Advanced Search

المحرر موضوع: الذكاء العاطفي:: بين النظرية والتطبيق  (زيارة 3386 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

أغسطس 05, 2006, 01:15:20 صباحاً
زيارة 3386 مرات

جنين

  • عضو خبير

  • *****

  • 3133
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الذكاء العاطفي:: بين النظرية والتطبيق
« في: أغسطس 05, 2006, 01:15:20 صباحاً »
بسم الله الرحمن الرحيم .. والحمدلله رب العالمين..

الذكـــــــــاء العاطفي:بين النظرية والتطبيق


بقلم الدكتور سعادة خليل



إدخلوه هنا في هذا الرابط http://www.diwanalarab.com/article.php3?id_article=934   >>>>>> غيرت رايي  سأضع موضوع أعتقد أنه أشمل   '<img'>

------------------------------

 الذكاء العاطفي .... إعداد : / أ. ألعنود بنت عبدالرحمن المطرف
أخصائية علم نفس عيادي


يعتبر الذكاء العاطفي مفهوم عصري حديث، وله تأثير واضح ومهم في حياة كل شخص في طريقة تفكيره وعلاقاته وانفعالاته. فالتعاون القائم بين الشعور والفكر أو بين العقل والقلب يبرز لنا أهمية دور العاطفة في التفكير المؤثر سواء في اتخاذ قدرات حكيمة أم في إتاحة الفرصة لنا لنفكر بصفاء ووضوح إذا ما أخذنا بعين الاعتبار إن العاطفة إذا ما قويت أفسدت علينا القدرة على التفكير بالطريق السليم والوصول إلى قدرات صائبة. فالشخص الذي يعاني من اضطراب عاطفي وفقدان لإتزانه العاطفي لا يستطيع السيطرة على عواطفه والتحكم فيها حتى ولو كان على مستوى عال من الذكاء وقد يلجأ مثل هذا الشخص إلى تناول الكحول وقد يدفعه إلى ارتكاب جريمة.

فالعقل العاطفي منفصل تماماً عن مجالات الذكاء التي تخضع لامتحانات الذكاء المعروفة وهو يسيطر على الغضب والرد على حد السواء. وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار دور العواطف وأهميتها في إتخاذ القرار الذي يستند إلى كل تفكير وعقلانية ، فإن التعلم العاطفي الذي وهبتنا إياه الحياة يعطينا إشارات من شأنها أن تحدد معالم سير القرار بإبراز بعض الخيارات وإبراز أخرى غيرها. وعليه فالعقل العاطفي له شأن في المحاكمة العقلية شأنه شأن العقل المفكر. فنحن نمتلك نوعان مختلفان من الذكاء عاطفي وعقلي أما كيف نتصرف في هذه الحياة فهذا أمر يقرره الطرفان وليس مجرد معامل الذكاء وإنما الذكاء العاطفي هو الأهم .

والقدرة العقلية وحدها لا تحسن العمل دون الذكاء العاطفي وبمعزل عنه. ومناطق الدماغ كلها شركاء رئيسة في الحياة الذهنية فإذا تفاعلت كلها ارتفع مستوى الذكاء العاطفي وكذلك الحالة بالنسبة للقدرة العقلية. فعلينا أن نعمل على إيجاد تناغم وإنسجام بين العقل والعاطفة وإذا أردنا أن ننجح في ذلك علينا أن نفهم أولاً بصورة واضحة ما الذي نعنيه بقولنا علينا أن نستخدم عواطفنا بذكاء.

