Advanced Search

المحرر موضوع: دور التقنيات الحديثة في تنمية الدول الصاعدة  (زيارة 2454 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يناير 22, 2006, 03:34:31 صباحاً
زيارة 2454 مرات

hamriri

  • عضو مبتدى

  • *

  • 53
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
دور التقنيات الحديثة في تنمية الدول الصاعدة
« في: يناير 22, 2006, 03:34:31 صباحاً »
دور التقنيات الحديثة في تنمية الدول الصاعدة

مقدمة :
تعد التقنيات الرقمية اليوم الآليات الأساسية لاشتغال المؤسسات الاقتصادية في العالم كما كانت الصناعات الثقيلة في القرون الماضية، فاتجهت دول العالم المتقدمة إلى تطوير هذه الآليات، فظهرت المؤسسات والمنظمات المختصة بالقطاع وكثرت التجارب والإنجازات وارتكز ذلك خاصة على تقنيات المعلوماتية المتعددة الوسائط والاتصالات وأصبحت مندمجة في الشبكات المعلوماتية والاتصالية وارتبطت ببعضها البعض على الصعيد الدولي ثم على الصعيد القاري ثم على الصعيد العالمي فنشأت شبكة الأنترنت التي أصبحت المنصة الأساسية لكل الأعمال ووفرت الخدمات الأساسية المتطلبة لسير المؤسسات الاقتصادية. فيمكن عبر الأنترنت تبادل الرسائل وهو ما يسمى البريد الإلكتروني كما يمكن التخاطب مباشرة مع الآخر وعن بعد بصفة فورية. وتوفرالشبكة العنكبوتية من ناحية أخرى إمكانية تكوين حلقات نقاش تتناول مواضيع شتى يكون المساهمون فيها، في مواقع متفرقة ومتباعدة في العالم. ومن الخدمات المهمة جدا التي جعلت من شبكة الأنترنت ضرورة، هي النفاذ إلى قواعد بيانات ومعلومات ومعطيات مختلفة كثيرة في كل الميادين وهو ما يسمى بموزعات الواب التي اعتمدتها كل المؤسسات في حياتنا اليوم وهذا ما جعل شبكة الأنترنت أداة حتمية لأي اقتصاد في العالم.

ونظرا لهذه الأهمية أردنا أن نبين في مقالتنا هذه مفهوم التقنيات الرقمية والإيجابيات والسلبيات التي تقدمها ثم شرحنا معنى العولمة التي ترتكز أساسا على هذه التقنيات و آثارها على العالم الثالث. وفي النقطة الموالية رأينا من المفيد أن نبين الاستعمال الإيجابي للتقنيات الرقمية خاصة بالنسبة لدول العالم الثالث والجوانب التي يجب العمل على إنجازها، بعد ذلك طرحنا حتمية كون البحث العلمي في مجال هذه التقنيات هو الطريق إلى اللحاق بالركب المتقدم وفي النقطة الموالية ركزنا على شرح ووضع خطة لإنجاز منظومة موحدة ومتطورة للتقنيات الرقمية تعتمد على جوانب تقنية منها البنية التحتية ولغة التخاطب داخل المنظومة ثم التطبيقات التي يمكن تركيزها واستعمالها للنمو بالقطاعات الحيوية في العالم العربي.

2) مفهوم التقنيات الرقمية :

تتمثل التقنيات الرقمية في كل الأجهزة الإلكترونية عتادا وبرمجيات التي تقوم بمعالجة المعطيات بعد ترميزها أو تشفيرها إلى إشارات إثنينية (0 أو 1). وغالبا ما تكون هذه الأجهزة حواسيبَ.

وقد اتسع مفهوم هذه التقنيات فأصبحت تشمل الجانب الاتصالي حيث أن الأجهزة الإلكترونية تقوم بتبادل المعطيات عبر وسائل الارتباط وأجهزة الاتصال، فظهرت منظومات الشبكات المعلوماتية التي تشتمل على مجموعة الحواسيب المرتبطة محليا أي داخل مؤسسة أو قاعة أو مرتبطة على مسافات كبيرة سواء كانت داخل مدينة أو على مسافات أكبر تتجاوز المدينة حيث يمكن للشبكة ان تغطي بلادا أو قارة أو الكرة الأرضية، وهناك شبكات معلوماتية مركزة في الأرض وفي الفضاء مرورا بالأقمار الإصطناعية. ومن بين التقنيات الرقمية الحديثة والمشهورة في السنوات الأخيرة هي شبكة الأنترنت التي تضم كل الحواسيب الموجودة على الساحة العالمية من مطاريف إلى أجهزة محمولة إلى أجهزة شخصية إلى أجهزة ضخمة ومتوسطة الحجم التي غالبا ما نسميها موزعات، أما الأجهزة الشخصية فغالبا ما تكون حريفة. فنجد منظومات من صنف حريف/موزع. فشبكة الأنترنت هي ربط كل الأجهزة السالف ذكرها ببعضها البعض في شبكات معلوماتية مختلفة منها المحلية التي لا تتجاوز بعض الكيلومترات وشبكات حضرية لا تتجاوز مساحة مدينة أي المائة كيلومتر وشبكات ممتدة أو طويلة المدى تغطي مساحتها أكثر من مائة كيلومتر. كل هذه الشبكات الحاسوبية مرتبطة فيما بينها لتكوّن شبكة الأنترنت. وتعد هذه الشبكة البنية الأساسية عالميا لاستعمال جل التقنيات الحديثة للمعلومات والاتصال.

ومن بين العناصر الأساسية للأنترنت الهيكلة المادية التي شرحناها سابقا ثم العنصر الثاني هو البروتوكول وهو لغة التخاطب بين مجموعة الأجهزة المرتبطة فيما بينها. والبروتوكول هو مجموعة قواعد وقوانين موحدة قد وضعت في شكل مواصفات مرجعية لكل مصنّع أو مستعمل لذلك، وبروتوكول شبكة الأنترنت هو "تي سي بي/إي بي " ( TCP/IP1 ) الذي يربط منطقيا جميع الأجهزة والشبكات فيما بينها لتبادل المعطيات. أما العنصر الثالث في شبكة الأنترنت فهو العنونة حيث يُمنَح لكل جهاز مرتبط بالشبكة عنوان يمثل تعريفا للجهاز داخل الشبكة. وتنقسم العنونة إلى ثلاثة أنواع : عنوان الأنترنت الذي يشتمل على جملة من الأحرف الأبجدية اللاتنية في شكل محدد كالآتي :

http://www.nomserver.ext

أما النوع الثاني والمسمى عنوان »إي.بي فهو يشتمل على أربع كتل رقمية مفصولة بنقاط كالآتي: 81.61.59.391 أما النوع الثالث للعنوان في شبكة الأنترنت فهو يشتمل على حروف أبجدية تسمى »موقع المورد الموحد (2مؤا) والتي تحدد الموقع المفصل للمورد المطلوب ويكون هذا المورد إما ملفا أو صفحة في ملف أو صورة في صفحة أو غير ذلك ويكون على المنوال التالي:

