Advanced Search

المحرر موضوع: سؤال عن مراحل تطور الجنين.  (زيارة 6357 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

أغسطس 14, 2005, 03:58:31 صباحاً
زيارة 6357 مرات

بوزترون

  • عضو مشارك

  • ***

  • 306
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://faculty.ksu.edu.sa/maien/default.aspx
سؤال عن مراحل تطور الجنين.
« في: أغسطس 14, 2005, 03:58:31 صباحاً »
بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني أهل الطب، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
دار بيني و بين أحد الغرب نقاش في أحد المواقع عن الإعجاز العلمي في القرآن، فتطرقتُ إلى موضوع الآيات الواردة في سورة المؤمنين حيث قال تبارك و تعالى: "و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (12) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر، فتبارك الله أحسن الخالقين (14).
و تطرقت إلى كلام العالم الدكتور كيث ل. مور Keith L. Moore صاحب كتاب The Developing Human. إلا أن ذلك الذي ناقشني قال لي أن العلماء لا يعتقدون بهذا و أن نشوء العظام لا يكون كذلك. و أن كثيرا من العلماء رد على د. مور.
فهل هذا صحيح؟
أنا أعلم أننا لا نرتاب أبدا من كلام الله تبارك و تعالى، و أعلم أن العلماء و إن توصلوا إلى أمر مخالفين بذلك القرآن فإننا نعتقد بأنهم لم يصلوا إلى المعلومة بشكل كافٍ و أن قول الله الحق سيظهر لا محالة.
و لكنني لا أعلم هل ما قاله صحيح أم أنه يحاول أن يطفئ نور الله بالكذب و التدليس. لذلك أحببت أن أسمع رأي الأطباء. مع شيء من التفصيل إذا كان بالإمكان، و جزاكم الله خيرا.
كما أرجو ممن يعرف طبيبا عالما في الأجنة في مدينة الرياض أن يعطيني اسمه و مكان عمله إذا أمكن.

جزاكم الله خيرا،
و تقبلوا أطيب التحايا من جاركم الفيزيائي
بوزترون.



هذا رأي فإن أصبت فبفضل الله ، و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان ...و أستغفر الله ...

-->الانتقاد البناء و النقاش العلمي الهادف.. ركيزتان للتطور. [مجهول]

أغسطس 14, 2005, 04:07:48 صباحاً
رد #1

سقراط

  • عضو متقدم

  • ****

  • 625
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سؤال عن مراحل تطور الجنين.
« رد #1 في: أغسطس 14, 2005, 04:07:48 صباحاً »
ما بيقصروا الاخوة سيسعنفونك بما طلبت أخي


وفقك الله

كنت أناقش أحد أقاربي وهو طبيب فاجابني ان تكون الجنين وفق ما جاء في القرآن الكريم حتى أنه بين لي أن العلم الحديث اكتشف ما تحدث عنه القرآن حول السمع والبصر في عملية التكوين . سأعود إليه علني أستوضح منه بعض الأمور.

أستاذنا أبا يوسف ننتظرك.
أخواننا أطباء المنتدى ننتظركم ;)
دعا سقراط ضيوفه إلى مائدة، ولاحظ أحدهم أن ليس على المائدة ما ينبغي، وأنه ينقصها الشيء الكثير فقال له: كان ينبغي أن تهتم أكثر بضيوفك، وأن تعتني باختيار ألوان الطعام، فقال له سقراط: إن كنتم عقلاء فعليها ما يكفيكم، وإن كنتم جهلاء فعليها فوق ما تستحقون.

أغسطس 15, 2005, 08:57:45 صباحاً
رد #2

المستقبلي

  • عضو مبتدى

  • *

  • 63
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سؤال عن مراحل تطور الجنين.
« رد #2 في: أغسطس 15, 2005, 08:57:45 صباحاً »
السلام عليكم ..
سمعت مثل هذا الكلام من أحد النصارى .. أن العضلات (اللحم) تتكون قبل العظام .. وليس كما همو بالقرآن .. وسألت أحد الأساتذة وهو من المهتمين بالإعجاز العلمي بالقرآن ..
وكان رده .. أن المنطق يقول بأن العظام تتكون قبل العضلات وأثبت ذلك من الناحية العلمية (مع الأسف لا أتذكرها جيدا) .. ولكن ما أذكره وأتمنى من الأخوة إتمامه هو أن الـ Ossiffication centres تتكون بالبداية ثم قصة لا أتذكرها جيدا ولا أريد تحريفها ..
أتمنى من الأخوة التفصيل في الأمر .. وشكرا ،،

أغسطس 15, 2005, 11:35:46 صباحاً
رد #3

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
سؤال عن مراحل تطور الجنين.
« رد #3 في: أغسطس 15, 2005, 11:35:46 صباحاً »
السلام عليكم