فالحياة العاطفية لها مجالها وميدانها وعيدانها وشأنها وتتطلب مجموعة من المهارات الفريدة لاستخدامها والاستفادة منها. وبالقدر الذي يكون فيه الفرد منا غنياً في هذه المهارات يكون قادراً على فهم السبب الذي من أجله ينمو شخص في حياته وينجح فيها بينما غيره يساويه في فهم القدرات العقلية ولكنه يتوقف عن النماء ويقصر عن النجاح في الحياة كما قال ثورنديك أن "الذكاء الاجتماعي" هو أحد أوجه الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم الآخرينوالتصرف الحكيم في العلاقات الإنسانية يعدأحد جوانب معامل الذكاء الشخصي.ً

*ومثال على ذلك:
الطالب الذي كان يريد أن يلتحق بكلية الطب ولم يحصل على معدل يؤهله لذلك مما أسلفه إلى اليأس والإحباط. ذهب هذا الطالب بعد ذلك إلى مختبر المدرسة وهو يحمل في يده سكيناً وما أن أقترب من معلمه حتى دخل معه في نقاش حاد ثم قام بعد ذلك بطعن المعلم بالسكين. وعندما قام التحقيق معها أفاد الطالب أنه كان سيقدم على الانتحار لأنه لم يحصل عمل معدل يؤهل للقبول. بينما أفاد معلمه أنه فعل ذلك ليقتله عن عمد وإصرار سابقين. وعندما نقل هذا الطالب لمدرسة أخرى حصل على المعدل المطلوب وتخرج من كلية الطب بدرجة شرف غير أن معلمه كان لا يزال يعتب عليه لأنه لم يعتذر له عن فعلته ولم يعترف. وكانت الإجابة عن ذلك أن الذكاء الأكاديمي. (ذكاء التحصيل) قد يخون الإنسان أحياناً لأنه لا يمت للحياة العاطفية إلا بالقليل وأن الناس من ذوي التحصيل العالي من الذكاء لا يشترط فيهم أن يكونوا قادة ناجحين في حياتهم .

كما يعتبر نجاحنا في الحياة العملية لا يرجع إلى مستوى الذكاء عندنا بأكثر من 20% فقط وأما النسبة الباقية لهذا النجاح فتعودا إلى عوامل أخرى وهي تلك الخصائص التي تشكل في مجموعها بما يسمى "بالذكاء العاطفي".

 1_قدرة الفرد على تحفيز النفس: أي توجيه العواطف في خدمة هدف ما.

 2_ قدرة الفرد على مواجهة الصعوبات ومقاومة الإحباطات والتحكم في الانفعالات بمعنى تأجيل الدوافع المكبوتة ونجد أن نتائج الأشخاص المتمتعين بهذه المهارة العاطفية على أعلى مستوى من الأداء.

 3_إدارة العواطف: أي التعامل مع المشاعر لتكون ملائمة "قدرة تتبني على الوعي بالذات. والتخلص من القلق الجامع وسرعة الاستشارة والأشخاص الذين يتمتعون بهذه المهارة ينهضون من كبوات الحياة وتقلباتها بسرعة أكبر.

 4_قدرة الفرد على معرفة عواطفه: فالوعي بالنفس والتعرف على شعور ما وقت حدوثه هو الحجر الأساسي في الذكاء العاطفي. فالقدرة على رصد المشاعر من لحظة لأخرى عاملاً حاسماً في النظر السيكولوجية الثاقبة وفصم النفس ، كما أن عدم القدرة على ملاحظة مشاعرنا الحقيقية تجعلنا نقع تحت رحمتها. فالأشخاص الذين يثقون بأنفسهم، هم من نعتبرهم أفضل من يعيشون حياتهم لأنهم يمتلكون حاسة واثقة في كل ما يتخذونه من قرارات مثل اختيار الوظيفة التي يشغلونها.

 5_قدرة الفردعلى التعرف على عواطف الآخرين أو التقمص الوجداني "Empathy" وهو مقدرة أخرى تتأسس على الوعي بالانفعالات إنه مهارة إنسانية جوهرية . والأشخاص الذين يتمتعون بملكة التقمص الوجداني يكونون أكثر قدرة على التقاط الإشارات الاجتماعية على أن هناك من يحتاج إليهم.

 6_قدرة الفرد على توجيه العلاقات الإنسانية: أن فن العلاقات بين البشر هو فن معظمه مهارة تطويع عواطف الآخرين.

 7_قدرة الفرد على العمل بكل جد ومثابرة وأن يكون مزاجه منتظماً لا يخضع للنزوات العابرة فلا يدع لمصاعبة ومتاعبة أن تحول بينه وبين القدرة على التفكير والتروي في الأمور وأن يتحلى بالود والمحبة ويحتفظ في صدره بالأمل المعقود لديه.

ومن الطبيعي أن يختلف الناس في قدرتهم في هذه المجالات المختلفة فقد يكون بعضنا ذكياً في معالجته –مثلاً- لحالات القلق الذي تنتابه ، فالقابلية العاطفية في ما وراء القدرة، تقرر بل وتحدد قدرتنا على توظيفنا بشكل جيد مهارات أخرى نمتلكها مهما كانت هذه المهارات بما في ذلك الذهن الخام عندنا ولذلك لم نستخدمه بعد، كما أن الذكاء العاطفي يعطينا طرقاً إضافية أخرى للنجاح في العمل على مسار الحياة في خضمها.

وهناك أكثر من دليل على أن من وهبه الله نعمة الذكاء العاطفي يعرف حقيقة مشاعره ويتصرف إزاءها بشكل جيد كما يستطيع أن يستقرئ في أحاسيس الآخرين. كما أن أصحاب المهارات العاطفية النامية جيداً هم أيضاً أكثر احتمالاً ليكونوا راضين عن كيانهم في هذه الحياة وفاعليتهم فيها وقانعين بما حققوه فيها من آمال وما وصلوا إليه من أهداف أما من فقد هذه المهارات وفقد القدرة على خلق حالة من التوازن في حياته العاطفية عاش في صراع داخلي يضعف قدرته على الإنجاز في أي عمل يحتاج إلى التركيز أو إلى التفكير بذهن صاف.

                                  إنتهـــــــــــى..
المصدر ::
http://www.nafsany.com/showarticle.php?idd=115


                والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



ردودي الفيزيائية تعكس مستوى علمي وأجتهادي خلال تلك الفترة , وهذا يعني أحتمال نقصها ( أو خطئها) في توضيح الفكرة .. سأحاول تصحيح ما أنتبه إليه ويتضح لي خطأه ..والله المستعان.

قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)
أي لولا أنه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيد الفجار وتكالب الكفار لفسدت الأرض باستيلاء الكفار عليها ومنعهم من عبادة الله  وإظهار دينه.

أغسطس 05, 2006, 02:04:04 صباحاً
رد #1

جنين

  • عضو خبير

  • *****

  • 3133
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الذكاء العاطفي:: بين النظرية والتطبيق
« رد #1 في: أغسطس 05, 2006, 02:04:04 صباحاً »
وهذا أيضاً حسن  '<img'>


داليا يوسف 29/1/2001
 

اعتدنا أن يرتبط الحديث عن عالم المشاعر والعواطف بالعلاقة بين الرجل والمرأة على وجه الخصوص؛ لذلك فقد تتوقع حينما تمسك بين يديك بكتاب "الذكاء العاطفي" لدانييل جولمان، أن تتلقى دروسًا في فن التعامل مع مثل هذه العلاقات، وقد يشعر البعض بالأسف؛ فتوقعاتهم ستتبدد بعد قراءة السطور الأولى، ولكن أسفهم لن يدوم؛ إذ نكتشف أننا أمام كتاب يخرج بالعواطف والمشاعر من هذه المساحة الضيقة إلى آفاق رحبة قد تتعجب لها؛ بل وليواجه الكاتب بها موجات العنف التي تجتاح عالَمنا، والتي يبررها بعدم قدرتنا على قراءة عواطف الآخرين.

