Advanced Search

المحرر موضوع: حوار مع ميكانيكا الكــم ..  (زيارة 1432 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

أغسطس 01, 2006, 03:17:05 مساءاً
زيارة 1432 مرات

ترانيم

  • عضو خبير

  • *****

  • 2165
    مشاركة

  • مشرفة قسم الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
حوار مع ميكانيكا الكــم ..
« في: أغسطس 01, 2006, 03:17:05 مساءاً »
الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


1-   تمهيـــــد

ولدت ميكانيكا الكم في أعتاب القرن العشرين، وقبل كل شئ: لمَ أطلق عليها هذا الاسم ؟ والحقيقة أن هذه التسمية لا تعكس جيدا محتوى الأشياء التي تتناولها ميكانيكا الكم بالبحث، فليس في النظرية الجديدة أي شئ ميكانيكي، بل والأدهى من ذلك انه من المستحيل وجود ذلك ، والتبرير الوحيد للأمر هو أن لفظة " الميكانيكا " تستخدم هنا بمعناها العام ، فعندما نقول مثلا " إن التركيب الميكانيكي لهذه الساعة جيد " فإننا نقصد بذلك التركيب أو مبدأ العمل .
 ومن ثم إن لفظة الكم وهي باللاتينية " كوانت- Quantum" تعني وجبة، أو كمية، والعلم الجديد هو في الواقع يؤكد في أحد أسسه على صفات " الكمية" في العالم المحيط بنا وقد أخذ على عاتقه مهمة إعطاء مفاهيم جديدة حول الجسيمات المتناهية الصغر..
إذ تصبح الجسيمات دون أبعاد وتكتسب صفات الموجات، كما أن الموجات تصبح بدورها مشابهة للجسيمات.. وباستطاعة الالكترونات وغيرها من مكونات المادة أن تخترق الحواجز المنيعة، وقد تزول تماما مخلفة وراءها الفوتونات..

وتقدم ميكانيكا الكم التفسيرات اللازمة لهذه الظواهر العجيبة كما أنها كشفت أسرار تركيب الذرات والجزيئات والبلورات ونوى الذرات.

وقد بدأ الحوار على الشكل التالي فلنتابعه سويا:

2-   سؤال: كيف تتم عملية الزواج بين الذرات ؟

جواب: هناك جزيئات أيونية وجزيئات تساهمية أي:

 (Liaison ioniqueأو  Ionic molecul)  و (covalent أو Liaison covalent  ) .

وتوجد انواع كثيرة من الجزيئات الأيونية، وتتزاوج فيها الذرات، ولابد ان تكون إحداها في الجانب الأيسر من الجدول الدوري لمندليف ، بينما الأخرى في الجانب الأيمن منه. كلما تكونان بعيدتين الواحدة عن الأخرى في الجدول فان رابطتهما " العائلية" تكون أشد قوة وثباتا. فالذرة التي تحصل على ملابس إلكترون شريكة لها، تتمسك بها ولا تدعها تفلت من بين يديها. كما أن الشريكة التي نزعت عنها ملابسها لا تود بدورها الافتراق عنها دون رجعة. وهكذا تبقيان في وضع التلاصق أو التماسك الذي يطلق عليه علميا اسم ( الجزيء الأيوني ).
إن قوى التلاصق في هذه الجزيئات هي بشكل أساسي قوى الجذب الكهربائي الاعتيادي بين أيونين مختلفين في الشحنة الكهربائية، وهذا لا علاقة له بميكانيكا الكم بعد..

ولكن يوجد عدد قليل من الجزيئات تتزاوج الذرات فيها انطلاقا من اعتبارات مختلفة تماما، وأبسط عائلة من هذا النوع هي جزئ الهيدروجين.
وتنتمي إلى هذه الطبقة من الجزيئات جميع الجزيئات ذات " العنصر المفرد" مثل ( جزيئات الأكسجين والنيتروجين والكلور) وكذلك الجزيئات التي تكون ذراتها أما في الجانب الأيسر أو الأيمن من جدول مندليف..



لنا لقاء عما قريب إن شاء الله ..

..

