Advanced Search

المحرر موضوع: ســـؤال : هـل الـهـلال قـضـية فـلـكـية أم شـرعــية  (زيارة 1169 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يناير 26, 2007, 07:02:22 صباحاً
زيارة 1169 مرات

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]


يعقد الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك كل سنتين مؤتمراً فلكياً بعنوان ( التطبيقات الفلكية في الشريعة الإسلامية ) يناقش فيه مواضيع الصلوات ومواقيتها والأهلة وقضاياها والقبلة وتحديدها ، ويشارك فيه عادة أعداد كبيرة من علماء الفلك المختصين يشاركهم علماء فقه وشرع مختصون ايضاً بهذه القضايا .

عقد الاتحاد خمسة مؤتمرات حتى الآن كلها " كما فعلت سابقاتها من المؤتمرات الفلكية الدولية المهتمة بقضية الهلال " خرجت بالتوصية الوحيدة التي تتكرر في كل مؤتمر وهي  : رد شهادة الشهود إن ثبت بأن العلم ينفي وجود الهلال فوق الأفق بعد غروب الشمس.  لكن العنصر الوحيد الذي افتقدته ولا تزال تفتقده هذه المؤتمرات هو وجود السلطة الشرعية القانونية لتطبيق هذه التوصية  فليس في هذه المؤتمرات ممثلون رسميون عن وزارات الأوقاف في الدول الإسلامية ينقلون التوصيات لتطبيقها فعلياً في بلدانهم  ولهذا فإن هذه المؤتمرات تبقى تصرخ وتستنجد في كل مرة ولكن بلا مجيب ولا مغيث.

فقضية الهلال لم تعد قضية حكراً على فئة من الناس، فهناك مواقع كثيرة على شبكة الإنترنت تهتم بالهلال وحساب تولده ووجوده فوق الأفق ، ولم يعد أمر هذه الحسابات صعباً أو بعيد المنال عن أي شخص ، بل إن العلماء المختصين بهذا الفن أصبحوا يتجمعون في روابط علمية دولية يجمعون معلوماتهم ليخرجوا بالتصور الأنسب لكيفية حل قضية الهلال الشائكة ، وما هي والله بشائكة ، بل إن عدداً كبيراً من علماء الفلك غير المسلمين لكنهم من خبراء الحسابات الفلكية بالأهلة يشاركونهم آراءهم وحساباتهم ويقدمون لهم النصائح العلمية المطورة لبرمجياتهم الفلكية التي تحسب حركة القمر وتولد الهلال ووجوده فوق الأفق الغربي وإمكانية رؤيته .

وقد عمل الكثيرون من علماء الفلك على وضع برمجيات قائمة على أخذ الأرصاد الفلكية التي يرسلها أكثر من 300 راصد من مختلف بقاع الكرة الأرضية لتعطي التصور الأنسب لإمكانية رؤية الهلال بالطرق العلمية الرصدية الطبيعية وهي العين المجردة والتلسكوبات .

ولم يخب ظن هؤلاء الفلكيين بحساباتهم أبداً  بل إن الدقة العالية في الحسابات لا تحتاج عندهم إلى برهان ، فما مواقيت الصلوات وشروق الشمس إلا عملاً بدائياً من أعمال الحسابات الفلكية ، وهي مرتبطة بالشمس مباشرة ، والله تعالى يقول: (الشمس والقمر بحسبان) فإن كنا آمنا وسلمنا بأن الفلكيين هم من وضع مواقيت الصلوات المرتبطة بالشمس التي تحجب النجوم بضوئها فلا نعرف منازلها سوى بالحساب، فمن باب أولى أن يكونوا قادرين على حساب حركة القمر الذي يتنقل بين النجوم الظاهرة خلفه والمعروفة منازله وأنواؤه، وكلا الجرمين يسيران (بحسبان) أي بحساب دقيق جداً.

لكنهم في الوقت ذاته، يصدمون في كل مرة حين يظهر في الساحة من يشهد بوجود هلال غاب قمره قبل غروب الشمس، وهي الحادثة التي حدثت في السنة المنصرمة 1427 مرتين: في رمضان وفي ذي الحجة، الشهران الأهمان بين شهور السنة كلها لما يترتب على بدايتهما عبادة الصوم وعبادة الحج .

يـــتــبـــع ......
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

يناير 26, 2007, 07:05:58 صباحاً
رد #1

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
ســـؤال : هـل الـهـلال قـضـية فـلـكـية أم شـرعــية
« رد #1 في: يناير 26, 2007, 07:05:58 صباحاً »


فإذا كانت حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة بعدد من الجهات الرسمية الشرعية والعلمية والوزارية قد أقرت المعيار الجديد لتقويم أم القرى وهو: (إذا حدث الاقتران المركزي قبل غروب الشمس وغاب القمر بعد غروبها، يكون اليوم التالي هو الأول من الشهر الهجري الجديد).

بل وشكلت عدداً من اللجان المختصة لرصد أهلة بدايات الشهور موزعة على مختلف مناطق المملكة ، فلماذا يضرب بمعيار أم القرى وبالعلم الذي تملكه هذه اللجان المختصة بالأهلة عرض الحائط فيخرج من يشهد برؤية الهلال قبل أن يعلن حتى تقويم أم القرى ذلك وفي كلا الشهرين الكريمين؟  أليس من المنطقي أن يكون أعضاء هذه اللجان خارجين للرصد إن كان هناك هلال في الأفق؟؟

ولماذا يضطر أحد كبار المسؤولين في هذه اللجان أن يجلس في مقابلة مع إحدى القنوات الفضائية يوم التاسع والعشرين من شعبان الماضي وقت الغروب ولا يخرج لرصد الهلال ؟؟ أليس لأنه يعلم بأن لا هلال موجود في الأفق يرصده؟؟ لكن المفاجأة تأتيه وهو لا يزال جالساً في المقابلة بأنه قد تم إثبات دخول شهر رمضان بالرؤية الشرعية!! علماً بأن تقويم أم القرى يقول ان اليوم التالي هو الثلاثون ، وإلا لما كان جالساً في ذاك المكان أبداً .

وتتكرر الحادثة في هلال شهر ذي الحجة الذي غاب (بحسب الحسابات الفلكية) قبل غروب الشمس يوم التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة والذي مرة أخرى يشير تقويم أم القرى أن اليوم التالي هو اليوم الثلاثون ، ليطلع علينا نفس الشهود (هدانا وإياهم الله) بإعلان رؤيتهم للهلال ليدخل شهر ذي الحجة بالطريقة التي دخل فيها شهر رمضان .

والسؤال هنا : أليس تقويم أم القرى بأوراقه التي تقلب كل يوم مرة والذي نتابع عليها أوقات الصلوات ونؤمن بها أيما إيمان ونصدقها أيما تصديق ، بل إنك إن خرجت وتابعت شروق الشمس أو غروبها فإنك لن تجد سوى الدقة التامة والتطابق الرائع بين ما يرى بالعين وبين ما هو مكتوب في التقويم ، أليس هو نفس التقويم الذي يضع على نفس أوراقه بدايات الشهور الهجرية ونهاياتها بحسب المعيار المعتمد والمصادق على صحته ؟؟

أليس هذا مدعاة للتساؤل ، أو ربما إحراج غير مباشر للقائمين على تقويم أم القرى الذين لطالما سهروا ويسهرون لإخراجه في أبهى حلة وأدق حسابات؟؟

وأتساءل مرة أخرى وأتمنى أن أجد لسؤالي جواباً كافياً وشافياً : هل نحن مكلفون بما نطيق من أفعال أم بخوارق القدرات والأفعال؟ بمعنى هل إن شهادة إنسان خارق ذي قدرات لا يطيقها أحد من البشر ملزمة للجميع ، أم أننا مكلفون فقط بما نطيق ؟ بمعنى ، إذا كان هناك من يستطيع أن يرى النجوم في وضح النهار ويستطيع أن يرى ما تعجز عن رؤيته التلسكوبات والمناظير (وهي قدرات البشر العادية) ويستطيع أن يرى هلالاً لم يبرح مكانه من الشمس ، فهل ما يراه يعد ملزماً للجميع؟

ولا أشك أن أحداً إلا ويعلم يقيناً بأن القمر هو جرم تابع للأرض وأنه يدور حولها مرة كل شهر ، وهو يتقدم كل ليلة مسافة يسيرة في السماء نحو الشرق إلى أن يشرق يوم الرابع عشر بدراً وقت غروب الشمس ، ثم تنحدر به الأيام عوداً على بدء حتى يعود هلالاً أخيراً أو عرجوناً  قديماً يرى وقت الفجر قبيل شروق الشمس ، ثم يستتر ليلة إن كان الشهر ناقصاً أو ليلتين إن كان تاماً ثم يعود ويظهر من جديد ناحية الغرب بعد غروب الشمس ليبدأ شهراً جديداً ورحلة تتكرر لكن في موضع آخر حول الشمس في مجرتنا العملاقة وفي كون الله الواسع (وكل في فلك يسبحون). فإن كان الذين ادعوا رؤية الهلال في ليلته الأولى على يقين مما رأوا ، فإنه الهلال لن يكذبهم ولن يخالف قوانين الله وسننه الكونية فهو دائر حول الأرض ما شاء الله وبقي الزمان ، وسيظهر في ليلته الثانية أعلى وأبعد عن الشمس عما كان عليه في ليلته التي شوهد فيها

يـــتــبـــع ......
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

يناير 26, 2007, 07:09:48 صباحاً
رد #2

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
ســـؤال : هـل الـهـلال قـضـية فـلـكـية أم شـرعــية
« رد #2 في: يناير 26, 2007, 07:09:48 صباحاً »


والتحدي الذي يطرحه الفلكيون دوماً (والذي لا يودون سماع رد سلبي عليه كمثل أننا لسنا متعبدين برؤية الهلال مرتين ) هو : أرونا الهلال في الليلة الثانية أين هو الهلال في ليلته الثانية !!!

نصدقكم بأنكم رأيتم الهلال ليلة أمس ، ولكن أين هو اليوم ، أليس من المفترض أن يراه كل الناس في الليلة الثانية ؟؟ ولكن ما من هلال يرى حتى في الليلة الثانية ، وقد قمت شخصياً بمحاولة رصد الهلال بالوسائل البصرية كالتلسكوب والمنظار يوم الأول من رمضان الفائت باعتبار الليلة الثانية وقام غيري في أنحاء الدنيا كثيرون ، لكن هلالاً لم ير في السماء إلا في أمريكا التي لا نشترك معها في الليل ، فرؤيتهم غير ملزمة لنا لأن الفجر يكون قد دخل عندنا أو أوشك على الدخول وقت غروب شمسهم.

وإذا ما تابعت دولاً إسلامية أخرى تتحرى الهلال كذلك أمثال باكستان ، فإنك ستجدها قد بدأت شهرها ثالث يوم بدأناه هنا سواءً في رمضان أو في ذي الحجة ، وحجتهم في ذلك عدم وجود هلال في السماء ، وهم متعبدون بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (صوموا لرؤيته..) فإن رأت لجانهم الكثيرة والمتفرقة في أرجاء بلادهم الهلال صاموا، وإلا فإنهم يتمون الشهر عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (.. فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين ).

ولأنهم لم يروا أياً من هلالي شهري رمضان وذي الحجة إلا بعد إعلاننا لهما بيومين فقد جاءت عباداتهم بعدنا بتلك الفترة.

أخيراً،،، فإن كل الذين يعملون في هذا الفن من الفلكيين المهتمين بأمر الهلال ، إنما يعملون ذلك ويشتغلون فيه احتساباً للأجر وحباً للأمة ورغبة منهم في توحيد كلمتها في تلك الثغرة التي يحاولون سدها فلا تؤتى الأمة من قبلهم.

وليعلم الجميع أن كل الذين يعملون في أمر الهلال سواءً كانوا شباباً هواة أو علماءً ، هم شباب وعلماء ملتزمون بالدين محافظون على الصلوات في أوقاتها ، متبعون لرأي علماء بلدانهم لا يخالفون الجماعة في الصوم أو الفطر فهم يعلمون تماماً أن: (صومكم يوم يصوم الناس وفطركم يوم يفطر الناس) ويلتزمون بذلك مع ما قد يصيبهم من خيبة أمل جراء اختلاف الشهادات مع حساباتهم الفلكية التي تقول غير ذلك.

وما أعلم أن أحداً من هؤلاء الذين لطالما تعبوا وسهروا في تنظيم المؤتمرات المتعلقة بقضية الهلال ، أو بكتابة بحث أو مقال أو إنجاز مشروع علمي حاسوبي يحسب الأهلة ومواقيت الصلاة ، لا أعلم أياً من هؤلاء قد أخذ ولو أجراً رمزياً على تعبه ووقته وجهده، إنما عملوا ذلك إخلاصاً لله وحباً للأمة ورغبة فيما عند الله تعالى ، وشعارهم دوماً هو: نعمل معاً فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه.  و (أن الله من وراء القصد).

بــقـلم هـانـي الضـلـيع

عضو لجنة الأهلة والمواقيت بالاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا