Advanced Search

المحرر موضوع: الفتن والمشاكل  (زيارة 1817 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

مارس 13, 2005, 11:05:25 مساءاً
زيارة 1817 مرات

shbely2004

  • عضو متقدم

  • ****

  • 744
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الفتن والمشاكل
« في: مارس 13, 2005, 11:05:25 مساءاً »
السلام عليكم ..

الأخوة والأخوات الأفاضل
في أي الأوقات تكثر الفتن والمشاكل بين أفراد المجتمع
تكون أكثر من غيرها في أوقات أخرى ؟

مارس 14, 2005, 08:40:16 مساءاً
رد #1

shbely2004

  • عضو متقدم

  • ****

  • 744
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الفتن والمشاكل
« رد #1 في: مارس 14, 2005, 08:40:16 مساءاً »
السلام عليكم ..

شاركوا وفكروا معي
حيث الموضوع يتطرق إلى بعض الجوانب العلمية مثل قوة الجذب والزمن .

مارس 14, 2005, 11:46:38 مساءاً
رد #2

212فيز

  • عضو متقدم

  • ****

  • 989
    مشاركة

  • عضو مجلس الفيزياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
الفتن والمشاكل
« رد #2 في: مارس 14, 2005, 11:46:38 مساءاً »
وعليكم السلام ورحمة المولى واجل بركاته
مساءك سعيد
حسنا .. هل تقصد الاحداث الكونية المرتبطة في سلوكيات الفرد؟؟
هل يعني الاحداث الارهابية والعدوانيه والتفكير الشيطاني الحادث في منتصفات كل شهر ؟؟!!
انتظـــــــــــــــرك
شكرا
مضيتَ وخِلتني وحــــدي  *****  حبيـــــــساً للظــــلالاتــــي
أقاسي لوعـــــة الحرمــان *****  وأُطعــــنُ من قـــرابـــــاتي

مارس 15, 2005, 12:21:50 صباحاً
رد #3

shbely2004

  • عضو متقدم

  • ****

  • 744
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الفتن والمشاكل
« رد #3 في: مارس 15, 2005, 12:21:50 صباحاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله جميع أوقاتك بكل خير أختي الكريمة 212 فيز .

أحييك من الأعماق على ذكائك المفرط وعلى ما وهبك الله خلقاً وعلماً نافعاً نفعنا الله بك وبعلمك .
حسناً حسناً .
بما أنك وصلت إلى ما أعنيه
إذن لك رؤوس هذه الأقلام والبركة فيك بالإكمال .

بداية ونهاية ومنتصف كل شهر عربي ـ تزداد قوة جاذبية القمر للسوائل .
دورة الدم في جسم الإنسان ـ من السوائل .
...   ...   ...   ...

خالص تحياتي ،، .

مارس 15, 2005, 12:32:29 صباحاً
رد #4

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
الفتن والمشاكل
« رد #4 في: مارس 15, 2005, 12:32:29 صباحاً »
السلام عليكم

جوانب علمية و نفسية ايضا   .. . ,
سأوافيك لاحقا  . . ,

و .  هـ

مارس 15, 2005, 11:09:53 صباحاً
رد #5

shbely2004

  • عضو متقدم

  • ****

  • 744
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الفتن والمشاكل
« رد #5 في: مارس 15, 2005, 11:09:53 صباحاً »
السلام عليكم ..

نحن ننتظر أخي الكريم وليد الطيب .

مارس 16, 2005, 12:50:25 صباحاً
رد #6

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
الفتن والمشاكل
« رد #6 في: مارس 16, 2005, 12:50:25 صباحاً »
السلام عليكم

سنتناول الموضوع من جوانب عدة لنستطيع الاجابة على السؤال ان امكن ذلك   .. . ,

القمر أقرب الجيران إلى الأرض وأكثرها تأثيراً على مظاهر الحياة فيها؛ وأفضل مثال على هذا التأثير ظاهرة المد والجزر التي يحرك بها مياه البحر (بما فيه من خلائق)..
وكثيراً ما تساءلت ان كان يسبب ايضاً بداخلنا مداً وجزراً طالما ان الماء يكون أكثر من ثلثي اجسامنا و80% من أدمغتنا!؟.. ثم هل يقتصر تأثير القمر على البر والبحر أم له علاقة - ايضاً - بأمزجة الخلائق وحالتها النفسية!؟

