&&... وبالله نستعين ...&&
*أعجبني هذا الموضوع فأحببت أن أضعه بين أيديكم ...
<<<...كيمياء الحس ....>>>
لو نظرنا بصورة أعمق إلى كل الأشياء التي نتعايش معها في عالمنا وبحثنا
لو نظرنا في مكنوناتها بعقل كيميائي لأذهلتنا صورة رائعة تقودنا من
كيمياء الفكر إلى كيمياء الحس ، فالمادة التي تتجزأ حتى تصل إلى الذرة هذا
الشيء اللامرئي الذي يتكون من جسيمات صغيره دقيقه غاية في الصغر
هذا الشيء الذي يجعلنا ننتقل من إدراكنا البسيط إلى مرحله من الإدراك الفضولي
وتشدنا على أثر ذلك لهفة جارفة إلى الغوص في طقوس نزواتها ومغامراتها ....
فالماء والهواء والأقلام والأوراق كلها مواد وهذا شيء لا يثير فينا أي اهتمام
لكننا لو أبحرنا حتى وصلنا إلى جسيمات الذرة حيث الالكترونات والبروتونات والنيوترونات
التي تعزف نوياتها الحياتية بوحي إلهي سيسري في حنايانا إحساس رهيف يداعب إدراكنا
ويردد في خشوع وتأمل سبحان الله .....!!!
فالروابط التي تربط بين الذرات تتناغم كالسلم الموسيقي حتى تصل إلى المادة الناطقة في حيز وجودنا وأن كل التفاعلات من اتحاد مادتين واحلال ماده محل أخرى أو تفكك وغيرها ما هي ألا قصيده تنظمها جسيمات الذرة عبر قوافي التناسق الكوني
فلماذا تفقد الذره الالكترون بينما تكتسبه ذره اخرى ....... ؟
ولماذا تتعانق ذرتان بينما تتخاصم أخرى........ ؟
ولماذا ترتدي ذره رداءها الموجب بينما ترتدى اخرى رداءها السالب....... ؟
ولماذا يحمل عنصر أغراضه من المركب ويرحل ليسكنه عنصر أخر ....... ؟
كل هذا لأجل الماء الذي نشربه والهواء الذي نتنفسه ولأجل الدواء الذي يشفينا بإذن الله عز وجل
ولأجل الأوراق التي نسكب فيها همسات وجداننا
إنها الكيمياء << كيمياء الحس>> هذا الشعور الذي يختلج في الأعماق فتصيبنا نوبة من التوتر اللذيذ حيث شحنات الحب والكره والحقد والشوق والشفقة والغيرة والألم تتوالد في دواخلنا لنتفاعل مع كل نبضه في
هذا الكون ونتجزأ حتى نصل إلى بؤرة الوجدان حيث الإحساس بالناس والغرق في أسرار القلوب
فنضحك تارة ونبكي تارة أخرى نرقص فرحا تارة وينتابنا الحزن والأسى تارة أخرى ونتألم بكل صدق فنكتب الكلمة الصادقة التي تظللها شحنة المشاعر بعيدا عن رواسب الزيف وأي تعكر في
رونق الأسلوب فنحن لا نكتب من أجل أن نكتب بل أن الكلمات
هي التي تكتبنا وهي التي تصهرنا بحرارة وجدها ثم تشربنا كؤوسا ثملة
بعبق الحب ..
** منقول