لقد أصبح موضوع الطفولة و العناية بها من الأمور التي تحظى باهتمام عالمي، و ذلك نتيجة للجهود و التطورات العلمية و التقنية التي يشهدها مجال دراسة الطفولة و معرفة احتياجاتها و طبيعة نموها.
و تعتبر الطفولة وفقا لهذه التطورات و الجهود، من المراحل الحياتية المهمة ليست للفرد فحسب ، بل و للمجتمع ككل. فبالإضافة الى كونها مرحلة عمرية من مراحل نمو الكائن البشري، و الأساس الذي تبنى عليه شخصيته ، فإن المجتمع يلبي عن طريقها احتياجاته من العناصر البشرية اللازمة لحمل مسؤولية بنائه و تنميته.
فالأطفال في أي مجتمع هم أساس استمراريته و تقدمه و معقد آماله . فإذا لو يحضو بالرياعة و العناية اللازمة في إطار من الفهم الموضوعي و العلمي ، فإن هذا الأمل و ذلك الطموح الذي يعقده المجتمع على أبنائه سيكون مصيره الضياع . و تتبدد تبعا لذلك جهود هذا المجتمع و مقدراته و يكون التخلف مصيره.
إن التركيز على رعاية الطفولة و حمايتها و إعدادها لتحمل المسؤولية يساوي بل يفوق في قيمته إقامة مشروعات صناعية أو زراعية أو غيرها من المشروعات الضخمة. و إن إعداد الأطفال و تهيئتهم على أسس من الدراية و الفهم يعد دون أدنى شك من الجوانب الحيوية الاستثمارية لحاضر هذا المجتمع و مستقبله.
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع