Advanced Search

المحرر موضوع: فكرتك عن نفسك . . .. والغرور  (زيارة 1048 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

مارس 19, 2005, 02:43:46 صباحاً
زيارة 1048 مرات

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
فكرتك عن نفسك . . .. والغرور
« في: مارس 19, 2005, 02:43:46 صباحاً »
السلام عليكم

ليس الغرور فطرة في احد ولكنة عرض مكتسب يمكن تخليص صاحبة منة .
ليس الغرور كما يعتقده الكثيرون ، وليد نقص في ذكاء المغرور أو تفوق درجة غبائة ، بل إن الكثيرين الأذكياء والعباقرة والعلماء مغرورون . وليس الغرور من مستلزمات الغني ، ولا الغني من مستلزمات الغرور ، فالكثير من الأغنياء ليسوا مغرورين ، وكثير من المغرورين من طبقة الفقراء .
إنما الغرور نقص في فكرة المرء عن نفسة ، أدى هذا النقص إلى قلة وضوح هذه الفكرة لدى المغرور ذاتة . فكل شخص في الوجود لدية فكرة عن نفسة ، والفكرة عن النفس لها درجات كثيرة تتفاوت وضوحا بين الأفراد المختلفين  ويعنينا في هذا الصدد من كانت فكرته عن نفسة درجتها من التحديد والوضوح قليلة ، فهو ما نسميه مغرورا بمعنى إن هناك فرقا واسعا بين حقيقته التي يراها المجتمع ، وبين الصورة التي يراها في نفسة .
فما المقصود بفكرة المرء عن نفسة ؟ وكيف تتكون ؟ وكيف تنمو ؟ وكيف يضعف نموها فيؤدي إلى حالة الغرور ؟ وكيف يتضاعف نموها فيؤدي الى حالة اللاغرور ؟
للإجابة عن هذه الأسئلة ننتقل الى الغرور منذ أول يوم خرج فية الى العالم : لم يكن مغرورا هذا الطفل عند ولادتة ، فان فكرتة عن نفسة لم تكن قد تكونت بعد . وذلك سنتتبع مراحل تكوين ونمو هذه الفكرة عن النفس بالتدريج .
يبدا الطفل يكون فكرتة عن نفسة منذ اول يوم ، فهو يشتق خبرات مختلفة مركزها جسمة : فهو يرضع شاعرا بحملة الثدي في فمه ، وهو يشعر بلرضاعه ، فهناك أحساسات مركزها الفم وحدة ، ثم بمرور الزمن يشتق الطفل خبرات أخرى تتزايد وتتباين بزيادة احتكاكة بالعالم الخارجي . فالطفل يتحرك فتحتك أطرافة بالفراش الذي يحوية ، وهذا الفراش قد يكون ناعما أو خشنا أو مبللا . والطفل تعترية حالات جسمية مختلفة ن مغص الى جوع الى شبع ، وجميعها مصحوبة باحساسات احشائية لها مكانها المحدود من جسم الطفل وهكذا . وبذلك يدري الطفل إن هناك أجزاء أخرى في فمة .
وبعد زمن يطلق سراح بدن الطفل ، فيبدا يستعمل يدية ورجلية للانتقال ، فينتقل في حيز ضيق ، فيلاحظ ان جميع الاجزاء التي لاحظ وجودها من يدين ورجلين الى فم الراس الى جسم الى اجزاء المصابة بالمغص والجوع او الشبع تنتقل معة فيبدا يلاحظ
ان جسمة لة وحدة خاصة وذلك عن طريق الاستنتاج.
فعلا يقوم الطفل بهذا الاستنتاج وكلنا قد رأينا من الأطفال من يضع إصبع رجلة في فمة ومن يستمر مدة ينظر الى يدة ...الخ هولاء الأطفال إنما يقومون بكشف ايجابي لأجزاء الجسم المختلفة.
هذة مبادى تكوين فكرة المرء عن نفسة رأينا إنها تنحصر في خبرات تدور حول الجسم.
ثم يحبوا الطفل ويمشى في الحجرة والطفل لة عينان يرى بهما الأشياء حولة من مقاعد الى مناضد الى أحذية يراها جميعا و الطفل لة عقل يلاحظ هذة الكائنات فيجدها تختلف عنة جميعا فيها ساكنة مثلا وعلى ذلك يستنتج أنة عكسها كائن حي وأنة قادر على التأثير بطريقة لا تتوفر لهذة الأشياء ثم تسير الأيام قدما فتظهر اسنانة فيجد منها أدوات جديدة تساعد على إحداث أدوات جديدة تساعد على إحداث تأثيرات واكتساب خبرات جديدة ومهارات أخرى يستعملها جميعا للتأثير في البيئة المحيطة بة فتنمو بذلك فكرة الطفل عن نفسة فيصل الى أنة كائن حي لة وحدة جسمية ولة قوة ويقدر ان يوثر بالبيئة المحيطة بة ثم يأتي ألخطوه التي تهمنا بهذا الصدد وذلك محاولته تأذيه الحركات تشبه حركاتهم فيقلد حركات وأصوات ألام والأب وغيرهما ويقول (إنا ) قادر على الإتيان بأمور ألصادره عن الإحداث الأخرى وهذا بلا شك نوع أخر من الشعور بالذات ومصحوباً بالقوة.
ويرى الطفل امة حزينة فيحزن ويرى اخاة يبتسم فيبتسم بتعبير أخر يشارك الوجدان وفى المشاركة الوجدانية شعور بالذات فهو يشعر بان غيرة مسرور ويشعر بأنة ذاتة مسرور .
بتعبير أخر تنمو في الطفل القدرة على فهم ما في نفوس غيرة من الناس من حب وبغض ومن غبطة وحزن ومن إعجاب واحتقار ومن غضب ورضا فيستطيع بمجرد النظر الى وجة غيرة ان يلمس الانفعال الكامن وراء هذا الوجة وبمجرد سماع كلام غيرة ان يتكهن بالحالة النفسية عند المتكلم.
والمعروف ان هذا الطفل يقوم بألوان شتى من السلوك ويتصرف تصرفات لاحد لكثرتها ويطلب طلبات لاحصر لأنواعها . وكل سلوك يقوم بة لة رد في تصرفات الغير إزاءة وأي تصرفات يتصرفه له صداة في نفوس المحيطين منتبهين . وأي طلب يطلبة قد يجاب وقد لا يجاب .
إما هذا الموقف من جانب المحيطين إزاء هذا السلوك وهذه التصرفات والطلبات فهي التي تقرر ما يكون علية الشخص في المستقبل مغرورا او غير مغرور .
فمن الإباء ذلك الحكيم الحازم الذي يمتدح السلوك الطيب ويحبذه ويعارض السلوك الغير طيب ويوقفه عند حده وهو لا يشبع في طفله كل رغبة أيا كانت ولا يحقق له كل طلب ايا كان . ومن الاباء من يعطف على طفله العطف الخارق لحدود الحكمة فيلبي له كل طلب ويمتدح كل تصرف ويعطية من السلطان والسيطرة مالا يجب ان يكون لطفل كل ذلك والطفل يرى في وجة ابية ووجوة اهلة امارات الارتياح والرضى بسيطرتة وسلطانة فيفهم نفسة على غير حقيقتها – يرى نفسة في صورة هي أعظم من الصورة التي يراها ( او سيراها ) فيها المجتمع .
الحادث ان كل طفل يتصل بمن حولة فيبدا بفهم مواقف الناس نحوه . وبذلك يكون فكرتة عن نفسة عن طريق معرفتة لفكرة الناس عنة فان كان المحيطون به متهافتين عليه تهافت الفراش على النور  متفانيين في اشباع العطف علية وتوفير كل ما يلزم لراحتة ولذتة وخرج المرء بوجهة نظر فاسدة – اعتقد انة عظيم للغاية – كان مغرورا .
على هذا الاساس نستطيع ان نخفف الحكم على المغرور اذ العيب قبل كل شئ عيب من قاموا بتربيتة اذ انهم اخدوا على عاتقهم تذليل كل صعب من مشاكل البيئة الخارجية فلم يتركوا للطفل من هذه المشاكل ما يظهر له قدرة وقوتة فيوضح له فكرتة عن نفسة ويجعلها مساوية لفكرة الناس عنه .
من هنا تأتي مشاكل الأغنياء : فليس أيسر على الغني من ان ييسر لابنة كل مطلب وليس أسهل من تتيسر الأمور لهذا الغني بدورة فلا تضطرة الظروف الى الاحتكاك بالبيئة ومن ثم تخدعه فكرتة عن نفسة .
لو حدث ان أخدنا هذا المغرور ورميناه في العالم الخارجي إذن لوجد ان القوة ليست لة وحدة فالمجتمع له قوى ومقاومات وعلى ذلك فهو إذا طلب قد لا يجاب وإذا أمر قد لا يطاع وإذا أعطى قد لا ياخد ..
وبالاختصار تزيد فكرتة عن نفسة اقترابا من الواقع فيزول الكثير من غرورة .
هناك عينات أخرى من الغرور من طرز مختلفة ومهما بحثنا عن أسباب غرورهم لوجدنا ان المحور الرئيسي هو ما ذكرته من ان فكرة كل منهم عن نفسة بعيدة عن الصورة الحقيقية التي يراة فيها المجتمع . ومهما بحثنا عن علاج هذه الحالات لوجدنا المشاكل ومحاولة حلها الى غير ذلك من ضروب التفاعل بالعالمين الاجتماعي والمادي

ان الغرور شذوذ ومن الحكمة تفادية ومن الممكن علاجة ..


و . هـ
شكرا

مارس 19, 2005, 08:11:35 مساءاً
رد #1

جنين

  • عضو خبير

  • *****

  • 3133
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
فكرتك عن نفسك . . .. والغرور
« رد #1 في: مارس 19, 2005, 08:11:35 مساءاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

هذا التعريف للغرور جميل جداً (إن هناك فرقا واسعا بين حقيقته التي يراها المجتمع ، وبين الصورة التي يراها في نفسة .) >>>>>>> فعلاً أتى من التغرير بالشخص بفعل مجتمعه أو ذاته..

ولكن ليس دائما هذا الفرق يكون منحاه >>>>> أنك ترى نفسك أفضل ممايقيمك به الناس..... بل أحياناً يتخذ المنحى المعاكس,, بحيث تكون أسوء من مايضنه الناس بك>>> وذلك لسبب بسيط أنك أعلم بنفسك من غيرك , وأنت الوحيد الذي تعلم مايختلج داخل تفكيرك>>>>>> بالتالي تكون هذه الفكرة لديهم , ليس لها إلا تفسير واحد ألا وهو أنك ممثل بارع , بحيث لا أحد يعلم حقيقة تفكيرك وإنطباعاتك ,,, أم لك رأي أخر؟؟؟

                                                            شكراً أخي وليد..

                                                                      والسلام عليكم..
ردودي الفيزيائية تعكس مستوى علمي وأجتهادي خلال تلك الفترة , وهذا يعني أحتمال نقصها ( أو خطئها) في توضيح الفكرة .. سأحاول تصحيح ما أنتبه إليه ويتضح لي خطأه ..والله المستعان.

قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)
أي لولا أنه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيد الفجار وتكالب الكفار لفسدت الأرض باستيلاء الكفار عليها ومنعهم من عبادة الله  وإظهار دينه.