.. الغريب ان تتفق الامم على ان اكتمال البدر يؤثر على الحالات النفسية للإنسان وان فترة اكتماله تعتبر بمثابة حالة طوارئ صحية وعقلية.. فالعرب مثلاً كانت تحذر من قرصة العقرب في الليالي المقمرة وكانت تخشى الذئاب في تلك الليالي لأنها تكون في قمة خبثها وهيجانها. وفي كتابه "زاد المعاد" يقول ابن القيم الجوزية حول اكتمال القمر:

وقد نص الاطباء على ان البلاد الحارة الحجامة فيها أنفع.. وتستحب في وسط الشهر، لأن الدم في أوله لم يكن قد هاج وتبيغ وفي آخره يكون قد هجد وسكن؛ اما في وسطه فيكون في نهاية التزايد والهياج... ويقول ابن سينا في القانون:

يؤمر باستعمال الحجامة في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة فاترة بالغة في تزايدها لتزايد النور في جرم القمر...

وفي الغرب يوجد اعتقاد جازم بأن هناك علاقة بين الجنون وفترة اكتمال القمر (علماً ان كلمة لوناسي بالانجليزية؛ والتي تعني الجنون مشتقة من أحد أسماء القمر: لونا). وقبل مائتي عام كان القانون الانجليزي يفرق بين المجنون فعلاً، وبين من يعود جنونه الى اكتمال البدر.. وكان من التقاليد الراسخة في المصحات العقلية إلغاء إجازات العاملين في الليالي البيض وضرب المجانين قبل يوم من اكتمال القمر كإجراء وقائي ضد العنف المتوقع منهم في اليوم التالي!

@ ولكن إن صدقت هذه الاعتقادات فما هو التفسير المنطقي لها؟

منذ زمن طويل اتضح ان معدلات الانتحار تكون في أقصى حالاتها في الليالي البيض (حيث يستحسن الصيام) كما لاحظ المعهد الاوروبي لطب المناخ ان الجرائم التي تتم تحت تأثير الهيجان العقلي تزيد نسبتها عند اكتمال القمر وان اختفاءه وراء السحب الكثيفة لايمنع ولايعطل هذه الظاهرة. وتعود اقدم محاولة لتفسير هذه الظاهرة الى عام 1960حين اثبت الدكتور "ليونارد رافيتز" من جامعة ديوك الامريكية ان الجسم يتأثر بمجال الارض المغناطيسي (الذي بدوره يتأثر بمنازل القمر حول الارض وتبلغ الشحنات اشدها عندما يصبح بدراً).. ويعتقد حالياً ان المرضى العقليين وغير الأسوياء أكثر تأثراً باكتمال البدر من الاسوياء الذين لايتجاوز تأثير اكتمال القمر عليهم اكتئاباً بسيطاً لايعرفون له سبباً.

.. على أي حال رغم غرابة وجود علاقة بين اكتمال القمر وبين المظاهر النفسية السالبة إلا أن قرب القمر من الأرض وتزامنه مع دورتها يجعلنا نتوقع وجود (تأثير اقوى) على أجسامنا يتجاوز المد والجزر.. ثم لاننسى ان ظهور البدر هو الفرصة الوحيدة التي يتقابل بها القمر مع الشمس - ويعكس القمر طاقة الشمس في وقت من المفروض أن ترتاح فيه المخلوقات وتنام!


في علم الجريمة أصبح هناك ما يعرف بجرائم الصيف وجرائم الشتاء .. فجرائم الصيف أغلبها عشوائية مزاجية تحدث بدون تخطيط مسبق " كالعراك الذي يتطور إلى جريمة أثناء الطابور أو أمام إشارات المرور". وفي المقابل تحدث أعقد الجرائم وأكثرها ذكاء أثناء الطقس البارد "حيث يحتاج الأمر إلى أعصاب باردة وتخطيط مسبق" !!
وما يؤيد هذا الرأي ملاحظة أن أغلب الجرائم التي تحدث في الشرق ذات طبيعة مزاجية أو نتيجة لرد فعل مفاجئ "كالثأر والانتقام وجرائم الشرف"، في حين تكاد هذه الجرائم تنعدم في الغرب وتحل مكانها الجريمة المنظمة "كالسطو المسلح والتجسس واقتحام المواقع الالكترونية" .

