Advanced Search

المحرر موضوع: آثار التلوث على المناخ  (زيارة 1277 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

أبريل 07, 2005, 12:15:32 مساءاً
زيارة 1277 مرات

rana

  • عضو متقدم

  • ****

  • 692
    مشاركة

  • مشرف علوم البيئة

    • مشاهدة الملف الشخصي
آثار التلوث على المناخ
« في: أبريل 07, 2005, 12:15:32 مساءاً »
آثار التلوث على المناخ

مما لا شك فيه أن إحدى معضلات العصر الرئيسية هي الملوثات الجوية , التي بدت وكأنها تريد أن تغير كل شيء في البيئة التي نحيا فيها . إذ لم يقف حد تأثيرها على عالم الأحياء – من إنسان وحيوان ونبات – بل تعدى ذلك إلى الجو نفسه الذي يحتويها بين ذراعيه , والذي ينثرها بما يتضمنه من حركات هوائية في جهات مختلفة , ليجعل منها ظواهر عالمية , وليدخلها في سماكات جوية معتبرة , بحيث يسنح لها ذلك طول مدة بقائها معلقة في الجو , وسيزيد بذلك من فعالية وشمولية تأثيرها .
إن لبعض الملوثات الجوية آثارا مباشرة على المناخ , حيث أنها تؤثر على درجة الحرارة , وشدة الإشعاع الشمسي , وتشكل الغيوم , و التهطال . وللعلاقة الترابطية والسببية ما بين العناصر المناخية المختلفة , لذا فإن أي تغير في عنصر من العناصر بفعل ملوث أو أكثر من الملوثات الجوية لا بد وأن ينعكس على بقية العناصر بدرجات متفاوتة , بحيث يظهر التأثير عاما على الحالة الجوية المركبة .
وبما أن كافة الظواهر المناخية أساسية لحياة الكائنات الحية جميعا , لذا فإن أية تغيرات طفيفة نسبيا في درجة الحرارة و التهطال – باعتبارهما أهم عنصرين مناخيين – لابد وأن يصاحبه اضطرابا في توازن النظم البيئية الجوية , مؤديا ذلك إلى انقراض بعض أنواع الحيوانات والنباتات .
إن أكثر الملوثات الجوية ذات التأثير المناخي الواضح هي ؛ ثاني أكسيد الكربون (CO2) , والجسيمات الدقيقة الصلبة (الإيروزول ... وما شابه), بالإضافة إلى بخار الماء الذي تنطلق منه كميات معتبرة إلى أجواء المدن , وتلك الملوثات الآزوتية والفلوركربونية التي تبلغ طبقة الأوزون مؤثرة تأثيرا هاما عليها , مترافقا ذلك بتغيرات في شدة ونوعية الأشعة الواصلة إلى سطح الأرض , بجانب ما يحدث من تغيرات في حرارة الطبقة الجوية التي يسود فيها الأوزون – أي طبقة الستراتوسفير - .
وبالإضافة إلى التأثيرات العامة للملوثات النوعية على المناخ العام للأرض , والمتمثلة بتغيرات كمية في قيم بعض العناصر المناخية الهامة – كدرجة الحرارة - , فإن هناك آثارا بارزة وملحوظة محليا ووقتيا للملوثات على المناخ المحلي والمناخ الأصغري – كما هو الحال في مناخ مناطق المدن الكبرى والمجمعات الصناعية ذات الأجواء الشديدة التلوث - . بجانب ما للملوثات من أثار هامة على نوعية بعض الظواهر المناخية (نوعية الأشعة الشمسية , وصفات الأمطار الهاطلة )  .
 وفيما يلي عرض لبعض التغيرات التي تحدث في قيم بعض العناصر المناخية من جراء الملوثات الجوية :

1.تأثير الملوثات على درجة حرارة الأرض :
من أهم الملوثات تأثيرا على درجة الحرارة – سلبا كان أم إيجابا – هي ؛ ثاني أكسيد الكربون , والجسيمات الصلبة الدقيقة (الإيروزول ..وما شابه).
ولتزايد نسبة بعض الملوثات آثارا متعاكسة على درجة الحرارة , فتأثير التزايد في نسبة CO2 يعاكسه تأثير التزايد في نسبة الجسيمات الصلبة (الجزيئات Particulates) . كما أن للتغير في نسبة غاز الأوزون الجوي تأثير على درجة الحرارة .