وجدت هذا المقال

ارجو ان يكون نافعا


 منذ أن لخص أرسطو النظريات السائدة في عصره والمتعلقة بتخلق الجنين، استمر الجدل بين أنصار نظرية الجنين الكامل القزم الموجود في ماء الرجل وبين أنصار نظرية الجنين الكامل القزم الذي يتخلّق من انعقاد دم الحيض لدى المرأة. لقد تصور معظمهم أن الإنسان مختزل في الحبّة المنوية؛ فرسم له العلماء صورة وتخيلوا أنه يوجد كاملا في النطفة المنوية غير أنه ينمو ويكبر في الرحم كالشجرة الصغيرة، ولم يتنبّه أحد من الفريقين إلى أن كلاً من حيوان الرجل وبييضة المرأة يساهمان في تكوين الجنين، وهو ما قال به العالم الإيطالي "سبالانزاني" Spallanzani سنة 1775م. وفي عام 1783 تمكن "فان بندن" Van Beneden من إثبات هذه المقولة.. وهكذا تخلت البشرية عن فكرة الجنين القزم. كما أثبت "بوفري" Boveri بين عامي 1888 و1909 أن الكروموسومات تنقسم وتحمل خصائص وراثية مختلفة. واستطاع "مورجان"Morgan عام 1912 أن يحدد دور الجينات في الوراثة وأنها موجودة في مناطق خاصة من الكروموسومات.
وهكذا يتجلى لنا أن الإنسانية لم تعرف أن الجنين يتكون من اختلاط نطفة الذكر وبييضة الأنثى إلا في القرن الثامن عشر، ولم يتأكد لها ذلك إلا في بداية القرن العشرين.
بينما نجد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد أكدا بصورة علمية دقيقة أن الإنسان إنما خُلق من نطفة مختلطة سماها "النطفة الأمشاج" فقال تعالى في سورة الإنسان: إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا (الإنسان:2). وقد أجمع أهل التفسير على أن الأمشاج هي الأخلاط، وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة. والحديث الشريف يؤكد هذا؛ فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده أن يهودياً مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت له قريش: يا يهودي، إن هذا يزعم أنه نبي فقال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي، فقال: يا محمد، مِمَّ يُخلق الإنسان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا يهودي، من كلٍّ يخلق: من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة، فقال اليهودي: هكذا كان يقول مَن قبلك" (أي من الأنبياء).
سنتحدث عن الأطوار الجنينية كما ذكرها البيان القرآني ونلقي ضوءاً على الحقائق العلمية الثابتة في كل طور من الأطوار..
أول هذه الأطوار: طور النطفة: Sperm
حقائق علمية مثبتة
تتشكل النُّطف في الخصية التي تتكون بدورها -كما أثبت علم الأجنة- من خلايا تقع أسفل الكليتين في الظهر ثم تنزل إلى أسفل البطن في الأسابيع الأخيرة من الحمل.
ومني الرجل يحتوي بشكل رئيسي على المكونات التالية: الحيوانات المنوية (النطف) Sperms التي يجب أن تكون متدفقة ومتحركة حتى يحدث الإخصاب، ومادة البروستاغلاندين Prostaglandin التي تسبب تقلصات في الرحم مما يساعد على نقل الحيوانات المنوية إلى موقع الإخصاب.
ومع أن مئات الملايين (500-600 مليون) من النطف تدخل عبر المهبل إلى عنق الرحم فإن نطفة واحدة هي التي تلقح البييضة، قاطعة مسافة طويلة جداً لتصل إلى مكان الإخصاب في قناة فالوب الرحمية Uterine Tube التي تصل المبيض بالرحم، تلك المسافة المحفوفة بكثير من العوائق تعادل ما يمكن تشبيهه بالمسافة التي يقطعها الإنسان ليصل إلى القمر!. ويحدث عقب الإلقاح مباشرة تغير سريع في غشاء البييضة؛ وهو ما يمنع دخول بقية الحيوانات المنوية إليها.
إن النطفة تحتوي على 23 كروموسوما (صبغيا)، منها كروموسوم واحد لتحديد الجنس، وقد يكون (Y) أو (X) أما البييضة فالكروموسوم الجنسي فيها هو دائماً (X)، فإن التحمت نطفة (Y) مع البييضة (X) فالبييضة الملقحة Zygote ستكون ذكراً (XY)، أما إذا التحمت نطفة (X) مع البييضة (X) فالجنين القادم سيكون أنثى (XX) فالذي يحدد الجنس إذن هو النطفة وليس البييضة.
بعد حوالي 5 ساعات على تكون البييضة الملقّحة -وهي الخلية الإنسانية الأولية الحاوية على 46 كروموسوما- تتقدر الصفات الوراثية التي ستسود في المخلوق الجديد، والصفات التي ستتنحى فلا تظهر عليه، بل يمكنها أن تظهر في بعض أولاده أو أحفاده (مرحلة البرمجة الجنينية)، بعد ذلك تنقسم البييضة الملقحة انقسامات سريعة دون تغير في حجمها، متحركة من قناة فالوب (الواصلة بين المبيض والرحم) باتجاه الرحم حيث تنغرس فيه كما تنغرس البذرة في التربة.
والرحم هو مكان تطور ونمو الجنين قبل أن يخرج طفلاً كامل الخلقة وسويّ التكوين. ويتميزالرحم بأنه مكان آمن للقيام بهذه الوظيفة؛ وذلك للأسباب التالية:
1- موضع الرحم في حوض المرأة العظمي، وهو محمي أيضاً بأربطة وصفاقات تمسك الرحم من جوانبه وتسمح له أيضاً بالحركة والنمو حتى إن حجمه يتضاعف مئات المرات في نهاية الحمل.
2- عضلات الحوض والعجان (الدبر) تحفظ الرحم في مكانه.
3- ويساهم في استقرار الرحم إفراز هرمون الحمل (البروجسترون) الذي يجعل انقباضات الرحم بطيئة.
4- كما أن الجنين داخل الرحم محاط بأغشية مختلفة تنتج سائلاً أمنيوسياً يسبح فيه الجنين ويمنع عنه تأثير الرضوض الخارجية.
تستمر مرحلة الإلقاح ووصول البييضة الملقحة إلى الرحم حوالي 6 أيام، ويستمر انغراسها ونموها في جدار الرحم حتى اليوم 15 حيث تبدأ مرحلة العلقة.
تأملات قرآنية
إن "النطفة" لغوياً هي القليل من الماء أو قطرة الماء، وهذا يطابق ماء الرجل الذي يحوي الحيوانات المنوية كجزء منه. والحيوان المنوي ينسلّ من الماء المهين (المني) وشكل الحيوان المنوي (النطفة) كالسمكة الطويلة الذيل (وهذا أحد معاني لفظة سلالة). يقول تعالى: الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين (السجدة :7-8) .
ويقول أيضاً مبيناً دور النطفة في الخلق: فلينظر الإنسان مما خلق. خلق من ماء دافق (الطارق 5-6)، ويقول: خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين (النحل: 4).
ويؤكد البيان الإلهي أن صفات الإنسان تتقرر وتتقدر وهو نطفة ولذلك قال تعالى: قتل الإنسان ما أكفره . من أي شيء خلقه . من نطفة خلقه فقدره (عبس17-19) .
والنطفة الأمشاج في قوله تعالى: إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا (الإنسان: 2) تعبّر عن هذا الإعجاز؛ فلغوياً هي نطفة (صغيرة كالقطرة) مفردة، ولكن تركيبها مؤلف من أخلاط مجتمعة (أمشاج) وهذا يطابق الملاحظة العلمية حيث إن البييضة الملقحة بالحيوان المنوي هي على شكل قطرة، وهي في نفس الوقت خليط من كروموسومات نطفة الرجل وكروموسومات البييضة الأنثوية.
هل تصور أحد من البشر أن نطفة الرجل حال الإمناء يتقرر مصيرها وما يخرج منها ذكرا كان أو أنثى؟! هل يخطر هذا بالبال ؟! لكن القرآن يقول: وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثي . من نطفة إذا تمنى (النجم 45-46) حال إمنائه إذا تمنى، وقد قدر ما سيكون الجنين ذكرا أو أنثى!! من أخبر محمدا أن النطفة بأحد نوعيهاX) أو (Y هي المسؤولة عن تحديد جنس الجنين؟ هذه المعلومة لم تعرف إلا بعد اكتشاف الميكروسكوب الإلكتروني في القرن الماضي؛ حيث عرفوا أن الذكورة أو الأنوثة تتقرر في النطفة وليس في البييضة، بما يعني أننا كنا في أوائل القرن العشرين وكانت البشرية بأجمعها لا تعلم أن الذكورة والأنوثة مقررة في النطفة.. لكن القرآن الذي نزل قبل أربعة عشر قرنا يقرر هذا في غاية الوضوح!
