Advanced Search

المحرر موضوع: لماذا ننام  (زيارة 2873 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يناير 01, 2007, 11:02:23 مساءاً
زيارة 2873 مرات

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
لماذا ننام
« في: يناير 01, 2007, 11:02:23 مساءاً »
السلام عليكم

لماذا ننام؟

كنت قد وضعت الموضوع سابقا ثم تعرض للمسح كما تعرض امثاله قبل فترة, وكان الاخ الكريم اسلحة الطاقة قد وضع الكثير من الردود الوافية المتعلقة بالموضوع, ثم لخصت انا الموضوع بأسطر قليلة, اعيد وضعها ها هنا مرة اخرى (بعد العثور عليه في جوجل ولكن بأحرف مقلوبة):

لو سألنا أنفسنا أي عضو مسؤول عن النوم؟

الجواب هو ان المخ هو الذي يوجهنا للنوم

ولماذا نحن بحاجة للنوم؟

ان النوم امر ضروري حتى يتمكن المخ من الاستراحة والعمل بشكل جيد. اذا منعنا انسانا من النوم فإنه يفقد تدريجيا قدرته على التركيز وتتغير تصرفاته.

بعد خمسة ايام دون نوم يتوقف المخ عن العمل بشكل منطقي ولا يعود الى طبيعته الا بعد نوم جيد ولفترة كافية.

اريد ان اوضح هنا ان السبب وراء اهمية وضرورة النوم للحفاظ على فعالية المخ غير معروفة حتى الان. هناك علماء يظنون ان النوم يمكن النويرونات من تجديد مخزون الجزيئات المسؤولة عن عمل المخ بشكل صحيح مثل السروتونين وغيرها.

نعود الى السؤال الرئيسي

ما الذي يدفعنا الى النوم؟

في بداية القرن العشرين قام العالم الفرنسي هنري بييرون ببحث الامر حيث منع عدة كلاب من النوم ومن ثم امتص من امخاخها سائلا وحقن به امخاخ كلاب اخرى. تلك الكلاب المحقونة نامت مباشرة.

من هنا اعتقد العلماء انه حينما يكون الجسم مستيقظا فإنه يخزن "جزيئات نوم". وحينما تصل كمية هذه الجزيئات الى مستوى معين فإن الكائن الحي ينام. واثناء النوم تهدم تلك الجزيئات.

لكن ما هي تلك الجزيئات؟

في عام 1994 اعادوا تكرار التجربة ولكن هذه المرة على القطط. تم استخلاص الجزيء الذي يظهر في الشكل أدناه من السائل المأخوذ من القطط التي منعت من النوم, ومن ثم حقنت به قطط اخرى. وتلك استغرقت في نوم طبيعي عميق (بمعنى انه ليس نوما بتأثير مواد مخدرة او منومة ونحوه). تلك المادة لم تظهر في سائل المخ الذي اخذ من القطط التي لم تمنع من النوم.

يناير 01, 2007, 11:19:43 مساءاً
رد #1

ترانيم

  • عضو خبير

  • *****

  • 2165
    مشاركة

  • مشرفة قسم الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
لماذا ننام
« رد #1 في: يناير 01, 2007, 11:19:43 مساءاً »
الســلام عليكــم ..

 أكثر موضوع أسفت لفقدانه في قسم الكيمياء ..

شكرا لك جزيلاً أستاذي الكريم أبو يوسف لاعادة عرضه لنا ..

جزك الله خيرا



لنا لقاء عما قريب إن شاء الله ..

..

يناير 01, 2007, 11:55:52 مساءاً
رد #2

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
لماذا ننام
« رد #2 في: يناير 01, 2007, 11:55:52 مساءاً »
وعليكم السلام ورحمة الله

جزاك الله كل خير اختي الكريمة ترانيم

والموضوع لا يقارن بموازاة ما تقدمينه من روائع

حبذا لو قام الاخ الكريم اسلحة الطاقة بإعادة وضع ردوده مرة اخرى ان امكنه ذلك

يناير 05, 2007, 01:15:03 صباحاً
رد #3

اسلحة الطاقه

  • عضو متقدم

  • ****

  • 624
    مشاركة

  • عضو مجلس الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://al-naaeb.com/up
لماذا ننام
« رد #3 في: يناير 05, 2007, 01:15:03 صباحاً »
بعد رحلة طويلة، من كد وعناء .. كدح وكفاح ! ..
من مشقة ونصب .. ومكابدة وتعب ! ..
يشتاق الإنسان، لا .. بل، يُدفع !
إلى مضجع تستريح فيه الجنوب، وتسكن فيه
الخطى ! .
يشتاق الإنسان، لا .. بل يدفع !
إلى رحلة كل ليلة .. ( الرحلة العجيبة ) !
الرحلة التي نكررّها كل ليلة، ولا نملّها ! .. بل نطلبها !!، لأن حياتنا لا تستطيع الاستمرار بدونها .
الرحلة التي يكررها البشر، منذ أن خلق الله على الأرض، بشر !..
الرحلة التي حيرّت الإنسان منذ القديم، وأثارت انتباهه !.
فما رأينا حضارة من حضارات الأرض، في مصر القديمة، وعند الإغريق والرومان، وفي الصين، إلا وفي أثارها ما يدل، على هذه الحيرة !! .
الرحلة التي لا تزال تحير الإنسان، وتثير انتباهه ما يدل، على هذه الحيرة !! .
الرحلة التي لا تزال تحير الإنسان، وتثير انتباهه ؛ حتى اليوم ! ..
.. رغم أنه إنسان ..(الذرة )، و(الكمبيوتر ) و(رحلات الفضاء المكوكية ) !
هذه ( الرحلة العجيبة )، التي نشتاق إليها، ونُدفع ! ..
التي نكررّها، و لا نمل !..
التي حيرتنا منذ القديم، ولم تزل ! ..
.. هذه ( الرحلة العجيبة )، التي ( تأخذ )، و( تستهلك ) من عمرنا .. ثلثه !..
(ندفعه )، ونمضيه فيها ونحن .. (راضين ) !، بل (راغبين ) ! بل (طالبين ) ! بل(مرغمين)، (مجبرين )!!
وما أعجب .. الإجبار، مع الرضا ! .. والإرغام مع الرغبة ! .
..هذه ( الرحلة العجيبة (هي .... (النوم )!
النوم الذي يضعف أمام سلطانه الإنسان ! .. ويستسلم إليه وهو جذلان ! ..
ويرضى بسيطرته وهو نشوان ! ..
فـ ( النوم سلطان ) ! .
(سلطان ) . محبوب، مرغوب !!
.. ولكن .. ما هذا السلطان ؟ ! ولماذا نستسلم له ؟! ولماذا نرضى بسيطرته ؟!
ما هو هذا ( النوم ) ؟ ! .. وما تعريفه ؟! .. ولماذا نخضع له ؟ !
وبمعنى أوضح ( لماذا ننام ) ؟!
.. في الواقع إن كل التعاريف للنوم، إنما هي ( تصف )!..
تصف، ما يحدث خلال هذه الظاهرة ! .. وتتفق على أن النوم هو حالة جسمية فيزيولوجية، يحتاج إليها الكائن طبيعياً، بصورة متكررة كل ليلة، وتدوم لفترة عدة ساعات، يكون خلالها الجهاز العصبي في حالة من الراحة، ويكون الوعي متوقفاً تقريباً، يحث يكون هناك عدم نشاط في الإدراك والشعور ،و بالتالي يتوقف التفاعل الحسي والحركي مع البيئة الخارجية، ويرافق ذلك، عضلات مسترخية وعينان مغلقتان، وهدوء في التنفس، وبطء في الدورة الدموية والنبض .
ويلخص جيمس دريفر James Drevers كل ذلك، بقوله عن النوم (إنه حالة فسيولوجية ليست مفهومة فهماً واضحاً فيها عدم حركة نسبياً، وفيها تفشل لاستجابات الواعية الصحيحة للمثيرات )
أما لماذا نخضع له ؟! . أما لماذا ننام ؟!
.. فسؤال، حير ( الأقدمين )، الأقدمين ! ..
وشغل فكر وأذهان المحدثين ! ..
ودفع ( المحدثين ) من المحدثين ! .. إلى البحث والتجريب ..
..فكانت ( خرافات ) ؛ و(سخافات ) !
وكانت (تأملات )، وسبحات ) ! .
وكانت (فلسفات )!
و كانت ( نظريات )! ..
صبي جميل .. بجناحين !
فعند ( الأقدمين ) الأقدمين ! .. كانت خرافات .. وكانت سخافات ! .. فالنوم إله يعبد!
و لذلك صنعوا له التماثيل، وصوّروه ! .. وتفنّنوا، فلوَّنوه !!
فتارة، على شكل (طائر الليل ) تخيّلوه ! .. وبجناحيه المفضضين يطير بهدوء ! ..وبغصن رطب، مندى بماء نهر النسيان ( ليثي Lethe)، يلمس جباه البشر، فينقلهم إلى عالم الأحلام، والسحر ! .. أو بحفيف جناحيه، يثقل الجفون، فتغلق العيون !
وتارة على شكل (صبي جميل ) .. صوَّروه ! ..وبجناحين أنيقين أكملوه !! يبتسم للزمان، وقد غلب على عينيه النعاس ! يمس رؤوس المتعبين مساً رقيقاً، فيرسلهم إلى(مملكته)!!.
وتارة أخرى .. تخيّلوه شيخاً كلَّ من الحياة . فنام على عصاه، في أثناء سفره على طريق الدهور !
وتارة قالوا إسمه هيبنوس Hypnos ( أي رب النوم عند الإغريق ) وهو شقيق رب الموت تاتاتوس ! .. وعدّوا هذين الشقيقين من أبناء الجحيم !!- (إله ) .. وفي الجحيم!! وأضافوا له ألهة أخرى، للمساعدة والمعاونة !!، مثل أبو مورفيوس وفانتاسوس، وكلاهما يجلب النوم !
وأما (هوميروس )، فزعم أن إله النوم يقيم في جزيرة لمنوس، إحدى جزائر بحر إيجه !!
.. ومن إله يقيم في جزيرة لمنوس ! .
ومن إله . من أبناء الجحيم !
أنقلب النوم، في فترات أخرى، من حضارات أخرى ! إلى أرواح شريرة!
فالأرواح الشريرة، تنتشر مع الظلام، وتجثم على صدور الناس، فتفرض عليهم النوم فرضاً !
والإنسان فيه جانب شرير، ينشط في الليل، ويتغلب على روح الإنسان الطيبة، فيدفعه إلى النوم ! ..
.. من ( إله ) و(شيخ فان )!
من (طائر ليل ) و(صبي مجنح ) !!
من خرافات، وترَّهات .. وسخافات وسذاجات !
ننتقل إلى ..
(تأملات ) و( سبحات )! ..
و(فتوح ) ! (ونظريات ) !
.. في الواقع إن الآلية التي يتم بها النوم آلية معقدة، ولم تكشف أسرارها النهائية حتى الآن!
فلا تزال حقيقة النوم يحفها الغموض ! .. ولا تزال (مخابر النوم ) في العالم !، تطلع علينا بين فينة وأخرى، بجديد ! ..
فهناك نظريات ( حديثة ) كثيرة، تحاول أن تبين لنا لماذا ننام ؟!
ولماذا نخضع لهذا ( السلطان ) ؟ !
.. وسأحاول استعراض هذه النظريات واحدة بعد الأخرى ..
ولكن قبل أن أفعل ذلك، أحب أن أشير، واستعرض، طائفة من الآراء، التي ظهرت عن طبيعة النوم، في عهد حضارتنا الإسلامية الزاهرة !
.. سنرى، عند مقارنتها بالنظريات ( الحديثة ) أن (حضارتنا ) قد سبقت إلى تلك النظريات .. وإن كانت اعتباراتها موجزة، ومقصورة على التأمل الفكري العميق، وعلى الملاحظة الدقيقة .
من حضارتنا !
يقول ابن خلدون في (مقدمته ) :
( ولما كانت الحواس الظاهرة، جسمانية، كانت معرضة للوسن والفشل، بما يدركها من التعب والكلال وتفشي الروح بكثرة التصرف، فخلق الله لها طلب الاستجمام لتجرد الإدراك على الصورة الكاملة، وإنما يكون ذلك بانخناس الروح الحيواني من الحواس الظاهرة كلها ورجوعه إلى الحس الباطن ) .
ويقول ابن عربي في ( الفتوحات المكية ) عن النوم :
(هو الغيبة عن المحسوسات الظاهرة الموجبة للراحة، لأجل التعب الذي كان عليه هذه النشأة في حالة اليقظة من الحركة، وإن كان في هواها )!
ويذكر المسعودي في (مروج الذهب ) مختلف الآراء المعروفة لعهده فيقول (فقال فريق:إن النوم هو اشتغال النفس عن الأمور الظاهرة، بملاقاة حوادث باطنة ).
ومنهم من رأى النوم في اجتماع الدم وجريانه إلى الكبد .
ومنهم من رأى أن ذلك هو سكون النفس وهدوء الروح ) .
وجاء في ( كشافات اصطلاحات الفنون ) للتهانوي أن النوم :
(حالة عارضة للحيوان، فيعجز عن الإحساسات والحركة الغير ضرورية والغير الإرادية، بسبب تصاعد أبخرة لطيفة سريعة التحلل إلى الدماغ، مغلظة للروح النفساني، مانعة عن نفوذه في الأعصاب .
فقوله عن الإحساسات أي الحواس الظاهرة، إذ الحواس الباطنة لا تسكن في النوم، خلافاً للبعض، فإنه زعم أن الحواس الباطنة تتعطل عند النوم .
وقوله والحركات الغير ضرورية إلى آخره، للاحتراز عن الحركات الطبيعية كالتنفس ونحوها، فإنه لا يعجز عنها، ولهذا عرّف أيضاً بترك النفس استعمال الحواس تركاً طبيعياً).
.. وهكذا فالنوم .. هو
رجوع الحواس عن الحركة، وسكون النفس وانقباضها مع الحرارة الغريزية، من الدماغ إلى داخل الجوف، وبخارات معتدلة تصعد من الجوف إلى الدماغ ..
.. وسننقل لك عزيزي القارئ (بحثاً) من كتاب المائة (في الطب ) وبعد إتمام الكتاب الذي بين يديك ! .. عُد إلى هذا (البحث ) .. وأقرأه !!
ثم قارن .. واحكم بنفسك !!
( قال أبو سله عيسى بن يحيى المسيحي : هذا هو الكتاب العشرون من كتبنا في صناعة الطب . وقصدنا فيه أن نتكلم في النوم واليقظة، والله تعالى هو المعين .
فنقول : النوم هو إمساك القوة النفسانية عن أفعالها .. وهذه القوى هو قوى الإحساسات وقوة التحريك بإرادة . ومتى أمسكت هذه القوة عن تحريك البدن واستعماله استرخى واجتمعت الرطوبات والأبخرة التي كانت تتحلل وتتفرق بالحركات واليقظة في الدماغ.الذي هو مبدأ هذه القوى، فينحدر ويسترخي .ذلك هو النوم الطبيعي.
وقد يكون الأمر بالعكس ذلك لعارض أو لمرض وذلك بأن تستولي الرطوبات استيلاء لا تقدر اليقظة على تفريقها أو تصعد بخارات رطبة كثيرة كما يكون بعقب الامتلاء من الطعام والشراب فيثقل الدماغ ويرخيه فيخدر وتقع إمساك القوى النفسانية عن أفعالها فيكون النوم .
وكما أن في الحركة تنشأ الحرارة الغريزة وتذكو وتشتد، لأن من شأن الحركة أن تسخن الأجسام التي هي بالقوة حارة، وتزيد في حرارة الأجسام التي لها شيء من الحرارة ،لذلك في الكون يجود تأثيره هذه الحرارة فيما يؤثر فيه وتجود الهضم ! لأن كل مؤثر في شيء متى كان ما هو وما يؤثر فيه ساكنين أمكنة التأثير فيه بالمقدار الذي يجب وعلى النحو الذي يجب . فإذن النوم أحد الأشياء الضرورية لقوام البدن لأن به تفعل القوة الغذائية أفعالها على التمام . فينهضم الغذاء ويتوزع على الأعضاء، وتستعد الفضولات للتحلل . والحركة تذكي وتنمي الحرارة التي قلت في ذلك النضج وانفصلت عن الأشياء التي أنضجتها وأثرت فيها فتعود إلى حالتها وتقوى على ترقيق الفضولات وتحليلها وتصير معدة لنضج الغذاء الثاني . وعلى هذا دائماً ينبغي أن يكون النوم متقدماً على الحركة وتكون الحركة تالية للنوم، ليتم اغتذاء البدن واندفاع فضولاته، والأرواح( المقصود بتعبيرنا هو الطاقة) التي كانت تتحلل دائماً لرقتها وسخونتها ولطافتها ولذلك تحتاج إلى أن تمد دائماً، فإنها عند الحركة يتحلل أكثر مما تستمد من خارج، لأنها تصير أرق وألطف وأسخن فيضعف أفعال القوى كلها، لأنها إنما تفعل بتوسط الأرواح ولذلك يضعف الفكر والإحساسات والهضوم والقوة التي تقل البدن وتمسكه، فيحدث التعب والفتور فنحتاج إلى النوم الذي هو سكون عن كل حركة، فتصير استمداد الأرواح أكثر من تحللها وترجع إلى حالتها من الوفور، فيقوم الإنسان من نومه . وقد استراح من التعب وصار أذكى حساً وأنفذ عقلاً وأقوى بدناً.
واليقظان وإن كان ساكناً غير متحرك فإنه في الوسط بين المتحرك والنائم، لأن القوة المتحركة باختيار إنما تفعل فعلها على التمام عند الحركة وتمسك عن فعلها على التمام عند النوم، وأما عند اليقظة والسكون فهي تمسك الأعضاء وتقل البدن وتدعمه سواء كان قاعداً أو مضطجعاً أو على شكل آخر بإرادته تمسك أعضاؤه على تلك الهيئة ولذلك صار القاعد متى نام سقط .
والسكون شبيه بالنوم يفعل شيئاً من أفعاله من الراحة عند التعب ونضج الغذاء ومواد الأمراض والزيادة في الروح . واليقظة شبيهة بالحركة، تفعل شيئاً من أفعالها من تذكية الحرارة وتحليل الفضولات والأرواح، وكما أن البدن لا تدوم صحته على دوام الحركة ولا على دوام السكون، كذلك لا يدوم صحته على اليقظة وعلى دوام النوم . ولكن يحتاج إلى كل واحد منهما في وقته وبمقداره .
والنوم يرطب البدن بمعنى أن البدن يتغذى أكثر وأجود ويتحلل رطوباته أقل فيصير أرطب مما كان، واليقظة تجفف البدن بمعنى أن البدن يتغذى أقل ويتحلل رطوباته أكثر فيصير أجف.
وكما أن النوم مبدؤه الدماغ بمعنى أن إمساك قواه عن أفعالها هو سبب النوم، كذلك النوم ينفعه أكثر عند الحاجة من منفعة أعضاء أخر .
ولذلك صار السهر المفرط يفسد مزاج الدماغ ويورث الضجر والبلادة ويضعف الفكر والرأي، وبالجملة يضر بأفعال القوى النفسانية ضرراً عظيماً.
والنوم باعتدال يذكي العقل والحواس، ويرد الرأي الشارد، ويخفف نكاية الهموم النفسية والأفكار الردية .
والنوم يخص نفعه الدماغ لأن راحته وإمساك قواه عن أفعالها .
وأما منفعة القوة الغاذية فليس لأنها تستريح وتمسك عن فعلها بل لأنها تتمكن من فعلها أكثر ,أبلغ عند سكون البدن بالنوم .
وأما منفعة القوة الحيوانية فلأنها تستريح عن حمل البدن . وإمساك أعضائه .
وأما الزيادة في الأرواح عند النوم فنافعة للقوى كلها وهي للقوة الحيوانية أنفع لأن تحلل الروح الحيواني في الحركة أكثر ..
والنوم يقوي القوة الطبيعية .. ويرخي القوة النفسانية والقوة الحيوانية .
واليقظة تقوى القوة النفسانية والقوة الحيوانية وترخي القوى الطبيعية .
والنوم يكثر فيه النضج ويقل الاستفراغ .
واليقظة يكثر فيها الاستفراغ ويقل فيه النضج .
والنوم يكون من رطوبة الدماغ بالذات و طبيعياً ومن برده بالعرض ومرضياً. وذلك أن البرد يخدر ويقل معه تفريق الرطوبات وتحللها التي كانت تتحلل وتتفرق بالحرارة فيحدث نوم أثقل من الطبيعي وذلك أمر مرضي ليس : بصحي واليبس يفعل سهراً بالذات وطبيعياً، والحرارة بالعرض ومرضياً على خلاف ما كان الأمر في النوم .
وأشد ما يحتاج إلى النوم عندما يكثر تحلل البدن من الروح والرطوبات .ولذلك يكون نوم من قد أعيا أشد استغراقاً خاصة إذا تناول طعاماً مرطباً .
وتناول الأغذية المرطبة والاستحمام بالماء العذب الفاتر على الرأس وشرب الشراب الممزوج بالماء يجلب النوم، ومن لم ينم بهذه الأشياء كان أمره ردياً، لأنه يدل على تمكن اليبس منه .
والنوم لا يحدث عن الحرارة، ومتى كان مع حرارة كان مضطرباً مشوشاً كثير التفزع والأحلام، سريع اليقظة .
والسهر قوي في إفساد الدم إلى المرارية وإضعاف الهضم وجلب الأمراض وخاصة في الأبدان النحيفة المرارية .
ومن كان في بدنه اخلاط يحتاج إلى النضج فإن النوم ينضجها، ومن كان محتاجاً إلى التحلل فاليقظة .
والنوم يجذب الأخلاط إلى باطن البدن فإن كل استفراغ دم من جراحة قطعه ،وكذلك القيء والإسهال والحركة تهيج الاستفراغات وتنشر المواد والرطوبات، والسكون يسكنها في أماكنها والأخلاط التي تحتاج إليها إلى أن ترق وتحلل ..فاليقظة نافعة لها ولكن بعد لتقدم إنضاجها بالنوم .
والأخلاط الباردة يضرها النوم الطويل، ويضر النوم في حميات معها أورام الأحشاء،إذا كان النوم في ابتداء دور الحمى وذلك أن المواد تنصب إلى باطن البدن في النوم فيزيد في الورم، ومتى كانت الأخلاط الدموية غالبة فاليقظة أنفع من النوم خاصة إذا كانت القوة قوية .
ومتى كان الأمر بالضد من ذلك فالنوم أفضل، والأبدان المرية والأمراض الحارة ينفعها النوم والسكون .
والأخلاط النيه والأمراض الباردة لا يستغني فيها عن الحركة في بعض الأوقات.
والنوم يرطب في جميع الأحوال وليس من شأنه أن يسخن أو يبرد في جميعها، ولكن يسخن في حال ويبرد في أخرى أما تسخينه فمتى صادف في البطن أطعمة وفي العروق أخلاطاً نية وباردة، فيقوى القوة الطبيعية في النوم فتهضم تلك الأطعمة والأخلاط، فيتولد منها دم جيد، فيسخن به البدن، وكذلك متى كانت في البدن حرارة غريبة أو حمى بسبب ورم في بعض الأحشاء فإن النوم في ابتداء النوبة يجمع تلك الحرارة والمواد داخل البدن ولا يدعها تتحلل أو تنتشر في جميع البدن فيسخن البدن أكثر مما كان قبل النوم بحرارة غريبة، ومتى كان النوم بعد الهضم وخلو العروق من الأخلاط التي ينبغي أن ينهضم لم يكن في البدن شيء ينشؤونه الحرارة في النوم ولم يكن للبدان أيضاً حرارة الحركة واليقظة، فيبرد البدن .
ومتى نام الإنسان وبه حمى من عفونة أخلاط نية وكان في الطبيعة فضل قوة يمكنها نضج تلك الأخلاط حتى يتولد منه دم جيد ! فإن البدن يسخن حينئذ ويبرد معاً . أما سخونته فبالحرارة الغزيزية، أما برودته فمن الحرارة الغريبة والسهر يفعل في كل واحد من هذه الأفعال ضد ما يفعله النوم .
والنوم المعتدل يولد دماً محموداً، والنوم المفرط يفسد الأخلاط، والناقص يجعلها مرارية.
والأصوات الملذة والمستوية مثل خرير الماء ونحوه، إذا لم يكن شديداً والتعب واسترخاء القوة والاستراحة من وجع والظلمة والسكون كلها جالبة للنوم ,
والمحموم ينتفع بالنوم عند انحطاط النوبة، كما يستضر به عند ابتدائها، ولذلك صار المحموم متى ضره النوم عند انحطاط حماه دلى على خطر شديد لأنه لما لم ينتفع بما هو أنفع الأشياء له في ذلك الوقت، دل على أنه في حالة ردية خبيثة، ومتى كانت الأخلاط رديئة خبيثة، كان النوم أضر على العليل من اليقظة، لأن النوم عند ذلك يزيد في الحمى والوجع لجمعه تلك الأخلاط داخل البدن، واكثار سيلانه إلى الموضع الذي يسيل إليه. ولذلك يزيد في ورم الأحشاء والسبب في ذلك هو أن الورم الحرارة الغزيزية متى كانت مستولية على الأخلاط انضجتها في وقت النوم، ومتى كانت الأخلاط أغلب من الحرارة مع اجتماعها داخل البدن دل على ضعفها في الغاية فكان علامة شر عظيم .
وإنما صار النوم ضاراً في ابتداء نوبة الحمى لأنه يجمع الحرارة في باطن البدن فإن كان هناك ورم يهيجه، وإن كان أخلاط رديئة ازدادت رداءةً .
والنوم في هبوط الحمى جيد لأنه ينضج الأخلاط ويدفعها إلى الخارج .
والأحلام المختلطة الردية تكون من أخلاط ردية ترتفع بخاراتها إلى الدماغ .
ومتى لم يكن في البدن اضطراب أصلاً قلت الأحلام .
والنوم الطويل الغرق، إذا عرض للأصحاء من غير سبب يوجبه كتقدم تعب أو غيره، فذلك منذر بمرض، وإذا عرض للمرضى دل على الإقبال في أكثر الأحوال.
وظاهر بدن النائم أبرد من باطنه، ولذلك يحتاج إلى فضل دثار في زمان . لو كان منتبهاً لم يحتج إليه .
ويعظم التنفس مع ذلك لأن الحرارة في الباطن أشد منها في حالة اليقظة .
والسهر يجوع الإنسان لأنه يقل فيه إغتذاء البدن ويكثر تحلله فتزداد الحاجة، والأمر في النوم بضد ذلك .
والنوم القليل بعقب الدواء المسهل والقيء يسكن التعب الذي تنال البدن منهما، وينضج بقية الأخلاط التي لم تستفرغ .
والنوم الكثير على الجوع وعلى الاستفراغ يطفئ الحرارة الغريزية .
ومتى كان النوم يغير لون البدن إلى أرداء مما كان في اليقظة أو يجلب وجعاً أو يجفف البدن كله كان مضراً ردياً .
والنوم بالنهار يغير اللون إلى الرداءة ويرخي ويضعف الشهوة ويحدث الكسل .
والنوم مستلقياً يضعف الهضوم، إلا أنه يريح العضل أكثر، ولذلك صار المريض الضعيف، ومن قد تعب جداً يؤثر الاستلقاء في النوم على الجنب .
ومن أدام الاستلقاء أسرعت إلى صدره النوازل .
والنوم بالغداة بعد الانتباه من نوم الليل والقيام وقبل الحركة والغذاء مضر جداً،لأنه يرخي البدن، ويفسد الفضولات التي يجب تحليلها بالرياضة، فيحدث تكسرا ًوإعياء وضعفاً)انتهى . – حرفياً - !

