Advanced Search

المحرر موضوع: التعريف المستحيل للذكاء  (زيارة 1076 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

سبتمبر 04, 2005, 04:00:07 صباحاً
زيارة 1076 مرات

invent

  • عضو مبتدى

  • *

  • 4
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
التعريف المستحيل للذكاء
« في: سبتمبر 04, 2005, 04:00:07 صباحاً »
مرحبا يا شباب هذا الموضوع أعجبني كثيرا و قد نقلته من مجلة علم و عالم
فأرجو إبداء الرأي فيه


التعريف المستحيل للذكاء
ما هو الذكاء؟ ما هي شروط إطلاق صقة الذكاء على إنسان ما ؟ هل يمكننا أن نقيس الذكاء؟ أي الأذكياء أنبغ في هذا القرن؟...
أسئلة كثيرة بعضها مألوف و بعضها عجيب! شغلت الدول المتقدمة و أثارت القيمين على التعليم و المربين و الأخصائيين في علم النفس و الأنثروبولوجيا و الأوساط العلمية الأكاديمية و الأطباء الأخصائيين في علم النفس و في علم التشريح ...
أنبغ أذكياء العصر!
"غوته" الكاتب الألماني الرومانسي مؤلف المقة و الخمسين كتابا يحتل المرتبة رقم 22 في سلم غريب طريف لتصنيف أدمفة هذا العصر، يتقدمه "غوتنبرغ" مخترع المطبعة في المرتبة رقم 21، بينما يحتل الفنان " بيكاسو" مبتدع التكعيبية في الفن التشكيلي المرتبة رقم 20، أما المرتبة رقم 19 فيحتلها "جان سيباستيان باخ" أحد عمالقة الموسيقى الكلاسيكية، و في المرتبة رقم 18 يرد اسم "غاري كاسباروف" بطل العالم في لعبة الشطرنج، أما "مايكل جاكسون" فيحتل المربتة رقم 17 على سلم التصنيف و هو صاحب الرقم القياسي في غسل أدمعة الشبيبة و في أرقام مبيعات أسطوانات أغانيه أما سبب نبوغ دماغ "جاكسون" ملك ال"FUNK" فربما يعود إلى اسطوانات فضائحه!
و الغريب أنه لا تكاد تفصله مسافة عن سابقه على سلم التصنيف " شكسبير" الأديب الإنكليزي الذي ما تزال مسرحياته تؤدى على مسارح العالم بعد زهاء 500 سنة من وفاته ، يتقدمه الفاتح اسكندر الأكبر ثم "شارل داروين" صاحب نظرية أصل الأنواع محتلا المرتبة رقم 14، يسبقه مقاما الملك "هنري الرابع " بما أنه ملك السلام و من ذوي النبوغ الصالح، و في المرتبة رقم 12 يرد اسم " فيكتور هيغو" الشاعر و الأديب الرومانسي، أما في المرتبة رقم 11 فيرد اسم " محبوب الألهة" "موزارت" الموسيقي الذي ألف قرابة 700 رائعة من روائع السيمفونيات و الأوبرا و موسيقى الحجة و الكنائس و بدأ التأليف الموسيقي و هو في الخامسة من عمره.
تحتل "ماري كوري" المرتبة رقم 10، يسبقها في المرتبة رقم 9 "ملك الصالات المعتمة"" ستيفن سبيلبرغ" الذي أخرج أول أفلامه في السادسة عشرة من عمره، ثم تظهر الملكة الفرعونية "كليوبترا" في المرتبة رقم 8 لا كفاتنة و حسب بل كمثقفة تتقن لغات و تجيد السياسة و محبة للمطالعة.
في المرتبة رقم 7 يطالعنا اسم معروف في مضمار الحروب هو "نابليون بونابرت".
