الصفقــــة الرابحـــة
اليكم هذه القصة الطريفة التي تحدث دائماً بين الذرات .
سمعت همساً حائراً بين ذرتين اجتمعتا في مناسبة اجتماعية حضرها جميع الذرات ودار بينهما حديث قصير ، لنستمع لهذا الحديث :
ذرة الصوديوم : إنني أراك يا أختاه ذرة شرسة غير مهذبة ولا عاقلة ولا ادري لماذا تفتكين بكل ما تقابلين .
ذرة الكلور : غريب منك هذا الهجوم القاسي علي يا أختاه فهذه طبيعتي ، و لماذا لاترين نفسك أولا ًهل أنت طيبة مثلاً ...لا تهاجم ولا تحرق أو تفتك كما افعل ؟
ذرة الصوديوم : أنا آسفة ، لقد كان يجب أن انتقد نفسي أولاً . ولكن كيف علي أن افعل ذلك ولدي مشكلة تؤرقني دائماً .
ذرة الكلور : وما هي هذه المشكلة ، قد يكون لدي حل لها وأنت تعرفين بأن الذرات يجب أ ن يساعدوا بعضهم البعض .
ذرة الصوديوم : إن مشكلتي تتركز في ذلك الساكن الإلكتروني الذي يقطن عندي وحيداً في طابقي الثالث ، إنه كالداء اللعين الذي يؤرقني ويدفعني دفعاً لأهاجم غيري علني أتخلص منه ومن وجوده .
ذرة الكلور : أتعلمين بأن مشكلتك لهينة جداً عند مشكلتي .
ذرة الصوديوم : إذن خبريني بمشكلتك .
ذرة الكلور : إن بنائي الإلكتروني يتكون من ثلاثة طوابق : الطابق الأول فيه ساكنان إلكترونيان وقد اكتمل بسكانه لضيق المكان ، ثم ثمانية في طابقي الثاني وقد اكتمل هو الأخر بسكانه ، ولكن المشكلة تكمن في الطابق الثالث ففيه سبعة ..لحظة أنظري إلى هذه الذرة أتعرفين من هي ومن أي عائلة .
ذرة الصوديوم : لالا ... لا أعرف من هي ومن أي عائلة .
ذرة الكلور : أمعقول لا تعرفينها .. إن هذه هي التي أتمنى أن اصل إليها دوما ً في شكلها الخارجي لا في باطني ( أي في مداراتها الإلكترونية لا نواتها ) .
انظري إليها كم هي فخورة ومعتزة بنفسها إنها الارجون ومن عائلة جداً نبيلة ألا تعلمين عنهم شيئاً .. لا يأخذون منا ولا يعطون ولا يختلطون معنا ولا يتفاعلون .
ثم ضحكت ذرة الصوديوم واهتزت الكتروناتها .
ذرة الكلور : ما الذي يضحكك ؟؟.
ذرة الصوديوم : اضحك لهولاء النبلاء الخاملين لماذا جاءوا إذن ماداموا لا يختلطون معنا ولا يتفاعلون ؟؟ وأتعجب منك كيف تسعين أن تكوني مثلهم .
ذرة الكلور : وما يدريني أنك لاتسعين إلى ما أسعى إليه .. إن هناك دوافع خفية تدفعني و تدفعك لأن نسلك سلوك الغازات الخاملة . هل فهمت ألان .
ذرة الصوديوم : وأنا كيف أسعى إلى ما تسعين إليه لكي أكون مثل ذرة الأرجون النبيلة ؟
ذرة الكلور : لقد أخبرتني إن الذي يؤرقك هو ذلك الساكن الوحيد الذي يقطن عندك في الطابق الثالث وما عليك إلا أن تتخلصي منه فتريحي وتستريحي و عندئذ ستكونين مظهرياً في مصاف ذرات النيون النبيلة .
ذرة الصوديوم : بسيطة أنت تطلبين إلكتروناً واحداً وليس لدي مانع من أن أتنازل لك عن هذا الساكن الوحيد الذي يؤرقني في طابقي الثالث و أستريح .
ذرة الكلور : إذا أردت أن تمنحيني الإلكترون إذن فلنعقد الصفقة ألان .
وتمت الصفقة بنجاح بين الذرتين ، وارتبطت الذرتان معاً برباط وثيق ( الرابطة الأيونية ) وقد صحب هذه الصفقة ارتفاع في درجة الحرارة ( حرارة التفاعل ) .
نهايــة سعيـــــــدة
