حينما أنهمك في حديثٍ خاص مع أحدٍ أياً كان فإني لا أحب أن يقاطعني أحد ، وكم يكدر صفوي ويزيدني عصبية حينما يتسلل أحدهم إلىَّ ويقطع استمرارية حديثي الخاص ، ويشد حبل أفكاري وقد كان مرتخياً سائلاً بالكلمات ..
وهذه طبيعة في البشر ؛ إذ لا يحب أحداً منا أن تعتريه سهامٌ تشتت فكره .
ولكننا نستخدم هذا الأسلوب دونما انتباه أو بشعور متسلط سواء بقصد أو بغير قصد مع شريحة جميلة ؛ هي أملنا وفرحنا ونبضنا الودود في هذه الحياة ..
هل عرفت أخي الحبيب .. أختي الكريمة من هي هذه الشريحة ؟؟
إنهم أطفالنا .. وروحنا التي تسري في جوانحنا .. إنهم دفق الدماء في عروقنا .. إنهم بريق أعيننا التي نرى بها مستقبلنا المشرق ..
حينما أقرأ موقف النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في هديه مع الحسن والحسين وأطفال الصحابة أجد الروعة التي تسيل بجمالها العيون ، وتُسكَبْ الرحمة على شكلِ قطراتٍ تذرف دونما اختيارٍ منا .. إنه الإبداع والتكامل البشري الذي يسير بخطىً ربانية ..
تأمل أخي الحبيب حينما تأخر النبي الكريم عليه وعلى آله أكمل الصلاة والسلام في سجوده يوماً حتى ظن أصحابه أنه يوحى إليه أو أن أمراً قد حدث .. فلما سألوه قال عليه الصلاة والسلام : (( إن ابني ارتحلني ، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته )) .
فلم يقطع عليه السلام لعب الصغير ولم ينهره ، ولم يجفو عليه .. إنه طفلٌ صغير لا يعرف شيء .
والروعة أنه سمى لعبه هذا .. حاجة .. (حتى يقضي حاجته ) .
وحينما نقطع نحن على أبنائنا لعبهم ومرحهم بدون أسلوبٍ مناسب فإننا نقطع صفو متعتهم ، ونكدر خاطرهم ، ونضايقهم في أحب الأمور إليهم ..
فإن قلت أخي الحبيب إن موعد نومهم قد حل .. فما المانع أن تأخذ الطفل ولعبته إلى الفراش ، لأنه سوف يلعب بها قليلاً ثم ينام .. أو عوضه أنت بأسلوبك الجميل عن هذه اللعبة بقصة مفيدة وشيقة تسعده بها أو تبادل الحديث معه .. المهم أن تمتعه كما كان مستمتعا .
إن كثراً من أبنائنا يشكون تصرفاتنا .. ولكن شكواهم لا تخرج إلينا إلا قليلاً قليلا ..
أليس قلب الطفل كله صفاء وجمال وعذوبة ورقة وبراءة وروعة ...
فكيف نعتني بهذا القلب ؟؟
كل شيء عند الطفل يعني اللعب ، فلماذا لا نشبع حاجته من اللعب ونوجهه التوجيه المناسب الذي يكون في كثير من الأحيان ( تعلم ) ، وقد ظهرت في هذه الأيام روضات التعليم باللعب .
والمعلم الناجح هو الذي عرف كيف يدخل إلى قلوب أطفاله .. وعرف مفاتيح أنفسهم فعاملهم بما يحبون وأدخل المعلومات إلى عقولهم بعد أن سعدت قلوبهم ..
إن مفاتيح الأطفال سهلة بسهولة براءتهم ..
فهل اكتشفت براءتهم من خلال النظر إلى أعينهم .. أو في ابتسامتهم وضحكهم . . بل حتى في شتمهم !! ( ما أحبك يا ماما .. بابا وع .. سارة مو حلوة )
'>
أحبتي الكرام القدراء ..
قبل أسبوعين قُدر لي أن أحضر دورة عن تعاملنا مع أبنائنا ، وكنت قد سجلت بعض نقاط فأخرجتها لكم مع علمي أنني أقللكم قدرة على الكتابة .
لكم تقديري واحترامي
لكم مني كل الحب
أخوكم
محمد عمر