Advanced Search

المحرر موضوع: بحث : منظومة (الكون الأعظم) في المكان والزمان  (زيارة 1428 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

نوفمبر 04, 2005, 05:37:57 مساءاً
زيارة 1428 مرات

الفلكي

  • عضو مساعد

  • **

  • 203
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
بحث : منظومة (الكون الأعظم) في المكان والزمان
« في: نوفمبر 04, 2005, 05:37:57 مساءاً »
بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالي: أفلم ينظروا إلي السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج.) سورة (ق).
وقال سبحانه: إن الله يعلم غيب السموات والأرض والله بصير بما تعملون .) سورة (الحجرات).
وقال جل وعلا: أ لم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا .).سورة( نوح).
وقال جل شأنه: ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين.). سورة (المؤمنون)
وقال سبحانه في سورة الأنبياء: وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون .).
وفي سورة النبأ قال سبحانه : وبنينا فوقكم سبعا شدادا .).
وقال في محكم تنزيله : قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم.). سورة (الأنبياء )


مقدمة هذا البحث

العلماء لايصنعون الحقائق ولكنهم يكتشفونها . لأن مهمة الفيزياء ليست تحديد كيف تكونت الطبيعة . ولكنها تتناول مايمكن أن يقال حولها . لأن الله كما يقول العالم (بول ديراك ) عندما عبر عن الجمال الرياضاتي إستخدم رياضيات متقدمة في بناء هذا الكون.لهذا فإن سمة الطبيعة جمال رياضاتي .

وأسرار الكون مكتوبة وتتوافد رسائلهاالضوئية إلينا من الأغوار وإن إختلفت أزمان وصولها . لكن مايعوزنا هي وسائل الإتصالات وإستقبالها من خلال الضوء الوافد من جوف الكون حاملا هذه الرسائل الكونية والتي بلا شك تضم حقائق علمية مذهلة .مما يوحي أن الكون المنظور يسير بقوة وسلطان وقد ذعن لهما إذعانا . ولايخرج في الفضاء عما رسم له من حد مكاني قدرله ومقدرله .وفيه نعرف جزءا من الحقيقة وليس كل الحقيقة .وليس للعبثية وجود فيه . فالسماء صامتة والنجوم خرساء لاتتحدث عن ذاتها من وراء الحجب إلا من خلال بصيص الضوء الذي يتوافد منها في صمت .وما اكثر من يفتشون بالسماء ليلا ليلتمسوا رؤية نجم او مجرة بالسماء فلا يظفرون من الفضاء بشيء .وما أكثر الذين يتنصتون علي السماء فلم يسمعوا صوتها .كأن بينهم وبينهاحجابا صفيقا لاينفذ منه صوت بل موجات غير مسموعةأو حتي مرئية غير الموجات الضوئية والتي تعبر من أجواز الفضاء وقد نلتقطها أوقد تضل طريقها إلي تلسكوباتنا الراديوية التي تتجسس علي الفضاء لعلها تسمع همسة للتعرف علي وجود أحياء غيرنا بالكون . وليتعرفوا علي دخائل هذا الكون الصامت ولم يبلغوا فيه من ذلك شيئا يذكر إلا قليلا ونذرا يسيرا. مما جعل العلماء يفكرون تائهين في ملكوت الكون حائرين في سبر أغواره والتعرف علي جملة مظاهره وسرائره . بل باتوا عاجزين فيه لم يبلغوا من هذا شيئا قاطعا من وراء أستاره .

ولقد أصبح علماء الفلك مؤرخين لتاريخ الكون بعدما تخطوا مرحلة ما يقال بإكتشاف الكون المجهول عنا أو المنظورلنا . وفيه يلعب الضوء دورا رئيسيا في رؤية المواد المضيئة به التي تبدو لنا في الأرض والسماء . و تلعب الجاذبية دورا في تشكيل هيئة هذا الكون في الزمان والمكان بلا صخب . لهذا نجد للكون خمسة أبعاد هي الطول والعرض والإرتفاع والزمن والجاذبية . كما أن بالكون خمس قوي رئيسية بعد إعتبار قوة مضاد الجاذبية القوة الخامسة بالكون .

وهذا البحث سمه إن شئت رؤية كاتب علمي قد درس علوم الفلك دراسة أكاديمية ذاتية وقد إستهوته الكتابة فيه . فكتب فيها خلال العقد الماضي عدة مقالات بمجلة( العلم ) ونشر كتبا تضمنت هذه المقالات ومن بينها الحلقة المفقودة في مقياس الزمن والنشوء والإرتقاء والفناء بالكون ولغز الزمن والكون الطفولي والكون الأعظم ولغة الكون . وغيرها من المقالات التي تناولت مفاهيم كونية حديثة .

ويشرفني أن أقدم خلال هذا البحث فرضية (الكون الأعظم )مما سيغير مفهومنا حول تفرد كوننا بالوجود . وهذا البحث إن صح . فهذا معناه أننا سنغير نظرتنا للكون ومستقبله ووجوده ضمن منظومة كونية أكبر . وسيضع ملامح علوم الفلك في الألفية الخامسة . لهذا نجد أن هذا البحث من علوم المستقبل. مما سيجعل ما لدينا حاليا من علوم فلكية علوما قديمة عفي عليها الزمن الكوني .

فإذا كان هذا البحث منطقيا .فهذا معناه أنه له مصداقيته العلمية رغم أنه يعتبر حتي الآن ضربا من الخيال العلمي الإفتراضي .ولو صح ماجاء به. فهذا معناه أن نظريات إينشتين وزملائه الذين شكلوا فلكنا الحديث ستصبج نظريات قديمة في كتاب تاريخ الكون . لأن نظريات (الكون الأعظم ) سوف تسود .وهذه النظرة التوقعية أشبه بنظرة الفلاسفة ومن بينهم الفلاسفة العرب لكون الفيلسوف الإغريقي بطليموس . حيث كان يعتبر الأرض مركز الكون وحولها تدور الشمس والكواكب في أفلاكها . حتي جاء كوبرنيق الذي عاش بالقرن السادس عشر وحطم هذه المقولة وإعتبر الشمس مركز المجموعة الشمسية بما فيها كوكب الأرض . وأصبحت الأرض حسب نظريته علي هامش المنظومة الشمسية . كما أصبحت كوكبا تابعا بعدما كانت كوكبا متبوعا بالفضاء .

وفي الواقع تنطلق الأرض في مسارات معقدة لأنها تدور حول نفسها بسرعة 16800كم/ساعة وتسبح في الفضاء حول الشمس بسرعة 1770كم /دقيقة. والشمس تجري في المجرة بسرعة 240كم /ثانية . والأرض تدور حول نفسها مرة كل 24ساعة وحول الشمس مرة في حوالي 365يوما .

وقد تناول هذا البحث مفهوم الزمن والسرعة والمسافات الكونيةوالتمدد والإنتفاخ في كوننا وبالنسبة للكون الأعظم من خلال نظرة شمولية له ولمنظومة الكون الأعظم . وهذا ماجعل الكاتب يطرح عدة أسئلة منطقية حول الكون الأم والكون ألأعظم داخل منظومة كونية أكبر .

ومازال علماء الفلك يتساءلون ..

هل يواجه الكون الموت البطيء ؟.
وماهومصيره؟.
ماهي السرعة في الكون؟.
وماهي كتلته وكثافته؟.
هل يوجد شيء أسرع من الضوء؟.
هل سيعود الكون لسيرته الأولي؟.
ماهو عمره..؟.
ماهو شكله ..؟.
هل هو كروي أو منبسط أو متقوس؟.
ماهي مادته.. ؟.
ماهي أبعاده ..؟.
هل كان بدايته الإنفجار الكبير ؟.
ماذا كان قبله..؟.
كيف ظهر شيء من لاشيء قبل الإنفجار الكبير؟.
ماهو مفهوم الزمكان ..؟.
ماذا وجد أولا الكون أو القوانين الطبيعية ؟.
كيف أن ثابت الجاذبية ضئيل ؟.
كيف أن ثقل جسيم البروتون أثقل 200مرة من الإلكترون ؟.
كيف ظهرت الأبعاد الأربعة بالكون رغم بلايين البلايين من الطرق المختلفة لإندماجها معا ؟.
هل هناك أكوان أخري ضمن الكون الأعظم ؟.
ماهي المادة الضائعة في الكون ؟.
ماهي نظرية الكون الخادع ؟.
هل نسبية إينشتيت وهم؟.
وغيرها من تساؤلات سنجيب عليها بالتفصيل في متن هذا البحث .

فمما لاشك فيه أن الكون الأعظم وكوننا كما نتصورهما أو نتخيلهما كان ظهورهما للوجود نتيجة حتمية للإنتقاء الطبيعي بهما بعد إنبلاجهما في الوجود . وظلا حتي أصبحا يخضعان لقوانين الطبيعة الموحدة التي أبقت علي هيئتيهما حاليا .فكوننا في مسيرته داخل منظومة الكون الأعظم يسير في تناغم متبادل بينهما . حتي أن الكون الأعظم عند إنبلاجه كان أشبه بظهور المجموعة الشمسية . فنراه يمر من الفوضي الأولية ليصل إلي النظام من خلال نظرية الإنتقاء الطبيعي به وبالأكوان التابعة له ليظلوا جميعا في الزمان والمكان الوجودي في إتساق ونظام . وهذا البحث تعرض لمعظم النظريات الكونية علي ساحة الفلك والفيزياء الفلكية من خلال منظور كاتب تمرس علي الكتابة في العلوم الفلكية التي إستهوته لأكثر من عقد . فطالع فيها ماطالع وخاض فيها ما خاض وكتب المقالات من خلال نظرة تخيلية وتحليلية . وهذا ميزة الفلك . فلقد وضع إينشتين نظرياته التي قلبت الفلك وأدت إلي ظهور الفلك الحديث وكان في أبحاثه قابعا بمكتبه لم ينظر إلي تلسكوبات . وهو عالم رياضي يتعامل مع المعادلات ولايتعامل مع تلسكوبات أو صور أقمار ومسابر فضائية .

وبهذه المقدمة قد نكون قد قدمنا ملامح هذا البحث وما سيدور حوله حتي نكون علي بينة منه وبه لنصل إلي مفهوم أوسع وأشمل لنظرتنا لكوننا وتخيلنا للكون الأعظم وما يتبعه من أكوان . ولاسيما وأن ٍهذا البحث قد إعتمد علي عدة مصادر من بينها المجلات العلمية وشبكة الإنترنت وما كتبه علماء قدماء ومحدثين . وفيه الخطأ وارد كما فيه السهو وارد . لكن فكرته لاتتعارض مع منطقية أحداث الكون أو طبيعته . إلا أنه وضع فكرة الكون الأعظم علي أعتاب قرننا . فمن شاء فليرتضيه ومن شاء فليرفضه . ومن يرتضيه فعليه أن يقرأه علي مكث و يستوعب ما جاء فيه . ومن يرفضه فعليه أن يكون منزها في رأيه من خلال أريحية علمية مبررة . لأن هذه الفرضية لو صحت سوف تلقي بظلالها علي مفهومنا لكونناوالأكوان فيما وراءه في ستر الغيب . وهذا يتطلب أن يكون الرفض له لعلة علمية أو منطقية . وإلا أمام التعسف الفكري قد نفوت فرصة أن تكون نظرية الكون الأعظم نظرية مصرية . فقد يكون البحث عرضا مبتكرا وإكتشافا عالميا رائدا . لأن ماكتب به ليس عن جهل مطبق أو جهالة كاملة وليس أيضا عن معرفة كلية . إلا أنه صيغ عن وعي بين وليس عن جهل بين.

لهذا التحكيم حول هذا البحث يتطلب أن يكون تحكيما منصفاله ولصاحبه وليس متعسفا فيه . لأنه نتاج فكري وعقلي ولاسيما وأن سبل النشر ميسرة له . وما يؤهله للتحكيم أن العلوم البحتة علوم منطقية لاتحيد عن الحقائق ولاتشذ عن المنطق وليست علوما هلامية يغمي علينا فيها وإلا فقدت مصداقيتها العلمية وخبا بريقها وأفلت لتصبح في طي النسيان .

