بسم الله الرحمان الرحيم ..
وبعد .
يعد الاكتئاب حالة مستمرة من الحزن الشديد أو مأقتة , تنتج عن ظروف قهرية محزنة آليما , وتعبر هاذه الحالة عن شيئ مفقود بالنسبة للمكتئب , والدوافع الخفية وراء الاكتئاب عديدة منها رفض الواقع الغير مرغوب به أو الاستسلام للقلق او استجداء عطف الاخرين ...الخ
_ أخــــــــطارها
ان اخطار الاكتئاب حادة جدآ على الصحة النفسية والجسدية , فهيا اخطر من ما يضن الكثير . هناك الكثير من الاشخاص الذين يعتبرونها مرحلة وتنتهي ويتعاملون معها ومع المصاب على اساس ذالك
. ان كانت مرحلة جزئية وتنتهي فهيا من الوارد جدا ان تكون حادا على المصاب بها . والاخطر من هاذا الاعتقاد اهمالها .
_ أعــــــــراضها
تصاحب المكتئب حالة تسمى ( بالجمود الانفعالي ) يصعب معها الاندماج والتعاطف مع الاخرين . كما انها تضعف صلة المبتلي بها بالواقع الخارجي . وفي حلاتها الشديدة والمتوسطة يحتقر المبتلي بها ذاتة ولومها ولوم من حولة . الى جانب ذالك هبوط النشاط النفسي والحركي بسبب هبوط انشطة الوظائف العقلية والجسدية . ومن الوارد جدا أن تدعو هاذه الحاله صاحبها الى الانحراف أو الانتحار .
_ مســـــــبباتها
مسببات الاكتئاب عديدة ربما عادة اسبابها الى تذبذب في كمياء المخ أو الى حلات متكررة من الاخفقات المتتالية , او بسبب بعد الهواة بين الانجزات المقتدر عليها والطموحات , او بسبب المقارنة السلبية مع الاخرين خاصه لو كان بشكل مستمر مع توبيخ النفس , او بسبب الحرص على بلوغ
درجة عالية من ( المثالية ) لايتمكن صاحبها من بلوغها ...الخ . اذا فالاكتئاب من اكبر الامراض
شيوعا بين جميع الفئات البشرية واكثر مايصيب أولائك الذين وضعو كل أمالهم وجهودهم في سلة واحدة تحت اسم هدف او مراد فصبو كل امالهم وامكانياتهم فيها , واذا لم ينالوه شعرو بأن هاذي نهاية كل شي وبأنه لايعد ثمة مجال لوجود اي عمل اخر ..
_ طـــــــرق التحامي والتخـــــلص منه .
1_ قد يكون من العسير على الواحد منا وهو في وسط الضجيج الداخلي ان يحدد مصادر المشكلة
, لاكنه يستطيع ذالك وبسهولة ان عزم على ذالك , فالمكتئب سيكون محظوظا جدا ان استطاع ان يحدد مصادر الاكتئاب وعواملة التى تطوقة , لان ذالك سيساعد كثيرا في التعامل معها وحلها .
وينبغي ان لايتردد في استشارة طبيب أو صديق يثق في صداقتة وخبرتة .
2_ قلة اولئك اللذين يقفون الى جانب المكتئب حتى النهاية رغم انه بحاجة ماسة الى ذالك اكثر من اي وقت اخر اي يحتاج الى دعم اجتماعي غير مشروط حتى يتخلص من التمحور حول نفسة
وحتى يهتدي الى مخارج النفق الذي وجد نفسة فيها وجب ان يلقى الدعم الاجتماعي خاصآ من اقرب الاشخاص معزة اليه .3_ حتى يحمي الانسان نفسة من الاكتئاب والتخلص منه , علية أن يكون دائما في الوضعية الصحيحة قبل وفوق كل شيئ وذالك عن طريق اعطاء الجسم حقة من الغذاء والمكملات والنوم والراحة الجيدة وممارسة التمارين الرياضية , كما ان علية الوضوح في قيمة ومبادئة وأفكارة حتى اهدافة , فالوضوح العدو الاول للاكتئاب لان الاكتئاب يتغذى وينمو على الغموض وعدم الاتزان .
4_ يسلب الاكتئاب صاحبة حق الارادة والقوة ويقوده للكسل المحتوم , لذا من المهم جدا كسر قيود
الاكتئاب في الانشطة اليومية البسيطة , ان الانغماس بشيئ من الانشطة وهاذا ضروري جدا سيساعد
المريض بأذن الله على الافلات من قبضة الاكتئاب ,
5- لان المكتئب يراى إخفقاتة أخطاء ويراى أخطائة مكبرة , فهوا يقوم انجزاتة تقويما سلبيآ مما يجعلة
مغمورآ بأفكار أكثر سلبية وتشويش عن ماضية وحاضرة ومستقبلة , وبتالي عن ذاتة . لذا فأن من المهم جدا له ان يقوم بتأمل اشيآ تروق له أو ان يفكر بما يملك من إيجابيات أو قدرات ونجحات قام بها , سيكون ذالك من المفيد جدا له حيث انه في هاذا النفق يفقد ثقتة بنفسة فاليتخذ من أفكارة حول
انجزاتة الايجابية ونجحاتة وتأملاته الجيدة جسرآ للعودة الى الحالة المزاجية المستقرة ..
مـــــــلخص ..
في اعتقادي ان الرتابة والجدية الزائدة أو المرح الدائم دون النظر للامور الاخر او بمعنى اخر عدم توازن الامور من المرشحات للاصابة بذالك المرض الخطير ( الاكتئاب ) ..
غير ان تحديد نظرة للحياة من زاوية واحدة تعتبر من اهم مؤشرات الوقوع به . وفي اعتقادي ان
الاكتئاب وارد جدا وواسع الانتشار في كل مكان محتى نجتاحة دون ان يصيبنا علينا ان نكون اكثر
مرونة ووضوح مع انفسنا ومع الامور الاخرى فذالك من الضروري لي ولك . وأن نثق بعون المعين فنحن الى جانب ذالك مأمورين بأن نثق بعونه , كما أننا مطالبين بأن لا نتهم أنفسنا وغيرنا
بأمور هم منها بريئون, وأن نعرف قدر انفسنا وقدرتها من خلال انجزاتنا فكلآ منا مبدع وكلآ منا له طابعه الخاص به .
إن الله جعل باب التوبة مفتوح امامنا دائما , حتى لا نكون فكرة نهائيا عن شيئ ولا نيئس وحتى نضل
قادرين على تجديد الثقه بالنفس وأكتشاف الامكانيات الكامنة فيها وأظهارها ...
