رحلـة الـهـروب إلـى كـوكـب الـمـريـخ :-
العلماء من جميع التخصصات في حالة استنفار تام للتجهيزات اللازمة إلى رحلة الفضاء الباهرة.. إلى كوكب المريخ.. إلى الكوكب الأحمر.. والهدف الرئيسي من هذه الرحلة الخيالية هو الهروب بعيداً عن كوكب الأرض وهو الكوكب الأزرق الذي كان أجمل كواكب المجموعة الشمسية، ثم قام سكانه من البشر بالتجارب الذرية والنووية فكان الخراب الأول.
وهو تآكل طبقة الأوزون الذي كانت تعمل كمرشح للأشعة الضارة والقاتلة وتحد من قوة الأشعة الفوق بنفسجية فأصيب سكان الدول الاسكندنافية (السويد والنرويج والدنمارك) بسرطان الجلد ثم اعتام عدسة العين فأصيبوا بالعمى ثم تحطيم جهاز المناعة فأصبحت مقاومتهم ضعيفة لجميع أمراض البرد.
ثم جاءت كارثة ثانية وهي دفن النفايات المدمرة النووية الناتجة من دول عظمى في أراضي دول صغرى أثناء انشغالها بالحروب الأهلية فيما بينها كما حدث في لبنان والصومال وغيرها من الدول الغائبة والتائهة والنائمة من دول العالم الرابع، ثم جاءت كارثة ثالثة وهي اختناق كوكب الأرض بغلاله من ثاني أكسيد الكربون ترتفع عن سطح البحر بمقدار 8 كيلومترات ونتج عن ذلك ارتفاع حرارة كوكب الأرض درجتين ومع استمرار ارتفاع الحرارة تأتي الكارثة الرابعة وهي ذوبان الأقطاب الثلجية والتي تغطي القطب الشمالي والقطب الجنوبي.
وهذا يعني ارتفاع مياه البحار والمحيطات مما يتسبب في غرق وهلاك بعض الدول الواقعة على جزر او على سواحل المحيطات، ثم الكارثة الخامسة وهي كثرة الزلازل التي تضرب كوكب الأرض من اليابان شرقاً الى الولايات المتحدة غرباً. وكان أقربها للأحداث زلزال كوبي باليابان الذي جعل عاليها سافلها وتستمر الزلازل طالما الانسان مستمر في ظلم أخيه الانسان، وطالما التجارب الذرية مستمرة في أعماق البحار وأسفل القشرة الأرضية حتى لا تنتبه لها وكالة مراقبة التفجيرات النووية.
فكل شيء يتم في الخفاء، ثم يفاجأ العالم بالزلزال أسفل أقدامهم وأخيراً وليس بآخر هجوم مرض الايدز الذي اختلفت فيه الآراء. فمن قائل انه جاء مع تلوث رواد الفضاء من خارج كوكب الارض. فجاء نقل هذه الكارثة من الخارج، ومن قائل انه جاء من انفجار بعض معامل التجارب في جزيرة تاهيتي وكلها أسرار.
وكانت الخطة التي وضعها العلماء هو الهروب من كوكب الأرض الى كوكب المريخ وظن بعض العلماء ان في ذلك الهروب النجاة الكاملة من يوم القيامة، وهذا جهل تام من العلماء لأن القيامة لكل المجموعة الشمسية فالشمس تتكور، كما جاء في الآية الأولى من سورة التكوير (إذا الشمس كورت) ثم ان الكواكب تتبعثر ولا يبقى كوكب على حاله كما جاء في الآية الثالثة من سورة الانفطار (وإذا الكواكب انتثرت) صدق الله العظيم. فجميع الكواكب ستتساقط في الفضاء اللانهائي ولن يبقى أي كوكب على حاله وهذا هو اليقين الذي لا هروب ولا فرار منه.
كـوكـب الـمـريـخ الأحـمر
يعتبر كوكب المريخ الكوكب الرابع بعداً عن الشمس حيث يبعد عنها بمقدار 228 مليون كيلومتر في المتوسط ولكنه يعتبر أقرب الكواكب إلى كوكب الأرض حيث يبعد عنها في حالة وضع الاقتران معها بمسافة متوسطة 78 مليوناً من الكيلومترات ويبلغ قطره نحو نصف قطر الأرض أي حوالي 6780 كيلومتراً. كما يبلغ حجمه نحو واحد على سبعة من حجم كوكب الأرض.
ويدور كوكب المريخ حول الشمس في سنة مريخية طولها 687 يوماً من أيام الأرض. أما اليوم المريخي فقريب من طول اليوم الأرضي حيث يبلغ 24 ساعة و37 دقيقة كما أن محور دورانه يميل على مستوى مداره بنحو 25 درجة وهو في ذلك يشبه الأرض. ويؤدي هذا الميل إلى وجود أربعة فصول على سطح المريخ مثل فصول الأرض الأربعة وهي الصيف والخريف والشتاء والربيع، ولكن طول هذه الفصول يختلف، اذ يصل كل فصل منها حوالي ستة شهور.