فهذه العلوم حقائق مجردة ومتجردة من أي زيغ ولا تتحمل في متونها التأويل أو التهويل أو التهوين . لأن العقل أقصر الوسائل للوصول إلي الحقيقة وإستيعابها وفهمها سواء أكانت بلغتنا العربية أو أي لغة أجنبية يترجم إليها .

وأخيرا.. يقال أن هذا البحث مفتوح لكل من يشارك فيه بالرأي المثري والمطورله . فليشارك فيه من يشاء بما يشاء . فمن يجد له فيه بغية فليبتغها ومن يجد له فيه باعا فليبتع فيه ومن يجد له فيه مجالا فليسهم فيه من خلال روح الفريق .لأن الهدف منه التوصل إلي الحقيقة العلمية للوصول به للعالمية . ولن يغفل دور كل من سيساهم فيه . فقد يكون هذا البحث الآن نواة لبحث أكبر إستفاضة. وقد يكون خطوطا عريضة لبحث أكبر عطاء .وفي هذا فليتنافس المتنافسون .فالكون ماض في أزمانه لايكل فيها ولايمل منها حتي ماشاء الله له أن يكون عليه أويظل علي ماهو عليه أو أن يصبح فيه لما قدر له أن يكون . لأن و لكل أجل كتاب رهين به لايستأخره أو يقدمه ولايستأني عنه أو يتواني فيه.فلوكان الكون تمدديا أو إرتجاعيا أو تردديا أو كان كونا متقوسا أو منبسطا أو متكورا .فهو كون قائم بذاته لايحيد عما قدر له أن يكون ولايميد في الزمكان . وأصدق وصف له أنه كون متفرد في الوجود .ففجره كان كن فيكون وكان في بدايته غير منظور .

 والآن أصبح بهيئته وهيبته كونا مرئيا يعبر عن عظمة خالقه بشموخ يتعالي وفضاء يتسامي وآفاق رحبة ممتدة لم نصل فيها برؤيتنا إلا لأعتابه حيث لن نبلغ فيه سدرة المنتهي .ومازال العلماء في الكون يمترون . والله الموفق لنا جميعا .

نوفمبر 04, 2005, 05:39:00 مساءاً
رد #1

الفلكي

  • عضو مساعد

  • **

  • 203
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
بحث : منظومة (الكون الأعظم) في المكان والزمان
« رد #1 في: نوفمبر 04, 2005, 05:39:00 مساءاً »
تمهيد

علوم الفلك من العلوم التي يسهل فهمها والتوغل فيها . لأن الكون وأفلاكه أقل تعقيدا من خلية حية بجسم الإنسان أو الحيوان رغم تناهي حجمها وتعاظم كوننا.لأن دراسة أفلاكه تعتمد علي بديهات نتصورها أو نشاهدهاز. وتعتمد علي الإستنتاج المنطقي ولاسيما ولو كان تفكيرنا يعتمد في معظمه علي الفيزياء وقوانينها . وهذا ماجعلها علما أساسيا في الفيزياء الفلكية . ففي الفلك الحديث أصبح للفلك والفيزياء صلة وثيقة ببعضهما . مما جعل الفلكيين يتصورون السماء رغم أن الجو المحيط بالأرض يعتبر حاجبا لرؤيتهم . لأن بدونه يمكنهم أستقبال كل الإشارات من أقصي أرجاء الكون بما فيه من جسيمات وموجات كهرومغناطيسية وافدة بكل أطيافه سواء أكانت أشعة جاما أو موجات راديوية . إلا أن دراسة هذه الموجات الإشعاعية تنطوي دراستها ضمن علم الفيزياء .

لهذا نجد أن الفيزياء الكونية قد توصلت إلي قوانين جديدة في الطبيعة . وفي الفزياء الفلكية إتخذ علماؤها السنة الضوئية كوحدة قياسية . واعتبروا السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة وبسرعة 300ألف كم / ثانية. ولنتصور مقدار السنة الضوئية.فنجد أن الضوء يعبر من حافة المجموعة الشمسية إلي الجهة المقابلة خلال نصف يوم . وبصفة عامة يتعرف علماؤنا علي كوننا من خلال القوانبن الرياضية وعن طريق الإشعاعات الكهرومغناطيسية ( الضوء). فالضوء الذي نراه فهو إما في شكل موجات راديوية أو أشعة دون حمراء أو أشعة منظورة أو اشعة فوق بنفسجية أو أشعة (x) أو أشعة جاما .فالمادة التي تنبعث منها هذه الموجات أو الإشعاعات هي مادة مضيئة تري بصرياأو تتحسس بأجهزة خاصة فيمكن تصويرها أو جسها .

وتعتبر الإشعاعات الحرارية خاصية كونية لكل الأجرام والأجسام بالكون. لأن كل شيء يشع حرارة مهما كانت درجة حرارة الوسط الذي يوجد به . وسواء أكانت الحرارة بدءا من الصفر المطلق وحتي درجات حرارية أعلي . وتتولد الإشعاعات الحرارية من إرتطامات الجسيمات بالمادة نتيجة للحركة الحرارية مما يجعل الجسم يشع موجات ضوئية .

وتنتقل الحرارة بثلاثة طرق وهي عن طريق الإتصال الحراري المباشر (الملامسة) والنقل عن طريق الحمل الحراري وبث الإشعاعات الحرارية . وكل حيوان موجود لابد وأن يكون مصدر إشعاع حراري .والحمل الحراري لابد من وجود مادة حيث يزداد حجمها بالحرارة ويتقلص بالبرودة . كما وأن الحمل الحراري لايتم في خواء مفرغ من المادة ويعتبر حدوثه مستحيلا . ويتم طبعا في السوائل عندما تسخن فتخف جزيئاتها فتعلو ولماتبرد تهبط . ونظرية الحمل الحراري من النظريات الشائعة في علم الفيزياء .

وينظر العلماء للكون من خلال تلسكوباتهم و يشاهدونه من خلال المعادلات الرياضية التي تصيغ تصورهم له. فإينشتين لم يكن عالم فلك ولكنه كان عالم رياضيات وضع تصورا للكون في المكان والزمان من خلال معادلاته في نظرية النسبية . فقلب مفهوم العلماء حول الكون رأسا علي عقب بما فيهم نيوتن ومن سبقوا إينشتين نفسه .

ولما كان الكون حديثا كان كونا بسيطا وبلا شكل . لكن حاليا نجد المجرات بها بلا يين النجوم والمجرات تشكلت في عناقيد وكل هذه التشكيلات الكونية سببها الجاذبية التي تصدر عن كل مواد الكون . رغم أن معظم مادة الكون خفية في الفضاء وبين المجرات .ولم تقدر كتلة هذه المادة التي يطلق عليها المادة المظلمة ولم يتعرف علي طبيعتها لأن العلماء ظلوا سنين عديدة قضوها في البحث عن هذه المادة المظلمة واعتبروها كتلة مفتقدة بالكون رغم تعاظمها بشكل بين .لأن الكون نراه أبيض وأسود ومايري هو المادة المضيئة والتي تشكل 10%من مادة الكون و90% الباقية غير مضيئة بل مظلمةلأنها مادة خفية .لهذا نجد أن الضوء يلعب دورا أساسيا في رؤيتنا للكون المنظور .

وكان الكون عند بدايته في أعقاب الإنفجار الكبير أكثر إنكماشا وسخونة وكثافة . وكانت الفوتونات كموجات إشعاع صادرة عن المجرات الوليدة أقصر طولا عما هي عليه الآن . وكانت هذه المجرات متقاربة جدا وشبه متلامسه فيما بينها . لأنها في البدء لم تكن أجراما مستقلة بعد . لأن الكون وقتها كان عبارة عن وسط غازي موحد النسق ومتجانس في كل أجزائه .

والكون في أعقاب الإنفجار الكبيركان يتمدد بسرعة مما يجعلنا نطلق عليه الكون المتسع . فأخذ يتضخم بسبب القوي التنافرية الهائلة التي أسفر عنها هذا التمدد السريع للكون حسب نظرية (هبل ) الذي إعتبره يتمدد من داخله وشبهه بالبالونة التي تتسع للخارج عند إنتفاخها داخل إطار حيزها الخارجي . وتبني (هبل ) فكرة تباعد الكون ولاسيما المجرات التي تبعد عن مجرتنا (درب التبانة )لأن هذه المجرات تتباعد عنا بمعدل سرعة تتناسب مع المسافة بيننا وبينها .

ونظرية الكون المتسع تبين أننا محاطون بعوالم المجرات التي تتسابق فيما بينها للهروب بعيدا إلي مالانهاية . لكن ثمة علماء عارضوا فيما بينهم نظرية (هبل) حول تمدد الكون . وقالوا أن الكون في حالة إنكماش كلي . لأن أي جرم فيه ينجذب إلي الأجرام الأخري حسب قانون الجاذبية لنيوتن .كما يقال أيضا..أن الكون يتمدد حاليا علي حافة سكين . فإما أن ينكمش أو ينتشر في الفضاء . ولانعرف حتي الآن أي إتجاه سيتجه فيه أو أي وجهة سيتجه إليها . هل سيتجه إلي الإنكماش والتقلص ليصل إلي حالة الإنسحاق الكبير أو الموت الحراري ؟. وهذا سيحدد بلا شك المصير الحتمي والحتفي للكون . لكن الكون علي حد نظرية (هبل ) مازال يتجه سريعا نسبيا في تمدده . وفي حالتي الإنسحاق الكبير أو التناثر بالفضاء فإن الحياة لن تكون .

و الضوء إلي وقت قريب وحسب نظرية إينشتين .. كان يعتبر سرعته في الفضاء هي السرعة القصوي بالكون . لكن فرضية تفوق سرعة التكيونات (Tachyons )علي سرعة الضوء سوف تغير مفهومنا عن الكون مما سيجعلنا ننظر إليه حسب مفاهيم أخري .لأن الإضاءة في الكون تفسر لنا كيفية تكوين المجرات والتعرف علي الطبيعة . عكس المادة المظلمة الأولية التي تعتبر أشبه بالحفائر فوق الأرض والتي من خلالها دون الإنسان تاريخها ومراحل تطورها في الزمن الجيولوجي.وهذه الجسيمات الأولية قد تولدت في فجر الزمن . وقد تفصح عن ألغاز أصل الكون . فلوكانت هذه الجسيمات موجودة فتعتبر أقدم الجسيمات المستقرة في الكون . ويحدس العلماء أنها تشمل معظم كتلة المادة المظلمة المفتقدة .

نوفمبر 04, 2005, 05:40:41 مساءاً
رد #2

الفلكي

  • عضو مساعد

  • **

  • 203
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
بحث : منظومة (الكون الأعظم) في المكان والزمان
« رد #2 في: نوفمبر 04, 2005, 05:40:41 مساءاً »
السرعة التيكونية

لاشك أن أزمان الكون الأعظم وأكوانه بما فيها كوننا ولاسيما في مطلع الوجود الكوني مازالت موجودة في كتاب تاريخ الكون الأعظم . فنحن سجناء المنظومة الشمسية بعدما كنا سجناء الأرض . ومازلنا نطالع في كتاب الكون سطورا معدودات من بين تريلليونات السطور المثبتة فيه . وخروجنا من الأرض أو المجموعة الشمسية أوحتي من الكون ذاته يعتمد علي سرعة الإفلات. وهذه السرعة هي سرعة حرجة تجعل أي جسم ينطلق في الفضاء ليخرج من إسار الجاذبية الذاتية لأي جرم.ففي الأرض نجد أن المركبات الفضائية قد خرجت من محيطها الجوي بسرعة وبقوة الإندفاع التي تفوق شدةالجاذبية الأرضية . ولتسير مركبة فضائية في الفضاء .