العواطف في أنبوبة اختبار

قد تختلف أو تتفق مع جولمان في أنه لكي يخرج بالعواطف إلى تلك الآفاق أدخلها إلى المختبَر، أو بمعنى أدق تابع دخولها، وكان كتابه نتاج متابعة دؤوبة لدراسات وأبحاث مختصة؛ حيث أوضح من البداية أن التكنولوجيا الحديثة لتصوير المخ سمحت برؤية المجموعة المعقدة من الخلايا في الأثناء التي نشعر أو نتخيل أو نحلم فيها، مما يجعلنا نفهم أكثر من أي وقت مضى كيف تُحركنا مراكز المخ الخاصة بالعاطفة؛ فنشعر بالغضب أو نبكي أو..

وهو يرى أن الوقت قد تأخر كثيرًا لوضع العواطف في مكانها الملائم في العلم السيكولوجي.

الذكاء أنواع

وقد كرر جولمان -ما فعله بالعاطفة – في دراسته لمفهوم الذكاء؛ فحرره من نطاقه الضيق كَمُعْطًى وراثيٍّ ثابت لا يتغير مع الخبرات الحياتية، وكان السؤال: "لماذا أحيانًا يتعثر في الحياة مَن يتمتعون بمعامل ذكاء مرتفع؛ بينما ينجح آخرون من أصحاب الذكاء المتواضع نجاحًا غير متوقع؟!"

في حالات كثيرة نلمس الإجابة بأنفسنا؛ فتكون تلك القدرات التي أطلق عليها جولمان "الذكاء العاطفي"، والتي قد تتمثل في ضبط النفس، الحماس، المثابرة، القدرة على حفز النفس، ويرى فيها أمورًا يمكن تعليمها لأطفالنا؛ حتى نضمن لهم فرصًا أفضل من إمكاناتهم النفسية بالمعنى الجيني (الوراثي).

تحية اليوم "دعني وشأني"

لقد حاول جولمان في كتابه أن يتمثل دور سائق الشاحنة الذي وصفه في مقدمته بأنه أطلق "فيروس المشاعر الطيبة" بتعليقاته المبهجة ومداومة الابتسام وسط الركاب المتجهمين في مساء شديد الرطوبة، وكانت تلك بداية ليؤكد لنا أن المشاعر والعواطف تلعب دورًا شديد الواقعية في حياتنا.

أراد جولمان أن يجعل من كتابه تميمة ضد العنف، أو ما فضّل تسميته "بالانحراف العاطفي"، والذي لمسه من خلال التقارير المُنذِرة بالخطر، والتي تتوالى فيها موجات العنف المتفجرة في المجتمع الغربي على وجه الخصوص: استخدام المراهقين الأسلحة النارية في المدارس، حوادث "الطرق الحرة" التي تنتهي بتبادل إطلاق النار، الموظفون المفصولون الذين يقتلون زملاءهم السابقين، وربما تراه مبالغًا حينما أكد أن الاعتناء بالعواطف والمشاعر في التنظير والتطبيق يمثل طوق النجاة الذي يواجه به تحلل البنى الاجتماعية، وانتشار العنف الذي حوّل التحية من "نهارك سعيد" إلى "دعني وشأني".

القلب يفكر!!

"جاري وماري تشونسي: هما زوجان كرَّسا حياتهما لابنتهما المقعَدَة، كانت الأسرة تركب قطارًا سقط في النهر بعد أن مرَّ على جسر متهاوٍ، وأول ما فكَّر فيه الزوجان: هو كيف يمكن أن ينقذا ابنتهما؟!، ومن ثمَّ بذل كل منهما أقصى جهده، بينما تندفع المياه داخل القطار الغارق، ونجحا في النهاية في دفعها من إحدى النوافذ؛ ليتلقفها رجال الإنقاذ وبعدها اختفى الوالدان تحت المياه مع عربة القطار الغارقة!"

هكذا يدخل بك الكاتب إلى التفاصيل العلمية في عالم العواطف عبر سرد العديد من القصص الإنسانية التي تشرح فكرته عن "المخ الانفعالي"، وليبرز ما يريده من أن العواطف ترشدنا أحيانًا في مواجهة الأخطار والمآزق، وأن كل عاطفة تكون على استعداد للقيام بعمل ما. وقد يسوق لذلك قصصًا أو مشاهد اعتدنا السماع عنها؛ لكنه يعرضها في إطار التعديل من إدراكنا لدور العاطفة.

ففي دماغنا عَقْلان: "العاطفي والمنطقي"، وبينهما تنسيق رائع؛ إذ المشاعر ضرورية للتفكير، والتفكير ضروريٌّ للمشاعر.

مرشح القرن القادم

لقد طال انتظارك لأن تعرف: ماذا يعني جولمان حقًّا بالذكاء العاطفي؟! وهو بدأ يرسم ملامح لطبيعته، فيصفه بأنه "يشمل القدرة على أن تتميز وتستجيب استجابة ملائمة للحالات النفسية والمزاجية والميول والرغبات الخاصة بالآخرين". إن ثقافتنا وصلت بنا إلى قصر القدرة على الذكاء الأكاديمي متجاهلة الذكاء العاطفي المرشَّح بقوة للتعامل في القرن القادم مع عالم مليء بالاضطرابات والتقلبات؛ فالعجز عن امتلاك قدرات مثل التحكم في النفس والتعاطف يلقي بنا في غيابات العنف الاجتماعي، وتكرار النكسات بين الناس.

التعاطف بداية المناصرة

ومن أكثر ما استوقفني في هذا من الكتاب، هو وصف جولمان للتقمص الوجداني كجذور للإيثار، ربما لأن للاصطلاح أصوله في ثقافتنا؛ فهو يرى أن تمثلك لمواقف الآخرين يجعلك نصيرًا محتملاً لهم؛ حيث تكون على استعداد للتحرك للمساعدة، وهو بالتالي يقف وراء الكثير من الأفعال والأحكام الأخلاقية ومن أمثلته "الغضب العاطفي" الذي أطلق عليه الكاتب الإنجليزي جون ستيورت ميل "حارس العدل"، فهو ما يُحوِّل التعاطف مع الآخرين إلى فعل أخلاقي، وبدون ضمان مثل هذا التعاطف؛ فقد تهددنا أمراض الانحراف الاجتماعي.

الإشارات العاطفية.. سلعة اجتماعية

هناك أشخاص تشعر في صحبتهم أنك بخير، ربما تكون قد قابلتَ أحد هؤلاء، وقد تكون واحدًا منهم، على كل حال يقول جولمان: إن مثل هؤلاء هم القادرون على مساعدة الآخرين، فنحن نرسل إشارات عاطفية للمحيطين بنا تؤثر فيهم، وبقدر ما نكون حاذقين اجتماعيًّا تكون قدرتنا أفضل فيما نرسله؛ فالذكاء العاطفي يمثل إدارة تبادل هذه الإشارات.

وتعبير هذا الإنسان محبوب وجذاب نستخدمه حين نصف أشخاصًا نشعر أننا بخير في صحبتهم، وهؤلاء يملكون سلعة اجتماعية ذات قيمة خاصة كما عبّر جولمان، وقد تتعدى تلك القدرات لديهم إلى ما يُعرَف بالذكاء الاجتماعي الذي يتطلب قدرة على تنظيم المجموعات والحلول التفاوضية، وإقامة العَلاقات الشخصية بما تستدعي من تعاطف وتواصل، وكذلك التحليل الاجتماعي الذي يعني القدرة على اكتشاف مشاعر واهتمامات الآخرين ببصيرة نافذة.

وإذا اجتمعت هذه المهارات معًا؛ فهي المكونات الضرورية للنجاح الاجتماعي؛ بل "للكاريزما"، وأصحابها هم القادة الطبيعيون الذين يمكنهم التعبير عن أحاسيس الجماعة الصامتة بقيادة نحو هدفها.

رياضة الجودو العاطفية

إذا كان اختبار المهارة الاجتماعية هو القدرة على تهدئة انفعالات الآخرين في محنة أصابتهم؛ فإن التعامل مع مَن يكون في ذروة غضبه يُعتبَر أعلى مقياس لقدرة الإنسان وبراعته في السيطرة والتحكم، ومِن الإستراتيجيات الفاعلة للتعامل مع مَن يكون في هذه الحالة المزاجية السعيُ بصرف الغاضب عن موضوع غضبه، والتعاطف مع مشاعره وأحساسيه، ثم جذبه إلى مركز اهتمام بديل بمجموعة من المشاعر الإيجابية، وهذه القدرة إنما هي ما أُطلِقَ عليها: "رياضة الجودو العاطفية".

مركز صيانة العَلاقات

أراد جولمان أن تلعب نظريته في الذكاء العاطفي دورًا على مسرح العَلاقات الزوجية في عرضه لصيانة العلاقات الأكثر أهمية، وقد استعان أولاً بتحديد فكرة اختلاف البيئة الشعورية للرجل والمرأة منذ سن الطفولة الأولى، وتعامل بتكتيك هادئ مع ذلك الاختلاف بوصفه حالة كل طرف أثناء الخلاف وردود فعله المختلفة، وكان من أهم نصائحه هو عدم انتقاد الطرف الآخر في شخصه؛ بل تحديد الفعل الذي أنشأ الخلاف وانتقاده، وكذلك تمثُّل موقف الآخَر فيما يُعرَف بالـ Merroring أو الانعكاس، وهو أن يحاول كل طرف تَكرَار ما يقوله الطرف الآخر؛ حتى يعي حقيقة موقفه.

ثم كان انتقال جولمان من الزواج إلى العمل داخل المؤسسات، ودور الذكاء الجمعي لها، وتداول النقد بين أفرادها الذي ينصح مَن يقوم به بأن يكون: محددًا، يقدم حلاًّ، حاضرًا، حساسًّا.

تسمم خبرة الطفولة

حدث أن وقف "باتريك بيردي" التلميذ بإحدى مدارس كاليفورنيا عند طرف الملعب في أثناء فسحة العصر، وأطلق موجة وراء موجة من النيران برصاصات مدفع عيار7.22)) على مئات الأطفال. وظل "بيردي" يطلق رصاصاته لمدة سبع دقائق، ثم صوَّب مسدسًا إلى رأسه وقتل نفسه.

طوال رحلتنا عبر فصول الكتاب كان جولمان دائم الاستشهاد بحوادث العنف إلاَّ أنه رسم في القسم الأخير من كتابه صورة شديدة القتامة للواقع الاجتماعي المُعَاش، في المجتمع الغربي على وجه الخصوص، وكان أقسى ما فيه أن تطول شراسة عالَم الكبار وصراعاته عالَم الأطفال، وأن تتلون السنوات الأولى في عمر الإنسان التي تصفو فيها رؤيته، وتتخلق فيها مشاعره وملكاته بكآبة عالَم تحكمه مقاييس مختلفة، وربما كانت ظاهرة إطلاق النار في المدارس الأمريكية هي جرس الإنذار الحقيقي الذي دفعه لكتابة هذا الجزء؛ بل ولِتَبَنِّي تلك النظرية "الذكاء العاطفي" لضبط الانحراف الاجتماعي، ورغم أنه ركَّز في أغلب الإحصائيات والوقائع التي ذكرها على الولايات المتحدة والدول الأوروبية واليابان في أحسن الأحوال؛ فإنه عاد لينبِّه بأن الظاهرة كونية.

مجرد سؤال

ظل جولمان حريصًا على أن تقديم العاطفة كمنهج، يمكن تعليمه للصغار في مواجهة العنف والتفكك، وكان عرضه لنماذج واقعية تُعرَف بمدارس "محو الأمية العاطفية" مدعمًا لهذا الحرص، كما كان سؤاله حول أسباب اكتئاب الأطفال التي أشارت الإحصاءات أنها أصبحت ظاهرة تعم أغلب أنحاء العالم موحيًّا بحقيقة الأزمة المجتمعية التي نحياها، وكانت الإجابات تدور حول:

تآكل نواة الأسرة – تضاعف معدلات الطلاق – انخفاض الأوقات التي يقضيها الأطفال مع آبائهم.