http://www.UTECH/ZAIED/CV.html

أما العنصر الموالي الذي ترتكز عليه شبكة الأنترنت فهو الخدمات التي توفرها الشبكة وهي: البريد الإلكتروني وموزعات الواب وحلقات النقاش والتخاطب المباشر وتناقل الملفات والنفاذ الملائم للموزعات المختلفة وغيرها... وترتكز كل هذه الخدمات على قواعد أو أوامر قد حددت بصفة موحدة تدعى بروتوكولات تقوم بتنفيذ سلسلة من الأوامر لتقديم الخدمة المطلوبة. ونذكر من بين البروتوكولات ( POP.SMTP.MIME ) التي تقدم خدمة البريد الإلكتروني أي إرسال واستقبال الخطابات والرسائل الإلكترونية وبروتوكول ( http ) الذي يقدم خدمة موزع الواب أي أنه يوفر المعطيات التي تخزن على الموزعات وبروتوكول ( NNTP ) الذي يعالج ويدير حلقات النقاش وبروتوكول ( IRC ) الذي يدير التخاطب المباشر بين جهازين مرتبطين على الشبكة ويستعملان هذه الخدمة. أما البروتوكول الذي يعطي إمكانية نقل الملفات من جهاز إلى آخر فهو البروتوكول ( FTP )، كما أن البروتوكول الذي يمكّن من الوصول الى الموزعات المختلفة بجعل الجهاز النافذ ملائما فهو ( Telnet ). ولاستغلال الموارد المعلوماتية على شبكة الأنترنيت، على جهاز الحريف أن يحتوي على عدة برمجيات منها نظام التشغيل "كونداوز" أو "لونيكس" الذي يقوم بتهيئة جهاز الحاسوب للاستعمال ثم برمجيات الاستعمال كأدوات عملية منها برمجية الإبحار التي يجب أن تكون محملة على الجهاز النافذ لشبكة الأنترنت. ومن بين البرمجيات المعروفة والأكثر استعمالا هي "أنترنت إكسبلورور" لشركة "ميكروسوفت" و"نت سكايب" لشركة "نات سكايب" ويحتاج الجهاز النافذ على شبكة الأنترنت إضافة إلى ذلك، إلى برمجيات أخرى تيسر له استغلال الموارد الموجودة على الشبكة كبرمجيات البحث والتي تدعى محركات البحث التي تساعد مستعمل الأنترنت وخاصة موزعات الواب على البحث السريع والدقيق عن المعطيات التي تم طلبها.

كل هذه البرمجيات التي تحدثنا عنها هي ضرورية لجهاز مرتبط على شبكة الأنترنت ويريد مستعمله الاستفادة من خدمات الشبكة على أحسن حال. وتعد الخدمات التي تم شرحها من الوظائف الأساسية لشبكة الأنترنت التي انبثقت عنها خدمات ثانوية مهمة جدا ومفيدة منها التجارة الإلكترونية والتعليم عن بعد والجامعة الافتراضية وكل الخدمات الإضافية التي ترتكز على الشبكة كي تنفذ وتشمل مجال الطب والعمل والمراقبة والدراسة والاتصال وغيرها من الخدمات التي تعتبر من الآليات المعتمدة في الحياة الاقتصادية اليوم.

تعد التقنيات الرقمية التي تعتمد أساسا على جهاز الحاسوب وعلى مبدإ الشبكات وعلى شبكة الأنترنت عموما من الوسائل الأكثر استعمالا في حياتنا اليومية وخاصة في المجالات الحيوية كالاقتصاد والتعليم والثقافة وغيرها.

ومن إيجابيات هذه التقنيات سرعة الإنجاز والاتصال السريع وفتح الحدود الجغرافية بين البلدان إلى أن أصبحت الكرة الأرضية تسمى قرية إلكترونية. فأصبجت كل الدول والشعوب في العالم باستطاعتها النفاذ إلى غيرها وإلى المعطيات والمعلومات والمعرفة التي كانت مخصصة لبلدان العالم المتقدم والصناعي. فالمعلومة التي ينفذ إليها المستعمل في بلاد متقدمة هي نفسها التي ينفذ إليها المستعمل في بلاد نامية وبهذا فإن حظوظ الشعوب في الانتفاع بالمعلومة متساوية مما يشجع كل الشعوب على الاحتكاك والتحاور فيخلق بذلك حيوية وديناميكية تثري المعرفة على الساحة العالمية وتقرّب الشعوب من بعضها البعض. أما الجانب الإيجابي الثاني الهام فهو يتمثل في تقديم آليات تيسر العمل في المؤسسات كالأعمال المكتبية التي كانت تستدعي وقتا طويلا وعددا كبيرا من الأفراد لإنجازها.

فيمكن اليوم بواسطة حاسوب مرتبط على شبكة الأنترنت تحرير خطاب أو وثيقة ثم إرسالها إلى المعني أو المعنيين بالأمر في وقت قصير جدا سواء كان الأفراد داخل المؤسسة أو خارجها. كما أنه بالإمكان إنجاز كل الأعمال المتعلقة بالتصرف والإدارة بواسطة اجهزة حاسوب مرتبطة داخل المؤسسة أو خارجها. وقد ساهمت شبكة الأنترنت في نمو هذه الأعمال فيمكن لقائم بأعمال مكتبية إبلاغ العاملين في المؤسسة أو خارجها عبر شبكة الأنترنت أو منظومات أخرى للاتصال كالأجهزة الطرفية المحمولة أو غيرها. وقد ساهم تطور التقنيات في المجال الإلكتروني أو المعلوماتي أو الاتصالي في تيسير العمليات الإدارية والمصرفية ومراجعة قواعد العمل وتنظيمه داخل المؤسسة الاقتصادية في العالم.

3) إيجابيات التقنيات الرقمية وسلبياتها :

1) الايجابيات :

تعد التقنيات الرقمية أو التقنيات الحديثة للمعلومات والاتصال من ظواهر التقدم في القرن الحالي، وقد اثرت هذه التقنيات بصفة فعالة في الحياة اليومية عامة والحياة الاقتصادية خاصة، فكانت النتائج الإيجابية والسلبية تبرز يوما بعد يوم بقدر استعمال هذه التقنيات. وتتمثل إيجابيات التقنيات الرقمية في تطوير الخدمات المقدمة وجودة المعلومات وتقريب المسافات وذلك بتوحيد آليات العمل في جميع أنحاء العالم والتي تعتمد أساسا على الحواسيب والشبكات التي أصبحت موحدة، فاشتملت أجهزة الحاسوب على الحواسيب الشخصية المعروفة ( PC3 ) التي تعتبر الأداة الأولى والأكثر شيوعا. ويضم الحاسوب الجانب العتادي والجانب البرمجياتي. وكان للجانب الأخير دور كبير في توحيد الأعمال والخدمات وتيسير تبادل المعطيات بين المؤسسات، فالنص المكتوب ببرمجية "وورد" يمكن أن يعالج بنفسه على حاسوب آخر يكون مجهزا في غالب الأحيان بنفس البرمجية لمعالجة النصوص "وورد" أو ما يطابقها.

