كائنات حية في البحر الميت
توصل باحث أردني إلى الكشف عن وجود 22 نوعا من الطحالب في مياه البحر الميت في وقت يستعصي على زوار هذا البحر تقبل مثل هذه النظريات في مياه تصل ملوحتها إلى مستويات عالية جدا.
ففي الوقت الذي يتميز فيه البحر الميت باحتواء مياهه على نسبة أملاح تصل إلى 28 في المائة أي بزيادة سبعة أضعاف عنها في البحور الأخرى كشفت الأبحاث المتخصصة التي أجراها الباحث الأردني الدكتور صادق عميش عن وجود 22 نوعا من الطحالب الدقيقة تعيش في البحر الميت وأربعة أنواع أخرى غير مصنفة عالميا.
وقال الدكتور عميش لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) انه توصل إلى هذه النتيجة بعد اخذ عينات من 18 موقعا وفحصها باستخدام المكبر (ميكروسكوب) المزود بكاميرا.
وبين انه استطاع بعد إجراء عملية عزل وإكثار لأحد أنواع هذه الطحالب ويسمى (دونا ليللا) إنتاج مادة مضادة للأكسدة تسمى (البيتاكاروتين).
وأكد أهمية البيتاكاروتين كمادة مانعة للأكسدة ونشوء السرطان في جسم الإنسان ودورها في مقاومة تسعة أمراض بشرية تتعلق بالقلب والشرايين والكبد والكلى والعيون.
وفسر وجود الطحالب التي استخلص منها أيضا مادة الجلسرين في مياه البحر الميت بأنها من النوع المحب للملوحة وله قدرة على إفراز طبقة من الغليسرين حول نفسه لتنظيم العملية الاسموزية وبالتالي السماح للماء بالدخول إلى الخلية فيما تبقى الأملاح في الخارج حولها.
وأضاف إن الخاصية الاسموزية لدى هذه الطحالب أسهمت في حدوث (فوق الإشباع الموضعي) أي التركيز الكبير للأملاح، الأمر الذي يؤدي إلى المساهمة في نشوء الفطر الملحي او ما يعرف (بالتشكيلات الملحية) المعروفة جدا في البحر الميت.
وأكد الدكتور عميش أهمية البحر الميت كمصدر متجدد للمواد المستخلصة والأبحاث التي يجريها بالتعاون مع جامعة (هاله وينتبرج) الألمانية وهيئة البحوث العلمية الألمانية.
كما أكد أهمية هذه الأبحاث في إنتاج البيتاكاروتين والغليسرين وحمض الهيدروكلوريك إضافة إلى الكثير من المواد الطبيعية الأخرى.
وأشار إلى الجدوى الاقتصادية لإقامة مشروع لإنتاج هذه الكائنات، مؤكدا أهمية إنشاء مركز أبحاث متخصص يتولى البحث والتطوير لكل المنتجات الخاصة في البحر الميت تمهيدا لإنشاء وتطوير ومراقبة مجمع صناعي يقام لهذا الغرض.