والآن ..ننتقل إلى استعراض النظريات ( الحديثة ) و( الأحدث ) ! . والتي تحاول أن تفسر (لماذا ننام ) ؟ ! ..
وهذه النظريات هي
1 – نظرية النوم الوعائية .
2 – نظرية النوم الكيماوية .
3 – النظرية الموضعية للنوم .
أ – (مركز النوم الدماغي )
ب – (المراكز المبعثرة المتصلة ) للنوم واليقظة .
ج – نظرية التغذية المرتدة لليقظة والنوم .
4 – نظرية الكف والإثارة (نظرية بافلوف ).
5 – نظرية ( النوم عادة ) !



اصعب شئ فى هذا العالم ان ترى اغلى واقرب من تحب يرمي بنفسه فى النار ولا تستطيع عمل شئ لسبب بسيط انه لا يريد منك التدخل
اصعب شئ فى هذا العالم ان تغمض عينيك عن الحق ارضاء لنفسك والنتيجه (اعمي فى كل الاحوال)

لاتضع كل أحلامك في شخص واحد ..ولاتجعل رحلة عمرك وجه شخص تحبه مهما كانت صفاته .. ولاتعتقد ان نهاية الأشياء هي نهاية العالم


يناير 05, 2007, 01:16:13 صباحاً
رد #4

اسلحة الطاقه

  • عضو متقدم

  • ****

  • 624
    مشاركة

  • عضو مجلس الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://al-naaeb.com/up
لماذا ننام
« رد #4 في: يناير 05, 2007, 01:16:13 صباحاً »
والآن..ننتقل إلى استعراض النظريات (الحديثة) و(الأحدث)!. والتي تحاول أن تفسر (لماذا ننام)؟!..
وهذه النظريات هي
1 – نظرية النوم الوعائية.
2 – نظرية النوم الكيماوية.
3 – النظرية الموضعية للنوم.
أ – (مركز النوم الدماغي)
ب – (المراكز المبعثرة المتصلة) للنوم واليقظة.
ج – نظرية التغذية المرتدة لليقظة والنوم.
4 – نظرية الكف والإثارة (نظرية بافلوف).
5 – نظرية (النوم عادة)!

1 – نظرية النوم الوعائية Vascular Theory
إن أنصار هذه النظرية، يرون أن النوم إنما يحدث ويحصل نتيجة لتبدل دوران الدم في الدماغ، حيث يقل الإرواء الدموي، وينقص مقدار الدم الوارد إلى الدماغ.. فيحدث النوم!
ولعلهم فكروا في ذلك، نتيجة لما لاحظوه من أنه إذا ضغطت الأوعية الدموية الكبيرة في العنق والتي تروي وتسقي المخ بالدم، مثل الأوعية السباتية، فإن المرء يغيب عن وعيه، ويسقط مغشياً عليه، كالنائم!
وكان العالم الفيزيولوجي الإيطالي الأصل موسو Mosso من أبرز أنصار هذه النظرية.. ولإثباتها لجأ إلى عدة تجارب مخبرية.. كان من أبرزها أن صنع فراشاً هو في الوقت نفسه ميزان!.أي ميزان على هيئة سرير ( Bed scale)!.. وأنام عليه شخصاً.. ونظر إلى أي جهة، سوف يرجح (الميزان السرير).. أمن جهة الرأس أم من جهة القدمين؟! فرأى أن الرجحان يحصل عند النوم من جهة الطرفين السفليين!.. أي أن رأس النائم يصبح أخف وزناً من رجليه!
بينما عند اليقظة، يحصل الرجحان من جهة الرأس!
فاستنبط من ذلك أن النوم.. إنما يحصل نتيجة لقلة تسرب الدم إلى المخ، وغيضه من الرأس!
ولكن العالم الفيزيولوجي الألماني، فيبر Weber، بين أن ذلك تفسير مغلوط، لحقيقة علمية، موضوعية مشاهدة!..
حيث أنه من المعروف أن اختلاف كمية الدم الموزعة على سائر أرجاء الجسم، في حالتي اليقظة والنوم، لا يقتصر على الدماغ والأطراف، بل هو يشمل أجهزة الجسم المتعددة وأقسامه المختلفة ولذلك فإن رجحان (الميزان السرير) من جهة الرجلين أثناء النوم، إنما يتم بتوزيع الدم بين جوف البطن والأطراف، وليس نتيجة لزيادة الدم الآتية من الدماغ.
وكما قال البعض إن النوم يحدث نتيجة لقلة الدم الوارد إلى الدماغ..
فإن فريقاً آخر، رأى العكس!.. فقال: إن زيادة الدم الواردة إلى الدماغ هي التي تستدعي النوم.
ولعلهم أخذوا رأيهم هذا، من أن الشخص الذي يصاب بنزيف دماغي أو أية آفة تدعو الدم إلى الدماغ، فإنه يفقد رشده،ويغمى عليه كالنائم!
وهذا أيضاً خطل!..
فإن من يقول ذلك إنما يخلط بين النوم الطبيعي المعتاد، وبين الحالات المرضية، كالغشي (عند من قالوا بقلة الدم الواردة) والسبات ( عند من قالوا بزيادة الدم الوارد).
أما ما يلاحظ أثناء النوم من تباطؤ دوران الدم، ونقص التوتر الشرياني، وبالتالي قلة الدم في الدماغ!
فإنه هذه أمور ترافق النوم وتواكبه، وتلازمه، ولكنها ليست السبب في حدوثه.
2 – نظرية النوم الكيماوية Chemical Theory
يتم في أثناء اليقظة العديد، العديد من النشاطات الجسمية..
فهناك.. غدد تفرز، عضلات تتحرك، قلب يخفق!، فكر يعمل، عين تبصر، بول يفرز!، أمعاء تتقلص وطعام يهضم.. وهكذا...
وعشرات الوظائف الحيوية الفيزيولوجية تعمل!
ومئات بل آلاف من العمليات الكيميائية تتم!..
وكأي عمليات كيميائية، فلا بد من نواتج عنها، أو (فضلات) و(شوائب) يلزم طرحها والتخلص منها من أجل استمرارية هذه العمليات..
فالجسم أثناء نشاطه هذا، النشاط العضلي والنشاط العصبي، في حالة اليقظة، ومن خلال عملياته الكيماوية الحيوية! وعمليات الاستقلاب (الأيض Metabolisim)، واحتراق الطاقات المختلفة، ومن خلال هذه السلسلة من النشاطات والفاعليات، فإنه يتشكل فيه العديد من (الفضلات) و(السموم)!
هذه (الفضلات) أو (المواد السامة) أو (المستقلبات الناهية)، وتسمى أيضاً (سموم منومة) أو (مواد متُعبة)،، تزداد تدريجياً في الدم، وفي السائل الدماغي الشوكي، لاسيما لدى من يجبر على البقاء في حالة يقظة مدة طويلة، وتتركز عند الدماغ والجهاز العصبي، لا سيما حذاء (التشكلات الشبكية)، بمقدار يكبح نشاطهما.. فيشعر الإنسان بالخمول والنعاس.. ثم تزداد حتى تؤدي إلى (انسمام) الدماغ! فيحدث النوم.
وأثناء النوم، وهدوئه وسكونه، وهموده وخموده!.. يتخلص الجسم من هذه النواتج الضارة عن طريق انحلالها، وتأكسدها، فيستعيد الجهاز العصبي نشاطه، وعندها يستيقظ الإنسان!
ولكن ما هي هذه ( المستقلبات الناهية) أو ( السموم المنومة)؟!
إن متشينكوف، تلميذ باستور، يوضح لنا بعضاً منها، حسب معارفه وعلومه!، فيقول:
( ارتأى، بعض من درس هذا الموضوع، أن عمل الأعضاء يولد مواد سماها (بروتوجين) تجلب الشعور بالنوم. وقال أنها تتجمع باليقظة، وتنحل بالنوم، بواسطة التأكسد.
وأن (حامض اللبن) أهمها عملاً، استناداً إلى أن هذا الحامض يساعد على النوم. فإذا صحت هذه النظرية، صحت المشابهة بين التسمم الذاتي بالحامض اللبني في الإنسان والحيوانات التي تميل بتأثيره فيها إلى النوم،وبين الميكروب الذي تولده، ويتوقف فعلها الاختماري بعد تكاثره. ولهذا فكما أن توقف الاختمار اللبني، قد يسبب موت الميكروبات التي تولد الحامض، فالنوم قد يتحول كذلك إلى موت طبيعي. على أنه لم يظهر إلى الآن ما يؤيد هذه النظرية.
وارتأى آخر أن النوم لا يحصل من تولد الحامض اللبني، إلا من بعض المواد القلوية، التي سماها غويته ( لوكومافين)، واتضح أنها تؤثر في المراكز العصبية، وتحدث تعباً ونوماً،فإذا كثرت في الجسم جلبت النوم ضرورة..
... فإذا صدقت هذه النظرية ثبتت المشابهة بين النوم والموت الطبيعي من جهة وبين توقف النمو وموت الخمير الذي يُستنبت في الأوساط الآزوتية من جهة أخرى، لأن موت الخمير ينتج عن التسمم بقلوي، وهو الأمونياك. إلا أن معارفنا الحالية لا تساعدنا على تعيين عمل التسمم النومي الخاص، ومعارفنا عن اللوكومايين لا تزال قاصرة.
مع ذلك فقد درسوا في السنين الأخيرة واحداً منها هو الأدرينالين..
.. وأثبت بعضهم أنه إذا حقن ملغ منه ممزوج بخمسة غرامات من محلول البحر الفسيولوجي (07.5 %) بجوار دماغ القطط، فعل فيها فعلاً منوماً. إذ تنام بعد دخوله بدقيقة، وتبقى مستغرقة في النوم 30 – 50 دقيقة. وتفقد الحساسية كل هذه المدة من سطح الجسم كله. وبعد أن يستفيق تبقى الحساسية ناقصة، وتظهر كأنها سكرانة، وتبقى كذلك مدة.
وبما أن النوم يرافقه أنيميا الدماغ، والأدرينالين يفعل فيه هذا الفعل، فيجوز أن يكون من جملة المولدات التي تتولد من عمل الأعضاء، وتجلب النوم، وأن يكون أهمها فعلاً.
وربما يناقض هذه النظرية ما ظهر من الأبحاث الجديدة عن التعب وأسبابه..
.. أثبت عالم، أجتذبت أبحاثه أنظار العلماء، أنه في أثناء قضاء الأعضاء لوظائفها تتجمع مواد خصوصية ليست حوامض عضوية ولا أنواع لوكومايين، بل مولدات ميكروبية سامة، وأمتحن ذلك في معمله، فأخذ حيوانات وأتعبها بالحركة العنيفة عدة ساعات حتى أعيت، ثم ذبحها واستخرج خلاصة من عضلاتها، وحقن بها حيوانات سليمة، ففعلت فيها فعلاً ساماً جداً، إذ ظهر عليها الوناء الزائد (التعب الشديد)، وماتت بعد 20-40 ساعة.
ومن أهم خصائص تلك الخلاصة أنها إذا أدخلت الى الدورة الدموية في الحيوانات السليمة، بكمية لا تكفي لقتلها، فعلت فعلاً مضاداً للسم، فهي كسم الدفتيريا الذي يتولد منه ضد له..) انتهى.
من استعراض هذا النص، القديم نسبياً، وبدون أن نعلق عليه! يتضح لنا أسماء لبعض هذه (المستقلبات الناهية) أو (السموم)، التي اعتبرت أنها تسبب النوم، مثل: البروتوجين الحاوي على حمض اللبن، اللوكومافين أو اللوكومايين ذات التفاعل القلوي ومنها الأدرينالين، والمولدات الميكروبية السامة!
ونضيف أيضاً إلى هذه (الأسماء)، مواد أخرى مقترحة!.. مثل:
(هيبنو توكسين)، (الاستيل كولين)، (مركب بروموري تفرزه الغدة النخامية)،و(حمض غاما أمينو هيدروكسي بوتيريك – Gamma Amino Hydroxy Butiric، والذي يرمز له بـ G.A.B.A،، حيث وجدوا أن حقن الوريد به، يسبب النوم،،
.. فكل هذه ( المواد) قد اعتبرت هي (السموم) التي (تسمم) الدماغ.. وتسبب النوم!
هذه هي النظرية الكيماوية في النوم..،
.. نظرية (السموم)! و(المواد المتعبة)..
.. نظرية (انسمام) الدماغ!
ولقد كان من أهم القائلين بها والمدافعين عنها، العالمان الفرنسيان (هنرى بيرونH. Pieron) و (لوجندر Legendre)، ولا سيما بيرون، حيث كانت هذه النظرية كثيراً ما تقترن باسمه، فلقد أجرى بيرون مع ليجندر، عدداً من التجارب المخبرية لدعم هذه النظرية.
ولا بأس من أن نعود إلى الماضي قليلاً إلى سنة 1913.. وندخل إلى مختبر (الفرنسيين) ونطلع على تلك التجارب!
..كان بيرون وليجندر يحولان بين عدد من الكلاب، وبين النوم لفترة طويلة نسبياً، بحيث يبدو أنها قد أشرفت على الإجهاد والإعياء، وعند ذلك يعمدون إلى مصول دمائهاserum فيأخذونها ويحقنون بها في أوردة كلاب أخرى، قد أيقظت لتوها، بعد أن نامت نوماً جيداً فبدت في حالة قوية نشطة، وفي حالة يقظة تامة، فيجدون أن تلك الكلاب تستسلم فوراً للنوم عقب هذا الحقن!
.. فبعد أن حرموا كلاباً من النوم لمدة عشرة أيام متتالية، متتابعة، أخذوا منها(السائل الدماغي الشوكي cerebro spinal fluid)، ثم حقنوا هذا السائل المأخوذ، في البطينات الدماغية (التجاويف المخية cerebral ventricles)، لكلاب أخرى في حالة نشطة، وفي حالة يقظة تامة، بعد أن نامت نوماً مريحاً، فوجدوا أيضاً نفس النتيجة السابقة، حيث استسلمت هذه الكلاب للنوم، عقب ذلك الحقن فوراً!
ونتيجة لهذه التجارب، قرّر العالمان الفرنسيان، أن النوم، إنما يحصل بفعل نشوء (توكسينات النوم) أو (التوكسينات المخدرة) أي (المواد المنومة Hyponotoxins) والتي تتجمع في الدم وفي السائل الدماغي الشوكي، وتؤدي إلى (انسمام) الدماغ!.. وبالتالي إلى النوم.
وبأسلوب آخر من التفسير.. فإن بيرون يعتقد أن النوم، هو عبارة عن (منعكس دفاعي)! هذا المنعكس ينهي مراكز النوم العصبية، مما يؤدي بالتالي إلى حماية البدن، أعضاءه وأجهزته، من تأثيرات (السموم الخلطية المنومة)، المتكونة في حالة اليقظة والنشاط!..
من جهة أخرى، نرى أن العالم الفسيولوجي السويسري (إدوارد كلاباريد)، يقول بنفس الرأي، وهو (التسمم): (فالنوم ظاهرة قوية، تحصل بعد أن تتجمع في الجسم الحواصل الصادرة من عمل الوظائف) إلا أنه يفسره تفسيراً آخر! (فالنوم هو ظاهرة غريزية (طبيعية) تتوقف الوظائف بها عن العمل، وأن الإنسان لا ينام، بسبب التسمم أو الإعياء، بل ينام منعاً لهما!
أي أن النوم وظيفة حيوية، يحاول حماية الجسم من التسمم العام،ويهيئه لاستقبال المجهود!
فنحن ننام حتى لا نتعقب، ودفاعاً عن الجسم والنفس!..
فنحن ننام كي نغمض أعيننا عن واقع الحياة، بعض الشيء، ثم نستعد بعد ذلك للإقبال على الحياة!.
وبهذا يبدو لنا أن ( السويسري) يتفق في النهاية مع ( الفرنسي)!
.. لقد سادت هذه النظرية فترة من الزمن، على الرغم من أنها ليست سديدة!..
فهناك جملة من الحقائق الصلدة، (تدمغها، وتسفهها)!
فالتجارب التي ذكرناها كانت (تؤدي)، و (تقوم) على إرهاق الكلاب بالتعب المستمر، حتى يحرموها من النوم، ويذودوه عنها، ولأيام عديدة متتابعة، وصلت إلى عشرة أيام!.. وهذا طبعاً سوف يرهق وينهك الأجهزة العصبية المركزية لهذه الكلاب، ويحدث لديها حالة من الإجهاد، والنصب، والتعب، عنيفة وشاذة!
تستنزف طاقاتها الحيوية الطبيعية..
ومن المعروف أن هذه الحالة المنحرفة الشاذة ليست بذات علاقة عضوية وطيدة، بحالة النوم الطبيعية المألوفة!..
فحال (الكلب) المجهود، ليس كحال (الكلب) الذي يأتيه النوم إتياناً طبيعياً!..
فالأجهزة العصبية المركزية المستنزفة، بفعل الإرهاق المتواصل الذي تعرضت إليه الكلاب، وأيضاً أجهزتها الجسمية الأخرى، التي تعرض بالتبعية لحالة إعياء مشابه، كل ذلك أدى إلى حدوث، فضلات كثيرة تجمعت في الدم، بما فيها (المواد السامة) أي (التوكسينات) فأثرت جميعها، دون شك في تهيئة الجسم للاستسلام للنوم.
ولكن ما طبيعة النوم هذا، نفسه؟! وما هي حقيقته؟!
ذلك ما تتفاداه هذه النظرية، وتغض الطرف عنه!.. مع أنه جوهر الموضوع.
وبالإضافة لما سبق!
فإن هذه النظرية لا تستطيع أن تفسر حدوث النوم المفاجئ، وأيضاً اليقظة المفاجئة!.. وهذه الحالة كثيرة الحدوث والمشاهدة، في مجرى الحياة اليومية، فالنوم قد يغشى الشخص بغتة ويزول عنه بغتة!
فلو كان (التسمم الذاتي)، المفترض، هو سبب حدوث النوم، لوجوب أن يحدث النوم دائماً، بصورة متدرجة، وأن يكون غشيانه متمهلاً!.. ويجري بنسبة تراكم (الفضلات)! فهذه (الفضلات) إنما يحصل تجمعها شيئاً فشيئاً وبصورة متدرجة..
وكذلك الحالة في اليقظة والإفاقة، فيجب أيضاً أن تتدرج، بتدرج إطراح هذه (السموم)!
و اعتراض آخر!..
فهذه النظرية لا تنسجم مع ما نشاهده في حياتنا اليومية المعتادة، وذلك عندما يكتفي شخص ما، بحالة نوم (خفيف وسريع) لا يتجاوز بضع دقائق، يغفو فيها، ثم ينهض بعد ذلك نشطاً منتعشاً، مستجماً، ليستأنف عمله اليومي المعتاد، وقد زال عنه النعاس والوسن!..
فمتى حدث ( الانسمام)؟! ومتى (زال)؟!
وأيضاً!!
هذه النظرية لا تفسر بصورة مرضية صحيحة، لماذا لا ينام الناس، الذين يجلسون ولايفعلون شيئاً، لماذا لا ينامون مدداً أقل من أولئك الناس الذين يقومون بأعمال جسمية أو عقلية شاقة، وهذا مشاهد معروف؟!
فالمفروض، حسب هذه النظرية، أن من يتعب أكثر تزداد تلك (السموم) في جسمه أكثر! وبالتالي يجب أن ينام فترة أطول.. أطول من أولئك الذين لا تتشكل في أجسامهم(تلك السموم) بتلك الكمية، نظراً لأنهم في حالة راحة أكثر!..
وكذلك!!
كيف نفسر إذن حسب هذه النظرية، نوم الأطفال الطويل، رغم أنهم لا يتعبون، ولاتتشكل في أجسامهم تلك ( السموم) بذلك المقدار الذي يكفي لنوم معظم ساعات اليوم؟!.
ورغم أن ( ميتشينكوف) حاول أن يعلل ذلك ويبرر النظرية!، بقوله'<img'> إن النوم الطويل عند الطفل يرجع إلى أن الطفل تتأثر أعصابه بسهولة، ويؤثر فيه أقل شيء من العوامل المضرة)!.. إلا أن اعتراضنا، يبقى، وجيهاً!
واعتراض آخر!..
قد يكون بنظر البعض ( القشة) التي تقصم ظهر البعير!.. ولكنه في الحقيقة، ليس (قشه)! وإنما ضربة موجعة، تكسر الظهر، و(فقاره)!!.
هذه ( الضربة الموجعة)..جاءت من حالة ( تشوه خلقي)!..
ومن ( أنثيين)!!..
.. أختين توأمين، من سيام، ولدتا،وقد اتصلت إحداهما بالأخرى!:siamese conjoined Twins:
جهاز الدوران الدموي، مشترك بينهما، فالدم ذو تركيب واحد، ويجول في الأختين!..فإذا زرقت إحداهما، بمادة كيماوية في وريدها، وجدت هذه المادة في دم الأخت الأخرى!.. وإذا لقحت إحداهما بأحد اللقاحات الواقية كالجدري، تولدت المناعة لدى كلتيهما.. مع أن الأخرى لم تلقح!.
أما الجهاز العصبي فإنه مستقل ومنفصل، فكل واحدة لها جهازها العصبي الخاص!.. فلو وخزت إحداهما بإبرة تألمت الموخوزة وحدها،وبقيت (أختها الملاصقة) بلا ألم!.
وكذلك كانت حركاتهما، مستقلة ومنفصلة، الواحدة عن الأخرى!.. ما يدل على انفصال الجهازين العصبيين المركزيين ( للأختين المتلاصقتين)!
هذه الحالة تشكل فرصة نادرة، لاختبار صدق (نظريات السموم النومية)!..
فلو كان الأمر عبارة عن (فضلات) و (سموم) و (انسمام) دماغ!.. لكان من الواجب أن تنام الأختان سوية، وتستيقظان سوية!.. (فالفضلات) التي تتشكل في إحداهما، تنتقل (بالدوران المشترك) إلى الأخرى، وبالتالي يمكن أن (تسمم الدماغ) أو بالأحرى ( الدماغين المنفصلين) وتنام (الأختان)!..
.. وراقب العلماء السوفييت، سلوك (الأختين) مراقبة يومية، ولبضع سنوات! راقبوا النوم واليقظة عندهما في الأحوال الطبيعية، ثم راقبوا النوم واليقظة، عندهما حين تختلف أحوال تغذيتهما، وتختلف الشروط المؤثرة في النوم واليقظة.
فماذا كانت نتيجة هذه الملاحظة والمراقبة المستمرة لـ(بضع سنين)؟!
لقد تبين لهم أن (الأختين) تتفاوتان في مدة نومهما اليومي!
وتتفاوتان في مواقيت نعاسهما!
وتتفاوتان في خصائص النوم واليقظة!.
فلكل واحدة خصائص خاصة!.. رغم أنهما (أختان) و(متلاصقتان)!..
فقد تكون إحداهما مستغرقة في النوم، في الوقت الذي تكون فيه أختها (الملاصقة) مستيقظة!
... وأيد عالم (إنكليزي)، العلماء (السوفييت)!..
فلقد وجد شبهاً لتلك الحادثة.. فالأخ ( الملاصق) مستقل بنومه عن أخيه ( الملاصق) الآخر!
إذن!!.. هذه النظرية غير..
مهلاً!!.. لا تكمل!..
فهذه الاعتراضات، التي مر ذكرها، يجب ألا تفسر، على أنها تنفي نفياً تاماً وحاسماً، تكديس بعض المواد (السامة) و(الفضلات الكيماوية) في الجسم، من جراء تعرض الجهاز العصبي المركزي للتعب والنصب، بفعل نشاطه اليومي المعتاد المتواصل، وإمكانية تهيئة حالة فسيولوجية ملائمة لحدوث النوم، على نسق ما تفعله الظروف البيئية المحيطية الملائمة، مثل الظلمة، والدفء، وقلة الأصوات، والسرير الجيد، والفراش المريح الخ، حيث تهيئ لظهور النعاس والنوم السريع الذي لا يلبث أن يصير نوماً عميقاً ثقيلاً!.
ولكن إن حدوث هذا النوم، في أعقابها، لا يدل على أنه حدث نتيجة لها، أو أنه حصيلتها الفسيولوجية الحتمية!.
فظاهرة التعاقب هذه، بين حادثتين، تشكل ( السموم) و( النوم) لا تعني بالضرورة وجود روابط عضوية بينهما، على نسق الرابطة السببية بين، النتائج ومقدماتها!.
وهكذا تكون هذه النظرية، قد توضح، (أسباباً) من الأسباب التي تهيئ للنوم، ولكنها لا تفسر النوم في ذاته، ولا توضح طبيعته، ولا تشرح ماهيته، ولا تُعرفُ، وتفصل أصله!..
ولكن!..
ولكن ماذا؟!.. ماذا بعد كل ما ذكر؟! أهناك شيء يذكر؟!
أجل!!
فمسيرة العلم لا تتوقف، وأبحاث العلماء لا تنتهي!..
وجهود هنري بيرون ( الفرنسية)، ربما، لن تضيع سدى.. ولكن على (الطريقة الأمريكية)!.
فمنذ الستينات، من هذا القرن، وباحث أمريكي،يعمل أستاذاً لعلم وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا) في جامعة هارفرد الأمريكية، هو الدكتور ( جون بنهايمر)، ومعه فريق من العلماء المساعدين هم: ( مانفرد كارنوفسكي)، و( جيمس كروجر) يجرون أبحاثاً علمية واسعة النطاق من أجل عزل (مادة النوم الطبيعية) أو تلك (السموم)! التي تحدث عنها (بيرون)!..
وعوضاً عن (كلاب بيرون المرهقة) فإنهم اتخذوا ( الماعز) وسيلة للتجريب!..
وحرموها من النوم لمدة يومين، ومن السائل الدماغي الشوكي لها، أخذوا – كما فعل بيرون بكلابه – مقادير صغيرة، ثم حقنوا هذه المقادير في أدمغة بعض الأرانب والفئران، فنامت على الفور!..
وعندما أعيدت التجربة، باستخدام مقادير من (السائل الدماغي الشوكي) لماعز أنفق ليله في النوم، لم تكن لتلك المقادير، أي تأثير على الأرانب والفئران!..
فاستخلصوا من تلك التجارب أن (السائل الدماغي الشوكي) يحتوي على مادة تؤدي إلى النوم، أطلقوا عليها اسم (عامل النوم sleep Factor)،، واختصار (العامل س) Factor S.
إلى هنا و(التجربة الأمريكية) لا تختلف عن (التجربة الفرنسية).. سوى في الأسماء!!
ولكن الأمريكيين، تابعوا المسيرة.. يريدون أن يعرفوا، ما هي هذه المادة بالضبط؟!
وما هو تركيبها؟! وما هي مقاديرها؟!
وقضوا أربع سنوات وهم يجمعون السائل الدماغي الشوكي من الماعز المرهق المحروم من النوم.. وفي نهاية السنوات الأربع، لم يتجمع لديهم سوى جالون ونيف، بالمقياس الأمريكي، من السائل الدماغي الشوكي!! وهي كمية لا تكفي للتحليل والبحث والتنقيب!..
فانصرفوا عن ( الماعز) إلى ( الأرانب).. واستمروا يجمعون تلك المادة، من أمخاخ (الأرانب)، حتى وصلوا إلى (15 ألف أرنب)!! ولكنهم فوجئوا بأن تلك الكمية، قليلة أيضاً ولا تسمح بتحليلها كثيراً، ولا قليلاً!
وعندما تحولوا إلى ( الإنسان)!.. إلى (بوله)!.. لجمع المادة المطلوبة.. وبلغت الكمية التي استطاعوا عزلها من كمية (ألف جالون أمريكي) من البول، 30 ميكروغرام فقط!(أي أنه يلزم 126 مليون ليتر من البول [أي حوالي 126 ألف طن!]، لنحصل على غرام واحد فقط من هذه المادة! ].
وعلى الرغم من ضآلة هذه الكمية!... إلا أنها كانت كافية لتحليلها، وتحديد بنيتها الكيماوية!
وهنا تفوق (الأمريكان) على ( الفرنسيين)!.. إلا أنه كان تفوق التقدم العلمي، والمسيرة العلمية، السائرة أبداً نحو الأمام!..
.. وهكذا ومع مطلع عام 1982م، وبعد أكثر من عقدين من الزمن، من تجارب متكررة! أكد فريق هارفرد، وعلى رأسهم (جون بنهايمر)John Papienheimer كما ذكرت، أن (مادة النوم الطبيعية) قوامها أربعة أحماض! وهي:
Muramic Acide و Diaminopimelic Acide و Alanine وGlutamin Acide –و المادتين الأخيرتين، معروفتان بوجودهما في البكتريا، أما وجودهما في جسم الإنسان، فلم يكن معروفاً قبل ذلك –
وعندما جرّبوا حقن (مادة النوم الطبيعية) هذه في الأرانب، وجدوا أنها تضاعف مدة النوم التي تحتاجها هذه الأرانب ضعفين إلا ربعاً! أي (1,75).. فلو كانت مدة النوم هي 40 % من ساعات اليوم، لأصبحت 70 % من تلك الساعات، نتيجة لتناول مادة النوم هذه!.. وذلك دون التعرض للآثار الجانبية التي تحدثها مواد النوم الكيماوية! حيث أنها تختلف عن (الحبوب المنومة)، وذلك على حد قول بنهايمر، فهي لا تجبر حيوانات التجارب، الأرانب هنا، على النوم ( فتأثير المادة لا يحدث إلا إذا كانت الحيوانات، تشعر بالأمان وتمر بظروف عادية، عند ذلك فإن الحيوانات تنام بشكل طبيعي بعد حقنها بهذه المادة)!
وبعد.. ألا يحق لنا أن نتساءل، ما الذي أضافته هذه الأبحاث والتجارب الحديثة إلى النظرية الكيماوية؟!
لقد حدّدت لنا بالتفصيل العناصر، التي تتألف منها ( مادة النوم الطبيعية).أو كما كانوا يسمونها (المواد المتعبة) أو (المستقلبات الناهية) أو (الفضلات) أو (السموم) أو..الخ.
ولكن: إلى الآن، لا تزال، اعتراضاتنا، وانتقاداتنا، لهذه النظرية – الكيماوية – في محلها ومقبولة!
... وستبقى!.. حتى تكتشف أبحاث أخرى، ألغازاً جديدة، عن طريقة عمل هذه الأحماض وآليتها، ومكان عملها، ومكان إفرازها وإنتاجها!
... وعندها.. يصبح لكل حادث حديث!..
ولكل جديد.. تفسير، ومقال!!



