Advanced Search

المحرر موضوع: فـتـاوي حـول صـحـة اعـتـمـاد الحـسـاب الـفـلـكـي  (زيارة 5300 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

أبريل 30, 2007, 02:41:55 مساءاً
رد #15

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
فـتـاوي حـول صـحـة اعـتـمـاد الحـسـاب الـفـلـكـي
« رد #15 في: أبريل 30, 2007, 02:41:55 مساءاً »


الــعـلامــة الشـيـخ أحـمـد شـاكـر

يقول الشيخ شاكر ، مؤكدا وجوب الأخذ بالحساب وحده ، وأنه لا يجوز اعتبار الرؤية إلا لمن يجهل الحساب

الأمر باعتماد الرؤية وحدها جاء معللا بعلة منصوصة ، وهي أن الأمة " أمية لا تكتب ولا تحسب"، والعلة تدور مع المعلول وجودًا وعدمًا ، فإذا خرجت الأمة عن أميتها ، وصارت تكتب وتحسب ، أعني صارت في مجموعها ممن يعرف هذه العلوم ، وأمكن الناس - عامتهم وخاصتهم - أن يصلوا إلى اليقين والقطع في حساب أول الشهر ، وأمكن أن يثقوا بهذا الحساب ثقتهم بالرؤية أو أقوي ، إذا صار هذا شأنهم في جماعتهم وزالت علة الأمية : وجب أن يرجعوا إلى اليقين الثابت ، وأن يأخذوا في إثبات الأهلة بالحساب وحده ، وألا يرجعوا إلى الرؤية إلا حين استعصى عليهم العلم به ، كما إذا كان ناس في بادية أو قرية ، لا تصل إليهم الأخبار الصحيحة الثابتة عن أهل الحساب .

وإذا وجب الرجوع إلى الحساب وحده بزوال علة منعه ، وجب أيضًا الرجوع إلى الحساب الحقيقي للأهلة ، وإطراح إمكان الرؤية وعدم إمكانها ، فيكون أول الشهر الحقيقي الليلة التي يغيب فيها الهلال بعد غروب الشمس ، ولو بلحظة واحدة .

وما كان قولي هذا بدعًا من الأقوال : أن يختلف الحكم باختلاف أحوال المكلفين فإن هذا في الشريعة كثير ، يعرفه أهل العلم وغيرهم ، ومن أمثلة ذلك في مسألتنا هذه : أن الحديث : " فإن غم عليكم فاقدروا له " ورد بألفاظ أخر ، في بعضها : " فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين " ففسر العلماء الرواية المجملة : " فاقدروا له " بالرواية المفسرة : " فأكملوا العدة " ولكن إمامًا عظيمًا من أئمة الشافعية ، بل هو إمامهم في وقته ، وهو أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج جمع بين الروايتين ، بجعلهما في حالين مختلفين : أن قوله : " فاقدروا له " معناه : قدروه بحسب المنازل، وأنه خطاب لمن خصه اللّه بهذا العلم ، وأن قوله : " فأكملوا العدة " خطاب للعامة (انظر : شرح القاضي أبي بكر بن العربي على الترمذي 208-207/3، وطرح التثريب 113-111/4  وفتح الباري 104/4).

فقولي هذا يكاد ينظر إلى قول ابن سريج إلا أنه جعله خاصًا بما إذا غم الشهر فلم يره الراؤون ، وجعل حكم الأخذ بالحساب للأقلين ، على ما كان في وقته من قلة عدد العارفين ، وعدم الثقة بقولهم وحسابهم، وبطء وصول الأخبار إلى البلاد الأخرى ، إذا ثبت الشهر في بعضها ، وأما قولي فإنه يقضي بعموم الأخذ بالحساب الدقيق الموثوق به ، وعموم ذلك على الناس  بما يسر في هذه الأيام من سرعة وصول الأخبار وذيوعها .

ويبقي الاعتماد على الرؤية للأقل النادر ، ممن لا يصل إليه الأخبار ، ولا يجد ما يثق به من معرفة الفلك ومنازل الشمس والقمر . ولقد أرى قولي هذا أعدل الأقوال، وأقربها إلى الفقه السليم ، وإلى الفهم الصحيح للأحاديث الواردة في هذا الباب .

ـــــــــــــــــ

ولمن يريد الاطلاع يمكن الرجوع الى أحمد شاكر ، أوائل الشهور العربية ، مكتبة ابن تيمية ، ص 17-7. وقد تغير موقف الشيخ شاكرمن معارضته للحساب إلى الموافقة ، فقد ذكر في بحثه أن الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر الشهير في وقته ، كان له رأي ـ حين كان رئيسًا للمحكمة العليا الشرعية ـ مثل رأي السبكي، برد شهادة الشهود إذا نفى الحساب إمكان الرؤية ، قال الشيخ شاكر : (وكنت أنا وبعض إخواني ممن خالف الأستاذ الأكبر في رأيه، وأنا أصرح الآن أنه كان على صواب. وأزيد عليه وجوب إثبات الأهلة بالحساب في كل الأحوال . إلا لمن استعصى عليه العلم به.  أوائل الشهور العربية ،  ص 15
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

مايو 10, 2007, 11:06:19 صباحاً
رد #16

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
فـتـاوي حـول صـحـة اعـتـمـاد الحـسـاب الـفـلـكـي
« رد #16 في: مايو 10, 2007, 11:06:19 صباحاً »


حكم إثبات الهلال بالحساب الفلكي في هذا العصر

سؤال : هل يجوز في هذا العصر اعتماد الحساب الفلكي في حلول الشهر القمري الذي ربط بثبوته تكاليف شرعية كبدء الصيام والفطر وغيرهما من الأحكام أم لا يجوز؟ وذلك في ضوء قوله -صلى الله عليه وسلم-: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأتموا العدة ثلاثين"، والأحاديث الأخرى الواردة في هذا الشأن؟

يجيب فضيلة الشيخ مصطفى أحمد الزرقا -كلية الشريعة- الجامعة الأردنية- رحمه الله:

أستهل جوابي الآن بأني لا أجد في اختلاف علماء الشريعة العصريين ما يدعو إلى الاستغراب أغرب من اختلافهم الشديد فيما لا يجوز فيه الاختلاف حول اعتماد الحساب الفلكي في عصرنا هذا؛ لتحديد حلول الشهر القمري لترتيب أحكامه الشرعية. نعم أؤكد على قصدي عصرنا هذا بالذات، ذلك لأنني لا أستبعد الموقف السلبي لعلماء سلفنا من عدم تعويلهم على الحساب الفلكي في هذا الموضوع، بل إنني لو كنت في عصرهم لقلت بقولهم، ولكني أستبعد كل الاستبعاد موقف السلبيين من رجال الشريعة في هذا العصر الذي ارتاد علماؤه آفاق الفضاء الكوني، وأصبح أصغر إنجازاتهم النزول إلى القمر، ثم وضع أقمارًا صناعية في مدارات فلكية محددة حول الأرض لأغراض شتى علمية وعسكرية وتجسسية، ثم القيام برحلات فضائية متنوعة الأحداث، والخروف من مراكبها للسياحة في الفضاء خارج الغلاف الجوي الذي يغلف الأرض، وخارج نطاق الجاذبية الأرضية، ثم سحب بعض الأقمار الصناعية الدوارة لإصلاح ما يطرأ عليها من اختلال وهي في الفضاء.