ورغم أن ألمانيا ليست من الدول الحارة إلا أن الشرطة الاتحادية أصدرت "في يونيو الماضي" تقريرا يؤكد ازدياد نسبة الجرائم خلال الصيف عن الشتاء. ففي السنوات السبع السابقة أشارت الإحصائيات إلى أن منحنى الجرائم العنفية يبدأ بالارتفاع بحلول مارس ويبلغ ذروته في يوليو وأغسطس "حيث الحرارة على أشدها". وحين لقنت هذه الإحصائيات للكمبيوتر ظهر أن معدل الجريمة يزداد بنسبة 15% مقابل كل درجة حرارة مرتفعة .. ومن النتائج الطريفة اكتشاف أن نسبة الشجار بين سائقي السيارات "غير المكيفة" زاد تبنسبة 30% حين تجاوزت درجة الحرارة الـ 37مئوية في يوليو 99!!

وكانت أمريكا السابقة إلي دراسة العلاقة بين معدلات الجريمة وفصول السنة فهي عموماً أكثر حرارة من أوروبا وولاياتها الجنوبية أكثر حرارة "وعنفاً" من ولاياتها الشمالية .. في الجنوب مثلا يزيد معدل الجريمة بنسبة 3.2% والاغتصاب 4% عنه في الشمال. وكان البروفيسور كريج أدرسون من جامعة ميسوري قد لفت الانتباه إلى أن كل درجة حرارة زائدة في الجنوب يقابلها ارتكاب 6.6جرائم قتل بين كل 100ألف مواطن .. وبعد تحليل المعطيات الجنائية خلال الأربعة وستين عاما الماضية وجدت الشرطة الفيدرالية أن 60ألف جريمة تحدث مقابل ارتفاع واحد في درجة الحرارة !!

ومن جهة أخرى ثبت أن درجات الحرارة لاتؤثر فقط على معدلات الجريمة بل وأيضاً على معدلات الانتحار. فدول شمال أوروبا مثلا "السويد والنرويج وايسلندا والدانمارك وفنلندا" تعاني من أعظم نسبة انتحار بين دول العالم. ويعود السبب الى الغياب شبه الكامل للشمس والظلمة الطويلة وبالتالي انتشار ما يعرف بكآبة الشتاء "خصوصاً أن أغلب المنتحرين هناك لا يعانون إطلاقاً من مشاكل مادية أو نقص في الفرص الوظيفية" .. والأكثر غرابة أن جريدة أفتونبلادت Aftonbladet السويدية أجرت لقاءات مع آلاف الطلاب وصغار السن اتضح بعدها ان معظمهم يفكر بالانتحار بعد سنتين أو ثلاثة .. من الآن !!!

وتبين الدراسات مجتمعة أن الأجيال المهاجرة أيضاً بدأ يسود بينها الانتحار - ولكن لمبررات تختلف عن مبررات انتحار المواطن السويدي أو الدانماركي. فعلى سبيل المثال يلجأ العديد من الايرانيين والعراقيين والبوسنيين والعرب الى الانتحار في مراكز اللجوء بعد أن ترفض طلبات لجوئهم السياسي. كما تلجأ كثير من الفتيات الشرقيات الى الانتحار بفعل التمزق بين أسرهن المحافظة والمجتمع الاسكندنافي المتحرر ...

ولأجل إعطاء معنى للحياة هناك وإعادة تفعليل دور الدين تطالب الأحزاب المسيحية بإعادة تدريس الديانة المسيحية بشكل رسمي في المدارس العامة. وهذه الدعوة "التي يتبناها الحزب الديموقراطي المسيحي في السويد ومعظم الأحزاب المسيحية في الدول الإسكندنافية" بدأت تؤخذ مأخذ الجد من حكومات هذه الدول ..

- السؤال هو : هل تقبل هذه الدول التخلي عن علمانيتها "التي طالما افتخرت بها" وتبدأ بتدريس الدين لمجرد التخفيف من كآبة الشتاء !!؟


و . هـ

مارس 16, 2005, 12:57:16 صباحاً
رد #7

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
الفتن والمشاكل
« رد #7 في: مارس 16, 2005, 12:57:16 صباحاً »
هل هناك علاقة بين المناخ وظهور الحروب!!؟
ابن خلدون أول من تحدث في العلاقة بين المناخ من جهة وطبيعة الشعوب والأحداث من جهة أخرى.
أما أغرب علاقة من هذا النوع فتحدث عنها عالم يدعى ريموند هويلر ربط بين نشوب الحروب والتقلبات المناخية. فبالتعاون مع أربعين من زملائه قام بوضع جدول مناخي يمتد من عصور ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا؛ ثم قارن بينه وبين تواريخ الحروب المهمة في شتى الحضارات.
ولم يكتف هويلر بوضع هذا الجدول؛ بل قسم المناخ القديم إلى (حقب) تمتد لسنوات طويلة تتميز ببرودتها أو حرارتها الغالبة؛ فعلى سبيل المثال من بين عامي 1800إلى 1830كان الجو حاراً بوجه عام. وبين عامي 1830م إلى 1900م كان بارداً نوعاً ما. وحتى عام 1950م سيطرت حقبة حرارية غير معتادة على دول أوروبا والشمال الكندي.
@ وفي المقابل وضع فريق البحث جدولاً بتواريخ 18ألف معركة حربية مهمة. وبمقارنته مع "الجدول المناخي" اتضح أن الطغاة والفاتحين ظهروا في الحقب الحارة وان الحروب الشرسة وقعت في أشهر الصيف؛ ففي الحقب الحارة ظهر 91% من الطغاة والغزاة مثل نابليون وشارلمان ووليام الفاتح وجنكيز خان؛ في حين ظهر 90% من الحكام العادلين في الحقب الباردة.
الأغرب من هذا وجد هويلر أن أقسى وأبشع أعمال الانتقام وقعت في أشهر تميزت بحرارتها ورطوبتها الشديدة. ففي عام مثلاً 430غزا باتيلا البربري أوروبا وحرق جميع المدنيين في طريقه. وفي صيف عام 1041عمد طاغية بيزنطة باسيل الثاني إلى فقء عيون 15ألف أسير بلغاري. وأثناء غزوه الهند أحرق محمد الغزنوي 10آلاف هندي أحياء. وابتهج الأتراك بنصرهم على شعوب البلقان برفع أكثر من 1100رأس لجنود أعدائهم على أطراف الحراب.
وبعكس الحقب الحارة وجد هويلر أن الثورات الدستورية والحروب الاصلاحية نشبت في الأشهر الباردة.. كما أدت ثورات الحقب الباردة إلى نتائج اصلاحية عظيمة وشكلت نقلة لمبادئ الديموقراطية والعدالة الاجتماعية. فعلى سبيل المثال قامت أول ثورة اصلاحية في بلاد فارس ضد الطاغية قمبس في الأعوام الباردة التي سبقت 490قبل الميلاد. وبين عامي 100- 80قبل الميلاد جرت حروب أهلية واصلاحية في كل من روما وسيلان وكمبوديا وصقلية.. وحتى مبادئ المسيح الاصلاحية - حسب قوله - أبصرت النور في عصر بارد.
أيضاً تميز النصف الثاني من القرن الثامن عشر بحقبة طويلة باردة قامت فيها الثورتين الاصلاحيتين في فرنسا وأمريكا؛ كما كانت روسيا وتركيا والهند وتاهيتي وبلجيكا مسرحاً لثورات داخلية مماثلة.. وبعد قرن كامل - في حقبة جديدة باردة - قامت ثورة من الاصلاحات الاجتماعية في دول عديدة حول العالم؛ فقد ألغت روسيا الرق وألغت اليابان النظام الاقطاعي وحدثت في الفلبين ثورة ضد الاحتلال الأسباني وقامت في أمريكا الحركة النقابية وسنت في انجلترا قوانين العدالة الاجتماعية.
@ وإن كان صحيحاً ما توصل إليه هويلر فلابد أن هناك أسباباً منطقية تفسرها - خصوصاً إذا أضفنا للعامل المناخي تأثير العوامل الاقتصادية والاجتماعية المرافقة؛ فمن الطبيعي مثلاً أن تنتشر الحروب والغزوات خلال سنوات الحر الشديد حيث الجفاف والقحط والبحث عن فرص أفضل. كما أن شهر الصيف مناسبة أكثر من غيرها لبدء الحروب من الناحية اللوجستية أو التموينية (فأشهر الشتاء بالتأكيد ليست مناسبة لبدء المعارك وسبق أن تسببت ثلوج روسيا في هزيمة نابليون وهتلر).. وفي المقابل قد تكون الحقب الباردة أكبر دافع لقيام الثورات الداخلية والحروب الاصلاحية حيث حركات الاصلاح تذكيها أزمات الغذاء وهجمات الصقيع ووفيات الأطفال وكبار السن!!
- ولكن ألا يعني هذا أن الخمول والرتابة يميزان الشعوب التي تعيش في المناطق ذات الفصول المتشابهة!؟
.. تذكر معي.. في أي فصل نحن!؟


و . هـ

مارس 16, 2005, 12:59:44 صباحاً
رد #8

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
الفتن والمشاكل
« رد #8 في: مارس 16, 2005, 12:59:44 صباحاً »
هل هناك علاقة بين ارتفاع درجة حرارة الأرض وتزايد السلوك العدواني عند البشر؟
         إن الجدال العلمي القائم اليوم هو حول أثر ارتفاع درجة الحرارة في أصقاع العالم على أمزجة البشر وسلوكياتهم الاجتماعية وتوازنهم الانفعالي. وهذا الجدال أخذ منحنى الجدية والبحث العلمي بكل ما في هذه الكلمة من معنى في هذه الأيام.
الانعكاسات السلبية
         إن حجم ارتفاع حرارة الأرض وزيادة تسخينها كان موضوع المؤتمر الذي انعقد في مدينة كويوتو في اليابان في ديسمبر عام 1997 وما يترتب عن هذا الارتفاع في الحرارة من نتائج سلبية بيئية من ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات، والتصحر المتسع، وتخرب الزراعة وصيد الأسماك. أما على مستوى الإنسان فما هي المشكلات المحتملة الاجتماعية والنفسية؟ سؤال على غاية في الأهمية والخطورة.
         يرى علماء النفس والاجتماع الأمريكيون أن النتيجة السلبية لهذا الارتفاع الحراري للأرض- الذي حتى الآن لم ينظر إليه بجدية، هي التغيرات المتوقعة في نسب جرائم العنف في المدن بخاصة. إذا أظهرت الأبحاث خلال السنوات العشر المنصرمة أن درجات الحرارة المرتفعة المزعجة التي باتت ظاهرة بيئية ثابتة تقريبا في بلدان العالم لها علاقة مباشرة بتزايد السلوك العدواني والعنف، ومن ضمنها جريمة العنف في المدن الصناعية بخاصة.
         ويعطي العلماء مثالا على ذلك من واقع إحصائي بحثي. فالتحسن الذي طرأ على معدل جرائم العنف في الولايات المتحدة الأمريكية "أي الانخفاض في المعدل" في الحقبة الزمنية الأخيرة قد تم امتصاصه نتيجة تزايد ارتفاع درجة الحرارة في هذا البلد في فصول الصيف بخاصة. ويرى الدكتور CRAIY Anderson من جامعة ميسوري، والدكتورBRAD BUSHMAN من جامعةTOWA أن معظم جرائم العنف ناجمة عن الأفكار العدائية ومشاعر الغضب.
         فالناس بفعل ضيقهم وتوتر أعصابهم من الحرارة يخرجون عن طورهم لأقل محرض وتفاعل سلبي بينهم، فيتشاجرون وأحيانا يؤدي العراك إلى ارتكاب جريمة القتل. وبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي تعدادها 270 مليون نسمة يتساءل هذان العالمان ما هو حجم الخلافات والتحريضات التي تنجم عن زيادة توتر البشر بفعل الحرارة الأرضية؟ الجواب هو في البينة العلمية.
         والتساؤل العلمي المطروح هو: أين هذا البرهان لهذا الترابط المباشر بين الحرارة المرتفعة للطقس والسلوك العدواني؟
         الجواب: يأتي من الدراسات المختلفة المتعددة التي أجريت بهذا الخصوص.
         أظهر علماء الاجتماع من خلال التجارب المخبرية أن مجرد وجود الناس في غرفة مرتفعة الحرارة يجعلهم يشعرون بشعور أكثر إثارة وغضباً مما لو كانوا في غرفة مريحة معتدلة الحرارة. فالأفكار العدوانية تتزايد تبعا لذلك. ومن المعلوم أن الأفكار هي التي تحدد نوعية الانفعالات والسلوك.
         وفي دراسة مخبرية أخرى ظهر أن الطقس الحار عندما يتزامن مع التحريض والإثارة العصبية البيئية فإن هذا يزيد من نزوع الفرد إلى إيذاء الآخرين. وفي بحث آخر قدم دعما للدراسة المخبرية التي ذكرناها، برهن على وجود علاقة وترابط بين ارتفاع الحرارة ومزاج العنف بحيث إن الفروق الإقليمية في جرائم العنف مرتبطة ارتباطا إيجابيا بالفروق الإقليمية في معدلات ارتفاع الحرارة. ففي كثير من الدراسات- بعضها مستند إلى سجلات وإحصاءات لبلدان أوربية تم تجميعهـا خلال القرن الأخير- ظهر أن المناطق الأعلى حرارة في البلد تكون معدلات جرائم العنف فيها أكثر ارتفاعاً. واللافت للاهتمام ، من ناحية أخرى أن الجرائم العادية التي لا ترتبط بالعنف لا تظهر الزيادة نفسها المشاهدة في السلوك الجرمي في البلد نفسه.
         في دراسة نشرتها مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي في عددها رقم 70 تناولت فيها الفروق الإقليمية في معدلات جرائم العنف في المدن الكبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، استبعدت فيها الأسباب المهمة في تأثير الحرارة على جرائم العنف مثل الفقر، واكتظاظ السكان، والثقافات الإقليمية الداعمة للعنف فوجدت أن المدن الأمريكية التي تميزت بطقوس أعلى حرارة من غيرها بدت معدلات جرائم العنف أعلى.
         على مستوى الأيام الحارة، والأشهر والفصول الحارة أبانت دراسة أخرى أنها تزيد من معدلات الجريمة بنسبة أكبر من معدلاتها الطبيعية. وفي دراسة تتبعية لعلاقة الحرارة بمعدلات الجريمة من عام 1950 إلى عام 1995 "مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي العدد 73" اتضح فيها أن فصل الصيف تتزايد فيه معدلات جرائم العنف والاعتداء والقتل أكثر من بقية فصول السنة. وإذا كانت النتائج على هذا النحو إذن فإن السنين التي تتخللها أيام مرتفعة الحرارة " 90 درجة فهرنهايت وما فوق" تكون زيادات جرائم القتل والاعتداء أكبر من السنين التي فيها عدد قليل من الأيام الحارة ومثل هذا التخمين والتنبؤ أكدتهما الإحصاءات.
         على مستوى العلاقة بني متوسط الحرارة لكل سنة وما يقابله من نسب جرائم القتل والاعتداء في متابعة لمدة 46 سنة، وهذا هو الشق الثاني للدراسة السابقة التي ذكرناها، فقد اتضح أن الطقوس الحارة لها تأثير مباشر على سلوك العنف، لذلك فإن متوسط السنوات العالية الحرارة كان يتسم بنسب عالية من جرائم العنف. وهذه النسب تحدث حتى لو كانت البيانات قد تم ضبطها إحصائيا بالنسبة لمعدلات الفقر، والسن في المجتمع الأمريكي حيث تتحرك هذه النسب نحو الارتفاع في جرائم العنف خلال الحقبة الزمنية الآنفة الذكر.
التطلع نحو المستقبل
         إن الدراسة التي ذكرناها بشقيها الأول والثاني ترتبط ارتباطا جليا بارتفاع درجة حرارة الأرض وبذلك فإن نتائجها تسمح لها بالتنبؤ بحجم معدلات جرائم العنف وزيادتها تبعا لاستمرار ارتفاع هذه الحرارة. لقد بلغ متوسط جرائم الاعتداء والقتل 215 حادثة في كل 100 ألف نسمة من عام 1950- 1995. وأبانت هذه الدراسات أن ارتفاع درجة حرارة واحدة فهرنهايت للأرض في الولايات المتحدة الأمريكية يزيد معدل الجريمة والاعتداء بنسبة 68،3 في كل 100 ألف شخص.
         والسؤال المطروح هو: هل تزايد حرارة الأرض سيزيد من معدلات جرائم الاعتداء في مختلف أصقاع العالم؟
         ففي أمريكا الشمالية التي يبلغ تعداد سكانها 270 مليون نسمة، فإن الرقم 3.68 يترجم إلى ما يقرب من 9900 حادثة قتل واعتداء في كل سنة إذا ما ازدادت الحرارة درجة واحدة فهرنهايت فقط. أما إذا زادت الحرارة 6 درجات فهرنهايت فإن المتوقع في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها حدوث 59 ألف جريمة إضافية كل سنة.
         ولكن حتى لو كان هذا التقدير مغاليا في التفاؤل، ففي تقديرات علماء الطقس والمناخ أن احتمالات ارتفاع سخونة الأرض "مثلا من درجتين فهرنهايت إلى 6.5 درجات بحلول عام 2100" من شأنه زيادة في مدى نسب جرائم العنف متطابقة مع ارتفاع الحرارة. أي بتعبير آخر أن الرقم 3.68 هو على المستوى الإحصائي أفضل تقدير. ولكن الرقم الفعلي سيكون 5.34 فإذا تبدلت حرارة الأرض لتكون بزيادة 6 درجات فهرنهايت، فهـذه الزيادة ستترجم على مستوى الجريمة إلى 32 جريمة إضافية في كل 100 ألف نسمة، أو 68 ألف جريمة إضافية في كل سنة. وإذا تصاعد تسخين الأرض، كما نجد حالياً، فإن التوقعات بتناقص معدلات الجريمة، أي جرائم في الولايات المتحدة الأمريكية، سيكون مصيره الامتصاص والاختفاء، وستستمر معدلات جريمة العنف في الصعود وما يترتب عن هذه الجرائم من أسى وحزن، وتكاليف مالية.
         إن هذا كله، على حد ما وصلت عنده الدراسات إلى نتائج تتعلق بالجريمة يفرض تقنين حرق البترول وإيجاد بدائل لطاقة نظيفة غير ملوثة لأجواء الكرة الأرضية لوقف ارتفاع درجة حرارة الأرض بكل العواقب الوخيمة على الإنسان والبيئة.


و . هـ

مارس 16, 2005, 01:08:06 صباحاً
رد #9

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
الفتن والمشاكل
« رد #9 في: مارس 16, 2005, 01:08:06 صباحاً »
اخيرا  الحاله الاقتصادية العامه من ارتفاعها و انخفاضها  يؤثر ذلك في ( احياء الصفيح ) من تكوين العصابات و ما الى ذلك لانهم الاكثر تأثرا لانهم طبعا الاكثر فقرا وبطاله   . ..  ,

كذلك قله الاماكن التي بأمكاننا ان نفرغ فيها انفعالاتنا و ضغوطنا النفسية مثل الاماكن الرياضية و المنتزهات . . ,

كذلك التأثر بوسائل الاعلام وما تنشرة من عنف مما يؤدي الى التقليد الاعمى لهذة الصيحات . . ,


و . هـ
شكرا

مارس 16, 2005, 01:21:53 صباحاً
رد #10

shbely2004

  • عضو متقدم

  • ****

  • 744
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الفتن والمشاكل
« رد #10 في: مارس 16, 2005, 01:21:53 صباحاً »
السلام عليكم ..

شكراً جزيلاً أخي الكريم وليد الطيب
لقد طيبتنا بطيب بعض علمك النافع الذي طرحته لنا بشأن هذا الموضوع فقط
الذي لم تدع لي ما أضيفه علماً الموضوع أنا من طرحه سوى ما أضيفه هو
ليس من المعقول أن تكون هناك طوارئ يجب اتخاذها من أجل الحيطة والحذر
في كل مرة يكتمل فيها القمر .
تقبل تحياتي ،