اصعب شئ فى هذا العالم ان ترى اغلى واقرب من تحب يرمي بنفسه فى النار ولا تستطيع عمل شئ لسبب بسيط انه لا يريد منك التدخل
اصعب شئ فى هذا العالم ان تغمض عينيك عن الحق ارضاء لنفسك والنتيجه (اعمي فى كل الاحوال)

لاتضع كل أحلامك في شخص واحد ..ولاتجعل رحلة عمرك وجه شخص تحبه مهما كانت صفاته .. ولاتعتقد ان نهاية الأشياء هي نهاية العالم


يناير 05, 2007, 01:17:39 صباحاً
رد #5

اسلحة الطاقه

  • عضو متقدم

  • ****

  • 624
    مشاركة

  • عضو مجلس الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://al-naaeb.com/up
لماذا ننام
« رد #5 في: يناير 05, 2007, 01:17:39 صباحاً »
بقية الحديث عن لماذا ننام؟ وما هي نظريات النوم؟
3– النظرية الموضعية للنوم.
أ – ( مركز النوم الدماغي) Sleep Center
في القرن الماضي كان جراّحو الأعصاب يجرون عملياتهم الجراحية الدماغية، دون الاستعانة بالتخدير، وأثناء وجود المريض في حالة يقظة! ..
وخلال هذه العلميات، شاهدوا أن مريضهم (الصاحي)! يستسلم فجأة (للنوم) في حالات معينة، عندما تمس أدواته الجراحية (تجمعاً) معيناً من الخلايا العصبية الموجودة في بعض المناطق العميقة، داخل الدماغ! ..
ودفعتهم هذه المشاهدات، والملاحظات إلى افتراض وجود (مركز للنوم)! فلا بد أن تكون تلك (التجمعات من الخلايا العصبية) مسؤولة عن النوم، ومسيطرة عليه! وإلا لماذا ينام هذا المبضوع (الصاحي) بمجرد أن تمس تلك (التجمعات)؟!
وإن افتراض وجود (مركز للنوم) ليس بالأمر المستغرب! ..
فالنوم عملية فسيولوجية، وظاهرة ذات شأن في حياة الإنسان، ولا تقل أهمية، بأي حال من الأحوال، عن العمليات الفسيولوجية والظواهر الأخرى المهمة في حياة الإنسان، مثل التنفس وضربات القلب، والشهية، والإحساس بالعطش .. الخ .. وكل هذه العمليات والظواهر الأخرى المهمة في حياة الإنسان، مثل التنفس وضربات القلب، والشهية، والإحساس بالعطش .. الخ .. وكل هذه العمليات والظواهر، معروف لها مراكز عصبية موجودة في الدماغ، وتسيطر عليها! ..
فما وجه الغرابة إذن في وجود مركز للنوم في الدماغ، يوجهه ويشرف عليه، ويكون مسؤولاً عن حدوثه، ويتحكّم فيه، وهو لا يقل (أي النوم) أهمية عن تلك الظواهر والعمليات التي لها (مراكز دماغية)؟
ولقد كانت، هناك دلائل، وملاحظات أخرى تدعم هذه (الفرضية) في بدء ظهورها أو بالأحرى هي التي دعت إلى (افتراضها).
فلقد لاحظ عالم الفسيولوجيا النمساوي (اكونومو) C. Economo أن المرضى الذين يموتون نتيجة إصابتهم بالتهاب الدماغ Encephalisitis، كانوا يبدون قبل وفاتهم اضطرابات في النوم، مثل الوسن والنعاس والنوم المتواصل! ..
ولماّ تم تشريح جثثهم! ...وجد أن التغير المرضي الالتهابي، إنما يكمن في أجزاء الدماغ القريبة من قاعدته ..
ولقد دعته هذه المشاهدات، إلى أن يفترض وجود مركز في تلك الأجزاء، هو الذي أدى نتيجة إصابته إلى اضطرابات النوم التي لوحظت قبل النوم!
كما أن العالم ( موتنر) Mauthaner قد لاحظ نفس الملاحظات!
وصرح في عام 1890م أن حالة النوم، التي لوحظت وشوهدت، خلال جائحة، مرض النوم (التهاب الدماغ النومي) إنما تعود إلى تخريب بعض المناطق الدماغية، نتيجة الآفات الالتهابية .. وحدّد هذه المناطق في ( المادة الرمادية) حول ( بطانية الدماغ)!
وبعد موتنر، كشف (هولزر Holzer) في إحدى وافدات التهاب الدماغ، بؤرة تصلب متسعة تناولت قسماً من اللطخة السوداء من جهة، والمنطقة الرمادية المحيطة بقناة (سيلفيوس) والقسم البطيني من البطين المتوسط من جهة أخرى.
كما أن (بت Pette) طرح في سنة 1923 مشاهدة طريفة، شاهدها في مصاب كان يدمن الكحول، أصابه شلل عيني فجائي استولى على جميع العين اليمني، وكان شللاً ناقصاً في اليسري، وزاد عليه فرط ميل إلى النوم، لا يغلب! ..
وحين فتح جثته بعد موته، كشف الفحص بؤرة تلين متسعة، تمركزت في السويقة الدماغية، بين اللطخة السوداء، وقناة ( سيلفيوس) وكانت النواة الحمراء في الأيمن سليمة، أما في الأيسر، فقد تناولتها الآفة باجمعها، وامتدت منها إلى السرير البصري الأيسر حتى الخط المتوسط.
وذكر لوكش Lucksch مشاهدة تظاهرت بالميل إلى النوم، كشف معها وجود بؤرة خثرية عقب إصابة المريض بالتهاب الشغاف خربت المادة السنجابية الكائنة في القسم الخلفي من البطين المتوسط، وتناولت معها أيضاً القسم الأوسط من جدار قناة (سيلفيوس) وقد امتدت استطالة صغيرة منها نحو النواة الأنسية من السرير البصري والحديبة التوأمية اليمنى.
و أثبت بوغايرت Bogaert) من جهة أخرى توضع آفة مخربة في المنطقة المجاورة لقلنسوة السويقة المخية، سببت في المصاب ازدياد الميل إلى النوم مع فالج في الشق الأيسر، و لقوة وشلل في العصب الاشتياقي في الشق الأيمن، ورافقها تناذر ارتجاج عضلي.
أما عالم الفسيولوجيا السويسري (هيس W.R. Hess)، فلقد كان من أنصار هذه النظرية (نظرية مركز النوم) أو بالأحرى من أشد القائلين بها، حتى أنها كثيراً ما تقترن باسمه! .. ولقد أجرى تجارب مخبرية عديدة، لإثباتها، وتدعيمها! ..
.. فكان يخدر حيواناته المخبرية، وهي القطط، ثم يفتح في جماجمها ثقباً يدخل فيه قطبين كهربائين Electrode، هما عبارة عن سلكين معدنيين دقيقين، ومعزولين، إلا في نهايتهما، بحيث يلامسان موضعاً من مواضع الدماغ، يحدّده ويعرف مكانه التشريحي!..
وبعد الانتهاء من هذه العملية الدقيقة، كان يخيط الجروح، ثم يترك الحيوان حتى يشفى و(تندمل جراحه)! .. فإذا كان الحيوان في (عافية) بعد ذلك، عمد عندها، إلى إمرار التيار الكهربائي في السلكين المغروسين في الدماغ، منبهاً المنطقة المقصودة . وملاحظاً، ومسجلاً، ما يطرأ على الحيوان من تغيرات .. وتبدلات!
ومن تبديل موضع ( سلكيه)! .. وتغير الأمكنة .. وتعدد التجارب .. توصل إلى أنه إذا كان السلكان مغروزين في منطقة معينة من الدماغ تسمى ( المخ الفاصل أو البيني أو العميق أو الدماغ المتوسط أو مضيق الدماغ أو سرير المخ Diencephalon أوThalamencephal وThalamencephalon) وتم التنبيه، فإن القطة التي كانت في حالة يقظة، تمر بجميع الخطوات والمراحل اللازمة للنوم! .. من البحث عن مكان مناسب، والتقوس في الوضع المألوف المميز لها! ثم تغلق عينيها، وبعد دقائق قليلة، تستغرق في النوم العميق! ..
وفي تجارب (حديثة) تبين أن التخطيط الدماغي الكهربائي، المرافق لمثل هذه التجربة، لا يختلف في نمط موجاته وإيقاعاته، عن النمط الخاص بحالة من النوم الطبيعي! ..
كما وجد أنه يمكن، إيقاظ القطة (لحظياً) بواسطة منبهات مثل الصوت العالي أو رائحة اللحم! على أنه إذا كان التنبيه مستمراً، فإنها تميل، لأن تعود إلى حالة النوم!
.. ولقد وجد "هيس" أن تخريب هذه المنطقة، وإتلافها تجريبيا يؤدي أيضاً إلى حدوث النوم!
أما عندما كان السلكان في مناطق أخرى من الدماغ، فإن (بعث) التيار الكهربائي فيهما، لم يؤد إلى النوم.
إذن لا بد أن تكون هذه المنطقة هي المسؤولة عن النوم ،وهي مركزه!.
..هكذا رأى ( هيس)! وتجاربه لا غبار عليها. فلقد جرّب بعض العلماء السوفيت مثل تجاربه، ,وأفضوا إلى مثل نتائجه!
وهكذا تضافرت جهود (هيس) مع جهود (اكونومو) في تأييد نظرية (مركز النوم الدماغي)!
.. ولكن (بافلوف) العالم ( الروسي) يعترض على افتراض (السويسري) و(النمساوي)!.. وينكر وجود (مركز للنوم) ويفسر الظواهر والتجارب التي لاحظها (اكونومو) واعتمد عليها (هيس)، يفسرها تفسيراً آخر!.
فبناء على تجاربه، وجد أن حالة النوم المرضي الطويل الأمد، الذي يعتري المصابين بالتهاب الدماغ، لا تعود إلى وجود (مركز النوم) المفترض وجوده في (ما تحت السرير البصري)! .. وإنما يعود سبب هذا الرقاد، والنوم، إلى تلك التخريبات والأذيات Lesions الحادثة، في هذه المنطقة، مما يؤدي إلى (إعاقة) أو (صد Block) أو (حجب) إيصال أو نقل الرسائل العصبية الآتية من جميع أرجاء الجسم .. إلى الدماغ وخاصة لحائه! ..
وإن هذه (الرسائل العصبية) أو (الإثارات) أو (التنبيهات البيئية) لها أهمية كبيرة في (استمرار) حالة اليقظة وفي (حدوثها ابتداءً)! .. فعندما ينقطع إيصالها . يمكن استمرار حالة اليقظة .. فيحدث النوم! .. يحدث نتيجة لعدم تنبه اللحاء (القشر الدماغي)من الإثارات الحشوية (الجسمية)، وليس نتيجة لوجود (مركز النوم) وتنبهه، أو تخربه!!
ولقد قطع أحد تلاميذ بافلوف، الأعصاب التي تصل المخ، بأعضاء الشم والسمع والبصر! .. عند أحد الكلاب التي تتم عليها التجارب، فوجد أن الكلب ..نام واستغرق في النوم! ..
فقام (الأستاذ) بافلوف، وفسر ذلك بأن النوم، قد حدث نتيجة لقلة وصول الرسائل العصبية (الإثارات أو التنبيهات)، من العالم الخارجي، عند الكلب، إلى مخه لا سيما لحائه! .. حيث لم يحدث في هذه التجربة أي إثارة أو تخريب (لمركز النوم المزعوم).ومع ذلك حدث النوم! .. فلا بد أن يكون حدوثه، ناتجاً عن (حجب) وصول (الإثارات) الآتية من البئية إلى قشر الدماغ!، فنحن لم نفعل سوى ذلك.
.. وكما انتقد، بافلوف، ملاحظات "أكونوموا" وفرضه! .. كذلك، انتقد أيضاً تفسير (هيس) لنتائج تجاربه!
فالنوم عند (قطط هيس) الحادث بعد إمرار التيار الكهربائي، كان ناجماً عن تنبه الأعصاب الواصلة إلى لحاء نصفي الكرة المخية، تنبهاً ضعيفاً وانياً إيقاعياً، متسبباً عن (بعث) الكهرباء من داخل الدماغ، بشكل، يشبه التنبيهات الإيقاعية الآتية من الخارج والمواتية، لإسباغ النوم وإحلاله، وليس نتيجة لتنبيه خلايا عصبية في مركز النوم المزعوم!!
.. إذن، الأمر في النوم، لا يعدو أن يكون تنبيهاً (للقشر الدماغي) ولا علاقة لما تحته من (بُنىً) و..
مهلاً .. لا تستعجل الأمور! ..
فصحيح أن بافلوف ينكر وجود (مركز النوم) هذا في البنى (الموجودات والمكونات)الموجودة تحت القشر. إلا أنه في نفس الوقت، وكما يقول، لا ينطوي هذا النكران أبداً على (خفض مكانة) ونكران دور المراكز الدماغية الواقعة تحت القشر، في المساهمة الإيجابية في حدوث النوم!
فلقد ثبت من التجارب، التي قام بها، أن النوم يحصل أحيانا بفعل رسائل عصبية(إثارات) صادرة من الدماغ نفسه، يبدأ تأثيرها ومفعولها أولاً، وقبل كل شيء، في جعل الدماغ نفسه في حالة نوم، وذلك ابتداءً من قشرته، ثم بعد ذلك، وبتأثير القشر، يحصل النوم في أرجاء الدماغ الأخرى، فالجهاز العصبي المركزي بأكمله، ثم أقسام الجسم الأخرى!
فهنا أتى سبب النوم من الأعلى أي القشر الدماغي!
ولكن سبب النوم، قد يأتي أحياناً من الأسفل! .. حين تكون الرسائل العصبية صادرة من الأقسام الدماغية السفلى، الواقعة تحت القشر! ..
ولا شك أن وجود (مصدر) للنوم يأتي من ( الأسفل) بالإضافة إلى المصدر (الأعلى) القشري! يعلل لنا، لماذا يحدث النوم لدى الحيوانات العليا، على الرغم من إزالة (قشرتها الدماغية) بشكل تجريبي في المختبر عن طريقة عملية جراحية!
.. فلقد لاحظ بافلوف أثناء تجاربه، أن الكلاب المنزوعة القشر، تستسلم للنوم، وتستمر طوال اليوم تقريباً، ولعدة أيام أو أسابيع، وربما أطول من ذلك، ولا تستيقظ إلا بصعوبة، ونادراً، لتناول الطعام! .
بل لا حاجة حتى لإجراء مثل هذه العملية الصعبة لازالة (القشر الدماغي) لتأكيد دور المناطق السفلى من الدماغ في عملية النوم!
فهناك لدينا حالات تكون فيها القشرة الدماغية مُزالة (ربَّانياً)!! أي تكوينياً، أو أنها تكون ضعيفة جداً إلى درجة الإهمال! .. مثل الحيوانات الدنيا .. ومثل أطفال البشر، في فترة (المواليد) في أيامهم وأسابيعهم الأولى من الحياة، عندما تكون (قشرتهم الدماغية)في أدنى مستوىً لها من النضج!
ومع ذلك يحدث النوم، وبشكله المنتظم، دالاً على (مصدر سفلي) له!، وموضحاً ومشفاً عن أن جذع الدماغ (المخ العميق) (يشترك) في حالتي اليقظة والنوم!!
.. نقول (يشترك)! .. ولا ننفي دوره، أو نعتبره هو المركز المسيطر! ..
فلا إفراط ولا تفريط، (وخير الأمور الوسط) .. حتى في النوم!
فنحن لا نستطيع أن ننفي دوره، وهناك دلائل بالإضافة إلى ما ذكر، تشير إلى تدخله في النوم:
أليس من المعروف أن حالات رضوض الجمجمة والرأس، وبعض أورام الدماغ، في مناطق معينة، تترافق بوسن ونوم؟!
ثم ألم يعرف سبب هذا (الوسن والنوم)؟!
ألم يعزَ، كما بينت المشاهدات، إلى وجود اضطرابات مرضية، تضغط قاعدة (الدماغ المتوسط)، ولا سيما منطقة، (ما تحت السرير البصري)؟!
ألم يشاهد أن الأدوية المنومة التي تعطى وتسبب (النوم) تتكثف في منطقة (الدماغ المتوسط) ولا سيما (ما تحت السرير البصري)؟!
فإذا نفينا دوره .. كيف وبماذا، نعلل المشاهدات السابقة الذكر؟!
كما أننا لا نستطيع أن نعتبره هو المركز المسيطر ،وفيه (مركز النوم)!
(فحجج بافلوف)، و(تجربة تلميذه) المتعلقة بدراسة ( الأسس الكهربائية للعمليات الفسيولوجية) وخاصة ما يتعلق منها بدراسة موجات الدماغ الكهربائية المرضية، والتي أجريت بعد وفاة بافلوف، .. كل هذه الحجج والتجربة والتجارب! تؤكد ذلك! وتشير إلى أن جذع الدماغ أو مضيقه أو ساقه Brainstem، ليس هو (مركز النوم)! أو بالاحرى ليس فيه (مركز النوم)!!
.. إذن هو (الاشتراك)!
نعم هو ذاك! .. وهذا ما أثبتته دراسات، وتجارب عديدة
(الاشتراك) بين (جذع الدماغ) و(قشر الدماغ)!..
(الاشتراك) بين (لحاء الدماغ) و(مضيق الدماغ) و(ما تحت لحاء الدماغ)! ..
هذا ( الاشتراك) أثبتته تجارب عديدة، وأيدته ملاحظات كثيرة . لاسيما تجارب (ماكون) و(موروزي) التي أشرنا إليها، والتي أثبتت وجود ارتباطات معقدة، متبادلة الأثر بين (القشرة الدماغية) وبين الأقسام الواقعة تحتها، لا سيما جذع الدماغ أو ساقه، وخاصة ما يسمى (الجهاز الشبكي) أو (التكوين الشبكي)! وأنه هذه الارتباطات بالغة الأهمية في نقل الرسائل العصبية والإثارات من (الساق الدماغية) إلى (القشرة المخية) وبالعكس!
.. إذن لم يعد هناك وجود لما يسمى (مركز النوم)!
وإنما هي صلات (مشتبكة) و(وشائج)!، و(تشابك) عدة مناطق دماغية ،، اللحاء وما تحت اللحاء وجذع الدماغ تعمل معاً من أجل تحقيق النوم، والمحافظة علىدورة النوم واليقظة!
فإلى هذه الوشائج والصلات!
وإلى تلك التشابكات والاتصالات!.
.. في نظرية (المواضع المنتشرة للنوم) أو (المراكز المبعثرة المتصلة)! والموجودة في الدماغ من أجل النوم! ..
أو ما أسميه (المراكز المبعثرة المتصلة الدماغية للنوم و(اليقظة)!! .. إن صح تعبيري!؟ وهي يمكن أن تعتبر مكملة للنظرية الموضعية للنوم، ولكن عوضاً عن مركز واحد، في نقطة (معينة) توجد (مواضع متعددة) متصلة بعضها مع بعض!
ب – ( نظرية المراكز المبعثرة المتصلة الدماغية للنوم واليقظة):
إن الذي يحافظ علىدورة النوم واليقظة، ويحقق النوم، أو يحقق اليقظة! هو ،كما علمنا(مناطق متعددة) في الدماغ، تصل إليها وتربط بعضها مع بعضها وشائج وتشابكات واتصالات! ..
وأهم هذه المناطق هي:
أ – التكوين الشبكي (الممتد من جذع الدماغ حتى السرير البصري والقشرة الدماغية).
ب – الحافة (وهي عبارة عن مجموعة من الأنواء (أي النويات) تمتد من النخاع المستطيل، حتى الدماغ المتوسط) .
ج – الخلايا العظمى للغطاء، أو اللحاف ( وهي موجودة بالقنطرة).
د – الجسم الأزرق ( ويخرج منه الحزمة النور أدرينالية الخلفية).
وسنحاول دراسة كل منطقة من هذه المناطق، ونعرف ماهي صلتها بالنوم.


أولاً : التكوين الشبكي أو التشكلات الشبكية Reticular Formation
..وهي عبارة عن مجموعة من الخلايا العصبية، موزعة ومتناثرة في جذع المخ (الدماغ المتوسط). ولقد سميت بهذا الإسم، لأنها ترتبط بشكبة معقدة من الألياف العصبية مع سائر مناطق المخ، أوما يعرف باسم (المراكز العليا)! ولا سيما منطقة السرير البصري (المهاد Thalamus) وماتحت السرير البصري (Hypo-thalamus)، والقشر الدماغي.
ونظراً لشدة الاتصالات، وتكثفها، ونتيجة للقرب الشديد، بين عناصر التشكلات الشبكية بالخاصة، والسرير البصري – وما تحت السرير البصري، فإنه يمكن دراستها سوية.
لقد وجد أن التنبيه الكهربائي لمنطقة من التكوين الشبكي، يؤدي إلى تنشيط مباشر وملحوظ لقشرة المخ، مما يؤدي بالتالي إلى شدة الانتباه وزيادته، عند حيوان التجريب، إذا كان هذا الحيوان في حالة يقظة، وأما إذا كان نائماً، فإن هذا التنبيه يؤدي إلى يقظة فورية! ..
بينما وجد أن إصاباته (أي التكوين الشبكي) وأذياته Lesion تؤدي إلى حدوث النوم! فلقد تبين أنه عندما يتم إتلافه تجريبياً، أو نتيجة لحالة مرضية كوجود أورام فيه، أو حدوث نزيف دموي به، أو إصابته بالتهاب، كما في الالتهاب الدماغي الوبائي أو السبخي، فإن الحيوان المجرب عليه، أو الإنسان المصاب، يدخل في حالة من الغيبوبة، شبيهة بالنوم، ولا يمكن إيقاظه بالمنبهات العادية!
وأيضاً يدخل الحيوان المجرب عليه، في نوم مستمر متواصل إذا قطعنا اتصالاته، (أي اتصالات التكوين الشبكي) مع باقي مراكز المخ! حتى لو لم نخربه ونتلفه هو بالذات..وإنما نكون هنا قد أتلفنا وظيفته!
ويتبين مما ذكر أنه هذه (التشكلات الشبكية) لها وظيفة المحافظة على (حالة اليقظة)! وأن نشاطها وعملها يؤدي إلى حالة من اليقظة، ويبعد النوم! ..
بينما تخريبها أو توقفها عن العمل، يؤدي إلى حالة من الخمول والكسل والنعاس ثم النوم!
وأما بالنسبة للسرير البصري (المهاد Thalamus) فلقد وجد أن تنبيه جزء منه، الجزء الجانبي والبطيني لكتلة السرير Lateral an ventral Part of inter thalamic Mass، يؤدي إلى النوم، ويكون النوم الحادث قريباً جداً من النوم الطبيعي، فهو يتخذ صورة طبيعية، أكثر مما في تنبيه المناطق الأخرى من الدماغ، التي يسبب تنبيهها النوم! .. ولذلك فإنه يعتبر عند بعضهم، أهم جزء يختص بالنوم، بالنسبة لمناطق الدماغ وأجزائه!
وأما بالنسبة لما تحت السرير البصري (المهيد = Hypo – thalamus)، فإنه يعتبر الجزء الأعلى من التكوين الشبكي، وهو يلعب دوراً هاماً في التحكم في اليقظة والنوم!
فلقد وجد أن إصابات النواة الجانبية له، أي Lateral Nucleus of Hypo thalamus تؤدي إلى النوم .. بينما يؤدي تنبيهها إلى اليقظة!
كما وجد أيضاً، وبشكل أهم من النواة الجانبية، إن إصابات النواة الثديية –Mammillary Nucleus-،، وتسمى أيضاً الأجسام الحليمية Mammillary Bodies ،، تؤدي إلى النوم، بينما يؤدي تنبيهها إلى اليقظة! .. حيث أنه يوجد فيها مراكز يقظة، أو مناطق استثارة، تعمل لكي يظل الكائن في حالة يقظة .. فإذا استؤصلت، عند الحيوان، أدت إلى حالة من النعاس والنوم، ولا يستطيع عندها الحيوان أن يكون يقظاً ..
كما أن تخثيرها (أي الأجسام الحليمية أو الحديبات الحليمية)، وتخريبها عند الحيوان، القطة مثلاً، لوحظ أنه يقود إلى نفس النتيجة .. أي يؤدي إلى النوم، وإلى ظهور موجات (دلتا) في مخطط الدماغ الكهربائي، الدالة على النوم الدماغي!.بينما أن تنبيهها بالكهرباء (أي الأجسام الحليمية) و( الهرة) نائمة يسبب ظهور موجات (بيتا) في مخطط الدماغ الكهربائي، الدالة على وجود حالة يقظة فسيولوجية! ..
وينطبق الشيء نفسه على المراكز الموجودة في الأجزاء المقدمية، ؛ الأمامية، المتطرفة للمهيد!!
وأيضاً وجد أن إصابات المسار الثديي المهادي Mamillo thalamic tract،، موجود في المهيد، تؤدي إلى النوم، بينما يؤدي تنبيهها إلى اليقظة! ..
فالفرد الذي يصاب بتلف فيها، وأيضاً الأجزاء السابقة!، يدخل في درجة من النوم العميق المستمر ،وهذا ما يحدث عادة عندما تصيب الحمى المخية، منطقة المهيد!
كما وجد أن إصابات تحدث حول نواة تسمى النواة قبل البصرية، تؤدي إلى حالة يقظة مستمرة! .. وذلك نتيجة لوجود مركز (كاف) فيها! ، فعندما يستأصل هذا المركز، فإن الحيوان يظل في حالة يقظة مستمرة! .. بينما يؤدي تنبيهها، إلى إحداث حالة (كف) للأجسام الثديية أو الحليمية، وبالتالي يقود إلى النوم!..
ثانياً: الحافة Raphe، أو نويات جملة (جهاز) الخياطة المتوسطة.
وهي عبارة عن مجموعة من النويات العصبية والممتدة في وجودها من النخاع المستطيل حتى الدماغ المتوسط، وهذه النويات وجدت نتيجة التجريب والتحليل، أنها تحتوي على الأمين الحيوي المسمى (السيروتونين).
ولقد تبين نتيجة التجارب على الحيوانات، القطط، أن أستخدام واستعمال العقاقير التي تعوق تكوين وتركيب السيروتونين، تؤدي إلى الأرق واليقظة! ..
وذلك كما شوهد في التجارب، فإن عطب وتخرب هذه الحافة يقود إلى الأرق واليقظة، وذلك نتيجة لفقد تكون ( السيروتونين)، هذا الأمين الحيوي الذي يعتقد أنه يؤثر على طريق مسارات عصبية تحتوي عليه، هي المسارات السيروتونية، على التكوين الشبكي، مثبطا نشاطه .
...........................................................
ثالثاً : الخلايا العظمى للغطاء أو اللحاف Tegmentum
.. هذه الخلايا العظمى، موجودة ( بالقنطرة Pons) ولقد تبين نتيجة للتجارب، أنها تتفاعل مع ( الجسم الأزرق)، من أجل تغيير النوم المتزامن أو النوم (s)، إلى النوم غير المتزامن أو النوم (D)، والعكس أيضاً!..
فلقد تبين أنها عندما تبدأ في إطلاق شحناتها ( أي الخلايا العظمى) بسرعة، فإن شحنات الجسم الأزرق تقل، وينتقل عندها الحيوان المجرب عليه، إلى النوم غير المتزامن!
وأما إذا حدث العكس، فأسرع موضع الجسم الأزرق، هو، في دفع سيالاته العصبية،وإطلاق شحناته، فهنا يقل، نشاط الخلايا العظمى، وتقل سرعة إطلاق سيالاتها وشحناتها، وعندها ينتقل الحيوان، مرة ثانية، إلى النوم المتزامن!..
وإذن فإن نشاطها وفعاليتها، يقود إلى النوم غير المتزامن .. فلها أهمية واضحة في هذا النوع من النوم!..
ولقد تأكد ذلك أيضاً عن طريق تخريبها، وإتلافها – تجريبياً – حيث وجد أن النوم غير المتزامن يزول ويختفي! ..
رابعاً : الجسم الأزرق coeruleus
.. لقد وجد أن مكان الجسم الأزرق، يحتوي على "النور أدرينالين".
كما أن الحزمة النور أدرينالية الخلفية، وهي مسارات عصبية فيها نور أدرينالين، تنشأ منه. ولقد أكدت الأبحاث والتجارب، أن هذه الحزمة (أي المسار) النور أدرينالية الخلفية، التي تنشأ منه، لها دخل في عملية اليقظة! ..
فلقد وجد أنه لو تم قطع هذه الحزمة، قطعا عرضياً، فإن ذلك يؤدي بالحيوان المجرب عليه، إلى زيادة النوم، وكذلك أيضاً إلى زيادة نشاط نوبات الحافة!
ولما كان زيادة نشاط نويات الحافة، معناه زيادة " السيروتونين" الذي يثبط نشاط التكوين الشبكي، عن طريق مساراته السيروتونية، فإنه هذا معناه أيضاً، زيادة النوم!
ولقد وجد من جهة أخرى، أن هذا المكان، يخدم في التغير من النوم المتزامن إلى النوم غير المتزامن وبالعكس، وذلك عن طريق تبادل التأثير بينه ،وبين الخلايا العظمى للغطاء!
خامساً : القشر الدماغي (اللحاء) cerebral cortex
ونذكره هنا نظرا لاتصالاته الشديدة والكثيفة، وارتباطاته المعقدة والمتبادلة الأثر مع ما تحته، ولا سيما التكوين الشبكي، حسب ما أثبتته التجارب العديدة، ولا سيما تجارب "ماكون" و"موروزي " التي أشرنا إليها.
وأيضا بسبب دوره الرئيسي والأساسي في عملية النوم واليقظة!.. بل في الواقع؛ إننا نعرف النوم واليقظة، من خلال نشاط أو راحة خلاياه! .. ومن خلال التبدلات التي تلاحظ على تخطيط الدماغ الكهربائي والتي هي في الحقيقة، تسجيل لفعالية خلايا القشر!
فالقشر يلعب دوراً هاماً في إحلال النوم أو اليقظة ..
فعندما يكون في حالة من النشاط والفعالية والإثارة، فإنه يؤدي إلى اليقظة، أو بالأحرى تكون هذه هي اليقظة! .. فلو نبه القشر، مثلاً مباشرة بواسطة تيار كهربائي، أو عن طريق حقن محلول كلور الكالسيوم، فإنه يقود إلى حالة من اليقظة، ويحدثها!.
وأيضاً يحدث نفس الشيء في تنبيهه، بشكل غير مباشر، عن طريق تناول منبهاته، مثل الكافئين الموجود في القهوة، فيحدث الأرق .. وما الأرق إلا يقظة، وامتناع النوم! ..
بينما نجد أن تثبيطه أو استئصاله، أي إلغاء فعاليته، يقود إلى النوم! .. وإذا كان هذا النوم، تتخلله فترات من اليقظة!، فما ذلك عائد إلا بسبب (اشتراك) المراكز الأخرى، التي ذكرت، في عملية إحلال النوم أو اليقظة! .
فالقشر، كما ذكرت، عندما يكون في حالة من التنبه والفاعلية والنشاط، تحدث (اليقظة) أو تكون هذه هي ( اليقظة)! .
وعندما يتم تثبيطه، ونهية، وإنقاص فعاليته ونشاطه، يحدث ( النوم)!
أو بمعنى أوضح!! ..
.. أنه يكون في حالة (نوم) في الحالات العادية الطبيعية الهادئة، التي لا يوجد فيها مثيرات، ومنبهات، حتى إذا ما أتت تلك المثيرات والمنبهات، أي الرسائل العصبية، وشحنات الإحساسات حاملة معها، الإثارة والتنبيه فإنه تحدث اليقظة!.. وتستمر اليقظة، طالما استمرت هذه المثيرات، وشحنات الإحساسات! ..
(فالنوم) هو الحالة الأساسية! ..
ونحن في الواقع ( نيام)! .
وبالتالي (فالنوم) ليس ظاهرة عجيبة، في حد ذاتها!
وإنما العجيب هو حالة (الاستيقاظ)! .
(فالاستيقاظ) هو الأمر ( الطارئ)! ..
وهو حالة من (التهيج) تنجم عن المنبهات والمثيرات، وتحدث تحت تأثيرها، وتتم بشكل دوري! ..
وهكذا، نكون قد قلبنا الوضع!
فلم نعد الآن نسأل (لماذا ننام)؟! ..
وإنما يجب أن يكون السؤال (لماذا نستيقظ)؟!
فلو عرفنا (سر اليقظة)! .. لقلنا، عندها، وعلى الفور ..
إن (اختفاء) اليقظة .. هو .. (النوم)!