إني على يقين أن علماء سلفنا الأولين، الذي لم يقبلوا اعتماد الحساب الفلكي للأسباب التي سأذكرها قريبًا -نقلاً عنهم- لو أنهم وُجدوا اليوم في عصرنا هذا، وشاهدوا ما وصل إليه علم الفلك من تطور وضبط مذهل لغيروا رأيهم، فإن الله قد آتاهم من سعة الأفق الفكري في فهم مقاصد الشريعة ما لم يؤت مثله أتباعهم المتأخرين، فإذا كان الرصد الفلكي وحساباته في الزمن الماضي، لم يكن له من الدقة والصدق ما يكفي للثقة به والتعويل عليه، فهل يصح أن ينسحب ذلك الحكم عليه إلى يومنا هذا؟
ولعل قائلاً يقول: إن عدم قبول الاعتماد على الحساب الفلكي في تحديد أوائل الشهور القمرية، ليس سببه الشك في صحة الحساب الفلكي ودقته، وإنما سببه أن الشريعة الإسلامية بلسان رسولها -صلى الله عليه وسلم- قد ربطت ميلاد الأهلة وحلول الشهور القمرية بالرؤية البصرية، وذلك بقول -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الثابت عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: "صوموا لرؤيته -أي "الهلال- وأفطروا لرؤيته، فإذ غمَّ عليكم فاقدروا له".

وفي رواية ثابتة أيضًا: "فإن غُمَّ عليكم فأكلموا العدة ثلاثين".

وقد أخرج هذا الحديث البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم: "فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين"، وهي تفسير لمعنى التقدير المطلق الوارد في الرواية الأولى.

وفي رواية أخرى عند البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فصوموا ثلاثين يومًا".

فجميع الروايات الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الشأن قد ربط فيها الصوم والإفطار برؤية الهلال الجديد. وإن القدر أو التقدير عندما تمتنع الرؤية البصرية لعارض يحجبها من غيم أو ضباب أو مانع آخر معناه: إكمال الشهر القائم -شعبان أو رمضان- ثلاثين يومًا، فلا يحكم بأنه تسع وعشرون إلا بالرؤية. وهذا من شؤون العبادات التي تبنى فيها الأحكام على النص تعبدًا دون نظر إلى العلل، ولا إعمال للأقيسة.

هذه حجة من لا يقبلون الاعتماد على الحساب الفلكي في تحديد أوائل الشهور القمرية، ولو بلغ الحساب الفلكي من الصحة والدقة مبلغ اليقين بتقدم وسائله العلمية.
ونحن نقول بدورنا: إن كل ذلك مسلم به لدينا، وهو معروف في قواعد الشريعة وأصول فقهها بشأن العبادات، ولا مجال للجدل فيه، ولكنه مفروض في النصوص التي تلقى إلينا مطلقة غير معللة، فإذا ورد النص نفسه معللاً بعلة جاءت معه من مصدره، فإن الأمر حينئذ يختلف، ويكون للعلة تأثيرها في فهم النص وارتباط الحكم بها وجودًا وعدمًا في التطبيق، ولو كان الموضوع من صميم العبادات، ولكي تتضح لنا الرؤية الصحيحة في الموضوع نقول: "إن هذا الحديث النبوي الشريف الآنف الذكر ليس هو النص الوحيد في الموضوع، بل هناك روايات أخرى ثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- توضِّح علة أمره باعتماد رؤية الهلال البصرية للعلم بحلول الشهر الجديد؛ الذي نيطت به التكاليف والأحكام، من صيام وغيره. فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أم سلمه -رضي الله عنها- في كتاب الصيام، باب الصوم لرؤية الهلال: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا".

وأخرج أيضًا بعده عن ابن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا، وعقد الإبهام في الثالثة (أي: طواه) والشهر هكذا وهكذا يعني تمام الثلاثين".

ومفاد هذا الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- أشار (أولاً) بكلتا يديه وبإصبعه العشر ثلاث مرات، وطوى في الثالثة إبهامه على راحته لتبقى الأصابع فيها تسعًا، لإفادة أن الشهر قد يكون تسعة وعشرين يومًا، ثم كرر الإشارة ذاتها (ثانيًا) دون أن يطوي في المرة الثالثة شيئًا من أصابعه العشر، ليفيد أن الشهر قد يكون أيضًا ثلاثين يومًا؛ أي: أنه يكون تارة تسعًا وعشرين وتارة ثلاثين.
هكذا نقل النسائي تفسير هذا الحديث عن شعبة عن جبلة بن سحيم عن ابن عمر. (رواه النسائي).

وكذلك ليس هذا هو كل شيء من الروايات الواردة في هذا الموضوع، فالرواية التي أكملت الصورة، وأوضحت العلة، فارتبطت أجزاء ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا الشأن بعضها ببعض، هي ما أخرجه البخاري ومسلم وأحمد وأبو داود والنسائي (واللفظ للبخاري) أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا" يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين، وكلهم أوردوا ذلك في كتاب الصوم. وقد أخرجه أحمد عن ابن عمر.

فهذا الحديث النبوي هو عماد الخيمة، وبيت القصيد في موضوعنا هذا، فقد علل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمره باعتماد رؤية الهلال رؤية بصرية لبدء الصوم والإفطار بأنه من أمة أمية لا تكتب ولا تحسب، فما من سبيل لديها لمعرفة حلول الشهر ونهايته إلا رؤية الهلال الجديد، ما دام الشهر القمري يكون تارة تسعة وعشرين وتارة ثلاثين.

وهذا ما فهمه شراح الحديث من هذا النص. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: "لا تكتب ولا نحسب" (بالنون فيهما)، والمراد أهل الإسلام الذين بحضرته في تلك المقالة، وهو محمول على أكثرهم؛ لأن الكتابة كانت فيهم قليلة نادرة. والمراد بالحساب هنا حساب النجوم وتسييرها، ولم يكونوا يعرفون من ذلك أيضًا إلا النزر اليسير، فعلق الحكم بالصوم وغيره بالرؤية لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التسيير.

أضاف ابن حجر بعد ذلك قائلاً: "واستمر الحكم في الصوم ولو حدث بعدهم من يعرف ذلك، بل ظاهر السياق يشعر بنفي تعليق الحكم بالحساب أصلاً". وقد ناقش فضيلة الشيخ هذه العبارة لابن حجر في كتابه "العقل والفقه في فهم الحديث النبوي" فارجع إليه.
والعيني في "عمدة القارئ" قد علل تعليق الشارع الصوم بالرؤية أيضًا بعلة رفع الحرج في معاناة حساب التسيير كما نقلناه عن ابن حجر. ونقل العيني عن ابن بطال في هذا المقام قوله: "لم نكلف في تعريف مواقيت صومنا ولا عباداتنا ما نحتاج فيه إلى معرفة حساب ولا كتابة، إنما ربطت عباداتنا بأعلام واضحة، وأمور ظاهرة، يستوي في عرفه ذلك الحساب وغيرهم".
وذكر القسطلاني في "إرشاد الساري شرح البخاري" مثل ما قال ابن بطال. وقال السندي في "حاشيته على سنن النسائي" يشرح كلمة (أمية) الواردة في الحديث بقوله: "أمية في عدم معرفة الكتابة والحساب، فلذلك ما كلفنا الله تعالى بحساب أهل النجوم، ولا بالشهور الشمسية الخفية، بل كلفنا بالشهور القمرية الجلية..".
وواضح من هذا أن الأمر باعتماد رؤية الهلال ليس لأن رؤيته هي في ذاتها عبادة، أو أن فيها معنى التعبد، بل لأنها هي الوسيلة الممكنة الميسورة إذ ذاك، لمعرفة بدء الشهر القمري ونهايته لمن يكونون كذلك، أي: أميين لا علم لهم بالكتابة والحساب الفلكي.
ولازم هذا المفاد من مفهوم النص الشرعي نفسه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقومه العرب إذ ذاك لو كانوا من أهل العلم بالكتاب والحساب بحيث يستطيعون أن يرصدوا الأجرام الفلكية، ويضبطوا بالكتاب والحساب دوراتها المنتظمة التي نظمتها قدرة الله العليم القدير بصورة لا تختل، ولا تختلف، حتى يعرفوا مسبقًا بالحساب متى يهل بالهلال الجديد، فينتهي الشهر السابق ويبدأ اللاحق، لأمكنهم اعتماد الحساب الفلكي. وكذا كل من يصل لديهم هذا العلم من الدقة والانضباط إلى الدرجة التي يوثق بها ويطمئن إلى صحتها.

هذا حينئذ -ولا شك- أوثق وأضبط في إثبات الهلال من الاعتماد على شاهدين ليسا معصومين من الوهم وخداع البصر، ولا من الكذب لغرض أو مصلحة شخصية مستورة، مهما تحرينا للتحقق من عدالتهما الظاهرة التي توحي بصدقهما، وكذلك هو -أي طريق الحساب الفلكي- هو أوثق وأضبط من الاعتماد على شاهد واحد عندما يكون الجو غير صحو والرؤية عسيرة، كما عليه بعض المذاهب المعتبرة في هذا الحال.

وقد وجد من علماء السلف -حين كان الحساب الفلكي في حاله القديمة غير منضبط- من قال: إنَّ العالم بالحساب يعمل به لنفسه، قال بهذا مطرف بن عبد الله من التابعين، ونقله عنه الحطاب من المالكية في كتابه "مواهب الجليل". ونقل العلامة العيني الحنفي في كتابه "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" عن بعض الحساب الفلكي كما سبق بيانه، وذكر ذلك العلامة ابن عابدين أيضًا في رسائله.

وقال القشيري: إذا دلَّ الحساب على أن الهلال قد طلع من الأفق على وجه يرى لولا وجود المانع كالغيم مثلاً فهذا يقتضي الوجوب لوجود السبب الشرعي، وأن حقيقة الرؤية ليست مشروطة في اللزوم، فقد اتفقوا على أنَّ المحبوس في المطمورة إذا علم بإتمام العدة، أو بطريق الاجتهاد أن اليوم من رمضان وجب عليه الصوم.

ونقل القليوبي من الشافعية عن العبادي قوله: "إذا دل الحساب القطعي على عدم رؤية الهلال لم يقبل قول العدول برؤيته، وترد شهادتهم" ثم قال القليوبي: هذا ظاهر جلي، ولا يجوز الصوم حينئذ، وإن مخالفة ذلك معاندة ومكابرة.

وواضح أيضًا لكل ذي علم وفهم أن أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإتمام الشهر القائم ثلاثين حين يغم علينا الهلال بسبب ما حاجب للرؤية من غيم أو ضباب أو غيرهما ليس معناه أن الشهر القائم يكون في الواقع ثلاثين يومًا، بل قد يكون الهلال الجديد متولدًا وقابلاً للرؤية لو كان الجو صحوًا، وحينئذ: يكون اليوم التالي الذي اعتبرناه يوم الثلاثين الأخير من الشهر هو في الواقع أول يوم من الشهر الجديد الذي علينا أن نصومه أو نفطر فيه، ولكن لأننا لا نستطيع معرفة ذلك من طريق الرؤية البصرية التي حجبت، ولا نملك وسيلة سواها فإننا نكون معذورين شرعًا إذا أتممنا شعبان ثلاثين يومًا وكان هو في الواقع تسعة وعشرين، فلم نصم أول يوم من رمضان؛ إذ (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا (بنص القرآن العظيم.
هذا تحليل الموضوع وفهمه عقلاً وفقهًا، وليس معنى إتمام الثلاثين حين انحجاب الرؤية أننا بهذا الإتمام نصل إلى معرفة واقع الأمر وحقيقته في نهاية الشهر السابق وبداية اللاحق، وأن نهاية السابق هي يوم الثلاثين.

وما دام من البدهيات أن رؤية الهلال الجديد ليست في ذاتها عبادة في الإسلام، وإنما هي وسيلة لمعرفة الوقت، وكانت الوسيلة الوحيدة الممكنة في أمة أمية لا تكتب ولا تحسب، وكانت أميتها هي العلة في الأمر بالاعتماد على العين الباصرة، وذلك بنص الحديث النبوي مصدر الحكم، فما الذي يمنع شرعًا أن نعتمد الحساب الفلكي اليقيني، الذي يعرفنا مسبقًا بموعد حلول الشهر الجديد، ولا يمكن أن يحجب علمنا حينئذٍ غيم ولا ضباب إلا ضباب العقول؟

سبب رفض العلماء المتقدمين لاعتماد الحساب:

من المسلم به أن الفقهاء وشراح الحديث يرفضون التعويل على الحساب لمعرفة بدايات الشهور القمرية ونهايتها للصيام والإفطار، ويقررون أن الشرع لم يكلفنا في مواقيت الصوم والعبادة بمعرفة حساب ولا كتابة، وإنما ربط التكليف في كل ذلك بعلامات واضحة يستوي في معرفتها الكاتبون والحاسبون وغيرهم، كما نقلناه سابقًا عن العيني والقسطلاني وابن بطال والسندي وسواهم. وأن الحكمة في هذا واضحة لاستمرار إمكان تطبيق الشريعة في كل زمان ومكان.

ولكن يحسن أن ننقل تعليلاتهم لهذا الرفض ليتبين سببه ومبناه، مما يظهر ارتباطه بما كانت عليه الحال في الماضي، ولا ينطبق على ما أصبح عليه أمر علم الفلك وحسابه في عصرنا هذا. فقد نقل ابن حجر أيضًا عن ابن بزيزة أن اعتبار الحساب هو "مذهب باطل، فقد نهت الشريعة عن الخوض في علم النجوم لأنه حَدس وتخمين، وليس فيه قطع ولا ظن غالب".

ويظهر من كلام ابن حجر وابن بزيزة أن العلة في عدم اعتماد الحساب هي أن هذا العلم في ذاك الزمن مجرد حدس وتخمين لا قطع فيه، وأن نتائجه مختلفة بين أهله فيؤدي ذلك إلى الاختلاف والنزاع بين المكلفين.
ونقل الزرقاني في شرحه على الموطأ عن النووي قوله: "إن عدم البناء على حساب المنجمين لأنه حدس وتخمين، وإنما يعتبر منه ما يعرفه به القبلة والوقت"؛ أي: إن مواقيت الصلاة فقط يعتبر فيها الحساب. وذكر ابن بطال ما يؤيد ذلك، فقال: "وهذا الحديث -أي: حديث "لا نكتب لا نحسب"- ناسخ لمراعاة النجوم بقوانين التعديل، وإنما المعول على رؤية الأهلة، وإنما لنا أن ننظر في علم الحساب ما يكون عيانًا أو كالعيان، وأما ما غمض حتى لا يدرك إلا بالظنون، وبكشف الهيئات الغائبة عن الأبصار فقد نهينا عنه وعن تكلفه".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في معرض احتجاجه لعدم جواز اعتماد الحساب: "إن الله سبحانه لم يجعل لمطلع الهلال حسابًا مستقيمًا.. ولم يضبطوا سيره إلا بالتعديل الذي يتفق الحساب على أنه غير مطرد، وإنما هو تقريب".

