي دغدغة المجموعة فضحك من المجموعة الثالثة النصف فقط أما النصف الآخر فقد أضحك الجهاز.

          ويقول قانون التطور إن (البقاء للأصلح), لكن من هو الأصلح? لقد انقرض الديناصور وبقيت الذبابة فهل الذبابة أقوى وأصلح من الديناصور? أم أن الديناصور أقل مرحًا بينما الذبابة تظل تمرح طوال يومها? أثبتت البحوث الحديثة في مجال المخ والأعصاب أن قدرة الإنسان على الفكاهة والمرح والسخرية المهذبة هي التي تجعله الأرقى بين بني جنسه, فالبقاء ليس للأصلح, ولكن البقاء للأضحك أي الأكثر ضحكا وهو الأصلح.

          دراسات حديثة عن نشاط المخ بينما الإنسان يضحك: هناك دليل على أن الفصوص الأمامية مسئولة عن النكتة والفكاهة بينما تشارك مناطق المخ والتحكم الحركي في تنفيذ الاستجابة الطبيعية للضحك, مثل القهقهة والاستلقاء على القفا من الضحك, وضرب كف بكف, وفتح الفم وتوسيع الأشداق.

          في عام 1999 تم عمل دراسة تحليلية لمرضى بتلف في الفصوص الأمامية اليمنى حيث تتجمع معطيات الانفعال والمنطق والإدراك الحسي, وجد أن هؤلاء المرضى لا يستطيعون اختيار موضوعات الفكاهة ويجدون صعوبة في التحكم في مسارها وعادة ما يختارون الفكاهات الأكثر سخافة ومنافاة للعقل والأسلوب الكوميدي الرخيص, وتأتي الدعابة عادة خشنة رخيصة متدنية. صنع النكتة والضحك عليها يعتمد على وظائف المخ العليا.

          هل هناك علاقة بين إلقاء نكتة من إنسان والضحك عليها من قبل آخرين? هل هناك علاقة بين الفكاهة والضحك, وهل الفكاهة هي سبب الضحك? لاحظ بعض الباحثين أن من يلقون النكات على المستمعين يضحكون أكثر منهم ربما لكي يجعلوهم يضحكون بالعدوى, فالضحك بلا شك عدوى كما أن بعض الباحثين في علم النفس أقروا أن الفعل يسبق الانفعال فالإنسان يضحك على النكتة بمجرد إلقائها لأنه مهيأ لذلك قبل أن يستوعبها, كما أننا نضحك على النكات السخيفة والنكات القديمة التي سمعناها كثيرًا من قبل, والضحك قد يكون بسبب آخر غير النكتة التي ألقيت قبل الضحك مباشرة, فلربما كانت النكتة بمنزلة العامل الحفاز. أما السبب الحقيقي للضحك فهو التفاعل الاجتماعي, بدليل (الإنسان لا يضحك وحيدًا وإلا اتهم بالجنون) وعندما تكون وحيدًا قد تتحدث بصوت مرتفع لكنك لا تضحك بصوت مرتفع والنسبة بين ضحك الإنسان مع آخرين وضحكه وحيدًا هي 30 : 1.

شكرا

مارس 14, 2005, 02:56:56 مساءاً
رد #2

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
البقاء للأضحـــك  ...
« رد #2 في: مارس 14, 2005, 02:56:56 مساءاً »
السلام عليكم

فالضحك ليس استجابة غريزية فطرية للفكاهة كالإجفال عند الألم والرعشة عند البرد ولكنه شكل من أشكال الارتباط الاجتماعي الغريزي تقدح الفكاهة زناده.

          يقول المثل الشعبي المصري (الضحك من غير سبب قلة أدب) القراءة التجريدية للمثل لا تدعو لمنع الضحك, وإنما تدعو لاختلاق سبب للضحك, أي صنع موقف فكاهي من مواقف الحياة الصعبة ثم بعد ذلك يضحك الإنسان كيفما شاء, وفي صنع الموقف الفكاهي إعمال للعقل وتنشيط لخلايا المخ وتغيير الحالة النفسية من الاكتئاب للبهجة.

          الضحك والذكاء: الاستمتاع بالفكاهة والنكات التي تحتوي على رمز ولها مستويات عدة للفهم هو طبيعة للأذكياء, وكلما ازداد مُعامل الذكاء, استمتع الإنسان بالنكتة, بل إننا لا نضحك على النكتة بقدر ما نضحك إعجابًا بذكائنا على أننا فهمناها. يقول الفيلسوف هنري برجسون إن الإنسان لا يستطيع أن يضحك إلا في وجود غيره من الناس, بل إنه لا يستسيغ أصلاً الضحك حين يستبد به الشعور بالوحدة, إذ يبدو أن الضحك يحتاج دائما إلى أن يكون له صدى وأن يجد له تجاوبا مع الآخرين), فضحكنا دائما هو ضحك جماعة وليس ضحك أفراد, من حيث هم أفراد والضحك مع الجماعة يتخذ معنى أعمق من المعنى الفردي فهو يزيد الحدود ويقوي الروابط ويجعل الإنسان ينظر للحياة بمودة وللجنس البشري بمحبة.

          هل الإنسان هو فقط الذي يضحك? مادمت لا تعرف لغة الحيوان والطيور فلن تعرف أبدا إن كانت تضحك أم لا, لكن العلماء لم يقفوا مكتوفي الأيدي, فالبداية كانت مع داروين فقد قارن بين الأصوات المتكررة التي تنطقها القردة العليا عند دغدغتها, وبين ضحك الإنسان وقال بوجود تشابه بينهما. ولاحظ علماء آخرون حركات عند القردة أطلقوا عليها الوجه اللاعب, حيث تتكرر عملية الخفض لجفني العين والفتح للفم إلى أقصى اتساع فتنكشف الأسنان واعتبروا ذلك شبيهًا بالابتسام أما عالم الضحك (روبرت بروفين) فقد وجد اختلافًا واضحًا بين ضحك الإنسان وما يُعتقد أنه ضحك قردة الشمبانزي (وقد لا يكون ذلك كذلك) فالإنسان يضحك هاهاها والقردة العليا تضحك أهـ أهـ أهـ.

          مشكلات غير قابلة للحل: للإنسان الذي يعاني من مشكلة غير قابلة للحل أن يلجأ لوسائل ثلاث وهي أن يتكيف معها رغما عنه ويقبلها على مضض وهذه هي المرحلة الأولى, أما المرحلة الثانية فهي أن يتحملها ويتسامح معها وهي أفضل من المرحلة الأولى لأن التسامح مع المشكلة وتحملها هو تغلب عليها وقهر لها عكس التكيف حيث إنه في التكيف تظل المشكلة قائمة, تخبو حينا ويشتعل أوارها أحيانا, والمرحلة الثالثة هي التسامي على المشكلة وليست هذه في مقدور كل البشر فهي من أخلاق الملائكة, فماذا عن دور الفكاهة والمرح في هذا السياق? إن الفكاهة والضحك يساعدان الإنسان على قطع هذه المراحل الثلاث وتحقيقها, بل إن العالم إيزنك قال إن الضحك نوع سام من أنواع التكيف وهو كما سماه (التكيف السامي), وإذا كان ذلك كذلك فلا بد أن الضحك أيضا يحقق التحمل والتسامح.

          ويقول جان بياجيه عالم النفس الفرنسي الشهير إن الضحك كاللغة يؤدي لجميع الأفراد وظائف مشتركة تقرب فيما بينهم وله معان مشتركة ودلالات مشتركة, وكما أن هناك اختلافات في اللغة من وطن لآخر كذلك هناك اختلافات في الفكاهة والنكات من وطن لآخر, فما يضحك عليه شعب من الشعوب لا يضحك عليه شعب آخر وتعددت الفكاهة والضحك واحد.

          ويحتاج الوجدان الشعبي أو الجمعي الذي يتوارثه الأحفاد عن الأجداد إلى ما يذكيه, ويحافظ عليه متقدًا ينتقل من جيل إلى جيل, والفكاهة المتوارثة من أكثر الأشياء التي حافظت على الروح الجماعية للمشرق العربي وهناك دائما جحا

شكرا

مارس 14, 2005, 03:11:56 مساءاً
رد #3

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
البقاء للأضحـــك  ...
« رد #3 في: مارس 14, 2005, 03:11:56 مساءاً »
السلام عليكم

يقول نيتشه: إنني لا أعرف تمامًا لماذا كان الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يضحك? فإنه لما كان الإنسان هو أعمق الكائنات شعورًا بالألم كان لابد له أن يخترع الضحك. فالتعس هو الذي يضحك لكي يبدل بتعاسته الفرح, وليس من الغريب أن تنبع أجمل فكاهة من أعمق الناس حزنًا. واعتبر فرويد الفكاهة واحدة من أرقى الإنجازات النفسية للإنسان وتصدر عن آلية نفسية دفاعية في مواجهة العالم الخارجي المهدد للذات, وتقوم هذه الآلية الدفاعية بتحويل حالة الضيق إلى حالة المتعة. وينظر كذلك فرويد للنكتة على أنها قناع عدواني أو جنسي لكي يخفي الشخص حالات الإحباط الخاصة به.

          والضحك ليس دليلا على السرور, بل إن الضحك هو الذي يولد السرور والسعادة, فأنت إذا كنت حزينا وضحكت فسوف يتحول الحزن إلى سرور, لأن الفعل يسبق الانفعال ويصنعه, والضحك عمل الإرادة وفي وسع المرء أن يقرر أن يضحك. يقول جيمز لانج (لا نضحك لأننا مسرورون بل نحن مسرورون لأننا نضحك) ويقول مكدوجل (إذا كنا نشعر بالسرور حينما نضحك فإننا نشعر بالسرور لأننا نضحك), أما روبرت بروفين وهو عالم متخصص في دراسات الضحك فوجد أن 80% من الضحكات التي يطلقها الناس خلال حديثهم العادي ليس لها علاقة بالفكاهة, أما الـ20% الباقية فهي ترتبط بالفكاهة, وقد فسر مكدوجل الضحك كغريزة من الغرائز الأساسية للإنسان لكن هذه الغريزة ترتبط بمشاعر الضيق والألم أكثر من ارتباطها بمشاعر البهجة والفرح.

الفكاهة والفاكهة

          يقول مارسيل بانيول: القمع السياسي من شأنه ترويج النكات السياسية والتفاوت الطبقي يؤدي إلى انتشار القفشات الاجتماعية والسخرية من الأثرياء, والكبت الجنسي يساعد على ذيوع الدعابات الفاضحة والتوريات الماجنة, والفقر والجهل يعملان على ظهور الفكاهات العدوانية, على حين تساعد الثقافة على الارتفاع بمستوى الفكاهة الراقية التي لا تخلو من عنصري الذكاء والمعرفة. أذكر أنني أثناء عملي في الطب النفسي كان من ضمن الاختبارات التي نجريها على المرضى اختبار الأمثال الشعبية لكي نفهم من خلاله التفكير لدى المريض, وهل هو تفكير تجريدي أم تجسيدي لكنني كنت أستبدل بالأمثال الشعبية نكاتًا أقولها للمريض وأرى رد فعله وتفهمه للنكتة, وأطلب منه أن يلقي هو نكاتًا وكان هذا الاختبار يصلح أيضا ليس فقط للتفكير, وإنما للمزاج والانفعالات والذكاء وسمات الشخصية وحس الفكاهة. وهو لا يفيد المريض فقط تشخيصًا وعلاجَا وإنما يستفيد منه الطبيب أيضًا!

          في مسرحية شهيرة لممثل كوميدي مصري أذيعت مرات عدة, وقبل أن ينتهي أي مشهد فكاهي نفاجأ بانطلاق ضحكة نسائية مميزة طويلة, بعدها ينفجر باقي النظارة من الضحك وقد أصابتهم عدوى الضحك, وربما كانت هذه السيدة الضاحكة تعمل مع الفرقة المسرحية بوظيفة ضاحك أول وتتقاضى عن ذلك راتبًا, ومن المؤكد أن الوقت الذي يمر بين المشهد الفكاهي وانطلاق الضحكة الأولى لا يكفي لكي يستوعب الإنسان الموقف الفكاهي ويضحك له, فقد كانت الضحكة تنطلق قبل أن ينتهي المشهد بثوان ثم ينطلق وراءها الآخرون يضحكون لاشعوريًا, وربما كان المشهد لا يثير الضحك أو الابتسام.

          والإنسان كائن ضاحك والطرفة أو النكتة علاج نفسي مثلها مثل الحلم الذي يراه النائم, فهي قصيرة مكثفة مختزلة غير منطقية, وهي مثل الحلم تعمل على تكوين أشكال بديلة ذات طبيعة مماثلة, وتعبر عن شيء رمزي داخل الإنسان له شكله الظاهر ومحتواه الباطن, كما أنها تساعد الإنسان على إخراج عواطفه المكبوتة في صورة ضحك أو ابتسام, تلك العواطف المختزنة في العقل الباطن, والصحة النفسية للإنسان تتمثل في قدرته على صنع النكتة أو الموقف الفكاهي والتلاعب بالألفاظ حتى أثناء المأساة أو العمل الجاد العميق, وأذكر أنني يوم وفاة أمي في أحد المستشفيات الخاصة, وعند إخراج الجثمان, ذهبت لمدير المستشفى لدفع الحساب, فقدم لي مدير المستشفى تخفيضًا خاصًا باعتباري من الأطباء, فقلت له من خلال حزني العميق: إن الموت رخيص جدًا لديكم, وسوف آتي لأموت عندكم. يقول فرويد (إن الفكاهة ترتد بنا إلى تلك الحرية السعيدة المنطلقة التي كنا نستمتع بها أثناء الطفولة قبل أن تكون علينا رقابة أو رقيب). والفكاهة تساعد على الهرب المؤقت من قسوة الحياة وعناء الواقع, لكي نتمكن بعد ذلك من مواجهتهما, والفكاهة هي فن تحقيق المستحيل الذي لا تستطيع أن تحققه في الواقع, فتسخر منه أو تحققه بصورة فكاهية رمزية كما في الفكاهة أو النكت. إن الفكاهة والضحك هما استجابة أو رد فعل مهمته الأولى تحرير الطاقة المكبوتة الناتجة عن القلق والاكتئاب والتوتر, والإنسان الذي يعاني هو أكثر الناس قدرة على الضحك والفكاهة والسخرية والمرح.

اضحك تضحك لك الدنيا

          الفكاهة تذيب الفوارق بين الطبقات المختلفة, والإنسان عندما يضحك, فإنه يكون أقدر على البذل والعطاء من الإنسان المتجهم, وهناك مَثَل شامي يقول (طالع وجه البقرة قبل أن تحلبها), والضحك هو الربح الذي تتقاضاه فورًا وليس مؤجلاً من الحياة, ولأن الضحك معد, فهو يقوّي الروابط الاجتماعية بين الناس ويزيل الغضب والعدوان, والضحك يقوّي جهاز المناعة, فيقاوم الأمراض الجسمية ويعالج الأمراض النفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب, وهناك كلمة غربية تقول: (إذا كنت مازلت قادرًا على الابتسام, فإن الأمور سوف تتحسن حتمًا), والضحك ينشّط خلايا المخ فيجعل الإنسان قادرًا على أداء عمله, وهو يهيئ الجسم للاسترخاء العضلي, وللضحك وظيفة نفسية, وهي تحقيق التوازن العاطفي لدى الفرد, وتحقيق نوع من التكامل النفسي والاجتماعي لأنه لا يضحك وحيدًا. والضحك ظاهرة جمالية, والفكاهة تفاعل اجتماعي, فلابد من مرسل يلقي النكتة ومستقبل يتلاقى مع المرسل في الإحساس بالنكتة, والتواصل مهم جذًا في هذا التفاعل الاجتماعي, فقد تكون النكتة جميلة لكن مَن يلقيها ثقيل الظل, فلا يضحك أحد عليها, والعكس صحيح, وهناك مقولة غربية تفيد بـ: (إن الزوجة المحبة لزوجها لا يمكن أن تطهو طعامًا سيئًا), لأنه سوف يستطيب طعامها مادام يحبها أيّا كان هذا الطعام, وسوف تبذل هي قصارى جهدها في أن تسكب أنفاسها المحبة لزوجها في هذا الطعام, والطعام كما يقول المصريون (نفس) وما يسري على الطعام يسري على الفكاهة.

إبداع وحلم وفلسفة

          الدغدغة كالضحك تعبير عن نشاط اجتماعي, فالإنسان لا يضحك وحيدًا, ولا يدغدغ نفسه, وإذا فعل فلن يضحك, ومثل الفكاهة التي يُضحك فيها التناقض بين ما نتوقعه وما يحدث, فإن الدغدغة تحتوي على عنصر مؤكد من المفاجأة, وهذا العنصر هو الذي يجعل الإنسان يضحك عندما يدغدغه شخص آخر, ولا يضحك عندما يدغدغ نفسه, فهو يفتقد عنصري المفاجأة والتفاعل الاجتماعي, فالدغدغة نشاط اجتماعي يشبه اللعب يعتمد على المفاجأة والتنبيه الحسّي.

          والإنسان كائن حالم يحلم في المنام واليقظة, والأحلام مهمة جدًا للتوازن النفسي للإنسان, ولولا الأحلام لماتت الأنام, والنكتة تشبه الحلم الذي يهرب فيه الإنسان من قسوة الواقع وعمق الحقيقة, وهي مثله مكثفة مختزلة غير واقعية رمزية تعبّر عما يجول في العقل الباطن للإنسان من صراعات وطموح مجهض وآمال محبطة تتحقق بشكل أو بآخر في الحلم والنكتة, والنكتة مرتبطة باللاشعور وهي حيلة من الحيل البشرية الدفاعية التي يحتال بها الإنسان على تحقيق هدف من الأهداف أو بلوغ غاية من الغايات, كما يحتال في أحلامه على تحقيق ما تصبو إليه نفسه, فالإنسان يلجأ للنكتة إراديا, وللحلم لاإراديا عندما تصادفه مشاكل وعراقيل فيستريح نفسيًا وجسديًا.

          ومبدع النكتة قد يفوق مبدع الأشكال الأدبية والفنية في قدراته الإبداعية, فالنكتة قد ترتجل وتكون بنت لحظتها ووليدة ساعتها, والقدرات الإبداعية التي تتوافر في المبدع هي الأصالة والطلاقة والمرونة ومواصلة الاتجاه في أبعاده المختلفة والإحساس بالمشكلات وإذا أخذنا بنظرية الفنون جنون وأن المبدع يجب أن يكون عصابيًا أو مريضًا بمرض عقلي, فإن مبدع الفكاهة عادة يعاني من حزن دفين أو اكتئاب مقنّع, وخير مثال على هذا كاهن إنجليزي حرّ يدعى سيدني سميث ولد عام 1771, كان يؤلف النكات المضحكة عن فقره, نصحه الطبيب أن ينام على معدة خالية, فسأله سميث: معدة مَن? وكان يقول لابد من عملية جراحية لإنفاذ النكتة إلى رأس الاسكوتلندي. يقول سميث: إن مواطن السعادة متباينة, غامضة, ولكنني كثيرًا ما لمحتها بين الأطفال الصغار وبجوار المواقد وفي بيوت الريف أكثر من أي مكان آخر.

علوم وعلامات نفسية

          نظر الكسندر بين إلى الضحك كنوع من القوة, وربط جيمس سُلى بين الضحك واللعب, أما مكدوجل فقد فسر الضحك كغريزة من الغرائز الأساسية للإنسان, لكن هذه الغريزة ترتبط بمشاعر الضيق والألم أكثر من ارتباطها بمشاعر البهجة والفرح, أما فرويد فقد تكلم عن النكتة وعلاقتها باللاشعور والتشابه بين النكتة والحلم.

          وقد سخر الكاتب المسرحي أرستوفان من سقراط ومدرسته مر السخرية في مسرحية (السحب) وجعله أضحوكة الناس ومضغة الأفواه,  وذهب سقراط ليشاهد المسرحية ويضحك مع الضاحكين, وهكذا ضحك الناس مع سقراط ولم يضحكوا من سقراط.

          ويقول برناردشو إذا عجزت عن التخلص من وضاعة منبتك العائلي, فاجعله يبدو أمام الناس وكأنه يتراقص ضاحكًا. وكان برنارد شو شديد الفخر بعمه الذي انتحر بطريقة غير مسبوقة بأن وضع رأسه في حقيبة وأغلقها.