إما أن تكون سرعتها تفوق شدة جاذبية الأجواء المحيطة بالأجرام التي تمر بها أو تسير مابين محيط الجرم في الفضاءالذي يفصله عن جيرانه حيث تكون الجاذبية شبه منعدمة فلا تتباطيء المركبة في سرعتها ولاتحتاج إلي طاقة متجددة وإلا توقفت عن السير . لهذا لابد وأن يبرمج خط سيرها في مسالك الفضاء حسب خريطة فلكية محددة السير والإتجاه وإلا ضلت.

وللتوغل بعيدا في الفضاء فيما وراء منظومتنا الشمسية لابد من طاقة فائقة تفوق مالدينا من أنواع الطاقة والتي جعلتنا نصل القمر أو المريخ .لأنها تعتبر طاقة بدائية بالنسبة للأبعاد الهائلة داخل كوننا . فما بالنا بالكون الأعظم . وقد يكون الأمل في الطاقة الشمسية كطاقة متجددة إلا أنها لاتعطينا سرعات فائقة . كما أن المركبات أو حتي المسابرالفضائية لابد أن تكون متناهية الصغر والكتلة. وقد يصل حجمها في حجم ذرة متناهية ومجهزة بأجهزة دقيقة لتصبح تلسكوبات في أغوار الكون لها قدرة فائقة علي البحث والتحري والتصوير وتجميع المعلومات.

حقيقة المركبات الفضائية الحديثة قل حجمها وتضاءلت أوزانها عن ذي قبل . لكن هيئتها لاتمكنها من التوغل في أعماق الكون بسرعات فائقة . لأنها ستقطع بلايين البلايين من السنين الضوئية . وكلما قلت أحجام وأوزان مركبات المستقبل الفضائية قل إستهلاك الطاقة وأصبح مداها أبعد نسبيا في الزمن السحيق للكون.

ويضم الكون تريلليونات الصفحات المطوية من تاريخه ولم نطالع فيها منذ نشأتنا سوي سطورا من صفحته الأخيرة . لأننا نطالعه بقراءة عكسية. عكس الزمن المثبت فيه لأننا نرجع في قراءاتنا لنصل للماضي.لأن قراءتنا رؤية بصرية حيث الضوء فيها هو المترجم للغة الكون فيرجع بنا كما يرجعبنا شريط الفيديو أو السينما. فما نراه هو الماضي القريب وليس الماضي البعيد .

فصورة الكون في مهده أو حتي في طفولته بما فيها صورة كوننا في لحظة ميلاده مازالت مخفية عنا رغم وجودها في أماكن بالكون. لكن أضواءها مازالت ترحل لتقطع تريلليونات السنين الضوئية ولم تصل بعد لكوننا حتي يمكن رؤيتها ولاسيما وأن رؤيتنا داخل كوننا لاتتعدي 800سنة ضوئية وهذه الرؤية لاتتخطي أعتاب مجرتنا مهما كانت قوة رؤية تلسكوباتنا التي نطلق عليها تجاوزا التلسكوبات العملاقة . ولم تصل مركباتنا ومسابرنا الفضائية لمهد كوننا عندما كانت المسافة صفروالزمن الكوني صفر منذ 12- 15بليون سنة ضوئية أوحيث كان الكون في بدايةالميكروثانية الأولي من عمره.

 لهذا نجد أن السرعة ومعدلاتها ستلعب دورا كبيرا في نظرتنا لكوننا أو للكون الأعظم . لأن السرعة لها أهميتها بالنسبة لولوجنا داخل أعماق كوننا . فكلما زادت سرعة مركباتنا كلما تعمقنا في الكون. ولاسيما لوكانت تصوره من الداخل وترسل هذه الصور إلينا لنتعرف عليها . وهذا ما يجعلنا نناقش مفهوم السرعة للأجسام ولاسيما وأن العالم (كولن ويلسون) يقول بأن بعض الفيزيائيين يقولون أن ثمة جسيمات تسافر فعلا أسرع من الضوء . وهذه الجسيمات إفتراضية أطلقوا عليها التيكونات Tachyons .فلو كانت نظرية سرعة التيكون حقيقية فهذا معناه أن هذه النظرية لو تحققت فسوف تقوض النظرية النسبية الخاصة لإينشتين والتي إفترض فيها أن الضوء أسرع شيء في الكون. وأي جسم مادي إستحالة إنتقاله بسرعة الضوء التي إعتبرها حد السرعة بالكون .فأي جسم لو بلغ سرعة الضوء.فستصبح كتلته متناهية . لأن الأجسام تقل كتلتها مع زيادة السرعة . فما بالنا لوسار بسرعة الضوء أو السرعة التيكونية ؟.

وعلي هذا نجد إفتراضا أن الكون به ثلاث سرعات هي السرعة التيكونية وهي سرعة تخيلية وسرعة الضوء وسرعة مادون سرعة الضوء وهما سرعتان واقعيتان . ويطلق علي سرعة الأشياء التي سرعتها أقل من سرعة الضوء تارديونات Tardyonsوهي أبطأ علي الدوام من سرعة الضوء . ويطلق علي سرعة الضوء لوكسوناتLuxons وهي سرعة ثابتة بالكون وهي أقصي سرعة معروفة لدينا حتي الآن .إلا أن علماء التيكون يعتبرونه جسيما إفتراضيا ينتقل أسرع من الضوء. لهذا لايري لأن أي جسيم يسير سواء بالسرعة التارديونية (أقل من سرعة الضوء) أو السرعة اللوكسونية (بسرعة الضوء) .فهذه جسيمات يمكن رؤيتها لأن لها كتلة في هاتين السرعتين . أما في السرعة التيكونية فالجسيم يصبح متناهي الكتلة وهي أقل من كتلة الفوتون مما يصعب إدراكه أو رؤيته . حقيقة سرعة التيكون لم تر لكن العلماء أمكنهم تقديرها رياضيا . لهذا تخيلوها وافترضوا أن كتلتها ساكنة أو مناسبة .

 وهذه السرعة الفائقة علي سرعة الضوء تعتمد علي الطاقةفي الجسيم . ولو فقد طاقته فإنه سيتباطيء في سرعته ليصل لسرعة الضوء أو لسرعة أقل منها . لهذا كلما تباطيء الجسيم التيكوني في سرعته . فإن كتلته ستزداد . والضوء سرعته المطلقة هي كما نعرف 300 ألف كم / ثانيةوهي سرعته في فضاء خوائي خال ومفرغ تماما . لهذا تقل سرعته لو مر في وسط هوائي أو وسط مادي . والضوء في الفراغ يسير في خط مستقيم إلا أنه ينحرف أوينكسر أو ينعكس لو سار في وسط مادي أو إرتطم به. لأن ذرات الوسط الذي يمر به تسبب تموجات . ومن هنا نري أن المقاييس للسرعة والأبعاد فوق الأرض مقاييس طولية مترية وفي الكون مقاييس بالسنين الضوئية وفي الكون الأعظم ستكون مقاييس السرعة والأبعاد به بالسنين التيكونية لو أكتشف التيكون وأصبح له معني فيزيائي .

لأن سرعة التيكون سوف يتخطي حاجز سرعة الضوء (Light barrier) وسيظهرمفهوم السرعات فوق الضوئية (Super-luminal speeds). وهذه السرعة الفوق ضوئية لو أكتشفت . فهذا معناه أننا سنرسل رسائل في الزمن الماضي .

نوفمبر 04, 2005, 05:42:43 مساءاً
رد #3

الفلكي

  • عضو مساعد

  • **

  • 203
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
بحث : منظومة (الكون الأعظم) في المكان والزمان
« رد #3 في: نوفمبر 04, 2005, 05:42:43 مساءاً »
عالم الذرة

لازم الكون في لحظة ميلاده ظهور الزمن والفضاء والطاقة وكلها من لوازم وحدة الطبيعة . فالجاذبية ظهرت بعد 10 – 43 ثانية من لحظة بداية تكوين الكون بعد الإنفجار الكبير حيث إتحدت القوي الضعيفة والقوية والكهرومغناطيسية معا . وكلما كان الكون يزداد برودة كانت وحدة هذه القوي تتحطم واحدة تلو الأخري. وأولي الخطوات لإستعادة توحد هذه القوي كان عن طريق البناء الرياضي الذي يطلق عليه النظريات القياسية التي مازالت تحتاج إلي براهين تجريبة . فلقد توصل العلماء إلي جسيمات (Z وW) التي تحمل القوي الضعيفة. فالذرات التي تتكون منها عناصر الكون ظهرت بعد 10 آلاف سنة من لحظة بداية هذا الكون وتبعثرت فيه نتيجة للأحوال التي كانت سائدة بعد الإنفجار الكبير . ويحاول العلماء حاليا معرفة أصل الكون .

فتمكنوا من الكشف عن كوامن الذرة حيث يصنع منها المادة الخام به . وهذا من خلال الفيزياء والرياضيات والمسرعات الفائقة جدا في تسربع الجسيمات مما جعل هذه المعجلات قد جعلت نواة الذرة تلفظ مئات من الجسيمات الدون ذرية كالكواركات واللبتونات وهي جسيمات متناهية الصغر . وافترض علماء الفيزياء النظرية أن المادة تتكون من كواركات ولبتونات بينهما قوي تنتقل بواسطة البزونات. وللتعرف علي اللبتونات و الكواركات والبزونات بالذرة . نجد أن اللبتون يتكون من الإلكترون المشحون ويطلق عليه اللبتون المشحون والنيترينو (الإلكترون المتعادل ) . أما الكواركات فتتحد معا لتكون جسيمات أكبر كالبروتونات والنترونات بنواة الذرة . والبوزونات تحتوي علي فوتونات تنقل القوة الكهلرومغناطيسية بين الكواركات واللبتونات . والفوتونات لاوزن لها كالضوء . لكن رؤيتنا للأشياء تعتمد علي الإستجابة البصرية لهذه الفوتونات التي هي أقل من الذرة وتسير مع طاقة الضوء المرئي. ويعتبر الضوء ظاهرة كونية قد إعتدنا عليها ومانراه هو فوتوناته . لأنه أخذ شكلا ليظل موجودا ولايترك خلفه كتلة باقية في العالم المادي الطبيعي .

والضوء ليس مادة عادية ولاسيما وأنه يأخذ شكلا كموميا يطلق عليه الفوتونات التي تعتبر أقل وحدة طاقة لها تردد خاص لوني أو بقعي . فيمكن أن يري ويفحص . فلو إعتبرنا أن © هي سرعة الضوء في معادلة إينشتين الشهيرة :E =mc2 .حيث Eالطاقة وتساوي حاصل ضرب الكتلة m في مربع سرعة الضوء . cوتصل قيمة c2إلي الصفر عندما تصبح الكتلة صفر . لأن C2=E \m. وهذا يدل علي أن سرعة الضوء لانهائية لأن الكون بلا مادة . وأي كتلة في الكون بها عدد من الفوتونات تعادل مجموع أعداد مجموع ما بها من الكترونات ونترونات وبروتونات وأجسام مضادة لها .

واعتبرت النسبة بين الباريونات (النترونات والبروتونات معا)والفوتونات ثابتة مع مرور الزمن فيقال أن نواة ذرة الهيدروجين يقابلها من بليون إلي عشرة بلايين فوتون .لهذا نجد أن الجسيمات الدون ذرية تلعب دورا كبيرا في الكون منذ نشأته ولقد إكتشف علماء الفيزياء الحديثة أهميتها بعدمااكتشفوا الكواركات و تعرفوا علي ثلاثة أنواع منها. وافترضوا وجود كواركا رابعا أطلق عليه كوارك الجمال .وإذا اعتبرنا البروتون يحمل شحنة موجبة. فالكورك يحمل شحنة أقل منه . وللآن البروتون يتكون من كواركين موجبين وكوارك سلبي .فالكواركات العلوية والسفلية تصنع البروتونات والنترونات التي لها وجود في حياة الذرة. وهذه الكواركات توجد في أزواج (كوارك – وضد كوارك).

وقد إستطاع علماء الفيزياء في مسرع جامعة (ستانفورد) تصوير كواركات حرة تسربت في الكون أثناء الإنفجار الكبير . إلا أن هذا الكوارك الحر مازال في نظر العلماء شيئا وهميا . واعتبروا أن المادة طاقة والطاقة مادة . أما الميون (Muon) فهو جسيم كتلته أكبر 200 مرة من كتلة البروتون وهو ناتج ثانوي من الأشعة الكونية التي ترتطم بالأرض . و يحمل شحنة سالبة بينما اللبتونات كالنيترينو لاتحمل أي شحنة وكتلتها خفيفة جدا رغم أنها لم تقدر بعد . ومن أهم الأفكار في ميكانيكا الكم معادلة العالم الإنجليزي (بول ديراك)التي تنبأ فيها بالمادة المضادة في الكون وبالذرة . واكتشاف (أندرسون) للبوزيترون (الإلكترون الموجب) وهو يشبه الإلكترون السالب الشحنة إلا أنه موجب الشحنة . لهذا نجد أن لكل جسيم أو مادة بالذرة مضادا . ولو تقابلت أو ارتطمت المادة مع مضادها يحدث تفجير إشعاعي. كما حدث مع البروتون عندما إرتطم بمضاد بروتون في المسرع .

لأن المسرعات (المعجلات ) معامل لفيزياء الطاقة العالية وتقوم بتسريع الجسيمات الدون ذرية وتركيزها بواسطة المغانط الكهربائية في شكل شعاع حيث تقذف فيها البروتونات والإلكترونات المشحونة بسرعة99,9%من سرعة الضوء . ويعتقد علماء الفيزياء النظرية أن الكون ككل له مضاد يناظره . ولو تقابلا يحدث تفجير إشعاعي .

نوفمبر 04, 2005, 05:45:22 مساءاً
رد #4

الفلكي

  • عضو مساعد

  • **

  • 203
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
بحث : منظومة (الكون الأعظم) في المكان والزمان
« رد #4 في: نوفمبر 04, 2005, 05:45:22 مساءاً »
لغة الكون..

ظهرت الدنيا كذ رة مدمجة ومنضغطة فريدة ويتيمة و متناهية الصغر. كما ظهرت الحياة لاحقا بعد بلايين السنين من عمر الكون كجزيء( دنا ) في خلية حية إنقسمت وتشكلت لتخرج منها بلايينالبلايين من الأحياء حاملة شفراتها الوراثية في بلايين البلايين من جزيئات الدنا.وهذه الذرة الأولي تعادل كتلتها كتلة الكون الماثل أمام ناظرينا.

بمجراته الهائلة ونجومه العملاقة وسدمه الممتدة وطاقته الكونية الكامنة في فلاكه .وعندما كان عمر الكون جزءا من ألف جزء من الثانية كان كل شيء فيه رغم تناهيه معتصرا وفي حجم ذرة. ومنذ سبعين عاما تحول علم الكون من مجرد نظريات وفرضيات إلي منظور بصري مثير بعد فك شفرة لغته وقراءة ملف تطوره عندما كان الزمن صفرا وعندما أخذ يشكل هيئته في أعقاب الإنفجار الكبير .وقيل أن الزمن كما يفترضه العلماء قد بدأ لحظة بداية هذا الإنفجار إلا أننا نجده في الواقع قد بدأ منذ إنبلاج الذ رة الكونية الأولي من العدم حيث كانت فيه معدومة .لهذا نجد العلماء قد أسقطوا الزمن الذي كانت فيه هذه الذرة وأعتبروه نسيا منسيا من زمن عمر الكون الذي قدروه 15 بليون سنة ضوئية منذ واقعة الإنفجار الكبير.

مما يجعله زمنا منقوصا وغير حقيقي حيث إرتضاه العلماء علي عواهنه . لكن الزمان يضم العدم والوجود وهذا مايطلق عليه الفلاسفة الزمن السرمدي. وزمن الكون جزء لاحق فيه. والعدم ميتافيزيقي لايعرف كنهه. والوجود حقيقي متمثلا في الكون وهذا مايعرف بالفيزياء أو الطبيعة(الفلك). ونظرتنا للكون قديما وحديثا نجدها في فكر عالمين أحدهما سلفي والثاني معاصر. وكلاهما قد حدثنا عن نشوئه وإرتقائه وتحيزه وتقوسه وبدايته ووحدته . و هماالعالم الأندلسي أبوبكر بن طفيل الذي ولد عام 1106م/500هجرية والعالم الريطاني مارتن ريز مدير معهد الفلك بجامعة كمبريدج.وكان إبن طفيل قد إشتهر بقصته الفلسفية (حي بن يقظان)التي سبق ظهورها عصر النهضة بأوربا وعصور كوبرنيق وجاليليو ونيوتن وإينشتين وديراك وهبل وغيرهم من أقطاب الفلك الحديث.

فلقد حدثنا إبن طفيل عن( البعد الثالث) بالكون وسماه الأقطار الثلاثة بالسماء وحددها بالطول والعرض والعمق. وكيف يعتقد أنها ممتدة إلي مالانهاية . إلا أنه أكد علي تحيز الكون قائلا: جسما لانهاية له باطل لأن الفلك (الكون) علي شكل كرة .وهذا ما أطلق عليه إينشتين فيما بعد التقوس الكوني وتحيزه حيث إعتبر الكون كتلة متقوسة( سماها إبن طفيل كرة)في فضاء متسع يتمدد فيه وكل مايقاس فيه يتم من داخل وجودنا به. ورغم هذا لانري حافته أو حدوده . والعلماء حتي الآن لايعرفون مركز تمدده . إلا أن إبن طفيل نراه يتساءل قائلا: هل السماء ممتدة إلي غير نهاية ؟. أو هي متناهية محدودة بحدود تتقطع عندها ولايمكن أن يكون وراءها شيء من الإمتداد ؟.وكانت نظرية التمدد الكوني ثورة فلكية عندما طالعنا إدوين هبل عام 1920 بها .

 لأنها قلبت مفهوم العلم عن الكون إلا أن إبن طفيل سبقه فيها منذ ثمانية قرون عندما أشار إليها .فللقد حدثنا عن (التمدد الكوني ) وإنتفاخ الكون قائلا: الأجسام السماوية تتحرك حول الوسط بالمكان( الفضاء)ولو تحركت في الوضع ( المركز) علي نفسها أصبحت كروية الشكل . وحدثنا إبن طفيل فيما حدثنا به عن منظومة (وحدة الكون) قائلا: إن الفلك (الكون) بجملته وما يحتوي عليه من ضروب الأفلاك شيء واحد متصل ببعضه بعض كشخص واحد . كما حدثنا عن( نشوء الكون) قائلا : أن العالم (الكون) لايمكن أن يخرج إلي الوجود بنفسه ولابد له من فاعل (محدث) يخرجه إليه. وكان العدم والوجود من الأمور المثارة في علم الكلام ولاسيما لدي المعتزلة بالعصر العباسي حيث كانوا يبحثون في مسألة الخلق والقدم والحداثة للكون .

وإذا كان إينشتين وىلؤلؤرالؤرالغيره من العلماء قد ظلوا في (حيص بيص)حول تعريفهم للزمان ككل وقصروه علي زمن عمر الكون منذ الإنفجار الكبير . لكن إبن طفيل نجده يقول عنه : هل هو شيء حدث بعد إن لم يكن وخرج إلي الوجود بعد العدم ؟. أو كان موجودا فيما سلف ولم يسبقه العدم ؟.إلا أنه لم يترجح أحد الحكمين . إلا أنه إعتبر الزمان من جملة العالم وغير منفك عنه علي حد قوله . وعلي صعيد آخر نجد العالم البريطاني (ريز) يقول :قبل مائة عام لم يكن العلماء يعرفون لماذا تسطع النجوم ؟. أو ماذا وراء مجرة التبانة التي نعيش بداخلها؟.وعندما تعرفوا مؤخرا علي الأشعة الكونية التي خلفها الإنفجار الكبير بالكون أطلقوا علي هذه الحقبة مابعد إنبلاج (توهج) الكون .

مما جعلهم يدرسون باكورته حيث إكتشفوا فيها الكوازارات والنابضات الأولي . ومما سهل إكتشافاتهم ظهور المركبات والمسابر الفضائية والتلسكوبات العملاقة فوق الأرض أو بالفضاء فأطالوا في بعد نظرهم و رؤية إبصارهم . وهذه الإكتشافات جعلت علوم الكونيات واقعا متسلسلا منذ عام 1960 ولاسيما بعدما حصل العلماء علي صور فورية للكون المترامي عن بدايات تكوينه مما أعطاهم بعدا وفهما جديدين له عندما أظهرت هذه الصور شطئان كوننا . فأصبحت الشواهد علي حدوث الإنفجار الكبير تماثل الشواهد المثبتة حول تاريخ بداية تكوين الأرض . وأن الأحوال الكونية التي تولدت بعد ثانية من الإنفجار الكبير لم تكن أكثر مما عليه في قلب نجم معاصر .

 ورغم هذا لاتزداد تعقيدا عن فهمنا لكائن حي موجود حاليا . لأن أي نجم مهما عظم فهو بلاتعقيدات كيماوية بداخله عكس ماهو حادث في جسم أي كائن حي. حتي ولو كان خلية واحدة لا نراها بالعين المجردة . وقال : أن في جزء من الثانية الأولي من الإنفجار الكبير ظهرت قوانين الطبيعة(الفيزياء). وظلت علي ماهي عليها حتي الآن.وفي الجزء الأول من ألف جزء من الثانية ظهر العدد 6والذي ظل السمة الأساسية لوصف الكون وهيئته . لأن هذا العدد يصف كل الأشياء في الكون بدءا بالضفادع في حدائقنا أوالمستعر الأعظم في المجرات البعيدة. فكلها يحكمها ستةأعداد نطلق عليها ثوابت الطبيعة التي تتحكم في منظومة الكون ووجوده.ولو تبدل أو إختلف عدد منها لما كان الكون علي هيئته حاليا . ولما ظهرت الحياة فيه. فهو الآن متوازن علي حافة سكين مما جعل الحياة فوق الأرض محتملة نسبيا . لأن هذه الأعداد الستة ظهرت بالكون بمنتهي الدقة مما جعلنا مفرزة لنظام غير متشابه بل ومذهل . وهذا يؤكد عظمة الخالق سبحانه.

 ولما كان لنا وجود الآن . و حدثنا عن الحياة واعتبر ظهورها كان نتيجة أحوال توفيقية بالكون إلا أنها حاليا في مقبرة جماعية خطيرة . لأن ثمة إحتمال 50%بأننا سندمر أنفسنا خلال هذا القرن .لأن الأرض كما يعتقد(ريز) هي المكان الوحيد الذي قامت فيه الحياة الذ كية . لأن وجود ثمة حياة معقدة أو حتي بسيطة في أي مكان آخر بالكون .. فإنها بلا شك ستكون مختلفة عن سمة الحياة فوق كوكبنا .

ولو كانت الحياة الأخري نادرة هناك .. فهذا سيضفي علي أرضنا أهمية كونية متميزة . وقال : أننا سندمر الحياة الذكية الوحيدة في هذا الكون المتسع . وهذا ما جعل علماء الأحياء يطالبون بنشر أنفسنا في مجر تنا وما وراءها . لهذا المسابر والمركبات الفضائية تجوب بالفضاء للتفتيش علي أماكن تصلح لإنشاء وتكوين مجتمعات إدخارية للأحياء في أكبر عملية إنقاذ لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية والأرض ( بعد طوفان نوح وسفينته) . وهذه المجتمعات ستكون( محميات طبيعيةإحيائية) فضائية للبشر وبقية الأجناس الحية للحفاظ فيها علي التنوع الحيوي بعيدا عن الأرض الموبؤة حاليا .ففي هذا القرن سيكون لدينا التكنولوجيا لتحقيق عمليات الإنتشار الإحيائي فيما وراء كوكبنا . ومما سيسهل التاكثر الحيوي الفضائي مستقبلا إزدهار الإستنساخ وإختراع الأرحام الصناعية البديل للأمهات .ليتم التلقيح والحمل الفضائي ومن خلال تجميد السوائل المنوية والبو يضات الأنثوية . وفي تعليقه علي بداية الكون قال (ريز) : مهما أوتينا من علم إلا أن علماءنا لايستطيعون فهم مادار في الجزء الأول من ألف جزء من الثانية الأولي من عمر الكون .وفهمنا لقوانين هذا الزمن المتناه أكبر تحد لعلماء هذا القرن .

 لكنه أغفل نظرية الفيمتو ثانية التي إكتشفها العالم المصري أحمد زويل والتي صورت التفاعلات الكيماوية في زمن الفيمتوثانية والتي ستقود العلماء بلا شك للتعرف علي هذه اللحظة المتدنية من الزمن في بداية الإنفجار الكبير للكون. وفي سياق حديثه نجده ركز علي أهمية علم نظرية الطبيعة الموحدة. واعتبره علما سيحسم الإحتدام الجدلي حول نظرية الجاذبية الكونيةفي القرن 21 .

كما أوردها إينشتين عندما وصف كيفية تكوين النجوم والكواكب . وهل ستؤدي إلي التعرف علي وجود كون آخرغير كوننا تحكمه قوانين طبيعية غيرقوانيننا الكونية المتعارف عليها . وإلي عهد قريب كان الكون بمثابة حجر رشيد بمجراته ونجومه وطاقته الكونية حتي إكتشفت لغته حيث من خلال الضوء الأحمر وإنزياحه في المجرات والنجوم إستطاع العلماء إكتشاف تمدد الكون وتسارعه. واكتشفوا أيضا شدة توهج مستعراته الكبري القريبة والبعيدة. كمااستطاعوا تحديد أعمار النجوم القديمة والحديثة فيه واكتشاف تقوس الضوء حول الكتل البعيدة وتذبذب الإشعاعات. ورغم هذه المعطيات الكونية إلا أنهم رغم إكتشافهم للغة الكون فهم مازالوا يعتبرونه مصدر الحرارية عبر السماء. حيث أصبح كوننا الساخن بحرا من هذه الإشعاعات. وارتضي العلماء بكل لغز محير لهم .

وأبجدية لغة الكون نجدها في إزاحة أطياف المجرات والنجوم للون الأحمر وموجات الجاذبية في الخلفية الميكروويفية للكون والأشعة الباردة التي مازالت تتخلل به طوا ل وجوده .والآن مهمة المسبر الأمريكي (ماب)حاليا وهو يدور علي بعد مليون ونصف كيلومتر فيما وراء محيط الأرض لإجراء مسح شامل لموجات الأشعة الميكروويفية الخلفية الكونية ولرسم خريطة جديثة للكون لحظة ميلاده والتعرف علي تاريخه وهندسة تكوينه وقتها . وسيتم هذا من خلال قياس أجهزة المسبر للتفاوت في حرارة الأجزاء المختلفة بالكون ولاسيما بالبقع الساخنة والباردة فيه . والكون بعد 500ألف سنة ضوئية كان حساء ساخنا وكان كثيفا بالبروتونات والإلكترونات حيث ظهرت في جعباتها موجات الجاذبية الكونية . لهذا سترسل وكالة الفضاء الأوربية مسبرا عام 2007ضمن مهمة قياس شدة هذه الموجات والتعرف علي مصدرها ولاسيما وأنها ترحل بالكون بلا عوائق حتي في الأجسام المعتمة فيه.

نوفمبر 04, 2005, 05:47:33 مساءاً
رد #5

الفلكي

  • عضو مساعد

  • **

  • 203
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
بحث : منظومة (الكون الأعظم) في المكان والزمان
« رد #5 في: نوفمبر 04, 2005, 05:47:33 مساءاً »
النشوء والإرتقاء والفناء بالكون

قال تعالي : (والسماء ذات الحبك.) وهذه الآية أصدق وصف للكون وهيئته. فمن الكتب التي إستهوتني كتاب صدر مؤخرا بعنوان (الخمسة عصور للكون) للكاتبين (فريد آدمز وجريج لوجين ). وقد تصورا فيه بداية ونهاية الكون . فكتبا : أنه مما لا شك فيه أن الكون يتمدد إلي ما لانهاية . وما يقال أنه سيتقلص ثانية فرضية يعوزها الأدلة لأنه في حالة التمدد المستمر الحادث سيصل الكون لمرحلة لن تكون فيه جاذبية كافية لتجميع آلاف الملايين من المجرات والثقوب السوداء . لأنه سيصبح كالعهن المنفوش بعد وقف التمدد الكوني وهذا سيجعل مستقبل الكون غامضا ولا يمكن وضع تصور مستقبلي له . وجاء بالكتاب خمس مراحل عصور تصورية للكون من المهد إلي اللحد. فهناك عصر الإنفجار الكبير. وفيه نشوؤه وبداية ظهوره.والمرحلة الثانية العصر النجمي وفيه ظهرت قوانين الطبيعة بالكون عندما بزغت النجوم وظهرت المجرات كما نراها . والمرحلة الثالثة ستكون عصر الإنتكاس الكوني ويعتبر الكون حاليا في فجره. وفيه ستظهر عملية تكثيف مادة الكون حيث ستستنفد كل غازاته التي تصنع منها النجوم الوليدة .

وكل النجوم الكبيرة والصغيرة فيه ستسنفد وقودها النووي الحراري وستأفل مخلفة نجوما ترحل لتقترب من بعضها البعض بفعل الجاذبية الكونية مما سيحدث إختلافات واضحة في دورانها ومساراتها وستصبح في حالة (الإسترخاء الديناميكي ) . رغم أن هذه النجوم تعتبر في مجراتها كيانات صغيرة . وفي هذه الحالة ستفلت النجوم الخفيفة لتطرد بالكون وستهبط النجوم الثقيلة إلي مراكز المجرات ليدخل الكون إلي المرحلة الثالثة وهي عصر الثقوب السوداء . وفيه ستصبح الطاقة الكونية نادرة مما سيجعل هده الثقوب السوداء تتبخر في الكون وتختفي جميعها ليدخل الكون في العصور المظلمة لعدم وجود طاقة متجددة . وستصل درجة حرارته الصفر المطلق (-273درجة مئوية) ( الصفر المطلق أقل درجة حرارة حيث فيها تنعدم طاقة المادة ) .. ليصيح الكون في هذه الدرجة ميتا بما تعنيه كلمة الموت الديناميكي . وضمن نظريات (التوحيد الكبري ) في الفيزياء نجد أن البروتونات في الذرة (جسيمات بنواتها) ستكون غير مستقرة ولهذا ستتلاشي بعد 10 30 سنة .

 وهذه فترة زمنية أطول من عمر الكون الآن. وقتها سيقتل كل بروتون في كل ذرة بالكون ليدخل في عصر المادة السوداء حيث نهايته. وحتي الآن لم ير العلماء ما بداخل الذرة التي تتكون كما نعرف من جسيمات الإلكترونات السالبة الشحنة في مدارها والبروتونات الموجبة والنترونات المتعادلة في قلبها بالنواة التي قطرها واحد علي ألف من قطر الذرة . وكان إكتشاف أن الكون يتمدد ثورة غير متوقعة أو مسبوقة في علم الفلك بالقرن العشرين حيث يتمدد بسرعة أكبر من معدل السرعة الحرج (7 أميال/الثانية) حيث لا يمكن للجاذبية كبح هذا التمدد.لهذا سيسير الكون إلي ما لانهاية حيث يتمدد 5 – 10% كل ألف مليون سنة .وهذا التمدد يعتمد أيضا علي كثافة الكون .

فلو زادت كثافته عن الكثافة الحرجة فإن الكون سوف يتوقف تمدده وسيتقلص ليعود إلي نقطة الصفر . ولو قلت فإنه سيتمدد إلي الأبد .وكلما تباعدت المجرات كلما ظهرت مجرات أخر ي من مواد جديدة تتولد بإستمرار لتملأ الفراغ البيني والهوات بين المجرات ولنتصور الكون نجد أن المجرة تضم حوالي 100 ألف مليون نجم وعدد المجرات يربو علي 100ألف مجرة نراها بالتلسكوبات العملاقة وما خفي منها عنا أكثر. ومجرتنا إتساعها 100 ألف سنة ضوئية .وللآن لا يمكن رؤية شكل أو حجم النجوم والتي تبدو لنا كنقاط مضيئة . وما يميزها ضوؤها.

نوفمبر 04, 2005, 05:50:04 مساءاً
رد #6

الفلكي

  • عضو مساعد

  • **

  • 203
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
بحث : منظومة (الكون الأعظم) في المكان والزمان
« رد #6 في: نوفمبر 04, 2005, 05:50:04 مساءاً »
القوي الكبري بالكون

في الكون أبعاد خمسة هي الطول العرض والإرتفاع والزمن والجاذبية. كما أن به خمس قوي عظمي . وكلمة الذرة باللغة اللاتينية (Atom) معناها الغير قابل للإنقسام . هكذا كان يعتقد حتي أكتشف الإلكترون السالب الشحنة حول النواة بقلب الذرة والتي تتكون- أيضا- من بروتونات موجبة الشحنة ونيوترونات متعادلة الشحنة .

 وتصنع البروتونات والنيوترونات من الكواركات وهي أصغر من موجات الضوء المرئي. وكلها جسيمات أولية .والإلكترونات تدور حول النواة في مدارات. ولو تخطي إلكترون مداره لمدار قرب النواة أطلق طاقة علي هيئة فوتونات (ضوء). ويسود إعتقاد بين علماء الفيزياء الكونية بأن كل الأحداث الكونية ترجع إلي وجود القوي الخمس الرئيسية في هذا الكون . - القوة الأولي بالكون .. هي القوة الكبري (القوية )في أنوية الذرات و التي تجعل الأنوية في الذرات متماسكة . لهذا تكمن بالنواة . وهي أقوي مئات المرات من القوة الكهرومغناطيسية بالذرة .

 لأنها تربط النترونات بالبروتونات بشدة داخل نواة أي ذرة وتمنع البروتونات المتشابهة الشحنة (موجبة ) من التنافر ولها تأثيرها الجاذب للإلكترونات(السالبة الشحنة ) في محيطاتها حول النواة. لهذا نجد جسيمات الذرة من نترونات وبروتونات وإلكترونات أسيرة داخل الذرة بينما نجد هذه الجسيمات حرة طليقة في الشمس علي هيئة البلازما . - القوة الثانية بالكون ..هي القوة الصغري (الضعيفة ) التي تعطينا نشاطا إشعاعيا داخل نواة الذرة رغم أنها أقل شدة مليار المرات من القوة الكبري. إلا أنها مسئولة عن تفكك الجسيمات بالذرة ليظهر نشاطها الإشعاعي من داخل نواتها حيث تغير من طبيعة الكواركات التي تتكون منها البروتونات والنترونات وتحول النترون إلي بروتون وبوزيترون ونيترينو . - القوة الثالثة بالكون.. هي القوة الكهرومغناطيسية وتضم ثلاث قوي فرعية هي الكهرباء والمغناطيسية والضوء . وهذه القوة تعطينا الضوء والحرارة وموجات الميكروويف . وتظهر في كل الجسيمات الموجودة بالكون . ويمكن أن تظهر كقوة تنافر للشحنات الكهربية المتشابهة أو كقوة جاذبة للشحنات الكهربية المختلفة .

ففي الذرة نجد الشحنات الموجبة للبروتونات بالنواة تتحد مع الشحنات السالبة للإلكترونات حول النواة . كما أن الذرات ترتبط ببعضها البعض بهذه القوة لتكون جزيئات للمادة . وهذه القوة الصغري أشد مليار مرة من قوة الجاذبية العادية . وتعتبر القوي الثلاث القوة الكبري والصغري والكهرومغناطيسية هي القوي الأساسية في الكون لأنها تولد الظواهر الطبيعية فيه . - القوة الرابعة بالكون(الجاذبية) ..هي قوة الجاذبية التي تعتبر مهندس الكون حيث تشكل هيئته . ولقد كانت معروفة منذ عصر نيوتن قبل القوي الثلاث السابقة. وكان الإنسان القديم يعرفها عندما لاحظ أن الصعود لأعلي أشق من الهبوط .لأن الجاذبية تشد الأشياء لأسفل باتجاه الأرض .

لكنها مازالت لغزا حتي الآن رغم أنها القوة الأساسية في بناء هذا الكون المترامي حيث تتحكم في وجود الذرات والجزيئات بالمادة كما تتحكم في حركة الأجرام السماوية والمجرات . فقوة الجاذبية موجودة في كل مكان ولها القدرة علي إختراق الأشياء . وتتناقص شدتها كلما إبتعدنا عن مركزها . فقد يصلنا الضوء من نجم يبعد عنا ببلايين السنين الضوئية لكن جاذبيته تصلنا ضعيفة جدا . فالكرة الأرضية لها جاذبيتها وهي تعادل (1ج). وهذه الدرجة هي التي جعلتها علي هيئتها من جبال ومحيطات ومناخ وهي تدور داخل مدارها بالمنظومة الشمسية . ولو زادت الجاذبية الأرضية عن (1ج) فستصبح الجبال صخورا صغيرة وتتقزم الأشجار الفارهة الطول. ولن تسطيع الخلائق بما فيها الإنسان التحرك فوقها إلا بصعوبة . ويصبح قالب الطوب كحبة رمل. ولن تسطيع الطيور التحليق في الجو ويصل حجم الأرض لحجم بيضة وتتفتت الصخور لتصبح كحبات رمل في أقل من ثانية .ولو قلت الجاذبية عن (1ج) فستصبح الجبال كالعهن المنفوش وتفيض مياه المحيطات والبحار والأنهار لتتحول لفقاقيع مائية بالهواء .

وتعتبر الجاذبية هي القوة التي لايستطيع الإنسان السيطرة عليها أو إنقاص شدتها أو عكسها كبقية القوي بالكون .والجاذ بية تختلف شدتها من جرم لجرم بالكون . ويمكن الوصول للجاذبية صفر فوق الأرض عندما نطير بطائرة وهي تصعد لأعلي في شكل قوس دائري وعندما تبلغ الطائرة لأوج القوس تصبح الجاذبية صفرا وينتاب الطيار شعور مؤقت لمدة 20 – 30 ثانية .عندها يفقد الدم وزنه ولاتسطيع الشرايين الإنقباض لمقاومة سريان الدم بها ويشعر الطيار كأنه يتسلق بطائرته منحدرا جبليا . وعندما تعود الجاذبية لتصل شدتها (1ج) قد يتعرض قلبه للتلف . - القوة الخامسة بالكون ..وهي القوة المضادة للجاذبية وقد أطلق عليها الجرافيتونات (Graviphoton)أو الهيبر فوتونات .

 وهو عبارة عن بوزون شعاعي له كتلة تعادل واحد علي مليار من كتلة الإلكترون عكس كتلة الفوتون أو الجرافيتون .لأن كتلتيهما صفر. لهذا نجد بصفة عامة أن بالكون قوة ضعيفة تحطم النترون بنواة الذرة المشعة وتحو له لبروتون والكترون وضد نيترينو . وقوة ثانية تتمثل في الفوتونات التي تطلق قوة كهرومغناطيسية شدتها أقوي 100 ألف مرة من القوة الضعيفة . وهذه القوة الكهرومغناطيسية مسئولة عن الحفاظ علي الإلكترونات في مداراتها حول النواة لتصنع الذرة .. وقوة ثالثة أشد مئات المرات من القوة الكهرومغناطيسية وتسمي بالقوة العظمي التي تحملها الجولونات ومهمتها الحفاظ علي تماسك النواة . والقوة الرابعة هي الجاذبية ويحملها جسيم الجرافيتون الذي يعتبره العلماء بلا عمل داخل الذرة .وكان العلماء لايعرفون سوي القوى الأربع هذه . لكن عندما أعلن العالم الفيزيائي (إفرايم فيشباخ)عام 1986 أن هناك قوة خامسة بالكون كان مفاجأة لهم . فأخذوا يعيدون النظر في تعريف الجاذبية وقيمة ثباتها وكتلة وكثافة المادة بالكون .

ولاسيما وأن قياسات الجاذبية تخضع لقوة الجاذبية ذاتها وقوة الطرد المركزي (Centrifugal force) لأي جسم متحرك دائريا . لكن العلماء إعتبروا أن الجاذبية لاتخضع في الكون للقوة الخامسة . لأن معدل الجاذبية به أشد من معدل الجاذبية الأرضية . لكن (فيشباخ ) يقول : أن هناك قوة طبيعية مضادة للجاذبية . وهي قوة مجهولة تقاوم جاذبية الأرض وتجعل الأشياء تسقط من أعلي لأسفل بمعدلات سرعة متفاوتة ومختلفة . واكتشف العلماء أننا كلما تعمقنا في باطن الأرض كلما تناقص معدل الجاذبية لوجود قوة نابذة شدتها من 2-3%من قوة الجاذبية الأرضية . وكان مفروضا نظريا أن شدة الجاذبية تزداد كلما تعمقنا بإتجاه قلب الأرض حيث يوجد مركز الجاذبية .فالجاذبية تشد البروتونات بالذرات ومضاد الجاذبية (النابذية ) تدفعها في الإتجاه المعاكس . لكن العالم (فيشباخ) إفترض قوة خامسة أطلق عليها الشحنة الزائدة ولها صلة بالجاذبية وأوعزها لقوة الربط الكبيرة بالنواة بالذرة حيث تقبض علي الجسيمات بها واعتبرها قوة نابذة للجاذبية الأرضية تتغير شدتها حسب نوع العنصر . وهذا يخالف ماقاله نيوتن وجاليليو من أن أي جسم يهبط بنفس المعدل مهما كانت نوعية المادة .

 لكن (فيشباخ ) في تجربته علي ثقلين من نفس الوزن أحدهما كرة حديد والثاني كرة خشب. وجد أن الكرة الخشبية سقطت أسرع . وعلل هذا بأن ذرة الحديد بها قوة تماسك أشد من ذرة الخشب . لهذا تتلقي كرة الحديد قوة مضادة للجاذبية أكبر . وهي قوة تصعيد عند إلقاء الشيء من مكان مرتفع . لهذا تباطؤها في الهبوط أكبر من كرة الخشب . لكن هذه النظرية مازال عليها تحفظ علمي . لهذا نظرية نيوتن حول الجاذبية مازالت مقبولة لأنها تنص علي أن أي جسم مهما كانت كتلته وحجمه يهبط من أعلي لأسفل في خط مستقيم لاينحرف عنه وأن قوة جذب الأرض للأشياء تتم بإتجاه نقطة واحدة بمركزها وحسب معدل تسارع وشدة الجاذبية . كل هذا ليس له علاقة بتركيب مادة الجسم الهابط . فكل الأشياء تهبط بمعدل واحد سواء أكان الشيء كرة رصاص أم ريشة . عكس مفهوم نظرية القوة الخامسة التي ترتبط بالتركيب الذري للأشياء . لهذا ستظل جاذبية نيوتن قائمة وموجودة بالكون كله لتحافظ لنا علي هيئته لأنها وقود آلة الكون والزمن معا . فلو كانت أشد مما هي عليه حاليا أبطأت الزمن وقلصت الفضاء الكوني وانكمش الكون علي ذاته .

 ولو إنعكست .. إنهار الكون كله . لأنها جمعت مادته منذ طفولته المبكرة في أعقاب الإنفجار الكبير في شكل نجوم ومجرات وكواكب وثقوب سوداء وكلها تسبح في أفلاكها ومداراتها أو حسب قول القرآن : كل في فلك يسبحون ). واكتشف مؤخرا ..أن لكل قوة من القوي الخمسة الأساسية بالكون وسيطا ينقلها . فالقوة الكبري يحملها الميزون (Meson )وهو موجود في كواركات النواة بذرة العنصر . والقوة الصغري وسيطها البوزون (Boson )الذي يحملها والقوة الثالثة الكهرو مغناطيسية يحملها الفوتون (Photon) أما القوة الرابعة وهي قوة الجاذبية فتحملها الجلوونات (Gluons) والجرافيتونات (Gravitons). وهما جسيمات مازالت نظرية حتي الآن . والجاذبية أكثر القوي الأربعة الباقية وضوحا إلا أنها أقل قوة من القوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية الضعيفة التي تحدث تلفا في النظائر المشعة . كما أن القوة النووية التي تربط البروتونات بالنترونات بأنوية الذرات أشد مائة مرة من القوة الكهرومغناطيسية .

وتعتبر أكثر القوي الأربعة الباقية شدة . وبإستثناء القوة الخامسة نجد أن القوي الأربعة الباقية تعتبر مظهرا للقوي بالكون الذي يعتمد عليها . لأن الجاذبية لو كانت أكبر من معدل شدتها به سيصبح في جاذبية عالية تجعل كتلة النجوم تعادل كتلة كوكب صغيرحجما وسيصبح قطرها 2كم وتستنفد وقودها خلال عام . ولن يبقي بها وقود كاف مما يجعل النجم جرما قابلا للحياة فوقه. ولو كانت الجاذبية ضعف ماهي عليه حاليا .فإن سحب الهيدروجين والهيليوم التي خلفها الإنفجار الكبير لما تقلصت في كون يتمدد ولما قامت حياة . فشدة الجاذبية حاليا تلائم كوننا . وبنظرة عامة للكون نجد أن ثمة قوتين متضادتين تلعبان دورا رئيسيا في الحفاظ علي هيئته كما نراها .وهما قوة التجاذب (الشد) وقوة التنافر (التنابذأو قوة الطرد المركزي) . وتعتبر هاتان القوتان منابع الطاقة بالمجرات والنجوم. فمثلا الكواكب حول الشمس تتحكم فيها قوة التجاذب نحو الشمس والتي تعادلها قوة الطرد المركزي (قوة تباعدية ) نتيجة لدوران الكواكب بسرعة في أفلاكها حول الشمس . وهاتان القوتان المتضادتان اللتان يتعرض لهما الكواكب بما فيها الأرض حافظتا علي توازنها الحركي المستمر .

ولولاهما لإتهارت في مداراتها . فكل كوكب له جاذبيته التي تحافظ علي شكله وهيئته. وشدة الجاذبية تعادل قوة الطرد المركزية التي تجعل الكوكب علي مسافة ثابتة والتي تعتبر البعد الآمن لبقائه . وهذه المسافة لاتحيد ولاتميد. وتحدده شدة سرعته ودورانه حول ذاته في الفضاء ضمن المنظومة الشمسية . فالأرض تدور حول ذاتها مرة كل 24ساعة فلو تباطأت فإن اليوم سيطول وفيه سيطول الليل والنهار.ولو تسارعت فيومها سيقصر وليلها ونهارها سيقصران . لكن كل شيء بقدر مقدر . لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون . كل هذا بسبب قوة الجاذبية وقوة التنافر وهما قوتان متعادلتان نسبيا وإلا مادت الأرض اوتطايرت و تناثرت بالفضاء لهذا نجد أنه يوجد بالكون أربع قوي رئيسية هي قوة الجاذبية والقوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية الضعيفة والقوة النووية القوية .وقوة الجاذبية قوة كونية يحس بها كل جسيم بالذرة رغم أنها أضعف هذه القوي الأريع بالكون وتنشأ من تبادل الجرافيتونات (جسيمات غير مشحونة) بين الجسيمات التي تكون الأجرام . والجاذبية تجعل الأرض تدور حول الشمس .

والقوة الكهرومغناطيسية تتفاعل مع الجسيمات المشحونة كالإلكترونات والكوركات . ولا تتفاعل مع الجسيمات الغير مشحونة كالجرافيتونات وهي أقوي كثيرا من قوة الجاذبية .فالقوة الكهربية إما شحنات سالبة أو موجبة وأي جسمين شحنتاهما سالبتان أو موجبتان يتنافران ولو كان واحد سالبا والآخر موجبا يتجاذبان .

والقوة الثالثة بالكون وهي القوة النووية الضعيفة وهي مسئولة عن النشاط الإشعاعي وتحملها جسيمات (بوزونات) (Bosons). والقوة الرابعة هي القوة النووية القوية وتمسك بالكواركات في البروتونات والنيوترونات بنواة الذرة ويحملها جسيمات جلونات (Gluons). ورغم هذه القوي الأربع إلا أن قوة الجاذبية تتغلب علي كل القوي وتجدد تطور الكون وحجم النجوم والكواكب والمجرات.

نوفمبر 04, 2005, 05:51:40 مساءاً
رد #7

الفلكي

  • عضو مساعد

  • **

  • 203
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
بحث : منظومة (الكون الأعظم) في المكان والزمان
« رد #7 في: نوفمبر 04, 2005, 05:51:40 مساءاً »
المادة ومضادها

ماهي مادة الكون ؟. تكونت المادة العادية في الكون من ثلاثة أشياء هي الهيدروجين والهليوم وبقايا رماد النجوم الميتة بعد تفجرها بالفضاء خلال بليون 4,5سنة الماضية . وبعد الإنفجار الكبير منذ حوالي 15 بليون سنة كان الهيدروجين يمثل 75% من كتلة الكون والهيليوم 25%. وكانت العناصر الكيماوية اللازمة للحياة كالكربون والأكسجين والنيتروجين ليس لها وجود .

 ولما تقلصت سحب الهيدروجين والهيليوم بتأثير جاذبيتهما الذاتية تكونت النجوم كأفران نووية إندماجية للعناصر الخفيفة كالهيدروجين والهيليوم مولدة عناصر ثقيلة قامت بتشكيل صخور الكواكب والبحار الدافئة وأشكال ذكية من الحياة . وانطلقت هذه الكتل الثقيلة للفضاء بعيدا عن النجوم الملتهبة لتصبح جيلا ثانيا من النجوم والكواكب . والكربون أحد هذه العناصر وهو أساسي لبعث الحياة , وقد بدأت أنويته تتكون في قلوب النجوم في أواخر حياتها حيث إحترق كل الهيدروجين وتحول إلي الهيليوم الذي تحول إلي كربون وأكسجين وغيرهما .

 وتتكون المادة في الأرض من ذرات بها إلكترنات وبروتونات ونيوترونات وكواركات . ولا يوجد بها مضادات جسيمات كمضادات البروتون أو النيوترون أو الكواركات وإلا فنيت . لأن الجسيمات ومضاداتها سترتطم ببعضها ويفني بعضها بعضا مما يسفر عن توليد إشعاعات عالية الطاقة . والكون قد بدأ بزيادة مفرطة في عدد الكواركات وقلة في عدد مضادات الكواركات . لأنهما لو تساويا فإنهما كانا سيقتربان من بعضهما وسيفنيان المادة الكونية الوليدة ولأصبح الكون مليئا بالإشعاعات عالية الطاقة ولاسيما في طفولة الكون .ولن يكون به مادة ولا أجرام أو مجرات أو حتي حياة فوق الأرض لولا ستر الخالق سبحانه.

 لأن الكون بعد الإنفجار الكبير كانت حرارته هائلة وهذه الحرارة كانت كافية لصنع مضادات المادة وهذا لم يحدث ولاسيما وأن طاقة الجسيمات الأولية كانت عالية وكافية لإحداث هذا التغيير. فلم تتحول الإلكترونات والكواركات إلي مضاداتها في الكون الطفولي . لكن حدث العكس فلقد تحولت مضادات الكواركات إلي إلكترونات وهذا ما جعل الكواركات موجودة . وكان الكون قبل الإنفجار الكبير حجمه صفرا وحرارته بعده كانت عالية جدا . وكلما تمدد قلت حرارته .

فبعد ثانية من الإنفجار الكبير هبطت الحرارة 10 آلاف مليون درجة مئوية . وهذا الهبوط يعادل ألف ضعف درجة حرارة قلب الشمس . وكان محتوي الكون وقتها فوتونات وإلكترونات ونيترونات وكلها جسيمات خفيفة جدا لاتتأثر إلا بالقوي النووية الضعيفة وقوة الجاذبية. فإذا كان الكون في بدايته ساخنا جدا بسبب الفوتونات إلا أنه حاليا حرارته محدودة فوق الصفر المطلق .وخلال الساعات الأولي المعدودة أنتج الهيليوم والعناصر الأخري .وأخذت الإلكترونات والأنوية تفقد طاقتها .لتتحد معا مكونة الذرات بينما الكون يتمدد ويبرد. والمناطق التي أصبحت أكثر كثافة من المتوسط فإن سرعة تمددها تقل بسبب تزايد قوة الجاذبية . مما يسفر عنها توقف التمدد في بعض المناطق بالكون .

وهذا يجعلها تتقلص ثانية . وخارج هذه المناطق .. فإن قوة الجاذبية تجعل هذه المناطق المحيطة تبدأ في الدوران مما أظهر المجرات الدوارة التي تشبه القرص . أما المناطق التي لا يحدث بها الدوران فيصبح شكلها بيضاويا ويطلق عليها المجرات البيضاوية . ومن أهم الأفكار في ميكانيكا الكم معادلة العالم الإنجليزي (بول ديراك) التي تنبأ فيها بالمادة المضادة في الكون والذرة . ولما أكتشف البوزيترون (الإلكترون الموجب) إعتبره مضادا للإلكترون السالب الشحنة رغم أنه يشبهه .لهذا نجد أن لكل مادة أو جسيم بالذرة مضادا . ولو تقابلت أو إرتطمت المادة مع مضادها يحدث تفجير إشعاعي كما حدث مع البروتون عندما إرتطم مع مضاده في مسرع (سرن )السويسري . ويعتقد علماء الفيزياء النظرية أن الكون ككل له مضاد يناظره . ولو تقابلا يحدث بينهما تفجير إشعاعي . ومن ثم إعتبرت المادة المضادة لغزا حتي الآن لاسيما عندما تتلاشي كما حدث للبروتون مع مضاده في مسرع (سرن)بجنوب سويسرا . والسؤال الذي يحير العلماء فعلا.. إذاكان لكل جسيم بالكون مضاد له . فلماذا الكون صنع من المادة ؟. ولاسيما وأن كل مادة يقابلها عشرة ملايين مادة مضادة . فأين ذهبت هذه المواد المضادة ؟.

 وعلماء الفيزياء الحديثة يؤكدون علي أنه بعد الثانية الأولي من الإنفجار الكبير بالكون كانت توجد مادة فائضة تغلف المواد المضادة . وبعد إرتطامها ببعض نتج عنها إشعاعات كونية ومادة فائضة صنعت كل شيء بالكون حاليا بما فيه النجوم والمجرات والأرض . وفي مسرع (سرن) تعتبر بعض الجسيمات وحوشا رهيبة ويطلق عليها جسيمات لحظية(فيمتوثانيتية) . لأنها تعيش لجزء من بليون البليون من الثانية كجسيمات (Z.W). وتسبب تلفا إشعاعيا في ذرات بعض العناصر كاليورانيوم .وهذه الجسيمات اللحظية تحمل قوة ضعيفة نسبيا بالنسبة للقوي الأربع التي تحكم الذرات .

نوفمبر 04, 2005, 05:53:43 مساءاً
رد #8

الفلكي

  • عضو مساعد

  • **

  • 203
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
بحث : منظومة (الكون الأعظم) في المكان والزمان
« رد #8 في: نوفمبر 04, 2005, 05:53:43 مساءاً »
أفول النجوم

ترتبط الثقوب السوداء بقصة أفول النجوم ودورة حياتها . فالنجم الشاب يتقلص علي نفسه للداخل بسبب شدة جاذبيته . والنجم يتكون من غاز الهيدروجين الذي يتحول بفعل حرارة النجم إلي غاز الهيليوم . وهذا التحول يشبه الإنفجار الغازي مما يزيد من ضغط الغازات محدثا توازنا بين الجاذبية والضغط الغازي بالنجم .

 وهذا التوازن يحدث عدم إنكماشه . وعندما ينفد وقوده فإنه يفقد هذا التوازن ويبرد وينكمش ليصبح قطره محدودا وليستقر في النهاية كنجم أبيض قزم. وتزيد كثافته لتصبح مئات الأطنان لكل بوصة مكعبة . والنجوم الكبيرة تحتاج إلي سخونة عالية لتعادل شدة الجاذبية بها . وتحرق وقودها من غاز الهيدروجين بالإندماج النووي وبسرعة . فتستنفد وقودها سريعا وبسرعة أكبر من النجوم الصغيرة . وناتج الإندماج النووي هو الهيليوم الذي يتحول إلي عناصر أثقل كالكربون والأكسجين . لتصبح كثافة قلب النجم أثقل كما يحدث في النجوم النيوترونية والثقوب السوداء .

أما المناطق الخارجية من النجم والأقل كثافة فيحدث بها إنفجار هائل يطلق عليه المستعر الأعظم الذي يصبح أكثر تألقا في مجرته عن بقية النجوم بها . ويلقي المستعر بعناصره الثقيلة والغازات في المجرات لتكون نجوما جديدة يطلق عليها الجيل الثاني أو الثالث التي تتكون في النزع الأخير من النجم المستعر. والشمس من هذا الجيل وقد تكونت منذ خمسة آلاف مليون سنة من هذه الغازات في مجرتها. كما تكونت من غازات وعناصر المستعرات الأقدم بالمجرة .وقد تشكلت من حولها الكواكب بما فيها الأرض من عناصرها الثقيلة لتدور حولها حتي الآن . لهذا يطلق علي المستعرات العظمي المطابخ الكونية .

وتعتبر المستعرات العظمي مفتاح الكون متمثلا في موت النجوم وهو من أكبر غوامضه. رغم أنها تظهر كيف نشأت مادة الحياة فيه.

نوفمبر 04, 2005, 05:57:42 مساءاً
رد #9

الفلكي

  • عضو مساعد

  • **

  • 203
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
بحث : منظومة (الكون الأعظم) في المكان والزمان
« رد #9 في: نوفمبر 04, 2005, 05:57:42 مساءاً »
الثقوب السوداء

لم يعد التعرف علي تكوين المجرات الهائلة في الكون عن طريق النجوم المضيئة والمرئية بها والسحب الغازية فقط . ولكن أيضا عن طريق هالات المادة المظلمة التي تشكل جزءا كبيرا من كتلة المجرات الكونية . فهذه المادة المظلمة التي يطلق عليها الثقوب السوداء لاتفصح عن ذاتها إلا من خلال تأثيرها الجاذب للأشياء بما فيها الضوء . لهذا لايمكن رؤيتها . والثقب الأسود له جاذبية رهيبة لأن كتلة مادته كبيرة وكثافتها عالية جدا .

فلو أن كتلة من مادته تعادل كتلة الشمس فإن حجمها لن يتعدي ستة كيلومترات. و العلماء يحدسون بأن ثمة ثقب أسود عملاق داخل مجرة درب التبانة تعادل كتلته مليون كتلة الشمس . وحدسوا أيضا بأن هناك ثقوبا سوداء أخري بقلوب العديد من المجرات الأخري . وعند حديثنا عن الحطام النجمي نجد أن الشمس أو أي نجم يظلان في حالة توازن ذاتي طالما أن الجاذبية الذاتية بهما تجذب كل نقطة بهما إلي الداخل . ويقابل هذا التفاعلات النووية داخل النجوم والتفاعلات الحرارية داخل كوكبنا . فكلما كان النجم به وقود الهيدروجين النووي مشتعلا بالطاقة النووية بقلبه فإنه يولد طاقة نووية ليظل منتفخا .

ولما ينتهي الوقود به فإن قوة الجاذبية به تتفوق فتقلصه بعدما ينطوي علي ذاته ليصبح نجما منضغطا وباردا. ولنتصور هيئة النجم البارد هذا .فإن ذراته قد تحطمت نتيجة سلسلةمتعاقبة من التفاعلات الذرية الداخلية . وعقب هذه التفاعلات النووية نجد الإلكترونات الحرة السالبةالشحنة تتحد مع البروتونات الحرة الموجبةالشحنة لتكون نيترونات متعادلة الشحنة. لهذا نجد أن ذرات هذا النجم تتآكل حتي تصبح كتلة نترونات عبارة عن حطام النجم ويطلق عليها النجم النتروني المدمج أو النجم النتروني القزم الأبيض .

ويصل نصف قطره حوالي 10كيلومترات أي في حجم مذنب فضائي صغير . إلا أن كتلته أثقل من كتلة شمسنا. وهي كتلة كثافتها هائلة . فملعقة صغيرة من مادة النجم النتروني تعادل ألف مليون طن . ويظل هذا النجم في تقلصه لتزداد كثافته حتي يصل إلي نقطة التفرد الزمكاني (Space-time singularity) كجزء من ثقب أسود .

ولنتصور كثافة الثقب الأسود الذي يعتبر مقبرة حطام النجوم النترونية نجد أن المجرة الإهليليجية العملاقة عثر بها علي ثقب أسود هائل تعادل كتلة مادته 5آلاف كتلة مليون نجم في حجم شمسنا . والآن يقال أن ثمة ثقبا أسود هائلا في وسط كوننا يربطه بكون ثان مجاورا له. لهذا يعتبر بعض العلماء أن الثقوب السوداء ممرات أنفاقية(نفق) للسفر للأكوان الأخري و جسوربينية للسفر بين أجزاء من كوننا. كما تعتبر الثقوب السوداء مصايد للضوء .

ورغم وجوده بها إلا أنه لايري لعدم قدرته علي الإفلات من جاذبيتها الهائلة . لهذا تعتبر مادة هذه الثقوب السوداء مادة مظلمة ولم يستطع العلماء رؤيتها حتي الآن . كما تعتبر مقبرة للضوء والإشعاعات الكونية والأجسام الفضائية الشاردة حيث تصطادها بجاذبيتها الشديدة . ولايفلت من هذه المصايد الكونية سوي الأجسام التي سرعتها أكبر من سرعة الضوء . وهذا إفتراض نظري طبعا . لأن الضوء كما يعرف أسرع شيء في الوجود حتي الآن . رغم أن ثمة لغطا الآن حول التيكونات والتي إعتبرها بعض العلماء رياضيا أنها موجودة وأسرع من الضوء . وهذا ما تناولناه بالتفصيل في هذا البحث . والضوء كقاعدة عامة يسير في خط مستقيم بالخواء(الفراغ المفرغ تماما) .

 لكنه عندما يمر بجوار ثقب أسود ينحرف عن مساره بزاوية أكبر من إنحرافه عندما يمر قرب حافة الشمس . لأن شدة جاذبية الثقب الأسود أضعاف شدة جاذبية الشمس. ولو مر جسم كروي قرب حقل جاذبية ثقب أسود فإنه يصبح جسما ممطوطا .

نوفمبر 04, 2005, 06:00:41 مساءاً
رد #10

الفلكي

  • عضو مساعد

  • **

  • 203
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
بحث : منظومة (الكون الأعظم) في المكان والزمان
« رد #10 في: نوفمبر 04, 2005, 06:00:41 مساءاً »
زراعة الحياة

 الحياة ببدايتها للجزيئات العضوية المعقدة والتي قد صنعت في قلب سحابة بين النحوم .وهذه الجزيئات كونت كبسولات أمكنها القيام بالعملية الخلوية وإمتصاص الأشعة الفوق بنفسجية للشمس لتحويل الطاقة الضوئية إلي طعام كما يحدث في النباتات. ويقال أن ثمة سحابة باردة قد تقلصت وكونت قرصا دوارا من الغاز المشتعل.

وغباره وصل إلي المجموعة الشمسية منذ 4,5 بليون سنة. واكتسبت الأرض المياه وعناصر الحياة بعدما ظلت في عصورها السابقة ساخنة وجافة وعقيمة . كما يقال أن المذنبات ونفايات الفضاء قد جعلت الأرض مؤهلة لنشوء الحياة فوقها كما تغطيها الآن. فالمذنبات بقايا تكوين النظام الشمسي وقد حملت في طياتها الغازات والماء. وهذه المخلفات أظهرت الجو المحيط والمحيطات مما جعل كوكبنا مؤهلا للسكني ونشوء الحياة فوقه منذ 4بليون سنة . ومن خلال خطوات كيميائية تسلسلية نشأت الأحماض الأمينية والتي إرتبطت معا مكونة البروتين الذي يعتبر أساس بنية الحياة . ويقال أن هذه الأحماض ظهرت في المباه الساخنة بالبرك والمحيطات .

وقد بدأ ظهورها في قيعانها حول ينابيعها المعدنية الحارة لتزرع الحياة فوق الأرض. وحاليا يهبط فوق الأرض بفعل جاذبيتها مئات الأطنان يوميا من أتربة الفضاء من بينها 3طن مواد عضوية لا يتعدي حجمها حبة الرمل . ويقال أن الأرض كانت أصلا ساخنة وبدون غلاف جوي . ومع الزمن بردت وقد إكتسبت غلافها من الغازات التي إنبعثت من صخورها . وهذا الغلاف الجوي المبكر لم يكن به الأكسجين . لهذا لم يواكبه ظهور حياة فوق الأرض لأن الغلاف كان مشبعا بالغازات الكبر يتية (كبريتيد الهيدروجين )التي تشبه رائحتها رائحة البيض الفاسد . لكن بدأت تظهر أشكال جزيئات أولية ثم أشكال أولية للحياة بالمحيطات . إلا أن أخطاء وراثية قد وقعت وحدثت عمليات تناسخ أسفرت عن ظهور جزيئات حبيبية أكبر وأكثر تعقيدا. ومن بينها كائنات عاشت علي كبريتيد الهيدروجين مطلقة الأكسجين بالجو مما غير تكوينه. وجعل كوكبنا صالحا للحياة كما هو عليه الآن . فنشأت الأسماك والزواحف والثدييات ثم الإنسان . السرمدية والفناء يقال أن الكون بعد عدة دهور سيصبح باردا وخاويا لدرجة ستتواري فيه أي حياة .

كما يقال أن الشمس ستفقد فجأة وقودها من الهيدروجين وستنتهي تباعا الحياة من فوق كوكبنا . وبعض العلماء يقولون أن الجنس البشري سيقاوم أي فناء .لأنه سيكون قادرا علي التفتيش عن مأوي يلوذ به و يعصمه من الهلاك . فأطفالنا سيختبئون في ملاذات آمنة . لهذا سوف ينتشر البشر في مستعمرات بكل ركن بالكون . وهذا القول ضرب من الخيال العلمي الجامح . وكل هذا تخمينات لأن العلماء أنفسهم لا يعرفون القواعد الطبيعية للحياة و لم يتفهموا للآن تمدد الكون .فقالوا أنه سيتمدد للأبد أو أنه سيبلغ أقصاه عند المنتهي ثم يعود لسيرته الأولي منكمشا علي ذاته . لهذا فنحن ليس محكوما علينا بالفناء لنهلك في نار محمصة كبيرة يطلق عليها (الإنسحاق الكبير) (Big crunch) ليكون بعدها فناء الكون أو عدمه .فلأول وهلة نجد أن التمدد الكوني السائد يبعث علي التفاؤل ويدل علي أن ثمة نوعا جديدا من طاقة غريبة بدأت في الظهور .

 بعدما بدأ متوسط كثافة موارد الطاقة يتضاءل. فماذا يوقف حضارة ذكية عن إستغلال المصادر اللانهائية لتعيش بلا نهاية ؟. لكن بعض العلماء يقولون : لو أصبح الكون في توازن بين التمدد والتقلص . في هذه الحالة سوف تبدأ الجاذبية في تجميع مادة أكثر وبعد ملايين السنين فإن المادة الموجودة بالكون سوف تتركز وتتحول لثقوب سوداء تكنس معها كل أنواع الحياة في الكون وتبتلعها في أجوافها ليختفي معها كل صور الكون المرئي. ولو تسارع الكون في تمدده فإن الأشياء المنظورة والبعيدة ستتباعد بسرعة أسرع من سرعة الضوء . فالمجرات البعيدة ستختفي تدريجيا . لأن ضوءها سوف يتمدد لدرجة لن يكون محسوسا ولن يصبح الكون علي هيئته كما نراه اليوم . لأن ما نراه من مادة كونية متمثلة في النجوم والمجرات والسدم ستقل . وستختفي بعض العوالم الكونية التي كان يمكن للمركبات الفضائية الوصول إليها .فخلال إثنين تريليون سنة القادمة قبل أن تموت آخر النجوم في الكون ,. فإن كل الأجسام خارج عناقيد مجرتنا لن نتحسسها أو نراها . ولن يكون لدينا عوالم جديدة لنرتادها وسنصبح وحيدين بالكون .

وهذا ما يتوقعه علماء المستقبليات . ويقال أن الطاقة في كل وحدة طولية لوتر كوني ستظل بلا تغير رغم التمدد الكوني , وقد تلجأ بعض الكائنات الذكية لتقطيعه وتتجمع عند نهاياته الطرفية وتبدأ في إستهلاك الطاقة بكل قطعة . ولأن شبكة هذه الأوتار لانهائية . لهذا ستشبع نهم هذه الكائنات الحية لمالا نهاية وللأبد. وللإقلال من الطاقة التي ستكون متاحة فسوف يقلل درجات حرارة الأجسام . والأمل معقود في الهندسة الوراثية لتحوير هذه الأجسام لتعمل في درجة حرارة أقل من 37درجة مئوية . وللآن لا يمكن أن تقلل هذه الدرجة غصبا . لأنها خاضعة لدرجة حرارة الدم وتجمده . لهذا سنكون محتاجين لتأهيل أجسامنا لتعمل في درجات حرارة باردة ومعدل تمثيل غذائي منخفض أشبه بالضفادع في بياتها الشتوي . ويقترح أحد علماء المستقبليات أن الكائن الحي لابد وأن يخفض معدل تمثيله الغذائي بينما الكون يبرد . وخلال السرمدية لابد وأن يستهلك طاقة محدودة .

لأن الحرارة المنخفضة تبطيء الوعي (الأفكار الثابتة). ولهذا سوف تعيش الكائنات الذكية في الزمن المطلق والزمن الموضوعي الشعوري . لأن الكائنات في بياتها الشتوي تعيش مستيقظة وقتا قصيرا بينما وهي نائمة يقل معدل تمثيلها الغذائي . إلا أنها ستظل تشع الحرارة لتستمر الحياة الأبدية .

 ومتوسط درجة الحرارة بالفضاء السحيق2,7كالفن أي فوق الصفر المطلق (- 273درجة مئوية) بدرجتين و7,. .وستقل الحرارة مع تمدد الكون وهذا ما سيجعل الكائنات الحية ستخفض درجة حرارتها للأبد .. فالحياة تزدهر علي الطاقة والمعلومات . ولتستمر عليها العيش علي الموارد الضئيلة والتعامل مع المعرفة المحدودة.ومع هذا مازال علماء الكونيات يسألون نفس الأسئلة كلما نظروا للسماء قائلين: من أين جاء الكون ؟. وماذا كان قبله؟. وكيف بلغ هذه الحالة الآن ؟.وماهو عمره ؟. وما هو مستقبله ومصيره ؟. وماهو شكله ؟. وأخيرا ..حقيقة تقال أن الكون والحياة تطورا حسب قوانين ثابتة يمكن فهمها وتفسيرها وتطبيقها .