اصعب شئ فى هذا العالم ان ترى اغلى واقرب من تحب يرمي بنفسه فى النار ولا تستطيع عمل شئ لسبب بسيط انه لا يريد منك التدخل
اصعب شئ فى هذا العالم ان تغمض عينيك عن الحق ارضاء لنفسك والنتيجه (اعمي فى كل الاحوال)

لاتضع كل أحلامك في شخص واحد ..ولاتجعل رحلة عمرك وجه شخص تحبه مهما كانت صفاته .. ولاتعتقد ان نهاية الأشياء هي نهاية العالم


يناير 05, 2007, 01:18:58 صباحاً
رد #6

اسلحة الطاقه

  • عضو متقدم

  • ****

  • 624
    مشاركة

  • عضو مجلس الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://al-naaeb.com/up
لماذا ننام
« رد #6 في: يناير 05, 2007, 01:18:58 صباحاً »
سر اليقظة!
فما هو (سر اليقظة)؟!
وكيف تحدث؟!
ولماذا؟
.. لقد وجدنا، وعلمنا، أن تنبه القشر الدماغي، ونشاطه وفعاليته يدل على حالة اليقظة.
كما علمنا أن التنبيه الكهربائي، والإثارة لمنطقة من التكوين الشبكي، يؤدي إلى تنشيط مباشر، وتنبه ملحوظ لقشر الدماغ، وذلك نتيجة للاتصالات المكثفة بين التشكلات الشبكية والقشر الدماغي، ويحدث بالتالي حالة اليقظة، إذا كان الحيوان نائماً!
كما علمنا بالتالي أن وظيفة التشكلات الشبكية، هي أن تحافظ على حالة اليقظة، عن طريق نشاطها، حيث إن نشاطها وعملها يقود إلى اليقظة، ويبعد النوم.
فاليقظة تحتاج إلى نشاط وحيوية مستمرة في التكوين الشبكي، الذي يعطي إشارات منشطة ومنبهة للقشر الدماغي..
فطالما استمرت التشكلات الشبكية في عملها، فإنها تحفظ، وتحافظ، على حالة اليقظة!.. حتى إذا ما انتهى عملها وكف، أو ثبطت وظيفتها وأوقفت، مثلاً عن طريق تخريبها أو قطع اتصالاتها مع الأجزاء الأخرى من الدماغ، يبدأ النعاس في الظهور، ثم يأخذ النوم سبيله إلى الدماغ والجسم.
.. فإذن يمكن أن تكون نقطة انطلاقتنا هي ( التشكلات الشبكية)..
و( نشاط) (التشكلات الشبكية).
ولعل أول سؤال يخطر على البال هنا، هو:
هل هذا النشاط، ينبع من التشكلات الشبكية بالذات، أم أنه يأتيها من مصدر آخر؟
في الواقع، لقد ثبت أن التشكلات الشبكية، ليس لها القدرة الذاتية على النشاط والتنشيط! وإنما يجب وينبغي أن يتم تنشيطها وإثارتها، عن طريق تلقيها الإشارات والإثارات والمثيرات، من مصادر أخرى!..
فلقد تبين أن التنبيهات والمثيرات الواصلة إلى التشكلات الشبكية، إنما تأتي على شكل إشارات حسية واردة من العضلات، وإشارات بصرية واردة من العينين (في حالة فتحهما)، وإشارات ألمية وحسية واردة من الجلد، وإشارات حسية حشوية واردة من الأحشاء الداخلية (المعدة والأمعاء)، وإشارات سمعية صوتية واردة من الأذنين.. وتتجمع هذه التنبيهات والإشارات، وتنتقل على شكل (سيالات عصبية) تصعد إلى (الأعلى)! عن طريق المسارات العصبية الصاعدة، حتى تصل إلى المخ المتوسط، وفيه التكوين أو التشكلات الشبكية، فتعمل عندئذ على استثارة وتنبيه وتنشيط هذه التشكلات.. وبعد أن يتم في هذه التشكلات تكامل وتكبير هذه السيالات العصبية(المثيرات) فإنها تنقلها إلى المهاد.
ومن ثم إلى القشر الدماغي وذلك عن طريق الاتصالات العصبية المكثفة الموجودة بينهما، كما ذكرت،.. وهناك تعمل هذه المنبهات والمثيرات على تنشيط القشر الدماغي واستثارته بدرجات متفاوتة حسب شدتها! حيث تتفاوت أنماط التنبيهات الحسية في قوتها.. فبعضها أكثر قوة من بعض، من حيث القدرة على إحداث استجابة اليقظة، حيث تعتبر المنبهات الألمية كالوخز والحرق الخ، والمنبهات الحسية الجسمية الباطنية،من أكثرها قوة.
.. فإذا كانت هذه المنبهات ضعيفة، ونحن نيام، فإنها تؤدي بنا إلى التقلب في الفراش، أو تحريك العيون، أو اهتزاز الرموش لفترة قصيرة!..
وأما إذا كانت هذه المنبهات قوية، فإنها تعمل عندئذ، إذا كنا نياماً، على إحداث اليقظة!
هذا، ولما كانت الاتصالات الموجودة بين (القشر) و(التشكلات الشبكية) تعمل على (جهتين) أو(بالاتجاهين)!.. حسب (رد المعروف بالمعروف) أو حسب المثل القائل: (حُكَّ لي أحكَّ لك!).. أو بالتعبير العلمي الرصين: حسب ( نظام التغذية المرتدة)! الذي يمثله الشكل التالي:
نشاط العامل(1)
يؤدي يؤدي
نشاط العامل (2)

فإنه، كما نشَّطت التشكلات الشبكية القشر الدماغي، فإن القشر الدماغي بنشاطه يؤدي بدوره إلى زيادة نشاط التشكلات الشبكية، وبالتالي فإنه يحافظ بهذا الشكل على درجة من التنشيط للتشكلات الشبكية، ما دام أنه قد تمت استثارة التشكلات الشبكية، بمثيرات قادمة من المناطق الحركية القشرية..
وهذا يوضح لنا أهمية الحركة، في إبقاء الإنسان في حالة يقظة!
ونلاحظ هنا أيضا أن دارة من نظام التغذية المرتدة، تعمل.. حيث أن نشاط التشكلات الشبكية يزيد من مستوى النشاط العضلي في الجسم كله، كما أن تنشيط التشكلات الشبكية يؤدي إلى نقل التنبيهات الجسمية إلى الجهاز العصبي المركزي، ولا سيما تلك التنبيهات الباطنية من العضلات، وذلك لأن لها درجة عالية من استثارة وتفعيل التنشيط.
وهكذا فإن نشاط التشكلات الشبكية يؤدي إلى زيادة نشاط العضلات، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة في درجة استثارة التشكلات الشبكية!
وكذلك نجد أن النشاط القوي لأي جزء من المخ الأمامي، وهو الذي يختص بالملكات الفكرية والعمل العقلي، يعمل أيضاً على تنشيط التشكلات الشبكية، وبالتالي يمكن أن يكون مصحوباً بدرجة عالية من اليقظة!
.. ولعل هذا يوضح لنا لماذا لا يحدث النوم، على الرغم من توفر كل الظروف الخارجية الملائمة له من ظلام وهدوء وفراش وثير!( أي في حالة زوال كل المنبهات الخارجية(تقريباً) في حالة نشاط القشر الدماغي، وانشغاله في موضوعات تستثير القلق أو الانشغال والتفكير!..
فالسبب هو استمرار تنبه التشكلات الشبكية من المصدر القشري الدماغي، نتيجة لاستمرار عمله، ونشاطه العقلي والفكري، على الرغم من توقف المثيرات الخارجية المحيطية!
.. ولعل ما ذكر يوضح لنا أيضاً، بعضاً من أسرار فريضة صلاة الصبح، ولاسيما في المسجد!
حيث تتم في هذه الصلاة، مجموعة كبيرة من الحركات بالإضافة إلى النشاط العقلي والفكري- المصاحب، من تأمل وخشوع وتفكر وتدبر ودعاء وقراءة! فكل ذلك، كما رأينا، يعمل على زيادة درجة اليقظة، عن طريق تنبه (التشكلات الشبكية) الناجم عن نشاط (القشر الدماغي)، مما يهُيئ الإنسان لا ستقبال يومه بيقظة تامة ونشاط جسمي وفكري!
فسبحان خالق العباد العالم بما يصلح لهم!
.. بالإضافة إلى المثيرات والمنبهات، التي ذكرت، والتي تعمل على تنشيط التشكلات الشبكية وإثارتها، والتي أتت من العضلات والأحشاء والعين والأذن والجلد و.. الخ،فإنه يوجد أيضاً، مثيرات ومنبهات أخرى، تأتي من أماكن أخرى!
فلقد افترض وجود تنبيهات صادرة عن مناطق معينة من المهُيد، تؤدي إلى تنشيط التشكلات الشبكية، وبالتالي إلى اليقظة!..
فلقد وجد بالتجريب، أن تنبيه المناطق الظهرية للمهيد، يؤدي إلى استثارة الجهاز العصبي الودي بصفة عامة، ولما كان تنشيط واستثارة الجهاز الودي، معناه إطلاق هرمون الايبنفرين ( الأدرينالين)، فإن هذا ما يزيد من درجة اليقظة عن طريقين:
الأول: هو ما يصاحب نشاط الودي من مظاهر تزيد الإثارات والتنبيهات الواردة من الأعضاء والأحشاء إلى التشكلات الشبكية، مثل اتساع حدقة العين التي تزيد المؤثرات الضوئية البصرية، وزيادة ضربات القلب، وارتفاع الضغط الشرياني، وغيره، من المظاهر المصاحبة، والتي تعمل كلها على زيادة التنبيهات الواصلة إلى التشكلات الشبكية، وبالتالي إلى زيادة اليقظة!.
والثاني: فهو أن الأدرينالين له تأثير مباشر وقوي في زيادة نشاط منطقة معينة من التشكلات الشبكية. وبالتالي طبعاً، يقود هذا إلى زيادة نشاط قشر الدماغ، الذي يقود بدوره إلى تنشيط تفعيل المناطق الظهرية للمهيد، مكملا الدارة المغلقة، من نشاط الودي ونشاط لب الكظر، وإفراز الأدرينالين.. الذي يعاود التأثير على التشكلات الشبكية في دورة من نظام (التغذية المرتدة) التي سبق الحديث عنها.
وهكذا نلاحظ أن تنبيه العصب الودي، يساعد على إبقاء اليقظة، وبالتالي فإن تثبيطه يسهل النوم!..
بينما على الطرف الآخر، نجد أن نظير الودي له تأثيرات معاكسة، حيث يلاحظ أثناء النوم، علائم تدل على درجة من فرط نشاطه!
وهكذا نجد أن الجهاز العصبي الذاتي (الودي ونظير الودي)، يتدخل أيضاً في إحداث النوم، ولو كان تدخله ثانوياً!.
.. فإذن مما ذكر سابقاً، نلاحظ أنه توجد ثلاثة أنظمة من ( التغذية المرتدة) هي:
1- من التكوين الشبكي إلى لحاء الدماغ ( أو قشره)، ومنه ثانية إلى التكوين الشبكي.
2- من التكوين الشبكي إلى العضلات الطرفية، ومنها ثانية الى التكوين الشبكي.
3- من التكوين الشبكي إلى لب الكظر، ومنه ثانية الى التكوين الشبكي، وذلك عن طريق هرمون الأدرينالين.
هذه الأنظمة الثلاثة، تعمل معاً، على رفع درجة إثارة التشكلات الشبكية، وبشكل تدريجي مستمر، طالما أنه بُدءَ بتنشيطها! مؤدية بالتالي إلى زيادة اليقظة.
وهكذا فإن الشخص أو (الحيوان) بعد أن يصبح يقظاً، فإنه يميل لأن يظل يقظاً (لبعض الوقت)!، نتيجة لعمل ونشاط التشكلات الشبكية،والتي تسمى من أجل ذلك (بالجهاز المنشط الشبكي)، من خلال الأنظمة الثلاثة السابقة الذكر، المنشطة والمثيرة.
... وهكذا تكون اليقظة هي عبارة عن (التعبير)! عن التوازن الحركي (الدينامي) الموجود بين تنشيط شبكة الخلايا الدماغية والتي يقيمها ويحدثها التصادم المستمر لكل من التنبيهات والمثيرات (الصاعدة) القادمةمن المحيط، والتنبيهات (الترابطية) الناجمة عن الاتصالات الموجودة بين المناطق المختلفة الدماغية والتي تؤثر ببعضها البعض، حيث إن مجموع التنبيهات (الصاعدة) تساند وتدعم حركة الاستثارة القشرية، وبالتالي تؤدي إلى مساندة حالة نشاط اليقظة!
.. ولكن حالة اليقظة، لا تستمر، كما هو المفروض أن يكون لمن ينظر إلى نظام التغذية المرتدة! ذلك أن الشخص أو الكائن، يميل لأن يظل يقظاً (لبعض الوقت) فقط!.
فكيف نستطيع أن نعلل ذلك؟!
في الحقيقة يأتي التعليل من خلال عرضنا لنظرية (التغذية المرتدة لليقظة والنوم)!
ج – نظرية التغذية المرتدة لليقظة والنوم
.. هذه النظرية تعلل لنا، لماذا لا تستمر حالة اليقظة Waking، المفروض أن تستمر! بناء على نظام التغذية المرتدة! حيث تقول:
إن الشخص (أو الحيوان)، بعد أن يظل يقظاً لفترة طويلة، فلا بد أن كثيراً من الخلايا العصبية، ولا سيما تلك الخلايا الموجودة في التشكلات الشبكية، ونتيجة للعمل المستمر، والإثارات المتواصلة، لا بد أن تتعرض للإرهاق والتعب، وبشكل تدريجي!..
وهذا يعني أن تصبح أقل قابلية للاستثارة والتنشيط، أي تحتاج إلى مزيد من المثيرات الحسية المكثفة، لكي تحتفظ بعملها ( أي الإبقاء على حالة اليقظة).. وهكذا ترتفع(العتبة الحسية Threshodd)، وهي الحد الأدنى المطلوب من المثير أو من قوة المنبه لكي يحس بها الإنسان أو ( الحيوان)، وعندما يحدث ذلك، فلا شك أن درجة التنشيط والإثارة، سواء من القشر الدماغي أو من المناطق الطرفية، تبدأ في التناقص!..وهذا يقود بدوره إلى تثبيط وكف أكثر للجهاز والتشكلات الشبكية!..ومن خلال دارة نظام التغذية المرتدة، فإن ذلك معناه، تزايد في (كف) وظائف القشر والمناطق الطرفية، وأيضاً بالتالي زيادة ( الكف) للتشكلات الشبكية!..
وهكذا عندما ينخفض مستوى قابلية الخلايا العصبية للاستثارة إلى (درجة حرجة)!(أي عندما تعجز المنبهات أو المثيرات التي تستقبلها هذه الخلايا، تعجز عن إثارة العتبة الحسية المتزايدة،) تقوم عندها (حلقة مفرغة)!.. إلى أن تخبو وتنطفئ كل أو معظم المكونات المحدثة لنظام التغذية المرتدة، وعندها يكون (النوم) قد.. حل!
حيث في هذه الحالة، تكون التشكلات الشبكية، في حالة خمود كاملة!..
كما تصاب التشكلات الشبكية الصاعدة ( بنهي عصبي)! يمنع وصول جميع الإثارات (السيالات العصبية) الفاعلة الصاعدة، نحو القشر الدماغي، مما يؤدي بالتالي إلى (نهي) اللحاء وحدوث.. (النوم)!
حتى إذا ما كانت التشكلات الشبكية والخلايا العصبية المتدخلة في نظام التغذية المرتدة في حالة السكون والراحة والخمود هذه، لفترة من الزمن، فإنها تستعيد عندئذ درجتها العادية من القابلية للاستثارة ( أي ينخفض مقدار عتبة اليقظة) ويصبح مجرد أي مثير صغير أو بسيط يوقظ الكائن!
ولكن حالة اليقظة، لا تحدث حتى تقوم بعض (إشارات اليقظة) بجعل التشكلات الشبكية تعاود نشاطها، آذنه لها ببدء العمل، ومعطية إليها ( دفعة التشغيل)!.. وكأنها (الشرارة الأولى) اللازمة والضرورية (لا ستمرار) الاشتعال..بعد..(ابتدائه)!!..
وما أن يتم ذلك، حتى تعود عندها مركبات التغذية المرتدة إلى العمل والاستمرار فيه، وعندها يمر الكائن من حالة النوم إلى حالة اليقظة مرة أخرى!
.. وهنا لما كانت الاتصالات العصبية، أي الألياف والمسارات الواصلة، بين أنظمة التغذية المرتدة، ليس ليفاً واحداً، أو أثنين، أو عشرة، أو مائة!.. بل ملايين من المسالك والمسارات والألياف!.. فإن هذا يفسر لنا، لماذا يمكن أن توجد درجات متفاوتة من الصحو والنوم؟!
فعندما يعمل نظام التغذية المرتدة من خلال بعض المسالك القليلة، نسبياً، من هذه المسالك العديدة، فلا شك أن حالة اليقظة ستكون خفيفة!..
و كلما زاد التنشيط وزاد بالتالي عدد المسالك المستعملة في وقت واحد، فإن درجة اليقظة، ستكون بلا شك أكبر!.. وهكذا..
ولما كان عدد المسارات والمسالك و(التوصيلات) التي يمكن أن تعمل في وقت واحد، إنما يعتمد على مقدار و درجة التأثيرات التنبيهية، التي ترد إلى التشكلات الشبكية، فإنه كلما زادت درجة الإشارات من مناطق القشر الدماغي المختلفة، ومن مناطق التغذية المرتدة، كلما زاد عدد المسارات المستعملة، وبالتالي، كانت درجة اليقظة أكبر!..
هذا، ولعل أن أحد الشواهد الهامة والتي تؤيد نظرية التغذية المرتدة لليقظة والنوم،إنما هو (الاسترخاء العضلي)!

فمن المعروف أن الاسترخاء الكامل للجهاز العضلي في الجسم، يمكن أن يؤدي بالكائن، وفي كثير من الأحيان، إلى النوم، على الرغم من عدم وجود تعب عضلي أو عصبي أو فكري!!
.. فلا شك أن هذا الاسترخاء، أدى إلى إنقاص، أو حتى إنعدام، التأثيرات التنبهية القادمة من العضلات، والمؤثرة والمنشطة للتشكلات الشبكية، وبالتالي سبب (كسر) حلقة هامة، إن لم تكن الأهم! من الحلقات الثلاث المشكلة لنظام التغذية المرتدة، والعاملة على الحفاظ على حالة اليقظة!..
ومن المؤيدات الأخرى، المعروفة أيضا لهذه النظرية هو أن.. البعد عن الضوضاء، والرتابة، والهدوء والسكون، وتعتيم الغرفة، وإغلاق العينين، والدفء المحيطي الذي يبعث على الراحة! كل ذلك من الممكن أن يجلب النوم، ويجعل الكائن أكثر استعداداً له!
وما السبب في ذلك إلا قلة المنبهات والمثيرات، أي قلة الرسائل العصبية، الناجمة عن الظروف السابقة، والتي تصل إلى التشكلات الشبكية، مما يؤدي بالتالي إلى (كف) نشاطها، أي كف نشاط جهاز التوعية والتنشيط، والتهيئة إلى (غزو النوم)!
ولعل تجارب فريدريك بريمر، البلجيكي Bremer التي أجريت عام 1935 تشكل البرهان والمؤيد العملي لهذه النظرية!
فعندما قطع قطعاً عرضياً جذع الدماغ (أي ساق المخ Brain stem، حتى مستوى قريب من الرقبة عند القطط وجعلها مشلولة paralyzed، أي بعبارة أخرى، أنقص وأزال جميع المؤثرات والمثيرات، ( الممكنة الوصول الى التشكلات الشبكية والقشر)، وجد عندما درس نشاط الدماغ عندها، وهي في هذه الحالة، أن نشاطه يشبه نشاط الدماغ عند القطط العادية الطبيعية (النائمة)!
أي أن نشاط مخها وهي مشلولة، معزولة عن المثيرات الخارجية، يشبه نشاط مخ القطط (النائمة) الطبيعية!
وكذلك وُجد بتجارب أخرى، أن قطع الجذع الدماغي، عند القطط في نقطة تقع، أعلى من موقع الحديبات مربعة التوائم Quadrigeminal tuber، أي قطع كل المثيرات الممكنة، يؤدي إلى ظهور النظم (دلتا) في مخطط كهربائية الدماغ، وهو النظم الدال على (النوم)!.. رغم أن القطط غير مخدرة!!
وكذلك وُجد بتجربة أخرى، أنه لدى قطع المحور الدماغي الشوكي في نقطة تقع تحت (البصلة)، فإن النظم ( بيتا)الدال على حالة اليقظة يكون موجوداً!.. حتى إذا ما حذفت جميع الفعاليات الحواسية والحسية، عن طريق قطع الجذور العصبية، الواردة إلى البصلة، فإن النظم ينقلب، ويصبح نظم (دلتا)، وهو النظم الدال على (النوم)..
..وهكذا، ومن كل ما ذكر، نلاحظ أن اعتدال، أو قلة، أو توقف، المثيرات (السيالات العصبية)، الواردة إلى القشر الدماغي، عن طريق التشكلات الشبكية، يهيء الكائن للنوم و يوقعه فيه!
فالنوم موجود أصلاً!
وكل ما يحتاج إليه الأمر، هو أن ندفع الكائن، عن طريق إزالة المثيرات إلى الوقوع فيه!
فكأنه (أي النوم) والحالة هذه، (حفرة سلبية) يصل الكائن إلى قرارها، دون أن يبذل أي مجهود منه!.. وليس هو (مرتفع) إيجابي يحتاج الكائن للوصول إليه، إلى بذل مجهود وعمل، والقيام بوظيفة!
وهذا ما يشير إليه هيس Hess بقوله: إنه يبدو من التناقض أن نطلق لفظ (وظيفة) على النوم!.. لأن أبرز علامات النوم، هو (طبيعته السلبية)!
.. فما النوم إلا عبارة عن (اختفاء) حالة اليقظة، تلك الحالة الإيجابية التي تتطلب مثيرات ومنبهات وفاعليات، لاستمرارها!
.... ولكن! إذا كان النوم كذلك، (فقط)!
.. فكيف نستطيع إذن أن نفسر ونعلل خاصية الدوران والدورية فيه، وحدوثه على الرغم من استمرار شحنة المثيرات والمنبهات؟!
فلقد وجد أنه علىالرغم من تعريض الفئران لشحنات حسية ومثيرات ومنبهات دائمة طوال اليوم (أي طوال الليل، وطوال النهار) فإنها استمرت في اللجوء إلى النوم..وفي دورات منتظمة!
فرغم أن المثيرات مستمرة...إلا أن النوم قد حدث!!
وإذا علَّلنا ذلك، بحدوث التعب في (التشكلات الشبكية)! كما ذكرت، ألا نكون في الحقيقة قد عُدنا من حيث بدأنا، من ( أننا ننام حين نتعب)؟!.على الرغم من أننا أصبحنا أكثر دقة، فاستعملنا أسماء لمناطق دماغية معينة، عوضاً عن استعمال كلمة التعب على إطلاقها وبدون تحديد!
.. ألا نكون قد رجعنا من حيث أتينا؟!
وإذن؟!
إذن يجب علينا أن (نعترف) أن النوم ليس هو (مجرد) توقف الجسم أو الجهاز العصبي أو (التشكلات الشبكية) عن العمل!.. وأنه ذو طبيعة (سلبية)!..
..بل، هو نتيجة لنشاط عصبي في أحد أجزاء الدماغ، يؤدي إلى(كف) النشاط فيما سواه، فهو ذو طبيعة (إيجابية)! ينتج عن عمل وفعل نشاط لجزء من الدماغ!
فلقد تبين أن ( التنبيهات) الصادرة عن أجزاء معينة من المنطقة الجانبية Lateral والمنطقة الأمامية Frontal للمهيد، نتيجة نشاطهما، تؤدي غالباً إلى (كف)مناطق من الجهاز الشبكي المنشط أي التشكلات الشبكية المنشطة، عن طريق هرموني، غير واضح ومحدثة حالة من (النعاس) ومؤدية أحياناً إلى (النوم) الفعلي!
وكذلك أيضاً، وجد أنه حتى التنبيهات والإثارات و(السيالات) الواردة من الأحشاء والأعضاء الداخلية، فإن كثيراً منها يذهب إلى منطقة في المخ المستطيل تسمى (بنواة المسار الأوحد) يكون لنشاطها وإثارتها، تأثير تعادلي (كف) على التشكلات الشبكية!
بل حتى التنبيهات التي ترد إلى التشكلات الشبكية، بالذات، يكون لها فعل مثبط عليها،، وبالطبع ينتشر هذه الفعل المثبط إلى المناطق الأخرى، إذا كانت هذه التنبيهات ذات (تردد بطيء)!
كما هو الحال في التنبيهات الواردة من الأمعاء، أثناء حركتها خلال الهضم! (ولعل هذا يفسر لنا رغبة المرء في النوم، بعد تناول وجبة دسمة)!
وكما هو الحال أيضاً في تلك التنبيهات النمطية (أي علىنمط واحد) التكرارية، الشبيه بالتي تستعمل في حالات التنويم المغناطيسي، والمشاهدة والمستعملة عند تنويم الأطفال مثلاً.. مثل الهدهدة، والتربيت على الظهر، بإيقاعات بطيئة على منوال واحد!
فكل هذه (المثيرات) تتحول إلى (مثبطات)! للتشكلات الشبكية. وتقود بالتالي، وظيفة التشكلات الشبكية ( التثبيطية)!.. تقود من خلال (نشاطها التثبيطي)! إلى (النوم)!
.. فالنوم، لم يعد إذن (حالة سلبية) بل (وظيفة إيجابية)! لها قيمة بقائية: أي تحافظ على بقاء الكائن الحي، وتحميه، وتؤدي له عملاً..
فالنوم.. ظاهرة (فاعلة)! أكثر منه ظاهرة (منفعلة)!
وهو وظيفة (إيجابية) لأقسام دماغية.. تعمل!.. فننام!!
(تنشط) أماكن.. (فتتثبط) أماكن أخرى!
و(تثار) مناطق..(فتكف) مناطق أخرى!
ومن خلال:
(تنشط) و(إثارة)، و(تثبط) و (كف)..
.. ننتقل..
..من (يقظة) إلى (نوم)!



اصعب شئ فى هذا العالم ان ترى اغلى واقرب من تحب يرمي بنفسه فى النار ولا تستطيع عمل شئ لسبب بسيط انه لا يريد منك التدخل
اصعب شئ فى هذا العالم ان تغمض عينيك عن الحق ارضاء لنفسك والنتيجه (اعمي فى كل الاحوال)

لاتضع كل أحلامك في شخص واحد ..ولاتجعل رحلة عمرك وجه شخص تحبه مهما كانت صفاته .. ولاتعتقد ان نهاية الأشياء هي نهاية العالم


يناير 05, 2007, 01:19:55 صباحاً
رد #7

اسلحة الطاقه

  • عضو متقدم

  • ****

  • 624
    مشاركة

  • عضو مجلس الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://al-naaeb.com/up
لماذا ننام
« رد #7 في: يناير 05, 2007, 01:19:55 صباحاً »
أضرار الحرمان من النوم
مغالطة (خيّاميّة – مِيديسية )!
إذن (النوم عادة )!! ..
عادة ورثناها عن أجداد (مساكين )!
أجداد، لم يجدوا ما يسلون به أنفسهم بعد أن تغيب الشمس، ويحل الظلام.
(فناموا)!!
أجداد (مساكين )!
أقبل الليل، فخافوا! ..
وإلى كهوفهم، أسرعوا، فتآووا! ..
في الخارج .. ظلام دامس .. وخطر!
حيوانات مفترسة تتربص! .. ووحوش ضارية تتجول! .. وزواحف تسلل! ..
رياح تزأر! .. وعواصف تضرب! .. ورعد يدوّي! وبرق يخطف (الأبصار)! .وأمطار تهطل!
وفي الداخل .. أمن وأمان! .. اطمئنان وسلام! .. وقاية وحماية! ..
إذن، لا خروج! ..
بل جلوس وانتظار .. حتى ينقشع الليل، ويحل النهار! ..
.. حتى تختفي الظلمة وتندحر، ويظهر النور وينتشر! ..
في الداخل .. ظلام وسكون! .. هدوء و(دفء )!
في الداخل .. لا يوجد ما يُشغل!
في الداخل .. لا يوجد ما يُقضى به الزمن! ..
وهكذا! .. ومع الوقت ...ومع الهدوء .. ومع السكينة .. ومع الظلام ..(ناموا)!!
(ناموا)! .. يقضّون أوقاتهم، ويقطّعون (ساعاتهم)! ..
أما نحن .. (أبناء القرن العشرين)!!..
أبناء عصر (الحضارة) والتقدم! ..
أبناء عصر الذرة (والكومبيوتر) (الحاسب الآلي)!
أبناء عصر (الروبرت) (الإنسان الآلي) و(طفل الأنبوب)!!
.. فلماذا، نسير على الخطى (الرجعية)؟!
لماذا، نحذو، حذو الأجداد المتخلفين (المساكين)؟!
لماذا نسير على (الخطا الرجعية) .. وقد قلبنا الليل .. نهارا! ..
.. وقد سيطرنا على (الطبيعة)!
.. وقد قهرنا ( الآلهة)؟!
(لماذا ننام) ..كما نام الأجداد المساكين؟!
ففي الخارج .. لم تعد هناك (وحوش ضارية) تخيف .. أو (حيوانات مفترسة) تتربص!..
ففي الخارج .. لم تعد هناك (غابات ) و(وعورة ) ..
.. بل، صارت (شوارع أنيقة) ..و(إضاءات جذابة) ..و(ألوان برّاقة)! ..
ففي الخارج .. لم يعد هناك (عواء ذئب) .. أو (فحيح أفعى) ..
.. بل (أماكن لهو وسمر) ..و(علب ليل) يحلو فيها السهر! ..
في الخارج .. لم تعد هناك (غوريلا) تخيف، وترعب!
.. بل (حسان رائعات)! ..
.. وآهٍ ما أجمل (الجينز) و(البنطال)! ..
و(الميني) و(الميكرو)! ..
.. وإذا كان أقصر، فهو أروع وأجمل!!
في الخارج .. لم تعد هناك (دببة) تخيف وترعب! ..
.. بل (رائعات الحسن) .. غاديات، رائحات .. بأشكال وألوان ..
يلبسن، أحدث ما (تفتقت) عنه (أذهان) العاملين في ..
(كريستان ديور) و(إيف سان لوران) و(شانيل) و(لانفان)!!
فلماذا ننام ؟!
لماذا ننام وبيوتنا لم تعد كهوفاً ؟!
.. وبيوتنا فيها إضاءة ونور .. وفيها وتر وسمر؟!
لماذا ننام، وعندنا .. رائي و(فيديو) و(أتاري) و(باك مان)؟!
لماذا ننام، وبيوتنا فيها ... ألوان (ماكس فاكتور)!!
.. وشفَّاف (بوردا) الأحمر ..!
.. وعطر باريس الراقي؟!
لماذا ننام؟! ..
.. أو كيف ننام ؟! .. و(الشحرورة) تشدو! .. و(العندليب) يصدح! ؟!
فلماذا ننام .. كأجدادنا المساكين! ..
.. ونضيع الوقت، ونقطع الزمن، ونفني عمرنا؟!
ألا:
أفق خفيف الظل هذا السحر ناد دع النوم وناغ الوتر
فما أطال النوم عمراً ولا قصر في الأعمار طول السهر
ألا، هكذا فلنفعل! ..
دع النوم ..وناغ الوتر!
النوم (للمساكين) .. يوم كان خوف ورهبة .. سكون وظلام! ..
أما الآن! ..
فلماذا النوم، ونحن (لسنا مساكين)؟!
لماذا نضيع ثلث عمرنا، والحياة ماضية ؟!
.. دعونا نغنم من الحاضر لذاَّته!
..دعونا نغنم من الحاضر مسرّاته! ..
في النهار، عمل! .. وفي الليل نوم! .. وبعد سنوات (نفنى) ونذهب!..
.. فمتى نعيش ونستمتع ونبتهج؟!
ألا، فليذهب (النوم العتيق)، إلى غير رجعة! ..
النوم (رجعي)! .. ونحن (تقدميون)! ..
والتقدمية، لا يليق بها، بل لا يجب، .. بل يمنع!، أن تلتقي مع الرجعية!..
فلنترك النوم! ..
.. وتركنا النوم! ..
بدأنا نسهر .. ونطيل السهر! .. ونحقق ما يريده (عمر الخيام) لنصل إلى ما يريده (راي ميديس)!
بددنا ظلمة الليالي، وسكونها .. (بشموع حمراء)! .. و(أنوار خافتة)!..مرة!!
.. و(بديسكو) .. و(روك) .. مرة!! ..
.. ومع (الكوكب) مرة!
.. ومع (ديميسس) و (بوني إم) مرة!!
وتغلبنا على (الرجعية)! ..
لقد انتصرنا، وأصبحنا (تقدميين)!!
أصبحنا (مدمنين) على السهر!
ولا ننام (مثل الدجاج) من بعد العشاء!!
.. ونلنا ثمرات (التقدمية الرائعة)!
وحصدنا نتائج (الحضارة الهيكليَّة)! ..
ففرنسا! ..
فرنسا، شعب من شعوبنا (التقدمية)، نحن أبناء القرن العشرين! ..
فرنسا، شعب من شعوبنا (التقدمية)!.. المشهورة (بعلب الليل) و(صناديقه)! .وملاهيه!
فرنسا، شعب من شعوبنا (التقدمية)! التي تسهر حتى الصباح، تلهو وتمرح!
وتدعو إلى الانحلال، واغتنام الملذات 1 ..
.. وعدم إضاعة (ثلث العمر)، بلا فائدة!!
فرنسا، بملاهيها الليلية و(عُلب) خلاعتها .. منعت الناس عن النوم .. ودعتهم إلى السهر!..
.. لا، بل، أجبرتهم عليه ،وفيه ما فيه من (ترفيه وتسلية)
فرنسا هذه ..
...خرّت راكعة، عند أول ضربة في الحرب العالمية الثانية، ولم يغن عنها (خط ماجينو) شيئاً!!
فرنسا هذه ..
.. ضاعت هيبتها بين الدول، وانهار اقتصادها .. عند أول ضربة!..
بفضل (بركات) المراقص، والملاهي، ومناغاة الوتر .. والسهر!
ضاع الوقت باللهو والعبث! .. ولم يصرف في الراحة والسكينة ..
.. (فاستفادت) منه! ..
.. ضعفاً في الجهد .. وفتوراً في النشاط .. وميلاً إلى التراخي. . وقلة القوة على العمل!..
.. و(نالت) ..
شرف الاحتلال!!
.كل ذلك بفضل (بركات)! السهر ..
السهر المترافق مع اللهو والعبث!
واللهو والعبث محرمان ...والسهر مضر!
فكيف إذا اجتمع محرم مع مضر ؟!
.. كيف إذا اجتمعت حرمة وضرر ؟!
.. اللهو والعبث، محرمان!
ففيهما .. إضاعة الوقت في غير حقه .. وضياع العمر في غير ما خُلق له!
ولن تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يسأل عن عمره، فيما أفناه!!
.. والسهر مضر! ..
ومضر بالصحة .. ومضر بالأعصاب! .
مضر بالنفس .. ومضر بالروح!!..
هلاَّ، نظرت إلى أولئك المدمنين على السهر، أولئك الذين لا يحصلون على النوم الكافي، لأيام ولأسابيع وربما أشهر، رغم أنهم في حاجة ماسة إليه ..
..هلاَّ نظرت إليهم، ماذا تشاهد؟، وماذا ترى؟!
إنهم في تعب، ونصب .مستمرين! ..
يعانون من آلام في الرأس، وآلام في العضلات! ..
يعانون من اضطرابات في السمع، واضطرابات في النظر!
لم يعد بإمكانهم التركيز بصورة صحيحة! ..
لقد أصبحوا في حالة عصبية .. وساء مزاجهم!
وكل ذلك يزداد سواء، إذا تصاعد السهر والحرمان من النوم، حتي يصل إلى حد، لايطاق! ...
فقد يصلون إلى حالة نفسية سيئة تنتهي بالجنون!!
صحيح أنهم يستطيعون القيام بالأعمال المنزلية الروتينية، ولكن إذا طلب منهم القيام بأعمال عويصة، فسيفشلون بها، بكل تأكيد! ..
وهم في خطر مستمر، لأنهم عرضة للتسبب بحوادث، في مكان العمل أو في الشارع!
.. أنظر إلى من حُرم من نوم ليلة واحدة!..
كم يتسبب له ذلك، من تبلد الإدراك. وتباطؤ رد الفعل العصبي ..وضعف الذاكرة..
بل قد يتأثر تقديره للأمور ..ويصبح تصرفه في الأمور التافهة غيرمعقول غالباً ..
وتضطرب قدرته على التفكير، والوصول إلى حكم ..وتزيد قابليته للاستثارة! ..
.. أنظر إلى أولئك الطلاب الذين يقضون سنتهم في اللهو واللعب، حتى إذا ما قارب الامتحان، واصلوا الليل بالنهار، والنهار بالليل! .. لتعويض ما فات، واللحاق بالركب!..
ولكن هيهات .. هيهات! ..
لقد منعوا أجسامهم حقاً من حقوقها. فظهرت عليهم، علامات الإرهاق، والتعب، .. وضعفت أعصابهم ،وذوت عضلاتهم ..
... وفي النهاية قد يكون مرض يقعد .. فيكون (حرمان) و(خسران)!.
فالنوم .. (ضرورة حياتية )! ..
وليس (عادة موروثة)!
فالإنسان، والحيوان، إذا لم ينم ظهرت عليه .. علامات الإعياء، وتضاءلت كمية عمله، ونوعه ودقته! ..كما ينقص وزنه! ..
لقد أجريت تجارب على الحيوان والإنسان، بحرمانه من النوم ،ومعرفة تأثير ذلك عليه وهل النوم (ضرورة) أم ( لا حاجة له) ؟! .. وهل يمكن (الاستغناء عنه)أم (لا)؟!
فلقد أخذت حيوانات، كالكلاب مثلاً، وأعطي فريق منها غذاءه الكامل، ولكنه حرم من النوم! .. وأما الفريق الثاني، فقد حرم من الغذاء، ولكنه ترك لينام كما يشاء!..
فبعد خمسة أيام، وجد أن الكلاب التي حرمت النوم، لم يبق منها أحد على قيد الحياة! وذلك بخلاف التي حرمت من الغذاء، وتركت لتنام، فقد قاومت الجوع عشرين يوماً!..
وفي تجارب أخرى، استطاعت الكلاب المحرومة من النوم، أن تقاوم حتى اليوم الثامن عشر أو العشرين، ثم نفقت وهلكت .. رغم أنه بعضها كان يأخذه النوم على الرغم من كل حائل دونه! ..
ولقد وجد العلماء، تغيرات أساسية في خلايا قشر دماغها، بعد مدة حرمان من النوم، تزيد على أسبوع!
وعند الإنسان، وجدوا بالتجارب، أنه لا يتحمل فقدان النوم، أمداً طويلاً!.. وهو عن فقدانه أعجز منه عن فقدان الطعام والجوع! ..
فلقد أجريت تجارب على الإنسان، منذ عام 1896 لمعرفة ما يحدث للجسم، سواء من الوجهة السلوكية، أو الفسيولوجية أو البيوكيميائية، ، عندما يحرم من النوم.
ولقد وجد أنه عندما يحرم الإنسان من النوم لفترة قصيرة، فإنه يشعر بالتعب العام، والإرهاق، وثقل في جفون العين، وجمودها!
وعندما يكون الحرمان التجريبي من النوم، بفقدانه لليلة واحدة، وجد العلماء وعلماء النفس، أن الأعمال القصيرة الأجل لا تتأثر! .. وأن النقص في الأداء لا يحدث إلا إذا تطلب العمل تركيزا لفترة نصف ساعة أو أكثر! ..
كما وجدوا أن من العوامل الحاسمة في الموضوع، نمط العمل أو النشاط الذي يقوم به المرء!
فالأعمال البسيطة نسبياً، والأعمال التكرارية، تتأثر أكثر من غيرها! ..
ومن الأمثلة على ذلك:
مراقبة أجهزة عرض، وذلك لملاحظة حدوث أي إشارات ضئيلة عارضة، وذلك على نحو متصل .. كما هو الحال في عمل المراقبة من على ظهر السفينة مثلاً!
وكذلك اتخاذ القرارات التكرارية البسيطة، كما هو الحال في تصنيف الحروف الأبجدية!
وأما الأعمال التي تتطلب حساباً أو تعلماً، فهي أقل تأثراً بنقصان النوم!
فإذا وصلنا إلى الأعمال التي تتطلب اتخاذ قرارات معقدة، أو حل مشكلات، والتي يبذل فيها جهد عقلي كبير، فإنها تظل دون أن تتأثر على الأطلاق، حتى ولو استمرت لفترة ساعة أو أكثر ..وحتى لو مضى يومان أو ثلاثة دون نوم!! ..
.. ولعل الغريب في حالة عدم النوم، هو ليس مقدار تعطيله للأداء، وإنما درجة التغلب على تأثيره، إذا كان العمل، وبخاصة تعقده، على درجة كافية من إثارة الاهتمام والاستثارة! ..
فهل يعني هذا، أن الشخص المحروم من النوم لا يختلف عن الشخص العادي في مثل هذا الموقف ؟!
لقد أوضحت التجارب التي استخدمت فيها المقاييس الفسيولوجية والأدائية .. أن هذا غير صحيح!.
ففي إحدى الدراسات طبقت مقاييس التوتر العضلي على مجموعة من الأشخاص الذين لا ينامون أثناء قيامهم بسلسلة من الأعمال الحسابية، ولوحظ أن مستوى التوتر العضلي يظل عادياً عند أولئك الذين يتدهور أداؤهم!.. ولكنه ارتفع (أي التوتر العضلي) عند أولئك الذين ظلوا يؤدون أداءً عادياً رغم فقدان النوم!
ومعنى ذلك أن الاداء العادي، عند المجموعة الأخيرة من المجرب عليهم، لم يتم الوصول إليه إلا على حساب جهد فسيولوجي زائد!!
وعلى ذلك، فسواء من الوجهة السلوكية أو الفسيولوجية، يبدو أن الكفاءة تتناقص حينما يفقد النوم.
وعندما يكون الحرمان التجريبي من النوم، لفترات أطول من 12 ساعة، فإنه هذا يسبب تبدلات فسيولوجية ونفسية وحركية وكيميائية حيوية.
هذه التبدلات يكون فيها .. النقصان عن الحد الطبيعي، أكثر من الزيادة، بحسب رأي العالم تيللر (Tylre)!
وتتناول هذه التبدلات:
سعة العمل الشاق، والمهارات النفسية الحركية (بشرط أن تجرى الاختبارات بدون حاجة للانتباه المدعوم!) وسكر الدم، والمدخر القلوي، وخضاب الدم، وتعداد كريات الدم البيضاء والحمراء ووزن الجسم وحرارة البدن والاستقلاب الأساسي والاطراح البولي لمادة 17 – كيتوستيروئيد! ..
.. و إلى جانب هذه التبدلات الكثيرة، التي تأثرت (قليلاً ) من حالة الشدة الناجمة عن فقدان النوم، فإنه تظهر عادة، تبدلات هامة تتناول النشاط الكهربائي للدماغ، مع اضطرابات نفسية عديدة! ..
فمخطط الدماغ الكهربائي تبدأ تبدلاته ما بين الساعة 36-50 ( من الحرمان من النوم)، وتمتاز هذه التبدلات بشكل رئيسي، بظهور زيادة في الزمن الذي تشغله الموجات العالية التوتر! ..
وكذلك فإن المسائل الحسابية الذهنية والتي تزيد من النشاط الكهربائي للدماغ، تترافق عادة بزيادة قليلة في الموجات العالية التوتر عند الشخص الطبيعي المرتاح، بينما لا تحدث هذه الزيادة أبداً، ولا تظهر عند الشخص المحروم من النوم!
حتى إذا ما استمر الإنسان في حالة من اليقظة لمدة 72 ساعة، وبقي محروماً من النوم فإن منشطاته واستجاباته تصبح ضعيفة، فيزداد النسيان لديه .. ويقل التركيز .. وتبدو الأشياء المرئية، كما لو كانت مزدوجة! .. ويعاني من رؤية الهلاوس، بشكل متوسط حر! ..
ومن الشائع حدوث تهيج عصبي .. وشكل من الجنون، مثل جنون العظمة أو الشك!..
وبعضهم قد يعاني من أعراض هوس عقلي .. متمثل في السرحان، والبعد عن الواقع المحيط به! ..
كما تزداد إمكانية حدوث نوبات من الصرع، فتمثل خطراً متزايداً!
فلقد تم في (مركز لأبحاث النوم) تابع لجامعة لوبرون Loughborough للتنكنولوجيا في وسط انكلترا، وعلى بعد 100 ميل شمالي لندن .. تم عمل تجربة لمعرفة أثر الحرمان من النوم على الإنسان، لمدة ثلاثة أيام، أي 72 ساعة كاملة!.. وذلك بهدف معرفة ما إذا كان النوم ضرورياً لأداء الوظائف الطبيعية المختلفة كل يوم، أم أنه عادة لا ضرورة لها!..
.. حيث كانت هذه التجربة، تهدف إلى اختبار الذاكرة والمهارات اللغوية لهؤلاء (المتطوعين) الذين قبلوا الحرمان من النوم، طوال فترة 72 ساعة، (إكراماً لعيون) الطبيب النفسي جيم هورني! صاحب التجربة، وفي سبيل العلم!
..بدأت التجربة في الساعة الثامنة صباحاً من يوم الجمعة، واستمرت حتى الثامنة صباحاً من يوم الاثنين.
وكانت موادالتجربة، تتألف من .. جولات يومية خمسة من الاختبارات: التأرجح على قضيب خشبي يشبه تمرينات الباليه، وذلك لاختبار التوازن، وقياس الحرارة، والتعرض لاختبار ويلكنسون لليقظة!.
وأما خارج أوقات الاختبارات، فكان المتطوعون يمضون الوقت في غرفة مشتركة، مزودة بجهاز لألعاب الفيديو، وبلعبة السهام، وبعض ألعاب المائدة (شطرنج وغيره) وغيرها من وسائل التسلية!
وكان المتطوعون، يستطيعون شرب القهوة والشاي بكميات محدودة ..كما يشجعون بعضهم على الاستمرار في اليقظة! ..
في فجر يوم السبت كان الجميع يترنح من التعب!
إلا أنهم نشطوا نسبياً أثناء النهار، وأمضوا يوم السبت، بشكل معقول ..
.. من حل أحد الألغاز، والمشاركة في لعبة الفيديو, ..
في صباح يوم الأحد، اشترك المتطوعون في لعبة تمثيلية، مليئة بالحيوية، وتعتمد على الذكاء، وهي معرفة مقاطع، كلمة معينة، من خلال مشاهد تمثيلية يؤدونها .. وكانوا لا يزالون بخير! ...
وعندما تابعوا في خلال نهار الأحد ..
شعر أحدهم عندما وقف أمام جهاز اليقظة، بأن أقدامه تلتوي تحت جسمه، عند الصفارة رقم 28، وهوى نائماً بسرعة على المقعد! ..
وعندما كانوا ينتقلون من جهاز اليقظة ليلعبوا بالفيديو (مثل لعبة غزاة الفضاء أو الباك مان) كان الجهازان (جهاز اليقظة وجهاز الفيديو)، قد اختلطا في عقولهم! فقد بدؤوا يسمعون انفجارات القنابل في قيادة الصواريخ (أصوات لعبة الفيديو)، مختلطة بالصفير المتقطع لجهاز اليقظة! ..
ومع انتهاء يوم الأحد، ظهرت بعض الاضطرابات العقلية الأخرى! ..
فشاهد أحدهم دخاناً ليس له وجود ينبعث من جهاز التلفزيون! ..
وأحس الآخر بأنه يرتدي قبعة! ..
وأما الثالث فقد صاح (لا أستطيع تثبيت عيني على أي شيء، لم تعد لدي أي قوة باقية)!
وفي صباح يوم الاثنين كان الدوار، قد حل بالجميع، وأصبح جهاز اختبار اليقظة غير محتمل! .. حيث أن أحد المتطوعين ضغط على الزر 11 مرة، عوضاً عن الرقم وهو 225 مرة ،وكانت إحدى المرات خاطئة أيضاً ..
وعندما انتهت التجربة، وتجارب أخرى مماثلة، كان الأشخاص المتطوعون، يذهبون في نوم عميق، يستمر من 14 – 16 ساعة!، ، حيث إن الجسم عادة ما يعوض فقط ثلث عدد ساعات النوم الضائعة! وكان قسم كبير من هذ الساعات يُقضى في مرحلة نوم حركة العين السريعة (مرحلة الأحلام!)
وبعد الاستيقاظ من هذا النوم، فإنه كانت تظهر دلائل اضطراب في وظائف أجهزة الجسم المختلفة، بحيث لم تعد هذه الوظائف إلى طبيعتها، إلا بعد انقضاء عشرة أيام على انتهاء التجربة! ..
.. كانت الفترات العصيبة في هذه التجربة، تمر على الرجال أكثر من النساء، فقد كان بين المتطوعين فتاة،! ..
يقول هورني (إن الرجال يمرون بأوقات عصيبة أكثر من النساء، في حالات الحرمان من النوم! .. ربما لأن النساء، لديهن طاقة أكبر مخزونة في الطبقة الدهنية من الجسم)!..
ولكن .. لا بد أن نتذكر أيضاً، أن الفتاة المشاركة كانت صغيرة السن، في العشرين من عمرها! .. بينما كان الرجال، لا سيما الذي غلبه النوم، في الأربعين من عمره!.. فلعل السبب يرجع أيضاً:
إلى أن صغار السن أقدر على احتمال الحرمان من النوم من الكبار!
فلقد أوضحت دراسات في جامعة فلوريدا أن الأشخاص عند سن الأربعين أو بعدها، يقاسون من الحرمان من النوم، أكثر مما يقاسي طلبة الجامعة، أي الأشخاص صغار السن، الشباب!!
.. ولقد وجد أيضاً من خلال هذه التجربة، وتجارب أخرى مماثلة، أن المحرومين من النوم (سواء كانوا رجالاً أو نساءً) يأكلون بشراهة! .
.. فلقد وجدت إحدى مجموعات البحث العلمي، أن المتطوعين المتعاونين معها، يأكل الواحد منهم (5000 ) وحدة حرارية يومياً! .. أي حوالي ضعف الكمية العادية من الطعام! ..
.. كما وجد أيضاً، أن أداء الوظائف الجسمية لم يتأثر! ..
بينما تأثر النشاط العقلي، بدرجة قليلة مع الأعمال التي تتطلب تفكيراً منطقياً وقدراً من الإبداع!
.. فلقد وجد أن الألغاز التي تختبر العقل والإدراك، أو على الأقل تلك (الألغاز الشيقة) التي لا تستغرق وقتاً طويلاً، لم تظهر أي نقص في القدرات العقلية!
وأما الأعمال المملة المتكررة، فأظهرت تدهور النشاط العقلي، بدرجة كبيرة!1
... فلقد تناقص مستوى الأداء على (جهاز اختبار اليقظة)، رغم (الحوافز) الموجودة فيه! ..
وهذا يعني أنه إذا كان (الجندي) أو (عامل المصنع) مثلاً، لا يحصل على النوم الكافي، فإنه قد يصبح، مستحيلاً عليه الاستمرار في أداء العمل الروتيني! .. وذلك بصرف النظر، عما إذا كان يحصل على أجر كبير!! وبغض النظر، أيضاً عما إذا كان خطؤه .. يعنى كارثة!! ..
فلينتبه إلى ذلك، أصحاب الأمر .. والمسؤولون!!
.. ولقد ظهر بعض الضعف، في أعمال تتطلب مجهوداً عضلياً، في اليوم الثالث من الحرمان! ..
.. وأما الاضطرابات النفسية والعصبية، فلقد وجدوا أنها تظهر عادة بعد أربعين ساعة تقريباً من الحرمان من النوم، وقد تكون أعراضها متوسطة الشدة، ولكنها قد تكون أيضاً شديدة، ومشابهة لداء الفصام الحاد من النمط الشبيه بداء العظمة (الأزورار)Paranoid like Type أو من النمط السمي للأنفسه (نُفاس )!، إلا أنه تتلاشى عادة الأعراض العقلية العصبية الناتجة عن فقدان النوم، ويعود السلوك الطبيعي للشخص، بعد نوم عميق،
.. كما أن كل المتطوعين، كانوا يشعرون بإحساس من التجرد يشبه الحلم، اعتباراً من اليوم الثالث للحرمان!
ولقد أجريت تجارب مماثلة، في عيادة لافايت بمدينة دترويت، كانت تهدف إلى معرفة وتحديد نشاط أجهزة تحويل الطاقة في الجسم، وهي الآليات المسؤولة عن تزويد الطاقة اللازمة لاستمرار النشاط العضلي والعصبي، في حالة الحرمان من النوم ولمدة تزيد 100 ساعة متواصلة أي حوالي أربعة أيام وزيادة! ..
لقد وجد أن نشاط هذه الأجهزة، يتزايد زيادة هائلة! ..
حتى إذا ما زادت (الفترة الحرمانية) عن المائة ساعة، ظهرت عندها (أساليب الطوارئ)! التي لا تستخدم في الظروف العادية! ..
وهذا يشكل دليلاً واضحاً، على حدوث قدر من استنفاد المصادر العادية لطاقة الجسم!
.. حيث بناء على ذلك، يمكن اعتبار الشخص الذي يصمد دون نوم، وكأنه يشبه(محرك السيارة) في بعض نواحيه، عندما يفقد كفاءاته، بسبب الاستعمال الزائد عن الحد! .. فقد (يتناقص الأداء)! إلا أنه يظل من الممكن وفي حدود معينة، الوصول إلى مستويات ملائمة على حساب الاستهلاك الزائد للوقود).
ولقد وجد في تجربة أجريت بمعرفة (مركز أبحاث النوم) التابع لجامعة أوهايو في أمريكا، تم خلالها حرمان بعض المتطوعين من النوم، لمدة خمسة أيام متتالية (120ساعة)!..
لقد وجد، أنه ظهرت على هؤلاء (المتطوعين) علامات إعياء شديد، وانخفاض حاد في القدرة على التركيز، والتفكير! ..
حتى إذا ما كان اليوم الخامس والأخير من التجربة، كان المتطوعون في حالة عجز شبه كاملة عن الحركة! ..
وانخفضت قدرتهم على التفكير وصنع القرارات إلى أدنى مستوى لها! ..
وصدرت عنهم (هلوسة) شبيهة بهذيان المحموم! ..
ولقد وجد في تجارب أخرى مماثلة، تمت من خلالها محاولة حرمان المتطوعين، من النوم لمدة تصل إلى 200 ساعة وأحياناً تزيد (حوالي ثمانية أيام وزيادة )! ..
لقد وجد من خلال هذه التجارب، وبلا استثناء، أنه ما أن تمر مدة 100 ساعة من الحرمان المتواصل من النوم، أي بعد حوالي 4 أيام، وهي النقطة التي تتحطم عندها أجهزة تحويل الطاقة، كما ذكرت، حتى يظهر تدريجياً سوء التكامل في الشخصية، وفي السلوك العقلي! .. فيتصرف (المحروم من النوم ) بما يشبه الثمل المترع!! فيتفوه بكلمات لا ضابط لها، وتصدر عنه حركات أو أقوال، لا يرتضيها في حالاته العادية!!.
كما تظهر أعراض الجنون الهذائي (الهذياني)! .. حيث يتهم (المفحوص المتطوع) ..يتهم (العالم المجرب) بأنه يحاول تحطيم محاولته البقاء مستيقظاً، طوال الفترة المحدودة!..
ولقد تمت أيضاً محاولة الاعتداء على المجربين في حالتين! ..
وفي نفس الوقت تضطرب قوى الإدراك العقلي! .. فيرى المفحوص المجرب عليه، الأشياء الخيالية، كما يخاطب أشخاصاً خياليين!
كما أن السطوح قد تبدو له شفافة، أو مغطاة بنسيج العنكبوت!
وأيضاً من صور الخداع اللمسي المألوفة، في هذه الحالات، أن يشعر الشخص المحروم من النوم، بأن يده مغلولة إلى رأسه!!
.. ولقد وجد أن هذه الأعراض جميعاً وما يصاحبها من عدم النوم والحرمان منه، تأتي فيما يبدو في صورة (موجات)! .. بحيث أن المفحوص يبدو في بعض الأوقات عادياً.. وفي بعضها الآخر، يعاني من حالة الهذيان الشديد! .. وتظهر هذه الآثار بوضوح أشد في ساعات الليل أكثر من ساعات النهار!!
.. وهكذا وجد أنه مع الفقدان الكلي والمستمر، للنوم، يتحول الشخص تدريجياً إلى حالة من حالات المرض النفسي! .. وعادة ما تكفي فترة حرمان مدتها أربعة أو خمسة أيام، حتى تظهر هذه الأعراض النفسية بوضوح .
ولهذا، فإن البعض، قد يستخدم الحرمان من النوم، كطريقة لإنتاج (الذهان التجريبي) عند الإنسان، رغم أن هذه العملية، تبدو خطرة .. وغير مقبولة! ..
وهكذا، ومن كل هذه التجارب والأبحاث، يتبين لنا، أن الحرمان من النوم:
يفقد القدرة على التفكير السليم .. ويفقد القدرة على التركيز!
ويصيب الإنسان بالتوتر، وسرعة التهيج، وانحراف المزاج، وسوئه!
ويؤدي بعد فترة من زيادة الشهية، إلى فقد الرغبة في الطعام والشراب ..
فينقص الوزن، وتنحل العضلات، وتغيض نضارة الجسم ،ورونق الجلد، وبهاؤه!
وتقل كمية العمل، ونوعيته ،ودقته!
و تتبدل كثير من وظائف الجسم ..وتتغير كثير من مكونات البدن! ..
وتعتري النفس، تبدلات، وتغيرات ..وتظهر (هذاءات و(هلوسات)
.. ويحدث (جنون)!
.. ثم يأتي .. (الموت)!
يأتي الموت ..واضعاً (نهاية المأساة)!
.. بعد عذاب .. لا يطيق استمراره .. البشر! – ولا الحيوان،
.. وفي غيرطاقة احتمال .. (بشر)!
يأتي الموت ..
وينهي عذابا لا يطاق .. وشدة لا تحتمل! ..
عذابا استمر أياماً .. وشدة أطبقت ليالٍ! .
.. فسبحانك يا رب! ..
سبحانك، يا من كنت بنا رحيماً!
نحن الضعفاء .. الذين تدميهم العثرة .. وتحرقهم الرمضة! ..
سبحانك يا كريم! ..
يا من جعلت الليل لباساً، وجعلت النوم سباتاً! ..
سبحانك، يا من مننت علينا .. بنوم! ..
.. فيه نرتاح من بعد عناء!
ونجد نشاطاً من بعد تعب!
ونسكن من بعد حركة! ..
سبحانك يا من جعلت، النوم لباساً .. نستتر به ..
.. ونسكن فيه! ..
سبحانك يا من جعلت النوم .. نغمض فيه أجفاننا عن (عالم العمل )!
لنفتحها في (عالم الأمل )!!
..سبحانك! ..
كيف ( يخطر ) لعبادك، ألاّ يناموا .. والذي لا ينام هو أنت ؟!
.. فتلك صفتك، يا واحد، يا قهار .. لا يشاركك فيها أحد! ..
.. أنت ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم ) البقرة 255.
أنت الحي الباقي، نزهت ذاتك، سبحانك، عن السنة الخفيفة أو النوم المستغرق!.. فلا تنام أبداً!
أنت الحي القيوم .. الواحد الأحد .. الفرد الصمد .. ليس كمثلك شيء! .
أنت يا كريم!
يا من تكرمت على عبادك المؤمنين، وتفضلت! ..
.. فمنحتهم حياة أبدية، في الآخرة ،وجعلتهم (لا ينامون )!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون )
أهل الجنة، منا نحن البشر، لا ينامون .. هناك في الدار الآخرة، كرماً من الله وفضلاً ومنة! ..
أما هنا في هذه الحياة الدنيا .. فلا بد من النوم!! ،، وايضاً كرماً من الله وفضلاً!
.. فلا حياة، يمكن أن تستمر بدون نوم! ..
.. فللنوم أهمية (حيوية) كبرى! ..وللنوم (فوائد) جمة! ..



اصعب شئ فى هذا العالم ان ترى اغلى واقرب من تحب يرمي بنفسه فى النار ولا تستطيع عمل شئ لسبب بسيط انه لا يريد منك التدخل
اصعب شئ فى هذا العالم ان تغمض عينيك عن الحق ارضاء لنفسك والنتيجه (اعمي فى كل الاحوال)

لاتضع كل أحلامك في شخص واحد ..ولاتجعل رحلة عمرك وجه شخص تحبه مهما كانت صفاته .. ولاتعتقد ان نهاية الأشياء هي نهاية العالم


يناير 05, 2007, 01:20:50 صباحاً
رد #8

دانة العراقية

  • عضو خبير

  • *****

  • 1992
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
لماذا ننام
« رد #8 في: يناير 05, 2007, 01:20:50 صباحاً »
':203:'  ':203:'
ادرس القانون لاعرف الخيوط التي تحاك منها اكفان الحق والعدل  ':200:'

يناير 05, 2007, 01:20:58 صباحاً
رد #9

اسلحة الطاقه

  • عضو متقدم

  • ****

  • 624
    مشاركة

  • عضو مجلس الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://al-naaeb.com/up
لماذا ننام
« رد #9 في: يناير 05, 2007, 01:20:58 صباحاً »
النوم، نعمة من الله!
نعمة من نعم، لا تعد ولا تحصى! ..
يعيش بها الإنسان!
تأتيه، كرماً من الله، وفضلاً!
وما جعل الله شيئاً، إلا وفيه الفائدة .. كل الفائدة! ..
والنوم، فيه، وله، فوائد كثيرة ..ولاشك : أن أولها .. حفظ الحياة، واستمرارها!..
فلا حياة، بدون نوم! ..
.. فالنوم ضرورة حياة! ..
.. ففي اليقظة، نتحرك ونعمل .. ننشط ونفعل! ..
نمشي ونركض! .. نصعد وننزل! .. نأكل و (نخرج)! .. نشرب (ونطرح )!
نسمع ونرى! .. نستثار وننفعل! .. نبكي ونضحك! .. نحزن ونفرح!
وهكذا، مئات من العمليات، والأنشطة والفاعليات .
بل آلاف! .. بل أكثر!!
وأعضاؤنا، وأجهزتنا، تتابع ذلك و(تلهث )!
.. عضلات، تنقبض وتنبسط .. واحدة تبعد، وأخرى تقرب!
هذه (تشد)، وتلك (ترخي)!
مفاصل، تدور وتتحرك ..
وهذا (يُحني)، وذاك (يصلب)! .
أضواء من هنا، وأضواء من هناك! .. ألوان مختلفة، وشدة متغيرة! ..
نرى هذا، ونرى ذاك! ..
واحد (نُحب)! .. وآخر ( لا نرغب)!
.. العين تعمل! ..
أصوات من هنا، وأصوات من هناك! ..
ضجيج يتحدى .. وصراخ يُرعب! ..
(همس) يحلو! ..وكلام يزعج! ..
.. والأذن تسمع! ..
قلب ينبض! ..
.. ووجيب، يعلو وينخفض!
وسرعة، تزداد وتنقص! ..
معدة (تهضم) وأمعاء (تتحرك)! ..
و(الفرن) يعمل! .. وعند البعض (الوقود) لا ينقطع!! .
غُدد تفرز ..وعصارات تُصب! .
بول (يُطرح) .. وكلية تعمل! ..
أعصاب تشد وتُنبه .. ودماغ يُفكر ويعمل! ..
وهكذا، مئات، بل آلاف، بل أكثر!، من العمليات والفاعليات .. تتم وتستمر!
..تتشكل وتُتابع! ..
.. في حركة دائبة لا تنقطع .. واستمرار لا يتوقف!
.. وتصرف من هنا وهناك ..طاقة!
وتبذل من هنا وهناك .. مدخرات! ..
وتتشكل من هنا وهناك .. فضلات! .
وتتكون من هنا وهناك .. نفايات!
وتتراكم من هنا وهناك ..رواسب! ..
ويتعب عضو .. ويشكو النصب آخر!
(يئن ) هذا .. و(يصرخ ) ذاك! .
.. النجدة .. المساعدة . . إلينا بيد العون!
ألا من رحيم .. فيرحم؟!
ألا من معين .. فيعين؟!
(الحامي الباني)!
بلى! .
ها هو ذا من يمسح الكرب، عن وجوه المحزونين!
.. ويساعد المحتاجين!
.. ويريح المتعبين!
بلى! ..
ها هو ذا ( النوم )!
يأتي رحمة ونعمة!.
يأتي .. بلسماً (لجروح)! ..
.. وشفاء (لقروح)!
ها هو ذا ( النوم)!
مانح الراحة .. ومجدد النشاط .. ومعيد الحيوية، إلى الجسم والأعضاء! ها هو ذا (النوم)!
.. مخُلص من الفضلات .. ومبُعد النفايات .. ومزيل الرواسب! ..
.. كل ما استهُلك من أنسجة الجسم وخلاياه .. يُستعاد ويرُمم! ..
كل ما ضاع من مدخرات الجسم .. يُعوض! ..
كل ما صرف من طاقات الجسم .. يُعاد! ..
كل ما تشكل من رواسب ونفايات .. يُطرح، ويبعد!
.. الجوارح .. سكنت، واستراحت! .. استراحت مما يعرض لها من التعب والوصب والنصب.
فزال .. الإعياء، والكلال!
القلب .. استراح! .. والهضم (تحسن )!
درجة الحرارة .. انخفضت! .. والاستقلاب .. تغير، تبدل! .. وأكسدة النُسج .. نقصت وقلَّت!
جهاز الدوران .. تمهل! .. والعضلات ارتخت!
الفضلات المتكونة .. قلَّت!
والطاقة المصروفة .. نقصت! .. وربا المقدار المخزون منها، وزاد على المصروف المستهلك!
والجسم، تمكن من استعادة القوى، التي صرفها، خلال اليقظة، وبذلها أثناء النشاط!
فبالنوم .. تتمكن، أجهزة الجسم، وأعضاؤه، من أن تتابع عملها .. وتستمر في أداء وظائفها .. بشكل سليم، لا خلل فيه ولا عطب!
فالنوم .. يأتي، راحة للجسم المنهك .. والبدن المتعب! ..
.. فيه .. تبطؤ وظائف الأعضاء، وتتراخى .. فتستريح!
والفضلات والسموم التي تراكمت، خلال النهار، وأثناء النشاط .. تخلص الجسم منها، وطُرحت!
والأنسجة التالفة .. أعيد بناؤها ورمُمَّت! ..
.. وهكذا، فالنوم ضرورة حياة! ..
فالنوم .. يأتي فترة من الراحة والاستجمام .. لأعضاء الحس، والحركة! ..
فترة من الراحة، مطلوبة، لا بل، ضرورية! .
ضرورية .. لأعضاء عملت وتعبت!
ضرورية .. لتجديد النشاط، وترميم الخراب، وإعادة الحيوية!.
ضرورية .. لتتخلص هذه الأعضاء المرهقة، وتلك الأجهزة المتعبة، من نواتج نشاطاتها، وفعاليتها، ، خلال مرحلة اليقظة ،، والتي غالباً ما تكون ..سامة!
.. وهكذا، يأتي (النوم) ..
مُرمّم، وبان! .. منشط ومجدد! .. مُخلِّص، ومبُعْد! ..
..(يأسو الجراح)! .. و(يعيد الأفراح)!
.. يعيد (النشاط) ..يعيد (الحيوية) ..يُعيد (الفاعلية)!
يعيد كل ذلك .. إلى الجسم عموماً، وإلى الجملة العصبية المركزية، والدماغ منها خصوصاً!
فالجملة العصبية المركزية .. هشة لطيفة! .. سريعة العطب! .. وعملها حثيث قوي!
وخلايا الجملة العصبية المركزية .. مراكز لاستقلاب شديد! ..فهي تحتاج من الأكسجين، ما يعادل عشرة أضعاف ما تحتاجه الخلايا العضلية أو خلايا الغدد، وتحتاج مثل ذلك إلى مقادير من سكر العنب (الغلوكوز) ،، وهو الغذاء الذي لا غنى عنه لجميع الخلايا، أيا كان نوعها، وهو ينبوع طاقتها!
هذه الجملة العصبية، لهشاشتها، وللطافتها! .. وعملها الشديد القوي!..
يمسها التعب والنصب واللغوب، أكثر من غيرها، إذا مضت عليها مدة طويلة وهي (يقظى) تعمل وتنشط ،وتفعل!
وعندها لا بد من أن تستريح، وتستجم! ..
ويأتي النوم، مانحاً إياها، ما تريد! من ترميم وبناء .. وتجديد وحيوية ..وإعادة نشاط.
لقد توصل عدد من العلماء، في معهد علم خواص الأعضاء، بجامعة بلغراد، إلى الجزم بأن النوم الطويل، من شأنه مد العقل البشري، بطاقات ذكاء جديدة .. حيث تبين لهم أن الأشخاص الذين أخضعوا لمثل هذا الإسبات (نوم طويل تحت إشراف طبي، كما سنذكر)أظهروا بعد استيقاظهم، مزايا عقلية، تفوق ما كان لديهم قبل النوم!.. والسبب كما يقول هؤلاء العلماء، يعود إلى كون الدماغ، يتعرض في حالات النوم لعملية إغناء كيمائية، تؤدي بدورها إلى تطوير طاقات الذكاء لدى الإنسان!.

