Advanced Search

المحرر موضوع: اســـطـــورة اقـــنــيــة الــــمــــريــــخ  (زيارة 904 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

أبريل 05, 2006, 11:24:27 صباحاً
زيارة 904 مرات

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]


كلنا يذكر كيف شغل البحث عن كـوكـب الـبـركـان الملفات العلمية ، الى جانب ذلك فان اسطورة اقنية المريخ شغلت الفلكيين مدة عشرات من السنين.

في عام 1877 ابلغ الفلكي الايطالي " هوجيوفاتي شيباريللي " عن ظاهرة لاحظها خلال دراسته للمريخ والذي كان في وضع جيد للرؤية من الأرض. اذ لاحظ شبكة من الخطوط تغطي سطح الكوكب . وقد لاحظها اخرون قبل " شياباريللي " ولكنه شاهدها بوضوح اكبر وتقريرة عن الاقنية ( كما دعاها لم تسبب اكثر من حساسية باردة ، وبقى الامر حتى عام 1894 حيث شغل الصحف من خلال برسيغال لويل.

في عام 1892 سمع لويل ان " بصر " شياباريللي يضعف وانه لن يتمكن من متتابعه دراسة المريخ. وكان لويل فلكيا حاذقا ، وقد ورث مبلغا من المال انذاك ، وقرر لويل ليس فقط محاولة متابعه موضوع الاقنية بنفسه بل بناء مرصد خصيصا لذلك. كان الوقت ضيقا لان المريخ سيكون في موضع جيد للرصد في اكتوبر العام 1894 .

وهكذا ارسل لويل مساعدة لمعاينه الغلاف الجوي في اريزونا ووجد مكانا ملائما حيث كانت سماء الليل خالية من اضواء المدن ، والمكان كان عاليا عن سطح البحر بحيث ان الهواء كان صافيا جدا. وكنتيجة لذلك قرر لويل اقامة مرصدة في واحات الاناناس الكبيرة في فلاغستاف في وسط صحراء اريزونا وهناك بنى لويل مرصدة فوق القرية الصغيرة.

في اكتوبر 1894 مر كوكب المريخ في عدسة التلسكوب الجديد ، وعلى الفور استطاع لويل تمييز الخطوط التي وصفها " شياباريللي قبل 15 سنه. لقد عد نفسه محظوظا لانه استطاع بشكل استثنائي ان يرها ، وذلك كما كتب فيما بعد :  

( لا يستطيع أي واحد رؤية هذه المظاهر الدقيقة عبر النظرة الاولى حتى لو دلة اخر عليها ، ولادراك تفاصيلها الدقيقة يحتاج الامر عين حادة ومدربة ، والرصد يجب ان يجري في احسن الظروف ، وعلى كل حال عندما يرى بهذا الشكل فان قرص من الخطوط الدقيقة تنتشر فوقة موحية بمنظر شبكة عنكبوت تنتشر على المرج الاخضر في الصباح .

 وهذه الشبكة بمزيد من التدقيق تبدو مغطية الكوكب من قطبة الى قطبة الاخر. ان الفرق بينها وبين شبكة العنكبوت هو بالحجم فقط وبتعقيد اكبر ، ولكن كلا الشبكتين هما من المتع والجماليات الهندسية. ان الخطوط لها عرض منتظم وجميل جدا ولها طول كبير جدا. هذه هي اقنية المريخ )

لقد كان لويل يتبع تكنيك ان يرسم ما يراه عبر التلسكوب ، ومذكراته التي ما زالت محفوظة  مليئة بالرسوم الدقيقة لسطح المريخ. وكانت هذه الاساس الذي استخدم في رسم الخرائط المعقدة لشبكة الاقنية المريخية والتي اصدرها مرصد لويل اثناء حياته. الا ان الرصد لم يكن كافيا ، فابعد عدة اسابيع من مراقبة الكوكب ، صاغ لويل نظرية غير عادية لتفسير وجود الاقنية ، وتعلق بهذه النظرية ختى اخر حياته.

شياباريللي باستخدامة كلمة " اقنية " انما عنى الخطوط التي شلهدها على سطح المريخ ، ربما كلمة اقنية بترجمة انجليزية افضل ، ولكن اعصر لويل شهد بناء اقنية كبيرة : قناة السويس عام 1869 كانت لا زالت احد اعاجيب العالم ، واصر لويل ان ما اكتشفه شياباريللي كان اقنية مبنية من قبل حضارة المريخ.

لقد اقنع لويل نفسة اولا ان المريخ كان مسكونا وان تغير منظر ما اعتبره الطاقيتان القطبيتان اقنعه ان للكوكب غلاف جوي ، وظهور شريط ازرق كان يظهر بين الفينه والاخرى قرب القطبين اعتبره لويل انه ماء والمناطق الداكنه الزرقاء - المخضرة والتي توسعت ثم صغرت في اوقات مختلفة من السنه اعتبرها اعتبرها لويل زراعه خضراء. كان اقتراح لويل بان المريخ مسكون هو اقتراح ثوري فعلا سيطر على مخيلة اناس  بل ذهبت نظرية لويل الى ان اقنية المريخ كانت محاولة اخيره من سكان المريخ لانقاذ الحياة على كوكبهم بعد سيطرت الصحراء عليه.

لقد اعتقد لويل ان كل الكواكب تبعث نفس خط التطور ، من الاوقات المبكرة حيث كانت الأرض غضة وخضراء وصالحة للحياة ، الى الوقت الذي يتحول الكوكب فيه الى جسم عاري وميت في الفضاء ، كان في المجموعه الشمسية ثلاثة كواكب تعطى امثلة على عناة : القمر كان كوكب ميت ، لان الأرض كوكب يضج بالحياة والمريخ كان في حالة نزاع.

ان الاقنية ظهرت على سطح المريخ لان اهل المريخ راوا ان حسن طريقة لانقاذ زراعتهم هم نقل المياة من المصدر الوحيد المتبقي على الكوكب قطبية . ولهذا انشا المريخيون شبكة معقدة من الاقنية على سطحة تغطى كل الكوكب وتمتد لالاف الاميال موصلة الواحات التي كانت الملجا الاخير للحياة.

على كل حال كان لويل حريصا ولم يشا ان يدع التخمين يجري الى ابعد مدى ورفض وصف خائص المريخيين انفسهم.

وبنشر نظريته اصبح لويل مستشرق مستقبل الأرض فهناك صحاري مثل صحاري الأرض كانت تتسع ، والموضوع فقط كان موضوع وقت قبل ان يعاني اهل الأرض ما عناه اهل المريخ وكتب لويل : ليس فقط شريط الصجراء موجود ولكن كل سطحة عدا قيعان البحار قد تحول الى صحراء ، ان خمسة اثمان سطحة الان هو مناطق جافه ولا يغطية أي ندى سطحي او غيوم وكونها هكذا فهي تتعرض بلا رحمة لحرارة الشمس وليست محمية باي شىء .

ان مصير المريخ قد قرر ( ان جفاف الكوكب سيستمر حتى لا يستطيع سطحة ايواء الحياة ابدا) وكان مستقبل الأرض واضحا تماما " ان دراسة المريخ تلعب دور النبوة في معرفة الأرض ، فبالاضافه الى انها تلقي ضوئا على تاريخ كوكبنا فانها تلقي نظرة على مسنقبله ايضا.

.................. يــتــبــع
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

أبريل 10, 2006, 07:26:27 صباحاً
رد #1

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
اســـطـــورة اقـــنــيــة الــــمــــريــــخ
« رد #1 في: أبريل 10, 2006, 07:26:27 صباحاً »


وهكذا سيطرت أراء لويل على الجمهور وكان كل مرة يقترب فيها المريخ من الأرض يصيب الناس هلع مريخي . لقد تناقل الناس محاضرات لويل وبصورة خاصة هؤلاء الذين كانوا تواقين لمعرفة التطورات الأخيرة في الصراع التراجيدي لجيرانهم الكوكبين ، وهرع محروروا الصحف وقراءهم إلى آخر خريطة للأقنية صادرة عن مرصد لويل.

وبمرور السنين كانت الطبيعة المعقدة للاقنية تكشف اكثر واكثر فهناك اقنية جديدة واقنية مزدوجة ونقاط تفرع الاقنية ، وكان كل هذا يظهر بشكل مستمر. وبزيادة تعقيد الخرائط زادت النظرية تعقيدا ، إذ ذكر لويل أن إنشاء الاقنية تطلب جهود كل سكان المريخ. وهكذا برهن لويل أن المريخ كان مجتمعا تواقا للسلام والاقتصاد.

إن الفلكيين على كل حال كانوا اقل اقتناعا لسبب بسيط أن عدد قليل منهم فقط تمكن من رؤية الاقنية ، وبشكل مؤكد ليس بالغزارة التي وصفها لويل. حتى اندرية دوغلاس مساعد لويل والذي شارك في الأرصاد الأولى ، والذي قام برسم الشبكة المتطورة من خلال ارصادة ، بدا يفكر فيما إذا كانت القضية كلها نفسية وحسب.

لقد حاول دراسة أقراص وضعت على بعد ميل من التلسكوب لمحاولة تبيان علامات مثل تلك التي اكتشفت على المريخ . زادت مثل هذه الأبحاث وغيرها شكوكه، واخيرا ترك فلاغستاف. بعض الفلكيين قالوا بان اقنية المريخ هي بعين صاحبها فقط وكانوا جريئين في النقد. البعض الآخر اعتقد ان هناك خلل في التلسكوب، بينما احدهم وهو الانكليزي ي.و . موندر أجرى تجربة معقدة في مدرسة المستشفى الملكية في غرينيتش بلندن لمعرفة فيما اذا كانت الاقنية خداع بصري. اختار غرفة بإضاءة طبيعية جيدة ، وطلب من التلاميذ الجالسين في أماكن مختلفة نقل رسم من الجهة الأخرى من الغرفه والتي لم تكن معروفة من قبل التلاميذ واحتوت تفاصيل وقعت على خرائط المريخ.

كثير من التلاميذ نقلوا الرسم بامانه ودقة ، بينما عمد اخرون الى دمج معالم السطح بخطوط مستقيمة ، وعندما نشر موندر نتائجة كان مقتنعا بان ( ربما ان اقنية المريخ تكون في بعض حالات حدود الظلال او الوديان ، ولكنها في اغلب الاحيان هي ببساطة نتيجة عمليه تكامل تقوم بها العين للتفاصيل الصغيرة جدا والتي يمكن  ان ترى منفصله ، ولذلك ليس من الصحيح أن نقول أن الذين رسموا اقنية المريخ خلال الـ 25 سنه الماضية رسموا مالم يروه ، على العكس لقد رسموا بامانه واخلاص كل ما راؤه فعلا ولكن لكل ما تقدم فان الاقنية التي رسموها ليس لها وجود موضوعي اكثر من تلك التي تخيل تلاميذ غرينيتش انهم رأوا على الرسوم المتقدمة .

إلا أن لويل رفض تفسير موندر الذي اسماه " نظرية الطفل الصغير " واستمرت المعلومات عن الاقنية وعن صراع المريخيين بالتدفق من فلاغستاف الى المجلات العلمية والصحف . لقد ازداد اقتناع لويل بالاقنية بمرور كل سنه على الرغم من ان مشاكل تصويرهم ليست بوضوح كافي للاظهار.

لقد كان هناك وقت ايضا لاعمال جرئية مرحلية مثل رحلته بالبالون اثناء شهر العسل فوق حديقة " ريجينت " في لندن عندما التقط صور للممرات لتساعدة في تقدير حجم اقنية المريخ.
عند موت لويل عام 1916 لم تكن اقنية المريخ نظرية فقط ، بل كانت صكا للايمان. وحتى عندما تناقص تأثير فكرة المدنية المتحضرة في عقول الناس ، فان الشكوك حول وجود الاقنية بقيت حتى الستينيات من القرن الماضي. عندما التقطت مركبات " مارينير " صورا للمريخ من على مقربة منه.

في عام 1971 انتهت عاصفة رمليه على سطح المريخ و أتاحت الفرصة لمركبة مارينر 9 لالتقاط اكثر من 7000 صورة لسطح الكوكب.