ومن الإيجابيات الأخرى في توحيد منظومة الإشتغال والبرمجيات المكتبية في يومنا هذا هو موافقة الصناعيين للبرمجيات والعتاد بالإرتكاز على نفس الأجهزة سواء لإنجاز برمجيات تطبيقية أخرى ملائمة لمنظومة الجهاز أو تطوير البرمجيات الموجودة للحصول على نتائج أفضل.

ونتج عن كل هذا التطور وفرة التصنيع للأجهزة والبرمجيات منافسة كبيرة أدت إلى بروز منتوجات جيدة وانخفاض في الأسعار فتعددت التطبيقات ونما عدد المستعملين وبرزت خدمات أخرى ووظائف أخرى مكنت البلدان التي سايرت هذا المجال إلى الرفع من مستوى مواطنيها وأصبحت فردا من أفراد هذه المنظومة.

وقد أصبح الأعضاء الناشطون في هذا المجال، مجال التقنيات الرقمية وهي البلدان المتقدمة التي رأت في تطور هذا القطاع فرصة في التحكم في ثروات العالم بكل دقة. وقد رأت بعض الدول النامية نفس الرؤية فساهمت مع البقية فنالت ومازالت تنال النتائج الإيجابية، لكنها لابد أن تحرص على تفادي الجوانب السلبية. أما البلدان التي لم تعر أهمية لهذا المجال فهي ستنال بالتأكيد الجوانب السلبية ولا تستطيع ترجيح الكفة لأن التطورات في مجال التقنيات الرقمية تكون سريعة جدا وتصل وتيرتها اليوم بعد اليوم لا الشهر بعد الشهر أو السنة بعد السنة. وفي ما يلي سنبحث مفهوم العولمة التي ظهرت مع بروز التقنيات الحديثة للمعلومات والاتصال والمسماة بالتقنيات الرقمية. ومن النقاط الإيجابية أيضا في استعمال هذه التقنيات الانفتاح على العالم الخارجي حيث أنه باستعمال شبكة الأنترنت أصبحت الحدود الجغرافية للبلدان غير موجودة، فيمكن تبادل المعلومات بين جهازين مرتبطين داخل دولة بنفس الطريقة وبدون تغيير بين جهازين يكونان متباعدين وغير موجودين في نفس البلاد ولا حتى في نفس القارة، وهذا ما يجعل العالم كما يقال قرية إلكترونية.

ومن الإيجابي جدا في هذا الترابط البعيد منه أو القريب هو التكلفة الموحدة في كلتا الحالتين، فيكون ثمن تبادل المعطيات بين مستعملين في نفس البلد هو نفس الثمن بين مستعملين كل منهما في قارة وهذا هو العنصر الأساسي والإيجابي لتطور التقنيات الرقمية التي تعتمد أساسا على شبكة الأنترنت. وكل هذا متعلق بنقاط تقنية تتمثل في لغة التخاطب بين كافة الأجهزة المرتبطة على شبكة الأنترنت وهو ما يسمى بالبروتوكولات وهي مجموعة قواعد وقوانين وضعت على الصعيد العالمي وترجمت إلى برمجيات اشتغال تستطيع أن ترسل وتستقبل المعطيات بين الأجهزة المرتبطة بالشبكة وتكون مجهزة بتلك البرمجيات الاتصالية والتطبيقية ويسمى هذا البروتوكول "ّتي سي بي/ إي بي ( TCP/IP ).

ويعتبر هذا العنصر إيجابيا جدا حيث مكن من توحيد لغة التخاطب بين كافة أجهزة الحاسوب المرتبطة بشبكة الأنترنت، ولولا هذا البروتوكول لما تطورت تقنيات المعلومات والاتصال. فيمكن القول إن البروتوكول هو من العناصر الأساسية التي ساهمت في توحيد الاتصال الرقمي في العالم. وداخل البروتوكول "تي سي بي/إي بي برز مفهوم ساهم في تيسير التواصل بين الأجهزة دون اعتبار موقعها الجغرافي المادي ألا وهو العنونة التي تعني تحديد الموقع الافتراضي للمستعمل والتعريف به داخل شبكة الأنترنت. وتتكوّن العنونة من عنوان المرسل وعنوان المرسل إليه وهي الطريقة التي يستعملها البريد منذ القدم لإيصال الرسائل إلى أصحابها أو إرجاعها إلى المرسل إذا ما تعذر إيجاد عنوان المستلم أو إذا وقع خطأ في عنوان المرسل إليه.

وللعنونة دور كبير جدا في تيسير الوظائف البروتوكولية خاصة في توجيه المعطيات داخل الشبكة كي تصل إلى أصحابها في أحسن الظروف. وتوجد عدة أشكال للعنونة المستعملة على شبكة الأنترنت. فهناك العنونة المستعملة لكل خدمة تقدمها الشبكة كعنوان البريد الإلكتروني وعنوان الموقع واب وعنوان حلقة النقاش وعنوان قناة التخاطب المباشر أو عنوان موزع تناقل الملفات وغيرها من العناوين المتعلقة بالخدمات على الأنترنت. وهناك عنوان "إي بي" وهو عنوان رقمي يستعمله البروتوكول لتوجيه رزم المعطيات التي ينقلها داخل الشبكة، ويتكون هذا العنوان من أربع وحدات أرقام عشرية تفصلها ثلاث نقط كالآتي: 193.128.12.6 وهناك عنوان موقع المورد الذي يريد المستعمل أن ينفذ إليه وتكون الموارد إما صفحات واب أو صورة في الصفحة أو ملف أو غيرها من العناصر التي يريد أن يستغلها المستعمل وتسمى هذه العنونة ( URL ).

2) سلبيات التقنية الرقمية :

تتمثل السلبيات في التقنية الرقمية أساسا في الجانب المادي الذي يعتبر الأساس في الحياة الاقتصادية سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع. ويكون الجانب السلبي الأول هو في توفير الأجهزة المتطلبة لاستعمال هذه التقنية وتكون ذات كلفة عالية حيث يعجز جل الأفراد عن اقتنائها خاصة إذا كانت مستوردة ثم صيانتها وتغييرها إذا تطورت التقنية وغاب هذا النوع من الأجهزة في الأسواق العالمية وهذا ما يحدث اليوم. أما الجانب السلبي الآخر فهو حذق استعمال التقنية الرقمية للإستفادة منها وهذا يتطلب تكوينا جيدا وصحيحا والتكوين يستوجب بدوره الأجهزة والمكونين وينتج عنه تكاليف كبيرة مع مراعاة سرعة التطور فلابد للتكوين أن يساير ذلك التطور ويكون المكون في رسكلة دائمة وعلى علم بما يجري على الساحة العالمية.