و يرد يف المرتبة رقم 6 ذكر السيد المسيح على أنه مؤسس أول ديانة في العالم و سر عبقريته أن نجاحه امتد إلى ألفي عام وفقا لسلم التصنيف، علما بأنه مهما بلغ نجاح السيد المسيح و أنسانية رسالته و شفاءاته للبشر فإن الكيميائي " باستور" يتقدمه مرتبة واحدة لشفائه البشر من بعض الأمراض المعدية، أما المرتبة رقم 4 في تصنيف أدمغة العصر فحكر على اللاعب الرياضي "زيدان" عالم كرة القدم و ساحر الجماهير و أما المرتبة الثالثة فاحتلها النابغة الإيطالي "ليوناردو دافينتشي" الفذ المواهب يسبقه سيد الروائيين (وفقا للتصنيف) "تولكين" المفضل لدى الشبيبة في أوروبا.
فمن هو صاحب الدماغ رقم 1؟
إنه "ألبرت أينشتاين" (1879-1955) أبو النسبية الذي اعتبره التصنيف صاحب عبقرية نموذجية فهو عالم مثالي و صاحب عبقرية لم بوفها معاصروه حق قدرها فما إن بلغ السادسة و العشرين حتى أطاحت مقالاته الأربع التي نشرها بعد أطروحته الجامعية بمفاهيم علم الفيزياء.
و لكن لماذا آينشتاين؟ هل لحصوله على جانزة نوبل عام 1921؟ أم بسبب نظريته الشهيرة "النسبية"؟
دماغ نابغة العصر :
من التفكير و التنظير إلى قمقم "الفورمول"
لا ضير إن عدنا أدراجنا إلى العام 1985 إلى مختبر "توماس هارفي" الطبيب المختص بعلم الأمرايض في مستشفى "برنستون" في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد احتفظ هذا الطبيب بأهم جزء من دماغ آينشتاين في داخل قمقم من الزجاج و حفظه حفظ خاشع متعصب.
و كان هارفي قد استخرج دماغ آينشتاين إثر وفاته في 18 نيسان 1955 نتيجة تمزق يف جدار شريانه و هو في السبعين من عمره.
على أمل أن يهتدي بعدما استضاف أحد أعظم العقول في كل العصور إلى حلول للمعادلة الأحجية(معادلة ذكائه).
فعندما وزن "هارفي" المخ الموجود يف الدماغ تبين له أن وزنه 1.230 ملغ بالتمام و الكمال.
و لكن الذكاء مهما ثقل وزن المخ لا يقاس بالكيلوغرامات كما تصور "هارفي" بل إن الصور السلبية هي التي ستضع حدا للمعضلة علما بأن "هارفي" تراخى في أبحاثه حتى كاد يصير هو و الدماغ في طي النسيان إلى أن اهتدى صحفي شاب هو "ستيفن ليفي" إلى الذخيرة الآينشتانية الموجودة في عهدة الدكتور "هارفي" في العام 1978 فأحدث هذا الإكتشاف ضجة عظيمة في الأوساط العلمية و صار الدماغ موضوعا لأخذ و رد و "هارفي" يأبى التخلي عن ذخائره المقدسة إلى أن لان و تقبل في العام 1985 فكرة دراسة المخ الآينشتايني على يد باحثين سواه، حيث اكتشف الفريق الدراسي في جامعة "بيركلي" أن الخلايا العصبية الصغيرة لدى أبي النسبية قد اشتغلت إلى حدها الأقصى و لا شئ فريد في الدماغ غير ذلك.
مع حلول التسعينات  مطلع أعوام "هارفي" الثمانين يتعرض الدماغ إلى بحث و تمحيص دقيقين على يد طبيبتي أعصاب "ساندرا ويتيلسون" و "ديبرا كيفار" يسفران عن اكتشاف مذهل! هناك تشوه  في دماغ آينشتاين فثمة سوء تركيب خلقي فشق سيلفيوس و هو عبارة عن خط عميق غائر فاصل بين الفص الأعلى و فصي الجبين و الجدارين، مختلف في الدماغ الآينشتايني عنه لدى سائر البشر أو على الأقل لدى سائر الأدمغة التي درسها الباحثون.
فقد كان لآينشتاين فصان جداريان واسعان على نحو ملحوظ يتحكمان بالحس المكاني حيث تتموضع في الإنسان أشياء حقيقية أو متخيلة و يحميان مناطق من الدماغ متخصصة في التعليل الرياضي و الحيز التجريدي و هذا هو موضع القوة لدى "ألبرت آينشتاين".
ثمة اكتشاف آخر و هو أن الفص الجداري الأيسر كان أكبر حجما من الأيمن بينما المألوف أن يكون أقل ضخامة و هو موجود داخل أماكن مجاورة معينة بالنطق، فهل يفسر هذا الإكتشاف تأخر الفيزيائي الشهير عن النطق قبل بلوغه عامه الثالث؟
ثمة اكتشاف آخر و هو أن آينشتاين كان محروما من طباق العظم الجداري في الجمجمة و هذا الغطاء أو الغشاء يتحكم بالحركات الدفيفة لليد و مع ذلك لم يمنع هذا الحرمان آينشتاين من عزف الكمان طوال حياته.
التعريف المستحيل للذكاء:
قد يسهل علينا التعرف على الذكاء و تمييزه، لكن كيف نعرف الذكاء؟ هل هو حسن التعامل مع الأرقام؟ أم الرموز؟ أم تحليل أسباب مسألة ما؟ أم تصنيف و استنباط النتائج في المنطق الرياضي؟ هل الذكاء مفرد أم متنوع؟
تستدرجنا محاولة التعريف المناسب إلى التكلم عن أنواع من الذكاء فقد ينبغ تلميذ في اللغة الإنكليزية بعد فترة وجيزة من التعلم فهل يفوق ذكاؤه ذكاء تلميذ آخر نبغ في علم الحياة و الأرض؟ و هل يفوق هذا الأخير تلميذا آخر نبغ في المواد الدراسية كافة أو آخر نبغ في لعبة الكرة؟
هذه الأسئلة أثارت جدلا لكنها حصدت إجماعا بعد دراسة أميركية في العام 1987 حول تعريف الذكاء و محور هذا الإجماع أن الذكاء "تفكير في استدلالات مجردة و إنجازها" و أنه " تحليل مسائل و معرفة كيفية حلها" و أنه " التعلم بيسر و التأقلم بيسر مع المتغيرات" و هنا نتساءل أوليس كل تلميذ من أولئك النابغين عبقري على طريقته؟ و هنا يرد سؤال آخر ينقسم معه الأخصائيون إلى فريقين هل للمرء ذكاء من نوع واحد أم أنه يتحلى بأنواع عدة من الذكاء؟
و مع الفريقين تيشأ نظريتان الأولى "غروسو مودو" موالية للذكاء المفرد فإذا كان المرء ذكيا كان كذلك في كل المجالات التي هي من اختصاص المادة الرمادية من الدماغ البشري.
أما الثانية: فتعدد أنواع الذكاء و يدافع عنها "هوارد غاردنر" الأخصائي النفسي من جامعة هارفارد في أميركا الذي يرى أن ثمة ثمانية أنواع على الأقل من الذكاء مستقل أحدها عن الآخر: منطق-رياضي-شفوي-موسيقي-اجتماعي...إلخ و قد يختفي أحدها من الدماغ لعلة ما دون المساس باكفاءات الأخرى و لها وتيرة من النمو حكر عليها وحدها مثلا العبفرية المنطق – رياضية تبلغ أوجها قبل سن الأربعين أما عبقرية الكاتب فتبلغ ذروتها بعد سن الأربعين و تطور على نحو مطرد و إذا كانت النظرية الأولى لم تعد تلقى رواجا و كذلك الثانية فإن علماء النفس لا يصطفونها على أنها الوحيدة ذلك أن أكثريتهم يفضلون تقطيع الإجاصو إلى نصفين كل على طريقته و هواه.
نوع آخر من الذكاء التعويضي
جنون العبفرية
كم من موسيقي ماهر أو حاسب خارق أو عالم فذ يتحلى بمواهب استثنائية مع أنه يعاني غالبا إعاقات في جسده أو من عيوب خلقية داخل دماغه أو جسده و كأن موهبته كانت الثمن
 مثال ذلك الطفلة " بولين " ذات الأذن الموسيقية المثالية التي توضح لك العلامات الموسيقية للحن ما فور أن تسمعها و مع أنها لم تتلق أبدا دروسا في الموسيقى ذلك أن "بولين" لديها موهبة يحلم بها الموسيقيون كافة.