أغسطس 01, 2006, 03:25:24 مساءاً
رد #1

ترانيم

  • عضو خبير

  • *****

  • 2165
    مشاركة

  • مشرفة قسم الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
حوار مع ميكانيكا الكــم ..
« رد #1 في: أغسطس 01, 2006, 03:25:24 مساءاً »
وقد وجدت ميكانيكا الكم لتفسير سبب وجودها، وفي الواقع تصور بأن إحدى ذرات الهيدروجين اقتربت من ذرة مماثلة أخرى ، وحتى الآن تعيش كلتاهما بدون " عائلة" وتحسد كلتاهما – كالغراب – أولئك المرتبطين برابطة عائلية .
فتقول الذرة الأولى لزميلتها:
-   أعطني دولاب ملابسك، فنتحد في جزئ واحد.
فتجيب الثانية:
-   لي الحق أيضا بان اطلب منك نفس الشيء.
-   إذن ، ربما الأفضل أن نتبادل الملابس ؟
-   وكلن ما الفائدة من ذلك؟ فسوف لن يتغير أي شئ بعد ذلك، إذ إن ملابسنا متشابهة تماما .
ويحضر هذا الحديث طبعا " المهندس المعماري الذري" لكنه يبتعد الآن لبناء الذرات بل الجزيئات، فيقدم نصيحته لكلا الطرفين المتكبرتين قائلا:
-   ومع ذلك فلتوحدا دولابي ملابسكما، فبالرغم من كل شيء لن تستطيعا عمل بدلة " أرستقراطية" ثمانية الإلكترونات منهما – لأن كمية القماش غير كافية .
-   فليقطن أحد الالكترونات قليلا في إحدى الذرتين، ثم في الذرة الأخرى ، وليتنازل الآخر كذلك .

فتتساءل الذرتان:
-   وماذا سيتغير من الأمر ؟ لقد اقترحنا الواحدة على الأخرى تبادل الكترونات من قبل.
-   إنكما تخطئان. فأنتما لم تأخذا بعين الاعتبار بأنه ستكون هناك لحظات يكون فيها إلكترون في إحدى الذرتين، وإلكترون واحد في الذرة الأخرى. وعندئذ ستظهران كأيونين مختلفين في الشحنة ، بينما في الجزيء الأيوني ستتخلى إحدى الذرات عن الإلكترونات بينما تكتسب الأخرى الإلكترونات بحيث تكون الذرات متأينة طيلة الوقت تقريبا، بينما سيتم ليدكما تبادل الإلكترونات فقط ، فتتشبع إحداكما بالإلكترونات، بينما تخلو الثانية منها ، والعكس بالعكس.

وتتساءل الذرتان وقد بدأتا بالاقتناع:
-   وكم مرة يجب علينا تبادل الإلكترونات ؟

فيقول المهندس المعماري الذري :
-   مرات كثيرة ، واذا ما تحدثت باللغة نصف الكلاسيكية ، لنظرية بوهر، فانه بعد كل دورة تقريبا يجب ان ينتقل الإلكترون في المدار من إحدى الذرتين إلى الأخرى ، بحيث أن مداره يشبه الرقم 8 .
فقالت الذرتان :
-   حسنا فلنجرب .
وكانت النتيجة أن كونا عائلة متينة حقا ، ولم يكن ليدرك لعبة الطبيعة الذكية هذه سوى ميكانيكا الكم ، ناهيك عن الحدس بنتيجتها ، وقد
 أطلقت بحق على التأثير المتبادل بين الذرات الذي يؤدي الى تكوين الجزيئات ، تسمية التبادل ، فكيف يجري هذا التبادل الإلكتروني بموجب تصورات ميكانيكا الكم ؟
مادامت الذرات بعيدة عن بعضها البعض فإن سحب* إلكتروناتها تتقاطع من الناحية العملية مع بعضها البعض .

ولكن ما إن تتقارب هذه الذرات بصورة كافية حتى يبرز بفضل الاختراق الكبير المتبادل بين السحب الإلكترونية احتمال ملحوظ بانتقال إلكترون كل ذرة من الذرات القريبة من النواة إلى الذرة المجاورة ، أي وجود احتمال التبادل . فما هي نسبة هذا الاحتمال ؟

إنها تساوي في جزئ الهيدروجين حوالي 15%، وبتعبير آخر فإنه في كل ساعة يجتمع كلا إلكتروني الهيدروجين لمدة 10 دقائق في ذرة واحدة ولا  يتبقى في الذرة الأخرى أي شيء منهما .