أ‌-دور غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2 ) :

يلعب غاز ثاني أكسيد الكربون دورا كبيرا في التأثير على كمية الأشعة الواصلة إلى سطح الأرض , والصادرة من سطح الأرض تجاه الفضاء , أي على الموازنة الإشعاعية , وبالتالي على درجة الحرارة . ويبدو تأثيره أكثر أهمية على الأشعة الأرضية ,  لما يمتلك من خاصية القدرة على امتصاص جزء منها من جهة , وللدور الكبير لتلك الأشعة في تسخين جو سطح الأرض القريب منها من جهة أخرى .
إن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون غير ثابتة في الجو , كما أنها ليست متوازنة , كما هو معهود لها قبل الثورة الصناعية التي أخذت تقذف بكميات كبيرة من هذا الغاز سنويا إلى الجو تقدر بحوالي 4000- 6000 مليون طن .
فالتوازن ما بين كمية CO2 الداخلة إلى الجو , وتلك التي تستهلك من الجو في عملية التركيب الضوئي النباتي , وما يدخل أيضا من CO2 في المحيطات المائية , ليس محققا حاليا – ومنذ فترة تزيد على أكثر من مئة عام – في البيئة الحيوية (الجو – الأرض – الماء ) .
ذلك أن كمية CO2 التي تدخل الجو في حالة تفوق دائم لتلك المستهلكة منه (أي من CO2 ) بفعل أحياء الأرض , والمسطحات المائية , ولذا فإن نسبة هذا الغاز في حالة تزايد مستمرة في الجو , وهذا ما دلت عليه القياسات والحسابات المختلفة منذ عام 1860 وحتى يومنا الحاضر , حيث بلغت درجة تركيز هذا الغاز في الجو بحدود 285 جزء من مليون في عام 1860وبحدود 294 جزء من مليون في عام 1870 لتبلغ قرابة 300 جزء من مليون في عام 1920 , ولتصل إلى حوالي 313 جزء من مليون في عام 1960 وإلى قرابة 350 جزء من مليون عام 1988 , ومن المتوقع أن يستمر في التزايد ليبلغ 370 جزء من مليون في عام 2000 , و425 جزء من مليون في عام 2020 .
ويتمثل المصدر الرئيسي لغاز ثاني أكسيد الكربون الجوي في عمليات الاحتراق للوقود بمختلف أشكاله , وفي شتى مجالات استخدامه , بجانب ما ينتج أيضا من CO2 بفعل تحلل العناصر الحيوية في التربة , و ما تطلقه البراكين أثناء ثورانها – إذا يحتل غاز CO2    نسبة 14% من مجمل الغازات المندفعة إلى الجو أثناء الثوران البركاني - .
 ورغم تزايد الكميات المنبعثة إلى الجو من CO2 بفعل أنشطة الإنسان , إلا أن للإنسان دور إيجابي في رفع معدلات تركيز هذا الغاز بما يقوم به من قطع للغابات , وقضاء على مساحات من الأعشاب والحشائش , مما يقلل من نسبة الممتص من غاز CO2 الجوي في عملية التركيب الضوئي , ويزيد من درجة تركيزه الجوي . هذا كله يظهر أن نسبة تزايد تركيز هذا الغاز في الجو ليست واحدة في أجواء العالم كافة , ومعدل تزايد تركيزه في العام لا يسير على نسق واحد .
فإذا كان معدل نسبة تزايد CO2 في الجو خلال النصف الماضي من القرن الذي نعيشه بحدود 0.4 جزء من مليون كل سنة من سنواته , فإن متوسط معدل زيادة هذه النسبة بحدود 0.7 جزء من مليون فيما مضى من النصف الثاني من هذا القرن .
وإذا كانت نسبة غاز CO2 تتغير مع الزمن , ومن مكان إلى مكان , فإنها أيضا تختلف من فصل إلى آخر . ويصل مدى التغير الفصلي في هذا الغاز إلى أقصاه في النصف الشمالي للكرة الأرضية . فعند عرض 50 شمالا , تقل درجة تركيزه في أواخر الصيف بمقدار 10 أجزاء من مليون عما هو الحال عليه في الربيع , ويعزى ذلك إلى نشاط عملية تمثيل هذا الغاز في البحار القطبية صيفا .
ومثل هذا الاختلاف الفصلي – ولكن بدرجة أقل – يظهر أيضا في العروض المنخفضة وشبه المدارية .  
إن المهم في هذا الموضوع , هو أن حدوث تزايد في كمية ثاني أكسيد الكربون في الجو يؤدي إلى تزايد في امتصاص الأشعة الأرضية طويلة الموجة التي يطلقها سطح الأرض (أشعة حرارية) التي تقع ضمن الحزمتين الإشعاعيتين ؛ 4-5.5ميكرون , وبين 13.5- 17 ميكرون .
وهكذا نجد أن زيادة درجة تركيز هذا الغاز في الجو سيصاحبها تزايد في درجة الحرارة. وقد قدر أن نسبة هذا الغاز تزايدت خلال الأربعين سنة الأولى من هذا القرن بحدود 10% من متوسط كميته , مترافقا ذلك مع ارتفاع في درجة الحرارة بمعدل 0.05 o م سنويا .
 و إذا أهملنا تأثير الملوثات الأخرى – وغيرها من العوامل الخارجية – على درجة الحرارة , لاستمرت درجة الحرارة بالتزايد وبمعدلات أعلى مما سبق  .
ومع أن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون استمرت في التزايد من عام 1940 وحتى الآن , إلا أنه من الملاحظ أن درجة الحرارة لم تستمر في تزايدها , بل أخذت في التناقص , حيث أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أن تزايد نسبة CO2 فوق حد معين يصبح تأثيره معكوسا على درجة الحرارة – فالتسخين الناتج عن تزايد غاز (CO2)  في الجو – حسب رأي البعض – ينشط تيارات الهواء , وهذا يزيد بالتالي من التبخر والرطوبة والتغيم . ومن ثم يزداد انعكاس الأشعة بفعل التغيم الزائد , وهذا يؤدي بدوره إلى التبريد .
وإذا ما نظرنا فقط إلى التأثير الإيجابي لتزايد CO2 على درجة الحرارة , فإن بعض التقديرات تفترض ارتفاعا لدرجة الحرارة بمقدار 1.5 o م في حال تضاعف نسبة    CO2 في الجو . وفي حال ازدياد درجة حرارة الهواء في نصف الكرة الشمالي بمعدل يقارب من 3-6.5 o م , فإن هذا يعني أن الجليد في نصف الكرة الشمالي سيذوب , وسيرتفع منسوب مياه البحار , وستغرق مساحات شاسعة من اليابسة , وسيتغير مناخ كافة أجزاء الكرة الأرضية .

ب – دور بخار الماء :
بغض النظر عن دور بخار الماء في تزايد حالات التكاثف , وتشكل الغيوم ..إلخ , فإن له تأثير حراري هام , لقدرته على امتصاص جزء كبيرا من الأشعة الأرضية الحرارية (تحت الحمراء) , وجزء من الأشعة الشمسية , بحيث يعمل على ارتفاع درجة الحرارة . ويبدو هذا التأثير واضحا في أجواء المدن التي تزود بنسبة من بخار الماء , حيث تزيد درجة حرارتها عما يجاورها من مناطق . كما أن كميات بخار الماء الضخمة التي تخلفها الطائرات التي تطير في الجزء الأدنى من الستراتوسفير ستنعكس على درجة الحرارة مساهمة في تزايدها .

ج – تأثير الجسيمات الصلبة أو ما تعرف بالجزيئات :
على الرغم من أن التزايد في نسبة (CO2) يترافق بحدوث ارتفاع في درجة الحرارة , غير أن للتزايد في نسبة المواد الجسيمية الصلبة (غبار , أتربة , رماد بركاني ..إلخ) دور في التأثير على درجة الحرارة , قد لا يقل أهمية عن دور CO2 . فبالإضافة إلى الدور الرئيسي التي تقوم به تلك الجسيمات الصلبة والمتمثل بعملية الانعكاس للأشعة الواردة من الشمس والمصطدمة بها , إلا أنها تقوم أيضا بامتصاص جزء من الأشعة الحرارية (تحت الحمراء ) التي يشعها سطح الأرض . غير أن فعالية الانعكاس تفوق فعالية الامتصاص , وبذا فإن دورها التبريدي يتفوق بكثير على دورها التسخيني , وهذا ما أكدته وبرهنت عليه الآثار التي تركتها الاندفاعات البركانية .
ومنذ أوائل القرن السابع عشر وحتى الآن تعرضت بريطانيا إلى العديد من فصول الصيف الباردة والرطبة , كما في الستينات من القرن السابع عشر , وأعوام 1695, 1725, 1816, والأربعينات من القرن التاسع عشر , وأعوام 1879, 1903,1912, وذلك بسبب انطلاق الغبار البركاني في تلك الفترات إلى ارتفاعات عالية في الجو بلغ فيها طبقة الستراتوسفير , وأحيانا طبقة الميزوسفير .
بالإضافة إلى ذلك , فإن فترة التسخين الحراري في نصف الكرة الشمالي التي حدثت في العشرينات والثلاثينات والأربعينات من هذا القرن كانت متوافقة مع الفترة التي كاد فيها نصف الكرة الشمالي أن يخلو كليا من أية اندفاعات بركانية هامة . إن هذا يدعو إلى الافتراض , أنه من المحتمل أن يكون نقص الغبار البركاني في تلك العقود من القرن العشرين التي ترافقت مع تزايد في نسبة CO2 كان عاملا مساعدا في التسخين الذي حدث . غير أن التبريد الذي أعقب بداية الأربعينات من هذا القرن يعزي إلى التزايد في نسبة الجسيمات الصلبة في الجو الناتجة عن العمليات الطبيعية , أو من خلال أنشطة الإنسان المختلفة .

2.تأثير الملوثات على شدة الأشعة الشمسية و نوعيتها :

إن ما لاحظناه سابقا من ترافق تزايد نسبة الجزيئات الصلبة في الجو بانخفاض في درجة الحرارة , ما هو إلا انعكاس لتأثير الجزيئات الصلبة في الجو على شدة الأشعة الشمسية الواصلة إلى سطح الأرض , إذ تقلل تلك الجزيئات من شفافية الجو , وتنقص بالتالي من شدة تلك الأشعة , لما تقوم به تلك الجزيئات من عكس لتلك الأشعة , بالإضافة إلى عملية الانتشار التي تتعرض لها الأشعة بواسطة تلك الجزيئات , وحتى فإنها تمتص نسبة منها , غير إن فاعلية الانتشار والانعكاس تتفوق على الامتصاص , مما يخفض من شدة الأشعة .
 والأمثلة على ذلك كثيرة , فعندما يمتلئ الجو بالأتربة المعلقة من جراء هبوب عاصفة ترابية , أو إثارة للأتربة بفعل الرياح , نجد أن قرص الشمس يحجب نهائيا عن سطح الأرض , وبذا فإن الأشعة الشمسية التي تصل سطح الأرض , هي أشعة متناثرة , وجوية , لينعدم الإشعاع المباشر , الذي يشكل النسبة الكبرى من كمية الأشعة الواصلة إلى سطح الأرض .
كما أن الجزيئات الصلبة الدقيقة – بخاصة الدخان – تمتص جزءا من الأشعة فوق البنفسجية , مقللة من نسبتها في مناطق المدن حيث يكثر التلوث الدخاني .