وربما شغلتْ إجابة مارتن سليجمان - العالِم السيكولوجي بجامعة بنسلفانيا - مساحة أشمل عن الأزمة بصفة عامة حين قال: "إن الفردية تصاعدت في الثلاثين سنة أو الأربعين سنة الماضية، وقل الاهتمام بالعقائد الدينية، وبتضامن المجتمع والأسر الكبيرة، ومعنى ذلك كله فقدان مصادر الوقاية من النكسات والفشل، وذلك يجعلك إذا فشلتَ في أي شيء، تضخم فشلك دائمًا؛ فتفسد عليك حياتك؛ فإذا بالإحباط اللحظي يتحول إلى مصدر دائم لفقدان الأمل، أما إذا كنت تتمتع بمنظور أكبر مثل: الإيمان بالله، والحياة الآخرة، وقد فقدتَ وظيفتكَ؛ فسوف تشعر بأن الإحباط ما هو إلا إحباط مؤقت".

لقد انتهيتُ من قراءة الكتاب، ومازلت أتساءل حول أهمية الذكاء العاطفي في مواجهة الواقع الاجتماعي المختلف، لكن السؤال الأكثر إلحاحًا كان: هل الخصائص الشعورية والثقافية لمجتمعاتنا مازالت تحصننا ضد التفكير في تنشيط آليات لمواجهات مشابهة ضد العنف والتفكك القيمي، أم أن الأمر غير ذلك؟! مجرد سؤال.


المصدر::
http://www.islamonline.net/arabic/adam/2001/01/article19.shtml
ردودي الفيزيائية تعكس مستوى علمي وأجتهادي خلال تلك الفترة , وهذا يعني أحتمال نقصها ( أو خطئها) في توضيح الفكرة .. سأحاول تصحيح ما أنتبه إليه ويتضح لي خطأه ..والله المستعان.

قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)
أي لولا أنه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيد الفجار وتكالب الكفار لفسدت الأرض باستيلاء الكفار عليها ومنعهم من عبادة الله  وإظهار دينه.

أغسطس 05, 2006, 03:21:46 مساءاً
رد #2

أبو عبد العزيز

  • عضو خبير

  • *****

  • 3087
    مشاركة

  • مشرف إداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://
الذكاء العاطفي:: بين النظرية والتطبيق
« رد #2 في: أغسطس 05, 2006, 03:21:46 مساءاً »
جزاك الله خير وبارك فيك اختي الفاضله

جنين على الموضوع والروابط  '<img'>


 اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفرلي ما لا يعلمون

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

أغسطس 06, 2006, 12:24:30 صباحاً
رد #3

عمر بن عبد العزيز

  • عضو مبتدى

  • *

  • 18
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الذكاء العاطفي:: بين النظرية والتطبيق
« رد #3 في: أغسطس 06, 2006, 12:24:30 صباحاً »
الله يجزاكم الف خير على الاعداد ويعطيكم العافيه على الموضوع ':203:'

سبتمبر 07, 2006, 01:36:48 صباحاً
رد #4

جنين

  • عضو خبير

  • *****

  • 3133
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الذكاء العاطفي:: بين النظرية والتطبيق
« رد #4 في: سبتمبر 07, 2006, 01:36:48 صباحاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

وجزاكما الله بالمثل وأكثر '<img'> ..

                          والسلام عليكم ورحمة الله..
ردودي الفيزيائية تعكس مستوى علمي وأجتهادي خلال تلك الفترة , وهذا يعني أحتمال نقصها ( أو خطئها) في توضيح الفكرة .. سأحاول تصحيح ما أنتبه إليه ويتضح لي خطأه ..والله المستعان.

قال تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)
أي لولا أنه يدفع بمن يقاتل في سبيله كيد الفجار وتكالب الكفار لفسدت الأرض باستيلاء الكفار عليها ومنعهم من عبادة الله  وإظهار دينه.

ديسمبر 07, 2006, 03:42:55 صباحاً
رد #5

الحوراني

  • عضو مبتدى

  • *

  • 8
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الذكاء العاطفي:: بين النظرية والتطبيق
« رد #5 في: ديسمبر 07, 2006, 03:42:55 صباحاً »
الأخت جنين

مشكوره  على  هذا  المقال  الرائع

ولكن  يوجد  خطأ  في  المصدر  ،،،  حيث  ان المصدر  الصحيح  للمقال  هو   :

http://www.nafsany.cc/showarticle.php?idd=115

اتمنى  التعديل  اعلاه
nafsany.cc

ديسمبر 17, 2006, 09:46:21 صباحاً
رد #6

الدمع

  • عضو متقدم

  • ****

  • 796
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الذكاء العاطفي:: بين النظرية والتطبيق
« رد #6 في: ديسمبر 17, 2006, 09:46:21 صباحاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 أحسنت أخت جنين على هذا الطرح الرائع والمفيد

 بارك الله فيك ونفع بك '<img'>


 أخوك .. الدمع
أعتقد أن كل واحدٍ منا يستطيع أن يتعامل مع حياته الشخصية
 كلوحة فنية ؛ رائعة . وإن كل لحظة فيها عبارة عن لمسة فرشاة
يضيف من خلالها تفصيلاً بديعاً . حتى إذا انتهت حياته احتفل باكتمالها
وانتظر الجائزة عليها يوم العرض الأكبر .
  د . عبد الكريم بكار

ديسمبر 20, 2006, 11:44:22 صباحاً
رد #7

عاشقة الأقصى

  • عضو خبير

  • *****

  • 11810
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • وَطنٌ  مُفعَمـ بِهِمـ .!






"وما كان الله ليعذبهمـ وأنت فيهمـ وما كان الله معذبهمـ وهمـ يستغفرون"



سبتمبر 24, 2007, 12:14:27 مساءاً
رد #8

OneRock

  • عضو مبتدى

  • *

  • 46
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الذكاء العاطفي:: بين النظرية والتطبيق
« رد #8 في: سبتمبر 24, 2007, 12:14:27 مساءاً »
جزاكم الله كل خير على تفاعلكم
لتكون النتيجه مثل هذا الموضوع المثمر ':203:'
وجزيت كل خير ياجنين
على مجهودك الطيب
 ':110:'

سبتمبر 24, 2007, 12:29:08 مساءاً
رد #9

ع.ف....عالم فيزياء

  • عضو مشارك

  • ***

  • 368
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الذكاء العاطفي:: بين النظرية والتطبيق
« رد #9 في: سبتمبر 24, 2007, 12:29:08 مساءاً »
جزاك الله خير الجزاء.

ودمتم..... ':110:'
Ramzy , Mohammad Ramzy


A Nuclear Engineer


(Just call Me Ramzy)


اللهم اني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله ، لا إله إلا أنت  الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد......
أن  تعفوا عني وتجعلني من المتقين.......

مارس 11, 2008, 07:53:11 مساءاً
رد #10

مهتمة

  • عضو مبتدى

  • *

  • 8
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الذكاء العاطفي:: بين النظرية والتطبيق
« رد #10 في: مارس 11, 2008, 07:53:11 مساءاً »
يعطيكم العافيه
جزاكم الف خير
ننتظر المزيد ':203:'  ':110:'
المهتمة

مارس 11, 2008, 07:54:04 مساءاً
رد #11

مهتمة

  • عضو مبتدى

  • *

  • 8
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الذكاء العاطفي:: بين النظرية والتطبيق
« رد #11 في: مارس 11, 2008, 07:54:04 مساءاً »
يعطيكي العافيه
جزاكي الله خير
ننتظر المزيد منك ':110:'
المهتمة