Advanced Search

المحرر موضوع: القمر و معيار يالوب ؟!  (زيارة 1913 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

مايو 09, 2005, 03:05:44 مساءاً
زيارة 1913 مرات

الفلكي

  • عضو مساعد

  • **

  • 203
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
القمر و معيار يالوب ؟!
« في: مايو 09, 2005, 03:05:44 مساءاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لنفرض ان هلال شهر ما يولد فلكياً يوم الإثنين 16اغسطس  وذلك في الساعة 1:25ص (بحسب التوقيت العالمي غرينتش) والمقصود بالولادة الفلكية، عندما يقع مركز الشمس والأرض والقمر بينهما على خط وهمي واحد، فتتراصف هذه الثلاثة معاً على خط واحد، ويقال لذلك لحظة الاقتران أو فترة المحاق.
ويكون عمر الهلال لحظة غروب الشمس (والتي تغيب في الساعة السابعة والدقيقة الحادية والعشرين 7:21) 1ويمكث بعد غروب الشمس نحو (35 دقيقة و20 ثانية تحقيقاً) ويقول الفلكيون إن إمكان الرؤية (رؤية الهلال) بالعين المجردة تبدأ من هذا اليوم من المحيط الأطلسي غرب القارة الإفريقية وذلك بحسب معيار يالوب.

الواضح أن حساب ولادة الهلال (الاقتران) وإن كانت دقيقة جداً ويقينية بحيث لا يمكن احتمال الخطأ فيها من الناحية الواقعية إذا روعِيَت الحسابات بدقة، إلا أن ذلك لا يعني أن الهلال يمكن أن يُرى لحظة الولادة، ومن هنا فقد حاول علماء الفلك قديماً وحديثاً وضع معايير معينة وشروط محددة للتنبّوء بإمكان الرؤية بعد تحديد لحظة الولادة؛ فمنها ما كان معمولاً به حتى بداية هذا القرن، وهو ما يسمى معيار الاثنتي عشر درجة، والمقصود بهذا المعيار من الناحية العملية أن رؤية الهلال تكون ممكنة مساء التاسع والعشرين من الشهر القمري إذا كان غروب القمر يتأخر عن غروب الشمس بمقدار 12 درجة، أي بمقدار 48 دقيقة من الناحية الزمنية.

وعلى هذا الأساس، وضعت الجداول من قِبَل علماء الفلك المسلمين، وقد يطلق على هذه الجداول، الأزياج، كزيج الخوارزمي وغيره.

وهناك معيار آخر، يعرف بمعيار انخفاض الشمس، بحيث تكون رؤية الهلال ممكنة إذا كان انخفاض الشمس تحت الأفق الغربي عند غروب القمر يساوي مقداراً معيناً يبلغ نحو 9 درجات.

ولعل هذه المعايير والتعديلات الطارئة عليها كانت قائمة على علاقة هندسية بين مواقع القمر والشمس والمشاهد؛ سواء من حيث الزمان كالمعيار الأوّل أو من حيث لمعان ضوء الشمس وأثره في الأفق بعد الغروب.

وتوالت التعديلات للشروط المقترحة التي تساعد على التنبّوء بإمكان الرؤية وظلّت في غالبها مبنية على اعتبارات هندسية وفلكية، حتى من قِبَل فلكيي العصر الحديث. وفي عام 1977 أحدث الباحث فرانس برون والذي كان يعمل باحثاً في المرصد الفلكي للجامعة الأمريكية في بيروت تطوراً نوعياً في هذه المسألة، حين تطرّق إليها من منظار فلكي فيزيائي، فركز على الظروف الحقيقية والخاصة بالمشاهد والتي لوحظ فيها قدرة العين البشرية على التقاط صور الأجسام الساطعة... وفي العام 1984، قام الفلكي الإسلامي الماليزي، محمد الياس، باقتراح معيار جديد حاول فيه التوفيق بين المعايير القديمة ومعيار برون السالف.

ثم جاء يالوب (yallop) واقترح معياراً جديداً قائماً على المعايير الفلكية القديمة، ولكنه أكثر تطوراً وتعقيداً، وقد استفاد في ذلك من خبرته الطويلة في مجال الرصد، حيث كان مديراً لمرصد غرينتش، ورئيساً للجنة الأزياج الفلكية التابعة للاتحاد الفلكي الدولي. وهذا المعيار يقسم إمكان الرؤية إلى أربع حالات، لأنه إما يمكن رؤيته بالمرقب أو بالمنظار فقط، أو بمساعدة ذلك أولاً، ثم من الممكن الرؤية بالعين المجردة، وإما يمكن المشاهدة بالعين المجردة كما في حالات الصحو التام، وأخيراً الرؤية بسهولة بالعين المجردة مطلقاً.

والمعيار المذكور يعتمد على عوامل رئيسية ثلاثة:

1 - عمر الهلال: فقد أشارت إحصاءات ما يزيد على خمسين سنة، أن أصغر عمر للهلال تمّت رؤيته بالعين المجردة، كان 14 ساعة و48 دقيقة.

2 - مكوث الهلال: وأقل مكوث تمّت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة.

3 - الاستطالة: وأقل استطالة مسجّلة كانت 7،6 درجات.

والمقصود بعمر الهلال هو مقدار الزمن الممتد بين لحظة الاقتران ولحظة غروب الشمس في منطقة معينة، وهذا يختلف من مكان إلى آخر.

المقصود من فترة مكوث الهلال، هو مقدار بقاء الهلال بعد غروب الشمس، أي الفترة الممتدة بين غروب الشمس وغروب القمر.

والمقصود بالاستطالة، هي بُعد مركز القمر عن مركز الشمس، بالدرجات، كما يرى من الأرض، ويقال أيضاً للاستطالة قوس النور، وذلك لأن الرؤية ممكنة إذا كان الهلال (مركز الهلال) قد ابتعد عن مركز الشمس بحيث صار القمر يعكس مقداراً ممكناً من الضوء يمكن من خلاله رؤية ذلك. ولذلك فإن نسبة إضاءة القمر من العوامل المهمة أيضاً في إمكان الرؤية، ولذلك فإن الاستطالة بين الشمس والقمر إذا كانت (صفر درجة) فإن الرؤية مستحيلة لأن القمر يكون في فترة المحاق؛ وهذا يعني أنه مظلم ظلاماً تاماً، وفي مقابل ذلك، إذا كانت الدرجة هي180 درجة يكون القمر بدراً.

وبالعودة إلى هلال ذلك الشهر فإذا كان عمره حين غروب الشمس 14ساعة و58دقيقة، فإذا أضفنا ذلك إلى المقدار الذي يحتاجه القمر لإتمام دورة اقترانية والذي يقدر بـ29يوماً و12ساعة و44دقيقة يصبح عندنا 30 و3ساعات و42دقيقة. وهذا يعني أن الشهر القمري الجديد قد دخل قطعاً، لأن الشهر لا يكون أكثر من ثلاثين يوماً.