فهل يكفي ذلك لضمان ترابط متين للذرات في الجزيء ؟

لقد أظهرت حسابات العالمين الإنكليزي هايتلر (Heitler)  ولندن (London) بمساعدة ميكانيكا الكم بأنه كاف تماما !

وفي الحقيقة ان النظرية تنطبق في هذه المسألة بشكل جيد جدا على التجربة .
وقد أظهر بأن اتحاد ملابس الإلكترونات في الذرات " الفقيرة" أو بالعكس " الفنية جدا" بواسطة التبادل هو امر شائع جدا في عالم الجزيئات .

فمثلا توجد في ذرة النيتروجين رقم 7 سبعة الكترونات فقط ، اثنان منها في القشرة الداخلية لا تشتركان في عملية التبادل ، ومن ثم تتحدان في خمسة إلكترونات في القشرتين الخارجيتين للذرات "المتزاوجة ".

وتتبع النيتروجين ذرة الأكسجين وتحتوي على ستة إلكترونات لأغراض التبادل ، فتكون جزيئاً عادياً من الأكسجين ثنائي الذرات .

ويتحد في الأكسجين الثلاثي الذرات – الأوزون 18 إلكترونا (O3).
ولتسهيل هذا التبادل ترتبط الذرة الثالثة بالذرتين الأوليتين لا في خط مستقيم بل بشكل مثلث أو زاوية مما يختصر طريق سير الإلكترونات.

ولا يشبه التركيب الجزيئي هذا من حيث البناء الذرات المكونة له كما يختلف أيضا توزيع الساكنين ، وشكل الشقق نفسها أيضا ، لذلك فإن صفات الجزيئات تختلف كليا عن صفات الذرات المكونة لها .



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* من المهمات الأولى لميكانيكا الكم هي إعادة النظر مرة أخرى في تركيب الذرة ، فأدخل بوهر مفهوم المدارات الإلكترونية ، وهي كما نعرف مسألة ترضاها الفيزياء الكلاسيكية ، بينما ترفض ميكانيكا الكم تماما مفهوم المدار واستبدلته " بسحابة الاحتمال "


يتبع ان شاء الله  '<img'>



لنا لقاء عما قريب إن شاء الله ..

..

أغسطس 01, 2006, 03:44:57 مساءاً
رد #2

ابو الحروف

  • عضو خبير

  • *****

  • 1993
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
حوار مع ميكانيكا الكــم ..
« رد #2 في: أغسطس 01, 2006, 03:44:57 مساءاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع هام ومفيد كما عهدنا منك دائما اختي الفاضلة traneem...
ننتظر بقية الحوار...

أغسطس 01, 2006, 09:03:04 مساءاً
رد #3

maths

  • عضو خبير

  • *****

  • 1037
    مشاركة

  • عضو مجلس الرياضيات

    • مشاهدة الملف الشخصي
حوار مع ميكانيكا الكــم ..
« رد #3 في: أغسطس 01, 2006, 09:03:04 مساءاً »
السلام عليكم

أختي الفاضلة ترانيم شكرا لك وجزاك الله كل خير على الموضوع المتميز و الجميل.

أغسطس 01, 2006, 10:37:39 مساءاً
رد #4

المجد الاصيل

  • عضو متقدم

  • ****

  • 513
    مشاركة

  • عضو مجلس الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
حوار مع ميكانيكا الكــم ..
« رد #4 في: أغسطس 01, 2006, 10:37:39 مساءاً »
غاليتي ترانيم موضوع رائع ومفيد..
بارك الله فيك..
ننتظر بقية الحوار
 '<img'>

أغسطس 02, 2006, 03:06:37 صباحاً
رد #5

ترانيم

  • عضو خبير

  • *****

  • 2165
    مشاركة

  • مشرفة قسم الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
حوار مع ميكانيكا الكــم ..
« رد #5 في: أغسطس 02, 2006, 03:06:37 صباحاً »
الســلام عليكــــــم ..

شكرا لكم أعزائي على المرور الجميل

وبارك الله فيكم ..

ترانيــــم



لنا لقاء عما قريب إن شاء الله ..

..

