جدة: سلطان العوبثاني
ابتكر طالب سعودي، 19عاما، طريقة جديدة في الحصول على ايجاد باقي قسمة كثيرات الحدود في الرياضيات، والتي تدرس لطلاب المرحلة الثانوية في السعودية، وقد أطلق على نظريته اسم «الوقت الثمين».
وبدأت فكرة النظرية مع محمد عبد الله باجابر الطالب في الثالث الثانوي، في إحدى الحصص التدريبية في الرياضيات العام الماضي، وقال باجابر في هذا الخصوص «قام أستاذ المادة هشام سندي بكتابة مسألة رياضية عن قانون إيجاد باقي قسمة كثيرات الحدود، وخلال وقت حل المسألة، فكرت في استخدام طريقة جديدة تكسر حاجز الخطوات الطويل المعمول به في النظرية، وعندما تبلورت لدي الفكرة عرضتها على المعلم سندي، وطلب مني كتابتها في صورة بحث مع طرح بعض الأمثلة».
ويضيف «لقد عكفت على ما يقارب الشهرين بوضع الأمثلة، للتأكد من صحة النظرية، ومن ثم سلمتها لمعلمي في الصف، الذي سلمها بدورها لإدارة المدرسة، التي أرسلتها إلى عدد من الأساتذة في جامعة الملك عبد العزيز بقسم الرياضيات، والذين قاموا بالرد على إدارة المدرسة بخطاب يشيد بالنظرية، والطريقة والجهد الذي بذلته».
ويصف الدكتور أحمد الصاعدي أستاذ مساعد في قسم الرياضيات بجامعة الملك عبد العزيز، وأحد المطلعين على الإشادة الموجهة لباجابر والمدرسة في أنه «عبقري»، ويضيف «ما قام به محمد ليس بالأمر البسيط، خاصة وأنه في مثل هذه السن، كما أنه، على حد علمي، أنها غير موجودة في الكتب».
ويؤكد الدكتور محمد الشمراني أستاذ الجبر في الجامعة ما يقوله الصاعدي قائلا: «لقد بهرنا محمد بمستوى ذكائه، وما قام به هناك مدرسو رياضيات تخرجوا من القسم لم يقوموا به، وفي نظري يحتاج محمد إلى إعادة صياغة الفكرة، وعرضها على محكمين من أميركا وروسيا، حتى تصبح نظرية رسمية في كتب الرياضيات».
ويتميز محمد بحفظه للقوانين الرياضية، التي كان يتلقاها في السنوات الماضية بدراسته، كما أنه لا يفضل كزملائه الآخرين حصة الرياضة في المدرسة أو خارجها، فهو لا يشارك أقرانه من أبناء حارته في حي الجامعة لهوهم البريء، بل يفضل أن يقضي معظم وقت فراغه، في قراءة كتب مناهج الرياضيات والفيزياء، التي تدرس في الأردن والسودان ومصر. ويحتل محمد المرتبة الثامنة بين أشقائه التسعة، ويصفه خالد باجابر «الأخ الأكبر» بالخجول وقليل الأصدقاء، وهذا ما جعل والده يحرص في أخذه معه أثناء ذهابه للعمل. ويعلل باجابر سبب ولعه بالرياضيات، قائلاً «أختي موجهة رياضيات، ومن خلال تدريسها لي، ساعدتني على حب الرياضيات وتذوقها، والاستمتاع بجداول الضرب والقسمة، أما في الفيزياء، فيرجع السبب لاعتقادي أنها متصلة بالانسان وتحيط به، فعلى سبيل المثال، الكيمياء تعتمد على المركبات والجزئيات التي يصنعها ويضع قوانينها الإنسان، بينما الفيزياء يكتشفها الإنسان ولا يجدها».
المصدر: جريدة الشرق الأوسط.