ونظراً لبعد كوكب المريخ عن الشمس، فإن سطحه لا يتلقى من حرارة الشمس إلا نحو نصف ما يتلقاه سطح الأرض من حرارتها. وعلى هذا فإن سطح كوكب المريخ أبرد كثيراً من سطح الأرض.
ويدور حول المريخ تابعان أولهما اسمه ديموس ومعناه الرعب ويبلغ قطره عشرة كيلومترات ودورته الكاملة حول المريخ كل 30 ساعة. اما التابع الثاني فاسمه فوبوس ومعناه الخوف، ويبلغ قطره عشرين كيلومتراً ويحقق دورة كاملة حول المريخ كل 7,7 ساعات وقد تم اكتشافها عام 1877 بواسطة الفلكي الأميركي اساف هول، وأطلق على كوكب المريخ اسم إله الحرب لما يتميز باللون الأحمر، حيث رمز للون الدماء.
غـزو كـوكـب المـريـخ
كان نصيب كوكب المريخ من غزو مركبات الفضاء له بأكثر من رحلة فضائية دليلاً على الاهتمام الكبير من علماء كوكب الأرض، لهذا الكوكب الأحمر. وكانت الولايات المتحدة من اكثر الدول اهتماماً برحلات غزو كوكب المريخ، حيث بدأت ذلك بأول رحلة في 28 اكتوبر 1968 بالمركبة الفضائية مارينر 4 التي وصلت كوكب المريخ في 14 يوليو 1965، أي بعد 239 يوماً من اطلاقها، حيث أرسلت 21 صورة تبين كثافة وكتلة والحقل المغناطيسي لكوكب المريخ.
ثم تتابعت برحلات مارينر 6، 7، 8، 9 إلى أن جاءت أهم رحلتين فايكنغ الأولى والثانية والتي هبطتا على سطح المريخ في 20 يوليو 1976. واظهرت الصور المذهلة التي ارسلتها العربتان عن تربة حمراء برتقالية وأن السماء وردية اللون بسبب انتشار الضوء في الغبار الجوي.
وكانت العناصر الأساسية في التربة هي السيلكون والحديد والكالسيوم والألمنيوم، وانه لا يخلو سطح المريخ من الماء بل لا يزال به قدر كبير من الماء ولكن يوجد على هيئة جليدية مختلطة بتربة الكوكب وأن للمريخ غلافاً جوياً رقيقاً يشبه في ذلك غلاف كوكب الأرض على ارتفاع 50 كيلومتراً.
وقد أعلن علماء الحياة الخارجية (بيولوجيا الفضاء) وجود غازي الاكسجين والنيتروجين ولو بكميات ضئيلة، وإذا تدخلت كيمياء الفضاء فممكن لهذا الكوكب الازدهار ليصبح الكوكب المثالي بعد فساد كوكب الأرض، ولكن رحلة المستقبل لا يمكن ان تصل بالعلماء إلى كوكب المريخ الا بسلطان من الله عز وجل، فلنتذكر قول الله تعالى «يا معشر الجن والإنس إن استطعتم ان تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) صدق الله العظيم.
الاعـداد لـرحـلـة الـمـستـقـبل
هل فكر علماء وفقهاء المسلمين في كيف سيتم ارساء قواعد الاسلام من صلاة الى صوم الى حج على هذا الكوكب الجديد؟ هل فكروا في دعم الدكتور أحمد زويل وهو أولاً مسلم وثانياً عربي وذلك بشحنه بالعلوم القرآنية لعله يكون أول من ينشرها في هذا الكوكب الجديد، حيث يوجد معه علماء آخرون قد ينير بصيرتهم بنور القرآن؟
هل فكر علماء المسلمين بحساب مواقيت الصلاة، ومن ثم كيف ستكون بداية شهر الصوم علماً بأن المريخ له قمران، ان على علماء وفقهاء المسلمين واجباً مهماً، فالرحلة الى كوكب المريخ على الأبواب ومقدر لها ان تتم في عام 2010 أو قد تتأخر لسنة أخرى حتى تكون التجهيزات الخاصة بإقامة محطة فضائية دائمة على سطح كوكب المريخ، وستكون البداية بالزراعة، فإن تمكن العلماء من زراعة أي نبات فتكون دورة الحياة قد اكتملت.
لأن هذا يعني وجود ماء في أعماق التربة ونبراساً للآية الكريمة (وجعلنا من الماء كل شيء حي) فالنبات يعني خروج الاكسجين، ويعني امتصاص ثاني أكسيد الكربون. وبالتالي تتم دورة الحياة وعلى علماء الفيزياء والجغرافيا اضافة منهج كامل عن كوكب المريخ، من حيث المناخ والتضاريس والرياح، انه التطور القادم اردنا أم لم نرد فجغرافية الماضي تشبعت عقول الدارسين بها أما جغرافية المستقبل فهو ما يجب ان ندرسه وتعديل كل ما يتعلق بحياة الانسان من الطب والهندسة وما يناسب رحلة المستقبل القريب إلى كوكب المريخ.
قاسم لاشين