كلنا يذكر كيف شغل البحث عن
كـوكـب الـبـركـان الملفات العلمية ، الى جانب ذلك فان اسطورة اقنية المريخ شغلت الفلكيين مدة عشرات من السنين.
في عام 1877 ابلغ الفلكي الايطالي " هوجيوفاتي شيباريللي " عن ظاهرة لاحظها خلال دراسته للمريخ والذي كان في وضع جيد للرؤية من الأرض. اذ لاحظ شبكة من الخطوط تغطي سطح الكوكب . وقد لاحظها اخرون قبل " شياباريللي " ولكنه شاهدها بوضوح اكبر وتقريرة عن الاقنية ( كما دعاها لم تسبب اكثر من حساسية باردة ، وبقى الامر حتى عام 1894 حيث شغل الصحف من خلال برسيغال لويل.
في عام 1892 سمع لويل ان " بصر " شياباريللي يضعف وانه لن يتمكن من متتابعه دراسة المريخ. وكان لويل فلكيا حاذقا ، وقد ورث مبلغا من المال انذاك ، وقرر لويل ليس فقط محاولة متابعه موضوع الاقنية بنفسه بل بناء مرصد خصيصا لذلك. كان الوقت ضيقا لان المريخ سيكون في موضع جيد للرصد في اكتوبر العام 1894 .
وهكذا ارسل لويل مساعدة لمعاينه الغلاف الجوي في اريزونا ووجد مكانا ملائما حيث كانت سماء الليل خالية من اضواء المدن ، والمكان كان عاليا عن سطح البحر بحيث ان الهواء كان صافيا جدا. وكنتيجة لذلك قرر لويل اقامة مرصدة في واحات الاناناس الكبيرة في فلاغستاف في وسط صحراء اريزونا وهناك بنى لويل مرصدة فوق القرية الصغيرة.
في اكتوبر 1894 مر كوكب المريخ في عدسة التلسكوب الجديد ، وعلى الفور استطاع لويل تمييز الخطوط التي وصفها " شياباريللي قبل 15 سنه. لقد عد نفسه محظوظا لانه استطاع بشكل استثنائي ان يرها ، وذلك كما كتب فيما بعد :
( لا يستطيع أي واحد رؤية هذه المظاهر الدقيقة عبر النظرة الاولى حتى لو دلة اخر عليها ، ولادراك تفاصيلها الدقيقة يحتاج الامر عين حادة ومدربة ، والرصد يجب ان يجري في احسن الظروف ، وعلى كل حال عندما يرى بهذا الشكل فان قرص من الخطوط الدقيقة تنتشر فوقة موحية بمنظر شبكة عنكبوت تنتشر على المرج الاخضر في الصباح .
وهذه الشبكة بمزيد من التدقيق تبدو مغطية الكوكب من قطبة الى قطبة الاخر. ان الفرق بينها وبين شبكة العنكبوت هو بالحجم فقط وبتعقيد اكبر ، ولكن كلا الشبكتين هما من المتع والجماليات الهندسية. ان الخطوط لها عرض منتظم وجميل جدا ولها طول كبير جدا. هذه هي اقنية المريخ )
لقد كان لويل يتبع تكنيك ان يرسم ما يراه عبر التلسكوب ، ومذكراته التي ما زالت محفوظة مليئة بالرسوم الدقيقة لسطح المريخ. وكانت هذه الاساس الذي استخدم في رسم الخرائط المعقدة لشبكة الاقنية المريخية والتي اصدرها مرصد لويل اثناء حياته. الا ان الرصد لم يكن كافيا ، فابعد عدة اسابيع من مراقبة الكوكب ، صاغ لويل نظرية غير عادية لتفسير وجود الاقنية ، وتعلق بهذه النظرية ختى اخر حياته.
شياباريللي باستخدامة كلمة " اقنية " انما عنى الخطوط التي شلهدها على سطح المريخ ، ربما كلمة اقنية بترجمة انجليزية افضل ، ولكن اعصر لويل شهد بناء اقنية كبيرة : قناة السويس عام 1869 كانت لا زالت احد اعاجيب العالم ، واصر لويل ان ما اكتشفه شياباريللي كان اقنية مبنية من قبل حضارة المريخ.
لقد اقنع لويل نفسة اولا ان المريخ كان مسكونا وان تغير منظر ما اعتبره الطاقيتان القطبيتان اقنعه ان للكوكب غلاف جوي ، وظهور شريط ازرق كان يظهر بين الفينه والاخرى قرب القطبين اعتبره لويل انه ماء والمناطق الداكنه الزرقاء - المخضرة والتي توسعت ثم صغرت في اوقات مختلفة من السنه اعتبرها اعتبرها لويل زراعه خضراء. كان اقتراح لويل بان المريخ مسكون هو اقتراح ثوري فعلا سيطر على مخيلة اناس بل ذهبت نظرية لويل الى ان اقنية المريخ كانت محاولة اخيره من سكان المريخ لانقاذ الحياة على كوكبهم بعد سيطرت الصحراء عليه.
لقد اعتقد لويل ان كل الكواكب تبعث نفس خط التطور ، من الاوقات المبكرة حيث كانت الأرض غضة وخضراء وصالحة للحياة ، الى الوقت الذي يتحول الكوكب فيه الى جسم عاري وميت في الفضاء ، كان في المجموعه الشمسية ثلاثة كواكب تعطى امثلة على عناة : القمر كان كوكب ميت ، لان الأرض كوكب يضج بالحياة والمريخ كان في حالة نزاع.
ان الاقنية ظهرت على سطح المريخ لان اهل المريخ راوا ان حسن طريقة لانقاذ زراعتهم هم نقل المياة من المصدر الوحيد المتبقي على الكوكب قطبية . ولهذا انشا المريخيون شبكة معقدة من الاقنية على سطحة تغطى كل الكوكب وتمتد لالاف الاميال موصلة الواحات التي كانت الملجا الاخير للحياة.
على كل حال كان لويل حريصا ولم يشا ان يدع التخمين يجري الى ابعد مدى ورفض وصف خائص المريخيين انفسهم.
وبنشر نظريته اصبح لويل مستشرق مستقبل الأرض فهناك صحاري مثل صحاري الأرض كانت تتسع ، والموضوع فقط كان موضوع وقت قبل ان يعاني اهل الأرض ما عناه اهل المريخ وكتب لويل : ليس فقط شريط الصجراء موجود ولكن كل سطحة عدا قيعان البحار قد تحول الى صحراء ، ان خمسة اثمان سطحة الان هو مناطق جافه ولا يغطية أي ندى سطحي او غيوم وكونها هكذا فهي تتعرض بلا رحمة لحرارة الشمس وليست محمية باي شىء .
ان مصير المريخ قد قرر ( ان جفاف الكوكب سيستمر حتى لا يستطيع سطحة ايواء الحياة ابدا) وكان مستقبل الأرض واضحا تماما " ان دراسة المريخ تلعب دور النبوة في معرفة الأرض ، فبالاضافه الى انها تلقي ضوئا على تاريخ كوكبنا فانها تلقي نظرة على مسنقبله ايضا.
.................. يــتــبــع