حقيقة لا ادري كيف كان حالنا اليوم دون وجود " نور الإسلام العظيم " فالذي ينظر الى التاريخ يجد انه يزخر بالعديد من الحوادث " الخرافية " التي تنسب فيها ظاهرة خسوف القمر بما يعرف باسم جنون القمر .
وحاولت بعض الدراسات التوصل إلى حقيقة هذه العلاقة التي يرجع تاريخ الاعتقاد بها إلى مئات السنوات وقارن تقرير نشر عام ستة وسبعين بين ما يقترب من خمس وثلاثين ألف جريمة وبين مراحل القمر. ووجد أن فترة اكتمال القمر أو عندما يصبح بدرا، هي الفترة التي تشهد ارتكاب أكبر عدد من الجرائم .
لكن غالبية الدراسات فشلت في التوصل إلى وجود أي علاقة قوية بين مراحل القمر وبين السلوك غير السوي. ففي بحث أجري في الولايات المتحدة عام ثلاثة وثمانين، لم يتسن العثور على أي علاقة بين المكالمات التي تلقتها الشرطة طلبا للنجدة وبين حالة القمر
لكن القانون الإنجليزي يعترف بوجود هذه العلاقة. ففي عام 1600 م اعترف سير ويليام هيل الذي أصبح فيما بعد رئيسا للمحكمة العليا، بوجود علاقة بين القمر وبين الإصابة بالجنون
وكتب قائلا إن القمر له تأثير هائل على جميع الأمراض التي تصيب العقل خاصة الجنون. وعلى هذه النظرية بني قانون الجنون عام 1844 م.
وفي عام 1940 دفع جندي ببراءته من تهمة قتل بسبب إصابته بجنون القمر وليست تلك هي الحالات الوحيدة التي ارتبط فيها القمر بالجرائم. فمن جرائم القتل الثمانية الشهيرة التي ارتكبها ديفيد بيركويتز ثبت أن 5 منها ارتكبت وقت اكتمال القمر
كما أن سلسلة من جرائم القتل التي ارتكبها تشارلز هايد في أواخر ثمانينيات القرن الماضي ارتكبت أيضا وقت اكتمال القمر. وكانت تلك الجرائم هي التي ألهمت الكاتب روبرت لويس ستيفنسون لكتابة قصته الشهيرة دكتور جيكل ومستر هايد لكن جرائم القتل أو ما شابهها ليست النتيجة الوحيدة لاكتمال القمر. ففي عام أربعة وسبعين لقي ستة عشر شخصا من سكان العاصمة الكمبودية فنوم بينه حتفهم عندما قرر بعض الجنود إطلاق النيران لإخافة ما اعتقدوا أنه قرد يأكل القمر .
وهؤلاء الذين يشجعون التفسير القائل بوجود علاقة بين القمر والجنون دائما ما يدعمون آرائهم بنظرية المد البيولوجي وهذه النظرية تنطلق من حقيقة أن جاذبية القمر قادرة على تحريك كميات هائلة من المياه فيما يعرف بالمد، وبالتالي سيكون لها تأثير على جسم الإنسان الذي يشكل الماء 80% من مكوناته
لكن العلماء يقولون إن ضربات القلب ودخول الهواء وخروجه من الرئة يتغلبان على تأثير أي مد بيولوجي قد يحدث داخل الجسم البشري
غير أن نظرية تأثير القمر على سلوك الحيوانات تلقى قبولا كبيرا بين العلماء. فقد أرجع باحثون في برادفورد نحو 1500 حادث تعرض فيه أشخاص لهجمات من الكلاب بين عامي سبعة وتسعين وتسعة وتسعين لحالة القمر. وتفترض تلك النتائج أن البشر معرضون بمعدل الضعف لهجمات من الكلاب في فترة اكتمال القمر
في الوقت نفسه يؤثر القمر على وجه آخر من أوجه الحياة وهو الزراعة. فحتى الآن لا يزال المزارعون يجدون في القمر دليلا لهم، فيعتقدون أنه من المفضل زرع البذور في فترة نمو القمر من مرحلة الهلال حتى مرحلة البدر ويعتقد أن هذا يكون أفضل للاستفادة من الجاذبية والضوء والمغناطيسية
مــلـحـق اضـافـي :-
سـمـفـونـيـة ضـوء الـقـمـر ليـبـتـهـوفـن