الجانب السلبي الآخر يمكن أن يكون في سلامة استعمال التقنيات الرقمية ومنها شبكة الأنترنت الذي يمكن أن يكون وبالا على المجتمع وسلوكيات شبابه إذا فُقد الجانب التوجيهي في التكوين.

ويكون الجانب السلبي مؤثرا تأثيرا كبيرا في المجتمع إذا أصبح أفراده مستهلكين للمنتوجات المقدمة من طرف المجتمعات الأخرى خاصة وأن هذه الأخيرة تحاول استغلال هذه التقنيات استغلالا كليا لمصالحها، فتحاول أن تستعمل هذه الآليات للإشهار وبث الأفكار الموالية لها وإغراء الشباب لإتباع منهجياتها سواء الثقافية منها أو الإستهلاكية أو الأخلاقية. ونلاحظ اليوم مدى تأثير ذلك في حياة الدول ومجتمعاتها.

4) العالم الثالث والعولمة :

العولمة هي الانفتاح الاقتصادي العالمي أي أنه بإمكان أي مؤسسة عالمية أن تشتغل أو تستثمر أو تنشط في كل الأسواق العالمية مع اعتماد طرق وقوانين دولية موحدة. وقد وضعت هذه القوانين على أساس استعمال التقنيات الحديثة للمعلومات والاتصال. والعولمة هي تنظيم جديد للعالم وضعته البلدان المسماة بالغنية لاحتواء العالم من الناحية الاقتصادية والسياسية وكل جوانب الحياة اليومية. ولإنجاز هذا التنظيم، وضعت البلدان الغنية هذه آليات تقنية تتمثل في شبكة الأنترنت فساهمت في تركيز أغلب فروعها الأساسية وشكلت لجانا تسهر على سير هذه الشبكة التي تعتبر العمود الفقري وأداة اتصال وتواصل في العالم. ففي تحكم اشتغال هذه الشبكة من كل الجوانب تحكم في تبادل المعطيات التي تنقل عبر هذه الشبكة سواء كان بصفة مباشرة أو غير مباشرة.وتمثل التقنيات الرقمية المعتمدة في إطار العولمة بالنسبة للبلدان النامية أو في طور النمو وسيلة للحاق بركب الدول المتقدمة إذا ما استغلت الآليات على الوجه الأكمل.

وتعتبر شبكة الأنترنت وسيلة وأداة يسيرة وسهلة لإيصال المعلومات والمعطيات إلى كل بلدان العالم كما تمثل منصة تجارية ضخمة تمكّن المؤسسات التجارية العالمية دخول أسواق جديدة يصعب دخولها قبل ظهور شبكة الأنترنت، فيمكن إقتناء مواد عبر الشبكة من أي مكان في العالم دون التنقل من موقع الحريف إلى موقع المزود كما يمكن إبرام صفقات من أي نوع كان عن بعد مع حماية حقوق كل الأطراف وذلك بوضع كل القواعد والقوانين المتعلقة بذلك.

وعلى الدول النامية ودول العالم الثالث المشاركة في وضع وإدارة الشبكة خاصة داخل تلك البلدان أولا ثم عالميا ثانيا. كما يتحتم على الدول الغنية أن تساعد هذه الدول على تركيز هذه التقنيات الرقمية وتيسير تكوين إطاراتها على معرفة إمكانيات هذه التقنيات وصلوحياتها في تنمية والنهوض باقتصاد هذه البلدان وذلك بتشجيع التحاور ونقل المعرفة وغير ذلك من العناصر الممهدة لاستغلال هذه التقنيات وترويضها حسب حاجيات تلك البلدان. وبالتوازي يجب على تلك البلدان أن تعي مدى أهمية تلك التقنيات والعمل على تركيزها وتشجيع كافة شرائح المجتمع على التكوين واعتمادها في كل المجالات الحيوية كالتعليم والثقافة والاقتصاد وغير ذلك، والعمل على التشجيع في الاستثمار في هذا الميدان الذي يعد في متناول تلك البلدان مقارنة بمتطلبات تركيز الصناعات الثقيلة في القرون الماضية. وقد أفلح بعض تلك البلدان وبرز وأصبح عضوا ناشطا في الحركة الاقتصادية العالمية.

5) كيف تكون التقنيات الرقمية وسيلة لنمو العالم الثالث؟

تعد التقنيات الرقمية اليوم والمتمثلة في المعلوماتية وتقنيات الاتصال إضافة إلى التقنيات السمعية البصرية التي أدمجت في الحاسوب واطلق عليها المعلوماتية المتعددة الوسائط، حافزا للعالم الثالث للحاق بركب الدول المتقدمة والغنية لأن عصر التقنيات الرقمية الحديثة يختلف عن عصر البخار والتصنيع الذي يحتاج إلى بنية عتادية كبيرة وعالية التكلفة، فلم تتمكن الدول النامية في عصر الصناعات الثقيلة من تركيز البنية الأساسية الضرورية للتصنيع وقد كرّست الدول الغنية آنذاك ذلك القصور فلم تساعد في ذلك إلا من أرادت. فبرزت دول مصنعة في ذلك الوقت كدول شرقي آسيا، لكن جل الدول النامية الأخرى مكثت على حالها فأصبحت سوقا للدول الصناعية التي استعمرتها. ومازال الحال لذلك إلى اليوم لأن البنية الأساسية لكل نشاط صناعي غير متوفرة في الدول النامية والدول الفقيرة وازدادت الفجوة اتساعا بين الغني والفقير.

وبظهور التقنيات الرقمية الحديثة والتي ترتكز أساسا على الحاسوب وما حوله والذي غزا كل بقاع العالم والذي يتمثل في الحاسوب الشخصي والبرمجيات المركزة عليه، فإنه بإمكان كل فرد من أفراد المجتمع سواء كان في البلدان المتقدمة أو النامية أن يقوم بتصنيع منتوج معلوماتي أو اتصالي يفيد العالم بأسره، فالمجهود في هذه الحالة مقتصر على الأفراد وعلى مدى قدرتهم على الابتكار وخاصة في سن الشباب حيث أنّه حسب الإحصائيات تفوق الموارد البشرية الشبابية في العالم الثالث نفس الموارد في الدول المتقدمة مما يدفع هؤلاء إلى جلب الطاقات الشبابية المتأتية من البلدان النامية أو الفقيرة في بعض الأحيان بأساليب لا تليق بمجتمع متحضر. فهي تطبق الأساليب القديمة لاختيار العناصر الفعالة والمفيدة كما كان يفعل النخاسون في شراء الزنوج أو كما يفعل تجار الأغنام في الأسواق فيأتي المختصون في هذا النوع من النشاط إلى البلدان النامية ويلتقون بمن يهمهم الأمر، فيعقدون الصفقات التجارية المربحة لهم ويجردون تلك الدول من القوى الفعالة. ومن المفروض وحسب ما يمليه العقل، يجب على الدول المتقدمة أن تمنح كل الإمكانيات لنقل التكنولوجيا إلى البلدان النامية بتشجيع العقول المبتكرة أن تمكث في تلك البلدان كي لا يقع التباعد التنموي الذي يزداد يوما بعد يوم لأن سبب مشاكل الهجرة التي تعاني منها الدول المتقدمة هو تشجيع البعض وقبولهم وصد البعض الآخر.

