صوف.. الفلاسفة !
وهل للفلاسفة صوف ؟!!
كان حلماً لدى السيدات اللواتي يبغين بشرة بيضاء أن يعثرن على مادة تمكنهن من ذلك ,وها قد اكتملت فرحتهن بعد طول انتظار وعثرن على ضالتهن المنشودة ,ماهي ياتري هذه الضالة ؟أتراها ضرباً من ضروب خاتم سليمان ؟؟!كلا إنها مادة كيميائية يطلين بها أجسامهن فتصبح بيضاء من غير سوء , والمادة هي على وجه التحديد إحدى مركبات البزموث المعروفة بـ"تحت نترات البزموث"أو "أبيض أسبانيا ", ومن خواصها الغريبة أنها عندما تتفاعل مع كبرتيد الأيدروجين فإنه يحيلها إلى سواد حالك من كبريتيد البزموث ,والمعروف عن كبرتيد الأيدروجين هذا أنه غاز له رائحة البيض الفاسد وينبعث من البراكين كما يتصاعد من مداخن المصانع مسبباً اسوداد العملة وغيرها من الأدوات الفضية ,كما يوجد مذاباً في مياه بعض العيون المعدنية كعيون حلوان .
ولك أن تتصور _عزيزي القارئ _منظر غادة حسناء طلت وجهها بأبيض أسبانيا ثم نزلت إحدى عيون المياه المعدنية لتنعم بحمام صحي فإذا بها _ودون مقدمات _ترى وقد استحالت بشرتها الفضية وبإرادة الله إلي لون فاحم كالليل البهيم!
إن استعمال الغيد الحسان لهذا الطلاء البزموتي الأبيض تكتنفه أخطار كثيرة , فهو طلاء , مخاتل غدار , فإن تجملت به إحداهن واستحمت في مياه كبريتية كمياه عيون حلوان فإنها تسود كما تقدم , وإذا جلست قريبة من نار مدفأة الفحم الحجري فإنها ستلاقي نفس المصير_ بإرادة الله _وإذا استعملت ذلك الطلاء كثيراً فإن جلدها يصير خشناً ذا لون أحمر , وإذا ابتلعته صدفة فسوف تصاب بالتسمم .ولكن هل من حل ؟أن الغيد الحسان لا يتورعن عن إبداء زينتهن ولو كان ذلك على حساب صحتهن بل وربما أحياناً حياتهن ؟!!لذا فإن الكيميائيين لا يبخلون عليهن بالحل , فقد استبدلوا ذلك الطلاء الخطر بمواد أخرى غير مؤذية مثل النشا وأبيض الزنك (أكسيد الزنك) المعروف باسم صوف الفلاسفة.
:'> اختكم حلم