يحتدم النقاش ويثار الجدل بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها كل عام حول تحري رؤية الهلال لاثبات الشهور القمرية، خاصة شهر رمضان للدخول في الصوم وشهر شوال للخروج منه.
ولقد عقدت سلسلة من المؤتمرات والندوات حول موضوع اثبات الشهور القمرية، لا سيما تلك المتعلقة بالعبادات مثل رمضان وشوال وذي الحجة، حيث اسفرت هذه اللقاءات عن توجهات عديدة منها
اولا: الأخذ بالحساب الفلكي العلمي مطلقا، اي في اثبات رؤية الهلال او نفيها.
ثانيا: رفض الحساب مطلقا، فلا يؤخذ به في اثبات أو نفي.
ثالثا: الأخذ بالحساب في النفي لان الاثبات يعني انه يثبت الشهر بالرؤية اذا لم ينف الحساب امكانها.
رابعا: الأخذ برؤية اول بلد تثبت فيه الرؤية، وان جزم الحساب باستحالتها وفق السنن الكونية.
ولقد ناقش المجلس الاوروبي للافتاء والبحوث برئاسة الشيخ الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي رئيس المجلس هذه الآراء كلها مناقشة مستفيضة، انتهى بعدها الى قرار ملخصه انه :
يثبت دخول شهر رمضان او الخروج منه بالرؤية البصرية سواء كانت بالعين المجردة او بواسطة المراصد، اذا ثبتت في اي بلد اسلامي بطريق شرعي معتبر، عملا بالأمر النبوي الكريم الذي جاء به الحديث الصحيح : اذا رأيتم الهلال فصوموا، واذا رأيتموه فافطروا، وصوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته».
هذا بشرط ألا ينفي الحساب الفلكي العلمي القطعي امكان الرؤية في اي قطر من الاقطار. فاذا جزم هذا الحساب باستحالة الرؤية المعتبرة شرعا في اي بل:
فـــلا عــبـرة بـشـهادة الــشـهود الــتي لا تفــيد القـطـع، وتـحـمل عـلى الـوهـم او الـغـلط او الـكـذب، وذلـك لان شــهـادة الشـهـود ظنـية وجـزم الـحـساب قطـعـي، والـظـني لا يـقـاوم الـقـطعي، فضـلا عـن ان يـقـدم علـيـه، بـاتفــاق الـعلـمـاء.
وحرص المجلس في قراره هذا على التأكيد بأنه لا يعني بالحساب الفلكي، علم التنجيم المذموم والمرفوض شرعا، كما لا يعني به المدون في المعروفة في البلاد الاسلامية، كما قد يتوهم بعض اهل العلم الشرعي.
انما يعني المجلس بالحساب الفلكي، ثمرة علم الفلك المعاصر القائم على اسس رياضية علمية قاطعة، والذي بلغ في عصرنا الحاضر مبلغا عظيما، استطاع به الانسان ان يصل الى القمر والكواكب الاخرى، وبرز فيه كثير من علماء المسلمين.
اخلص الى انه بحمد الله وفضله بدأت معظم اللجان الشرعية العاملة في مجال تحري رؤية هلال شهري رمضان وشوال داخل الدول الاسلامية وخارجها لا تمانع في اعتماد ثبوت الرؤية عن طريق المراصد الفلكية العلمية.
ولقد اثبتت الحسابات الفلكية القطعية ان صيام شهر رمضان المبارك لهذا العام لا يمكن ان يكون قبل يوم الاثنين 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وان بداية شهر شوال لهذا العام نفسه لا يمكن ان تكون قبل يوم الاربعاء 27 ديسمبر (كانون الاول) الحالي. وهكذا صامت غالبية الدول الاسلامية وافطرت في هذين اليومين اللذين حددهما الحساب الفلكي العلمي منذ وقت بعيد.
مـــلاحـظـة الـفـتوى تـعـود الــى الـعـام 2000
مــلــحــق اضــافـــي :
للاطلاع عى الفتوى
هــــــنــــا