أن استخدام المخدرات قديم قدم البشرية وعرفتها أقدم الحضارات في العالم فقد وجدت لوحة سومرية يعود تأريخها إلى الألف الرابعة قبل الميلاد تدل على استعمال السومريين للأفيون وكانوا يطلقون عليه نبات السعادة.. وعرف الصينيون والهنود " الحشيش" منذ الألف الثالثة قبل الميلاد.. وعُرف الكوكايين في أمريكا اللاتينية منذ 500عاما قبل الميلاد وكان الهنود الحمر يمضغون أوراقة في طقوسهم الدينية.
ويصف أحد الكتب الطبية التي تعود إلى القرن الأول الميلادي بعض العقاقير المسببة للنوم ومن المعروف أن هذه العقاقير ( المواد المخدرة) كانت تستعمل في بلاد الشرق قبل هذا التاريخ .
ولكن لم تصل المواد المخدرة إلى ذروتها التي هي عليه إلا في القرنين 16، 17 للميلاد .
وتصنف المخدرات وفقا لتأثيراته إلى أصناف عدة منها :-
§المخدرات الطبية العامة :- وهذه مثل الإيثر والكلورفورم والنوفوكائين وغيره الكثير .
§ المهلوسات :- كالميسكالين والقنب الهندي ... ألخ .
§مسببات النشوة :- مثل المورفين والهيروئين.
وهنا سأقتصر في التحدث عن المهلوسات أو ما يسمى بعقاقير الهلوسة وهي أحد السموم النفسية المنتشرة في جميع أنحاء العالم. ...
لعبت السموم النفسية دورا هاما في العديد من الدول وفي تاريخ بعض الشعوب ويعتبر الكحول أكثر هذه السموم انتشارا وشهرة وهذه السموم عبارة عن مواد تحمل الصفة القاعدية (القلوية ) و لم يتم التعرف على التركيب الكيميائي لهذه المواد إلا خلال الأربعين عاما الماضية وذلك بعد تقدم تقنيات الفصل والتحليل وقد كان لأكتشاف المفعول النفسي لمركب " ثنائي ايثل أميد حمض ليسرجيك " وهو أحد أنوع عقاقير الهلوسة في عام 1943م من قبل هوفمان فتحا جديدا في مجال أنتشار السموم النفسية عامة وعقاقير الهلوسة خاصة.
ويمكن أن نعرف المهلوسات بأنها : مجموعة من المواد الكيميائية غير المتجانسة تحدث اضطرابا في النشاط الذهني وخللا في الإدراك حيث يعيش المتعاطي حالة من الخيالات والأوهام التي قد تؤدي به إلى الانتحار.
ويمكن تقسيم المهلوسات وفقا لمصادرها إلى:-
المهلوسات الطبيعية :- وهي مستحضرة من مصادر نباتية ومن الأمثلة على هذا النوع الحشيش وحبوب مجد الصباح وبعض أنواع عيش الغراب المسمى بالمشروم الإلهي والمتواجد في المكسيك .
المهلوسات نصف التخليقية :- ومن أشهرها مادة الليسرجيد المعروفة باسم LSD والمعروف في بلدان العرب باسم الأسيد .
المهلوسات التخليقية :- وهي التي يتم تحضيرها صناعيا في المختبرات ومن أهمها عقار ميسكالاين وبيسيلوكاين وهناك عقار أخر يسمى ( ب.س.ب) أو ما يسمى بتراب الملائكة .
وسأتطرق إلى ذكر مثال واحد على كل نوع من أنواع المهلوسات ففي المهلوسا ت الطبيعية سوف أتحدث عن الحشيش وهو نبات خشن الملمس له جذور عمودية وسيقان مجوفة وأوراق مشرشرة مدببة الأطراف وهو أحادي الجنس أي يوجد نبات ذكر وأخرى أنثى وتتميز الأنثى عن الذكر بكونها أكثر فروعا وأفتح ألوانا وللحشيش أسماء أخرى منها الماريجونا (الحشيش المجفف) والبانجو (الأوراق التي تحتوي على نسبة قليلة من المادة الفعالة) ويستخرج الحشيش من الرؤوس المجففة المزهرة من سيقان الشجرة الأنثى لنبات القنب الذي يزرع في الأمريكتين وأفريقيا وجنوب شرقي أسيا والشرق الأوسط وأوربا ويأخذ الحشيش شكل مساحيق وقد يحول إلى مادة صلبة مضغوطة ومجزأة إلى عدة قطع ملفوفة في ورق السوليفان ويكون المسحوق هنا لونه بني غامق أو ربما تحول إلى مادة سائلة غامقة اللون تحتوي على درجة تركيز عالية ويتم تعاطية عن طريق التدخين في السجائر وأحيان يحرق ويتم تعاطيه عن طريق شم البخار.
وللحشيش أضرار عدة منها :-
-ارتعاشات عضلية .
-زيادة في ضربات القلب.
-سرعة في النبض .
-دوار وشعور بسخونة الرأس .
-شعور بضغط وانقباض في الصدر .
-اضطراب في الإدراك الحسي .
-اضطراب الشعور بالزمان والمسافة .
- تضخيم الذات وضعف التذكر
أما في المهلوسات نصف التخليقية سأتحدث عن الليسارجيد وهو ثنائي أثيل أميد حمض ليسرجيك وهي مادة صلبة بلورية تتأثر بالحرارة وتنصهر عند درجة 83 درجة سيلزية ولاتذوب في الماء ..
ولحمض الليسرجيد الصيغة الكيميائية التالية:-
وتم تحضيره لأول مرة في عام 1938 على يد العالمين شتول وهوفمان بطريقة نصف أصطناعية من بعض القلونيات والمادة القلوية التي يصنع منها الليسرجيد تسمى ب بسيلوسايين ويتم تحضيره بالاعتماد على حمض ليسرجيك الموجود في الطبيعة وتستخلص مادته من فطر الأرجوان الذي ينمو على نبات الشوفان ولقد تمكن العالم ردوارد ومعاونوه في عام 1954 م من تحضير هذة المادة بطريقة جديدة.

'> يتبع..