وقال في مكان آخر: "وهذا من الأسباب الموجبة لئلا يعمل بالكتاب والحساب في الأهلة".
وقد أكد هذا المعنى في موطن عديدة من الفصل الذي عقده في هذا الموضوع.
هذا، ويبدو من كلام شيخ الإسلام -رحمه الله- أنه يعتبر اعتماد الحساب لمعرفة أوائل الشهور القمرية من قبيل عمل العرافين، وعمل المنجمين؛ الذين يربطون الحوادث في الأرض وطوالع الحظوظ بحركات النجوم واقتراناتها. فقد قال في أواخر الفصل الطويل الذي عقده في هذا الموضوع: "فالقول بالأحكام النجومية باطل عقلاً ومحرمًا شرعًا، وذلك أن حركة الفلك-وإن كان لها أثر- ليست مستقلة، بل تأثير الأرواح وغيرها من الملائكة أشد من تأثيره، وكذلك تأثير الأجسام الطبيعية التي في الأرض..".

ثم قال: "والعراف يعم المنجم وغيره إما لفظًا وإما معنى، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من اقتبس علمًا من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر" (رواه أبو داود في الطب 03905)، وابن ماجة في الأدب (3726)، وصححه النووي في "رياض الصالحين" رقم (1669)، والذهبي في "الكبائر"]، فقد تبين تحريم الأخذ بأحكام النجوم، وقد بينا من جهة العقل أن ذلك أيضًا متعذر في الغالب، وحذاق المنجمين يوافقون على ذلك، فتبين لهم أن قولهم في رؤية الهلال وفي الأحكام [مراده أحكام النجوم، أي : تأثير حركاتها في الحوادث والحظوظ] من باب واحدة يعلم بأدلة العقول امتناع ضبط ذلك، ويعلم بأدلة الشريعة تحريم ذلك..".

وقد اشتد شيخ الإسلام -رحمه الله- على من يقول باعتماد الحساب في الأهلة وشنع عليه، وقال: "فمن كتب أو حسب لم يكن من هذه الأمة في هذا الحكم، بل يكون اتبع غير سبيل المؤمنين".
الرأي الذي أراه في هذا الموضوع:

يتضح من مجموع ما تقدم بيانه الأمور الأربعة التالية:

أولاً: أن النظر إلى جميع الأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في هذا الموضوع، وربط بعضها ببعض -وكلها واردة في الصوم والإفطار- يبرز العلة السببية في أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يعتمد المسلمون في بداية الشهر ونهايته رؤيته الهلال بالبصر لبداية شهر الصوم ونهايته، ويبيّن أن العلة هي كونهم أمة أمية لا تكتب لا تحسب، أي: ليس لديهم علم وحساب مضبوط يعرفون به متى يبدأ الشهر ومتى ينتهي، ما دام الشهر القمري يكون تارة تسعة وعشرين يومًا، وتارة ثلاثين.
وهذا يدل بمفهومه أنه لم يتوافر العلم بالنظام الفلكي المحكم؛ الذي أقامه الله تعالى بصورة لا تختلف، وأصبح هذا العلم يوصلنا إلى معرفة يقينية بمواعيد ميلاد الهلال في كل شهر، وفي أي وقت بعد ولادته تمكن رؤيته بالعين الباصرة السليمة؛ إذا انتفت العوارض الجوية التي قد تحجب الرؤية، فحينئذ لا يوجد مانع شرعي من اعتماد هذا الحساب، والخروج بالمسلمين من مشكلة إثبات الهلال، ومن الفوضى التي أصبحت مخجلة، بل مذهلة، حيث يبلغ فرق الإثبات للصوم بين مختلف الأقطار الإسلامية ثلاثة أيام، كما يحصل في بعض الأعوام.

ثانيًا: أن الفقهاء الأوائل الذين نصوا على عدم جواز اعتماد الحساب في تحديد بداية الشهر القمري للصوم والإفطار، وسموه حساب التسيير، قالوا: إنه قائم على قانون التعديل، وهو ظني مبني على الحدس والتخمين (كما نقلناه عن العلامة ابن حجر وابن بطال وابن بزيزة والنووي والسندي والعيني والقسطلاني)، وكلهم قد بنوا على حالة هذا الحساب الذي كان في زمنهم، حيث لم يكن في وقتهم علم الفلك -الذي كان يسمى علم الهيئة، وعلم النجوم، أو علم التسيير أو التنجيم- قائمًا على رصد دقيق بوسائل محكمة؛ إذ لم تكن آنذاك المراصد المجهزة بالمكبرات من العدسات الزجاجية العظيمة التي تقرب الأبعاد الشاسعة إلى درجة يصعب على العقل تصورها، والتي تتبع حركات الكواكب والنجوم، وتسجلها بأجزاء من مئات أو آلاف الأجزاء من الثانية الواحدة، وتقارن بين دورتها بهذه الدقة؛ ولذا كانوا يسمونه علم التسيير الذي يقوم على قانون التعديل؛ حيث يأخذ المنجم الذي يحسب سير الكواكب عددًا من المواقيت السابقة، ويقوم بتعديلها بأخذ الوسطى منها، ويبني عليها حسابه، وهذا معنى قانون التعديل كما يشعر به كلامهم نفسه.

من هنا كان حسابهم حدسيًا وتخمينًا كما وصفه أولئك الفقهاء الذي نفوا جواز الاعتماد عليه، وإن كان بعضهم كالإمام النووي صرح بجواز اعتماد حسابهم لتحديد جهة القبلة ومواقيت الصلاة دون الصوم، مع أن الصلاة في حكم الإسلام أعظم خطورة من الصوم بإجماع الفقهاء، وأشد وجوبًا وتأكيدًا.
وقد نقلنا آنفًا كلام ابن بطال بأن "لنا أن ننظر في علم الحساب ما يكون عيانًا أو كالعيان…"، وهذا ما يتسم به ما وصل إليه علم الفلك في عصرنا هذا من الدقة المتناهية الانضباط.

ثالثًا: إن الفقهاء الأوائل واجهوا أيضًا مشكلة خطيرة في عصرهم، وهي الاختلاط والارتباط الوثيق إذ ذاك في الماضي بين العرافة والتنجيم والكهانة والسحر من جهة، وبين حساب النجوم (بمعنى علم الفلك) من جهة أخرى. فيبدو أن كثيرًا من أهل حساب النجوم كانوا أيضًا يشتغلون بتلك الأمور الباطلة، التي نهت عنها الشريعة أشد النهي، فكان للقول باعتماد الحساب في الأهلة مفسدتان:

الأولى: أنه ظني من باب الحدس والتخمين مبني على طريقة التعديل التي بينّا معناها، فلا يعقل أن تترك به الرؤية بالعين الباصرة رغم ما قد يعتريها من عوارض واشتباهات.

الثانية: وهي الأشد خطورة والأدهى، وهي انسياق الناس إلى التعويل على أولئك المنجمين والعرافين الذين يحترفون الضحك على عقول الناس بأكاذيبهم، وترهاتهم، وشعوذاتهم.
وهذه المفسدة الثانية هي التفسير لهذا النكير الشديد الذي أطلقه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- على من يلجؤون إلى الحساب، حساب النجوم في إهلال الأهلة بدلاً من الرؤية، واعتبارهم إياهم من الذين يتبعون غير سبيل المؤمنين، وذلك بدليل أنه صرح باعتبارهم من قبيل العرافين، والذين يربطون أحداث الأرض وطوالع الناس وحظوظهم بحركات النجوم، وسموا من أجل ذلك بالمنجمين، وذكر شاهدًا على ذلك الحديث النبوي الآنف الذكر، وهو قوله -عليه الصلاة والسلام-: "من اقتبس علمًا من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر".

فلا يعقل أن ينهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن علم يبين نظام الكون، وقدرة الله تعالى وحكمته وعلمه المحيط في إقامة الكون على نظام دقيق لا يختل، ويدخل في قوله تعالى في قرآنه العظيم: (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)، فليس لهذا الحديث النبوي محمل إلا على تلك الشعوذات والأمور الباطلة؛ التي خلط أولئك المنجمون بينها وبين الحساب الفلكي، الذي لم يكن قد نضج وبلغ في ذلك الوقت مرتبة العلم والثقة.

رابعًا: أما اليوم في عصرنا هذا الذي انفصل فيه منذ زمن طويل علم الفلك بمعناه الصحيح عن التنجيم بمعناه العرفي من الشعوذة، والكهانة، واستطلاع الحظوظ من حركات النجوم، وأصبح علم الفلك قائمًا على أسس من الرصد بالمراصد الحديثة، والأجهزة العملاقة التي تكتشف حركات الكواكب من مسافات السنين الضوئية، وبالحسابات الدقيقة المتيقنة التي تحدد تلك الحركات بجزء من مئات أو آلاف الأجزاء من الثانية، وأقيمت بناء عليه في الفضاء حول الأرض محطات ثابتة، وتستقبل مركبات تدور حول الأرض.. الخ.. فهل يمكن أن يشك بعد ذلك بصحته ويقين حساباته، وأن يقاس على ما كان عليه من البساطة والظنية والتعديل في الماضي زمن أسلافنا -رحمهم الله-؟
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

مايو 21, 2007, 07:44:54 مساءاً
رد #17

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
فـتـاوي حـول صـحـة اعـتـمـاد الحـسـاب الـفـلـكـي
« رد #17 في: مايو 21, 2007, 07:44:54 مساءاً »


الـشيـخ إبـراهـيم بـن عمـر بـيـّوض رحـمـه الله

الســــــــــــــؤال:

ملاحظة على فتوى لجنة الإفتاء الجزائرية في العمل بالحساب الفلكي القطعي لتعيين مواقيت العبادات

الجــــــــــــــواب:

ملاحظة على فتوى لجنة الإفتاء الجزائرية في العمل بالحساب الفلكي القطعي لتعيين مواقيت العبادات .
22 رمضان المعظم 1392هـ -  30 أكتوبر 1972 م .

سيدي وزير التعليم الأصلي والشؤون الدينية الأستاذ مولود قاسم، حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،

فقد قرأت نص الفتوى التي أصدرتها لجنة الإفتاء في العمل بالحساب الفلكي لتعيين مواقيت العبادات في جلستها المنعقدة مساء يوم 29 محرم 1392هـ 5 أكتوبر 1972م.
 
إنني موافق كل الموافقة على فتوى اللجنة في اعتماد الحساب الفلكي القطعي في تعيين مواقيت العبادات وعلى الخصوص تعيين اليوم الأول من شهر رمضان لأداء فريضة الصيام، واليوم الأول من شهر شوال لأداء فريضة الإفطار، فكفانا ما بلوناه و نبلوه كل عام منذ عشرات السنين من الشهادات الزائفة الباطلة برؤية هلال الصوم وهلال الفطر والتي تتقبلها وتحكم بصحتها وتأمر بالعمل بمقتضاها هيئات مختصة مسؤولة في سائر الأقطار الإسلامية العربية مع علمها أو إمكان علمها بما دل عليه الحساب الفلكي القطعي بعدم ولادة الهلال أو عدم وجوده قطعا على الأفق الغربي وراء الشمس بعد غروبها، الأمر الذي يسيء إلى قواعد الشريعة الإسلامية الغراء ويطلق ألينة الخراصين بالطعن فيها والسخرية بها.

أريد سيدي الوزير، إبداء ملاحظة على المسألة أرجوكم عرضها على اللجنة والهيئة المكلفة بتحقيق دخول الشهر والإعلان به.

الملاحظة هي: أن تأخذ اللجنة بعين الاعتبار مسألة بقاء الهلال في الأفق الغربي بعد غروب الشمس بحيث تمكن رؤيته، فإذا دل الحساب على ولادة الهلال وبقائه بعد الغروب بحيث تمكن رؤيته أعلنت بدخول الشهر، ووجوب العمل به، وإن دل الحساب على ولادة الهلال وعلى أنه يغرب بعد غروب الشمس بحيث لا يكون له وجود بعد الغروب، ألغت ذلك ولم تعتبره، وبذلك نكون إن شاء الله في سواء السبيل عاملين بالسنة معتبرين لأقوال الأئمة، فالهلال موجود في أفق الرؤية قطعا ورؤيته ممكنة كذلك، وإن منع منها سحاب أو قطر أو غيم أو شفق قوي أو نحو ذلك.

وأظن أن الهيئة المحققة لأول رمضان هذا الذي نحن فيه قد أخذت بعين الاعتبار هذه المسألة فأعلنت بدخول رمضان بيوم الإثنين تاسع أكتوبر بينما أعلنت جارتنا الشرقية تونس التي تعتمد الحساب الفلكي هي الأخرى أن أول رمضان يوم الأحد 8 أكتوبر، ويبدو أنها اعتبرت ولادة الهلال فقط ولم تعتبر مع ذلك إمكان رؤيته وعدم إمكانها، وهذا ما نرجو أن نتفاداه نحن فتلتزم هيئة تحقيق الهلال بمراعاة إمكان رؤيته،

ونكون بذلك إن شاء الله أقرب إلى الصواب والسلام عليكم ورحمة الله
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

مايو 21, 2007, 08:20:27 مساءاً
رد #18

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
فـتـاوي حـول صـحـة اعـتـمـاد الحـسـاب الـفـلـكـي
« رد #18 في: مايو 21, 2007, 08:20:27 مساءاً »


مـجـمـع الـفـقه الاسـلامـي فـي الـسـودان

- فـتـوى فـي شـأن إثـبـات الأهـلـة -

دار حوار طويل بين الأعضاء حول الأخذ بحساب الفلك في إثبات الرؤية، وقد اعترض بعض أعضاء المجمع بأن حساب الفلك ليس قطعياً، واستدل بالاختلافات التي تقع بين الفلكيين، وذهب الى أن الرؤية المذكورة في حديث رسول الله (ص): (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته) هي التي يجب أن تعتمد.

لكن أكثر الاعضاء ومنهم المختصون في الدراسات الفلكية والطبيعية، أكدوا أن حساب الفلك مضبوط ضبط الساعة التي يحسب بها الشروق والغروب وأن نسبة الخطأ في الحساب قد لا تعدوا ثانية في ملايين السنين.

وقـد قــرر الــمــجـمع مــا يـلـي:

1ـ بما أن المطلوب شرعاً هو إثبات بداية الشهر ونهايته فقد اقر أن الأخذ بالحساب الفلكي ضروري لتقدير إمكان الرؤية او عدمها.

2ـ مع أن الأخذ بالحساب ضروري إلا أنه لا يغني عن تحري الرؤية سواء كان ذلك بالعين المجردة أو من خلال آلة بصرية مساعدة للنظر.

3ـ في حالة عدم إمكان الرؤية وفق الحساب الفلكي فلا يدعى المسلمون لتحريها وينبغي على اللجان المعنية بإعلان ثبوت الرؤية ألا تجتمع ابتداء لاستقبال أي شهادة او أخبار عنها.

4ـ إذا اعلنت دولة ثبوت الرؤية بشهادة وكان الحساب ينفي إمكان الرؤية في تلك الليلة لاستحالته فلكياً فإن ذلك الإعلان مردود وتلك الشهادة لا تعتمد.

5ـ إذا كانت الرؤية ممكنة وفق الحساب كان إثباتها ممكناً بشهادة عدلين اثنين او بشهادة عدل واحد رجلاً كان أو امرأة.

6ـ الخبر المعلن عن رؤية الهلال يؤخذ به مثلما يؤخذ بالشهادة إذا كان مصدر الخبر جهة مسؤولة في دولة اسلامية وكانت الرؤية ليلتئذ ممكنة بالحساب.

7ـ إذا ثبتت الرؤية المتفقة مع الحساب في أي بلد فإنه يجب الأخذ بها في كل البلدان التي يجمع بينهما ليل واحد من حيث أن المسلمين أمة واحدة وأن نقل خبر الرؤية ميسور في هذا العصر لحظياً.

الــــمــصــــدر
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

يوليو 21, 2007, 08:40:45 مساءاً
رد #19

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
فـتـاوي حـول صـحـة اعـتـمـاد الحـسـاب الـفـلـكـي
« رد #19 في: يوليو 21, 2007, 08:40:45 مساءاً »


يحتدم النقاش ويثار الجدل بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها كل عام حول تحري رؤية الهلال لاثبات الشهور القمرية، خاصة شهر رمضان للدخول في الصوم وشهر شوال للخروج منه.

ولقد عقدت سلسلة من المؤتمرات والندوات حول موضوع اثبات الشهور القمرية، لا سيما تلك المتعلقة بالعبادات مثل رمضان وشوال وذي الحجة، حيث اسفرت هذه اللقاءات عن توجهات عديدة منها

اولا: الأخذ بالحساب الفلكي العلمي مطلقا، اي في اثبات رؤية الهلال او نفيها.
ثانيا: رفض الحساب مطلقا، فلا يؤخذ به في اثبات أو نفي.
ثالثا: الأخذ بالحساب في النفي لان الاثبات يعني انه يثبت الشهر بالرؤية اذا لم ينف الحساب امكانها.
رابعا: الأخذ برؤية اول بلد تثبت فيه الرؤية، وان جزم الحساب باستحالتها وفق السنن الكونية.

ولقد ناقش المجلس الاوروبي للافتاء والبحوث برئاسة الشيخ الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي رئيس المجلس هذه الآراء كلها مناقشة مستفيضة، انتهى بعدها الى قرار ملخصه انه :

يثبت دخول شهر رمضان او الخروج منه بالرؤية البصرية سواء كانت بالعين المجردة او بواسطة المراصد، اذا ثبتت في اي بلد اسلامي بطريق شرعي معتبر، عملا بالأمر النبوي الكريم الذي جاء به الحديث الصحيح : اذا رأيتم الهلال فصوموا، واذا رأيتموه فافطروا، وصوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته».

هذا بشرط ألا ينفي الحساب الفلكي العلمي القطعي امكان الرؤية في اي قطر من الاقطار. فاذا جزم هذا الحساب باستحالة الرؤية المعتبرة شرعا في اي بل:

فـــلا عــبـرة بـشـهادة الــشـهود الــتي لا تفــيد القـطـع، وتـحـمل عـلى الـوهـم او الـغـلط او الـكـذب، وذلـك لان شــهـادة الشـهـود ظنـية وجـزم الـحـساب قطـعـي، والـظـني لا يـقـاوم الـقـطعي، فضـلا عـن ان يـقـدم علـيـه، بـاتفــاق الـعلـمـاء.

وحرص المجلس في قراره هذا على التأكيد بأنه لا يعني بالحساب الفلكي، علم التنجيم المذموم والمرفوض شرعا، كما لا يعني به المدون في المعروفة في البلاد الاسلامية، كما قد يتوهم بعض اهل العلم الشرعي.

انما يعني المجلس بالحساب الفلكي، ثمرة علم الفلك المعاصر القائم على اسس رياضية علمية قاطعة، والذي بلغ في عصرنا الحاضر مبلغا عظيما، استطاع به الانسان ان يصل الى القمر والكواكب الاخرى، وبرز فيه كثير من علماء المسلمين.

اخلص الى انه بحمد الله وفضله بدأت معظم اللجان الشرعية العاملة في مجال تحري رؤية هلال شهري رمضان وشوال داخل الدول الاسلامية وخارجها لا تمانع في اعتماد ثبوت الرؤية عن طريق المراصد الفلكية العلمية.

مـــلاحـظـة الـفـتوى تـعـود الــى الـعـام 2000
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

سبتمبر 08, 2007, 07:27:43 صباحاً
رد #20

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
فـتـاوي حـول صـحـة اعـتـمـاد الحـسـاب الـفـلـكـي
« رد #20 في: سبتمبر 08, 2007, 07:27:43 صباحاً »


الـشـيـخ عـبـدالمـحـسن العـبـيـكـان

(( تصريح وفتوى عقب ادخال رمضان العام 1427 هجرية بشكل خاطىء ))

من منطلق النصح لهذه الأمة والحفاظ على سمعة الدين ودولة التوحيد من أن لا يصور هذا الدين وحملته ودولته بصورة من يعارضون المخترعات الحديثة والتقدم العلمي كما حصل من قساوسة النصارى مما كان سببا في حدوث العلمانية التي كانت رد فعل من محبي التقدم ضد من وقفوا أمامه بحجة معارضة تعاليم دينهم لهذه المخترعات فإسلامنا ولله الحمد يحث على التقدم والانتفاع بكل وسيلة من شأنها أن ترفع من مستوى المسلمين في كل مجالات الحياة المشروعة.

وبما أن خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح العادل عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وجهنا بأن منهجه هو إظهار الأخطاء ومعالجتها لا محاولة إخفائها, فمن هذه المنطلقات أحببت أن أوضح أمرا مهما يتعلق بعبادة من أهم العبادات وركن للدين من بين الأركان ألا وهو طريقة إثبات رؤية الهلال".

وأضاف " فلقد فوجئت كما فوجئ الكثير عندما أعلن ثبوت دخول شهر رمضان المبارك ليلة السبت لهذا العام 1427هـ في نفس اللحظة التي كان يعرض فيها على القناة الأولى السعودية برنامج عن رؤية الهلال وقد كان من ضمن المتحدثين أحد الفلكيين العاملين في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأخ الأستاذ زكي المصطفى والذي أكد استحالة رؤية الهلال تلك الليلة لأن القمر يغيب قبل غروب الشمس, كما نشرت عدد من الصحف تأكيد الفلكيين استحالة رؤيته تلك الليلة, وحتى لا يظن بأن الدين الإسلامي دين تخلف وتصادم مع العقل والعلم الحديث، وبعدما أثير هذا الموضوع، رأيت أن من واجبي أن أبين الحق في هذه القضية وحذرا من كتمان العلم الذي توعد عليه القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله علية وسلم".

