في مواجهة أدلة جديدة على الاحتباس الحراري المرعب هل سيكون رد فعل البشر مثل رد فعل الضفادع؟
وفقا لرواية شائعة فان الضفدع سيحاول القفز خارجا اذا ألقي في ماء ساخن لكن هذا الكائن سيء الطالع سيمكث وينفق في نهاية المطاف اذا وضعته في وعاء مملوء بالماء البارد وأخذت في غليه ببطء.
وسيحمل تقرير للامم المتحدة يصدر في باريس في الثاني من فبراير أقوى تحذير حتى الآن بأن البشر يذكون الاحتباس الحراري مما قد يسبب ضررا هائلا للبيئة في المستقبل اذا تجاهلوا ارتفاع درجات الحرارة مثل الضفدع المنكوب.
ويروي نائب الرئيس الامريكي السابق آل جور القصة بصحبة رسوم متحركة لضفادع في فيلمه "حقيقة مزعجة" ليحث على مزيد من العمل لانقاذ الكوكب. وفي نسخته تدخل يد وتنقذ ضفدعا مغشيا عليه فيما تبدأ المياه في الغليان.
ويقول : من الاهمية بمكان انقاذ الضفدع. ويشير مسؤولو الامم المتحدة احيانا الى الضفدع المغلي بوصفها حكاية تحذر من مخاطر اللامبالاة التي يتعامل بها البشر مع ظاهرة الاحتباس الحراري.
وسيذكر تقرير الامم المتحدة الذي شارك فيه 2500 عالم أن هناك احتمالا بنسبة 90 في المئة على الاقل بأن الانشطة البشرية وعلى رأسها حرق الوقود الاحفوري هي السبب الرئيسي في الاحتباس في الاعوام الخمسين الاخيرة.
بل ان الاحتباس الحراري قد يؤدي الى مزيد من الفيضانات والموجات الحارة والجفاف وارتفاع مستويات المياه في البحار بحلول عام 2100.
التقرير الذي يعزز استنتاجات توصل اليها تقرير اخر في عام 2001 أنحى باللائمة على البشر في ظاهرة الاحتباس الحراري سيكون مرشدا للحكومات التي تسعى الى تمديد بروتوكول كيوتو لمكافحة الاحتباس الحراري الى ما بعد 2012.
هل ستهب حكومات العالم للتحرك؟ اذا كان الضفدع يتمتع بما يكفي من الذكاء ليقفز حين ترتفع درجة الحرارة فمن المؤكد أن هناك املا في البشر ايضا.
وكثيرا ما ذهبت تحذيرات العلماء من مخاطر ثاني اوكسيد الكربون دون أن تلقى اهتماما. كان العالم السويدي سفانتي ارهينيوس الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء اول من يشير الى صلة محتملة بين ارتفاع الحرارة وانبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون بسبب الصناعة منذ قرن مضى.
ويلزم بروتوكول كيوتو 35 دولة متقدمة بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من المصانع ومحطات الطاقة والسيارات بنسبة خمسة في المئة من مستوياتها عام 1990 بحلول عام 2008 الى عام 2012. وتسبب الولايات المتحدة نحو ربع اجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن الصناعة.
وأدت تقارير لجنة الامم المتحدة للمناخ الى اتخاذ اجراءات فيما مضى وكان تقرير صدر عام 1995 وخلص الى أن "توازن الادلة" يشير الى أن البشر يؤثرون على المناخ قد مهد الطريق لوضع بروتوكول كيوتو عام 1997.
وتوافق معظم الدول المشاركة في بروتوكول كيوتو على أن هناك حاجة الان الى اتخاذ اجراءات اكثر صرامة.
غير أنه في عالم لا يستطيع ملايين الافراد فيه الاقلاع عن التدخين او تجنب السمنة المفرطة يصبح العمل من أجل الحد من الاحتباس الحراري امرا شديد الصعوبة حيث أن تأثيره سيكون أشد على الاجيال المستقبلية.
ومثل خرافة الضفدع المغلي فقد يجد الناس أن من الصعوبة بمكان التعامل مع تهديد غير مرئي.
مــلـحـق اضـافــي :-
من اجل الاجيال القادمة احموا الارض من خطر الاحتباس الحراري