Advanced Search

المحرر موضوع: الملوثات العضوية الدائمة  (زيارة 1103 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

فبراير 10, 2007, 09:47:13 صباحاً
زيارة 1103 مرات

عاشقة الأقصى

  • عضو خبير

  • *****

  • 11810
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • وَطنٌ  مُفعَمـ بِهِمـ .!
الملوثات العضوية الدائمة
« في: فبراير 10, 2007, 09:47:13 صباحاً »
تسمع عن كلمة POPs وحين تسمعها تتخيل أنها نوع جديد من حلويات الأطفال أو سلسلة جديدة من مطاعم الوجبات السريعة، ولكن الحقيقة بعيدة تمامًا عن ذلك. هي اختصار للعبارة الإنجليزية persistent organic pollutants أي الملوثات العضوية الدائمة التي تمثل مجموعة من أخطر الملوثات المعروفة في العالم. تختص هذه الملوثات بعدة صفات تميزها عن غيرها، فهي مركبات كيميائية أساسها الكربون، وخواصها أربع: فهي ذات سمّيّة عالية، وهي دائمة، ولها نزعة للتبخر، ولها قابلية خاصة للدهون. مخاطر الملوثات العضوية الدائمة على صحة الإنسان والحيوان معروفة منذ الأربعينيات، وهناك مساعٍ دولية نشطة من أجل منعها دوليًّا من الاستخدام. و تسمى بالتراكم الحيوي بمعنى أنها تدخل إلى الكائنات الحية عن طريق طعامها أو مائها أو عن طريق الاحتكاك المباشر بها أو استنشاقها، ثم تبقى داخل ذلك الكائن الحي، تستمر هذه الملوثات في التركيز كلما انتقلت إلى أعلى السلسلة الغذائية؛ حتى تصل إلى الحيوانات في قمة السلسلة بما في ذلك الإنسان؛ حيث توجد أعلى التركيزات لهذه الملوثات. تتحلل هذه الملوثات ببطء شديد؛ حيث تستمر عالقة في البيئة أو في الأنسجة البشرية لسنين طويلة. تستطيع هذه المواد أن تنتقل آلاف الأميال في رحلات معقدة عبر الهواء والتيارات المائية ومن خلال الشبكة الغذائية، حتى أصبح استخدام إحدى الدول لها مشكلة للعالم أجمع؛ حيث اكتشف العلماء نسبًا مركزة من هذه الملوثات في مناطق هي أبعد ما تكون عن مناطق استخدامها. الملوثات العضوية الدائمة ذات سمية عالية، ولا تقتصر سمّيتها على التركيزات العالية منها فقط التي تتسبب في الوفاة أو في أمراض خطيرة، بل إن التركيزات الضعيفة منها تتسبب في مشاكل عديدة للبيئة ولصحة الإنسان؛ لدرجة أن تركيزًا من هذه الملوثات يصل فقط إلى جزء من ترليون يؤثر على درجة ذكاء الإنسان، كما أن هذه الملوثات تقوم بتعطيل الغدد الصماء، ويكون التأثير سيئًا إذا تعرض الجنين لها وهو في بطن أمه؛ حيث تؤثر من خلال تعطيلها للغدد الصماء على نمو الجنين بالإضافة إلى تأثيرها على قدرته على التعلم، ومقاومته للأمراض وللإنجاب مستقبلا. من ضمن أكبر مخاطر هذه المواد على صحة الإنسان ومنها على سبيل المثال المبيدات الحشرية ال DDT وآثاره السيئة على الجنين والطفل الرضيع. فأثناء حياة أية امرأة تستمر هذه الملوثات في التركيز في الأنسجة الدهنية. وبسبب متطلبات الحمل والرضاعة التي تتسبب في تكسير الخلايا الدهنية من أجل الاستفادة بها تغرق دورتها الدموية في وقت قصير بكل الملوثات التي تراكمت في الأنسجة الدهنية على مر السنين التي تمر بالتالي على الجنين أو تفرز في اللبن إلى الطفل الرضيع، وبالتالي يتعرض الإنسان إلى هذه الملوثات في مرحلة حساسة جدًّا من حياته. تؤثر الملوثات العضوية الدائمة على الجهاز المناعي للإنسان وعلى جهازه العصبي، كما أنها تتسبب في مشاكل سلوكية له بالإضافة إلى تأثيرها على الإنجاب. ارتبطت الملوثات العضوية الدائمة أيضًا بانخفاض في أعداد الحيوانات المنوية عند الرجال وزيادة في العيوب الخلقية للجهاز التناسلي وزيادة نسبة سرطان الخصية. مشكلة أخرى هي الملوثات القديمة المخزونة بشكل غير سليم التي لا بد من التعرف على أماكنها وتجميعها وتدميرها بشكل سليم حتى لا تؤثر على البيئة ومنها على سبيل المثال المبيدات الزراعية وهي اخطر ملوث اخذ انتهى صلاحيته واستخدم فين الرقابة الزراعية؟؟؟

وقفة
أيتها البيئة: إن مشكلة الملوثات العضوية الدائمة مشكلة عالمية وبالتالي لا بد لها من حل عالمي. ولن تكفي اتفاقية عالمية بل لا بد من تعاون جميع الحكومات والمؤسسات الصناعية والجمعيات الأهلية والمستهلكين لمنع استخدام هذه المواد الضارة بالبيئة وبالإنسان وبالحيوان والله المستعان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر المقال بجريدة البلاد
الاثنين 4/شعبان/1427هـ
الكاتب د-فهد تركستاني






"وما كان الله ليعذبهمـ وأنت فيهمـ وما كان الله معذبهمـ وهمـ يستغفرون"