تعد مشكلة ظهور الفجوات الصخرية في منطقة الظهر مشكلة حقيقية من الخطورة بمكان حيث أنها وقعت في منطقة كثيفة السكان في دولة الكويت. ويمكن أن نعتبر أن وقوع تلك المشكلة في إشارة إلى إمكانية وجود ترسبات أخرى، وبالتالي وجب البحث والاستقصاء الشامل للمنطقة.
وبالرغم من أن عملية الترسيب كانت كلها عبارة عن ترسبات غير متماسكة من فئة مجموعة الكويت، إلا أن المشكلة الأساسية تتصل على أفضل تقدير بالفجوات أو التصدعات الموجودة في تكوينات الحجر الجيري السفلي المصنفة تحت فئة الدمام التي يدخل في تركيبها الفجوات والصدوع (الكارست) .
وقد أثبتت الأساليب المستخدمة في مجال الجاذبية الصغيرة إمكانية الوثوق بها في دراسة الفجوات الصخرية في المناطق السكنية. وقد أمكن حصر المناطق التي ترتفع بها احتمالية وجود تلك الفجوات ما بين النسبة المتوسطة والمرتفعة للاحتمال وذلك اعتماداً على الدرجة التي يتم تسجيلها للحالات الشاذة السلبية التي تتراوح ما بين 80 و 20 ميكروجيجل، والتي تم إثباتها من خلال تجارب الحفر الذي يفتقر إلى التدوير أثناء الحفر مع سرعة عمل أدوات الحفر. وقد نسبت الحالات الشاذة السلبية القليلة في المناطق ذات الخطورة من الدرجة المتوسطة إلى عدم التحام المادة التي استخدمت في عملية ملء الحُفَر التي تم القيام بها عند البناء. وقد تم تدعيم ذلك من خلال الحفر على أعماق قليلة حيث سجل ذلك الحفر عدم وجود أي سقوط أو فقد مفاجئ للتدوير، ولكنه سجل قيم SPT منخفضة.
وفي أواخر عام 1989، أي بعد سنوات قليلة من بدء شغل المنازل، ظهرت فجوة صخرية مفاجئة أمام أحد المنازل وابتلعت تلك الفجوة سيارة صاحب المنزل. وكان عمق تلك الحفرة يصل إلى 5.0 متر وبلغ قطرها 7.0 متراً. وفي اليوم التالي اتسعت الحفرة ليصل قطرها إلى 15.0 متر ويصل عمقها إلى 25.0 متر. وفي الوقت نفسه ظهرت فجوتان أخرتان أصغر على بعد نحو 200 متر من الفجوة الرئيسية، وقد كانت إحدى هاتين الفجوتين تحت أحد المنازل مباشرة. وبعد بضعة أسابيع من تطور تلك الفجوات، ظهر تكوين رسوبي أرضي آخر في المنطقة. إلا ذلك التكوين الرسوبي الأخير كان طوليا (بطول 50 متر وعرض 2.0 متر). ونتيجة لتلك الانهيارات الأرضية، كان من المحتمل أن يتعرض أكثر من مائة منزل محيط بتلك المنطقة لخطر ظهور فجوات أرضية، وبناء على ذلك تم إخلاء تلك المنازل.
وتوضيح آلية وأسباب حدوث الترسبات الأرضية وتكوّن الفجوة الصخرية التي وقعت في دولة الكويت. وقد اعتمد النموذج على الحالات التالية: (1) تكوينات حجر جيري عالية التصدع والشقوق والفجوات مغطاة بغلاف رقيق من الحجر التكوينات الرسوبية غير المتماسكة التي يصل سمكها إلى 40.0 متر. (2) انخفاض في مستوي المياه الجوفية في المنطقة، حيث بلغ متوسط مستوى المياه الجوفية 20.0 متر. (3) وجود تكوينات رملية كلسية قابلة للذوبان ضمن تكوينات مجموعة الكويت. (4) وجود أفق من الحصى عالية النفاذية نسبياً، ويتجه هذا الأفق نحو الحفرة الرئيسية. (5) زيادة الري في منطقة الظهر التي تم تعميرها وتنميتها حديثاً.
يمكننا طرح التوصيات التالية:
1- القيام بمسح شامل للجاذبية الصغرى بغرض تحديد المناطق التي يحتمل وجود تكوينات رسوبية بها. ويمكن حفر الآبار في تلك المناطق وتعبئة الفجوات بالرواسب أو الجص أو بأية وسيلة أخرى مناسبة.
2- الحد من المياه المستخدمة في الري إلى الحد الأدنى الممكن.
3- إنشاء شبكة صرف جيدة لمياه الري الزائدة عن الحاجة من أجل منع تسرب تلك المياه الزائدة إلى أسفل، أي إلى الطبقات تحت سطح الأرض.
4- القيام بالدراسات الجيولوجية المناسبة للطبقات العميقة تحت سطح الأرض في مواقع المشروعات الإنشائية.