3.تأثير الملوثات المختلفة على التهطال :
بغض النظر عن الآثار المباشرة وغير المباشرة التي تمارسها بعض الملوثات على بعض العناصر المناخية , بخاصة درجة الحرارة – كما أشرت سابقا - , وما يمكن أن يرافق ذلك من تغيرات في عناصر المناخ الأخرى ومنها التهطال بالدرجة الأولى , فإن لبعض الملوثات الأخرى (جسيمية ,أو كيميائية) تأثير هام على التهطال , ليس فقط على كمية التهطال وإنما أيضا على نوعيته .

أ‌-آثار الملوثات على كمية الهطول :
من المعروف أن أي هطول لابد أن يسبقه حدوث تكاثف بخار الماء وتشكل الغيوم – من جراء ذلك - . وإذا كان توافر بخار الماء أمر ضروري لا مناص منه لحدوث التكاثف , وكذلك حدوث التبرد كي تبلغ رطوبة الهواء النسبية 100% , غير أن وجود الملوثات الجسيمية (الجزيئات الصلبة) ذو أهمية بالغة , لكون تلك الجزيئات الصلبة تقوم بعملية التحريض على هطول الأمطار , باعتبارها تشكل نوى استقطاب لبخار الماء التي يتجمع عليها , وبالتالي فهي أساس في حدوث التكاثف .
إن التكاثف يحدث بصعوبة كبيرة في الهواء النقي تماما من الجسيمات الغريبة الملوثة , حتى لو بلغ الهواء درجة التشبع أو أكثر . إذ  لا بد من توفر تلك الجزيئات الصلبة (غبار , دخان , أتربة , وأملاح بحرية) كي يحدث التكاثف بسرعة ويتم هطول الأمطار . وتزداد فعالية الجزيئات الصلبة بازدياد أحجامها , خاصة إذا ما تجاوزت أنصاف أقطارها 0.1 ميكرون , حيث يحدث التكاثف عندئذ بوصول الهواء إلى مرحلة التشبع (رطوبة نسبية 100%).
والمثال الواضح عن دور الجزيئات الصلبة في زيادة كمية الهطول , هو مقارنة كميات الهطول فوق المدن ذات الأجواء الملوثة بالدخان , والغبار ..وغير ذلك , مع المناطق الريفية المجاورة لها حيث تقل نويات التكاثف . إذ تكون كمية التغيم أكبر فوق المدن , وكذلك تكرار حدوث الضباب وازدياد كثافته أكثر , وكمية الهطول أوفر .

ب‌-تأثير الملوثات على نوعية الهطول :
تمارس المركبات الكيميائية , والملوثات الإشعاعية دورا مهما في إحداث تغيرات في صفات الأمطار الهاطلة , لذا شاع استخدام تعبير المطار الحامضية , كما بات مستخدما الآن مصطلح المطار الإشعاعية .


•الأمطار الحامضية Acid Rains  

ينجم عن تفاعل بعض الملوثات الكيميائية الرئيسية – كما في أكاسيد الكبريت والآزوت والكربون – مع قطرات المطر تشكل أحماضا مختلفة (حمض الكبريت H2SO4 , وحمض الآزوت H2NO3 , وحمض الكربون H2CO3 ...إلخ ) .
تلك الأحماض التي تكون منحلة في مياه الأمطار , مانحة إياها صفة حامضية , حيث أنها تخفض من رقمها الهيدروجيني (PH)  ليقل عن رقم 7 .
فالمياه النقية هي بوجه عام مياه متعادلة رقمها الهيدروجيني = 7 . وأي مادة ترفع من حامضيتها تقلل من رقمها الهيدروجيني .
وعلى الرغم من دور حمضي الآزوت والكربون ... وغيرهما من الأحماض الأخرى , إلا أن حمض الكبريت – الناتج من تفاعل ثاني أكسيد الكبريت مع الماء – هو أهم حمض في عصرنا أثر سابقا ويؤثر حاليا على نوعية مياه الأمطار مقللا من رقمها الهيدروجيني , مكسبا إياها الصفة الحامضية .
وتعاني الدول الصناعية والمناطق المجاورة لها (الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا) من التغير في نوعية أمطارها , حيث أصبحت تغلب على أمطارها الصفة الحامضية .
 ونزداد درجة تركيز حامضية الأمطار في الأجزاء من تلك الدول ذات الأجواء الرطبة أكثر , والغنية بالملوثات الكيميائية الرئيسية التي تساهم في تشكل الأحماض .  
ففي عام 1958 هطلت أمطار فوق القارة الأوروبية كان رقمها الهيدروجيني بحدود (5) , لينخفض هذا الرقم إلى 4.5 في بعض القطار كما في هولندا وبلجيكا . ولقد تعرضت السويد إلى أمطار وصل رقمها الهيدروجيني (PH)  إلى 4.5 خلال الفترة من عام 1962 – 1966 .
وللأمطار الحامضية آثارا كبيرة على البيئة الحيوية – بخاصة النباتية , والأحياء المائية -. فلقد ترتب على الأمطار الحامضية نقصان في معدل نمو أشجار الغابات السويدية التي تشكل مصدرا طبيعيا هاما لإنتاج لب الخشب , والورق وألواح الخشب . وفي عام 1979 قدر أن حوالي 20% من البحيرات السويدية تعاني من التأثير بالملوثات التي انعكست على آثارها على الأسماك , حيث عملت على إنقاص أعدادها , أو حتى اختفائها كليا من البحيرات .
 كما أن أنهار جنوب غربي النرويج وبحيراته تعرضت لظروف مشابهة لبحيرات السويد , حيث ازداد تركيز التلوث بالكبريت الحامضي . وقد انتقل التلوث محمولا إلى روسيا مع الرياح الجنوبية والجنوبية الغربية القادمة من المملكة المتحدة وألمانيا . وتمثل الملوث المنقول في الحمض الكبريتي وجزيئات الكادميوم والرصاص .
ولم يقف تأثير الأمطار الحامضية على البيئة الحيوية من غطاء نباتي وثروة حيوانية مائية , وإنما تعدى الأمر ذلك ليشمل تغير خصائص التربة الزراعية , من خلال ازدياد درجة حامضيتها من جهة , ودور الأمطار الحامضية بتفاعلها مع بعض المعادن في التربة في تشكيل أملاح معدنية مضرة أحيانا (كبريتات , نترات) مؤثرة بذلك على نمو الغطاء النباتي , وتغير في معالم البنية الثرية والعامة بسبب التآكل الذي تتعرض لها واجهاتها المعرضة للأمطار الحامضية , بخاصة إذا ما كانت تدخل فيها الحجارة الكلسية بنصيب وافر . كما تتأثر أيضا المواد المعدنية المصنعة , والسيارات , والمواد البلاستيكية ...وغير ذلك .
بجانب ما تقدم فإن مظهر سطح الأرض يتغير لما يصيب مناطق الصخور الكلسية من إذابة وانحلال بفعل الأمطار الحامضية التي يدخل فيها حمض الكربون بنسبة كبيرة , ناتجا عن ذلك خدوش و حزوز سطحية وتجاويف .

•الأمطار الإشعاعية Rain-Out     :

تطلق الأمطار الإشعاعية , على الأمطار الملوثة بالإشعاعات الناتجة عن التفجيرات النووية . فإذا ما تقابلت سحابة الغازات الساخنة والغبار والجزيئات الأخرى المحمولة إلى أعلى بعد انفجار نووي جوي – وتعرف مثل هذه السحابة بسحابة الفطر – بسحابة ممطرة, فإن السحابة الممطرة تعمل على سحب قدر من الجسيمات المشعة معها لتسقطها مع أمطارها بالقرب من موقع الانفجار .