وثمة لفتة طريفة، حيث ذكرنا سابقاً أن النطف تتكون في الخصية التي تتشكل بدورها -كما أثبت علم الأجنة- من خلايا تقع أسفل الكليتين في الظهر ثم تنزل إلى الأسفل في مراحل الحمل الأخيرة، وهذا تأكيد لقوله تعالى: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم (الأعراف 172) وهذه إشارة واضحة إلى أن أصل الذرية هو منطقة الظهر حيث مكان تشكل الخصية الجنيني، فسبحان الله أعلم العالمين.
وأخيراً كما ذكرنا فإن الرحم يعتبر مقراً آمناً (ومكيناً) لنمو الجنين وحمايته لأسباب كنا قد تحدثنا عنها سابقاً، نجد أن القرآن الكريم يذكر ذلك ويؤكده منذ أكثر من 14 قرناً حيث يقول تعالى: فجعلناه في قرار مكين . إلى قدر معلوم. فقدرنا فنعم القادرون ( المرسلات:21-23).. صدق الله العظيم.
الطور الثاني : العلقة
الحقائق العلمية الثابتة:
يبدأ طور العلقة في اليوم 15 وينتهي في اليوم 23 أو 24 حيث يتكامل بالتدريج ليبدو الجنين على شكل الدودة العلقة التي تعيش في الماء، ويتعلق في جدار الرحم بحبل السرة، وتتكون الدماء داخل الأوعية الدموية على شكل جزر مغلقة تجعل الدم غير متحرك في الأوعية الدموية، معطية إياه مظهر الدم المتجمد.
وبالرغم من أن طبيعة الجسم البشريّ هي أن يطرد أيّ جسم خارجي فإن الرحم لا يرفض العلقة المنزرعة في جداره، على الرغم من أن نصف مكوناتها ومورثاتها هو من مصدر خارجي (الأب) وهذا مرده حسب بعض التفسيرات أن منطقة خلايا Syncitia بالعلقة لا يوجد بها مولدات ضد Antigens.
يجدر بالذكر هنا أن الشريط الأولي Primitive Streak هو أول ما يُخلق في الجنين في اليوم 14 أو 15 ثم تظهر فيه العقدة الأولية Primitive Node ومن هذا الشريط تتكون الخلايا الأم Stem cells ومصادر الأنسجة الرئيسية Mesoderm, Ectoderm, Endoderm التي سوف تشكل أعضاء وأنسجة الجسم المختلفة ، وفي نهاية الأسبوع 3 يضمر الشريط الأولي ويتوضع ما يتبقى منه في المنطقة العجزية - العصعصية Sacrococcygeal region بنهاية ذيل العمود الفقري مبقياً على بقايا للخلايا الأم في هذه المنطقة ، حتى إن بعض أورام المنطقة العصعصية -تسمى الورم متعدد الأنسجة أو الورم العجائبي Teratroma- يمكنها أن تحتوي أنسجة مختلفة (عضلات، جلدا، غضروفا، عظما، وأحيانا أسنانا أيضا) بخلاف الأورام التي تنشأ في مناطق أخرى، والتي تكون على حساب نسيج واحد محدد.
تأملات من القرآن والسنة:
تستغرق عملية التحول من نطفة إلى علقة أكثر من 10 أيام حتى تلتصق النطفة الأمشاج (البييضة الملقحة) بالمشيمة البدائية بواسطة ساق موصلة تصبح فيما بعد الحبل السري؛ ولهذا استعمل البيان القرآني حرف العطف (ثم) في الآية الكريمة ثم خلقنا النطفة علقة (سورة المؤمنون: 14) الذي يفيد التتابع مع التراخي.
والعلقة لغوياً لها معان عدة:
1- الدودة العلقة (Leech) التي تعيش في البرك وتمتص دماء الكائنات الأخرى.
2- شيء متعلق بغيره.
3- الدم المتخثر أو المتجمد.
وهذه المعاني جميعاً منطبقة تماماً على واقع الجنين البشري بعد انغراسه في جدار الرحم؛ فهو يبدو على شكل دودة العلق (Leech) وهو متعلق أيضاً بجدار الرحم عن طريق حبل السرة ، وتنشأ بداخله الأوعية الدموية على شكل شبكة جزر مغلقة معطية إياه مظهر علقة الدم المتجمد.
ثم يتم التحول سريعاً من علقة إلى مضغة خلال يومين (من اليوم 24 إلى اليوم 26)؛ لهذا وصف القرآن هذا التحول السريع باستخدام حرف العطف (ف) الذي يفيد التتابع السريع للأحداث فخلقنا العلقة مضغة (سورة المؤمنون14).. إذن حتى استعمال حروف العطف المختلفة كانت له دلالات بيانية إعجازية عكست اختلاف المراحل الجنينية.
طور العلقة هو الطور الثاني إذن من أطوار المراحل الجنينية، وقد ذكر في القرآن في مواضع عديدة ، قال تعالى: ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى @ فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى)القيامة: 37-39)، وقال في سورة سميت بسورة "العلق": خلق الإنسان من علق (العلق 2).
وعودة إلى موضوع الشريط الأولي الذي هو أول ما يُخلق في الجنين ومن هذا الشريط تتكون الخلايا الأم وأعضاء وأنسجة الجسم المختلفة، وفي نهاية الأسبوع 3 يضمر الشريط الأولي ويتوضع ما يتبقى منه في المنطقة العصعصية بنهاية ذيل العمود الفقري، مبقياً على بقايا للخلايا الأم في هذه المنطقة، ويأتي هذا مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما روى عنه أبو هريرة في مسند أحمد: "كل ابن آدم يبلى ويأكله التراب إلاّ عجب الذنب، منه خُلق وفيه يُركب" فالخلايا التي تشكل أنسجة وأعضاء الجسم تتوضع في "عجب الذنب" أي العظم العصعصي، ومنها يخلق الإنسان، صدق رسول الله !
الطور الثالث: المضغة
يتحول الجنين من طور العلقة إلى بداية طور المضغة ابتداءً من اليوم 24 إلى اليوم 26، وهي فترة وجيزة إذا ما قورنت بفترة تحول النطفة إلى علقة.
يبدأ هذا الطور بظهور الكتل البدنية (Somites) في اليوم الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين في أعلى اللوح الجنيني، ثم يتوالى ظهور هذه الكتل بالتدريج في مؤخرة الجنين. وفي اليوم الثامن والعشرين يتكون الجنين من عدة فلقات تظهر بينها أخاديد؛ وهو ما يجعل شكل الجنين شبيهاً بالعلكة الممضوغة، ويدور الجنين ويتقلب في جوف الرحم خلال هذا الطور الذي ينتهي بنهاية الأسبوع السادس.
ويجدر بالذكر أن مرحلة المضغة تبدأ بطور يتميز بنمو وزيادة في حجم الخلايا بأعداد كبيرة أي تكون المضغة كقطعة من اللحم لا تركيب مميزا لها، وبعد أيام قليلة يبدأ الطور الثاني وهو طور التشكيل (التخلق) حيث يبدأ ظهور بعض الأعضاء، كالعينين واللسان (في الأسبوع 4) والشفتين (الأسبوع 5)، ولكن لا تتضح المعالم إلاّ في نهاية الأسبوع 8، وتظهر نتوءات الأطراف (اليدين والساقين) في هذا الطور.
تأملات من القرآن والسنة:
لغوياً تعني "المضغة" المادة التي لاكتها الأسنان ومضغتها، وهي تعطي وصفاً دقيقاً لواقع هذه المرحلة الجنينية؛ حيث يصبح شكل الجنين مثل المادة الممضوغة التي يتغير شكلها باستمرار، وحيث تظهر فلقات الكتل البدنية (Somites) في الجنين، واختلافها يشبه شكل "طبع الأسنان" على اللقمة، كذلك يدور الجنين ويتقلب في جوف الرحم كتقلب القطعة الممضوغة في الفم.
يأتي طور المضغة بعد طور العلقة، وهذا الترتيب يطابق ما ورد في الآية الكريمة: فخلقنا العلقة مضغة (المؤمنون:14).
من صفات المضغة أنها تستطيل ويتغير شكلها عند مضغها، وهذا ما يحصل تماماً للجنين في هذه المرحلة. وكما ذكرنا فللمضغة طور باكر قبل أن تشكّل وتخلق الأعضاء، وطور آخر بعد بدء تشكل الأعضاء كما قال البيان القرآني: يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى (الحج :5)، إذن هناك طوران للمضغة: المضغة غير المخلقة والمضغة المخلقة، وينتهي هذا الطور بشقيه في الأسبوع 6 (أي بعد 40 يوما)، وقد أخرج مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها".
ولفتة أخرى أيضاً، وهي أن بعض الأعضاء تتخلق قبل غيرها؛ فالعينان واللسان (الأسبوع 4) تتخلق قبل الشفتين (الأسبوع 5)، والبيان القرآني يقدم العينين واللسان على الشفتين: ألم نجعل له عينين @ ولسانا وشفتين (سورة البلد: 8-9).
الطور الرابع: العظام
خلال الأسبوع 6 يبدأ الهيكل العظمي الغضروفي في الانتشار في الجسم، ولكن لا ترى في الجنين ملامح الصورة الآدمية حتى بداية الأسبوع 7؛ حيث يأخذ شكل الجنين شكل الهيكل العظمي. ويتم الانتقال من شكل المضغة إلى بداية شكل الهيكل العظمي في فترة زمنية وجيزة خلال نهاية الأسبوع 6 وبداية الأسبوع 7، ويتميز هذا الطور بظهور الهيكل العظمي الذي يعطي الجنين مظهره الآدمي.