أما عن الشراكة التي تتم بين البلدان المتقدمة من ناحية والبلدان النامية من ناحية أخرى فهي غير متساوية، فالبلدان المتقدمة تبحث عن تركيز أسواق في البلدان النامية لترويج منتوجاتها بينما لا تعطي الآليات التي تمكن تلك الدول من أن تستقل عنها فتبقى دائما مرتبطة بها وتحتاج إلى مساعدتها.

وعلى الدول النامية أن تبذل جهدا كبيرا في تكوين مواردها البشرية وخاصة منها الشباب كي تحذق التقنيات الرقمية الحديثة وأن تشجع المبتكرين ومنتجي الذكاء الصناعي مع المقارنة المستمرة بما يجرى في الدول المتقدمة. وقد افلحت عدة بلدان في ذلك فبرزت بلدان تنتج وتصدر الذكاء الصناعي المتمثل في صنع البرمجيات واضطرت الشركات العالمية التابعة للدول المتقدمة للتعاقد معها وأصبحت لها مكانة في الأوساط الدولية مكنتها من عدة إمتيازات جعلتها تتخطى عدة عقبات في تطوير بنيتها الأساسية كشبكات الإتصال التي تعتمدها والمنظومات المعلوماتية المستعملة. كما أصبح لمؤسساتها العلمية والجامعية صيت على الصعيد العالمي ويرتادها الطلبة من كل بقاع العالم كما تم إدماج خبرائها في المنظمات الدولية التي تقرر وتبرمج المشاريع على الصعيد الدولي. ونتج عن هذا التقدم والتطور الاكتفاء الذاتي في استغلال التقنيات الرقمية الحديثة وتصديرها على الساحة العالمية.

ومن العناصر المدعمة لنجاح الدول النامية في الانتقال من حالة النمو إلى حالة التقدم هي تواجد الموارد البشرية القابلة للتكوين والإنتاج والتي تتمثل في الكم الهائل من الشباب والذي يفتقده جل البلدان المتقدمة بحكم سياسة التحكم في عملية التناسل المعروفة بتنظيم الولادات التي أفضت إلى افتقار البلدان المتقدمة إلى العنصر البشري الحيوي الذي يغطي حاجياتها. أما العنصر الثاني فيتمثل في آليات الإنتاج التي تقتصر على حواسيب شخصية بتكلفة تتناسب مع الأسواق في البلدان النامية نظرا لتكاثر عددها وتطور تقنياتها، فبقدر ما تتكاثر بقدر ما ينخفض السعر أو التكلفة وهذا عنصر إيجابي ومشجع للنمو والإنتاج والابتكار.

6) البحث العلمي في التقنيات ضرورة حتمية :

يعد العلم والبحث فيه ركيزة أساسية لنمو وتطور البشرية، وتقاس جل الحضارات الماضية والحاضرة بمدى اهتمامها بالعلوم والبحث فيها، فكانت الحضارات الإغريقية والرومانية والإسلامية وغيرها من الحضارات التي توالت على الإنسانية وأثرت في نمط عيشها إيجابيا على العموم وسلبيا في بعض النواحي الأخرى.

وتعاقبت تلك الحضارات مستفيدة من بعضها البعض على الصعيد العالمي، فترجمت المؤلفات ونقلت الدراسات وتواصلت التجارب العلمية، فاعتمدت نتائجها لصالح الإنسان وتفرعت تلك العلوم، فظهرت مجالات أخرى أفضت إلى منتوجات وأجهزة أصبحت أدوات وآليات عمل ساعدت الإنسان في القيام بالخدمات بصفة يسيرة، فكانت الثورة الصناعية واليوم ظهرت الثورة الرقمية.

ومسايرة لتاريخ الأمم والحضارات، فإن العلم كان مصدر التطور والنمو والإشعاع على المحيط الخارجي.ونلاحظ اليوم أن الأمم التي تمتلك العلم والتقنية وتتحكم فيهما، هي التي تستفيد أكثر من غيرها وهي التي تشع على العالم الخارجي، فيكثر القادمون إليها ويتجه إليها طالبو العلم من جميع أنحاء العالم فيتأثرون بثقافتها وينقلونها إلى أماكن أخرى من العالم ويتقنون لغتها التي تعد الوسيلة الأساسية والأداة العملية المناسبة لترسيخ العلوم. ونلاحظ على مر العصور أن الأمم المتقدمة في فترة من تاريخ البشرية قد خلدت لغتها كلغة الإغريق والرومان واللاتينية والعربية في عهود الازدهار واليوم نرى أن اللغة الإنجليزية بصفة خاصة واللاتينية بصفة عامة هي لغة التقنيات الرقمية.فلا بد للمهتمين بمجال التقنية الرقمية أن يحذقوا اللغة الإنجليزية لأن كل العلوم التي تبحث في هذا المجال تنشر بالإنجليزية وقليل منها باللغات الأخرى وهذا ما يبين تفوق البلدان التي تتحكم في التقنيات على البلدان الأخرى، ففي عهد الحضارة العربية الإسلامية كانت كل العلوم تنشر وتدرس باللغة العربية. وللبحث العلمي أساليب وطرق مدروسة لتطوره ونموه ويرتكز ذلك على أسس عديدة وهي على التوالي :

- التنظيم والبرمجة.

- الموارد البشرية.

- المخابر والأجهزة.

- العلاقات والتعامل مع الآخرين.

- تشجيع الاستثمار في البحث العلمي.

أ) التنظيم والبرمجة :

على كل وحدة بحث وضع مخطط ودراسة لما هو عليه وما هي الأهداف التي يجب أن يصل إليها مع دراسة عميقة لما يجري حوله وطنيا ودوليا في نفس المجال. ويكون التخطيط على المدى القصير والمدى المتوسط وعلى المدى البعيد. ويعتمد التخطيط والبرمجة على عناصر أساسية تتمثل في الموارد البشرية المتطلبة لإنجاز تلك المخططات والموارد المالية التي تمثل العمود الفقري في هذا المجال. فبهذه الموارد يمكن اقتناء الأجهزة والآليات المتطلبة وبهذه الموارد يمكن تشجيع الباحثين ومنحهم شغلا قارا ومتواصلا. ويلعب التنظيم والبرمجة دورا كبيرا في حياتنا الإقتصادية عامة ومجال البحوث خاصة لأنه يمكن التحكم في عنصر الزمن الذي يعتبر رهان كل باحث وكل الأمم المتسابقة والمتنافسة في مجال البحوث. فالدولة التي تصل إلى نتيجة بحث في ميدان الصحة مثلا هي التي ستستفيد مباشرة بذلك لأن العالم كله سيعتمد نتائج تلك البحوث. والأمثلة التي تدعم ذلك كثيرة اليوم (الميدان العسكري، الطبي، الفضاء، الزراعة، تقنيات الإتصال والمعلوماتية، الطاقة وغيرها من المجالات....). ولابد في هذه المرحلة من مسايرة البحوث على الصعيد العالمي ومعرفة ما يجري في كل الأمم في ذلك الميدان او الآخر كي تكون البحوث مفيدة على الصعيد العالمي لا على الصعيد المحلي فقط وهذا ما يتطلب تناسقا بين الدول في شكل منظمات دولية تسهر على ذلك التناسق وتتبع كل جديد. وعلى سبيل المثال نذكر منظمة جائزة نوبل.

ب) الموارد البشرية :

تعد الموارد البشرية في كل المجالات الحيوية ركيزة أساسية في القيام بالبحوث العلمية والنشاطات المتطلبة للوصول إلى الأهداف المنشودة. والعنصر البشري هو السبب والهدف لكل ما ينجز في العالم من بحوث وأعمال وغير ذلك من الأشياء المتطلبة للحياة البشرية.فالإنسان هو العنصر الفعال في كل ميادين العمل ومنها الجانب العلمي وخاصة البحث العلمي. ويختلف هذا المجال عن المجالات الأخرى لأن الموارد البشرية المتطلبة تختلف عن غيرها. فيجب على هذه الموارد أن تكون متكونة وحاذقة للعلم لتطويره وتغييره حسب المقتضيات. فلا بد من أساتذة وطلبة وباحثين لتركيز خلايا البحث في مجال ما. ولكل هؤلاء دور متمم في حلقة تؤدي الى تركيز مخابر بحث. فلا بحث دون أساتذة ولا أساتذة دون طلبة ولا باحثين دون طلبة او أساتذة. وتكون نسبة الباحثين في مجال ما موازية لعدد الأساتذة ومستواهم العلمي والبيداغوجي الذي ينتج عنه تكوين عدد من الطلبة وتكون النسبة موازية لعدد المؤطرين والأساتذة المولعين بالمجال البحثي. ويرتبط كل هذا بالموارد المالية التي توضع للغرض. ويتكوّن المخبر عادة من رئيس يكون ذا خبرة تفوق كل العاملين معه في مجال البحث الذي يعمل فيه المخبر، ثم من مساعدين يقومون بتأطير طلبة في المرحلة الأخيرة من دراستهم أو باحثين قليلي الخبرة مقارنة بالمسؤولين عنهم. وغالبا ما يكون الباحثون الجدد أو الطلبة الذين في آخر مراحل تعليمهم من المتفوقين في ذلك المجال والمولعين بالبحث فيه.

وتتكون الموارد البشرية في مخابر البحث العلمي من رجال التعليم العالي والدكاترة والمهندسين ذوي الخبرة الكبيرة في تأطير المشاريع ومسايرة الأشغال والعلاقات المتينة مع الخبراء الأجانب لجلبهم والإستفادة من قدراتهم الفكرية والمهنية. ومن المفروض أن يجتمع جميع الباحثين التابعين لبلاد واحدة ويكونوا منظمة واحدة يقومون فيها بالتشاور ودراسة التطورات وتحديد الإتجاهات والأهداف وتقاسم العمل والتنسيق لربح الوقت ومواكبة العالم الخارجي.

ومن إيجابيات التكتل معرفة ما يجري في الداخل والخارج والعمل على مخطط واحد والاستفادة من قواعد بيانات واحدة يتم تحيينها حسب المقتضيات، مما يجنب التكرار في الأعمال والتشتت وعدم التقدم.ومن السلبيات الكبيرة في البحث العلمي هو تكوين كتل بحث مغلقة لا تتصل ببعضها بعضا ولا تريد التعامل مع غيرها، فلا تستفيد من غيرها ولا الغير يستفيد منها ومعنى البحث هو عكس ذلك تماما.

ج) المخابر والأجهزة :

تعد المخابر والأجهزة من الأساسيات في البحث، فبدون أجهزة وآليات وأدوات لا يمكن أن تتم البحوث خاصة التطبيقية منها والتجريبية. وتقاس أهمية البحث العلمي في تجهيز المخبر الذي تتم فيه تلك البحوث. هذا على الصعيد المحلي، أما على الصعيد الوطني فتبرز أهمية البحوث ونشاطاتها في عدد المخابر وتجهيزاتها وتنوعها والنتائج التي تتحصل عليها تلك المخابر مقارنة بما يجري في الخارج.

وتعتمد جل المخابر اليوم على أجهزة معالجة المعطيات وأجهزة التراسل والمسماة بالتقنيات الرقمية، ونظرا لأن هذه الأجهزة تتطور بسرعة فائقة، فعلى المسؤول على قطاع تجهيز المخابر أن يكون على علم بتلك التطورات واختيار أجداها، كما أنه من الأجدى أن تتم دراسة تركيز هذه الأجهزة بالمخابر المتفرقة وربطها بشبكات التراسل التي تعد اليوم شرايين تغذية المخابر بالمعلومات والمعطيات المتطلبة للتقدم في البحوث. ويعد تبادل المعلومات بين المخابر من المسائل الحيوية ولذلك نرى أن جل البلدان المتقدمة قد وضعت هذه التقنيات في أولويتها، فأنشأت شبكات البحوث على صعيد البلدان ثم على الصعيد القاري والتي تعتمد على التقنيات الحديثة جدا، فظهرت الشبكات الفائقة السرعة والطرق السريعة للمعلومات التي تربط اليوم الولايات المتحدة وأروبا وآسيا. ومن الأفضل تركيز موزعات لتخزين المعطيات داخل المخابر وتكون هذه الموزعات مركزية في شكل قواعد للبيانات أو للمعطيات يتم استغلالها من طرف جل مستعملي المخابر والعاملين فيها فتكون تلك البيانات بمثابة موارد موحدة يتم تحيينها حسب التطورات الواقعة عالميا لتصبح مرجعا لكل الباحثين في المجال المتعلق بذلك. ويمكن لتلك الهيكلة الشبكية أن تتطور فترتبط بشبكات عالمية لنفس الغرض يتم فيها تبادل التجارب والأفكار وبذلك تصبح المخابر عنصرا من عناصر البحث على الصعيد الدولي.

د) العلاقات والتعامل مع الآخرين :

من البديهي أن يتقدم المرء بمساعدة غيره وخاصة في ميدان البحث العلمي. فلا يمكن للإنسان أن يبحث في شيء دون أن يعتمد على بحث قد تم إنجازه أو تحقيقه، وكما أشرنا من قبل، فإن الباحثين هم طلاب قد تعلموا عن أساتذة والذين بدورهم كانوا طلبة وهكذا. فلا يعقل لإنسان أو لمخبر أن يقوم بالبحث دون مساعدة من الغير ولابد للباحثين أن يعوا أن البحث لا يمكن أن يجدي نفعا دون التعاون فيما بينهم داخل المخبر أولا ثم بين المخابر سواء كانت في نفس المجال أو في ميادين مختلفة ومتممة لبعضها البعض على صعيد بلد ثم على صعيد إقليمي (مثال: المغرب العربي، العالم العربي، القارة الإفريقية، الصعيد العالمي....). ويمكن أن تكون مراحل التنفيذ كالآتي :

- إحصاء لكل الخبرات والموارد البشرية في قطاع البحث العلمي في كافة الميادين وتخزين ذلك على قواعد بيانات تكون مرجعا لكل الدراسات والمخططات والبرامج التي تتعلق بذلك.

- إحصاء لكل المخابر الموجودة والتجهيزات والبرامج التي تقوم بها والنتائج التي توصلت إليها.

- تركيز وحدات بحث جديدة وتهيئة القديمة بإضافة تجهيزات وموارد بشرية كفأة ومراقبة نشاطها حسب البرامج المنوطة بعهدتها.

- العمل على ربط كل المخابر ببعضها البعض عبر شبكة مؤمّنة وسريعة الدفق مع مراعاة التلاؤم مع شبكات البحث في العالم.

- الاعتماد على الحواسيب وقواعد البيانات وتيسير النفاذ إليها للإستفادة منها مع العمل على تحيينها بما يجري في العالم.

- ربط علاقات مميزة ومتينة مع كل البلدان التي ترغب في الإستفادة والإفادة لا للاستغلال فقط.

- تشجيع كافة الخبراء المشهورين ببحوثهم لزيارة البلاد والاستفادة من خبراتهم ونصائحهم.

- تشجيع الطلبة المتفوقين لمواصلة الدراسة والبحث والحصول على شهادات بعد التثبت من أعمالهم الحقيقية في البحث العلمي الأكاديمي والنتائج التقنية في البحث العلمي التطبيقي.

- العمل على تركيز كافة الآليات المتطلبة والهيكلة العتادية في الاتصال والمعلوماتية وغيرها لتيسير عمل الباحثين.

- العمل على المتابعة الجدية لنشاط المخابر ووحدات البحث وعلى الإستفادة من النتائج على الصعيد المحلي والوطني والإقليمي والعالمي.

- العمل على تنفيذ النقاط المذكورة سابقا على الصعيد الإقليمي وعلى صعيد العالم العربي بوضع بنك تمويل للبحث العلمي يشارك فيه كل الدول العربية والافريقية لتنفيذ ذلك.

كل هذا يتطلب حذقا للتقنيات الرقمية كالمعلوماتية والاتصال لتصبح في متناول الجميع كما يجري في الدول المتقدمة.

هـ) تشجيع الاستثمار في البحث العلمي:

يعد الاستثمار في البحث العلمي من الركائز لتنمية الاقتصاد والرفع من مستوى المجتمع، لكن نتائج هذا الاستتثمار تكون على المدى الطويل وهذا ما يتطلب جهدا كبيرا من طرف المستثمرين والمصالح العمومية المختصة في هذا المجال. كما أن هذا الاستثمار يتطلب شريحة من المجتمع تؤمن بالبحث العلمي وفوائده، وعلى المصالح والهياكل العمومية المختصة من ناحية أخرى أن تضع خطة حكيمة لترغيب المستثمرين وتحسيسهم بفوائد البحث العلمي على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد الوطني وذلك بتوفير مساعدين ومرشدين لتركيز وحدات بحث ودعمهم ماديا ومعنويا بالتكوين والرسكلة وغيرها من المساعدات المتطلبة والمستوجبة بوضع برامج على المدى القصير والطويل للحصول على نتائج تكون مشجعة وعنصرا إيجابيا لمواصلة العمل لتحقيق مزيد من النتائج تكون حافزا لاستقطاب المزيد من المستثمرين وتنمية القطاع.

ويمكن تلخيص بعض نقاط تشجيع المستثمرين في قطاع البحث العلمي فيما يلي:

- العمل على تيسير الإجراءات الإدارية لتركيز وحدات البحث العلمي.

- المساعدة في تخفيف الإجراءات الجبائية في كل ما يتعلق باقتناء الأجهزة المتطلبة وتيسير عمليات توريدها مع تشجيعات إضافية في المعدات الحساسة لتنمية الاقتصاد الوطني.

- تشجيع الراغبين في العمل في هذا القطاع مع منحهم امتيازات كالسفر للملتقيات الدولية أو زيارات دراسية للاطلاع على ما يجري في الدول الأخرى والعمل على متابعة ذلك ومراقبة نتائج تلك الزيارات وفوائدها على الساحة الوطنية وذلك بمحاسبة القائمين عليها والمعنيين بذلك. ويعد هذا الجانب مهمّا جدا لنقل الخبرات الدولية عن طريق خبراء أجانب يقدمون خبراتهم وتجاربهم وأعمالهم أو عن طريق خبراء تابعين لذلك البلد وإرسالهم للخارج لنقل التجارب الدولية والبحوث التي تم الوصول إليها والاستفادة منها في الداخل بتقديمها وشرحها في إطار ملتقيات أو محاضرات أو تقارير ترسل لكافة المخابر المعنية بتلك البحوث والعمل على استيعابها واعتمادها كورقات عمل للتقدم فيها وإنجاز التجارب المتطلبة وتقييم تلك النتائج وتوثيقها وتخزينها في قواعد بيانات ومعطيات معدة للغرض.

- التشجيع على إقامة ملتقيات علمية عالمية واستضافة بعض المنظمات الدولية المختصة في المجال لتركيز مكاتبها وتوفيرها البنية الأساسية والمحيط الملائم للعمل بيسر.

- إمضاء اتفاقيات تعاون بين منظمات ومؤسسات للبحث العلمي على الصعيد الدولي وعلى الصعيد العالمي لتبادل الخبرات والمشاركة في أعمال وإنجاز جانب منها او المشاركة في وضع قوانين أو مواصفات أو برامج تنجز على الصعيد الدولي لكسب المزيد من الخبرات والاحتكاك بالباحثين على الصعيد العالمي والتعريف بقدرات الباحثين الوطنيين لكسب الثقة وتكون النتيجة الاعتراف الدولي واللحاق بالركب الأول في هذا المجال.