 أما "إسبيرانس" ذات السنوات السبع فتعدد لائحة بأسماء الوطاويط كلها مع أسماء أنواعها العلمية و توصيفاتها، و الأمر عند هذه الطفلة مجرد تسلية فهي ما كادت تبلغ الخامسة من عمرها حتى صارت رسامة حيوانات موهوبة ما إن تلقي نظرة خاطفة على أي حيوان حتى تنجز له رسما أوليا.
كذلك "دنيز" يف الثانيةشر من عمرها فهي تقويم متنقل تخبرك أي يوم من الأسبوع يقع في 15 شباط 1982 مثلا أو أي شهر من عام معين ابتدأ بيوم خميس... كأن المعلومات تدور في برنامج آلي داخل رأسها الصغير.
مع ذلك فإن "بولين- دنيز- و إسبيرانس" يعانين من الإنطوائية و من اضطراب عقلي يجعلهن مرهفات الإحساس إلى حد كبير و بخاصة عجاه الأشخاص الآخرين كما يعانين من مشقة في العيش و التعايش و مشقة بناء الذات تبعا لما يمليه هذا النقص في تكوينهن: اضطرابات في النطق و صعوبات في التدريب و غيرها.
و الحق أن هؤلاء الأشخاص الإنطوائيين على نقيض الفكرة الشائعة عنهم ليسوا متأخرين منغلقين داخل خرس عضال فإذا اعتصم بعضهم دائما بالصمت لعجز فعلي عن النطق، فإن بعضهم الآخر، مصاب بالمرض المسمى "تناذر ASPERGER" قد يعبر عن نفسه خير تعبير و أحيانا بما يتخطى عمره فلا الإعاقة الجسدية و لا التشوه الخلقي في الدماغ يؤثران في النبوغ. ربما كان آينشتاين ذاته يعاني أعراضا من ذلك التناذر على نحو طفيف و مع ذلك كسب ود أصدقاء حميمين و تزوج و خاض في نقاشات لامعة لكن الباحث " بارون كوهين " يقطع، و بدلائل شتى، أن آينشتاين كان على حياء مفرط و لم يتكلم حتى بلغ الثالثة من عمره و كان طفلا متوحدا لا يحتما المدرسة و يفضل العمل وحيدا لا سيما يف المواضيع التي تستحوذ على اهتمامه.
أيا يكن الافتراض أو الإشتنتاج فإن الإعاقة قادرة على أن تجعل من الإنطوائي نابغة كونيا.
قياس الذكاء: من دافينشي إلى ستيرن
من أين جاءت فكرة قياس الذكاء؟ و كيف يتيسر قياس ما يصعب تعريفه؟
الفكرة ليست وليدة الأمس القريب فقد خطرت للفنان الإيطالي المهووس بالإكتشاف و الإختراع "ليوناردو دافنشي" في زمانه و منذ ذلك الوقت مرت حتى الآن أجيال من الباحثين الساعين إلى بناء أداة ملائمة.
أول من بنى أداة للقياس هو الفرنسي "ألفريد بينيه" بالإشتراك مع الأخصائي في علم النفس "تيودور سيمون" حيث كانت الإختبارات التي يعدانها تجري على تلاميذ و تتوخى تحديد نموذجهم العقلي و تتضمن ثلاثين تمرينا تتزايد في صعوبتها.
و العام 1912 أكمل الألماني "ولهلم ستيرن" سلم "بينيه – سيمون" فابتدع مفهوم الحاصل الذكائي أي اختبار الI.Q الشهير الذي يتوافق مع العمر العقلي مقسوما على العمر الزمني مضروبا كلاهما بمئة و وفقا لهذه المقاييس فإن الأشخاص الحاصلين على معدلات I.Q بين 100 و 115 علامة يعتبرون من ذوي الذكاء العادي لا أكثر و لا أقل من المعدل أم فئة ال5% من الشرائح البشرية المدروسة فيحصلون على I.Q بمعدل قدره 125 و نسبة 0.1 على معدل 145 علامة و شخص واحد مقابل 100000 شخص يحصل على 160 علامة و واحد نسبة إلى مليون شخص يحصل على I.Q بمعدل 180 علامة.