تأملات من القرآن والسنة:
إن مصطلح العظام الذي أطلقه القرآن الكريم على هذا الطور هو المصطلح الذي يعبر عن هذه المرحلة من حياة الجنين تعبيرًا دقيقًا يشمل المظهر الخارجي، وهو أهم تغيير في البناء الداخلي وما يصاحبه من علاقات جديدة بين أجزاء الجسم واستواء في مظهر الجنين، ويتميز بوضوح عن طور المضغة الذي قبله، قال تعالى: فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين (المؤمنون: 14).
وتكَوُّن العظام هو أبرز تكوين في هذا الطور؛ حيث يتم الانتقال من شكل المضغة الذي لا ترى فيه ملامح الصورة الآدمية إلى بداية شكل الهيكل العظمي في فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز أياما قليلة خلال نهاية الأسبوع 6 (ولهذا استعمل حرف العطف "ف" الذي يفيد التتابع السريع)، وهذا الهيكل العظمي هو الذي يعطي الجنين مظهره الآدمي بعد أن يكسى باللحم (العضلات) وتظهر العينان والشفتان والأنف، ويكون الرأس قد تمايز عن الجذع والأطراف، وهذا مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا مرّ بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكًا فصورها، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا ربّ أذكر أم أنثى؟" صحيح مسلم. بعد أن يمر على النطفة 42 ليلة (6 أسابيع) يبدأ التصوير فيها لأخذ الشكل الآدمي بظهور الهيكل العظمي الغضروفي، ثم تبدأ الأعضاء التناسلية الظاهرة بالظهور فيما بعد (الأسبوع 10) .
وفي الأسبوع السابع تبدأ الصورة الآدمية في الوضوح؛ نظراً لبداية انتشار الهيكل العظمي، فيمثل هذا الأسبوع (ما بين اليوم 40 و45) الحد الفاصل ما بين المضغة والشكل الإنساني.