لجمالك سيدتي!
يأتي النوم .. فيجدد ما بلي .. ويرممم ما تخرب .. ويعيد ما نفد!
.. وينشط ما (استكان )! .. و(يُشبَّبُ) ما (شاخ)!!
فلقد وجد أن النوم، من أشد العوامل فعالية، للاحتفاظ، بنضارة الصبا وجماله..والحيلولة دون الشيخوخة المبكرة! ..
حيث عرف مثلاً، أن النوم من الأمور الهامة جداً، بالنسبة للنساء! .. فهو أكثر مفعولاً في تجديد الشباب والمحافظة عليه، من جلسات متعددة للتدليك بالكريمات الخاصة لذلك.. فكل الأطباء، وأطباء التجميل خصوصاً، ينصحون المرأة (العصرية)!، بأن تنام كثيراً!.. فإذا نامت استراحت بشرتها .. حيث ما مواد التجميل وكريماته في الحقيقة، إلا مواد مخدرة للبشرة نفسها .. أي بعبارة أخرى لتنويم هذه البشرة، حيث أن النوم يريحها!.. فكيف إذا نامت المرأة بشكل كامل و(نام ) كل جسمها، (ونامت)بشرتها أيضاً؟
فالنوم (يصفي) الدم من السموم، والنفايات المهلكة للبشرة .. ويريح البشرة نفسها، كما تحدث عمليات ترميم وتجديد في خلاياها، حيث أن خلايا الجلد تتضاعف سرعة أنقسامها، أثناء النوم!
وهكذا تحتفظ البشرة، بنضارتها .. وتحفظ بالتالي، للمرأة ..جمالها!..
وعندها ..تستطيع المرأة (المودرن)!، أن تستغني عن جلسات متعددة في (صالونات التجميل) بإشراف (سيمون) (الاختصاصي من باريس)!.
وعندها .. تستطيع المرأة أن تستغني عن مستحضرات (ماكس فاكتور) و(اليزابيت أردن)!
وعندها .. تستطيع المرأة أن تدخل (عالم الجمال)! بوصفات بسيطة!.
.. لا تكلف زوجها (مرتب الشهر) من أول يوم!
... ولا تكلفها أن تصبح (دمية متحركة) في أيدي (الرجال)..(خبراء الجمال)!
وعندها .. تستطيع المرأة أن تدخل (عالم الجمال)! دون الحاجة إلى إذاعة (أسرار البيوت) في هذه (الجلسات التجميلية )! والخوض في أعراض الناس ..
وعرضها مخاض به، في جلسة أخرى، في صالون آخر!
وعندها .. تستطيع المرأة أن تدخل (عالم الجمال) بوصفات بسيطة!:
ودَّعي، أيتها المرأة، السهر والإرهاق! ..
ودّعي، أيتها المرأة، الهالات السوداء تحت العينين! ..
ودَّعي، أيتها المرأة، حفلات (السواريه) و(الماتينيه)..و(طرق) الأقدام، حتى الصباح!!
فقط ..
نامي .. استريحي .. أريحي جسمك! ..
تنتعشي، وتصبيحين .. جميلة! ..
وعاد الشباب!
فحسبك النوم! .. يريح وينعش! ..
.. يُرمم ويبني!
يحفظ النضارة، ويجدد الشباب! ..
فالكثير من الشيوخ الذين ما زالوا يؤدون في شيخوختهم، أعمالاً جبارة، وبنجاح الشبان ونشاطهم! .. إنما يعزون ذلك كله إلى محافظتهم على نوم صحيح! ..
فشبابنا يتجدد بالمفهوم الحقيفي بعد كل نوم! .. فنحن في الصباح أطول منا في المساء! .. وأكثر مرونة إلى حد بعيد! .. وكذلك أشد قوة وأغزر في عصارات الجسم،وأقرب بذلك إلى الشباب! .. وأما في المساء، فأجسامنا أشد جفافاً! ..وأحط قوى، وأقرب بذلك إلى الشيخوخة! .. ذلك ما قاله هوفيلاند Hufeland الطبيب الألماني المختص! ..
.. وذلك ما وجده كثير من العلماء .. وما جرَّبه بافلوف!.
فلقد توصل بافلوف إلى استنباط طريقة لمعالجة بعض الأمراض بالنوم! ..
وكان تفكيره يتجه أولاً، إلى الأمراض الناشئة عن اضطرابات أو فقدان التوازن في الجهاز العصبي الإنباتي (الودي ونظير الودي)، وذلك لما بين النوم وبين هذا الجهاز من علاقة خاصة! .. إلا أنه شاهد، وإلى جانب النتائج الحسنة التي أحرزها في معالجة هذه الأمراض وشفائها، أن للنوم تأثيراً واضحاً في إعادة الشباب أيضاً! ..
فلقد كان بافلوف يهيىء للمريض فراشاً وثيراً دافئاً، وبعيداً عن النور والضوضاء!.. ثم يعطيه أدوية منومة بفترات وجرعات معينة، يظل بعدها المريض في سبات عميق مستمر، لمدة ثلاثة أسابيع، لا تقطعه، إلا فترات قصيرة من الصحو واليقظة، كافية لتناول الغذاء وإفراغ الفضلات من بول وبراز .. حيث يعود بعدها المريض إلى النوم بإعطائه جرعة الدواء المنوم ..
ولقد لفت انتباه بافلوف، ما أكده المرضى بعد شفائهم من المرض، وعودتهم إلى الصحو: من أنهم يشعرون وكأنهم قد عادوا سنين إلى الوراء!.
ولما كان بافلوف رجل علم وتجريب، فإنه لم يكتف بهذا التأكيد من مرضاه، وخشي أن يكون (الإيحاء الذاتي) قد لعب دوراً فيما يدّعون من شعور! .. ولذلك صمم على إجراء تجارب على (حيوان)! .. فالحيوان لا يتأثر بالإيحاء!
.. ولقد اختار لهذا الغرض كلباً مسناً، بلغ من العمر 14 عاماً، وهو عادة أقصى ما يصل إليه الكلب من العمر، وهذا يعادل عند الإنسان، شيخاً في التسعين من عمره!
وكانت أعراض الشيخوخة والهرم بازرة عند الكلب المسن! .. إذا كان لا يرى إلا قليلاً، فهو شبه أعمى! ويسمع أقل من ذلك! .. وكانت فروته باهتة اللون، ويخالطها شعرات رمادية! .. وكان هذا الكلب المسن الذي وصل إلى أرذل العمر، غير مكترث أو منتبه إلى ما يحدث بالقرب منه، وإلى ما يدور حوله! .. بطيء الحركة، يمضي أكثر أوقاته مستكيناً مستسلماً!.
.. هذا الكلب المستكين، المسكين، الذي بلغ حافة القبر! .. أخذه بافلوف وعالجه بالنوم المستمر، لمدة ثلاثة أشهر، كان يعطيه خلالها جرعات من الدواء المنوم (فينوبربيتال)، ولا شيء غير ذلك! .. ودون أن يوقظ، إلا فترات معينة لتناول الطعام، و قضاء الحاجة! .. حيث يعود بعدها إلى النوم مرة أخرى ..وهكذا لمدة ثلاثة أشهر.
.. وانتهت المدة .. وانتهى العلاج .. وظهر على الكلب، ما يدهش! ..
لقد ظهرت عنده، أعراض (عودة الشباب) إليه! .
فها هو هذا الكلب المسكين المستكين (الذي كان)! .. أصبح (الآن) .. يقفز، ويهرول! .. وفروته الباهتة المختلطة، بشعرات رمادية .. عاد إليها لونها، ولمعانها في أيام الشباب!!
وما أحلى أيام الشباب! .. و(ما أحلى الرجوع إليه!)..
.. إلا أن (القطار ) إذا تجاوز، لا يعود!!
.. وبعد سبع سنوات، استمر بافلوف خلالها يراقب الكلب، أعلنت هذه التجارب ونتائجها، وكان الكلب ما زال حياً!.. ورغم أنه تجازو العشرين!،، وهو ما يعادل عند الإنسان سن 135 عاماً،
فالكلب لم يتجاوز ضعفي، ما يقدر لأمثاله من عمر فحسب، بل إنه ظل بفضل معالجته بالنوم يحتفظ أيضاً (بقدر) من (أعراض الشباب وصفاته)!
.. ولقد استعمل، مثل هذه الطريقة الطبيب الألماني (فايدنار).. حيث كان ينوم المريض نوماً متقطعاً، لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر بفضل استعمال الأدوية المنومة، ولا يوقظ إلا لتناول الطعام، وإفراغ السبيلين! ،، استعملها لمعالجة حالات مختلفة وسماها(النوم الشافي)!
فلقد عُرف أن النوم، يساعد على الإسراع من عملية الشفاء .. ويقلل أيضاً من مضاعفات المرض!
ولهذا كثيراً ما ينصح به الطب، ولا سيما في الأنفلونزا، مثلاً، والاضطرابات العصبية!
كما أن النوم، استعمل وبنجاح، علاجاً لمرضى ارتفاع ضغط الدم في مراحله الأولى مع العقاقير!
ويستعمل أيضاً في علاج كثير من الأمراض الباطنية!..
كما أنه يعمل على زيادة الوزن، في فترة النقاهة من الأمراض!
.. وليس هذا فحسب! ..
فالنوم أيضاً، علاج للقلق والانزعاج!
ولذلك فلا تتعجب، إن سمعت أن أقيمت في أمريكا، (عيادات خاصة للنوم) لمعالجة حالات الأرق والقلق!
فالنوم أمنُ وأمانُ من القلق والخوف والانزعاج! ..
فكلما استحوذ القلق على الإنسان، هبت نوبة الكرى فوق جفونه .. فإذا بالنوم، يزيل قلقه .. ويذهب خوفه ..!
.. وإذا الذي استيقظ، كان أكثر أمناً، وأهدأ حالاً منه، قبل نومه! ..
وندرك مرة أخرى، حكمة النعاس الذي غشي جنود المسلمين في غزوة بدر..ثم غزوة أحد! ..
ففي بدر .. آتاهم النوم أمنة وأمناً! .. وربط على قلوبهم، ليبعد عنهم القلق والخوف!..
فلقد كانوا قلة أمام أعدائهم الكافرين .. فأمن بالنعاس خوفهم ..وجدّد قواهم ..فانتصروا على أعدائهم! ..
(إذ يغشيكم النعاس أمنة منه، وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به، ويذهب عنكم رجز الشيطان و ليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام) – الأنفال :11 .
(إن قصة النعاس الذي غشي المسلمين قبل المعركة، هي قصة حالة نفسية عجيبة، لا تكون إلا بأمر الله وقدره وتدبيره .. لقد فزع المسلمون وهم يرون أنفسهم قلة في مواجهة خطر لم يحسبوا حسابه ولم يتخذوا له عدته .. فإذا النعاس يغشاهم ،ثم يصحون منه والسكينة تغمر نفوسهم والطمأنينة تفيض على قلوبهم .. لقد كانت هذه الغشية وهذه الطمأنينة، مدداً من أمداد الله للعصبة المسلمة يوم بدر) "الظلال"
وفي أحد ..
(لقد أعقب هول الهزيمة وذعرها، وهرجها ومرجها، سكون عجيب. سكون في نفوس المؤمنين الذين ثابوا إلى ربهم، وثابوا إلى نبيهم. لقد شملهم نعاس لطيف يستسلمون إليه مطمئنين! والتعبير عن هذه الظاهرة العجيبة يشف ويرق وينعم، حتى ليصور بجرسه وظله ذلك الجو المطمئن الوديع: (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً يغشى طائفة منكم) آل عمران : 154.
(وهي ظاهرة عجيبة، تشي برحمة الله التي تحف بعباده المؤمنين، فالنعاس حين يلم بالمجهدين المرهقين المفزعين، و لو لحظة واحدة، يفعل في كيانهم فعل السحر، ويردهم خلقاً جديداً، ويسكب في قلوبهم الطمأنينة، كما يسكب في كيانهم الراحة) "الظلال"
.. فالنوم، يمحو من النفوس، صدمات الكوارث في الحياة! ..
ويعيد إلى النفوس المتعبة القلقة، .. التوازن! ..
و لقد جاء في الأمثال ( النوم فرح الغضب )! .. أي أن الغاضب إذا نام، ذهب غيظه!..
بل أكثرمن ذلك ..
.. أكثر من ذهاب الغيظ والقلق! ..
وأكثر من غياب التوتر والشدة! ..
.. هو إيجاد الحلول! ..
ففي النوم، نجد بعض الحلول لبعض المشاكل الفكرية والانفعالية، التي تصادفنا أثناء اليقظة! ..
أي أننا ننام على المشكلة ومعها! .. ونصحو صباحاً، وقد ذهب انفعالنا ووجدنا أيضاً.. حلاً! ..
حلٌ موجود، بوضوح أمامنا! .. وهذا ما يسمى بـ (التفكير اللاشعوري)!.
وبهذه الطريقة باشر الشاعر الفرنسي فيكتور هيغو تأليف (أسطورة العصور) والموسيقي فاغنر وضع سنفونية (ذهب الراين)، والبيرت اينشتاين نظريته عن النسبية!.
تعلم وأنت .. نائم!
وإذا كان هذا يحدث أثناء النوم (أو في الأحلام)، وهو عبارة عن استدعاء بعض العمليات العقلية المركبة، بحيث تحلل وتدرس، و توجد لها الحلول!
إذا كان هذا ممكن الحدوث، ويحدث!، أفليس من الممكن إذن أن تحدث أثناء النوم بعض الصور الأخرى من النشاط العقلي المركب (كالتعلم ) فيكون للنوم، فائدة كبرى إضافية أخرى؟!
.. في الحقيقة، لقد جذب هذا الاحتمال الانتباه العام!
كما تم استغلاله تجارياً فيما يسمى (آلات التدريس أثناء النوم)!
.. وما آلات التدريس هذه سوى (أجهزة تسجيل)! .. بحيث أن من يرغب المشاركة في مثل هذه (الدراسات)، ما عليه، إلا أن يمتلك جهازاً للتسجيل، يعيد عليه طوال الليل، كلمات باللغة الإنكليزية مثلاً، وما تعنيه باللغة العربية، وكذلك بعض العبارات، حتى يمكنه تعلم التحدث باللغة الإنكليزية وهو نائم! ..
وعوضاً عن أن يشتري كتباً من التي تحمل عنوان (تعلم الإنكليزية في خمسة أيام)!.. يشتري أشرطة تسجيل (كاسيت)، تحمل عنوان (تعلم الإنكليزية وأنت نائم)! ومعها ورقة دعاية تقول:
(لا حاجة بعد اليوم إلى المذاكرة و(وجع القلب )! ..
.. تعلم ما تريده وأنت ..نائم مستريح!..
.. تعلم ما تريده .. في (الوقت الضائع)!
.. وما أحلى الكسل، وألذَّه!!
فما حقيقة ذلك؟!
.. في الواقع أجريت بعض التجارب منذ عام 1916م، تبين فيما يبدو إمكان حدوث مثل هذا النوع من التعلم أثناء النوم!
فمن هذه الدراسات مثلاً، أن تسجل مجموعة من الأسئلة وإجاباتها على أشرطة، يسمعها مجموعة من المفحوصين، أثناء النوم، ولا تسمعها مجموعة أخرى من النائمين!..
ثم تختبر المجموعتان في قدرتهما على الإجابة على الأسئلة! ..
لقد وجد أن (مجموعة التدريب أثناء النوم ) أجابت على الأسئلة بدقة أكثر من المجموعة الأخرى! ..
إلا أنه في عام 1955، قام (سيمون) و(أمونز) بعرض نقدي لهذه الدراسات والتجارب،وتوصلا إلى أنها جميعاً لا يمكن قبولها، على أساس اعتبارين:
أولهما: أن الأساليب التجريبية المستخدمة لم تكن مرضية في كثير من النواحي!
وثانيهما: أنه لا يوجد تجربة واحدة أكدت لنا أن المفحوصين لم يستيقظوا لفترات قصيرة، أثناء عرض مادة التعلم!
ولقد قام (سيمون) و(أمونز) هذان، بتجربة جمعت لأول مرة في هذا المجال الرسام الكهربائي للدماغ، كمرشد، لعرض مواد التعلم في فترات النوم فقط!..
وكان محك النوم عندهما، ألا يظهر إيقاع (ألفا) وأن يظل هذا الإيقاع غير موجود، فترة لا تقل عن 30 ثانية! ..
ولقد أكدت الاختبارات التالية .. أنه لم يحدث تعلم للمواد المعروضة حينما يتطابق عمق النوم، مع المراحل الثانية والثالثة والرابعة، كما تحددها تسجيلات الرسام الكهربائي للدماغ! ..
.. وأن كل ما حدث هو نوع من (الحفظ المعتدل) للمواد التي عرضت في المرحلة الأولى من النوم!
ومن ذلك يتبين، أنه لا يمكن دحض المزاعم القديمة، والأقل دقة، حول أنه إذا عرضت على النائم بعض المواد التعليمية طوال الليل، فإن بعضها، يمكن تذكره في اليوم التالي!..
فقد يستيقظ النائم، يقظة تامة لفترات قصيرة أثناء الليل ،، وسنشاهد ذلك عندما ندرس مراحل النوم، حيث يخف النوم إلى أدنى درجة، وفي هذه الأوقات، يمكن لبعض المواد، التي تعرض عرضاً مستمراً، أن (تتوغل) في الدماغ، ويتم تعلمها! .. بل إن تعلمها قد يتم بصورة أفضل، مما لو عرضت (لفترات مماثلة) أثناء النهار! .. ولعل ذلك يرجع، أو يعلل، بكثرة الأعمال الحركية والذهنية ،وتداخل أوجه النشاط المختلفة أثناء النهار، والتي من طبيعتها بالتالي أن تؤثر على عملية (التدعيم ) .. ومن ثمَّ يسهل نسيان المواد المستذكرة! ..
بينما على العكس من ذلك! .. لو نام الشخص بعد استذكاره مادة معينة، فإنه يعطي الفرصة كاملة لعملية التدعيم، نظراً لعدم تداخل أي نشاط أثناء فترة النوم، وبالتالي يسهل تذكر هذه المادة، وبطريقة أوضح، عما إذا كان قد تعلمها أثناء النهار، حسب (نظرية التداخل )!
وهذا الشيء يبدو أنه ينطبق وبنفس القوة، على (جذاذات ) التعلم! التي يتم تحصيلها في فترات اليقظة القصيرة أثناء النوم ،والتي بالضرورة الحتمية، يعقبها نوم!.
ويا فرحة (الكسالى)!
ويا بشرى (التنابل)!
فها قد أتت فرصتهم!..
.. يتعلمون وهم (نيام)! ..
ومن طلب العُلى (نام) الليالي!!
وليس (عُلاهم) .. إلا ..
.. (جُذاذات) تعلم!
و(فُتات)!



اصعب شئ فى هذا العالم ان ترى اغلى واقرب من تحب يرمي بنفسه فى النار ولا تستطيع عمل شئ لسبب بسيط انه لا يريد منك التدخل
اصعب شئ فى هذا العالم ان تغمض عينيك عن الحق ارضاء لنفسك والنتيجه (اعمي فى كل الاحوال)

لاتضع كل أحلامك في شخص واحد ..ولاتجعل رحلة عمرك وجه شخص تحبه مهما كانت صفاته .. ولاتعتقد ان نهاية الأشياء هي نهاية العالم


مايو 20, 2007, 07:37:17 مساءاً
رد #10

اسلحة الطاقه

  • عضو متقدم

  • ****

  • 624
    مشاركة

  • عضو مجلس الكيمياء

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://al-naaeb.com/up
لماذا ننام
« رد #10 في: مايو 20, 2007, 07:37:17 مساءاً »
نورتي الموضوع دانه


تحياتي

اسلحة الطاقه



اصعب شئ فى هذا العالم ان ترى اغلى واقرب من تحب يرمي بنفسه فى النار ولا تستطيع عمل شئ لسبب بسيط انه لا يريد منك التدخل
اصعب شئ فى هذا العالم ان تغمض عينيك عن الحق ارضاء لنفسك والنتيجه (اعمي فى كل الاحوال)

لاتضع كل أحلامك في شخص واحد ..ولاتجعل رحلة عمرك وجه شخص تحبه مهما كانت صفاته .. ولاتعتقد ان نهاية الأشياء هي نهاية العالم


مايو 27, 2007, 04:53:45 مساءاً
رد #11

بريق الأمل

  • عضو مساعد

  • **

  • 122
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
لماذا ننام
« رد #11 في: مايو 27, 2007, 04:53:45 مساءاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 ننام حتى نستيقظ ونتابع مشاق اليوم التالى
صراحة جذبنى الموضوع كتيرا بهذا الكم الهائل عن النوم
بارك الله فيكم ودمتم بخير
هناك سرت فى صحراء حزنى
اخبئ غى الفؤاد لهيب نــــــارى
واكتم ما اعانى عن قريــــــــــب
يعاتب أو بعيــــــــــــــد لا يداري
حزنت فلا منى مـــن ليس يدرى
كأن القلب يحزن باختيــــــــارى
أصبر قلبى الشـــــــــــــاكى فيأبى
موافقتى على معنى اصطبـــــارى