  وتتوقف كمية المطر الإشعاعي على مدى تداخل سحابة الفطر الإشعاعية و السحب الممطرة , وعلى كمية المطر ومدة هطوله . إن المطر الذي يسقط طوال مدة ساعة يمكن أن يستقطب كل النشاط الإشعاعي الموجود في السحابة النووية تقريبا , لكن ذلك لا يحدث إلا مع التفجيرات النووية المنخفضة (بحدود 10 كيلو طن ) , وتقل كمية السحب الإشعاعية كثيرا في حالة التفجيرات العالية القوة , وتتناقص الكمية كلما زادت قوة التفجير . غير إنه في حال مقابلة السحابة النووية لمنطقة عواصف رعدية , فإن المطر يؤدي إلى ترسب المواد المشعة الناتجة , حتى مع القنابل ذات القوة التي تقاس بالميغاطن .

•الأمطار الطينية :

الأمطار الطينية أو ما تعرف بالأمطار المتربة أو الغبارية , هي التي بات يطلق عليها اسم أمطار الدم Blood Rain  , وتتصف تلك المطار باحتوائها على كميات كبيرة من الدقائق الترابية التي تلون مياه المطار بألوانها , فهي إما رمادية اللون , أو مائلة للحمرة , تبعا لمصدر تلك الدقائق الترابية .
تهطل هذه الأمطار عندما تكون الرياح الرطبة الهابة على منطقة ما محملة بكميات كبيرة من الأتربة التي أثارتها من الصحاري وحملتها معها مسافات طويلة – كما هو الحال في الرياح الحارة الجافة المتربة الهابة من الصحراء الكبرى باتجاه جنوبي أوروبا عابرة البحر المتوسط , محملة بذلك بكميات وفيرة من بخار الماء , الذي يتكاثف بمجرد تبريد بسيط له فوق جنوبي القارة الأوروبية , لتهطل أمطارا متربة -. كما أنه كثيرا ما يعقب هبوب بعض العواصف الترابية أن تبقى كميات كبيرة جدا من الأتربة معلقة في الجو إلى أن تأتي الفرصة المناسبة لقدوم هواء بارد رطب في المستويات الأعلى منها مع ما يصاحب ذلك من حالة عدم استقرار تعمل على ارتفاع الدقائق الترابية نحو الأعلى ليشكل بعضها نويات لتكاثف بخار الماء عليها , لتهطل كجزء من قطرات الماء الهاطلة , تلك القطرات التي تحمل وهي في طرقها ما تبقى من دقائق ترابية لتصل إلى سطح الأرض بهيئة أمطار طينية.
جس الطبيب خافقي

وقال لي :

هل هنا الألم؟

قلت له نعم

فشق بالمشرط جيب معطفي

وأخرج القلم

هز الطبيب رأسه

ومال وابتسم

وقال لي:

ليس سوى قلم

فقلت: لا يا سيدي

هذا يد، وفم

رصاصة ، ودم

وتهمة سافرة تمشي بلا قدم


أبريل 07, 2005, 12:25:56 مساءاً
رد #1

الأحيائي الصغير

  • عضو خبير

  • *****

  • 6258
    مشاركة

  • مشرف علوم الأرض

    • مشاهدة الملف الشخصي
آثار التلوث على المناخ
« رد #1 في: أبريل 07, 2005, 12:25:56 مساءاً »
الله يعطيك العافية أختي العزيزة رنا

و جزاك الله كل خير


 '<img'>
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأول فليس قبلك شيء و الآخر فليس بعدك شيء و الظاهر فليس فوقك شيء و الباطن فليس دونك شيء أسألك اللهم بأسمائك الحسنى و صفاتك العليا و باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت أن تنتقم لنبينا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم من كل من أرد به و بدينه و بالمسلمين السوء إنك يا مولنا على كل شيء قدير

أبريل 07, 2005, 04:43:42 مساءاً
رد #2

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
آثار التلوث على المناخ
« رد #2 في: أبريل 07, 2005, 04:43:42 مساءاً »
السلام عليكم

اختي الكريمة رنا

جزاك الله كل خير

شكرا جزيلا لك