د. شريف كف الغزال
طبيب وعضو مؤسس للجمعية الدولية لتاريخ الطب الإسلامي

منقول عن مجلة أبعاد

أغسطس 15, 2005, 11:40:33 صباحاً
رد #4

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
سؤال عن مراحل تطور الجنين.
« رد #4 في: أغسطس 15, 2005, 11:40:33 صباحاً »
السلام عليكم

وهذا ايضا كتبه الدكتور زغلول النجار:

من الدلالات العلمية للآيات الثلاث
أولا‏:‏ في قوله تعالي‏:‏ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏*:‏
يشبه تركيب جسم الإنسان في مجموعه التركيب الكيميائي لتراب الأرض المختلط بالماء‏(‏ أي الطين‏)‏ مع زيادة واضحة في عناصر الأكسجين‏,‏ والهيدروجين‏,‏ والكربون‏,‏ والفوسفور في جسم الإنسان‏,‏ وذلك لغلبة الماء فيه‏(54%‏ إلي أكثر من‏70%)‏ ولاستفادة النبات الذي يتغذي عليه الإنسان بغاز ثاني أكسيد الكربون المستمد من الجو في بناء سلاسل الغذاء حول ذرة الكربون‏(‏ الكربوهيدرات‏),‏ ولقدرة كل الخلايا الحية‏(‏ النباتية‏,‏ والحيوانية‏,‏ والإنسية‏)‏ علي تركيز الفوسفور ومركباته‏.‏

ويتكون طين الأرض في غالبيته من المعادن الصلصالية التي تتركب أساسا من سليكات الألومنيوم المميأة‏,‏ وتشمل عددا من المعادن التي تزيد علي العشرة‏,‏ والتي تختلف عن بعضها البعض باختلاف كل من درجات التميؤ ونسب كل من الألومنيوم والسيليكون‏,‏ أو باختلاف العناصر المضافة ومن أهمها كل من المغنيسيوم والبوتاسيوم‏.‏ وكثيرا مايختلط بالمعادن الصلصالية المكونة للتربة أو للطين نسب متفاوتة من حبات الرمل‏(‏ الكوارتز‏)‏ والفلسبار وصفائح الميكا‏,‏ وأكاسيد الحديد‏,‏ وبعض المعادن الثقيلة‏,‏ بالإضافة إلي شيء من الرماد البركاني‏,‏ ودقائق الأملاح‏,‏ والجير‏(‏ الكلس‏)‏ ودقائق الرماد الناتج عن مختلف عمليات الاحتراق‏,‏ وحبوب اللقاح وغيرها من بقايا النبات‏,‏ والبكتيريا وغيرها من الأحياء وبقاياها‏,‏ وبعض آثار الغبار الكوني وبقايا الشهب‏,‏ وغيرها‏,‏ مما يجعل من مكونات طين الأرض شيئا شبيها بمكونات جسم الإنسان‏.‏
وتراب الأرض من الرواسب الفتاتية الناعمة الحبيبات التي تقل أقطار حبيباتها عن‏256/1‏ من الملليمتر‏,‏ وإن اختلطت به بعض حبيبات الغرين‏(16/1‏ مم إلي‏256/1‏ مم‏)‏ والرمل‏(4/1‏ مم إلي‏16/1‏ مم‏).‏ وهذه النعومة في حبيبات التربة تجعل مساميتها تتراوح بين‏70%‏ و‏80%‏ فتمتليء هذه المسام بالماء والهواء‏,‏ وبأيونات ودقائق العناصر والمركبات المختلفة التي توجد في الحالة الغروية‏,‏ ولعل ذلك هو المقصود من قول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏*‏
‏(‏المؤمنون‏:12)‏

وهذه الحقيقة كما تنطبق علي الإنسان الأول‏[‏ أبينا آدم‏(‏ عليه السلام‏)]‏ تنطبق علي جميع نسله الذين كانوا في صلبه لحظة خلقه‏,‏ والذين ورث كل فرد منهم شيئا من هذا التراب الأولي‏.‏
وهذا الشيء الموروث من الأب الأول ينمو علي دماء أمه وهو في بطنها‏,‏ ودماؤها مستمدة من غذائها المستمد أصلا من عناصر الأرض‏,‏ ثم بعد ولادته يفطم علي لبن أمه‏,‏ أو علي لبن غيرها من المرضعات أو علي ألبان الحيوانات المباحة وكل ذلك مستمد أصلا من تراب الأرض‏,‏ وبعد فطامه يتغذي الطفل علي كل من نبات الأرض‏,‏ وعلي المباحات من المنتجات الحيوانية وكلها مستمد أصلا من عناصر الأرض‏,‏ ومن هنا كانت الإشارة القرآنية الكريمة التي يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏*‏

إشارة معجزة لما فيها من حقائق علمية لم تتضح لأصحاب العلوم المكتسبة إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين أي بعد تنزل القرآن الكريم بأكثر من ثلاثة عشر قرنا‏.‏

ثانيا‏:‏ في قوله تعالي‏:‏ ثم جعلناه نطفة في قرار مكين‏*:‏
بسبب استطالة الزمن بين الخلق من سلالة من طين‏,‏ والخلق من نطفة في قرار مكين استخدم القرآن الكريم حرف العطف‏(‏ ثم‏)‏ الذي يدل علي الترتيب مع التراخي‏.‏
و‏(‏ النطفة‏)‏ في اللغة هي القليل من الماء الذي يعدل قطرة أو بضع قطرات وجمعها‏(‏ نطف‏)‏ و‏(‏نطاف‏),‏ وقد استخدمها القرآن الكريم للتعبير عن خلية التكاثر‏(Gamete)‏ سواء كانت مؤنثة‏(Ovum)‏ أو مذكرة‏(Sperm)‏ وذلك في اثنتي عشرة آية قرآنية كريمة هي‏'<img'>‏ النحل‏/4,‏ الكهف‏/37;‏ الحج‏/5;‏ المؤمنون‏/14,13,‏ فاطر‏/11,‏ يس‏/77,‏ غافر‏/67,‏ النجم‏/46,‏ القيامة‏/37,‏ الإنسان‏/2,‏ وعبس‏/19).‏

وقد سمي القرآن الكريم اتحاد النطفتين التكاثريتين الذكرية والأنثوية باسم النطفة الأمشاج أي المختلطة‏(Zygote)‏ في الآية الثانية من سورة الإنسان‏,‏ وهو أول تعبير علمي دقيق عن تخلق الجنين باتحاد النطفتين الذكرية والأنثوية‏,‏ وانطلاقا من ذلك جاء قول رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ حين سئل‏:‏ مم يخلق الإنسان؟ فأجاب‏:...‏ من كل يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة‏(‏ مسند الإمام أحمد بن حنبل‏)‏ وهي حقيقة لم يتوصل العلم المكتسب إلي معرفتها إلا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي‏(1775‏ م‏/1186‏ هـ‏).‏
وبالتقاء النطفتين الذكرية والأنثوية تتكون النطفة الأمشاج‏(Zygote)‏ التي يتكامل فيها عدد الصبغيات المحدد للنوع البشري‏[46‏ صبغيا في‏23‏ زوجا منها‏22‏ تحمل الصفات الجسدية‏,‏ وزوج يحمل الصفات الجنسية وهما‏(x+x)‏ في الأنثي‏,(x+y)‏ في الذكر‏].‏

ويتم إخصاب النطفة المؤنثة‏(‏ البييضه‏)‏ ـ في الغالب ـ بنطفة ذكرية واحدة‏(‏ أي بحيوان منوي واحد‏)‏ وفي ذلك يقول المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ ما من كل الماء يكون الولد‏.‏
وبعد إتمام عملية الإخصاب تبدأ النطفة الأمشاج بالانقسام السريع إلي خلايا أصغر فأصغر حتي تتحول إلي كتلة كروية من الخلايا الأرومية تعرف باسم التويتة‏(Morula),‏ ثم تتمايز الي طبقتين‏:‏ خارجية وداخلية مكونة ما يعرف باسم الكيسة الأرومية‏(Blastocyst)‏ التي تبدأ في الانغراس بجدار الرحم مع اليوم السادس من تاريخ الإخصاب وحتي اليوم الرابع عشر‏,‏ وتعرف هذه المرحلة باسم مرحلة الغرس أو الحرث‏(Implantation)‏ وتستغرق أسبوعا كاملا حتي يتم انغراس النطفة الأمشاج عديدة الانقسامات في جدار الرحم فتنقل من طور النطفة إلي طور العلقة‏.‏

وطول النطفة يتراوح بين‏1‏ وـ مم إلي‏68‏ وـ مم‏,‏ ووصف كل من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لهذا الطور الدقيق جدا في زمن لم يكن متوافرا فيه أية وسيلة من وسائل التكبير أو الكشف‏,‏ ووصفه بأنه ناتج عن إخصاب النطفتين المذكرة والمؤنثة يعتبر سبقا علميا لم يتوصل إليه العلم المكتسب إلا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي أي بعد تنزل القرآن الكريم بأكثر من أحد عشر قرنا‏.‏
وبما أن الآيات الثلاث‏(12‏ ـ‏14)‏ من سورة المؤمنون التي نحن بصددها تتحدث عن الأطوار المتتالية في تكون الجنين الإنساني فمن المنطقي أن يكون التعبير‏(‏ نطفة في قرار مكين‏)‏ يقصد به النطقة الأمشاج في داخل الرحم الذي جعله الله‏(‏ تعالي‏)‏ مستقرا لها يأويها ويغذيها‏(‏ علي الرغم من أن من طبيعة جسم الإنسان أن يطرد أي جسم غريب يزرع فيه‏),‏ وجعله مكينا بوضعه في وسط جسم الأنثي‏,‏ وفي مركز من الحوض العظمي‏,‏ وبإحاطته بالعضلات والأربطة والأغشية التي تثبته بقوة في جسم المرأة‏,‏ وتثبت الجنين به علي مدي تسعة أشهر كاملة أو حول ذلك‏,‏ وقد وهب الله‏(‏ تعالي‏)‏ الرحم القدرة علي الاستجابة لنمو الجنين بالتمدد المستمر مع زيادة الجنين في الحجم‏,‏ وأحاط هذا المخلوق الناشيء بكل من السائل الأمنيوسي‏,‏ والغشاء الأمنيوسي المندمج بالمشيمة‏,‏ وعضلات الرحم السميكة ثم جدار البطن وبذلك جعله ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ قرارا مكينا للنطفة الأمشاج حتي تنمو إلي الجنين الكامل‏.‏ وهذا إجماع المفسرين والأطباء المختصين إلي عصرنا الراهن استنادا إلي قول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
‏...‏ ونقر في الأرحام مانشاء إلي أجل مسمي‏...*(‏ الحج‏:5)‏

وقوله‏(‏ تعالي‏):‏
ألم نخلقكم من ماء مهين‏*‏ فجعلناه في قرار مكين‏*‏ إلي قدر معلوم‏*‏ فقدرنا فنعم القادرون‏*(‏ المرسلات‏:20‏ ـ‏23)‏
وقد اقترح الأستاذ الدكتور كريم حسنين في كتابه المعنون دورة حياة الإنسان بين العلم والقرآن أن يكون المقصود بالقرار المكين هو غدة التناسل في الإنسان‏(Gonad),‏ ولا أري خلافا يستدعي الجدل في ذلك‏,‏ لأنه إذا كان المقصود بالنطفة في هذه الآية الكريمة النطفة الأمشاج كما يدل علي ذلك سياق الآيات فقرارها المكين هو الرحم بلا جدال‏,‏ وإذا كان المقصود هو النطفة المجردة بمعني خلية التكاثر الذكرية أو الأنثوية فقرارها المكين هو غدد التناسل في كل من الذكر والأنثي‏.‏

ويبقي وصف القرآن الكريم للمكانين بالقرار المكين سبقا علميا لم يصل إليه العلم المكتسب إلا بعد أكثر من عشرة قرون كاملة علي أقل تقدير‏.‏

ثالثا‏:‏ في قوله تعالي ثم خلقنا النطفة علقة‏...:‏
لطول الفترة الزمنية من لحظة الإخصاب إلي تمام تعلق الكيسة الأرومية‏(‏ النطفة الأمشاج المنقسمة إلي أقسام كثيرة‏)‏ والتي تصل إلي الأسبوعين‏(‏ من اليوم الأول إلي الرابع عشر‏)‏ استخدم القرآن الكريم حرف العطف‏(‏ ثم‏)‏ الذي يدل علي الترتيب مع التراخي‏.‏
ففي خلال أسبوعين من بدء الإخصاب تتم عملية تعلق الكيسة الأرومية بجدار الرحم بواسطة المشيمة البدائية التي تتحول فيما بعد إلي الحبل السري‏.‏ وباطراد النمو‏,‏ وتعدد الخلايا‏,‏ وبدء تكون الأجهزة‏(‏ وفي مقدمتها الجهاز العصبي ممثلا بالحبل الظهري‏,‏ والجهاز الدوري الابتدائي ممثلا بأنابيب القلب وحزمة من الأوردة والشرايين‏)‏ يستطيل الجنين في نهاية الأسبوع الثالث‏(‏ من اليوم الحادي والعشرين إلي اليوم الخامس والعشرين من عمره‏)‏ ليأخذ شكل دودة العلق‏(Leech)‏ في هيأتها‏,‏ وفي تعلقها بجسم العائل‏,‏ وفي تغذيتها علي دم الحيوان العائل الذي تعلق به‏).‏ وعلي ذلك فإن الوصف القرآني لهذا الطور من أطوار جنين الإنسان بتعبير‏(‏ العلقة‏)‏ في زمن لم يكن متوافرا فيه أية وسيلة من وسائل التكبير أو الكشف لطور يتراوح طوله بين‏7.‏ ـ مم و‏3,5‏ مم يعتبر أمرا معجزا حقا‏.‏

رابعا‏:‏ في قوله تعالي‏:...‏ فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما‏...*:‏
هذه مراحل ثلاث في تطور الجنين البشري‏,‏ ميزها القرآن الكريم وربطها مع بعضها البعض بحرف العطف‏(‏ ف‏)‏ الذي يدل علي الترتيب مع التعقيب والاشتراك‏,‏ وذلك لتتابعها المرحلة تلو الأخري في تعاقب سريع علي النحو التالي‏:‏

‏(1)‏ تحول العلقة إلي مضغة‏:‏ يستمر طور العلقة من نهاية الأسبوع الثاني إلي ما قبل نهاية الأسبوع الرابع من عمر الجنين‏(‏ أي من اليوم الخامس عشر إلي الخامس والعشرين‏)‏ وفي منتصف الأسبوع الرابع من عمر الجنين‏(‏ أي في حدود اليوم الرابع والعشرين إلي السادس والعشرين من بدء الإخصاب‏)‏ تنتقل العلقة إلي طور جديد سماه القرآن الكريم باسم المضغة وذلك ببدء ظهور عدد من الفلقات عليها تعرف باسم الكتل البدنية‏(Somites)‏ والتي تبدأ بفلقة واحدة ثم تتزايد في العدد حتي تصل إلي ما بين‏40‏ و‏45‏ فلقة‏,‏ وذلك مع تمام الأسبوع الرابع وبدايات الأسبوع الخامس من عمر الجنين‏(‏ أي في اليوم الثامن والعشرين إلي الثلاثين من تاريخ الإخصاب‏).‏
ونظرا إلي تعدد تلك الكتل البدنية فإن الجنين يبدو كأنه قطعة صغيرة من اللحم الممضوغ بقيت عليها طبعات أسنان الماضغ واضحة كما تبقي مطبوعة علي قطعة من العلك الممضوغ‏.‏
ومع استمرار نمو المضغة تبدو فلقاتها في تغير مستمر في أشكالها وأحجامها ومواضعها‏,‏ ويصحب ذلك التغير شيء من الانتفاخ والتغضن والتثني تماما كما يحدث مع قطعة العلك الممضوغة مع تكرار مضغها‏.‏ ومن هنا كان الإعجاز القرآني في تسمية تلك المرحلة الدقيقة‏(‏ والتي لا يتعدي طولها واحد سم في نهاية تلك المرحلة‏)‏ باسم المضغة‏,‏ والمضغة ـ لغة ـ هي القطعة من اللحم قدر ما يمضغ‏,‏ أو التي مضغت ولاكتها الأسنان تاركة طبعاتها عليها‏.‏

‏(2)‏ تحول المضغة إلي العظام‏:‏ يستمر طور المضغة من نهاية الأسبوع الرابع إلي نهاية الأسبوع السادس من عمر الجنين‏(‏ أي من حوالي اليوم السادس والعشرين إلي اليوم الثاني والأربعين من تاريخ الإخصاب‏)‏ ثم ينتقل إلي طور آخر سماه القرآن الكريم باسم طور العظام ويتم في خلال الأسبوع السابع من عمر الجنين‏(‏ في حدود الأيام‏43‏ إلي‏49‏ من تاريخ الإخصاب‏),‏ وفي هذه الفترة يبدأ انتشار الهيكل العظمي للجنين وذلك بالتكلس التدريجي للغضاريف التي تم تكونها في مرحلة المضغة حول عدد من المنابت العضوية‏.‏ وبتكون العظام يبدأ الجنين‏(‏ الذي يتراوح طوله بين‏14‏ مم و‏20‏مم‏),‏ في تحقيق استقامة جذعه‏,‏ وبروز أطراف أصابعه‏,‏ وظهور حويصلات مخه‏,‏ وفي ذلك يقول المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها‏,‏ وخلق سمعها وبصرها‏,‏ وعظامها‏,‏ ولحمها‏,‏ وجلدها‏...(‏ أخرجه كل من الأئمة مسلم‏,‏ أبو داود‏,‏ والطبراني‏).‏
‏(3)‏ كسوة العظام باللحم‏:‏ بعد اكتمال تحول المضغة إلي عظام في نهاية الأسبوع السابع من عمر الجنين تبدأ عملية كسوة العظام باللحم‏(‏ العضلات والجلد‏)‏ في خلال الأسبوع الثامن‏(‏ من اليوم الخمسين إلي السادس والخمسين بعد الإخصاب‏),‏ ويكون طول الجنين في هذه المرحلة بين‏22‏ مم‏,31‏ مم‏.‏ وتنشأ خلايا العضلات عادة من الطبقة المتوسطة للمضغة وتخرج من بين فلقاتها ولذلك فإنها تنشأ مجزأة‏,‏ وتنتقل بعيدا عن منطقة الفلقات ثم تنمو وتتصل مع بعضها البعض مكونة أعدادا من الخيوط والألياف الأنابيب العضلية التي تنتظم بالتدريج في حزم مميزة تتصل بغشاء العظام مكونة النسيج العضلي الذي يكسوها‏,‏ والذي يتميز إلي كل من الجهاز العضلي للظهر‏,‏ والجهاز العضلي للبطن والصدر‏,‏ والرأس والأطراف ويزود كلا منها بفرع من العصب الشوكي‏.‏

خامسا‏:‏ في قوله تعالي‏:...‏ ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين‏*:‏
بدءا من الأسبوع التاسع من عمر الجنين تأخذ صفاته الجسدية والشخصية في التمايز بتمايز كل أعضاء وأجهزة الجسم التي تنشط للعمل مع بعضها البعض في تناسق عجيب‏,‏ وقد كسيت العظام باللحم‏(‏ العضلات‏)‏ والجلد‏,‏ ويطلق القرآن الكريم علي هذه المرحلة اسم مرحلة النشأة وتمتد من اليوم السابع والخمسين إلي نهاية فترة الحمل في الأسبوع الثامن والثلاثين‏(‏ حول اليوم السادس والستين بعد المائتين‏),‏ ويتراوح طول الجنين فيها بين‏33‏ مم‏,500‏ مم‏.‏
وفي هذه المرحلة يبدأ النمو بطيئا ويستمر بهذا البطء حتي بداية الأسبوع الثاني عشر‏,‏ ثم تتسارع معدلات النمو في الحجم والتغير في الشكل فتتحرك العينان إلي مقدمة الوجه‏,‏ وتنتقل الأذنان من الرقبة إلي الرأس‏,‏ ويستطيل الطرفان السفليان بشكل ملحوظ‏.‏

ولتطاول المدة بين كسوة العظام باللحم وبين إنشاء الجنين‏(‏ خلقا آخر‏)‏ استخدم القرآن الكريم حرف العطف‏(‏ ثم‏)‏ الذي يفيد الترتيب مع التراخي‏.‏
هذه المراحل المتتالية في خلق جنين الإنسان لا يعرف علم الأجنة في قمة من قممه اليوم لأي منها اسما محددا‏,‏ ولا وصفا محددا‏,‏ ولايميزها إلا بأيام العمر‏.‏ وسبق القرآن الكريم بوصفها وتسميتها‏,‏ في مراحلها المتتالية بهذه الدقة العلمية المذهلة‏,‏ وبهذا الشمول والكمال في زمن لم يكن متوافرا فيه أي من وسائل التكبير أو الكشف المستخدمة اليوم لمما يقطع بأن القرآن الكريم لايمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بعهده في نفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)‏ علي مدي الأربعة عشر قرنا الماضية وإلي أن يرث الله‏(‏ تعالي‏)‏ الأرض ومن عليها حتي يكون حجة علي الناس كافة إلي يوم الدين‏,‏ كما يشهد ذلك للنبي والرسول الخاتم الذي تلقي القرآن الكريم بالنبوة وبالرسالة‏.‏ وبأنه كان دوما موصولا بالوحي ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏,‏ فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه‏,‏ ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين والحمد لله رب العالمين‏.‏

أغسطس 15, 2005, 11:44:46 صباحاً
رد #5

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
سؤال عن مراحل تطور الجنين.
« رد #5 في: أغسطس 15, 2005, 11:44:46 صباحاً »
السلام عليكم

اخوتي الكرام

سأجيب بمقدار ما قرأت عن موضوع تطور الجنين البشري وما استعنت به لكتابة موضوع اول رحلة

وهو قليل نسبة الى متعلم او دارس يبحث عن الاختصاص

المرحلة الاولى هي النطفة وذلك لا خلاف او نقاش عليه

حيث ان اصل الانسان هو من خلية تناسلية من الذكر تلتقي بخلية تناسلية من الانثى فتكون الامشاج

ثم يتطور الامر لنصل الى المرحلة الثانية وهي العلقة

هذه المرحلة هي المرحلة التي تتكون فيها blastocyst





والتي يتبعها اتصالها بالرحم وتكون الحبل المشيمي

وذلك يحدث خلال الاسبوعين الثالث والرابع من الحمل (الحساب هنا من اول يوم للعادة الشهرية الاخيرة)

اما بالنسبة لموضوع العظام والعضلات ايهما يسبق الاخر فمن المؤكد ان العظام هي التي تسبق

حيث ان بداية العمود الفقري تكون في الاسبوع الخامس

ويليه في الاسبوع السادس ظهور بدايات الاطراف وهي الايدي والارجل





اما العضلات فتكون بعد ذلك حيث تبدأ العضلات والاعصاب تأدية مهامها في الاسبوع التاسع

بالنسبة للمصادر فسأرفقها بعد انتهئي من كتابة الموضوع

أغسطس 20, 2005, 11:43:41 مساءاً
رد #6

د*جون كارتر

  • عضو خبير

  • *****

  • 1336
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
سؤال عن مراحل تطور الجنين.
« رد #6 في: أغسطس 20, 2005, 11:43:41 مساءاً »
السلام عليكم
أخي الكريم  بوزترون
يمكنك قراءة الموضوع المميز للأخ أبو يوسف أول رحلة

و بالله التوفيق