و أيا بكن أسماء و أنواع الإختبارات :سلم"بينيه-سيمون" ، سلالم"ويسلر" أو اختبار I.Qفي امتحانات حاصل الذاء من هذا القبيل ترتكز أسئلتها بشكل أساسي على الكفاءات المنطق –رياضية و الشفهية رأها عدد من علماء النفس أنها أكثر الأسئلة نمذجة للذكاء العام.
ما هي فائدة تلك الإختبارات؟
طبعا ليست القياس الصرف فهي تفيد فقط في تحديد التوجهات المدرسية العلمية أو العملية لدى التلاميذ و مع ذلك فهي لا تقيس أنواع الذكاء كافة إذ من العسير مثلا أن تقيس النبوغ الرياضي أو النبوغ الموسيقي، مدونة العلامات على الورق.
هذان النوعان من الكفاءات قلما يقومان الطالب خير تقويم في مدرسته أما عن الذكاء الإجتماعي فيهتم به علماء النفس و إن محادثة بسيطة قد تفي بالغرض و تغني عن اختبار شائك مثل I.Q .
جحفل الأذكياء أو الإستنسال حبا بالإصطفاء
بدأت المسألة في بداية الثمانينات مع أن الكثير من الفلاسفة و المفكرين نظروا إليها بدافع من تعصبهم الفومي عندما أنشأ "روبرت غراهام" و هو رجل أعمال من كاليفورنيا مصرفا للحيمن (السائل المنوي) أي حيمن النخبة من الأذكياء و طلب من الحائزين على جائزة نوبل تجميع بذورهم المنوية الصغيرة في مصرفه بعدما شغله سؤال: كيف ينحط أصل البشر و يفسد و يؤول إلى الإنحلال؟ فاقترح على نسوة متزوجات أن يلقحن تلقيحا اصطناعيا و مجانيا ببذرة العبقرية فيتكون من ذلك التلقيح جحفل بل سرايا من النابغين ينقذون أمريكا.
غير أن تفصيلا صغيرا غفل عنه الرجل وهو أن الطفل المولود من أب يتحلى بمواهب خارقة و من أم ذكية قد لا يكون بالضرورة نابغة بالتأكيد و مع أن فشل مشروعه لم يكن ذريعا تماما فقد وفق إلى استنسال عينات من النوابغ متحدرين من متطوعين قام المصرف بتجنيدهم و كانوا من العلماء الموهوبين و المقدامين و الحائزين على جائزة نوبل و رياضيين و فنانين و رجال مال لامعين! كانت النتيجة قرابة 219 رضيعا بين العامين 1980 و 1997 و العام 2002 القتى لاصحفي "دانييل بلوتر" بخمسة عشر طفلا استولدوا من أبنائه مثلوا 15 من أصل 219 و هي عينة ضئيلة جدا كي تستخلص عن طريقها حقيقة علمية و بالتالي كي تبقذ أمريكا الصفوة لكن تلك العينةلم تحقق حلم "غراهام" بخلق جحافل العباقرة كما كان يبصور فهي لم تكن استثنائية في شئ مع أنها أحيطت بالرعاية و الإهتمام.
تساؤلات أخرى عن الذكاء
هل للنبات ذكاء؟
الإكتشافات العلمية ترد بالإيجاب، و قد يضحك القارئ من هذه الفكرة و يسخر كيف لأوراق الخس مثلا أن تتحلى بالنبوغ؟ و رأس القرنبيط هل يمكن أن يتصف بالذكاء؟
الحق ا،ه في حال عرفنا الذكاء في شطره الأعظم على أنه :"قابلية اتكيف السريع مع معضلات الوجود" لتبين لنا أن النبات ذكي ذكاءاً يبلغ حد الدهاء و ذكاؤه غير فابلللشك أو الدحض لأنه يتكيف خير تكيف مع تغيرات البيئة بغية أن ينمو خير نمو و يضمن مردودا أعظم من البذور و الثمر مثال ذلك أن النباتات في غابة الأمازون التي يصل إليها الضوء بصعوبة تشرأب بأعناقها و سيقانها حبا بالحصول على أقصى ما يمكنها من نور الشمس و من غاز CO2 الضروري جدا لنمو أوراقها.
مثال آخر و هو أن النباتات النامية في أعالي الجبال تتكيف مع برودة الطقس و تتدبر أمرها للصمود في وجه الرياح العاتية و الصقيع فتنتج جزيئات مخفضة للتجلد ابتغاء احتمال الصقيع و كذلك الخردل البري الذي يفلح في النمو ضمن تربة تخالطها معادن ثقيلة و مؤذية مثل النيكل أو في تربة تلوثت بمخلفات انفجار نووي.
هل السود أقل ذكاء من البيض؟
يرى لفيف من الأخصائيين أن كل اختلاف في الذكاء يفسره علم الأحياء بدليل بفوق البيض على السود في امتحان I.Q في أمريكا لأسباب وراثية و إتنية، طبعا هذا افتراض جائر و مثير للجدل و الغضب كما إنه ليس دقيقا من الناحية العلمية إذا تبين لطائفة من العلماء أن سبب تأخر السود عن البيض في امتحان I.Q هو خلل لغوي ليس إلا ( الفارق بين ابيض و السود 15 نقطة!) و كما استنتج أحد علماء البيولوجيا في جامعة "أورليان": مدت العنصرية يدها إلى العلم.
كذلك الأمر بالنسبة إلى علم الوراثة حيث تبين لبعض الباحثين أنه لا يوجد في جينات السود عيبا يجعلهم دون البيض في شئ إنما العيب كله كامن في اختبار فحص الذكاء ليس إلا!
هل نحن أذكى من أبائنا؟
بلى فهناك من يقول بوجود ارتقاء دماغي، فنتائج اختبارات I.Q تثبت ارتفاعا في معدلات الذكاء (3 إلى 6) تبعا لنموذج الإختبار و هذه الظاهرة عالمية و منتظمة منذ العام 1932 تقريبا.
و لذا ينبغي تصميم نماذج أخرى من الإختبارات مل عشر سنوات بغية مواكبة هذا الإرتقاء الدماغي، و كتفسير لهذه الظاهرة قدمت فرضيات عدة منها تغير العادات الغذائية فهي الآن أغنى و أكثر تنوعا و تعين الدماغ على النمو و حسن العمل لكن ما هو تفسير ارتفاع معدل I.Q في الأوساط التي اختفت منها المشكلات الغذائية منذ أمد بعيد؟
قد يأتي الجواب من المدرسة حيث تطور المنهاج المدرسي و تركز الإهتمام على استخدام الرموز و التعليلات المجردة.
بعض الباحثين يعزون ارتفاع معدل الذكاء إلى تطور المجتمع ذاته: التقنيات الجديدة من أنترنت و ألعاب فيديو و تلفزيون و كلمات متقاطعة قم مسابقات علمية شائكة و نحوها...
غير أن الإختبارات الرقمية تشهد انخفاضا ملحوظا في معدلات الذكاء و يعود السبب إلى الإفراط في استخدام الآلات الحاسبة بالطبع!
النبوغ نعمة أم نقمة؟
بادئ ذي بدء من هو الشخص الذي يتحلى بمواهب خارقة؟
 هل هو – كما يسود الإعتفاد في مجتمعاتنا- مبدع في الرياضيات؟ في المنطق؟ في الفيزياء أم الكيمياء؟
الحقيقة أن من يتحلى بالمواهب الخارقة هو من يمتاز بكفاءات أو مهارات معينة تتفوق تفوقا جليا في مضمار معين من الحياة على من هم في المضمار ذاته.
قد تبدو هذه الحقيقة مخيبة للتوقعات!
إن كفاءات المرء لا تتعدى عادة المستوى الوسط في اختبار الذكاء فإذا نال في اختبار I.Q معدل130 علامة فهذا بعني أنه بتمتع بذكاء النابغة و قلة من الناس يحصلون على علامة كهذه ربما إثنان نسبة إلى مئة!
و قد يكون ذلك مصدر سعادة كبيرة لامرئ قد حصل على نتيجة كهذه ، أمثاله قد يتفهمهم ذووهم و قد يتأقلمون مع تميزهم و قد يحرصون على أن يقفز نابغتهم في دراسته فيحرق مراحل لا يكاد يتخطاها سواه إلا بمشقة بالغة كحال الطفل "جاستن شامبان" ابن السادسة من العمر الذي شجعته أمه على الإلتحاق بالتعليم الجامعي بعدما استحوذت عليها فكرة نبغ ابنها فصار يتابع مع الطلاب الجامعيين دروسا في الفيزياء.
شخص من أمثال هؤلاء قد يلتحق بمعهد لتعليم النابغين كمعهد "شاغوف" مثلا في "بترسبرغ" الروسية و هو معهد يهتم بتعليم الصفوة اللامعة من الأذكياء و منهم من قد يصير وزيرا للأبحاث العلمية مثل "كلودي إينيريه" و كانت قد أنهت دراستها الثانوية في الخامسة عشر من عمرها أو قد يصير بطلا في الشطرنج مثل "كاسباروف" أو عالما و مؤلفا لبدائع الخيال العلمي مثل "إسحق أسيموف" أو مغنيا بارزا.
و لكن رأس النابغة العظيم لا يشعر بالإرتياح غالبا فهو يحلم بأن يعامل كما يعامل سائر الناس كما يشعر في أغلب الأحيان بالظلم فالعالم يبخسه حق قدره و هو يعمل في الظل في مهنة متواضعة بعيدا عن التألق.
أمثال هذا الخارق النبوغ يستوعب درسه في خمس دقائق لكنه لا يعمل و يجد إلا إذا استثاره موضوع دراسته فينكب عندئذ على كتبه و ينال علامات التفوق و التي قد يعيدها له الأستاذ متهما إياه بالغش! ما يجعل هذا المتفوق يشعر بالإمتعاض فيستكنف عن القيام بأي شئ و هذا نفسيا بمثابة انتحار عقلي أو عملية بتر معنوي.
و قد يتخطى النابغة امتغاضه هذا لكنه يحيا تجربة مريرة لأنه لا يستشعر رغبة في التعلم وفقا لمنهاج فينتهي به الحال إلى الإنغلاق على نفسه و الشعور بالعجز و يسقط دراسيا و يرافق رسوبه فقدان الثقة في النفس.
و غالبا ما يكون خطه رديئا لأنه سريع الفكر سرعة تتخطى سرعة يده و لذا فهو يتذمر و تستحيل كتابته ضربا مشوشا من التدوين و لأن لديه متسعا من الوقت فهو يتحول إلى مهرج، أو يستغرق في أحلامه بالقرب من جهاز التدفئة، و بما أنه يف حالة من النهم إلى المعرفة فقد يلقي على أستاذه وابلا من الأسئلة لا يعرف الأخير لها جوابا على الدوام.
هذا حق! فالنابغة شخص ناضج جدا قبل أوانه و قادر على أن يشعر بنقائص المبار و الراشدين و هؤلاء من جهتهم فريسة شعور يراوح بين الإعجاب و الضيق و نفاذ الصبر لذلك تحدث شجارات مع الأساتذة و يتعرض 70% من النابغين إلى مصاعب معينة في بعض الدروس حيث 45% قد يرسبون في الثانوية أو يعيدون دراسة بعض صفوفها و هم بنسبة 60% يعانون من الإنزعاج لمعاودة الدراسة و لاسيما إذا اقترن ضيقهم بخوف من الآخرين و من مشاكساتهم و من غيرتهم.
و كنتيجة لهذا الوضع لا يفاجئنا تخلي النابغة عن مواهبه ابتغاء حماية نفسه من هجوم أقرانه الغيورين هجوما قد يستشري إذا ما تهاون المعلمون و ال يدهشنا اعتقاد النابغة في نفسه بأنه تافه و أخرق عديم المهارة لا يفهم ذاته و لا يفهم الآخرين، و هو يتظاهر عادة بالتأقلم مع الآخرين و يشعر من جراء ذلك بأنه شخص مزدوج الشخصية ذو وجهين نتيجة افتقاره إلى الأصدقاء.
النابغة إذا شخص مرهف الحس غير متسامح مع الظلم سرعان ما يذرف الدموع و قد تؤخذ رهافته مأخذ عدم النضج أو الهشاشة مع أنه ناضج كل النضج شخص كهذا قد يشغل وظيفة تابع مرؤوس يجتر إحساسه بأنه مجرد حطام!
و لو تم الإقرار بمزاياه لشعر شعورا إيجابيا و تحسنت حالته و عندها يتحول كونه نابغة إلى نعمة بدلا من النقمة!