7) الخطوط العريضة للمنظومات الرقمية عربية :

وصلت جل الدول العربية إلى مستوى من الوعي بأن الثقافة الرقمية هي موضوع القرن القادم والقرون التي تليه في دعم الاقتصاد والنهوض بمستوى المجتمعات العربية من ناحية واللحاق بركب الدول المتقدمة، وبذلك أدرجت كل هذه البلدان في مشاريعها الحالية والمستقبلية إنجازات كبيرة سواء للبنيات الأساسية للمعلوماتية والاتصالات من ناحية والعمل على توحيد البروتوكولات وكل ما يتعلق بذلك من عنونة وهيكلة فضاءات من ناحية أخرى والعمل على تطوير التطبيقات المصاحبة للتقنيات الحديثة للمعلوماتية والاتصال. وقد نتج عن ذلك إنجاز عدة مشاريع تتعلق أغلبها بالبنية الأساسية للاتصالات فركزت الشبكات العصرية للهواتف القارة والجوالة وشبكة الأنترنت التي ازداد عدد مستعمليها وبرزت المدن والقرى الرقمية في جل أرجاء العالم العربي وشرعت القوانين المتعلقة بالتجارة الإلكترونية حسب المواصفات والمقاييس العالمية وفتحت الموزعات التجارية للتسوق الافتراضي عبر شبكة الأنترنت وظهرت التطبيقات الرقمية عن بعد كالتعليم عن بعد الذي تولد عنه تركيز الجامعات الإفتراضية والعلاج الطبي عن بعد والعمل عن بعد وغيرها من التطبيقات التي تعتمد على التقنيات الحديثة للاتصال والمعلوماتية.

ولكي تتناسق الإنجازات في البلدان العربية مع العالم المتقدم فلابد من التناسق فيمابينها بوضع إستراتيجيات وبرامج موحدة لوضع بنية أساسية موحدة للاتصال والمعلوماتية وتوحيد البروتوكولات ولغة التخاطب بين جل الشبكات المركزة في الأقطار العربية وتوحيد التطبيقات المعلوماتية والاتصالية للاستفادة من مردودية تلك الآليات وتيسير التخاطب والتعامل بين البلدان العربية والعالم الخارجي المتقدم.

8) خاتمة :

ينقسم العالم اليوم إلى ثلاثة أقسام وهي: الدول المتقدمة والدول النامية والدول الفقيرة أو المتخلفة وللتقنيات الرقمية اليوم تأثير كبير وهام جدا حيث أن هذه التقنيات سيف ذو حدين، فإن أحسنا التعامل معها والإستفادة منها ستتغير وضعية البلدان التي أجادت استعمال تلك التقنيات وتنتقل من قسم إلى قسم أحسن،فالبلدان المتخلفة تنتقل إلى بلدان نامية والبلدان النامية تنتقل إلى قسم البلدان المتقدمة وتصبح المتقدمة أكثر تقدما من غيرها وهكذا. وعموما فإن هذه التقنيات وكيفية تركيزها على الساحة العالمية هي فرصة لا تعوض للحاق بصفوف الدول المتقدمة وخاصة وأن هذه التقنيات تستعمل بنفس الطريقة في جميع أنحاء العالم وتقدم خدماتها بدون تمييز بين دولة أو أخرى. فينفذ مستعمل الأنترنت من جميع بقاع العالم إلى نفس المعطيات ونفس الدراسات ويطّلع على نفس النتائج التي أنجزت في مخبر من المخابر في العالم. فهناك مساواة في النفاذ إلى العلوم،فالطالب في بلد نام له نفس الحظوظ للاطلاع على دروس في جامعة أو مدرسة عليا في بلد متقدم، فهذه المساواة التي تقدمها التقنيات الرقمية الحديثة لم تكن من قبل. كما أن الاتصال بالأشخاص أو الموارد في العالم لم يعد خاصا بالعالم المتقدم بل كل مستعملي هذه التقنيات لهم إمكانية الاتصال والنفاذ إلى الموارد وهذا ما يجعل الدول النامية على مقربة الانتقال إلى قسم الدول المتقدمة لأن البنية الأساسية التي وضعت للاقتصاد العالمي والتي استدعت تكاليف باهضة من الدول المتقدمة لضمان التقدم والنمو المتطلب للمؤسسات الاقتصادية هي نفس البنية التي يمكن استغلالها في بقية بلدان العالم، الشيء الذي يجعل تلك البلدان تستفيد من البنية دون تمويلها.فالعولمة هي فرصة لا تعوض لمن يريد الاستفادة منها وأداة استعمار بالنسبة للدول المتقدمة لاستغلال خيرات وطاقات الدول الأخرى. فمنظومة التقنيات الرقمية الحديثة تعتمد أساسا على الحريف أي المستهلك من ناحية وعلى المزود من ناحية أخرى، فالمزود هو الذي ينتج ويقدم المنتوج بواسطة هذه التقنيات والمستهلك هو الذي ينتظر المزود ليقدم له المنتوج الذي سيستهلكه وهذا هو الفرق بين الدول المتقدمة والدول الفقيرة أو النامية، فالأول ينتج ويوفر والجانب الآخر يستهلك وهكذا كانت الحال منذ العصر الصناعي حيث كان يصعب في ذلك الوقت الانتقال من قسم المستهلك إلى المنتج لأن الوضع يتطلب مجهودا كبيرا جدا في تركيز المعامل والمصانع والتجهيزات اللازمة لذلك والتي يصعب على الدول النامية اقتنائها.

أما اليوم فيمكن لبلد نام أن يصبح متقدما لأن المنتوج لا يستدعي تجهيزات ثقيلة بل يعتمد على الذكاء البشري الذي ينتج البرمجيات التي هي أساس التطبيقات على الحواسيب والأجهزة الرقمية بكاملها وفي كل الميادين. فصناعة البرمجيات هي المنتوج السائد والمطلوب لاشتغال المؤسسات وكل الهياكل الحيوية في الاقتصاد العالمي.

أخيرا نؤكد على ضرورة متابعة التطورات السريعة للتقنيات الرقمية والعمل على التحكم فيها وذلك بالعمل على تطبيق العناصر الآتية : التجهيز التكوين وتشجيع الاستثمار والإنتاج.

----------------------------------

TCP/IP : Transmission Control Protocol/Internet Protocol.
URL : Uniform Ressource Locator.
PC : Personal Computer.
شر البلاد مكان لاصديق به     وشر ما يكسب الانسان مايصم

يناير 22, 2006, 04:33:55 صباحاً
رد #1

الأحيائي الصغير

  • عضو خبير

  • *****

  • 6258
    مشاركة

  • مشرف علوم الأرض

    • مشاهدة الملف الشخصي
دور التقنيات الحديثة في تنمية الدول الصاعدة
« رد #1 في: يناير 22, 2006, 04:33:55 صباحاً »
الله يعطيك العافية أخي العزيز حمريري

و جزاك الله كل خير أخي الحبيب

 '<img'>
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأول فليس قبلك شيء و الآخر فليس بعدك شيء و الظاهر فليس فوقك شيء و الباطن فليس دونك شيء أسألك اللهم بأسمائك الحسنى و صفاتك العليا و باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت أن تنتقم لنبينا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم من كل من أرد به و بدينه و بالمسلمين السوء إنك يا مولنا على كل شيء قدير