وتابع الشيخ العبيكان "فأقول إنه بالنسبة لعموم المسلمين فصيامهم صحيح ما دام أن ولي الأمر اعتمد الرؤية ولو مع وجود الخطأ في دخول الشهر, لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون" أخرجه الترمذي وحسنه وكذلك أبو داود قال الترمذي: فسر بعض أهل العلم هذا الحديث، فقال: "إنما معنى هذا أن الصوم والفطر مع الجماعة وعُظْم الناس" وترجم أبو داود على هذا الحديث: "باب إذا أخطأ القوم الهلال".

وقال الخطابي معنى الحديث: "أن الخطأ موضوع عن الناس فيما كان سبيله الاجتهاد فلو أن قوما اجتهدوا فلم يروا الهلال إلا بعد الثلاثين فلم يفطروا حتى استوفوا العدد ثم ثبت عندهم أن الشهر كان تسعة وعشرين فإن صومهم وفطرهم ماض ولا شيء عليهم من وزر أو عيب. وكذلك الحج إذا أخطؤوا يوم عرفة وليس عليهم إعادته وكذلك أضاحيهم تجزئهم وإنما هذا رفق من الله ولطف بعباده". انتهى

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: فيمن رأى وحده هلال رمضان ورد قوله قال: "يصوم مع الناس ويفطر مع الناس وهذا أظهر الأقوال لقوله صلى الله عليه وسلم: (صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون) وأنه لو رأى هلال النحر وحده لم يقف دون سائر الحاج.انتهى
و قال ابن مفلح في الفروع إن رآه عدلان ولم يشهدا عند الحاكم أو شهدا فردهما لجهله بحالهما لم يجز لأحدهما ولا لمن عرف عدالتهما الفطر بقولهما في قياس المذهب. قاله المجد (أي ابن تيمية جد شيخ الإسلام ) ولما فيه من الاختلاف وتشتيت الكلمة.انتهى

أما بالنسبة للجهة المسؤولة عن إثبات الأهلة فبما أن الأمر اشتهر بين الناس من أن الفلكيين قرروا استحالة الرؤية تلك الليلة وكتب بعض الفضلاء مقالات في الصحف يؤكدون حصول الخطأ في دخول الشهر, كما أكده عدم رؤية الهلال في مصر تلك الليلة على الرغم من إثبات مجلس القضاء دخوله, ومن المعلوم قطعا أنه إذا رؤي حقا في السعودية فلا بد أن يرى في مصر لوقوعها غربا عنها.

وتابع العبيكان "وقد صرح صاحب الفضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء في إذاعة القرآن الكريم بوجود ذلك الخطأ وبما أنه تكرر ذلك منذ سنين ولم يكن هناك استجابة لتلافي هذا الخطأ ولا تطبيق لما صدرت به القرارات من مجلس الشورى ومجلس الوزراء وتم اعتمادة من الملك. فقد رأيت أنه من المناسب توضيح الأمر براءة للذمة, فإنه لما قال صلى الله علية وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" فإن الخطاب موجه إلى عموم المسلمين لأجل الاعتماد على الرؤية الصحيحة التي تتم برؤية العدل الضابط لما يشهد به مع سلامة تلك الشهادة من القوادح اليقينية والتي توافرت في هذا الزمن خاصة وكما جاء في توصيات مؤتمر الأهلة الذي تولت عقده منظمة المؤتمر الإسلامي في المملكة بمدينة جدة عام 1419هـ،

وألقى فيه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله كلمة وحضره عدد كبير من العلماء المسلمين في الشريعة وعلم الفلك وكان لوزارة العدل السعودية دور كبير في إنجاحه وشرفت بترؤس وفد المملكة فيه، حيث كان من ضمن التوصيات عدم قبول الشهادة برؤية الهلال إذا قرر علماء الفلك أن الهلال يغيب قبل الشمس تلك الليلة حيث إن الشهادة المقبولة لابد أن تنفك عما يكذبها حسا وعقلا وشرعا، وأنه متى قرروا أن الشمس ستغيب قبل القمر فعندئذ تقبل الشهادة بشروطها حيث إن الحساب في ذلك دقيق لا يحتمل الخطأ أبدا. فيعتمد الحساب في النفي لا في الإثبات ولا يمكن أن يتعارض الحساب مع الرؤية الصحيحة فالله عز وجل يقول: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب)

وأضاف الشيخ العبيكان "وبما أن هيئة كبار العلماء في المملكة أصدرت قراراً برقم 108 وتاريخ 2/11/1403هـ بجواز الاعتماد على المراصد, وأوصت بإيجاد مراصد في عدد من مناطق المملكة. وصدر قرار من مجلس الشورى برقم 11/5/18 وتاريخ 3/2/1418هـ وأويد بقرار مجلس الوزراء ذي الرقم 143 والتاريخ 22/8/1418هـ بالموافقة على لائحة تحري رؤية هلال أوائل الشهور القمرية وتم اعتمادها من الملك, وجاء في هذه اللائحة في المادة الثالثة ما نصه : تقوم وزارة الداخلية بتكوين لجنة أو أكثر حسب الحاجة في المناطق التي تكون مظنة لرؤية الهلال تسمى (لجنة تحري رؤية هلال أوائل الشهور القمرية).

وفي المادة الرابعة : تكون هذه اللجان على النحو الآتي:
1- مندوب من قبل الإمارة رئيساً:
2 - أحد طلبة العلم من غير القضاة ترشحه المحكمة عضوا
3 - مندوب من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عضوا، وعلى اللجنة أن تستعين بمن تراه من المعروفين بحدة البصر.
ونصت المادة السادسة على: تختار كل لجنة أنسب الأماكن لتحري الرؤية، وفي حالة وجود مراصد تابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أو تابعة للجامعات فإنها تعد مكانا للتحري, وعلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والجامعات تسهيل ذلك.

ونصت المادة السابعة: أخذا في الاعتبار ما ورد في الفقرتين الخامسة والسادسة من قرار مجلس هيئة كبار العلماء ذي الرقم 108 والتاريخ 2/11/1403هـ تؤمن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عند الحاجة مراصد متنقلة ومناظير مكبرة في الأماكن التي لا تتوفر فيها مراصد ثابتة.
ونصت المادة الثامنة: تتولى مدينة الملك عبدالعزيز والتقنية إعداد جداول سنوية أو أكثر توضح مواعيد الاقتران (مولد الهلال) شهريا ومواعيد شروق الشمس والقمر وغروبهما وموقع الهلال وشكله في ليالي مظنة رؤيته ويتم إرسالها إلى وزارتي الداخلية والعدل لتوزيعها على الجهات المختصة.

و نصت المادة الحادية عشرة: يعتمد معدو تقويم أم القرى في حساب أوائل الشهور القمرية على غروب الشمس قبل القمر حسب توقيت مكة المكرمة وتتخذ إحداثيات المسجد الحرام أساسا لذلك".
شهود يلغون عمل اللجان الرسمية
وأضاف العبيكان " وقد تم تكوين اللجان وزاولت عملها وترسل الجداول كل سنة إلى وزارة العدل ولكن من المؤسف أننا ما زلنا نجد الاعتماد على شهادة بعض الشهود الذين لم يقفوا مع اللجان الرسمية, حسبما نصت عليه لائحة تحري رؤية الهلال ومع تأكيد تلك اللجان عدم رؤية الهلال في الليلة التي شهد بها أولئك الشهود ومع عدم إمكانية رؤيته بالمراصد لعدم وجوده في الأفق بعد غروب الشمس, والأدهى والأمر من ذلك أن مجلس القضاء بهيئته الدائمة, طلب ترائي الهلال ليلة الجمعة".
قصص بعض الشهود

وتابع الشيخ العبيكان " ولعلي أروي بعض القصص عما يقع من الخطأ في تلك الشهادات فقد حصل منذ سنوات أن شهد أربعة شهود أنهم رأوا الهلال في تبوك وسجلت تلك الشهادة ورفعت إلى مجلس القضاء لكن لوحظ أنهم شهدوا بأنهم رأوا الهلال معكوساً نوره في الأعلى وهذا يتنافى تماماً مع واقع الهلال لأنه يستمد نوره من الشمس التي غابت في الأفق قبلة كما أن هناك رجلا في بلدة بنجد كان يشهد دائماً برؤية الهلال فلما عين أحد المشايخ الفضلاء رئيساً لمحاكم تلك المنطقة لاحظ على الشاهد ضعف البصر وكبر السن فشك في أمره فأراد أن يختبره فطلب من الشاهد في أحد الشهور أن يريه الهلال الليلة الثانية من الشهر فلم يستطع رؤيته على الرغم من كبر الهلال ورؤية الجميع له, فهدده رئيس المحكمة إن هو شهد بعد ذلك بالعقاب.

كما يروى عن شاهد في بلدة أخرى أنه يقول إنني أرى الشمس والقمر يتسابقان في الظهيرة كما أننا خرجنا قبل ثلاث سنوات في لجنة بصحبة معالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد ال الشيخ وفضيلة وكيل الوزارة الشيخ عبدالله اليحيى وفضيلة الشيخ محمد البابطين وسمو الأمير تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وعدد من الفلكيين وشاهدين من تبوك لرصد الهلال ومعرفة الفرق بين رؤية الشهود المجردة ورؤيته من خلال المرصد, وقد كان خروجنا أول ليلة في موقع غرب مدينة الرياض وكان الفلكيون يقررون أن الهلال سيغيب قبل الشمس فطلبت اللجنة من الشاهدين ترائي الهلال فلم يتمكنا من رؤيته لعدم وجوده في الأفق.

ثم جرى وقوف اللجنة الليلة الثانية التي قرر الفلكيون أن الهلال سوف يغيب فيها بعد الشمس ويعتبر أول ليلة في دخول الشهر لكن اعتذر عن الوقوف وزير العدل وفضيلة الوكيل وأحد الشهود لارتباطات سابقة فطلبنا من الشاهد ترائي الهلال فقام بترائيه وبعد جهد رأى الهلال ثم قام الفلكي بتوجيه المرصد آليا بضرب الرقم الخاص بذلك الشهر فتحرك المرصد في اتجاه الهلال وخرجت صورة الهلال في الشاشة واضحة وأخذ المرصد يتابع الهلال آليا حتى اختفى في الأفق.
وأخبرنا ذلك الشاهد أنه في شهر من سنة ماضية تم وقوفهما في تبوك مع فلكي معه مرصد فشهد صاحبه بأنه رأى الهلال قال: ونفيت ذلك فقام الفلكي بتوجيه المرصد على ما شاهده الشاهد فإذا هو سحابة خفيفة.

وفي العام الماضي 1426هـ قامت لجنة من الفلكيين من مدينة الملك عبدالعزيز بالذهاب إلى حوطة سدير للوقوف مع الشاهد المعروف في تلك المنطقة لأجل أن يتراءى الهلال أمامهم وذلك في عدة أشهر من ضمنها آخر شهر شوال وآخر شهر ذي القعدة فلم يتمكن من رؤية الهلال مع إمكانية رؤيته بالمرصد, ولذلك لم يؤد الشهادة كالعادة فكيف لا يرى الهلال مع إمكان رؤيته بالمرصد لوجود اللجنة بينما يراه مع عدم إمكانيته بدون حضور اللجنة ألا يدعو هذا إلى التساؤل. فأصدر المجلس بعدها بياناً بإكمال شهر ذي القعدة ثم بعد ثلاثة أيام صدر بيان آخر بأن شاهدين رأيا الهلال في بلدة لم نعرف أنه سبق لأحد من قاطنيها الشهادة برؤية الهلال فتغير وقت الوقوف بعرفة بناء على تلك الشهادة مما سبب إرباكا للمسلمين في العالم في مواعيد الطيران وذبح الأضاحي.

وعندما ذهبت لجنة لمناقشة الشاهدين وجدت أحدهما واختفى الآخر فتمت مناقشة الشاهد الحاضر من قبل اللجنة فأفاد بأنه أذن للمغرب وانتظر حضور المصلين وبعد الصلاة والانتهاء من الذكر وأداء السنة الراتبة خرج من المسجد قال: وإذا الهلال (في وجهي) مع العلم أن الشاهدين قد جاوزا الثمانين من العمر ومثلهما في ذلك السن لا يبصر جيدا, وليس من السهولة أن يرى الهلال صدفة بهذه الطريقة، كما أنهما لم يؤديا الشهادة إلا بعد يومين أو ثلاثة مما يدل على خطئهما في تحديد الليلة التي رأيا فيها الهلال.

وبما أنه تكرر الخطأ من الشهود وربما اعتمد بعضهم على وضع حصيات على قمة جبل لضبط الرؤية, فهل نترك المراصد الحديثة والأجهزة الدقيقة ونعتمد على حصيات وكأننا في القرون الوسطى والغريب أننا شاهدنا في بعض السنين الماضية القمر بعد الفجر وقبل طلوع الشمس مرتفعا, ثم فوجئنا ذلك اليوم بصدور بيان بثبوت رؤية الهلال تلك الليلة وهذا يستحيل لأنه لا بد أن يستسر (أي يختفي) القمر ليلة أو ليلتين أو ثلاثا كما قرره العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية مما يؤكد خطأ الرؤية

وبما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وقال: من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه وبما أن الحسابات الدقيقة أثبتت لنا عدم احتمال الخطأ في الكسوف والخسوف كما هو مشاهد في السنين الماضية وبما أننا نتمكن من معرفة خطأ الشاهد بوجود هذه المراصد الحديثة ومن السهولة بمكان أن يكلف كل من أراد أن يتراءى الهلال أن يكون بصحبة اللجنة المختصة الرسمية مع وجود المرصد حسبما نصت عليه اللائحة لبيان ما رآه الشهود هل هو الهلال أو ما يشبه الهلال من كواكب أو دخان أو نحو ذلك كان لابد لنا من التأكد من صحة الرؤية براءة للذمة وتلافيا للخطأ لاسيما وأن الذين ينكرون الاعتماد على الحسابات الفلكية نراهم يعتمدون عليها في الصلوات فلماذا يكذب الفلكيون في وقت غروب الشمس والقمر ويصدقون في تحديد أوقات الصلوات"؟.

وختم الشيخ العبيكان حديثه برسالة وجهها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال فيها " إنني أتقدم برسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه بالتوجيه الكريم على الحرص في تطبيق القرارات واللائحة وتفعيلها والعمل على القيام بكل ما من شأنه أن يحقق دخول الشهر الشرعي بيقين ليطمأن المسلمون على عباداتهم ولأجل أن هذه البلاد قدوة للمسلمين وتتابع من قبل الدول الإسلامية فيما يصدر منها. لما نعلمه من حرصه حفظه الله على إبراء ذمته وإظهار الشرع الحنيف بالمظهر اللائق به ولتستمر بلادنا في مقام الريادة والقيادة".
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا