Advanced Search

المحرر موضوع: تداعيـات رصـد هـلال رمضــان : شــهود المســـتـحيل  (زيارة 1418 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

ديسمبر 19, 2006, 07:39:00 صباحاً
زيارة 1418 مرات

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]


لاتزال مشكلة الأهلَّة تثير نقاشا واسعا. وكان الغالب أن يثور النقاش بمناسبة دخول شهر رمضان وخروجه. أما في هذه المرة فقد ثار بمناسبة إثبات دخول شهر ذي الحجة لسنة 1425هـ. والسبب، كما هي العادة، اعتماد مجلس القضاء على شهادة أناس يشهدون بأنهم رأوا الهلال رؤية بصرية مباشرة، على النقيض من الواقع.

وقد أصدر المجلس في هذه المرة بيانا في بداية الأمر بين فيه أن الذين تعوَّد على قبول شهادتهم لم يشهدوا برؤية الهلال ليلة الثلاثاء. وكان العذر أنه غم عليهم؛ لذلك قرر أن بداية الشهر يوم الأربعاء. إلا أن شاهدين تقدما بأنهما رأياه في تلك الليلة، وهذا ما جعل المجلس يصدر قرارا لاحقا بأن الثلاثاء هو أول أيام شهر ذي الحجة.

وقد جاء القرار مفاجئا للجميع؛ ذلك أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أصدرت بيانا بأن الهلال غاب عن أرجاء المملكة كافة قبل غروب الشمس يوم الاثنين. ويعني هذا أن رؤية الهلال مستحيلة بعد غروب شمس ذلك اليوم لسبب بسيط هو عدم وجوده فوق الأفق.

وقد انزعج كثير من الناس من رؤيتهم للهلال مساء الأربعاء عاليا. وظنوا أن سبب علوه أنه هلال ثلاث. لكن التفسير العلمي لهذا العلو بسيط جدا؛ ذلك أنه مضى على ولادته سبع وثلاثون ساعة تقريبا. وربما يحسن أن نتذكر أن الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء احتج بعلو الهلال في البيان الذي أصدره في 9/11/1425هـ، وهذا مما يعزز الانطباع الخاطئ عند الناس عن الارتباط بين علو الهلال ودخول الشهر.

ومما يلفت النظر في البيان الذي أصدره رئيس مجلس القضاء الأعلى، وفي المقابلة التي أجرتها معه صحيفة عكاظ، العبارات الكثيرة التي وصف بها الشاهدين اللذين اعتمد عليهما المجلس في إثبات الرؤية ليلة الثلاثاء. فقد وصفهما بأنهما: "من الرجال العقلاء الفاهمين"، وأنهما "من أهل العدالة والأمانة والمعرفة"، و"هؤلاء رجال وليسوا بأطفال أو أنهم يخفى عليهم حال القمر لأنهم أهل رعي وإبل".

ويمكن أن تقرأ هذا القوة في تزكية الشاهدين على أنها دليل على إحساس المجلس بقوة القول باستحالة رؤية الهلال تلك الليلة. لهذا فلا بد من اللجوء إلى إضفاء أبلغ الأوصاف على الشاهدين لمعادلة قوة تلك الحجة. وقد أدت هذه المبالغة في وصف الشاهدين إلى وصفهما بأي شيء ممكن؛ وإلا فما علاقة كونهما "أهل رعي وإبل" بصحة شهادتهما.

أما المصادر الأخرى فتورد صورة أخرى عن الشاهدين. فقد ذهب مراسل "صحيفة الحياة" إلى "الرين" وحاول الاتصال بهما، لكنه أبلغ بأنهما لا يريدان لقاء أحد "لخوفهما من الحسد، وأنهما يتهيآن للحج". وهناك سبب ثالث وهو أنهما منعا من مقابلة أحد إلا بشروط معينة.

وأشار المراسل إلى وصف بعض الناس لهما ببعض الأوصاف التي لا تدل على أنهما يتميزان بشيء خارق للعادة.

كما ذهب وفد من المتخصصين بعلم الفلك من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية إلى تلك المنطقة ونجح في مقابلة الشاهدين. وقد وجدهما كبيرين في السن يتجاوز عمر كل واحد منهما الثمانين. وليس قصدي هنا التشكيك في شخصيتيهما ولا في صدقهما في رواية ما ظناه هلالا؛ لكنني أريد فقط أن أشير إلى أنه كان يجب بذل مزيد من الجهد في التأكد والتثبت من شهادتهما.

ومن اللافت للنظر أيضا أن مجلس القضاء خرج عن الفهم الحرفي الذي عهدناه في فهمه لحديث "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوما". فيوحي ظاهر نص الحديث أنه مرتبط برمضان. لكن المجلس يستدل به الآن على وجوب الرؤية في دخول الشهر وخروجه في غير رمضان. فيقول الشيخ اللحيدان: "لا تخرج العبادة المقيدة بشهر تام إلا برؤية الهلال دخولا ثم برؤيته خروجا ولا يتحقق أيضا أداء الحج في وقته الذي يريده الله أن يكون فيه إلا بأعمال أدلة إثبات الهلال ومعرفته".

وكان المتوقع أن يلتزم المجلس بحرفية الحديث ولا يعممه على إثبات دخول الأشهر الأخرى.
ويبين بيان الشيخ اللحيدان ومقابلة عكاظ معه أن المجلس يتعامل مع لجان معروفة في إثبات الأهلة ويرسل معها قضاة، فيقول: "... وتهيأت اللجان مع القضاة في المحاكم التي عادة يرى الهلال في نطاقها وخرجت للتحري وترصدها لرؤية الهلال وخرج معهم بعض منسوبي المراصد الأخرى الحكومية ثم انصرفوا من أماكن انتظارهم فلم يروا هلال ذي الحجة ليلة الثلاثاء فغم علينا الهلال".

ويفصل هذا الأمر في قوله: "عند قدوم الشهر وبخاصة الشهر الذي يتعين الاعتناء بقدومه تُبلّغ المحاكم ويطلب القضاة من الناس الذين يعرف أنهم عادة يتحرّون رؤية الهلال وعندهم حدة في البصر ويخرج عدد ومعهم القاضي ومندوب من المحافظة أو المركز الرسمي قبيل المغرب ويبقون في مكان المركز لتحري رؤية الهلال ولذلك فإن هذا الأمر مأخوذ به منذ زمن".

ويؤكد الشيخ اللحيدان مرة أخرى أن المجلس يأخذ بما تقوله المراصد منذ زمن بعيد. لكن ما ورد في بيانه وفي المقابلة يشير إلى أن تعامل المجلس مع المراصد مشوب بكثير من النفور والانتقاص. فيقول عن رأي المتخصصين بعلم الفلك في ارتفاع الهلال ليلة الأربعاء: "ومن المؤسف أن أهل الحساب أو كما يقال الفلك كانوا قد قرروا مع هذا الارتفاع الهائل بأنه يغرب يوم الثلاثاء قبل غروب الشمس" (هكذا، والمقصود "يوم الاثنين).

ويجب أن أشير هنا إلى أن الشيخ اللحيدان نفسه قال في المقابلة إن ارتفاع الهلال ليس دليلا بنفسه على عمر الهلال. ولما سأله مندوب الصحيفة عن احتمال أن يكون المتخصصون في علم الفلك مخطئين في رصدهم للهلال قال: "لا ندري ولكنهم ينظرون إلى الأفق وينظرون إلى الدفاتر". يوحي هذا الرد بعدم تقدير الشيخ اللحيدان لما يقوم به الفلكيون، أو ربما عدم معرفته بما يقومون به. بل إن وصفه هذا إنما هو حكم على عدم أهليتهم.

ويكرر الشيخ صالح اللحيدان تسويغه لعدم اعتماد المجلس على المتخصصين في علم الفلك وعملهم في المراصد بأنه ناتج عن أنه من النادر أن يتقدم هؤلاء إلى المحاكم لإثبات شهاداتهم عن رؤية الهلال. والسؤال الآن هو: ما دام أن مجلس القضاء الأعلى يكلف بعض القضاة بالخروج مع اللجان التي تتحرى رؤية الهلال بالعين المجردة وهو الذي كثيرا ما تكون نتائجه خاطئة، أَوَ ليس من الأولى، إن كان المجلس حريصا على الدقة وعلى الاستعانة بالفلكيين، أن يرسل بعض القضاة إلى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ليثبتوا شهادة المتخصصين بعلم الفلك في أماكن الرصد؟ ويمكن لهؤلاء القضاة أن يتأكدوا هم بأنفسهم من رؤية الهلال عبر المناظير المقربة.

ويختم الشيخ صالح اللحيدان المقابلة التي أجرتها معه جريدة عكاظ بقوله: "أوصي الجميع بتقوى الله وصدق الحديث وتجنب الدخول في أمور لا تعنيهم وقد يفكر مجلس القضاء بأن يضع عقاباً لمن يتدخل في كتابات عن الهلال بأنه تمت رؤيته أو العكس لأن ذلك قد يثير التشويش لدى الناس خاصة أنهم غير عارفين في هذا الأمر".
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

ديسمبر 19, 2006, 07:42:59 صباحاً
رد #1

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
تداعيـات رصـد هـلال رمضــان : شــهود المســـتـحيل
« رد #1 في: ديسمبر 19, 2006, 07:42:59 صباحاً »


والمخيف في هذا النص أنه يدعم أسوأ حجج خصوم الهيئات الدينية الرسمية السعودية؛ وهي أن الآراء الدينية التي تصدرها هذه الهيئات لا تقوم على الإقناع، بل تقوم على الرأي الواحد وعلى الزجر والإرغام والإلزام وعدم إتاحة الفرصة للآخرين كي يبينوا وجهات نظرهم في الأمر المناقش.
وقد كنا لزمن طويل ضحايا لمثل هذه التهم، والآن يؤكدها صراحة رئيس إحدى كبريات المؤسسات الرسمية.

ومن اللافت للنظر تعبير الشيخ اللحيدان بـ"وضع عقاب"، بدلا من التعبير عن ذلك بالمحاكمة. ويعني هذا أن مجلس القضاء الذي هو الملجأ الأخير للعدل وعدم عقاب الناس إلا بعد ثبوت إدانتهم بما يتهمون به ربما يتجاوز هذه الوظيفة الشريفة إلى أن يصدر عقابا من غير محاكمة إذا كان هو طرفا في قضية.

ثم إن تكرار التعبير عن أن أمرا من الأمور لا يعني المواطنين مما يوجب إسقاط حقهم في الكلام عنه أمر لا مسوغ له؛ ذلك أن فيه احتكارا للحقيقة ووصاية على المسلمين وحرمانا لهم من حرية التفكير والتعبير في أمور يرون أنها تهمهم.

أما الجريمة التي يريد رئيس مجلس القضاء الأعلى أن يعاقب الكتّاب عليها فهي "التشويش" على الناس. لكن الواضح أن مصدر التشويش هو تلك البيانات المتعاقبة المتناقضة التي لم تبن على أسس علمية.

وخلاصة القول إن ما حدث هذه السنة " 1427 "  في خروج شهر رمضان، وعدم الشهادة بدخول شهر ذي القعدة، والاضطراب والتناقض في دخول شهر ذي الحجة يوجب على الدولة اتخاذ بعض الإجراءات للقضاء على هذا الوضع الذي لا يجوز استمراره، خاصة أن لدينا في المملكة من الوسائل ما يمكننا من الوصول إلى قرارات دقيقة صائبة لإثبات دخول الأشهر وخروجها، وهو ما يحررنا من الوقوع ضحايا لــشــهـود الـمـسـتـحـيـل.
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا