عدنا اليكم:
اما الحموضة والمرارة فتكون المسئولة عن الاحساس بها الاجزاء الخلفية من اللسان .والحموضة تنجم عن وجود ايون الهيدروجين الموجب الشحنة الذي تطلقه الاحماض مثل حمض الخل او الحمض الفسفوري والحمض الكربوني ، وجميعها تضاف الى المشروبات لاعطائها حموضة مستساغة .
وهناك ايضا فيتامين (ج) او الحمض الاسكوربي الذي يوجد في الليمون والحمضيات بشكل عام . ويمكن ايضاح آلية الاحساس بالحموضة اذا علمنا ان براعم التذوق المنتشرة على جوانب اللسان الخلفية تحتوي على جزيئات البروتينات الغنية بأيونات الكربوكسيل (-COO-) الناجمة عن مجموعة الكربوكسيل بعد فقدانها لأيون الهيدروجين . ويلاحظ ان هذا التفاعل من التفاعلات العكوسة ، فمجموعة الكربوكسيل تفقد أيون الهيدروجين لتكون ايون الكربوكسيل السالب الشحنة الذي يمكنه اعادة الاتحاد مع ايون الهيدروجين الموجب الشحنة ليكون مجموعة الكربوكسيل مرة اخرى . وهكذا فان وجود أي من الاحماض في الفم يطلق ايونات الهيدروجين الموجبة الشحنة والتي تتحد مع ايونات الكربوكسيل السالبة الشحنة الموجودة على براعم التذوق ، وبذلك يتغير شكل جزيئات البروتين التي تحمل ايونات الكربوكسيل ، وهذا بدوره يؤدي الى ارسال اشارة عصبية الى الدماغ يكون مدلولها الشعور بالحموضة .
اما مذاق المرارة فهو مرتبط بجزيئات كيميائية تحتوي على ذرات النيتروجين مثل المركبات القلوانية التي توجد في الكثير من النباتات المغلفات البذور . ومن امثلة هذه الجزيئات الستركنين والكافئين والنيكوتين ، والتي تتمتع بسمية شديدة . وتعتمد آلية الشعور بالطعم المر الى نظرية القفل والمفتاح . اذ ان الجزيئات المرة تحتوي على جلوكوفور يتناسب مع براعم التذوق الخاصة بالمرارة فاذا ما لامسها نجم الاحساس بالطعم المر.
اما حاسة الشم فتنجم عن تأثير الجزيئات الكيميائية على النهايات العصبية الشمية في الأنف واثارتها . ويعد حس الشم فريدا من نوعه بين الحواس ، اذ يوجد عدد هائل من مستقبلات الرائحة يصل عددها الى حوالي 50 مليونا موجود في بطانة الانف . وتتألف جميعها من نهايات عصبية عارية . وهكذا فان حس الشم هو اتصال مباشر بين العالم الخارجي والجملة العصبية (الجهاز العصبي) وكأن الدماغ مكشوف على الانف . وحس الشم له علاقة وثيقة بأكثر مراكز الدماغ بدائية وهو النظام اللمبي او الحرفي ، وهذا النظام مسئول ايضا عن العواطف الانسانية وقد يفسر هذا التأثير القوي واللاشعوري الذي تسببه الرائحة لدى الانسان .
وتجدر الاشارة الى ان الجزء الذي يسبب رائحة المادة الكيميائية يدعى حامل الرائحة والازموفور . ومن الخواص التي لابد وان تتحلى بها الجزيئات ذات الرائحة قابليتها للتطاير حتى تصل الانف عن طريق الهواء ، واضافة لذلك ينبغي لها ان تكون قابلة للذوبان في الماء ولو جزئيا ، حتى تتمكن من الانحلال في الغشاء المخاطي للانف والوصول الى النهايات العصبية الشمية.
وقد اهتم العلماء بدراسة حاسة الشم وعلاقتها بالروائح المختلفة ، ويمكن ايجاز اهم ما توصلوا اليه في النقاط التالية :- هناك ما يقرب من 400000 رائحة مختلفة يمكن التمييز بينها.
- اذا تحدث الانسان وفمه مليء بالاكل فان هذا يقلل من قدرته على تذوق الطعم المميز لما يأكله .
- يزداد وقع رائحة المواد عند حفظها في اواني معتمة او ملونة .
- نجمت عادة بعض الشعوب او الجماعات في احراق جثث الموتى من رغبتهم في منع هذه الجثث من التعفن واصدار الروائح الكريهة .
- ان استخدام الامهات لعطر معين عند خروجهن من البيت يخلق عند أطفالهن شعورا بكراهية رائحة هذا العطر لأنه يشير الى قرب فراق امهاتهم لهم .
'> ودمتم سالمين