Advanced Search

المحرر موضوع: وينزّل من السماء ماء  (زيارة 1041 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يوليو 20, 2006, 04:08:04 صباحاً
زيارة 1041 مرات

حلم كيميائي

  • عضو خبير

  • *****

  • 2140
    مشاركة

  • عضو مجلس الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
وينزّل من السماء ماء
« في: يوليو 20, 2006, 04:08:04 صباحاً »
وينزّل من السماء ماء
 
 
 آبار الهواء وبرك الندى وأسوار الضباب تقدم الأمل الحقيقي للإنسانية العطشى

يبحث عدد من الخبراء أحدث التقنيات المبتكرة التي تساعد الإنسان على استغلال مخزون المياه الذي أودعه الخالق سبحانه في السماء، حيث يعتبر اكتشاف هذا المخزون من أهم الاكتشافات الحديثة في حياة الإنسان.
فبعد تقدم دراسة المناخ ومعرفة الإنسان لماهية الريح والحرارة والماء، استطاع أن يفهم ظاهرة التبخر، وكيفية تشكل الغيوم في أجواء الفضاء، ومن ثم سقوطها على شكل أمطار على الأرض في دورة حياتية لا متناهية.
فهم الإنسان لدورة الحياة بهذا التفصيل أدى إلى التفكير في التحكم بالمناخ من أجل استمطار الغيوم على الأرض العطشى، وقد توصل الإنسان إلى تقنية يمكن من خلالها استمطار الغيوم المسافرة واستمطار الضباب وتلطيف حرارة الجو.
ظاهرة أنهار السماء التي تم اكتشافها مؤخراً في الغلاف الجوي للأرض تعتبر من أحدث الاكتشافات.. هذه الأنهار البخارية التي تبلغ أميالاً عديدة، تختزن كميات هائلة من الماء، أصبحت أمل الإنسانية في مستقبل خالٍ من العطش خاصة أن الماء بدأ يتحول إلى شيء نادر في الأرض، والتوصل إلى استثمار هذه الأنهار سوف يفتح أمام الإنسان آفاقاً واسعة لإيجاد مصادر متجددة ودائمة من الماء.
ويقول الدكتور روبرت نيلسون مدير مركز المعلومات الأمريكي للتقنيات غير التقليدية في ورقة عمل قدمها في مؤتمر عقد في أبوظبي هذا العام، تحت عنوان "ظاهرة أنهار السماء.. مصدر جديد للمياه" إن هناك طرقاً أخرى عديدة لا يعرفها الكثيرون لتكثيف رطوبة الجو، وإننا محاطون بمحيط غير مرئي من البخار الذي يمكن إسالته.
ويشير في هذا الصدد إلى ما وجده العالم ريجبنالد نيول وآخرون في عام 1993 من هياكل رفيعة تمثل الممرات المفضلة لحركة بخار الماء في الطبقة السفلى للغلاف الجوي (التي تقع على بعد يتراوح بين 10 20 كيلومتراً من الغلاف الجوي) وتوفر انسياباً للماء بمعدلات تصل إلى 165 مليون كيلوجرام ماء كل ثانية.
هذه "الأنهار الجوية" التي يمتد نطاقها من 200 إلى 480 ميلاً عرضاً وحتى 4800 ميل طولاً، وحوالي من 1 2 كيلومتراً أعلى الأرض، تمثل الوسائل الرئيسة لنقل المياه من خط الاستواء إلى منتصف خطوط العرض، وتحتوي هذه المناطق الضيقة على 70% من بخار الماء، كما أن ذلك يحدث عند المستوى الأدنى من انطلاق الأعاصير المدارية ولها أهمية كبيرة في تحديد موقع وكمية تساقط الأمطار في العواصف المحيطية الشتوية على السواحل.
ويعدّد د. نيلسون الوسائل الكهرومغناطيسية التي بإمكانها القيام بإنتاج المطر مثل المحوّل الكبير الذي قام باختراعه نيكولا تيسلا بغرض التحكّم في تكثيف رطوبة الغلاف الجوي بشكل كامل، وعندها سيكون من الممكن سحب كميات غير محدودة من الماء من المحيطات، وتحقيق أي كمية من الطاقة، إلا أن تيسلا لم ينته من المشروع واكتشف أن أيونية الغلاف الجوي يمكن أن تتغير بموجات الراديو ذات الترددات المنخفضة (8 10 هيرتز).
وكشف د. نيلسون عن وسيلة خطيرة للحرب استخدمها الاتحاد السوفييتي السابق ففي أثناء فترة الحرب الباردة، قام خبراؤه، بتطوير تقنية سموها "جهاز نيكولا تيسلا المكبَّر" وجهزوه كسلاح، حيث بنوا (أجهزة إرسال تيسلا) في مناطق عدة من البلاد مثل أنجارسك وخبرفوسك (سيبريا)، وفي ريجا (لاتفيا) وفي جوميل وجزيرة ساخلين ونيكولاييف (أوكرانيا)، مشيراً إلى أن تنسيق العمليات في هذه الأجهزة أدى إلى حدوث الجفاف الطويل في كاليفورنيا خلال الثمانينيات وذلك بخلق سلسلة عالية من الضغوط تبعد حوالي 800 ميل عن ساحل كاليفورنيا ثم الإبقاء عليها لفترات زمنية طويلة.
كما أدى الإبقاء على نموذج مماثل لمدة ستة أسابيع إلى حدوث فيضان كبير في منطقة الغرب الأوسط بالولايات المتحدة عام 1993.
ويشير نيلسون إلى أن أول براءة اختراع للطريقة الخاصة بتأيين الهواء من أجل تعديل الطقس صدرت باسم ويليام هايت عام 1925، فقد قام هايت بإنشاء برجين كهربائيين لصناعة الأمطار في كاليفورنيا، وصنع المطر باستخدام ما أطلق عليه "الموجات الأرضية الكهربائية السالبة، والموجات الموجبة لطبقات الجو العليا"، ووجد هايت أنه بإطلاق تيار متغير ذي ترددات عالية في الطبقة العازلة بالغلاف الجوي، فإن هذا التيار يعمل على إيجاد اتصال كهربائي بين الشحنة الأرضية الموجبة والشحنة السلبية في الغلاف الجوي، وبالتالي يُحدث انخفاضاً في درجة حرارة الهواء في المنطقة التي توجد بها سحب ويؤدي إلى تكثف هذه السحب وبالتالي يسقط المطر.
انتاج المطر
وعن الطرق الكيمائية المستخدمة في تعديل الطقس، يوضح الدكتور نيلسون أن أكثر الوسائل نجاحاً في مجال إنتاج المطر من خلال استخدام بذر السحب، كانت تلك التي أعدها جريم ماثير، بعد بحوث استغرقت ثلاثين عاماً، فقد اكتشف أن الأدخنة المتصاعدة من أحد مصانع الورق المحلية تشكل سحباً تحمل أمطاراً أكثر وأطول، لكن السحب الكيماوية هي عبارة عن مزيج سام يحتوي على الألومينا وأوكسيد التيتانيوم وألياف البوليمر، وتنتشر في شكل شبكة ذات خطوط عمودية وأفقية على ارتفاعات منخفضة بهدف انعكاس ضوء الشمس وتخفيف تأثيرات الدفيئة Greenhouse أو للتحكم في الطقس.
آبار الهواء: إن المبدأ الرئيس للحصول على الماء من الهواء هو: (سطح كبير مكثف للماء يتم حمايته جيداً من حرارة الشمس، مع مرور الهواء إلى السطح المكثف ببطء لكي يبرد بشكل مناسب وبالتالي يرسب مياهه).
ويؤكد نيلسون أن آبار الهواء، وبرك الندى، وأسوار الضباب تقدم الأمل الحقيقي للإنسانية العطشى، ويبدو أن أبسط أشكال آبار الهواء التي تحتوي على أكوام من الصخور الكبيرة هي الأرخص والأكثر كفاءة والأطول عمراً لتكثيف رطوبة الجو من أجل الاستهلاك البشري، ويمكن إنقاذ أعداد لا حصر لها من الأرواح بواسطة هذه التقنية، لافتاً إلى أن كمية الماء التي تنتج بهذه الطريقة يمكن أن تفي باحتياجات الزراعة ذات المدى الكبير إذا استخدمت بطريقة سليمة. لذلك فإن من الأمور الملحة حالياً أن يتم إجراء المزيد من البحوث وتنفيذ المزيد من مشروعات التنمية في هذا المجال.
مشاريع تحويل الضباب إلى ماء
الدكتور روبرت شيميناور المدير التنفيذي للمؤسسة العلمية الكندية لأبحاث الضباب له أيضاً ورقة عمل تحت عنوان "المشاريع المائية العالمية للحصول على الماء من الضباب"، ويرى أن تجميع الضباب يعد من التقنيات المؤكدة للحصول على كميات كبيرة من المياه الصالحة للشرب في المناطق القاحلة، حيث تعتمد كمية المياه المنتجة على العدد الموجود من أجهزة تجميع الضباب، ومعدل التجميع بكل موقع. وبالإمكان تجميع قطرات المياه الموجودة داخل الضباب المرتفع عن طريق الشباك واستخدامها لتوفير المياه للشرب أو للزراعة، سيما في المناطق القاحلة، وفي المناطق التي تكون قاحلة بشكل موسمي فقط.
ويستعرض شيميناور نتائج بعض مشروعات المياه الحديثة التي تستخدم (أجهزة تجميع الضباب) في المناطق الريفية والجبلية في بعض دول الشرق الأوسط، مشيراً إلى ما أظهرته الدراسات الميدانية من نتائج إيجابية حول تقنية تجميع الضباب باعتباره مصدراً من مصادر المياه التي يمكن أن تنتج مياهاً نظيفة بكميات كافية، لافتاً إلى أن المطلوب الآن هو تطوير وتمويل مشروع كبير لإنتاج كميات كبيرة من المياه على أساس دائم.
ويشير الخبير الكندي إلى أنه تم إعداد مشروع لتوفير المياه على أساس عملي في جبال اليمن، كما أن هناك حاجة لتقييم الساحل الجنوبي لليمن الذي يتوقع تجميع الضباب فيه بكميات كبيرة، ومنطقة ظفار في سلطنة عُمان، ويمكن البحث في مناطق الجبال الساحلية لدول أخرى على البحر الأحمر، ومصر والسودان وإريتريا، كما أن جميع بلاد الشمال الإفريقي بها مواقع ذات طاقات مماثلة، وكذلك الحال في سورية ولبنان.=>