          وفي أواسط القرن العشرين في معهد علم النفس بباريس كان د.بيير فاشيه يلقّن طلبته دروسًا عملية في الضحك, وبعد محاضرة عن فائدة الضحك في إزالة القلق كان يدير إسطوانات مسجلة لجميع أنواع الضحكات هادئة وعالية وجوفاء وهستيرية, وكان أن انتشرت عدوى الضحك بين الحاضرين, واشتركوا جميعًا في أداء سيمفونية ضحك رائعة, فالضحك يتضاعف بالجماعة ويكثر.

علامات على طريق الضحك

لا تبك حتى لا يضحك عليك الآخرون, وإذا ضحكوا منك فاضحك معهم.
إن أجمل ضحكة هي التي تعقب مباشرة البكاء الطويل.
أنا أضحك إذن أنا موجود.
النكتة سلاح مَن لا سلاح له.
الابتسامة جواز المرور لقلوب الآخرين.
ابتسم دائمًا واضحك ثلاث مرات قبل الأكل وبعده, وقهقه مرة واحدة يوميًا.
إذا كان الضحك من غير سبب قلة أدب كما يقول المثل الشعبي, فإن الابتسامة دون سبب هي الأدب بعينه.
إذا لم تستطع أن تبكي وقد حزنك أمر, وعصتك الدموع, فاضحك ملء شدقيك, واستبدل بانفعال البكاء انفعال الضحك, فالانفعال إن لم يظهر أوجع وأمرض.


المصادر :   جريدة الرياض   2/16/2003 م   تشريح النكته  _ فهد عامر الاحمدي    .. . ,
            عالم المعرفه رقم 289   2003 يناير    _  الفكاهه و الضحك _  د . شاكر عبد الحميد   . . ,
            مجله العربي    2004 يناير  
             الثقافه النفسية   1993 تموز  _  التوحيدي وعلم نفس الضحــك  
            انيس منصور طبعه خامسة  2001   _ لعلك تضحك  

شكرا

مارس 14, 2005, 04:12:54 مساءاً
رد #4

shbely2004

  • عضو متقدم

  • ****

  • 744
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
البقاء للأضحـــك  ...
« رد #4 في: مارس 14, 2005, 04:12:54 مساءاً »
السلام عليكم ..

اقتباس
(وإلا غدا كالحمار الذي ضحك ثاني يوم)

أي الحمار فهم معنى النكته في اليوم الثاني أنفجر ضاحكاً .
لكن على ما يبدو لي أنه مازال أفضل من غيره من ناحية
الفهم حيث حدثت هناك بعض الأمور لبعض المخلوقات
ولم يفهموا معانيها إلا بعد عشر سنوات .
أنظر الفرق الزمني .

على أية حال مشكور أخي وليد على هذا الموضوع .

مارس 14, 2005, 08:12:52 مساءاً
رد #5

ساكن الأفق

  • عضو متقدم

  • ****

  • 899
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
البقاء للأضحـــك  ...
« رد #5 في: مارس 14, 2005, 08:12:52 مساءاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنت كاتب بارع أستاذي الكريم، وكتابتك رائعة. وإن كان لدي ما أضيفه، فهو كلمة سمعتها في برنامج تلفيزيوني حول هذا الموضوع، الضحك. ينقل البرنامج، في الحديث عن علاقة النكته بالوضع السياسي، حديث عالم من علماء هذا المجال، عن أفضل نكته سياسية سمعها. يقول إن هذه النكتة ذاعت بين الروس في ظل ظروف معينة قبل عدة سنوات، وتقول إن امرأة ذهبت إلى محل تجاري، لتسأل البائع: هل عندكم لبن؟ رد عليها البائع بدهشة وفرح: بالتأكيد. فقالت بارتباك: آه، نسيت. هذا هو المحل الذي ليس عنده جبن. المحل الذي ليس عنده لبن في الشارع المقابل!

يعلق البرنامج عليها بأنها منتشرة كثيرا بين الروس، رغم أنها لا تجد ذلك الانتشار عند غيرهم، مما يشير إلى علاقة الوضع السياسي بروعة النكتة وتأثيرها.

قد أعود ثانية لأضيف ما أتذكره. شكرا لك على هذه اللمسات الرائعة..  '<img'>


لا نزال نسعى نحو آفاق بعيدة ..... وفي طريقنا إليها نسكنها ... نسكنها بأرواحنا وأفكارنا وأحلامنا ... حتى إذا بلغناها سكناها بأجسامنا فأنفت أرواحنا أن تسكنها وتطلعت إلى آفاق أبعد ... وهكذا نبقى نسكن الآفاق البعيدة .....

مارس 14, 2005, 08:36:08 مساءاً
رد #6

سقراط

  • عضو متقدم

  • ****

  • 625
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
البقاء للأضحـــك  ...
« رد #6 في: مارس 14, 2005, 08:36:08 مساءاً »
شكرا أستاذنا الفاضل على هذه المعلومات النيرة والتي يعجز لساني عن الوصف



دائما قلمك متلألئ مشعا نوره مفيد ثمره.
دعا سقراط ضيوفه إلى مائدة، ولاحظ أحدهم أن ليس على المائدة ما ينبغي، وأنه ينقصها الشيء الكثير فقال له: كان ينبغي أن تهتم أكثر بضيوفك، وأن تعتني باختيار ألوان الطعام، فقال له سقراط: إن كنتم عقلاء فعليها ما يكفيكم، وإن كنتم جهلاء فعليها فوق ما تستحقون.

مارس 16, 2005, 02:46:48 مساءاً
رد #7

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
البقاء للأضحـــك  ...
« رد #7 في: مارس 16, 2005, 02:46:48 مساءاً »
السلام عليكم

اشكركم على دعمكم النفسي و التشجيعي  . . . ,

و . هـ
شكرا

مارس 16, 2005, 02:48:09 مساءاً
رد #8

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
البقاء للأضحـــك  ...
« رد #8 في: مارس 16, 2005, 02:48:09 مساءاً »
السلام عليكم

هذة معلومات جديدة  . . ,
فوائد الضحك اليومي بالنسبة لجهاز القلب والشرايين تعادل فوائد التمارين الرياضية فيما يعزز الاكتئاب خطر الوفاة.

ميدل ايست اونلاين
اورلاندو (الولايات المتحدة) - من جان لوي سانتيني

اظهرت ابحاث اجراها فريقان طبيان ان الضحك مفيد للقلب في حين يعزز الاكتئاب مخاطر الوفاة، كما اكد الباحثون خلال مؤتمر "جمعية القلب الاميركية" السنوي المنعقد في اورلاندو في ولاية فلوريدا.

وتعادل فوائد الضحك اليومي بالنسبة لجهاز القلب والشرايين فوائد التمارين الرياضية، كما يقول الطبيب مايكل ميلر الذي اشرف على الابحاث مؤكدا ان الضحك ينشط الدورة الدموية.

اما الطبيبة وين جيانغ من جامعة كارولينا الشمالية فقد اكدت من جهتها ان الاكتئاب الذي يترافق عادة مع اسلوب حياة غير صحي يتمثل في الافراط في التدخين وشرب الخمر والاسراف في تناول العقاقير الطبية، يزيد خطر الوفاة بنسبة 44%، وذلك استنادا الى دراسة اجريت على حوالي ألف شخص تعرضوا لازمات في القلب والشرايين.

وقال ميلر "ان نسبة التغيير الكبيرة التي رصدت في بطانة الشرايين لدى الاشخاص الذين يضحكون مماثل الى حد كبير التغيير الذي نلحظه لدى الاشخاص الذين يمارسون نشاطا رياضيا شاقا".

لكنه اضاف "ان هذا لا يعني اننا ننصح بوقف التمارين الرياضية وانما ننصح بالضحك ربع ساعة يوميا مع ممارسة الرياضة ثلاث مرات اسبوعيا فذلك من شأنه ان يعود بفوائد ايجابية على القلب".

ولاجراء ابحاثه، عرض ميلر مقاطع من فيلمين احدهما فكاهي والثاني فيه توتر شديد، على مجموعة من عشرين رجلا وامراة من الشباب وجميعهم في صحة جيدة.

وبينت القياسات التي اجريت على المجموعة ان كمية الدماء التي تضخها الشرايين انخفضت بنسبة 35% لدى 14 شخصا من العشرين لدى مشاهدتهم الفيلم الثاني.

وبالمقابل، ارتفعت كمية الدم التي تضخها الشرايين بنسبة 22% لدى مجمل الأشخاص تقريبا (19 شخصا) لدى مشاهدتهم الفيلم الاول.

وقال ميلر امام المشاركين في المؤتمر "بما أن الغشاء الداخلي للشرايين هو المكان الاول التي تتشكل فيه الترسبات المسببة لتصلب الشرايين، وعلى ضوء الابحاث التي اجريناها، يمكننا القول بان الضحك يلعب دورا هاما في تقليص مخاطر الاصابة بازمة قلبية".

لكن ميلر لم يتمكن من تحديد السبب الفيسيولوجي الذي يجعل من الضحك امرا مفيدا للقلب.

وتساءل العالم "هل يحدث ذلك نتيجة حركة عضلات الحجاب الحاجز الفاصل بين القفص الصدري والجهاز الهضمي ام ان الضحك يؤدي الى افراز مادة كيميائية في النسيج العصبي مثل مادة اندورفين (المخففة للالم)".

لكنه اشار الى دور قد يلعبه اوكسيد النتروجين المعروف بانه يساعد في توسيع بطانة الشرايين.

واضاف "ان الضغط النفسي من شأنه تعطيل افراز هذه المادة ما قد يتسبب بتقلصات في الشرايين".

وقالت الطبيبة جيانغ ان "العلاقة بين الاكتئاب وزيادة خطر الوفاة مرتبطة بعوامل اخرى كالعمر والوضع الاجتماعي"، كون الشخص متزوجا ام يعيش بمفرده.

واضافت جيانغ "ان نصف الذين يعانون من مشاكل في الدورة الدموية تقريبا يموتون بعد خمس سنوات من تشخيص مرضهم اما الذين يعانون من اكتئاب في الوقت نفسه فهم معرضون بنسبة اكبر (44%) للوفاة في وقت ابكر" اي قبل خمس سنوات.

ولم تتمكن جيانغ من تحديد الاسباب العلمية لهذه الظاهرة الا انها ربطت ذلك باسلوب حياة "خطر" يتبعه المكتئبون الذين "يدخنون في غالب الاحيان، وهم يتبعون نظاما غذائيا سيئا".

لكن اهمية البحثين المقدمين في اظهارهما اثر الوضع النفسي على صحة الانسان.

وكان علماء اميركيون نشروا دراسة في شهر شباط/فيراير الماضي في مجلة "نيو انغلند جورنال اوف مديسين" بينت وللمرة الاولى، وجود عوارض مرضية تصيب القلب مرتبطة بالمشاعر واطلقوا عليها اسم "مرض القلوب المحطمة


و . هـ
شكرا

مارس 16, 2005, 06:39:23 مساءاً
رد #9

جنين

  • عضو خبير

  • *****

  • 3133
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
البقاء للأضحـــك  ...
« رد #9 في: مارس 16, 2005, 06:39:23 مساءاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

أخي وليد الطيبب,,
حقيقة كانت هناك لدي تعليقات كثيرة , ولكن أجدك عبرت عنها بإسلوبٍ أو بأخر مما أذهب الحاجة للكلام عنها..... ليس لي إلا ان أقول شكراً لك على مابذلته في هذا الموضوع من مجهود واضح....
   
من الفوائد الشخصية المرحة الكثيرة المزاح* المهذب,, أنه لا يعلم متى تكون جادة ومتى هي تمزح... فتستطيع أن توصل ماتريد من غير أن يستطيع أن يرد عليها أحد,, لأنه إذا رد.. وأخذها بحساسية سوف يظهر بمظهر الشخصية الهمجية التي لا تملك روح الفكاهه, والغالب أنها لا تفهم ولا يتوقع مايقصده صاحب النكتة أو التعليق لأنه يرمز له غالباً بالطيبة وصفاء النية >>>>> فأحياناً تحس بلؤم في بعض الشخصيات المرحة...

وأخيراً,, أحب أن أنوه عن حديث لرسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم* فيما معناه* ( لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) كذلك كان عليه السلام إذا ضحك ترى ثناياه ( ولا يقهقه) ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

على فكرة نسيت أن أقول أني كثيراً ما أضحك( من دون صوت) أو أبتسم   لوحديـــــــــــ ( لفكرة تخطر ببالي, أو لتعليق لا أستطيع التصريح به خوفاً على مشاعر من أمامي, أو ذكرى عابرة , أوموقف ءألفه وأتخيله بنفسي>>>>> ما رأيك هل لدي هرمون الجنون الذي يزعمون  '<img'>
ردودي الفيزيائية تعكس مستوى علمي وأجتهادي خلال تلك الفترة , وهذا يعني أحتمال نقصها ( أو خطئها) في توضيح الفكرة .. سأحاول تصحيح ما أنتبه إليه ويتضح لي خطأه ..والله المستعان.

قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)
أي لولا أنه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيد الفجار وتكالب الكفار لفسدت الأرض باستيلاء الكفار عليها ومنعهم من عبادة الله  وإظهار دينه.

مارس 17, 2005, 12:06:31 صباحاً
رد #10

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
البقاء للأضحـــك  ...
« رد #10 في: مارس 17, 2005, 12:06:31 صباحاً »
السلام عليكم

اشكرك اختي جنين . .. ,
يجب ان تعرفي ان اشرافك في منتدى الفيزياء لا يقل اهمية عن ردودك و مشاركاتك في منتدى علم النفس والتربية والاجتماع   . . ,

اما بالنسبة ..  ,
(على فكرة نسيت أن أقول أني كثيراً ما أضحك( من دون صوت) أو أبتسم   لوحديـــــــــــ ( لفكرة تخطر ببالي, أو لتعليق لا أستطيع التصريح به خوفاً على مشاعر من أمامي, أو ذكرى عابرة , أوموقف ءألفه وأتخيله بنفسي>>>>> ما رأيك هل لدي هرمون الجنون الذي يزعمون )

انتي بدون صوت ولوحدك . . ,
بسبب طبعي الساخر احيانا  . . ,
 انفجر من الضحك احيانا و امام الجميع بلا استشناء  .. . ,
انتي عاقله جدااا . . ,

و . هـ
شكرا

مارس 17, 2005, 04:53:04 مساءاً
رد #11

جنين

  • عضو خبير

  • *****

  • 3133
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
البقاء للأضحـــك  ...
« رد #11 في: مارس 17, 2005, 04:53:04 مساءاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

اقتباس
يجب ان تعرفي ان اشرافك في منتدى الفيزياء لا يقل اهمية عن ردودك و مشاركاتك في منتدى علم النفس والتربية والاجتماع  


  أعذرني أخي لم أفهم مغزاك من هذا القول أو مناسبته؟؟؟!!! هل تقصد تقصيري أم ماذا؟؟!!

                                                           والسلام عليكم..
ردودي الفيزيائية تعكس مستوى علمي وأجتهادي خلال تلك الفترة , وهذا يعني أحتمال نقصها ( أو خطئها) في توضيح الفكرة .. سأحاول تصحيح ما أنتبه إليه ويتضح لي خطأه ..والله المستعان.

قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)
أي لولا أنه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيد الفجار وتكالب الكفار لفسدت الأرض باستيلاء الكفار عليها ومنعهم من عبادة الله  وإظهار دينه.

مارس 19, 2005, 02:22:26 صباحاً
رد #12

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
البقاء للأضحـــك  ...
« رد #12 في: مارس 19, 2005, 02:22:26 صباحاً »
السلام عليكم

يعني بكل بساطه و سهوله   .. . ,  

يعني احذرك من ان تحرمينا  من مواضيعك بسبب مسؤولية الاشراف  ..:D

مناسبته  .. . ,,

لاني لم اهنيك بالاشراف لمنتدى الفيزياء    .. ,

لم تقصري  .. ,
لكنه كلام تحذيري للمســـتقبل   ..  '<img'>

لا تأخذي كل امورك بجدية و لا تتعمقي احيانا بالتفكير فيما يقال او يكتب   . . ,
لا نك ستتعبي كثيرااااا    . . ,
اسأليني انا '<img'>

و . هـ
شكرا

مارس 19, 2005, 08:06:32 مساءاً
رد #13

جنين

  • عضو خبير

  • *****

  • 3133
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
البقاء للأضحـــك  ...
« رد #13 في: مارس 19, 2005, 08:06:32 مساءاً »
اقتباس
لكنه كلام تحذيري للمســـتقبل  


 '<img'>  '<img'>  الله يستــــــــــــتر..

اقتباس
لا تأخذي كل امورك بجدية و لا تتعمقي احيانا بالتفكير فيما يقال او يكتب  

 في الحقيقة أخي أني من قل الإهتمام أحياناً أوصف  بإنعدام الملاحظة  والامبالاة وتصبح موضوع ضحك في بعض المواقف, وأشاركهم في ذلك لأنه جد مضحك ( وهو الطابع الغالب) ...... ولكن أحياناً أخرى أيضاً أوصف بدقة ملفته للإنتباه , وجدية زائدة * غيرمحببة*  >>> وأعتقد أن ذلك يعتمد على النقاط التي أركزعليها, والأحوال المزاجية...>>>> وعلى أرض الواقع يخلق هذا الموضوع تناقض غريب مما يصعب تخيل أن أجمع بين الحالتين..

أم من ناحية مايقال أويكتب ,, فأني لا أحب أن أعلق على شي لم أفهمه, أو أشك في معناه >>>>>>> فما الضرر من طلب التوضيح إذا كان  ذلك ممكن..

                                                                والسلام عليكم..
ردودي الفيزيائية تعكس مستوى علمي وأجتهادي خلال تلك الفترة , وهذا يعني أحتمال نقصها ( أو خطئها) في توضيح الفكرة .. سأحاول تصحيح ما أنتبه إليه ويتضح لي خطأه ..والله المستعان.

قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)
أي لولا أنه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيد الفجار وتكالب الكفار لفسدت الأرض باستيلاء الكفار عليها ومنعهم من عبادة الله  وإظهار دينه.

أبريل 09, 2005, 10:11:05 مساءاً
رد #14

أبو عمر

  • عضو خبير

  • *****

  • 4428
    مشاركة

  • مشرف إداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • olom.info.com
البقاء للأضحـــك  ...
« رد #14 في: أبريل 09, 2005, 10:11:05 مساءاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 أشكرك أخي الحبيب وليد على هذا الموضوع المتعوب عليه حقاً '<img'>

 قرأت في أحد الكتب موضوعاً وكانت هذه العبارات منه فأردت أن أضيفها لعلها تأتي بفائدة '<img'>

كتب رجل حكيم قبل آلآف السنين أمثاله الشهيرة فقال ( إن القلب المبتهج دواء جيد ، ولكن الروح المسحوقة تُجفف العظام )

وقد قيل أن الضحك أفضل دواء .. حتى إن أكثر المجلات شعبية في إحدى الدول ( الريدرز دايجست ) تحتوي على قسم خاص باسم ( الضحك أفضل دواء ) .

وقد جاء في الاختبارات الطبية منذ القديم وحتى الآن أن الضحك دواءٌ جيد .
وقد كتب جوش بيلينغز في القرن التاسع عشر أنه ( ليس هناك الكثير من الضحك في الدواء .. ولكن هناك مقدار كبير جداً من الدواء في الضحك ) .

وقد كتب الصحفي  نورمان كوزينز تجربته في العلاج بالضحك وقال في نهايتها ( لقد نجح ذلك ، لقد قمت باكتشاف الممتع وهو ان عشر دقائق من الضحك الحقيقي العميق لها تأثير مسكِّن ، وأنها تعطيني ما لا يقل عن ساعتين من النوم بدون ألم ) .

إن الضحك والمشاعر الإيجابية والأمل والتفاؤل والحب الإيمان جميعها علاجات نافذة ومضادات قوية ضد المرض والألم .
 
لك التقدير والاحترام أخي الحبيب '<img'>
فلست الذي يهوى خصاماً وفرقةً ........ فإن خصام الناس إحدى القواصمِ
ولكني أهوى وفاقاً يُعِزُنا ....... ونبني به صرحاً قوي الدعائمِ

 الكرام الأفاضل:
أرجو أن تكون الرسائل الخاصة؛خاصة بالمنتدى فقط.