سبتمبر 04, 2005, 04:26:23 صباحاً
رد #1

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
التعريف المستحيل للذكاء
« رد #1 في: سبتمبر 04, 2005, 04:26:23 صباحاً »
السلام عليكم

اخي الكريم Invent

جزاك الله كل خير على ادراج هذا الموضوع المتشعب والمحتوي على الكثير من المعلومات الرائعة حول الذكاء وكنهه

برأيي ان هنالك انواع متعددة من الذكاء وهو الذي يقوله  جاردنر

وهو الامر الذي ننساه او نتجاهله في مدارسنا ومعاهدنا فنظلم اناسا كثيرين

وددت لو عرفنا المصدر الذي قام بتصنيف اذكى الاشخاص في العالم وكيف قام بذلك؟

واخيرا فإن تشريح دماغ اينشتين لا يظهر لنا الحقيقة التامة بدليل التناقض حسب الجملة التالية:

اقتباس
ثمة اكتشاف آخر و هو أن آينشتاين كان محروما من طباق العظم الجداري في الجمجمة و هذا الغطاء أو الغشاء يتحكم بالحركات الدفيفة لليد و مع ذلك لم يمنع هذا الحرمان آينشتاين من عزف الكمان طوال حياته.


شكرا جزيلا لك اخي العزيز

'<img'>

سبتمبر 04, 2005, 07:13:28 مساءاً
رد #2

الفيروس العملاق

  • عضو مبتدى

  • *

  • 72
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
التعريف المستحيل للذكاء
« رد #2 في: سبتمبر 04, 2005, 07:13:28 مساءاً »
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا على هذا الطرح المميز والى الامام وشكرا لان هناك اشياء اقتنصتها من هذا الموضوع المميز
                                                               وشكرا مرة اخرى ':111:'

سبتمبر 09, 2005, 02:40:08 صباحاً
رد #3

invent

  • عضو مبتدى

  • *

  • 4
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
التعريف المستحيل للذكاء
« رد #3 في: سبتمبر 09, 2005, 02:40:08 صباحاً »
مشكورين يا شباب على هذا التشجيع
أخ أبو يوسف للأسف ليس لدي فكرة عن المصدر الذي وضع التصنيف و إن كان لكل وجهة نظره في وضع هذا التصنيف و لكن فيه شيئا من الموضوعية و الطرافة على حد سواء

سلام