أغسطس 02, 2006, 03:07:57 صباحاً
رد #6

ترانيم

  • عضو خبير

  • *****

  • 2165
    مشاركة

  • مشرفة قسم الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
حوار مع ميكانيكا الكــم ..
« رد #6 في: أغسطس 02, 2006, 03:07:57 صباحاً »
و لننتقل الآن إلى أعماق نواة الــــذرة .

3-   ســـــؤال : هل تتألف النواة من قشرات (أي مدارات ) ؟

جــــواب : تختلف النواة عن الذرة في كونها لا تحتوي على جسيم مركزي تحيط به مجموعات من السحب الإلكترونية. وكان الفيزيائيون يتصورون النواة خلال عدة سنوات بعد اكتشاف التركيب البروتوني  والنيوتروني للنواة، بانها لا أكثر ولا أقل من مادة نووية مندمجة بشكل سحابات من البروتونات والنيوترونات إلا ان اكتشاف ظاهرة إشباع القوى النووية وظاهرة انحلال الفا ، بين كما لو أن مادة النواة ليست عديمة الشكل تماما ، ويتحسس فيها وجود ما يشبه " الخلايا" الصغيرة ، أي جسيمات – ألفا .

وبتوغل ميكانيكا الكم ، والتجارب في اعماق " الغابة" النووية المجهولة اتضح شيئا فشيئا بان هناك مجموعات كاملة من الأشجار ، وانها ليشت عديمة الشكل ، كما يبدو ذلك عن بُعد عندما لا تشاهد أشجار متفرقة فيها . ونحن نعلم بان المجموعة الرباعية للجسيمات تشغل أوطأ موضع للطاقة في النواة وانها من اكثر الكتل النووية استقراراً .

وأولها هو الهيليوم – 4، و تتألف نواته – جسيم ألفا – من بروتونين ونيوترونين، ويليه الأكسجين – 16، ويتألف من 8 بروتونات و8 نيوترونات ، ثم يأتي الكالسيوم -40 ، ويتألف من 20 بروتونا و20 نيوترونا ، وهكذا ..

لكن ليس جميع النوى تتألف من مجموعات رباعية ! وهذا صحيح.   
ومعنى ذلك أن النوى الحاوية على عدد من الجسيمات ليست من مضاعفات الأربعة سوف لا تمتلئ المستويات المناظرة للطاقة بصورة كاملة ، وتبدأ النواة تشبه الى حد كبير من حيث التركيب الذرة ، التي توجد فيها قشرات الكترونية ممتلئة ومغلقة ومستقرة ( تذكر الغازات الخاملة كالنيون والارغون ..)

وبالطبع ان التشابه في الشكل لا يكفي لوحده ، ولا بد من وجود براهين اكثر سطوعا على وجود مدارات في النواة .
ولنلق نظرة على ذرة البوتاسيوم 19 ، وهي احادية التكافؤ ، أي انها تحتوي على إلكترون واحد في قشرتها أكثر من الأرغون الخاملة ذات القشرة الممتلئة المقفلة .

ويساوي اللف (spin) العام للقشرة الإلكترونية لذرة البوتاسيوم لف هذا الإلكترون المكافئ، والحقيقة ان لفوف كافة الإلكترونات الباقية تكون بشكل أزواج وفي اتجاهات متضادة مما يجعلها تلغي بعضها البعض ن فيكون مجموعها مساوسا للصفر.

ولنقارن ذلك مع نواة نظير الأكسجين – 17 التي تحتوي على نيوترون زائد في القشرة الممتلئة أكثر من اللازم المؤلفة من أربع مجموعات رباعية للجسيمات . وبموجب ما قلناه سابقا فعلينا أن نتوقع بأن يكون لف نواة الأكسجين يساوي لف هذا النيوترون الإضافي. وهذا هو واقع الحال .

وليس هذا التصادف الوحيد من نوعه ، فلفوف النواة التي قيست بالتجربة تتفق تماما مع تلك التي تنبأ به نموذج القشرات النووية .



لنا لقاء عما قريب إن شاء الله ..

..

أغسطس 02, 2006, 03:13:15 صباحاً
رد #7

ترانيم

  • عضو خبير

  • *****

  • 2165
    مشاركة

  • مشرفة قسم الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
حوار مع ميكانيكا الكــم ..
« رد #7 في: أغسطس 02, 2006, 03:13:15 صباحاً »
4-   ســـؤال: كيف تظهر أشعة غاما ؟

جــــواب: بدا واضحا قبل كل شيء بأنه من اجل انبعاث فوتون غاما يجب على نواة النواة اولا ان تنتقل من حالة الاستقرار ذات أقل طاقة ممكنة إلى حالة ذات طاقة أكبر ، والتي تسمى تشبيها مع الذرة باسم حالة الهيجان .
ولدى عودة النواة الى حالة الاستقرار السابقة او غيرها ينبعث فوتون غاما .
ان القوى النووية هي أقوى من الكهربائية بملايين المرات ، لذلك فإن المسافات بين مستويات الطاقة في الذرة تزيد عادة بدرجة كبيرة على مسافات الطاقة في القشرة الالكترونية . ومن المفهوم ان فوتونات غاما يجب ان تكون اكثر طاقة من الفوتونات الضوئية بنفس القدر، وهذا يعني بأن طول موجاتها يكون أقصر على التناظر ، وهذا بالضبط ما يلاحظ في الواقع ، إن أشعة غاما ذات أقصر موجات بين أنواع الأشعة المعروفة .

وقد أصبح واضحا الآن لماذا تشترك أشعة غاما في كافة التحولات الإشعاعية للنواة . لأن هذه التحولات هي ليست إلا انتقال النواة من حالة أقل استقرارا الى أكثر استقرارا ، وقد لا يمكن التوصل أحيانا الى تحقيق الاستقرار التام بمجرد إعادة بناء البيت الذري مع إلقاء أو التخلص من الجسيمات " الزائدة " عن الحاجة . وتكون النواة الجديدة في وضع " هيجان" ولو انها تبدو أكثر استقرارا من سابقتها . وعندئذ تكون المرحلة النهائية في إعادة البناء هي انبعاث فوتون غاما، ولا تصبح النواة بعد ذلك مشعة .

وغالبا ما تستطيع الذرة منح طاقتها الزائدة بأسلوب أكثر ذكاء ولم تتوصل اليه القشرات الالكترونية. فبدلا من ان ترمي النواة فوتون غاما تقوم بإيصال طاقة هيجانها الى قشرة الإلكترون مباشرة وخلسة ، وهذه الطاقة كبيرة جدا الى حد ان هذه " الهدية " النووية تستلم كضربة هائلة تهز أركان البناء النووي كله ، وفي الحقيقة ان هذا البناء لا يتحطم كليا بل إن بعض ساكنيه – الإلكترونات يتطاير من الذرة وبسرعات هائلة ، وتسمى هذه الظاهرة التي تنافس بنجاح ظاهرة انبعاث أشعة غاما مباشرة بالتحول الداخلي .


 
يتبــــع ان شــــــاء الله



لنا لقاء عما قريب إن شاء الله ..

..

أغسطس 02, 2006, 10:22:52 صباحاً
رد #8

الأحيائي الصغير

  • عضو خبير

  • *****

  • 6258
    مشاركة

  • مشرف علوم الأرض

    • مشاهدة الملف الشخصي
حوار مع ميكانيكا الكــم ..
« رد #8 في: أغسطس 02, 2006, 10:22:52 صباحاً »
ما شاء الله لا قوة إلا بالله

الله يعطيك ألف ألف عافية أختي العزيزة ترانيم

و جزاك الله كل خير

في انتظار التتمة

 ':203:'
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأول فليس قبلك شيء و الآخر فليس بعدك شيء و الظاهر فليس فوقك شيء و الباطن فليس دونك شيء أسألك اللهم بأسمائك الحسنى و صفاتك العليا و باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت أن تنتقم لنبينا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم من كل من أرد به و بدينه و بالمسلمين السوء إنك يا مولنا على كل شيء قدير

أغسطس 03, 2006, 12:18:23 صباحاً
رد #9

ترانيم

  • عضو خبير

  • *****

  • 2165
    مشاركة

  • مشرفة قسم الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
حوار مع ميكانيكا الكــم ..
« رد #9 في: أغسطس 03, 2006, 12:18:23 صباحاً »
الله يعافيك اخي الاحيائي ..

وشكرا على المرور الجميل

 '<img'>



لنا لقاء عما قريب إن شاء الله ..

..

أغسطس 03, 2006, 12:24:01 صباحاً
رد #10

ترانيم

  • عضو خبير

  • *****

  • 2165
    مشاركة

  • مشرفة قسم الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
حوار مع ميكانيكا الكــم ..
« رد #10 في: أغسطس 03, 2006, 12:24:01 صباحاً »
5-   ســـؤال : هل النوى قطرات ؟

جــواب: قبل الحرب العالمية الثانية بقليل اقترح العلماء النموذج التالي : ان النواة هي قطرة من السائل النووي ، فالنواة تبدو ظاهريا ككتلة متجانسة ، وليست فيها أي تراكيب مثل جسيمات ألفا او القشور  وافترض ان تكون الجسيمات النووية المنفصلة – جزيئات السائل النووي – في هذه القطرة في حركة فوضوية دائمة .

ويكون للنواة مثل القطرة حدود لكنها متحركة ، وسائلة ، وتغير شكلها تبعا للأسباب الخارجية والداخلية المختلفة ، ومع ذلك فإن سطح النواة لا يتحطم ، إذ تمنع ذلك قوة الشد السطحي للسائل النووي في حدود القطرة ، وتشبه قوة الشد السطحي للنواة تماما قوة الشد السطحي في السوائل الاعتيادية : فترتبط الجسيمات النووية ببعضها البعض بقوى التجاذب التي لا تعاكسها أية قوى اخرى ، والقوى النووية تشد السائل النووي في القطرة.

ولنلق نظرة على التشابه الظاهري بين السائلين .. فلنضع قطرة من الزئبق فوق لوح زجاجي ونطرقه بصورة خفيفة ، فنجد ان القطرة تاخذ بالاهتزاز وتظهر على سجحها تموجات خفيفة .
واذا ما طرقنا اللوح بقوة اكبر قليلا فان كرة الزئبق تنشطر الى عدة قطرات صغيرة .

ألا يذكركم ذلك بأحد أكبر الاكتشافات الفيزيائية التي جرت منذ زمن قريب؟ إذ تناقل العلم بأجمعه عام 1939 نبا اكتشاف تقسيم نوى اليورانيوم ! .



لنا لقاء عما قريب إن شاء الله ..

..

أغسطس 03, 2006, 12:28:09 صباحاً
رد #11

ترانيم

  • عضو خبير

  • *****

  • 2165
    مشاركة

  • مشرفة قسم الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
حوار مع ميكانيكا الكــم ..
« رد #11 في: أغسطس 03, 2006, 12:28:09 صباحاً »
6-   ســــؤال : لقد بحثنا نموذجين لنواة الذرة ، فأي من هذين النموذجين هو الأصح ؟

جـــواب : إن خير جواب على ذلك هو ان كلا النموذجين صحيحان ..
لكن كل في مجال ظواهره ، فيصور النموذج القشري بشكل أفضل النوى الساكنة والهادئة التي لا يثيرها أي عامل خارجي . بينما يصور نموذج القطرة بشكل أفضل النواة أثناء " زوبعة" وعندما يغلي ويمور كل شيء فيها ، وتصطدم الجسيمات ببعضها البعض بشدة ، وتتبخر من النواة ، وعندها تسوء الحال إلى درجة ان النوى نفسها تتحطم إلى اجزاء متناثرة ، فما الذي يمنع توحيد هذين النموذجين في نموذج واحد يصور بشكل جيد كلاً من مجموعتي الظواهر المذكورتين ؟
إننا تأكدنا لدى دراستنا لمثال نظرية بلانك حول الكمات بان من هذا التوحيد بين النظريات ليس من أعمال الخياطة البسيطة .

إن النموذج الموحد للنواة والمسمى بالنموذج العام ، أيضا قد اقترح من قبل العالم الدانمركي الشهير أوجه بوهر ابن نيلس بوهر . وأساس النظرية العامة أو التعميمية هو مفهوم : إن النواة تسلك سلوكا قشريا ، وعندما تكون اعداد البروتونات والنيوترونات فيها تساوي الأعداد السحرية * او قريبة منها .

وفي الحالة المعاكسة يكون سلوك النواة كسلوك قطرات السائل ، كما ان هذا السلوك يتجلى بشكل واضح جدا عندما يصل عدد النواة خارج القشرات الممتلئة والمقفلة الى حوالي ثلثي عدد الجسيمات في القشرة الممتلئة التالية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* إن اعداد البروتونات والنيوترونات الموجودة في المجموعات الرباعية سميت بـ "الاعداد السحرية " ، وفي الواقع يلاحظ فيها شئ من السحر ، اذ ان النوى والقشرات الإلكترونية للذرات – وهما عالمان تسيرهما قوانين متباينة تماما – تتصف ببعض السمات المشتركة من حيث التركيب .



لنا لقاء عما قريب إن شاء الله ..

..

أغسطس 04, 2006, 02:23:36 صباحاً
رد #12

ترانيم

  • عضو خبير

  • *****

  • 2165
    مشاركة

  • مشرفة قسم الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
حوار مع ميكانيكا الكــم ..
« رد #12 في: أغسطس 04, 2006, 02:23:36 صباحاً »
والجزء الاخير من حورانا مع ميكانيكا الكــــــم ..

7 – ســـؤال : ما هو سر تطاير جسيمات بيتا ، أي الإلكترونات ، من النواة؟

جـــواب :  في الذرات الخفيفة حيث تكون شحنة النواة قليلة وعدد الالكترونات غير كبير ،  يجري تحريم ميكانيكا الكم بصورة أكثر صرامة فلا تدخل " سحابة الاحتمال " للإلكترونات إلى المنطقة التي تشغلها النواة ، أما في النوى الثقيلة فإن أعمق الإلكترونات أي تلك الواقعة على أقرب القشرات إلى الهواء ، تكون تحت ظروف مختلفة تماما .
فتقوم بطردها من الخارج الإلكترونات العديدة، اما من الداخل فتجذبها بقوة لا تقل عن ذلك النواة ذات الشحنة الموجبة الكبيرة ، ولا تتحمل الإلكترونات الضغط المزدوج ! فتبدأ السحب الإلكترونية بدخول المنطقة المحرمة بالنسبة لها سابقا ، ويبرز بعض الاحتمال ( ولو انه احتمال ليس كبيرا جدا ) بدخول إلكترونات الذرة الى النواة .

ولكن ما دام مثل هذا الاحتمال موجودا فإن الطبيعة ستحققه إن عاجلا او آجلا في هذه الذرة او تلك ، وهذا هو ما يسمى  باقتناص الذرة للإلكترون .

وهاهو ذا الإلكترون قد دخل الذرة . فماذا يحدث عندئذ ؟ ان شحنة النواة تنقص ، وهذا شيء مفهوم ، بمقدار وحدة واحدة .
 أما اللف؟ لقد ظهر بأن لف النواة رغم انه حصل على جرعة اضافية من الإلكترون ن لا يتغير.

إن الاستنتاج الممكن الوحيد في هذه الحالة هو ان اللف الذي يجيء به الإلكترون الى النواة ، يحمله منها جسيم آخر اذ يقوم بذلك (النيوترينو) شريك الإلكترون ، ولكنه لا ينبعث الآن بصورة زوجية مع الالكترون ، بل العكس فانه يظهر عندما يختفي الالكترون في النواة .

وفي النتيجة فان الشاهد الوحيد على " المأساة " التي تجري ف نوى الذرة هو ذلك الروح بلا جسد المسمى بـ ( النيوترينو).

ومن الصعب جدا دعوة هذا " الشاهد" للاستجواب كما نعرف ، لأن النيوترينو ينزلق بخفة فائقة من كافة المحاولات للامساك به ، وهذا يعني أنه لا بد من جمع قطعان كاملة من هؤلاء "الشهود" بشكل من الأشكال ، ليتسنى الإمساك ببعضها ، وهذا ما قرره العلماء. ولم يكن من الصعوبة القيام بمثل هذه المهمة نسبيا وقد وضع بالقرب من المفاعل عداد ومضان كبير ، مملوء بمادة تتأثر جيدا بالنيوترينو ، وهي محلول احد مركبات الكادميوم ، وعندما كانت نواة الكادميوم تبتلع النيوترينو فإنها تقذف البوزترونات التي تومض في مادة المفاعل ( مثل الهيدروكربون السائل) .

وفي الواقع ظهرت البوزترونات!  وإن السبب في تكوينها واحد وهو : سقوط النيوترينو على نواة الكادميوم .

اطيب تحياتي >> ترانيـــــــم



لنا لقاء عما قريب إن شاء الله ..

..