لقد قتلت هذه الصور نظرية اقنية المريخ لانه لم يكن أي اثر لهم على سطحة ، اللهم الا اذا صح ما اقترحة بعض الساخرين من أن المريخيين رأوا المركبات تقترب من كوكبهم فقاموا بإخفاء كل النشاطات على سطحه.

إذن ما الذي رآه لويل من خلال التلسكوب الكبير في فلاغستاف ، كيف استطاع هو ومعاونوه رسم آلاف الرسوم لشبكة العنكبوت من الاقنية لمدة عشرين سنة.

مـلاحـظـة :-

الـصـورة الـسـابقة لـكـوكـب الـمـريـخ تـعـود الـى بـدايـات الـعـام 1900

.................. يــتــبــع
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

أبريل 17, 2006, 07:14:13 صباحاً
رد #2

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
اســـطـــورة اقـــنــيــة الــــمــــريــــخ
« رد #2 في: أبريل 17, 2006, 07:14:13 صباحاً »


لقد كان لويل فلكيا جيدا ، لقد كان اول من وضع المعايير لانتقاء امكنه المراصد والتي ما زالت نتبعه حتى اليوم . لقد اعتنق بحرارة الفكرة المقبولة اليوم وهي ان الحياة لا شك موجودة على كواكب اخرى ، وكان عملة الذي مهد الطريق بعد عدة سنوات من موته لاكتشاف كوكب بلوتو والذي اخذ اسمة من مطالع المكونه لاسم لويل.

لذا فليس من المحتمل انه اعد لكل هذا الموضوع بشكل مزيف. بعد مهمة مركبة مارينر - 9 ؤاجع الفلكيان الامريكيان كار ساغان وبول فوكس خرائط لويل لمقارنتها بصورة مارينر. لقد لاحظا انه على الرغم من ان بعض الاقنية كانت تقابل الوديان وسلاسل الوهاد والحواف والفوهات على سطح المريخ، فان معظمها لم يكن له أي علاقة بطبغرافية المريخ الحقيقية.

يقول ساغان و فوكس : ان معظم الاقنية تبدو مولدة بشكل تلقائي من قبل الراصدين المنتمين لمدرسة الاقنية ، وهي في الواقع تمثل عدم الدقة في جملة العين - المخ - اليد خاصة في ظل ظروف الرصد الصعبه.

الا ان ذلك لا يظهر انه يوضح الامر بشكل كامل ففي عام 1971 وهو العام الذي صورت فيه مارينز سطح المريخ كان لفلكيين امريكيين تجربة مثيره لدى مراقبتهما للسماء من خلال اكثر التلسكوبات تعقيدا في العالم في سيروتولولو في تشيلي ، والفلكيان هما بيتر بويس وجيم وستفول. اذ لمدة ثلاثة ساعات خلال دراستهما لكوكب المريخ شاهدا الاقنية.

لقد كانت ظروف الرصد في تلك الليلة كما يذكر بويس من اجود الظروف التي عرفت اطلاقا. وفجاه بينما يحدق في " سيترس ماجور " وهي احدى البقع المثلثية الداكنه التي عادة تشاهد على سطح الكوكب - راي بويس " قناة كلاسيكية "من نموذج لويل تمتد من راسها المدبب. ولدى متابعته الرصد بشغف ظهرت علامات اخرى تتضمن خطوط وواحات. وراى جيم وستفول وكان يعمل على تلسكوب اخر نفس ماراه بويس وذكر : ان الاشياء تتفجر في كل مكان .

ان بويس متاكدا تماما مما راى على ارغم من انه يعلم من خلال صور مارنر انه لا وجود للاقنية على سطح المريخ. انه يخمن ان الخطوط ربما كانت بسبب مرور الرمال عبر سطح الكوكب. ان هذا ليس اكثر من حرز ، ولكنه محاولة اخرى لتفسير ما راه برسيفال لويل.

انه من المحزن ان كل الامر اقل رومانسية من الاسطورة التي انفتحت امام اعين الفلكيين في فرغستاف وبدت بالنسبة لهم مشيرة لمستقبل كوكب الأرض.
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا