دروس من الزلزال
قد يفيد تركيا التعرف على تجارب بعض الدول الأخرى الموازية لها في موقعها الكائن على خط الزلازل العالمي.
في العشرينيات من القرن الماضي تعرضت اليابان لزلزال عنيف جدا خلف وراءه دمارا هائلا وآلاف الأشخاص القتلى تحت الأنقاض، وعلى الفور بدأت عملية انتشالهم ومحاولة إصلاح ما خربته قوى الطبيعة.
ولكن .. انتبه اليابانيون إلى نقطة بالغة الأهمية، إذ ماذا لو تكرر هذا السيناريو مجددا؟!!
وعلى الفور بدأ خبراء الطبيعة والهندسة هناك بوضع خطط ودراسات واستراتيجيات عديدة مفادها (كيف نتخطى أزمة زلزال مدمر بأقل أضرار ممكنة؟).
والجهد أوصل إلى نتيجة إيجابية.
فبعد ذلك التاريخ بدأ اليابانيون يقيمون في أساس المباني زنبركات لولوبية ضخمة تساعد على منح المبنى ميلانا بسيطا أثناء حدوث الهزة تجنبه بشكل كبير خطر السقوط والانهيار، كما أنه من المستحيل أن يُحشر أناس في مصعد كهربائي في اليابان؛ إذ أن المصاعد تقف بسرعة رهيبة جدا في حالة حدوث هزة عند أول طابق تصادفه وتفتح أبوابها ليخرج الناس ثم تُقطع عنها الكهرباء أتوماتيكيا، كذلك أيضا بالنسبة للمياه التي يتوقف ضخها فورا، إضافة إلى ذلك نجد مراصد الزلازل العديدة الفائقة التطور والمنتشرة على امتداد اليابان بأكملها.
واليوم نجد اليابان تتعرض لهزات عنيفة وعديدة، لكن خسائرها تعد أقل وبنسبة كبيرة مما لو كانت لم تجر هذه الدراسات وتوضع تلك الخطط التي وظفت التكنولوجيا المتطورة بصورة ناجحة في مهمة التحكم نسبيا في غضب الزلازل المنفلت.
والمسألة تنحصر هنا في مطلب واحد فقط، إذ يتحتم على الأتراك ـ خاصة في ظل وجودهم على خط الزلازل ـ انتهاج السياسة اليابانية في قضية مواجهة الزلازل واستغلال الطاقات والقدرات العلمية وتوظيفها بشتى أنواعها بما في ذلك إدراجها في أعمال البناء وإعادة الإعمار.
كل ذلك سيسهم في التقليل من آثار الزلازل مستقبلا وبالتالي سيساهم في التغلب على الثورات الطبيعية في تركيا.