أهلا وسهلا وبارك فيك...
المسألة الأولى أخي: اتفق معك تماما في عدم التهور بالربط بين نتاج العلوم الطبيعية والأدلة الشرعية. أي الأمر يحتاج إلى حذر وتروي.
المسألة الثانية: يجب أن نفرق بين (الطاقة السوداء) أي Dark energy و(المادة السوداء) أي Dark matter.
المسألة الثالثة: لنفرض أن علماء الفلك لم يشيروا إلى وجود هذه المادة ، فنحن بدورنا نؤمن بأن القرآن أشار إليها والظلمة كما ترى من تفسير أئمة التفسير واللغة مجعولة ومخلوقة وكل مجعول مخلوق لا بد أن يكون له وجود كمي ووجود كيفي فالكمي يمثل الوزن والأطوال والكيفي يمثل الأبعاد والهيئات. لا يوجد شيء اسمه "فراغ" أو "عدم"
المسألة الثالثة: أن أي نظرية علمية توافق القرآن فهي حق حتى لو قرر العلماء استبدالها بنظرية أخرى. فإن هذا يعني حيرة العالم ولا يعني نسبة الخطأ للقرآن أو من يعتقد ما قاله القرآن.
وأنا هذه الأيام في جامعة نوتنغهام ببريطانيا وقد بحثت في مراجع المكتبة فوجدت أبحاثاُ محكمة و ممتازة وهي بحوث المكتشفين انفسهم مثل (سياما) وغيره تؤيد ما ذكرت وهي كالتالي مع أرقام الصفحات.
J. Einasto et al. (1990), Observational Evidence for Dark Matter, edited by Mark Srendnicki (1990), Particle Physics & Cosmology: Dark Matter, Current Physics Sources and Comments, Vol. 6, North-Holland-Amsterdam. Oxford. New York. Tokyo. p. 22.
D. W. Sciama (1993) Modern Cosmology and the Dark Matter Problem, Cambridge University Press, p. 1, 2,3,9.
المسألة الرابعة: بالنسبة للمشارك الفاضل (جنين) يبنغي التفريق بين الحديث عن (الثقوب السوداء) و الحديث عن (المادة السوداء) العلماء كلهم يسمونها "مادة" أي matter ولو كان لا يوجد هناك سوى العدم والفراغ المحض لما كانت خاضعة للتجربة والقياس.
الأخ "طاليس" وفقه الله أتى بسيرة "الثقوب السوداء" أو (Blackholes) والمقال لا علاقة له بها تماماً إنما هو عن المادة السودا أو المظلمة. قال الراغب الأصفهاني في شرح :"وأغطش ليلها" أي : جعله مظلما. والشيء المجعول لا شك أنه مخلوق له صفة ومقدار ولا يكون ذلك إلا للمادة لا للشيء المعدوم.
أعود مرة أخرى فأدعو للتفريق بين ما أسماه أخي طاليس (طاقة سوداء) وبين ما يسميه علماء القلك والفيزياء (المادة السوداء) وأفضل ترجمتها إلى (مظلمة) لأن سوداء ترجمية حرفية ل (Black) أما (مظلمة) فهي الأقرب ل (dark). وعلى هذا الوجه نقول ان القرآن لا يشير إلى "طاقة سوداء" لأنه لا وجود لشيء من هذا القبيل ولكنه يشير إلى أن هذه الظلمة المرئية ليست فراغاً محضاً أو عدماً تاماً وإنما هي شيئاً مجعولاً جعله الله للسماء الدنيا في قوله:"وأغطش ليلها" والضمير في "ليلها" يعود إلى "السماء" الدنيا لأنه الضمائر السابقة في آيات السورة دالة على ذلك.
الشاهد أن الاختلاف في الاصطلاح حول تسمية هذا (السواد) او هذه (الظلمة) التي خلقها الله في أرجاء الكون. وإلا فالمفترض من ناحية الإيمان أن نوقن بأن السماء ليست فراغاُ تاما أو عدما محضاً قال الإمام الشنقيطي في أضواء البيان:
"{ وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }
[الذاريات:47]، وقوله تعالى:
{ وَجَعَلْنَا ٱلسَّمَآءَ سَقْفاً مَّحْفُوظاً }
[الأنبياء:32] الآية، ونحو ذلك من الآيات، يدل دلالة واضحة، على أن ما يزعمه ملاحدة الكفرة، ومن قلدهم من مطموسي البصائر ممن يدعون الإسلام أن السماء فضاء لا جرم مبنى، أنه كفر وإلحاد وزندقة، وتكذيب لنصوص القرآن العظيم، والعلم عند الله تعالى. (انتهى من أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله).
قد نسمي هذه الظلمة matter,thing, entity,object....الخ
ولا إشكال هنا لأنه لا ينبغي أن نتوقع ورود نفس المصطلح الفيزيائي في لغة القرآن حتى نتأكد من صحة ورود الظاهرة في القرآن !!
وهذا رابط مفيد يسأل في شخص العلماء فيقول:"هل المادة السوداء حقيقة أم نظرية؟
فيجيب بأنها مادة ولها كتلة (mass) لكنها فقط غير مرئية. الرابط:
http://www.sciam.com/askexpe....588F2D7أما الرابط النالي فهو يشير إلى ان (الطاقة السوداء) - إن شئت - موجودة على شكل قوى (Forces) تدفع المجرات عن بعضها البعض ولو كانت ليست نوعا من المادة لما دفعت المجرات أصلاً. الرابط:
http://www.space.com/science....-1.htmlهل توافقونني على أن القرآن يعتبر الظلمة مخلوقة مجعولة وموجودة في أرجاء الكون (وسموها ما شئتم) ، فإن أشار العلم إلى ذلك بأي مصطلح كان فهذا هو الصحيح وهو ما نعتقده قبل ذلك وبعده وتبقى مسألة اختيار المسمى المناسب مسألة ثانوية جدا؟
تقبلوا فائق احترامي .
الزمن القادم